مسير الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء : فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما ، فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فالتذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويضجَّ الضاجون ، ويعجَّ العاجون ، أين الحسن وأين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالح بعد صالح ، وصادق بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين الشموس الطالعة ، أين الأقمار المنيرة ، أين الأنجم الزاهرة ، --------------------------- (1) الأمالي ، الشيخ الصدوق : 143 / 149 ح 2 . (2) رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 158 . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
أين أعلام الدين وقواعد العلم (1) . |
لإنْ قصد الحُجَّاجُ بيتاً فإنّي بوادي الطفِّ أصبحت مُحْرِماً أطوفُ ببيت والحسينُ ذبيحُه تخفُّ له الأرواحُ قَبْلَ جُسُومِها أليس به ثِقْلُ النبيِّ وروحُهُ مسحتُ جبيني في ثَرَاهَ ونِلْتُهُ وَإِنْ عزَّ شأواً حيث إني مسيحُهُ أتسألني عن زمزم هاكَ مدمعي أو الحجرِ الملثومِ هذا ضريحُهُ (2) | بمكة وطافوا عليه والذبيحُ جريحُهُ
أَلاَ يا عينُ فاحتفلي على قوم تسوقُهُمُ المنايا بمقدار إلى إنجازِ وَعْدِ | بجهدِ وَمَنْ يبكي على الشهداءِ بعدي
فإن تكنِ الدنيا تُعَدُّ وإن تكنِ الأبدانُ للموتِ أُنشئت فقتلُ امرء بالسيفِ في اللهِ أفضلُ وإن تكنِ الأرزاقُ قسماً مقدَّراً فَقِلَّةُ حِرْصِ المرءِ في الرزقِ أجملُ وإن تكنِ الأموالُ للتركِ جَمْعُها فما بالُ متروك به المرءُ يَبْخَلُ (1) | نفيسةً فَدَارُ ثوابِ اللهِ أعلى وأنبلُ
أفدي القُرُومَ الأولى سارت للهِ مَن في مغاني كربلاءَ ثَوَوا وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ ما يجري مِنَ القَدَرِ ثاروا ولولا قَضَاءُ اللهِ يُمْسِكُهُمْ لم يترُكُوا لبني سفيانَ مِنْ أَثَرِ هُمُ الأسودُ ولكنَّ الوغى أُجُمٌ وَلاَ مَخَاليبَ غَيْرُ البيضِ والسُّمُرِ أبدوا وَقَائِعَ تُنْسي ذِكْرَ غَيْرِهِم وَالوخزُ بالسُّمْرِ يُنسي الوَخْزَ بالإِبَرِ سَلْ كربلا كم حَوَتْ منهم هِلاَلَ دُجَىً كأنَّها فَلَكٌ لِلأَنْجُمِ الزُّهُرِ لم أنسَ حامية الإسلامِ منفرداً صِفْرَ الأَنَامِلِ من حام ومنتصرِ رأى قَنَا الدينِ من بَعْدِ استقامتِها مغموزةً وعليها صُدْعُ منكسِرِ فقام يجمعُ شملا غيرَ مجتمع منها ويجبُرُ كسراً غيرَ مُنْجَبِرِ لم أنسه وهو خوَّاضٌ عَجَاجَتَها يشقُّ بالسيفِ منها سَوْرَةَ السورِ(1) | ركائُبهم والموتُ خَلْفَهُمُ يَسْري على الأَثَرِ
رِجَالُهُمُ صَرْعَى وأسرٌ | نساؤُهُمْ وأطفالُهُمْ في السبيِ تشكو حِبَالَها
ورد الحسينُ إلى العراقِ فَضنَهم تركوا النفاقَ إذا العراقُ ما ذاق طعمَ فُراتِهم حَتى قضى عطشاً وغُسل بالدِماءِ القانية | كماهيه
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى إذا مَا نَوَى حقّاً وجاهد مسلما وآسى الرجالَ الصالحينَ بنفسِهِ وفارق مثبوراً وودّع مُجرما فإنْ عشتُ لم أَنْدَمْ وإن متُّ لم أُلَمْ كفى بك ذلاًّ أن تعيشَ وتُرْغَما (1) |
يَا نَاقتي لا تَذْعري من زجري وامضي بنا قَبْلَ طُلُوعِ بخيرِ فتيان وخيرِ سُفْرِ آلِ رَسُولِ اللهِ آلِ الفَخْرِ السادةِ البِيْضِ الوُجُوهِ الزُّهْرِ الطَّاعنينَ بالرِّمَاحِ السُّمْرِ الضاربينَ بالسُّيُوفِ البُتْرِ حتَّى تُحلِّي بكريمِ الفَخْرِ | الفَجْرِ
يَا مَالِكَ النفعِ معاً على الطُّغَاةِ من بقايا الكُفْرِ على اللعينينِ سليلي صَخْرِ يزيدَ لا زالَ حَلِيفَ الخَمْرِ وابن زيادِ العهرِ وابن العهرِ | والضرِ أَيِّد حسيناً سيّدي بالنصرِ
فيالكِ حسرةً مادمتُ حسينٌ حين يطلُبُ بَذْلَ نصري على أهلِ الضلالةِ والنفاقِ غداةَ يقولُ لي بالقصرِ قولا أتترُكُنا وتُزْمِعُ بالفراقِ ولو أنّي أُوَاسيه بنفسي لنلتُ كرامةً يومَ التَّلاَقِ مع ابن المصطفى روحي فِداه تولَّى ثمَّ ودَّع بانطلاقِ فلو فَلَقَ التلهُّفُ قَلْبَ حيٍّ لهمَّ اليومَ قلبي بانفلاقِ فقد فاز الأولى نصروا حسيناً وخاب الآخرون ذوو النفاقِ(1) | حيّاً تَرَدَّدُ بين صدري والتراقي
لم أنسَ إذْ وَقَفَ الجوادُ يَا مُهْرُ لِمْ لا سِرْتَ عن وادي البلا والكربِ خوفاً من بلاه وكربِهِ أَوَهَلْ إليك اللهُ أَوْحَى أَنَّ في واديه مَصْرَعَهُ ومصرعَ صَحْبِهِ(4) | بكربلا بابنِ البتولةِ والعدى حَفَّتْ بِهِ
هذه كربلاءُ دارُ هاهنا هاهنا تحطُّ رحالٌ للمنايا على صعيدِ الفَنَاءِ هاهنا تُذْبَحُ الذراري فَتَرْوَى تُرْبَةُ الأرضِ من سُيُولِ الدِّمَاءِ هاهنا تُقْتَلُ الرِّجَالُ وَتُسْبَى بَعْدَ قَتْلِ الرجالِ خيرُ نساءِ هاهنا تُحْرَقُ الخيامُ فَتَأْوي من خِبَاء مذعورةً لخباءِ هاهنا تُنْهَبُ الملاحفُ منها وتُعَرَّى من الحلي في العَرَاءِ هاهنا يُلْهِبُ الظما كلَّ قلب يتلظَّى وَقْداً لبردِ الرواءِ فتموتُ الأطفالُ وهي عُطاشى والأواني تَجُفُّ من كلِّ مَاءِ ويُجَرُّ العليلُ من فوقِ نُطْع سحبوه بغلظة وجَفَاءِ وتشالُ الرؤوسُ فوقَ عوال وتُعَافُ الأجسامُ في الرمضاءِ وصفايا الزهراءِ تُحْمَلُ أسرى فوق نُوْق عُجْف بغيرِ وِطَاءِ يومَ عاشورَ أنت يومٌ أريعوا بك آلُ الرسولِ في كربلاءِ(1) | البلايا وهي كربٌ مشفوعةٌ ببلاءِ