ثمَّ خرج من بعده زهير بن القين رضي الله عنه ، وهو يرتجز ويقول :
ثمَّ خرج سعيد بن عبدالله الحنفي وهو يرتجز :
ثمَّ برز حبيب بن مظاهر الأسدي وهو يقول :
المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
وقاتل قتالا شديداً ، ثمَّ حمل عليه رجل من بني تميم فطعنه ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير ـ لعنه الله ـ على رأسه بالسيف ، فوقع ، ونزل التميمي فاجتزَّ رأسه ، فهدَّ مقتله الحسين ( عليه السلام ) ، فقال : عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي ، وقال محمد بن أبي طالب : فقتل اثنين وستين رجلا ، فقتله الحصين بن نمير وعلَّق رأسه في عنق فرسه . |
أَرْمِي بها مُعْلَمَةً مسمومةً تجري بها أَخْفَاقُها لََيمْلأَنَّ أَرْضَها رِشَاقُها | أفواقُها والنفسُ لاَ يَنْفَعُها إشْفَاقُها
أَنَا الْغُلاَمُ الَْيمَنِيُّ إِنْ أُقْتَلِ اليومَ فَهَذَا أَمَلِي فَذَاكَ رَأْيي وَأُلاَقِي عَمَلِي | الْبَجَلِي ديني على دينِ حُسين وعلي
أميري حسينٌ وَنِعْمَ عَلِيٌّ وفاطمةٌ وَالِدَاهُ فَهَلْ تعلمون له مِنْ نَظِيرْ ؟ له طَلْعَةٌ مِثْلُ شَمْسِ الضُّحَى له غُرَّةٌ مِثْلُ بَدْر مُنِيرْ | الأميرْ سُرُورُ فُؤَادِ البشيرِ النذيرْ
أنا عَجُوزٌ سيِّدي ضعيفه خَاويةٌ باليةٌ أضربُكُمْ بضربة عنيفه دون بني فَاطِمَةَ الشريفه | نحيفه
صالوا وجالوا وأدّوا حق وعاد ريحانةُ المختار منفرداً بين العدى ما له حام ولا عضدُ يكرُّ فيهم بماضيه فيهزمُهم وهم ثلاثون ألفاً وهو منفردُ لو شئت يا علة التكوين محوَهمُ ما كان يثبُتُ منهم في الوغى أحدُ(2) | سيدهم في موقف فيه عقَّ الوالدَ الولدُ
أَنَا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ واللهِ لا يَحْكُمُ فينا ابنُ الدَّعِي أَطْعَنُكُمْ بالرُّمْحِ حَتَّى يَنْثَنِي أَضْرِبُكُمْ بَالسَّيْفِ أَحْمِي عَنْ أَبِي ضَرْبَ غُلاَم هَاشِمِيٍّ عَلَوِي | عَلِي من عُصْبَة جَدُّ أَبيهِمُ النبي
الحربُ قد بانت لها الحَقَائِقُ وَظَهَرَتْ مِنْ بَعْدِهَا وَاللهِ رَبِّ الْعَرْشِ لاَ نُفَارِقُ جُمُوعَكم أَوْ تُغْمَدَ الْبَوَارِقُ | مَصَادِقُ
إِنْ تُنْكِرُوني فَأَنَا ابنُ يَطِيرُ فيها بِجَنَاح أَخْضَرِ كَفَى بهذا شَرَفاً في الَمحْشَرِ | جَعْفَرِ شَهِيدِ صِدْق في الجِنَانِ أَزْهَرِ
شَيْخِي عليٌّ ذوالفخارِ هذا حسينُ ابنُ النبيِّ المرسلِ عنه نُحَامي بالحُسَامِ المصقلِ تَفْدِيه نفسي من أخ مُبَجَّلِ | الأطولِ مِنْ هاشِمِ الصِّدْقِ الكريمِ المفضلِ
يَضْرِبُكُمْ بسيفِهِ وَلاَ يفَرْ وَلَيْسَ فيها كالجَبَانِ المُنْجَحِرْ |
إِنّي أنا عُثَْمانُ ذو المَفَاخِرِ شيخي عليٌّ ذو الفِعَالِ الظاهرِ وَإبنُ عَمٍّ للنبيِّ الطَّاهِرِ أخي حسينٌ خِيْرَةُ الأَخَايرِ وَسيِّدُ الكِبَارِ وَالأَصَاغِرِ بَعْدَ الرسولِ والوصيِّ النَّاصِرِ |
إِنّي أَنَا جَعْفَرُ حَسْبي بعمِّي شَرَفاً وخالي أَحْمِي حسيناً ذي النَّدَى المِفْضَالِ | ذوالمَعَالي إبنُ عليِّ الخيرِ ذوالنَّوَالِ
أَنَا ابنُ ذي النَّجْدَةِ وَالإِفْضَالِ ذَاكَ عليُّ الخيرُ ذو سيفُ رَسُولِ اللهِ ذوالنَّكَالِ في كُلِّ قوم ظَاهِرُ الأهوالِ | الفِعَالِ
إِنْ تُنْكِرُوني فَأَنَا إِبْنُ هذا حسينٌ كالأسيرِ المُرْتَهَنْ بينَ أُنَاس لاَ سُقُوا صَوْبَ الْمُزُنْ | الحَسَنْ سِبْطِ النبيِّ المصطفى والمؤتمنْ
إِنْ تُنْكِرُوني فَأنَا ابنُ حَيْدَرَ ضرغامُ آجَام وَلَيْثٌ عَلَى الأعادي مِثْلُ ريح صَرْصَرَ | قَسْوَرَ
وَلَوْ تَرَاهُ حَامِلا مُخَضَّباً مِنْ فَيْضِ أَوْدَاجِهِ أَلْبَسَهُ سَهْمُ الرَّدَى مِجْسَدَا تَحْسَبُ أنَّ السَّهْمَ في نَحْرِهِ طَوْقٌ يُحَلِّي جِيْدَه عَسْجَدا وَمُذْ رَنَت لَيْلَى إليه غَدَتْ تدعو بصوت يَصْدَعُ الْجَلْمَدَا تقولُ عَبْدُ اللهِ مَا ذَنْبُهُ مُنْفَطِماً آبَ بِسَهْمِ الرَّدَى قد كنتُ أرجو فيه لي سلوةً فَخَيَّبوا ما كنتُ أَرْجُو العِدَى لَمْ يَمْنَحُوه الْوِرْدَ إِذْ صَيَّروا فَيْضَ وَرِيْدَيْهِ لَهُ مَوْرِدا أَفْدِيهِ مِنْ مُرْتَضِع ظامياً بِمُهْجَتي لو أَنَّهُ يُفْتَدَى(2) | طِفْلَهُ رَأَيْتَ بدراً يَحْمِلُ الْفَرْقَدا
شيعتي مهما شربتم عذبَ ماء فاذكروني أو سمعتم بغريب أو شهيد فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني وبجرد الخيلِ بعد القتل عمداً سحقوني ليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظروني كيف استسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني (2) | فاندبوني
وَتَحَرَّكَتْ بالهاشميِّ وهو العليلُ تَنَاهَبَتْهُ عِلَّةٌ تَرَكَتْهُ في حِضْنِ الفِرَاشِ قَعيدا لله زَيْنُ العابدينَ وَخَوْفُهُ مِنْ رَبِّهِ مَلأَ السُّهُولَ سُجُودَا تَرَكَ الْفِرَاشَ عَلَى الْعَصَا مُتَوَكِّئاً وَالكَفُّ جَرَّتْ صارماً مهنودا إِذْ كَانَ حَمْلُ السيفِ يُعْجِزُ رَاحَةً حَوَتِ المَكَارِمَ وَالْعُلَى وَالجُودا وَرَآهُ وَالِدُهُ فَصَاحَ بِلَهْفَة كالنارِ زَادَت جَانِحَيْهِ وَقيدا رُدّيهِ يَا أُخْتَاهُ عَنْ سَاحِ الرَّدَى كي لا أراه مِنَ الحياةِ فقيدا وَبِذَاكَ يَفْنَى نَسْلُ آلِ محمَّد والدينُ يُصْبِحُ تَائِهاً وَشَريدا رَدَّتْهُ عَمَّتُهُ وفي أَجْفَانِها دَمْعٌ يُجَرِّحُ مُقْلَةً وَخُدُودَا (1) | حَمَاسَةٌ شَمَّاءُ أَنْشَدَها الزمانُ نشيدا
سَطَا وهو أَحْمَى مَنْ يَصُونُ كريمةً وَأَشْجَعُ مَنْ يَقْتَادُ للحربِ فَرَافِدُهُ في حَوْمَةِ الضربِ مُرْهَفٌ على قِلَّةِ الأنصارِ فيه تَكَثَّرا تَعَثَّرَ حَتَّى مات في الْهَام حَدُّهُ وَقَائِمُهُ في كَفِّهِ مَا تَعَثَّرا كأنَّ أخاه السَّيْفَ أُعْطِي صَبْرَهُ فَلَمْ يَبْرَحِ الهيجاءَ حَتَّى تكسَّرا | عَسْكَرا
وَبَقِي الحسينُ الطُّهْرُ في جَيْشِ العِدَى كالبدرِ في جُنْحِ الظَّلاَم يَسْطُو بِعَضْب كالشِّهَابِ فَتَنْثَنِي مِنْ بَأْسِهِ كالضَّانِ وَافَتْ أَشْهَبَا عُذْراً إَذَا نَكَصُوا فِرَاراً من فَتَىً قد كان حيدرةُ الكَمِيُّ لَهُ أَبَا وهذاكَ أَطْعَمَهُمْ ببدر مُمْقِرَاً وبكربلا هذا أَغَصَّ الْمَشْرَبَا (2) | تَحَجَّبَا
مَنْ ذا يقدِّمُ لي الجَوَادَ وَلاَمَتِي وَالصَّحْبُ صَرْعى والنصيرُ قليلُ فَأَتْتهُ زينبُ بالجَوَادِ تَقُودُهُ والدَّمْعُ مِنْ ذِكْرِ الْفِرَاقِ يَسِيلُ وتقولُ قد قَطَّعْتَ قلبي يَا أَخِي حُزْناً وياليتَ الجبالَ تزولُ وَلِمَنْ تُنَادي والحُمَاةُ عَلَى الثَّرَى صَرْعَى وَلاَ مِنْهُمْ يُبَلُّ غَلِيلُ مَا في الخيامِ وَقدْ تَفَانَى أَهْلُها إلاَّ نِسَاءٌ وُلَّهٌ وَعليلُ أَرَأَيْتَ أُخْتاً قد أتت لِشَقِيقِهَا فَرَسَ الْمَنُونِ وَلاَحِمَىً وكفيلُ فَتَبَادَرَتْ منه الدُّمُوعُ وَقَالَ يَا أُخْتَاهُ صبراً فالمصابُ جليلُ فبكت وقالت يابنَ أُمّي ليس لي وَعَلَيْكَ ما الصَّبْرُ الجميلُ جميلُ يَا نُوْرَ عَيْني يَا حُشَاشَةَ مُهْجَتي مَنْ لِلنِّسَاءِ الضَّائِعَاتِ دليلُ وَرَنَتْ إلى نَحْوِ الخيامِ بِعَوْلَة عُظْمَى تَصُبُّ الدَّمْعَ وَهِيَ تقولُ قُومُوا إِلَى التوديعِ إنَّ أَخِي دَعَا بِجَوَادِهِ إِنَّ الفِرَاقَ طويلُ فَخَرَجْنَ رَبَّاتُ الخُدُورِ عَوَاثِراً وَغَدَا لها نَحْوَ الحسينِ عويلُ اللهُ مَا حَالُ العليلِ وَقَدْ رَأَى تلك المَدَامِعَ لِلْوِدَاعِ تسيلُ (1) |
سيطولُ بَعْدِي يَا سكينةُ فَاعْلَمِي مِنْكِ الْبُكَاءُ إذَا الحِمَامُ لاَ تُحْرِقِي قَلْبِي بِدَمْعِكِ حَسْرَةً مَادَامَ مِنّي الرُّوحُ في جُثَْمانِي فَإِذَا قُتِلْتُ فَأَنْتِ أَوْلَى بالّذي تَأْتِيْنَهُ يَا خِيْرَةَ النسوانِ (3) | دَهَاني
صبرت على شيء أمر من | الصبر سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري (4)
أنا ابنُ عليِّ الطُّهْرِ من آلِ وَجَدّي رسولُ اللهِ أَكرمُ مَنْ مَضَى ونحنُ سِرَاجُ اللهِ في الخَلْقِ نَزْهُرُ وَفَاطِمٌ أمّي من سُلاَلةِ أحمد وَعَمِّيَ يُدْعَى ذَا الْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ وفينا كِتَابُ اللهِ أُنْزِلَ صَادِقاً وفينا الْهُدَى والْوَحْيُ بالخيرِ يُذْكَرُ ونحنُ أَمَانُ اللهِ للنَّاسِ كُلِّهِمْ نُسِرُّ بهذا في الأَنَامِ وَنَجْهَرُ ونحنُ وُلاَةُ الْحَوْضِ نَسْقِي ولاتَنَا بِكَأْسِ رَسُولِ اللهِ ما ليس يُنْكَرُ وَشِيْعَتُنا في الناسِ أَكْرَمُ شِيْعَة وَمُبْغِضُنا يومَ القيامةِ يَخْسَرُ | هَاشِم كَفَاني بهذا مَفْخَراً حين أَفْخَرُ