قال : رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء ، معهم أعلام بيض ، قد تقلَّدوا --------------------------- (1) مثير الأحزان ، الجواهري : 146 . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
سيوفهم وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطّة ، ثم رأيت كأن هذه النخيل
قد ضربت بأغصانها الأرض تضطرب بدم عبيط ، وكأني بالحسين سخلي وفرخي
ومضغتي ومخي قد غرق فيه ، يستغيث فيه فلا يغاث ، وكأن الرجال البيض قد نزلوا
من السماء ، ينادونه ويقولون : صبراً آل الرسول ، فإنكم تُقتلون على أيدي شرار
الناس ، وهذه الجنة ـ يا أبا عبدالله ـ إليك مشتاقة ، ثم يُعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن
أبشر ، فقد أقرَّ الله به عينك يوم يقوم الناس لربِّ العالمين . |
اصبروا آل الرسول قُتل الفرخ النحول نزل الروح الأمين ببكاء وعويل |
فَيَا ساكني أرضِ الطفوفِ نشرْتُ دواوينَ الثَّنَا بَعْدَ طَيِّها وفي كلِّ طرس من مديحي لكم سَطْرُ فطابق شعري فيكُمُ دَمْعُ ناظري فَمُبْيَضُّ ذا نَظْمٌ ومُحْمَرُّ ذا نَثْرُ فَلاَ تتهموني بالسلوِّ فإنّما مواعيدُ سلواني وحقِّكُمُ الحشرُ فذلّي بكم عزٌّ وفقري بكم غِنىً وعُسْري بكم يُسْرٌ وكسري بكم جَبْرُ ترقُّ بروقُ السُّحْبِ لي من ديارِكم فينهلُّ من دمعي لِبَارِقِها الْقَطْرُ فعينايَ كالخنساءِ تجري دموعُها وقلبي شديدٌ في محبَّتِكم صَخْرُ وَقَفْتُ على الدارِ التي كنتُمُ بها فَمَغْناكُمُ من بَعْدِ معناكُمُ قَفْرُ وقد دَرَسَتْ منها الدروسُ وطالما بها دُرِسَ العلمُ الإلهيُّ والذِّكْرُ وسالت عليها من دموعي سَحَائِبٌ إلى أن تروَّى البانُ بالدمعِ والسِّدْرُ فَرَاقَ فِرَاقُ الروحِ لي بَعْدَ بُعْدِكم وَدَارَ بِرَسْمِ الدارِ في خاطري الفكرُ وقد أقلعت عنها السحابُ ولم تَجُدْ ولا درَّ من بَعْدِ الحسينِ لها دَر إمامُ الهدى سِبْطُ النبوَّةِ وَالِدُ ال أئمةِ ربُّ النهيِ مولىً له الأمرُ (2) | عليكُمُ سَلاَمُ محبٍّ ماله عنكُمُ صَبْرُ
قُبّةٌ كان زينةُ العرشِ كان فيها الحسينُ ربُّ المعالي وارثُ العلم مِن لَدُنْ أنبياها هو مَنْ كانت الأئمَّةُ منه وَهُمُ سادةُ الورى شُفَعَاها فعليه ربُّ السماواتِ صلَّى صلاةً لا منتهى لمداها (1) | فيها بل هو العرشُ لا الذي في سماها
إذا شئتَ النجاة فزر حسيناً لكي تلقى الإلهَ قريرَ فإن النارَ ليس تمسُّ جسماً عليه غُبارُ زوَّارِ الحسينِ | عينِ
إمامُ الهدى سِبْطُ النبوَّةِ والدُ | ال أئمةِ ربُّ النهيِ مولىً له الأَمْرُ
إمامٌ أبوه المرتضى عَلَمُ إمامٌ بكته الإنسُ والجنُّ والسَّمَا وَوَحْشُ الفلا والطيرُ والبرُّ والبحر له القُبَّةُ البيضاءُ بالطفِّ لم تزل تطوفُ بها طوعاً ملائكةٌ غُرُّ وفيه رسولُ اللهِ قال وقولُهُ ُ صحيحٌ صريحٌ ليس في ذلكم نُكْرُ حُبِي بثلاث ما أحاطَ بمثلِها وليٌّ فَمَنْ زيدٌ هناك وَمَنْ عمرو له تُرْبةٌ فيها الشفاءُ وقُبَّةٌ يجابُ بها الداعي إذا مسَّه الضرُّ وذرّيّةٌ دريَّةٌ منه تسعةٌ أئمةُ حقٍّ لا ثمان ولا عَشْرُ أيُقْتَلُ ظمآناً حسينٌ بكربلا وفي كلِّ عُضْو من أنامِلِه بحرُ ووالدُهُ الساقي على الحوضِ في غَد وفاطمةٌ مَاءُ الفُرَاتِ لها مَهْرُ (1) | الهدى وصيُّ رسولِ اللهِ والصِّنْوُ والصِّهْرُ
مولى بتربته الشفاء وتحت قبته الدعاء من كل داع فيه الإمام أبو الأئمة والذي هو للنبوة والإمامة مجمعُ | يسمعُ
فيا حبَّذا يومٌ به تَنْشُرُ تصولُ بجند من ملائكةِ السَّمَا كجدِّك لمَّا صال في ذلك الجندِ يسدُّ الفضاءَ الرَّحْبَ عَدّاً وعُدَّةً ولم يَبْقَ دونَ الحقِّ للشركِ من سَدِّ كأن المواضي البيضَ إنْ مطرت دماً بروقٌ وأصواتُ الملائكِ كالرَّعْدِ ونسمعُ روحَ القُدْسِ في أُفُقِ السما ينادي بأهل الأرضِ قد ظهر المهدي فتجمعُ شَمْلَ المسلمين مُؤَلِّفاً قلوباً طواها الاختلافُ على الحقدِ وتسْتَلُّ في كفّيكَ سيفَ محمَّد ومنه على عِطْفَيْكَ فضفاضةُ السردِ وتَسْتَرْجِعُ الأمرَ الذي استأثَرَتْ بِهِ كَمَا شاءت الأعداءُ في الحَلِّ والعَقْدِ نُلاَقي بِلاَ وَعْد مُحَيَّاكَ طالعاً وما أحسنَ اللُّقْيَا تجيءُ بلا وَعْدِ (2) | اللِّوا وتَشْهَرُ ذاك المشرفيَّ من الغمدِ
لم يخبِ الآنَ مَنْ رَجَاكَ وَمَنْ حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ | الحَلَقَة
خُذْهَا فإني إليك | معتذرٌ واعلمْ بأني عليك ذو شَفَقَه
لو كان في سَيْرِنَا الغَدَاةَ عَصَاً أمست سَمَانا عليك مُنْذَفِقَه لكنَّ ريبَ الزمانِ ذو غِيَر والكفُّ منّي قليلةُ النَّفَقَه |
فيا نكبةً هَدَّتْ قُوَى دينِ أحمد وَعُظْمَ مُصَاب في القُلُوبِ له أيرتفعُ الرأسُ الكريمُ على القَنَا ويُهْدَى إلى رِجْس قد اغتاله الكُفْرُ ويُمْنَعُ شُرْبَ الماءِ عمداً وكفُّه به من عَطَايَا جُوْدِ إنعامِهِ بَحْرُ ويُقْتَلُ ظمآناً كئيباً وجدُّه نبيٌّ له الإقبالُ والعزُّ والنصرُ حبيبٌ أجلُّ المرسلين مَقَامُهُ رسولٌ به تُرْجَى الشفاعةُ والبُشْرُ ووالدُهُ الهادي الوصيُّ خليفةُ ال نبيِّ أبو الأطهارِ والصِّنْوُ والصِّهْرُ إمامٌ له السرُّ العظيمُ وشأنُهُ ال قديمُ وفي أوصافِهِ نَزَلَ الذِّكْرُ(2) | سُعْرُ
إذا جادت الدنيا عليكَ فَجُدْ بها على الناسِ طرّاً قَبْلَ أَنْ تتفلَّتِ فلا الجودُ يُفْنِيها إذا هي أَقْبَلَتْ ولا البُخْلُ يُبقيها إذا ما تَوَلَّتِ |
يَا مَنْ بأرضِ الطفوفِ مشهدُهُ كالركنِ بينَ الحجيجِ وَيَا أبَا التسعةِ الأُولى كَرُمَتْ منها السجايا وطابت الشِّيَمُ أمَّتْ حِمَاك الوفودُ زائرةً لاَنَصَبٌ عَاقَها وَلاَ سَأَمُ تطوفُ فيه الملوكُ خاضعةً له وأهلُ السَّمَا به خَدَمُ (2) | يُسْتَلَمُ
متى أيُّها الموتورُ تَبْعَثُ أَتُغْضي وأنت المُدْرِكُ الثارِ عن دَم بِرَغْمِ الهدى أَضْحَى وليس له وِتْرُ وتلك بجَنْبِ الطفِّ فِتْيَانُ هاشم ثَوَتْ تَحْتَ أطرافِ القَنَا دَمُها هَدْرُ فَلاَ صبرَ حتَّى ترفعوها ذوابلا من الخطِّ لا يُلْوَى بخرصانِها كَسْرُ وتبتعثوها في المَغَارِ صواهلا من الخيلِ مقروناً بأعرافِها النصرُ فكم نكأت منكم أميَّةُ قُرْحَةً إلى الحشرِ لا يأتي على جُرْحها السَّبْرُ (2) | غارةً تُعِيدُ العِدَى والبَرُّ من دَمِهِمْ بَحْرُ
الآن إِذْ عَلِقَتْ مَخَالِبُنَا | به يرجو النَّجَاةَ وَلاَتَ حينَ مَنَاصِ
قد علم القومُ إذا أني شجاعٌ بطلٌ مُقَاتِلُ كأنني ليثُ عرين بَاسِلُ | تواكلوا وأحجم الفرسانُ إذ تناقلوا
فأتى إلى وادي الطفوفِ مُضَريَّة غُلْب نَمَاها هاشمٌ كبني أبيه وعمِّه وأخيهِ وتنادبت للذَّبِّ عنه عُصبَةٌ لبَّت نُفُوسُهُمُ نِدَا دَاعِيهِ من كلِّ أشوسَ يرتوي فَيْضَ الدِّمَا وَشَبَا الحُسَامِ من الطُّلاَ يُرْوِيهِ حتَّى قضوا عطشاً بماضيهِ الظُّبا أَرْوَاهُمُ من نَحْرِهِمْ هَامِيهِ فَدَعَاهُمُ يَا أُسْدَ غَابَاتِ الوَغَى لِمَنِ اللِّوى مِنْ بَعْدِكُمْ أُعْطِيهِ وَغَدَا وحيداً لم يَجِدْ من ناصر غيرَ السِّنَانِ وصارم يَحْمِيهِ(2) | بفتية تَرِدُ الرَّدَى بنفوسِهَا تَفْدِيهِ