الفهرس العام


  من كيسك هذا خمسمائة دينار ، فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك ، فقال له في الحال : اُريد ضميناً يضمن لي أنّك تعود إنساناً ، فإنّي أخاف أن تعود قرداً ، فلا أتمكَّن من استرجاع ما أخذت منّي (1) .
  ورواه ميرزا محمّد نقلاً عنه (2) .
  الثاني والسبعون : ما رواه العلاّمة في ( الخلاصة ) ـ في ترجمة ميسّر بن عبد العزيز ـ بعدما ذكر أنّه كان ثقة ، قال : روى الكشّي روايات كثيرة تدلّ على مدحه ، وروى العقيقي ـ يعني السيِّد علي بن أحمد ـ قال : أثنى عليه ـ يعني على ميسّر ـ آل محمّد ( عليهم السلام ) وهو ممّن يجاهد (3) في الرجعة (4) .
  وقال الشيخ : إنّه مات في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) (5) .
  ورواه ابن داود مثله (6) .
  الثالث والسبعون : ما رواه العلاّمة أيضاً في ( الخلاصة ) وابن داود في ( كتاب الرجال ) ـ في ترجمة نجم بن أعين ـ : عن السيِّد علي بن أحمد العقيقي ، عن أبيه ، عن عمران بن أبان ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّه ـ يعني نجم بن أعين ـ ممّن يجاهد (7) في الرجعة ) (8) .
  الرابع والسبعون : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة )

---------------------------
(1) رجال النجاشي : 325 / 886 .
(2) منهج المقال : 310 .
(3) في المصدر : يجاهر .
(4) رجال العلاّمة : 279 / 1022 .
(5) رجال الطوسي : 317 / 597 .
(6) رجال ابن داود : 195 / 1625 .
(7) في رجال العلاّمة : يجاهر .
(8) رجال العلاّمة : 286 / 1053 ، رجال ابن داود : 195 / 1630 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 277 _

  والطبرسي في كتاب ( إعلام الورى ) : عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي الحسن علي بن محمّد ( عليهما السلام ) ـ في حديث طويل في أحوال القائم ( عليه السلام ) (1) ـ قال : ( فإذا دخل المدينة أخرج اللاّت والعزّى فأحرقهما ) (2) .
  أقول : يأتي التصريح بأنّهما يُخرجان حيّين (3) .
  الخامس والسبعون : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( كمال الدين ) والشيخ الطوسي في كتاب ( الغيبة ) والطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) : بأسانيدهم الصحيحة في توقيعات صاحب الأمر ( عليه السلام ) على مسائل محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، أنّه سأله عن رجل ممّن يقول بالحقّ ويرى المتعة ، ويقول بالرجعة ، إلا أنّ له أهلاً موافقة له قد عاهدها أن لا يتزوّج عليها ولا يتمتّع ولا يتسرّى (4) ؟
  الجواب : ( يستحبّ له أن يطيع الله بالمتعة ; ليزول عنه الحلف في المعصية ولو مرّة واحدة ) (5) .
  أقول : هذا يدلّ على أنّ القول بالرجعة من علامات التشيّع ، ومن خصائص الشيعة ، وتقرير المهدي ( عليه السلام ) دالّ على صحّة ذلك .
  السادس والسبعون : ما رواه الشيخ في كتاب ( الغيبة ) ـ في فصل مفرد في الأخبار المتضمّنة لمن رأى صاحب الزمان ولم يعرفه ثمّ عرفه بعد ـ قال : أخبرنا

---------------------------
(1) ( في أحوال القائم ( عليه السلام ) لم يرد في ( ط ) .
(2) كمال الدين : 378 / ذيل حديث 2 ، إعلام الورى 2 : 243 ، وفيهما : عن الإمام محمّد بن علي ( عليه السلام ) .
(3) هذا القول لم يرد في ( ط ، ك ) .
(4) التسرّي : من السُرّية : الجارية المتخذة للملك والجماع ، لسان العرب 4/358 سرر .
(5) لم أعثر عليه في الكمال ، ولا في كتب الصدوق ، الغيبة للطوسي : 383 / ضمن حديث 346 ، الاحتجاج 2 : 573 / 355 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 278 _

  جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن أحمد بن خلف ـ وذكر حديثاً طويلاً ـ جرى له مع المهدي ( عليه السلام ) ومع بعض خواصّه ، من جملته أن قال له : ( ما فعل فلان ؟ ) ـ قال : وسمّى بعض إخواني المستبصرين (1) ـ قلت : ببرقة (2) قال : ( صدقت ، ففلان ؟ ) ـ وسمّى رفيقاً لي مجتهداً في العبادة ، مستبصراً في الديانة ـ فقلت : في الاسكندرية ، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني .
  ثمّ ذكر اسماً غريباً فقال : ( ما فعل نقفور ؟ ) قلت : لا أعرفه ، قال : ( وكيف تعرفه (3) وهو رومي يهديه الله فيخرج ناصراً من قسطنطنية ) (4) ثمّ سألني عن رجل آخر فقلت : لا أعرفه ، فقال : ( هذا رجل من أهل هيت (5) من أنصار مولاي ( عليه السلام ) ، إمض إلى أصحابك فقل لهم : نرجو أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين ، وفي الانتقام من الظالمين ) (6) .
  أقول : من المستبعد جدّاً بل من المحال عادة بقاء المذكورين إلى الآن ، بل قد ماتوا قطعاً ، وإلا لظهر لهم خبر وأثر ، وكانوا من جملة المعمّرين ، وصاروا أشهر من نار على علم ، وقد حكم بأنّهم من أنصار القائم ( عليه السلام ) ، فلابدّ من القول برجعتهم .
  السابع والسبعون : ما رواه الشيخ في أواخر كتاب ( الغيبة ) : عن الفضل بن

---------------------------
(1) في ( ح ) : المتبصّرين .
(2) بَرْقَةُ : اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الاسكندرية وإفريقية ، واسم مدينتها : انطابلس ، معجم البلدان 1 : 462 / 1696 .
(3) ( ح ) : لا تعرفه .
(4) في ( ش ، ك ) : قسنطينية ، وكلاهما صحيح .
(5) هيت : بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ، ذات نخل كثير وخيرات واسعة ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم ، معجم البلدان 5 : 482 / 12777 .
(6) الغيبة للطوسي : 256 / ضمن حديث 224 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 279 _

  شاذان ، عن محمّد بن علي ، عن جعفر بن بشير (1) ، عن خالد أبي عمارة (2) ، عن المفضّل بن عمر ، قال : ذكرنا القائم ( عليه السلام ) ومن مات من أصحابنا ينتظره ، فقال لنا أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إذا قام أتى المؤمن في قبره فيقال له : يا هذا إنّه قد ظهر صاحبك ، فإن شئت أن تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربّك فأقم ) (3) .
  الثامن والسبعون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي (4) في ( رسالته ) ـ في باب الكرّات وما جاء فيها ـ نقلاً من كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( ليس من المؤمنين أحد إلا وله قتلة وموتة (5) ، إنّه من قُتل نُشر حتّى يموت ، ومن مات نُشر حتّى يُقتل ، وما من هذه الاُمّة برّ ولا فاجر إلا سينشر ، وأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم ، إنّ الله يقول : ( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ ) (6) ) (7) .
  أقول : هذا العموم مخصوص بمن محض الايمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً ، لما مضى ويأتي إن شاء الله ، لأنّ الخاصّ مقدّم على العامّ ، ودلالته صريحة في منافاة العام في باقي الأفراد ، ولابدّ من العمل بهما وهو ما قلناه .

---------------------------
(1) في ( ك ) : بشر .
(2) في المصدر : خالد بن أبي عمارة .
(3) الغيبة للطوسي : 458 / 470 .
(4) في حاشية ( ك ) : لم يصرّح في أول الباب بأنّ هذه الأحاديث من مختصر البصائر لكن صرّح بعد إيرادها ( منه رحمه الله ) .
(5) في ( ح ) : أو موته .
(6) سورة السجدة 32 : 21 .
(7) مختصر البصائر : 87/55 باب الكرّات .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 280 _

  التاسع والسبعون : ما رواه أيضاً نقلاً عن ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1) قال : سمعته يقول في الرجعة : ( من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات ) (2) .
  الثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين وعبدالله بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن زرارة ، قال : كرهت أن أسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي ، فقلت : أخبرني عمّن مات أقُتل (3) ؟ قال : ( لا ، الموت موت والقتل قتل ، [ فقلت له : ما أحد يقتل إلا مات ! قال : فقال : ( يا زرارة قول الله أصدق من قولك ، ] (4) قد فرّق بين الموت والقتل في القرآن فقال : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (5) وقال : ( وَلَئِن مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لاَِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ ) (6) ليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) (7) وقال : ( كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (8) قال : ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتّى يذوق الموت ) (9) .

---------------------------
(1) ( الرضا ) لم يرد في ( ح ) .
(2) مختصر البصائر : 93 / 62 باب الكرّات .
(3) في المصدر : عمّن قتل مات ؟ .
(4) ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العيّاشي .
(5) سورة آل عمران 3 : 144 .
(6) سورة آل عمران 3 : 158 .
(7) سورة التوبة 9 : 111 .
(8) سورة آل عمران 3 : 185 ، سورة الأنبياء 21 : 35 ، سورة العنكبوت 29 : 57 .
(9) مختصر البصائر : 92 / 61 باب الكرّات .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 281 _

  ورواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن زرارة مثله (1) .
  الحادي والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن (2) محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : في قوله تعالى ( وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (3) قال : ( هي الرجعة ) (4) .
  ورواه العياشي : عن الحلبي ، عن أبي بصير مثله (5) .
  الثاني والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبدالله بن عطاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال له : ( يا بني إنّ هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون ، فغلبني الضحك سروراً أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ (6) ، قال : فقلت : ما هو ؟ قال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين ) (7) .
  وعن السندي بن محمّد ، عن صفوان ، عن رفاعة مثله (8) .
  الثالث والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن

---------------------------
(1) تفسير العيّاشي 1 : 202 / 160 و 2 : 112 / 139 ، وهذا السطر في المتن لم يرد في ( ك ) .
(2) في ( ك ، ط ) : و ، بدل من : عن .
(3) سورة الإسراء 17 : 72 .
(4) مختصر البصائر : 96 / 65 باب الكرّات .
(5) تفسير العياشي 2 : 306 / 131 ، وهذا السطر في المتن لم يرد في ( ك ) .
(6) في ( ح ) : ويقرّ به .
(7) مختصر البصائر : 96 / 66 باب الكرّات ، وفي أوّله : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنت مريضاً بمنى وأبي ( عليه السلام ) عندي ، فجاءه الغلام فقال : هاهنا رهط من العراقيين ، إلى آخره .
(8) نفس المصدر : 108 / 81 باب الكرّات وهذا السطر في المتن لم يرد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 282 _

  سدير ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الرجعة ، فقال : ( القدرية تنكرها ـ ثلاثاً ـ ) (1) .
  أقول : قد روي أحاديث متعدّدة في لعن القدرية وذمّهم وكفرهم ، وهم منسوبون إلى القدر ، فإمّا أن يراد بهم من أثبت القدر على وجه الإفراط وهم أهل الجبر ، أو من نفاه على وجه التفريط وهم أهل التفويض ، وقد فسّره العلماء بالوجهين ، وقد يقرأ بضمّ القاف وسكون الدال نسبة إلى القدرة ، ويوجّه على الوجهين ، والقسم الأوّل : الأشاعرة ، والثاني : المعتزلة ، والقسمان منكرون للرجعة ، ولم يقل بها إلا الإمامية .
  الرابع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم ) (2) الآية ، فقال : ( ذلك في الرجعة ، ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة ، من مات بُعث حتّى يُقتل ، ومن قتل بُعث حتّى يموت ) (3) .
  الخامس والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى (4) ومحمّد بن عبد الجبّار جميعاً ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( لا يُسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ، ولا يُسأل في الرجعة إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ) قلت : فسائر الناس ؟ قال : ( يلهى

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 97 / 67 باب الكرّات .
(2) سورة التوبة 9 : 111 .
(3) مختصر البصائر : 99 / 69 باب الكرّات .
(4) في ( ط ، ك ) : محمد بن عيسى .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 283 _

  عنه ) (1) .
  السادس والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عبد الجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد بن المثنّى (2) ، عن شعيب الحدّاد ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : ( لعلّك تسأل عن الكرّات ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية ) (3) الحديث .
  أقول : إثبات القدر بطريق الجبر يستلزم نفي القدرة عن العبد ، بل وعن الله أيضاً عند التحقيق ، ولعلّ هذا الحديث إشارة إلى ذلك ، وفيه ترجيح لإرادة الأشاعرة (4) وهم أكثر العامّة ، وأشهر أصحاب المذاهب المخالفة للإمامية ، فلا يحتمل شيء من أحاديث الرجعة للتقيّة .
  السابع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قرأ هذه الآية : ( ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) (5) أتدري من يعني ؟ ) قلت : المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون ، قال : ( لا ولكن من قُتل رُدّ حتّى يموت ، ومن مات رُدّ حتّى يُقتل ، وتلك القدرة

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 100 / 71 باب الكرّات .
(2) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ك ) : عبيد بن المثنّى ، وفي ( ط ) : عبيد المثنّى ، وما أثبتناه من المصدر ، والظاهر هو الصحيح ، حيث لم يذكر عبيد في كتب التراجم .
  انظر رجال النجاشي : 133/340 ، معجم رجال الحديث 6 : 54 ترجمة الحسن بن علي ابن فضال .
(3) مختصر البصائر : 101 / 72 باب الكرّات .
(4) في ( ط ) : الإرادة للأشاعرة .
(5) سورة التوبة 9 : 111 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 284 _

  فلا تنكرها ) (1) .
  أقول : هذا مخصوص بما تقدّم أعني من محض الإيمان محضاً .
  الثامن والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّادبن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت عمران بن أعين وأبا الخطّاب جميعاً يحدّثان ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب ما أحدث ـ أنّهما سمعا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في حديث : ( وإنّ الرجعة ليست بعامّة ، وهي خاصّة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً ، أو محض الشرك محضاً ) (2) .
  التاسع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه بالإسناد السابق : عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : ( إنّ الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه بعد ، وقد قال الله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (3) ) (4) .
  التسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين ومحمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمّد ، عن ابن أبي عمير (5) ، عن عمر بن اُذينة ، عن محمّد بن الطيّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : في قوله تعالى ( وَيَوْمَ

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 104 / 75 باب الكرّات .
(2) نفس المصدر : 106 / 77 باب الكرّات .
(3) سورة يونس 10 : 39 .
(4) مختصر البصائر : 108 / 80 ـ باب الكرّات .
(5) ( عن ابن أبي عمير ) أثبتناه من المصدر لضرورته في طبقة الرواة وقد بلغت روايته عنه مائتين وخمسة وعشرين مورداً ، انظر معجم رجال الحديث 14 : 21 / 8714 و 23 : 113 / 15027 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 285 _

  نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (1) قال : ( ليس أحد من المؤمنين قُتل إلا سيرجع حتّى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتّى يُقتل ) (2) .
  الحادي والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( أينكر أهل العراق الرجعة ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( سبحان الله أما يقرؤون القرآن : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) ) (4) .
  الثاني والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن المغيرة ، عمّن حدّثه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ ) (5) قال : ( القتل في سبيل عليّ وذرّيته ( عليهم السلام ) ، وليس أحد يؤمن بهذا إلا وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل يُنشر حتّى يموت ، ومن مات يُنشر حتّى يُقتل ) (6) .
  ورواه العياشي كما نقل عنه (7) .
  الثالث والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن محمّد بن عبدالله بن الحسين ، قال : قال أبي

---------------------------
(1) و (3) سورة النمل 27 : 83 .
(2) مختصر البصائر : 109 / 82 باب الكرّات .
(4) مختصر البصائر : 110 / 83 باب الكرّات .
(5) سورة آل عمران 3 : 157 ، وما بعدها في المصدر زيادة : فقال : يا جابر أتدري ما سبيل الله ؟ قلت : لا والله ، إلا إذا سمعت منك .
(6) مختصر البصائر : 111 / 85 باب الكرّات .
(7) تفسير العيّاشي 1 : 202 / 162 ، وهذا السطر في المتن لم يرد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 286 _

  لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : ما تقول في الكرّة ؟ قال : ( أقول فيها ما قال الله عزّوجلّ ، وذلك أنّ تفسيرها : جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل هذا في قوله تعالى : ( تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ) (1) إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم ) قال له أبي : ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ) (2) قال : ( إذا انتقم منهم وماتت الأبدان ، بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت ) (3) .
  الرابع والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سفيان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ لعليّ ( عليه السلام ) إلى الأرض كرّة مع الحسين ( عليه السلام ) ، يقبل برايته حتّى ينتقم من بني اُميّة ومعاوية وآل معاوية ، ثمّ يبعث الله بأنصاره يومئذ إليهم من الكوفة ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً ، فيقاتلهم بصفّين مثل المرّة الاُولى حتّى يقتلهم ، فلا يبقى منهم مخبر ) (4) الحديث .
  الخامس والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن يحيى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث قال : ( اتّقوا دعوة سعد ) قلت : وكيف ذاك ؟ قال : ( إنّ سعداً يكرّ حتّى يقاتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) (5) .
  السادس والتسعون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي أيضاً في

---------------------------
(1) و (2) سورة النازعات 79 : 12 / 14 .
(3) مختصر البصائر : 118 / 96 باب الكرّات .
(4) مختصر البصائر : 120 / 99 باب الكرّات .
(5) نفس المصدر : 122 / 100 ـ باب الكرّات .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 287 _

  ( رسالته ) نقلاً من كتاب ( الواحدة ) : عن محمّد بن الحسن بن عبدالله ، عن جعفر بن محمّد البجلي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث في الرجعة يقول فيه : ( فيا عجباً من أموات يبعثهم الله أحياءً مرّة بعد مرّة ، قد شهروا سيوفهم يضربون بها هام الجبابرة وأتباعهم ، حتّى ينجز الله ماوعدهم ) (1) الحديث .
  السابع والتسعون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب ( سليم بن قيس الهلالي ) ـ الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش وقرأه جميعه على عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) بحضور جماعة من أعيان الصحابة ، منهم : أبو الطفيل فأقرّه عليه مولانا زين العابدين ( عليه السلام ) وقال : ( هذه أحاديثنا صحيحة ) ـ :
  قال أبان : لقيت أبا الطفيل في منزله فحدّثني في الرجعة عن اُناس من أهل بدر ، وعن سلمان والمقداد وأبي ذرّ (2) واُبي بن كعب ، فعرضت الذي سمعته على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : ( هذا علم خاص من علمنا ، يسع (3) الاُمّة جهله ، وردّ علمه إلى الله ) ثمّ صدّقني بكلّ ما حدّثوني فيها ، وتلا عليَّ بذلك قراءة كثيرة ، وفسّره تفسيراً شافياً ، حتّى صرت ما أنا بيوم القيامة أشدّ يقيناً منّي بالرجعة (4) الحديث .
  أقول : قد رأيت كتاب سليم بن قيس المذكور وبقي عندي سنين كثيرة ، ولكن لم يحضرني وقت جمع هذه الأحاديث ، فلذلك نقلت هذا الحديث من رسالة

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 130 / 102 .
(2) ( أبو ذرّ ) لم يرد في المصدر .
(3) في ( ح ، ش ، ط ) والمختصر والبحار : لا يسع .
(4) مختصر البصائر : 145 / 112 ، كتاب سليم 2 : 562 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 288 _

  الحسن بن سليمان .
  الثامن والتسعون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً في ( رسالته ) ـ في باب الكرّات وحالاتها ـ : عن السيِّد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني بطريقه عن أحمد بن محمّد الأيادي رفعه إلى أحمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل عن الرجعة أحقّ هي ؟ قال : ( نعم ـ وذكر الحديث ـ إلى أن قال : ( فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً ) (1) قوم بعد قوم ) (2) .
  التاسع والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً من كتاب ( التنزيل ) : عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن خالد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عبدالله بن نجيح اليماني ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) (3) قال : ( مرّة في الكرّة ، واُخرى في القيامة ) (4) .
  المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عن ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد (5) عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن محمّد بن الحسن (6) ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة ) (7) .

---------------------------
(1) سورة النبأ 78 : 18 .
(2) مختصر البصائر : 165 / 139 .
(3) سورة التكاثر 102 : 3 / 4 .
(4) مختصر البصائر : 477 / 525 ، التنزيل والتحريف للسياري : 70 ، نسخة خطّية مصوّرة من مكتبة السيِّد المرعشي النجفي .
(5) في ( ط ) : عن يعقوب بن يزيد .
(6) في المصدر : محمّد بن الحسين .
(7) مختصر البصائر : 89 / 56 باب الكرّات ، وأورده الصدوق في الخصال : 108/ 75 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 289 _

  الأوّل بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي داود ، عن بريدة الأسلمي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا سألت اُمّتي عن المهدي (1) يأتيها مثل قرن الشمس ، يستبشر به أهل السماء والأرض ) فقلت : يا رسول الله بعد الموت ؟ فقال : ( والله إنّ بعد الموت هدى وإيماناً ونوراً ) فقلت : أيّ العمرين أطول ؟ قال : ( الآخر بالضعف ) (2) .
  أقول : يحتمل أن يكون المراد بالموت موت الناس ، يعني أيخرج المهدي بعدما مات أكثر الناس ؟ فقال : ( إنّ بعد الموت ) إلى آخره ، وله احتمال آخر يأتي إن شاء الله تعالى .
  الثاني بعد المائة : ما رواه أيضاً (3) نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَان قَرِيب * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (4) قال : ( هي الرجعة ) (5) .
  الثالث بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن غنم ، عن محمّد بن الفضيل (6) ، عن أبي حمزة ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، وعلى دم أهل النهروان ،

---------------------------
(1) في المصدر : إذا استيأست اُمّتي من المهدي .
(2) مختصر البصائر : 90 / 57 باب الكرّات .
(3) ( أيضاً ) أثبتناه من ( ط ) .
(4) سورة ق 50 : 41 / 42 .
(5) مختصر البصائر : 92/60 ـ باب الكرّات .
(6) ( عن الحسين بن غنم ، عن محمّد بن الفضيل ) لم يرد في المصدر .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 290 _

  وإن لقى الله مؤمناً بأنّ عثمان قُتل مظلوماً لقى الله ساخطاً عليه ، ولا يدرك الدجّال إلا آمن به ، قيل : فإن مات قبل ذلك ؟ قال : فيُبعث من قبره حتّى يؤمن به وإن رغم أنفه ) (1) .
  الرابع بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن السندي بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبدالله بن عطاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : ( إنّ هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر ما كنت أرى أنّ أحداً علمه من أهل الدنيا غيري ، فقلت : عمّ سألوك ؟ فقال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين ) (2) .
  الخامس بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن الحسين بن يزيد ، عن عمّار بن أبان ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( كأنّي بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان (3) الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة ) (4) .
  أقول : هذا لم يقع قطعاً وإنّما هو إخبار برجعتهما ، وقد تقدّم التصريح برجعة ميسر سابقاً .
  السادس بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (5) ، عن المنخّل ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ بعدما أخبرهم بالرجعة ـ : يا أمير

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 95 / 64 باب الكرّات ، وعنه في البحار 53 : 90 / 92 .
(2) مختصر البصائر : 96 / 66 باب الكرّات .
(3) خبط : ضرب ، الصحاح 3 : 1121 خبط .
(4) مختصر البصائر : 110 / 84 باب الكرّات .
(5) في المصدر : عمّار بن مسروق .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 291 _

  المؤمنين أحياة قبل القيامة وموت ؟ فقال : ( نعم والله لكفرة من الكفرات بعد الرجعة أشدّ من الكفرات قبلها ) (1) .
  السابع بعد المائة : ما رواه أيضاً ، نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : ( لترجعنّ نفوس ذهبت ، وليقيضنّ قوم لقوم ، ومن عذّب عذّب بعذابه ، ومن اغتيظ أغاظ بغيظه ، ومن قتل اقتصّ بقتله ، ويردّ لهم أعداؤهم معهم حتّى يأخذوا بثأرهم ، ثمّ يعمّرون بعدهم ثلاثين شهراً ، ثمّ يموتون في ليلة واحدة ، قد أدركوا ثأرهم وشفوا أنفسهم ، ويصير عدوّهم إلى أشدّ النار عذاباً ، ثمّ يوقفون بين يدي الجبّار عزّوجلّ فيؤخذ لهم بحقوقهم ) (2) .
  الثامن بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً من كتاب تصنيف السيِّد الجليل الموفّق بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني بطريقه : عن علي بن إبراهيم بن مهزيار أنّه رأى في منامه قائلاً يقول له : حجّ في هذه السنة فإنّك تلقى صاحب الزمان ـ وذكر الحديث بطوله ـ إلى أن قال : ( إذا سار العبّاسي ، وبويع السفياني ، يؤذن لوليّ الله ، فأخرج بين الصفا والمروة ، وأحجّ بالناس ، وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة ، فاُخرج من بها وهما طريّان فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ) ـ إلى أن قال ـ : قلت : يا سيّدي ما يكون بعد ذلك ؟ قال : ( الكرّة الكرّة ، الرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوال وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (3) ) (4) .

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 114 / 89 باب الكرّات .
(2) مختصر البصائر : 118 / 95 باب الكرّات .
(3) سورة الإسراء 17 : 6 .
(4) مختصر البصائر : 427/508 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 292 _

  التاسع بعد المائة : ما رواه أيضاً قال : حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي ، قال : وجدت بخط أبي ، عن الحسين بن حمدان (1) ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصير (2) ، عن عمر بن الفرات (3) ، عن محمّد بن المفضل ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق ( عليه السلام ) في حديث طويل ـ في أحوال المهدي ( عليه السلام ) وخروجه ومن يخرج معه ـ يقول فيه المفضل : يا سيّدي فالاثنان وسبعون رجلاً الذين قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) يظهرون (4) معه ؟ قال : ( نعم يظهرون معه ، وفيهم الحسين ( عليه السلام ) في اثني عشر ألفاً من المؤمنين (5) من شيعة عليّ ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال ـ : ثمّ تظهر الدابّة بين الركن والمقام فتكتب (6) في وجه المؤمن : مؤمن ، وفي وجه الكافر : كافر ) .
  وذكر في إخراج ضجيعي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصلبهما وإنزالهما إليه ، قال : ( فيحييهما بإذن الله تعالى ، ويأمر الخلائق بالإجتماع ، ثمّ يقصّ عليهم قصص فعالهما ، يعدّده عليهما ويلزمهما إيّاه فيعترفان به ، ثمّ يأمر بهما فيقتصّ منهما في

---------------------------
(1) في المطبوع و ( ح ، ش ، ط ، ك ) : الحسن بن حمدان ، وما في المتن من المصدر . والظاهر هو الصحيح ، لأنّه صاحب كتاب الهداية الكبرى .
(2) من : ( عن محمد بن اسماعيل ) إلى هنا لم يرد في ( ك ) .
(3) في المطبوع و ( ش ، ح ، ك ) : عمران بن الفرات ، وما أثبتناه من المختصر ونسخه الخطية الثلاث ، والنسخة الخطية للهداية الكبرى ص 98 ب ، اُنظر معجم رجال الحديث 14 : 56 / 8794 ، رجال الطوسي : 383 / 49 أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، خلاصة العلامة : 376 / 1504 ، رجال ابن داود : 240 ـ القسم الثاني .
(4) في ( ط ) : يخرجون .
(5) في ( ش ، ط ) والمطبوع : اثني عشر ألفاً مؤمنين ، وما في المتن من ( ح ، ك ) .
(6) في المطبوع و ( ط ) : فيكتب ، وما في المتن من ( ح ، ش ، ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 293 _

  ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثمّ يصلبهما على الشجرة ) (1) .
  قال المفضّل : فقلت : يا سيّدي هذا آخر عذابهما ؟ قال : ( هيهات يا مفضل ، والله ليردنّ وليحضرنّ السيّد الأكبر محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والصدّيق الأعظم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وكلّ من محض الايمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ، وليقتصنّ منهما بجميع المظالم ، ثمّ يأمر بهما فيقتلان في كلّ يوم وليلة ألف قتلة ) .
  ثمّ (2) ذكر رجعتهم ( عليهم السلام ) وانتقامهم من أعدائهم ، إلى أن قال المفضّل : يا مولاي فإنّ من شيعتكم من لا يقول برجعتكم ؟ فقال الصادق ( عليه السلام ) : ( أما سمعوا قول جدّنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونحن سائر الأئمّة نقول : ( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ ) (3) ) .
  ثمّ قال الصادق ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل من أين قلت برجعتنا ؟ ومقصّرة شيعتنا تقول : معنى الرجعة : أن يردّ الله إلينا ملك الدنيا ، ويجعله للمهدي ! ويحهم متى سُلبنا الملك حتّى يردّه علينا ؟ ) قال المفضّل : لا والله ما سلبتموه لأنّه ملك النبوّة والرسالة والوصية والإمامة .
  فقال الصادق ( عليه السلام ) : ( لو تدبّر شيعتنا القرآن لما شكّوا في فضلنا ، أما سمعوا قول الله عزّوجلّ ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا

---------------------------
(1) من قوله : ( وإنزالهما إليه ) إلى هنا لم يرد في ( ك ) .
(2) من هنا إلى نهاية الحديث لم يرد في ( ك ) .
(3) سورة السجدة 32 : 21 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 294 _

  مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (1) والله يا مفضّل إنّ تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا ، وإنّ فرعون وهامان : تيم وعدي ) .
  ثمّ ذكر قيام الأئمّة ( عليهم السلام ) واحداً واحداً (2) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وشكوى كلّ واحد منهم ممّا فعل به من قتله وظلمه ، قال المفضّل : فقوله ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) ؟ قال ( عليه السلام ) : ( إنّما يظهره على الدين كلّه في هذا اليوم وهذه الرجعة ) (3) .
  العاشر بعد المائة : ما رواه أيضاً : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه خطب الناس فقال : ( إنّ (4) أمرنا صعب مستصعب ـ إلى أن قال ـ : يا عجباً كلّ العجب بين جمادى ورجب ) فقيل : ما هذا العجب ؟ فقال : ( ما لي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم ، وأيّ عجب أعجب من أموات يضربون هام الأحياء ! والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لكأنّي أنظر إليهم وقد تخلّلوا سكك الكوفة ، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، يضربون كلّ عدوّ لله ولرسوله وللمؤمنين ، وذلك قول الله عزّوجلّ : ( لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسوا مِنَ الاْخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) (5) ـ إلى أن قال ـ فيومئذ تأويل هذه الآية ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (6) ) (7) .
  الحادي عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ أنّه قال في ذكر خروج المهدي ( عليه السلام ) ووقائع آخر الزمان : ( وينادي مناد

---------------------------
(1) سورة القصص 28 : 5 / 6 .
(2) في ( ح ) : واحداً بعد واحد .
(3) مختصر البصائر : 433 / 512 ، الهداية الكبرى : 392 / 407 .
(4) ( إنّ ) أثبتناها من ( ش ، ك ) والمصدر .
(5) سورة الممتحنة 60 : 13 .
(6) سورة الإسراء 17 : 6 .
(7) مختصر البصائر : 468 / 521 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 295 _

  من ناحية المشرق : يا أهل الهدى اجتمعوا ، وينادي مناد من ناحية المغرب : يا أهل الضلال (1) اجتمعوا ، ويفرّق بين الحقّ والباطل ، تخرج الدابّة وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ، ويبعث الله الفتية من كهفهم وإليهم رجل يقال له : مليخا (2) ، فيبعث أحد ابنيه إلى الروم فيرجع بغير حاجة ، ثمّ يبعث الآخر فيرجع بالفتح .
   ثمّ يبعث الله من كلّ اُمّة فوجاً ليريهم ما كانوا يوعدون ، فيومئذ تأويل هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) ويسير الصدِّيق الأكبر براية الهدى ، والسيف ذي الفقار حتّى ينزل دار الهجرة مرّتين (4) وهي الكوفة ـ إلى أن قال ـ وعدّة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر ، منهم : تسعة من بني إسرائيل ، وسبعون من الجنّ ، وسبعون الذين عصموا النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ هجمت عليه مشركوا قريش ، وعشرون من أهل اليمن فيهم المقداد بن الأسود ، ومائتان وأربعة عشر كانوا بساحل البحر فبعث (5) إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين ) (6) الحديث .
  الثاني عشر بعد المائة : ما رواه الكليني ـ في كتاب الجنائز في باب ما يعاين المؤمن والكافر ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ـ وذكر حال المؤمن بعد الموت إلى أن قال ـ : ( فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنّة قال : ثمّ

---------------------------
(1) في نسخة ( ش ) : الصفا ، وفي ( ح ، ك ) والمصدر : الضلالة .
(2) في ( ح ، ش ) : تمليخا ، وورد الاسمان في كتب التاريخ والتفسير .
(3) سورة النمل 27 : 83 .
(4) ( مرّتَين ) لم يرد في ( ط ) .
(5) في ( ك ) : فيبعث ، وفي ( ط ) : فبعثت .
(6) مختصر البصائر : 472 / 521 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 296 _

  يزور آل محمّد ( عليهم السلام ) في جنان (1) رضوى يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويتحدّث معهم في مجالسهم ، حتّى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبّون زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحلّ المحلّون ، ونجا المقرّبون ) (2) الحديث .
  قال (3) في ( القاموس ) : رجل محلّ منتهك للحرام ، ولا يرى للشهر الحرام حرمة (4) ( انتهى ) .
  والمقرّبون : بفتح الراء الذين يستعجلون هم المقرّبون ، أو بكسر الراء الذين يقولون : الفرج قريب .
  الثالث عشر بعد المائة : ما رواه سعد بن عبدالله في ( مختصر البصائر ) على مانقل عنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن عبدالله بن قبيصة ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّوجلّ ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) (5) قال : ( يكسّرون (6) في الكرّة كما يكسّر (7) الذهب حتّى يرجع كلّ شيء إلى شبهه ـ يعني إلى حقيقته ـ ) (8) .
  أقول : لعلّه إشارة إلى مزج الطينتين ثمّ تمييزهما في الرجعة ، أو المراد امتحانهم حتّى تظهر حقائقهم .

---------------------------
(1) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ك ، ط ) : جبال ، وما أثبتناه من المصدر .
(2) الكافي 3 : 131 / 4 .
(3) من هنا يبدأ ما سقط من ( ك ) إلى آخر الباب .
(4) القاموس المحيط 3 : 493 حلّ .
(5) سورة الذاريات 51 : 13 .
(6) في المطبوع و ( ط ) : يكرّون .
(7) في المطبوع و ( ط ) : يكرّ .
(8) مختصر البصائر : 117 / 94 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 297 _

  الرابع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب (1) بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّا نتحدّث أنّ عمر بن ذرّ (2) لا يموت حتّى يقاتل قائم آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ( إنّ مثل ابن ذر مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت ) (3) .
  أقول : المراد أنّ ابن ذرّ يحيى بعد موته ويقاتل القائم في الرجعة ، فقوله : ( لايموت حتّى يقاتل ) يعني في الرجعة .
  الخامس عشر بعد المائة : ما رواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه بعض ثقات الأصحاب ، عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ( كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (4) لم يذق الموت من قُتل ، وقال : لابدّ من أن يرجع حتّى يذوق

---------------------------
(1) في ( ح ) : هارون ، وفي ( ش ، ط ) : وهب ، وما في المتن هو الصحيح كما قاله السيد الخوئي ( رحمه الله ) : لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقاً أو مقيّداً في الكتب الأربعة ، والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص ، وقال النجاشي : وهيب بن حفص النخاس ، له كتاب ذكره سعد وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي ، اُنظر معجم رجال الحديث 20 : 227 و 16 : 313 ، رجال النجاشي : 431/1160 ، رجال ابن داود : 198/1654 ، تنقيح المقال 3 : 272/12733 ، مجمع الرجال 7 : 199 .
(2) عمر بن ذر : كان قاصّاً ، قال ابن حجر : وقال أبو داود : كان رأساً في الإرجاء ، وقال أبو حاتم : وكان مرجئاً لا يحتجّ بحديثه ، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة في زمن المنصور العبّاسي ، اُنظر طبقات ابن سعد 6 : 362 ، تهذيب التهذيب 7 : 390 / 732 .
(3) مختصر البصائر : 98 / 68 باب الكرّات وحالاتها .
(4) سورة آل عمران 3 : 185 ، سورة الأنبياء 21 : 35 ، سورة العنكبوت 29 : 57 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 298 _

  الموت ) (1) .
  السادس عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن سيرين ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) إذ قال : ( ما يقول الناس في هذه الآية ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ ) (2) ؟ ) قلت : يقولون : لا قيامة ولا بعث ولا نشور ، فقال : ( كذبوا والله ، إنّما ذلك إذا قام القائم وكرّ المكرّون ، فقال أهل خلافكم : قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم ، تقولون : رجع فلان وفلان ، لا والله لا يبعث الله من يموت ، ألا ترى أنّهم قالوا : ( وَأَقْسَمُوا بِالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ) كانت المشركون أشدّ تعظيماً باللاّت (3) والعزّى من أن يقسموا بغيرها ، فقال الله تعالى : ( بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) ) (4) .
  السابع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) (5) إلى آخر الآية ، فقال : ( ذلك في الميثاق ، ثمّ قرأت ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ) (6) فقال : لا تقرأ ذلك ولكن إقرأ ( التائبين العابدين ) (7) إلى آخر الآية ، ثمّ قال : إذا رأيت هؤلاء فهم الذين اشترى

---------------------------
(1) تفسير العيّاشي 1 : 210 / 170 .
(2) سورة النحل 16 : 38 .
(3) في ( ح ، ش ، ط ) : للّلات .
(4) تفسير العيّاشي 2 : 259 / 28 .
(5) سورة التوبة 9 : 111 .
(6) سورة التوبة 9 : 112 .
(7) قال الطبرسي في مجمع البيان 5 : 139 : أمّا الرفع في قوله ( التائبون العابدون ) فعلى القطع والاستئناف ، أي هم التائبون ، ويكون على المدح ، وأمّا ( التائبين العابدين ) فيحتمل أن يكون جرّاً ، وأن يكون نصباً ، أمّا الجرّ فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين ، أي من المؤمنين التائبين ، وأمّا النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح ، كأنّه قال : أعني وأمدح التائبين .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 299 _

  منهم أنفسهم وأموالهم ، يعني في الرجعة ) (1) .
  ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة ، من مات يُبعث حتّى يُقتل ، ومن قُتل يُبعث حتّى يموت ) (2) .
  الثامن عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن رفاعة بن موسى ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ أوّل من يكرّ إلى الدنيا الحسين بن علي ( عليه السلام ) وأصحابه ، ويزيد بن معاوية وأصحابه ، فيقتلهم حذو (3) القذّة بالقذّة ، ثمّ قرأ أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوال وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (4) ) (5) .
  التاسع عشر بعد المائة : ما رواه الشيخ أبو الفتح الكراجكي في كتاب ( كنز الفوائد ) على ما نقل عنه قال : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمّد بن علي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّوجلّ : ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ ) (6) قال : ( الموعود علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا ، ووعده الجنّة له ولأوليائه في الآخرة ) (7) .
   العشرون بعد المائة : ما رواه الكشّي في ( كتاب الرجال ) : عن محمّد بن

---------------------------
(1) تفسير العيّاشي 2 : 112 / 140 .
(2) تفسير العيّاشي 2 : 113 / 141 .
(3) في ( ح ) زيادة : النعل بالنعل و .
(4) سورة الإسراء 17 : 6 .
(5) تفسير العيّاشي 2 : 282 / 23 .
(6) سورة القصص 28 : 61 .
(7) تأويل الآيات 1 : 422 / 18 ، وعن الكنز في البحار 36 : 151/129 و 53 : 76/79 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 300 _

  الحسن بن بندار القمّي من كتابه بخطّه ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن جعفربن فضيل ، عن محمّد بن فرات ، عن الأصبغ أنّه سمع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول على المنبر : ( أنا سيِّد الشيب وفيّ سنّة من أيّوب ، والله ليجمعنّ الله لي شملي كما جمعه لأيّوب ) (1) .
  أقول : قد تقدّم أنّ الله أحيا لأيّوب مَن مات مِن أهله .
  ورواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق ( عليه السلام ) (2) .
  الحادي والعشرون بعد المائة : ما رواه الكليني في ( الروضة ) : عن الحسين بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن سالم بن أبي سلمة ، عن الحسن بن شاذان الواسطي ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أشكو إليه جفاء أهل واسط وحملهم عليّ ، وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقّع بخطّه : ( إنّ الله جلّ ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل ، فاصبر لحكم ربّك ، فلو قد قام سيِّد الخلق لقالوا : ( يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (3) ) (4) .
  الثاني والعشرون بعد المائة : ما رواه أصحابنا في ( المزار ) (5) كالشهيد والمفيد وابن طاووس وغيرهم في زيارة القائم ( عليه السلام ) في السرداب : ( ووفّقني يا ربّ للقيام

---------------------------
(1) رجال الكشي : 221 / 396 .
(2) لم أعثر عليه في تفسير العيّاشي لأنّه ناقص ، بل وجدته في أمالي المفيد : 145/4 ، وإرشاد المفيد 1 : 290 ، باختلاف يسير .
(3) سورة يس 36 : 52 .
(4) الكافي 8 : 247 / 346 .
(5) في ( ح ) : المزارات .