قال السيِّد : ثمَّ إنَّ الحسين ( عليه السلام ) دعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة وهو في ذلك يقول : --------------------------- (1) الاحتجاج ، الطبرسي : 2/25 . (2) اللهوف ، ابن طاووس : 69 ـ 70 ، الإرشاد ، المفيد : 2/109 ـ 110 . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
|
القتل أولى من ركوب | العار والعار أولى من دخول النار
قَالَ اقْصدُوني بنفسي وَاتْرُكُوا حُرَمِي قَدْ حَانَ حَيْنِي وَقَدْ لاَحَتْ | لَوَائِحُهُ
وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ وَاحِدُ الناسِ يُحَامي وَرَاءَ الطاهراتِ مجاهداً بِأَهلي وَبِي ذاك المحامي المجاهِدُ وَلاَ سِمِعَتْ أُذْنِي وَلاَ أُذْنُ سَامِع بِأَثْبَتَ منه في اللِّقَا وهو وَاحِدُ إلَى أَنْ أَسَالَ الطَّعْنُ وَالضَّرْبُ نَفْسَهُ فَخَرَّكُمَا يَهْوِي إلى الأرضِ سَاجِدُ فَلَهْفِي لَهُ والخيلُ منهنَّ صَادِرٌ خَضِيْبُ الحَوَامي مِنْ دِمَاهُ وَوَارِدُ فَأَيُّ فَتَىً ظَلَّت خُيُولُ أُمَيَّة تُعَادِي عَلَى جُثَْمانِهِ وَتُطَارِدُ وَأَعْظَمُ شيء أَنَّ شِمْرَاً لَهُ عَلَى جَنَاجِنِ صَدْر ابنِ النبيِّ مَقَاعِدُ فَشُلَّتْ يَدَاه حين يَفْرِي بِسَيْفِهِ مُقَلَّدَ مَنْ تُلْقَى إليه المَقَالِدُ وَإَنَّ قتيلا مَيَّزَ الشِّمْرُ شِلْوَهُ لأَكْرَمُ مفقود يُبَكِّيهِ فَاقِدُ (1) | واحداً يُكَابِدُ مِنْ أَعْدَائِهِ مَا يُكَابِدُ
مَنَعُوه من مَاءِ الفُرَاتِ | وَوِرْدِهِ وأبوه ساقي الحوضِ يَوْمَ جَزَاءِ
حَتَّى قَضَى عطشاً كما اشتهت العِدَى بِأَكُفِّ لاَ صِيْد وَلاَ | أَكْفَاءِ
وَعَادَ أَبيُّ الضَّيْمِ بينَ فَتَىً تَرْجُفُ السَّبْعُ الطِّبَاقُ إذَا رَمَتْ بِصَاعِقَةِ الأقْدَارِ أَنْمُلُهُ الْعَشْرُ إِذَا جَنَّ لَيْلُ النَّقْعِ جَرَّدَ سَيْفَهُ فَيَنْشَقُّ فيه مِنْ سَنَا بَرْقِهِ فَجْرُ وَيُوْرِدُهُ مِثْلَ اللُّجَيْنِ بِهَامِهِمْ فَيَصْدُرُ عَنْهَا وَهُوَ مِنْ عَلَق تِبْرُ إِذَا نَظَمَتْ حَبَّ القُلُوبِ قَنَاتُهُ فللسيفِ في أَعْنَاقِ أَعْدَائِهِ نَثْرُ فَلاَ الوِتْرُ وِتْرٌ حينَ تَقْتَرِعُ الظُّبا وَلاَ الشَّفْعُ شَفْعٌ حين تَشْتَبِكُ السُّمْرُ (1) | عِدَاتِهِ وَنَاصِرُهُ الْبَتَّارُ وَالأَرنُ الْمُهْرُ
فَفَرَّقَ جَمْعَ القومِ حتّى فَأَذْكَرَهُمْ ليلَ الهريرِ فَأَجْمَعَ الكلابُ على اللَّيْثِ الْهِزَبْرِ وَقَدْ هَرُّوا هُنَاكَ فَدَتْهُ الصَّالِحونَ بِأنْفُس يُضَاعَفُ في يومِ الحِسَابِ لها الأَجْرُ وَحادُوا عَنِ الكُفَّارِ طَوْعاً لِنَصْرِهِ وَجَادَ لَهُ بالنفسِ مِنْ سعدِهِ الحُرُّ وَمَدُّوا إليه ذُبَّلا سَمْهَرِيَّةً لِطُولِ حَيَاةِ السِّبْطِ في مَدِّها جَزْرُ | كأنَّهم طُيُورُ بُغاث شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ
فَغَادَرَهُ في مَارِقِ الْحرْبِ مَارِقٌ بِسَهْم لِنَحْرِ السِّبْطِ مِنْ وَقْعِهِ فَمَالَ عن الطرفِ الجَوَادِ أخو النَّدَى الجَوَادُ قتيلا حَوْلَهُ يَصْهَلُ المُهْرُ سِنَانُ سِنَان خَارِقٌ منه في الحَشَا وَصَارِمُ شِمْر في الوريدِ له شمرُ تجرُّ عليه العاصفاتُ ذُيُولَها وَمِنْ نَسْجِ أيدي الصَّافِنَاتِ له طِمْرُ فَرُجَّت له السبعُ الطِّبَاقُ وزُلزلت رَوَاسِي جِبَالِ الأرضِ والتطمَ البَحْرُ فَيَا لَكَ مقتولا بكته السَّمَا دَمَاً فَمُغْبَرُّ وَجْهِ الأرضِ بالدمِ مُحْمَرُّ مَلاَبِسُهُ في الحربِ حُمْرٌ من الدِّما وَهُنَّ غَدَاةَ الحشرِ من سُنْدُس خُضْرُ(1) | نَحْرُ
فَتَلَقَّى الجُمُوعَ فَرْداً رُمْحُهُ مِنْ بَنَانِهِ وَكَأنْ مِنْ عَزْمِهِ حَدُّ سَيْفِهِ مطبوعُ زَوَّجَ السَّيْفَ بالنُّفُوسِ ولكنْ مَهْرُها الموتُ وَالخِضَابُ النَّجِيعُ | ولكنْ كُلُّ عُضْو في الرَّوْعِ منه جُمُوعُ
رَكِينٌ وَلِلأَرْضِ تَحْتَ الْكُمَاةِ رَجِيفٌ يُزَلْزِلُ أَقَرُّ على الأرضِ مِنْ ظَهْرِهَا إِذَا مَلْمَلَ الرُّعْبُ أَقْرَانَها تَزِيدُ الطَّلاَقَةُ في وَجْهِهِ إِذَا غَيَّرَ الْخَوْفُ أَلْوَانَها عَفِيراً مَتَى عَايَنَتْهُ الكُمَاةُ يَخْتَطِفِ الرُّعْبُ ألْوَانَها فَمَا أَجْلَت الحربُ عَنْ مِثْلِهِ صَرِيعاً يُجَبِّنُ شُجْعَانَها | ثَهْلاَنَها
حيدر آجرك الله بعالي الرتب أدرك الأعداء منه ثار بدر وحنين ذبح الشمرُ حسيناً ليتني كنتُ فداه وغدا الأملاك تنعاه خصوصاً عتقاه مادرى الملعون شمرٌ أيَّ صدر قد رقاه صدر من داس فخاراً فوق هام الفرقدين |
لاَ عِيْدَ لِلإسْلاَمِ بَعْدَ كَرْبَلا إِذْ ظَفَرَ الشِّرْكُ بِأَرْبَابِ فَأَطْعَمَتْ جُسُومَها بِيْضَ الظُّبَا وَتَوَّجَتْ بِالرُّوْسِ مِنْهُ الأَسَلاَ | الْوِلاَ
لَمْ يُبْقِ يومُ السِّبْطِ في الأعْيادِ مِنْ يوم لِمَنْ وَالاَهُ فيه سُرُورُ مَلأَ الزَّمَان شَجَاً بِخَطْب لَمْ يَكُنْ أبداً له في الحَادِثَاتِ نظيرُ (2) |
كانت مآتم بالعراق | تعدها أمية في الشام من أعيادها
والشمرُ مشتغلٌ في عجِبتُ من فَتكِ شمر بالحسينِ وقد رقى على الصدرِ ظُلماً وهو مُنتعِلُ كيفَ استطاع لصدرِ الصدرِ مُرتقياً ودونَ أدنى سُراقي كَعبه زُحلُ أفدي الحسينَ طريحاً لا ضريحَ له ومالَهُ غيرُ قاني نحرهِ غُسُلُ دِماؤُه هَطلت للشيبِ مِنه طَلت والجسمُ قد حَجلتَ من فوقهِ الحُجلُ والرأسُ مُرتفعٌ مِن فوقِ مُنتَصب يبكي على حَملهِ المريخُ والحملُ (2) ذَبح الشمرُ حسيناً ليتني كنتُ وقاه جعل الأملاكَ تبكيه خصوصاً عُتقاه مادرى المعلونُ شمرٌ أيَّ صدر قد رقاه صدر من سادَ فَخاراً فوقَ هامِ الشرطين بينها زينبُ قرحى الجفنِ ولهى وثكول تَلطمُ الخدَ وفي أحشائِها الحزنُ يجول تندبُ السبطَ بقلب واجد وهي تقول قد أصابتني بنور العينِ حسادي بعين | ذبحه عِجلٌ والسبطُ منجدلٌ يدعو ويبتهلُ
كربلا لا زلت كرباً وبلا مالقي عندك آل المصطفى |
كم على تُربك لما وضيوفٌ لفلاةِ قفرة نزلوا فيها على غير قِرى لم يذوقوا الماءَ حتى اجتمعوا بحدا السيفِ على ورد الردى تَكسفُ الشمسُ شموساً منهمُ لا تُدانيها علواً وضيا وتنوشُ الوحشُ من أجسادهِم أرجل السبق وإيمان الندا ووجوهاً كالمصابيح فمن قمر غابَ ومن نجم هوى غيرتهن الليالي وغدا جائر الحكم عليهم البلى يا رسول الله لو عاينتهم وهمُ ما بين قتل وسبى من رميض يُمنع الظل ومن عاطش يُسقى أنابيبَ القنا ومسوق عاثر يُسعى به خلف محمول على غير وطا جُزروا جَزرَ الأضاحي نَسلهَ ثم ساقوا أهلهَ سوقَ الإما | صُرعوا من دم سالَ ومن دمع جرى
قتلوه بعدَ علم ميتٌ تبكي له فاطمةٌ وأبوها وعليُ ذو العُلى (1) | منهمُ أنه خامسُ أصحابِ الكسا
وَمُجَرَّحٌ مَا غَيَّرت منه القَنَا حَسَناً وَمَا أَخْلَقْن منه جَدِيدا |
عفيراً متى عَايَنَتْهُ فَمَا أَجْلَت الحَرْبُ عَنْ مِثْلِهِ قتيلا يُجَبِّنُ شُجْعَانَها | الكُمَاةُ يَخْتَطِفُ الرُّعْبُ أَلْوَانَها
لهفي عَلَى تلك الأَنَامِلِ قُطِّعَتْ ولو انَّها اتَّصَلَتْ لكانت أبحرا |
وكريمة الحسبين بابن زعيمها هتفت عشية لا يُجيب زعيمُ |