شرح المنام
ـ 7 ـ
أبا بكر
(1) ، فجعله ثانيه ، فقال : ( ثاني اثنين ) .
الثاني : أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه
(2) بينهما ، فقال : ( إذ هما في الغار ) .
الثالث : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة ، فقال : ( إذ يقول لصاحبه ) .
الرابع : أنه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه
(3) ، ورفقه ، به ، لموضعه عنده ، فقال : ( لا تحزن ) .
الخامس : أنه
(4) أخبره أن الله معهما على حد سواء ، ناصرا لهما ، ودافعا عنهما ، فقال : ( ان الله معنا ) .
السادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لان الرسول لم تفارقه السكينة تط ، فقال : ( فانزل الله سكينته عليه ) .
فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها ، فقلت له : لقد ( حررت كلامك )
(5) ( هذا ، واستقصيت البيان فيه ، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه )
(6) في الاحتجاج
(7) ، غير أني بعون الله وتوفيقه ، سأجعل ما أتيت به كرماد إشتدت به الريح في يوم
**************************************************************
(1) في ( ك ) أبا بكر معه .
(2) في ( ك ) تأليفا .
(3) زيادة من ( ك وج ) .
(4) في ( ك ) اعلامه أنه .
(5) في ( ج ) حبرت بكلامك .
(6) ما بين المعقوفين ساقط من ( ج ) .
(7) في ( ك وج ) الاحتجاج لصاحبك عليه . (*)
شرح المنام
ـ 8 ـ
عاصف .
أما قولك : أن الله تعالى ذكره وذكر النبي صلى الله عليه وآله وجعل أبا بكر ثانيه
(1) ، فهو اخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا إثنين ، ( فما في ذلك من الفضل ؟ ) ،
(2) ، ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا وكافرا إثنان ، ( كما نعلم أن مؤمنا ومؤمنا اثنان )
(3) ، فما أرى لك في ذكر العدد طائلا ( تعتد به )
(4) .
وأما قولك : أنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فانه كالاول ، لان المكان ( يجمع المؤمنين والكفار )
(5) ، وأيضا فان مسجد النبي صلى الله عليه وآله أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك قول الله تعالى : ( فما للذين كفررا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين )
(6) .
وأيضا فان سفينة نوح قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، ( والانسان
(7) ، فالمكان )
(8) لا يدل على ما ادعيت
(9) من الفضيلة
(10) فبطل فضلان .
**************************************************************
(1) في ( ك ) ثانيه فليس في ذلك فضيلة .
(2) ليس في ( ك ) .
(3) زيادة من ( ك وج ) .
(4) في ( ك وج ) تعتمده .
(5) في ( ك ) يجتمع فيه المؤمنون والكفار ، كما يجتمع العدد للمؤمنين والكفار .
وفي ( ج ) يجمع المؤمن والكافر كما يجمع العدد المؤمنين والكفار .
(6) المعارج : 37 .
(7) في ( ج ) الكلب .
(8) في ( ك ) فبان لك أن الاجتماع بالمكان .
(9) في ( ج ) أوجبت .
(10) في ( ك ) الفضل . ( * )
شرح المنام
ـ 9 ـ
وأما قولك : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فانه أضعف من الفضلين الاولين ، لان الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله عزوجل : ( إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ، ثم من نطفة ، ثم سواك رجلا )
(1) .
وأيضا فان اسم الصحبة يقع
(2) بين العاقل ولين البهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم ، فقال الله تعالى : ( وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه )
(3) وقد سموا الحمار صاحبا فقالوا :
ان الـحـمـار مــع الـحـمار مـطـية فــإذا خـلوت بـه فـبئس الـصاحب (4) |
وأيضا فقد سموا السيف
(5) صاحبا ، ( فقالوا في ذلك )
(6) جاورت هندا وذاك اجتنابي
(7) ومعي صاحب كتوم اللسان
**************************************************************
(1) الكهف : 35 .
(2) في ( ك ) تكون ، وفي ( ج ) تطلق .
(3) ابراهيم : 4 .
(4) البيت من قصيدة قالها ، هكذا في ( الاصل ) .
(5) في ( ك وج ) الجماد مع الحي .
(6) في ( ك ) قال الشاعر ، وفي ( ج ) قالو ذلك في السيف شعرا .
(7) في ( ك وج ) زرت . (*)
شرح المنام
ـ 10 ـ
يعني السيف ، فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل وبين
(1) البهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك ؟ !
وأما قولك : أنه قال ( لا تحزن ) فانه
(2) وبال عليه ، ومنقصة
(3) ودليل على خطئه ، لان قوله : ( لا تحزن ) نهي ، وصورة النهي قول القائل : ( لا تفعل ) ، فلا يخلو ( أن يكون )
(4) الحزن وقع
(5) من أبى بكر ( على أحد وجهين : إما )
(6) طاعة أو معصية ، فان كان طاعة فالنبي لا ينهى ( عنها ، فدل على أنه )
(7) معصية ، ( فان انتهى وإلا فقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه )
(8) .
وأما قولك أنه قال له : ( ان الله معنا ) فان النبي صلى الله عليه وآله أخبر
(9) أن الله معه خاصة ، وعبر عن نفسه بلفظ الجبع ( فقال : ( معنا ) كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع )
(10) فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر
**************************************************************
(1) ليس في ( ك وج ) .
(2) في ( ك ) فان ذلك .
(3) في ( ك وج ) منقصة له .
(4) ما بين المعقوفين ليس في ( ك ) .
(5) في ( ك ) الواقع .
(6) في ( ك ) من ان يكون .
(7) في ( ك وج ) عن الطاعات ، بل يأمر بها ويدعو إليها ، وإن
كان .
(8) في ( ك ) فقد صح وقوعها منه ، وتوجه النهي عنها وشهدت الآيات أنه ولم يرد دليلا على امتثاله للنهي وانزجاره ، وفي ( ج ) فقد نهاه النبي صلى الله عليه وآله عنها ، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه .
(9) في ( ك ) اعلمه .
(10) ما بين المعقوفين ليس في ( ك وج ) . (*)
شرح المنام
ـ 11 ـ
وانا له لحافظون )
(1) ، وقد قيل ( أيضا في هذا )
(2) : أن أبا بكر قال : يارسول الله حزني على اخيك علي بن أبي طالب ما كان منه ، فقال له النبي : ( لا تحزن ان الله معنا ) ، أي : معي ومع أخي علي ابن أبي طالب .
وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فانه ( كفر بحت )
(3) ، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى : ( فانزل سكينته عليه وايده بجنود لم تروها )
(4) فان
(5) كان ابو بكر هو صاحب
السكينه فهو
(6) صاحب الجنود ، وهذا
(7) إخراج النبي عليه السلام من النبوة ، على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له ، لان الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين ، وكان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع
(8) : ( ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها )
(9) .
( وفي موضع آخر )
(10) : ( فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى )
(11) .
**************************************************************
(1) الحجر : 9 .
(2) ليس في ( ك ) .
(3) في ( ج ) فانه ترك للظاهر .
وفي ( ك ) كفر .
(4) التوبة : 41 .
(5) في ( ك ) فلو .
(6) في ( ك ) لكان هو .
(7) في ( ك وج ) وفي هذا .
(8) في ( ك ) أحدهما ، وفي ( ج ) أحد الموضعين .
(9) التوبة : 27 .
(10) في ( ك وج ) وقال في الموضع الآخر .
(11) الفتح : 26 . (*)
شرح المنام
ـ 12 ـ
ولما كان في ( هذا اليوم )
(1) خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فانزل سكينته عليه ) ، فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله
(2) من المؤمنين ، فدل باخراجه
(3) من السكينة على خروجه من الايمان.
( قال الشيخ المفيد رحمه الله )
(4) فلم يحر ( عمر بن الخطاب )
(5) جوابا ، وتفرق الناس ، واستيقظت
(6) .
تم المنام ولله الحمد والمنة ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله .
**************************************************************
(1) في ( ك ) يوم الغار ، وفي ( ج ) هذا الموضع .
(2) في ( ك ) كان معه ، وفي ( ج ) كما شرك من ذكرنا قبل هذا .
(3) في ( ك وج ) اخراجه .
(4) ما بين المعقوفين زيادة من ( ك ) .
(5) ما بين المعقوفين زيادة من ( ك ) .
(6) في ( ج ) واستيقظت من نومي . (*)