--------------------------- (1) ناسخ التواريخ : 2/377 ، معالي السبطين : 2/19 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) أبو مخنف : 133 . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
|
وَاوَحْشَةَ الحَرْبِ والمحرابِ إذ عَدِما مِنْ بَعْدِهِم باكياً أو باسماً مَنْ مُبْلِغُ الزُّهْدِ والتقوى بأَنْ هُدِمَتْ تلك القَوَاعِدُ وانهارت مَبَانيها(1) | فيها
وذوو المروَّةِ والوَفَا طَهُرَتْ نفوسُهُمُ لطيبِ أُصُولِها فَعَنَاصِرٌ طَابت لهم وحُجُورُ فتمثَّلَتْ لَهُمُ القُصُورُ وَمَا بِهِمْ لولا تمثَّلتِ القُصُورُ قُصُورُ مَا شَاقَهُمْ للموتِ إلاَّ دَعْوَةُ ال رحمنِ لاَ وِلْدَانُها والحُورُ (1) | أنصارُهُ لَهُمُ على جيشِ اللئامِ زئيرُ
وبيَّتوه وقد ضاق الفسيحُ حتَّى إذا الحربُ فيهم من غَد كَشَفَتْ عن سَاقِها وَذَكَا من وَقْدِهَا شعلُ تبادرت فتيةٌ من دونِهِ غُرَرٌ شُمُّ العرانينِ مَا مَالُوا ولا نَكَلُوا كأنَّما يُجتنى حُلْوَاً لأنفسِهِمْ دُوْنَ المنونِ من الْعَسَّالَةِ العَسَلُ تراءت الحُورُ في أعلى القُصُورِ لهم كشفاً فهان عليهم فيه ما بذلوا (2) | بِهِ منهم على مَوْعِد من دونِهِ العَطَلُ
عفيراً متى عاينتُه فما أجلت الحربُ عن مِثلِه صريعاً يُجبنُ شجعانَها | الكُماة يَختطفُ الرعبُ ألوانَها
وآثَرَ أَنْ يسعى إلى الموتِ فأمضى على الرمضاءِ شِلْواً تناهبت حَشَاه العَوَالي والمهنَّدةُ البُتْرُ قضى بين أطرافِ الأسنَّةِ ظامئاً بحرِّ حشاً من دون غلَّتِها الجمرُ فلهفي عليه فوقَ ساليةِ الثَّرَى على جِسْمِهِ تجري المسوَّمَةُ الضُّمْرُ (1) | صابراً ونفسُ أبيِّ الضيمِ شيمتُها الصبرُ
نصروا ابنَ بنتِ نبيِّهم طُوبى لهم نالوا بنُصْرَتِهِ مَرَاتِبَ | ساميه
أَوْصَى ابنُ عوسجة حبيباً قا نصروه أحياءاً وعند مَمَاتِهِمْ يُوْصِي بنُصْرَتِهِ الشفيقُ شفيقا | قال تِلْ دُوْنَهَ حتى الحِمَامَ تَذُوقا
أَوْصَى ابنُ عوسجة حبيباً قال قا تِلْ دُوْنَهَ حتى الحِمَامَ تَذُوقا نصروه أحياءاً وعند مَمَاتِهِمْ يُوْصِي بنُصْرَتِهِ الشفيقُ شفيقا |
أنا عَجُوزٌ سيِّدي ضعيفه خاويةٌ باليةٌ أضربُكُمْ بضربة عنيفه دون بني فاطمةَ الشريفه | نحيفه
وأضحى يُديرُ السبطُ عينيه لا أحاطت به سبعون ألفاً فردَّها شَوَارِدَ أَمْثَالَ النّعامِ المشرَّد وقام عَدِيمُ النصرِ بين جُمُوعِهِم وحيداً يحامي عن شريعةِ أحمدِ إلى أن هوى لِلأرْضِ شِلْواً مبضَّعاً ولم يُرْوَ من حَرِّ الظما قَلْبُهُ الصَّدِي هوى فهوى التوحيدُ وانطمس الهدى وحُلَّت عُرَى الدينِ الحنيفِ المشيَّدِ له اللهُ مفطورَ الفؤادِ من الظَّمَا صريعاً على وَجْهِ الثرى المتوقِّدِ ثوى في هجيرِ الشمسِ وهو معفَّرٌ تظلِّلُه سُمْرُ القنا المتقصِّدِ وأضحت عوادي الخيلِ من فَوْقِ صَدْرِهِ تروحُ إلى كَرِّ الطِّرَادِ وتغتدي وهاتفة من جَانِبِ الخِدْرِ ثاكل بَدَتْ وهي حسرى تَلْطُمُ الخدَّ باليدِ(2) | يرى سوى جُثَث منهم على التُّرْبِ رُكَّدِ
صالوا وجالوا وأدَّوا حَقَّ سيِّدِهِم في مَوْقِف عقَّ فيه الوَالِدَ وَشَاقَهُم ثَمَرُ العُقْبَى فأصبح في صُدُورِهم شَجَرُ الخطيِّ يَخْتَضِدُ | الوَلَدُ
وشيخٌ عليه بَهَاءُ حبيبٌ وأَعْظِمْ بإيمانِهِ نَمَتْهُ الكِرَامُ لها فَانْتَمَى لَقَدْ لازم المرتضى فَاغْتَدَى بِمَا نال من عِلْمِهِ عَيْلَما حَبَاه الوصيُّ بِعِلْمِ الغُيُوبِ فَقَدْ كان في جَنْبِهِ مُكْرَمَا وخاض الحُرُوبَ فأبلى بها وكان بها الفَارِسَ الضيغما | المشيبِ لِنَصْرِ عميدِ الهُدَى يمَّما
وبُشِّر بالقَتْلِ دون الحسينِ فكان بهذا اللِّقَا إلى أَنْ أتاه رَسُولُ الشهيدِ أَنِ اقْدِمْ فَقَدْ آن أَنْ تَغْنَما فلبَّى نِدَا كَعْبَةِ الوافدينَ وجاء إلى كربلا مُحْرِمَا وَمُذْ حَلَّ في تَلَعَاتِ الطفوفِ لَهُ السِّبْطُ رَايَتَه سلَّما فصال بها في صُفُوفِ العدى وَضَرَّجَ صَارِمَه بالدِّما وَسَرَّ فُؤَادَ ابنةِ الطاهرينَ كَمَا سَرَّ سيِّدَه الأَعْظَمَا (1) | مُغْرَما
أُقْسِمُ لو كنَّا لكم يا شرَّ قوم حَسَباً وآدا | أعدادا أو شَطْرَكم وَلَّيْتُمُ أكتادا
أنا حبيبٌ وأبي أنتم أعَدُّ عُدَّةً وأكثرُ ونحن أوفى مِنْكُمُ وأصبرُ ونحن أعلى حجَّةً وأظهرُ حقّاً وأتقى منكُمُ وأَعْذَرُ | مُظَاهِرُ فَارِسُ هيجاء وَحَرْب تَسْعَرُ
إنْ يَهُدَّ الحسينَ قَتْلُ بَطَلٌ قد لَقِي جِبَالَ الأعادي من حديد فردَّها كَالعِهْنِ لا يُبَالي بالجمعِ حيث توخَّى فهو ينصَبُّ كانصبابِ المُزْنِ أَخَذَ الثارَ قَبْلَ أَنْ يقتلوه سلفاً مِنْ منيَّة دونَ مَنِّ | حبيب فلقد هَدَّ قَتْلُهُ كُلَّ رُكْنِ
قتلوا منه للحسينِ | حبيباً جامعاً في فِعَالِهِ كلَّ حُسْنِ (1)
وإنّ قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشم أذلَّ رِقَابَ المسلمينَ | فذلَّتِ (4)
سننتُمْ علينا القَتْلَ لا | تُنْكِرُونه فذوقوا كما ذُقْنا عَلَى سَالِفِ الدَّهْرِ (2)