والشعبي بلغتين العربي والفارسي ، فقد نظم ف مختلف المناسبات والذكريات سيما مراثي أهل البيت (عليهم السلام) ورثاء ملحمة الطف واقعة كربلاء ، ومصائب سيد الشهداء وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) ، وقد طبع من أشعارة :
  13 ـ ديوان العلوي الجزء الاول والثالث واليكم قطعة شعرية من ديوانه الخالد :
مــــن لـلـعـقيدة يــرفـع الاعــلامـا        حـار الـحجا مـن يـنصر iiالاسـلاما
كـــي يـحـفـظ الـقـرآن والاحـكـاما        مــن ذا يـضـحي بـالنفيس iiونـفس
يـأتـي يــداوي الـجرح كـي iiيـلتاما        مــن اذ يـكـون طـبيب امـته iiومـن
يـشـفي الـغـليل ويـبـرء iiالأسـقـاما        صعب العلاج أما ترى من ضامن
نـرجـوا الـزمان ونـرتجي iiالأيـاما        كـم نـحمل الارزاء فـي الدنيا iiوكم
صــبـرت ومــنـه تـحـمـلت آثـامـا        الله اكـــبــر مــــن رأيــنــا iiأمــــة
قــــد دام فـيـنـا داؤنـــا قـــد دامـــا        الـــداء داء الـجـهـل ايـــن iiدوائــه
والـوصـفـة الـقـرآن خــده iiمـرامـا        الــطـب ديـــن مـحـمـد iiوعـلـومـه
ســـرّ الـشـفاء وحـقـقوا iiالأحـلامـا        والـواصـفـون هــم الـذيـن تـبـينوا
قــد جـاء فـيه : مـبددو iiالأوهـامت        عــلـمـاء ديــــن الله حــفـاظ iiلــمـا
  وقد طبع من تألفاته القيمة باللغة الفارسيّة ، حاوياً تعاليم الأسلام القرآن الكريم : 14 ـ ياد آوري

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 184 ـ

  15 ـ رستگاران
  16 ـ سودگران
  17 ـ پيگ رحمت
  18 ـ باء بسملة
  19 ـ تربيت ازنظر قرآن وعترت
  20 ـ پاسخ أنديشه هاي جوانان 1 و 2
  21 ـ كتابخانه
  22 ـ رهنماي قرآن كريم
  وأما المخطوطات سوف تطبع انشاء الله تعالى في المسبقبل فمنها كما يلي :
  23 ـ الأثر الخالد في الولد والوالد
  24 ـ الجنسان
  25 ـ تفسير الأمام الصادق (عليه السلام) عدّة أجزاء
  26 ـ دروس وحلول من الثالث حتى العاشر
  27 ـ ديوان العلوي ( الجزء الثاني ) شعر شعبي
  28 ـ مقتطفات العلوي شعر قريض
  29 ـ دلبند نفس شعر فارسي
  30 ـ أشگ وآه شعر فارسي
  31 ـ نداى آسمان
  32 ـ سخنان ماه مبارك رمضان

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 185 ـ

  33 ـ منتخب حوادث الأيّام في الأسلام
  34 ـ الرافد من الثاني فما فوق
  35 ـ الخير والسعادة
  وغير ذلك من المؤلفات القيمة التي لها الأثر البالغ في الهام الشباب المسلم طريق العمل ومنهج البناء السليم .
  فكرّس حياته لخدمة الاسلام ، متعلّماُ وعالماً ، عاملاً ، وكان خير مثال يحتذى به في التقوى والأخلاص والعلم والعمل .
  لقد كان عالي اهمة صادق العزيمة واسع الأطلاع ثابت البيان .
  تنظر اليه فترى وجهه سمة الوقار ، ويذكرك الله ريته ، ويزيد في علمك منطقه ، ويرغبك في الآخرة عمله ، ثم أرجع البصر كرة ثانية فترى عليه مسحة الصالحين وهيبه المتقين وصمود المجاهدين وملامح المؤمنين .
  ففقيدنا الراحل الى جوار رحمة ربّه الكريم ، لم يكتف بالدعوة الى الأسلام بالكمة والعلم فقط وانّما تعدّاها الى العمل والتطبيق ، فكانت له مشاريع خيريّة قيّمة من محافل اسلامية ومواكب حسينيّة ومساجد يذكر فيها اسم الله ، وكتب توجيهيّة ونصال وكفاح لأجل المستضعفين والمحرومين ، ولأجل حكومة الأسلام واعادة مجد المسلمين وتراثهم العظيم .
  رحمك الله يا ابا وانا لفقد انك لمحزنون وقد خسرت

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 186 ـ

  الأمة وجودك المبارك لاسيما في مثل هذه الأيام الحاسمة حيث الناس أحوج الى العالم المصلح المجاهد المخلص ، اكثر من كل شيء ، فقد انك جسماً ولكن معك يا أبا عادل على نهجك ودربك ، درب الاسلام والتضحية والفداء ، ولا نقول في عزائنا وعظم المصاب وجلل الرزء الاّ ما يرضى ربناّ ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ( القرآن الكريم ) .
  ونتحوقل ونسترجع نحمد الله تعالى ، ان أمدَّ في عمرك الزاهي بمواقف اسلامية وائعه ، موقف المعتز بربه والواثق من نصره ، ومضت حياتك الرساليه على صورة تموج بالكفاح المستمر والنشاط الدائم ، فلم تتمهل ولم ببوقف عن الجهاد وطلب العلم والعمل به ، وانك قل الحق وعملت ولم تبال بالوعد والوعيد ولم تثني عزيمتك الالهية أسباب الأغراء والتهديد عما اعتقدت به ، بل كالجبل الأشك والتحر الهادئ والنسيم العليل والمنهل العذب .
  وسنستمد من حياتك البطولية العلميّة والعمليّة وهي لنا نبراس وضاء تنير دروب النضال والجهاد ، ومعالم على الطريق الصائب والصراط المستقيم .
  انّ الجيل المؤمن في أرض الاسلام في عراقنا الجريح

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 187 ـ

  وايراننا المسلمة وكل مكان يذكرون مواقفك التى عزّ على الظالمين والحاسدين امتثالها .
  وماذا أقول ياأبتاه : وقد تركت ورائك سيرة تذكر الناس بربّهم وتفاديهم لمبدئهم وعقيدتهم ورسالتهم الاسلاميّة .
  فهنيئاً لك لقائك ربك الكريم في جنّات عرضها السموات والأرض عند مليك مقتدر وفزت فوزاً عظيماً ، ولكن أسفا لفقدك منّا .
  فانا لله وانا راجعون لمثل هذا يذوب القلب من كمد ان كان في القلب اسلام وايمان

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 188 ـ

حياته السياسيّة والثوريّة :
  التأريخ يشهد أنّ علمائنا الأعلام هم قارعي الطغاة والجبابرة ، ومفنّدي خطط الأستعمار ومظاهره الفاتنة في البلاد الأسلاميّة .
  كانوا السبّاقين لصد الهجوم الكافر على الدين والغزو الأستعماري بشتي أساليبه ، من السياسة والأقتصاد والثقافة والحضارة الفارغة .
  فهم الدرع الحصين لوقاية الأسلام والمسلمين من الأنحراف والفساد والأنحطاط .
  وفقيدنا المتفاني في سبيل الله ودينه القويم والأمة الأسلاميّة العظيمة ، منذ بلوغ الحلم كان منتفراُ من الظلم والجور ـ حتى كني بأبي عادل وسمى ولده الأكبر عادل حباً للعداله ـ فشاعراُ وخطيب وعالماً كتلة متفجرة ضّد الأنظمة الفاسدة في مدي حيات ته في العراق الجرح النازف وايران الثورة الأسلاميّة .
  فكان يرى السياسة من الأسلام والأسلام من السياسة ، اذ السياسة ليست منفصلة عن الأسلام بل هي منة واليه .
  فحياته سياسة وثورة ، ثورة على الطغاة والمستكبرين والمترفين ، ثورة على الأستعمار والأمبرياليّة والصهيونيّة العالميّة .
  ثورة على الفساد والظلم والجور والفحشاء والمنكر ، وصفحات حياته المشرقة تشهد بذلك ، واليكم لقطات من محاربته الطغاة

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 189 ـ

وحكام الجور :
  عام 1382 هـ في صحن الكاظميّن عليهما السلام في العراق ليلة السابع من محرم ، صعد المنبر شاعراً وخطيباً ، يفند فيها زيف النظام القاسمي ويحاكم الدكتاتور عبد الكريم قاسم في قضيدة شعبيّة مطلعها ( أنظرِ الأوَضاع واحْكم بِالعِدلِ بيه ، لا تخبط الميّ العكر، أنظر الأوضاع وأحكم بالعدل بيه ) وكانت للقصيدة الأثر البالغ في الجماهير المحتشدة في الصحن الشريف فأشعل فتيلة الثورة ضّد النظام القاسيي فأعتقلته السلطات ـ آنذاك ـ أربعة أشهر فحكم عليه بالأعدام ، فأبرق آيه الله العظمى المرجع الأعلى الأمام السيد محسن الحكيم قدس سره بأنّ ( السيد العلوي جزء من كياننا يصيبنا ما أصابه ) فأفرج عنه خوفاً من الأنتفاضه الشعبيّة الأسلامية بعدما دسوّا السمّ في مأكله ولكن شاء الله أن يبقى حيّاً ، لخدمة الأمة الأسلاميّة وترويج دين الأسلام الحنيف .
  وفي زمن النظام العرفي أخذ يحارب عبد السلام عارف وطائفيته المشؤومه وصعد المنبر في الجامع الهاشمي في الكاظميّة المقدسة ، وألقى على المسامع الواعيّة قصيدته الثائرة في مطلع ( الطائفيّة فرقة وشرور ... ) ثمّ أخذ يحاكم عبد السلام هاتفاُ صارخاً :
قف كي نحاسب في جدٍ ونحتكما        الـى مـتى نـنبذ الأخلاق iiوالذمما

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 190 ـ

  وعند النظام العفلقي العفن حاربهم بقلمه البتّار ، وبيانه الصارم ، حارب جلاوزة البعث والطغمة التكريتيّة ، ولا يبالي بالموت وقع عليه أم وقع على الموت ولاتأخذه في الله لومة لائم ... ولكن عام 1391 هجري هجّر مع عائلته الى ايران انتثاماً منه لما أبداه من بطولة وصمود وشجاعة وجهاد ، حتى قال في حقه الأمام الحكيم قدس سره ( انك البطل المجاهد ) وكفى ... وبعد تهجيره سكن وأستوطن مدينة العلم والثورة والغداء قم المقدسة وأخذ يحارب النظام البهلوي المقبور .
  فلم يغب عن ذهن المجاهد العلامة العلوي طاب رمسه أن يواكب ويتعايش مع الجمهور الأسلامية بقياده الأمام الخميني العظيم .
  فمعهم في شوارع النضال والمظاهرات المليونيّة ومعهم على صندوق الأنتخابات المتعددّة في أدوار حاسمة ، ومعهم في التضحية والفداء ، وفي كل شيء ، إذ يرى ذلك من أهم مسؤولياته الشرعيّة ، وكان يعشق الامام الخميني ويقدسه فمارأه على لوحة أوشاشة التلفزيون أو لقاء سعيد ، الاّ وخاطبه بشغف ولهفة ( روحي فداك ايها الأمام الحبيب ) .
  فكرّس حياته للثورة الأسلاميّة وحكومة الأسلام التى كانت أمنيته الوحيدة في الحياة ، سواء في العراق المضطهد او ايران

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 191 ـ

  المسلمة .
  وكان يستلذ المصائب والعذاب في سبيل مبدئه الحنيف ، فتلقى السجن والزنزانات برحابة صدره وبنفس صابرة محتسبة ، اذ تعلم أن ذنبها الوحيد ، الدعوة الى الله ، وجريمتها صيحة الحق والعدالة دوت في الضمائر ، أرسلها بلا هوادة تصرخ في وجوه الحكان الذين يحكمون المسلمين في البلاد الأسلاميّة : أن طبقوا الأسلام ، ودستورنا القرآن ، وحكومة الله وعباده الصالحين ، لا شرقية ولا غربيّة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء .
  أيها البطل المجاهد فقيدنا الغالي ، لقد صبرت وصابرت حتى أنتصرت وتحملت المشقة والعناء وكابدت الرهق والبأس ، ومع ذلك وقفت شامخاً على قمة الأعتزاز ورفضت أن تطلب العفو من الظالمين ، في بطولة المؤمن الذي فنى في حبّ الله ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام) .
  وحب الحق والعدالة والحرية الأنسانيّة ، وماهي الاّ تربية المدرسة الاسلاميّة الخالدة التي يخرج منها كبارنا الأعلام على مرّ الدهور وتعاقب الأجيال .
  فخرجت من السجن عزيزاً كريماُ رغم أنف الظالمين ، موثوق الصلة بالسماء ورّبها الرحيم .
  ولدت مع المحرومين وعشت مع المستضعفين ، وتركت قلبك مع الفقراء ، ومنذ عنفوان شبابك كانت البراءة ترافق عيناك وانقضت

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 192 ـ

  الأيام وأنت تسير على نهج الأسلام وخدمة المسلمين ، وشاركتهم آلامهم ، وتفجر من قلبك الفضب على الحكومات الجائرة في العراق وايران ، حتى أرتفعت راية الثورة الأسلامية تكافح الظلم والأستبداد ، وصرخت في وجه الأمبرياليّة والمتخاذلين : بالموت وأخيراُ كنت تعايش القضية العراقيّة و بذلت الجهود لخلاص العراق من فاشستبة صدام الكافر ، وشاركت في الدفاع عن المهجرين والمهاجرين الذين شردّهم صدام وكغمته الفجرة من ديارهم ووطنهم العراق الجريح ترافق دوماً الأمين العام لمكتب الثورة الأسلاميّة في العراق العلامة الحجة المجاهد السيد المفدي السيد محمد باقر الحكيم وكنت عضده الأيمن .
  كنت المشرف العام للهيئة الأدارية في الحسينيّة الكاظمية في طهران ، والحسينيّة النجفيّة في قم المقدسة ، فكنت عالماً حليماً شفيقاُ عطوفاً وأخاً رؤوفاً خدوماُ .
  كنت دوماً تطلب الشهادة ، ومن يطلب الشهادة لايخاف الموت ولايهابه ، ولم يكن الموت شبحاً مخيفاً في حياته كما قلتها على سرير المستشفى آخر ساعات حياتك وحياته البطولـة والشجاعة والجهاد والمثابرة ، حياة العقيدة والأيمان ، فودّعت الحياة بزهد وتقوى وورع واجتهاد ، وحلّقت روحك الطاهرة الى السماء عند مليك مقتدرمع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 193 ـ

  فألف بحيّة وسلام لك يا من كان عملك وجهودك وجهلدك وحياتك من أجل الفقراء والبؤساء ، من أجل الأسلام وترويج شريعة السماء السمحاء ، واقامة حدود الله في الأرض واعلاء كلمة الحق وأدحاض كلمة الباطل .
  وأنت في التأريخ من أعزاء الخالدين ، وأروع مثالٍ للأخلاص والعمل الدائب والطموح المتسامي والخلق الأسلامي والفكر العملاق والمؤلف المسؤول والمبلغ الواعي والداعيّة الصادق والعالم الحليم والخلوق الكريم والمسلم الثائر والمجاهد الشهم ، والأب الحنون والأخ الشفيق والولد البار للأسلام والأمّة الأسلاميّة ... وأنتم يا شباب الاسلام سيروا .
  على درب فقيدنا الراحل السيد العلوي وأمثاله مـن المجاهدين الصابرين .
  سيروا وعلى هامة العزّ وقمة الخلود ، ردّدوا أناشيد الجهاد والنضال وألحان الشهادة والقتل في سبيل الله ...
  وأهتفوا الله اكبروالعزة لله ورسوله وللمؤمنين ...
  والموت للطغاة والجبابرة وحكام الجور والمستكبرين .
  ان تنصروا الله ، الله ينصركم ويثبّت أقدامكم .
  وعهداً لفقيدنا العلوي أن نخطوا خطاه ونحي آثاره ومآثره وأن نكون جنود الأسلام الاوفياء حتى تحرير عراقنا الكئيب من براثن البعث الصدامي الكافر ، ومخالب الأستعمار الأمريكي ،

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 194 ـ

  والبريطاني والروسي وكل الأجانب عهداُ لفقيدنا الغالي أن نحرّر العراق بقيادة قائد الأمة الأسلاميّة الأمام الخميني العظيم دام ظله ، والأسلام يومئذ يحكم العراق وكل البلاد المضطهدة ان شاء الله تعالى ، ونواصل الثورة حتى ظهور صاحب الأمر والزمان الأمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من خيرة شيعته وأنصاره وأعوانه .

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 195 ـ

حياته الأجتماعيّة والأخلاقيّة :
  أروع مثال كان يضربه شهيد الأسلام المفكر الأسلامي الأكبر مولنا الصدر قدس سرهّ ، لرجل الدين والداعية الناجح : هو فقيدنا الراحل السيد العلوي طاب ثراه ، وحقاُ كان ذالك .
  لنشاطاته الدينيّة وعمله الدؤوب المتواصل بلا هوادة ولا هوان ، وبكل اخلاص وتفادي ، فمنذ أن عرف نفسه أحسّ بامسؤوليّـة التى وضعها الأسلام على عاتقه ، فجاهد وضحّى بالنفس والنفيس في سبيل الاسلام والامة الاسلامية وأصبح ملاذا للمحرومين وملجاً للمستضعفين وعونا للفقراء والمساكين ، وأبا شفيقاً للشباب وأخا حنونا للشيبة ، وسعى سعيه في إصلاح الفرد والمجتمع أينما حلّ وأرتحل ، ورسم للأجيال خطوط النهضة الأصلاحيّة والانتفاضة الأجتماعيّة ضّد الفساد والأنحطاط الخلقى ، وهذا جزءلازم على طريق الدعوة والحركة التى أرشدنا اليه الأسلام ، وبغيره يكون تصوّر الأصلاح والتغير والبناء سراب بقيع ، اذ الأسلام ديـن الأنسانيّة الصالح لكلّ زمان ومكان ، فكان يعتقد ويعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( خير الناس من نفع الناس ) .
  فسيدنا الراحل ، ناضل وجاهد في سبيل إصلاح المجتمع من أجل العقيدة ومن أجل أحياء معالم الأسلام ونشر مفاهيمه الساميّة التى تهدي الرشاد وطريق الصواب .
  جاهد بنفسه وبكل ما يملك من اجل الدين الأسلامي

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 196 ـ

  وقرآنه الخالد ، فتركز عمله ـ بيانا وجوارحاً ـ على التربيّة والأصلاح كأجداده الطاهرين (عليهم السلام) وحزم نفسه لخدمة الأمة والشعوب والجماهير المؤمنة مهما كانت الظروف والأحوال وأستمر على العمل في هذا السبيل والطريق الوعر الملئ بالأشواك ، رغم ما كان يمر به من مشاكل مادية وأجتماعية ، وجفاء الخلق ، ومتاعب تفسية وروحيّة واجهها بصمود ومثابرة وأيمان لا يلين ، وقوة وعزم لا يفل ، وذلك شأن الّداعي المؤمن الصادق دائماً .
  انه يؤمن بالأسلام كمبدأ وعقيدة بكلّ وجوده ودرص الأسلام حتى شهد عقله وقلبه انه لا طريق سليم لنجاة الشعـوب المستضعفة من مكالب الطغاة ومخالب المستكبرين سوى الاسلام القويم اذ يهتف صارخا : كن للظالم خصماً واللمظلوم عوناً .
  فالسعادة في الأسلام ، وكانت له في الاسلام مواقف مشرقة ناصعة لأهل الدين والأنسانية ، فانه رجل العلم والعمل .
  وفي كل صفحة من تأريخ الاسلام المجيد عظماء حملـوا الرسالة الالهيّة بكل تفاد وبطولة ونبل وأخلاص .
  اذ لا شك ولاريب ان عبء الأرشاد والأصلاح والترويـج الأسلامي عبء ثقيل ، يقع على اكتاف العظماء المنتخبين في المجتمعات الأنسانية ، وهم دوماُ الطريق المنير المتلاءلأ لأنقاذ الجمهور من ظلمات الجهل والشرك والفساد الى جنة الطهر

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 197 ـ

  والعلم والتوحيد .
  وكان فقيدنا العلوي واحد منهم ، واليكم نيذة يسيرة من خدماته الأجتماعيّة ومشاريعه الاسلامية والاصلاحيّة .
  1 ـ تأسس موكب ( الكاشانيون ) في الكاظمية المقدسة بمعيّة والده الماجد الرجل الحسيني الصالح السيد حسين قدس سرهما ، وأخيراً سمى الموكب بأسم ( موكب الجوادين ) .
  لأقامة المجالس الحسينية وعزاء جدّه الأطهر سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، اذ المواكب الحسينية تعتبر مدرسة الأجيال المسلمة ودروسها الفداء والتضحية من أجل العقيدة فانّ الحياة عقيدة وجهاد .
  2 ـ موكب العبيديّة في الجامع العبيدي في بغداد .
  3 ـ موكب حي طارق في الجامع العلوي في بغـداد ، العراق .
  4 ـ تأسيس ( هيئت علوي ـ قم ـ ايران الثورة عام 1391 ) .
  5 ـ تأسيس ( هيئت محلّه مسجد علوي / قم / 1394 .
  6 ـ تأسيس ( الجامع العلوي ) في بغداد عام 1388 هـ . ق .
  7 ـ تأسيس وبناء ( مسجد علوي ) في قم عام 1393 .
  8 ـ مكتبه الأمام علي بن الحسين (عليه السلام) العامه في الجامع العلوي .
  9 ـ تأسيس ( كتابخانه عمومي الأمام علي بن الحسين عليه

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 198 ـ

  السلام في مسجد علوي ) .
  10 ـ مدرسة العلوي الدينيّة أسست عام 1376 .
  11 ـ تأسيس وبناء ( مسجد بني هاشم ـ قم ـ عام 1398 .
  12 ـ تأسيس ( مجمع الآثار ) في ( مسجد علوي ) .
  وله المشاريع الأسلامية الأخرى في ايران الثورة الأسلامية وعراقنا الجريح المضطهد تحت نير الطغاة صدام وجلاوزته وطغمته التكريتيّة ، خذلهم الله عاجلاً أن شاء الله تعالى .
  وأما خلقه ـ رحمه الله ـ لربّما يعجز القلم عن وصفه ، فانّه حسن الخلق ، طيّب القلب يحب العباد ويخدمهم ، رحيم شفيق صبور ، وله خصائص أخلاقية يمتاز بها عن الآخرين : مثل البساطة بتمام المعنى فلا تكلّف في حياته الأجتماعيّة ، ومثل الطهارة والقداسة حتى قال في حقه فقيد الأسلام آيه الله السيـد اسماعيل الصدر في مجمع من رجاله مشيراً الى السيد العلوي ( ان هذا السيد أطهرمن ماء السماء ) .
  ثغره باسم دوماً حتى في الشدائد ، وكان يعتقد ويردد قول المعصوم (عليه السلام) ( المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه ) ومن خصائصه الصبر على البلايا والرزايا ، حتى ضرب المثل به سيما بعد فقد أربعة من اولاده الأبرياء وأفلاذ أكباده في ليلة واحدة .
  في سانحة تجرح القلوب وتكلم الافئدة وتقطر المهادماً ،

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 199 ـ

  وذلك ليلة الثورة الأسلامية في ايران الحبيبة ليلة ( 21بهمن ) حينما ذهبوا الأفلاذ الى مسجد جمكران ، مسجد صاحب الزمان ـ قريب قم المقدسة ـ ليدعوا لقائدهم المفّدى الأمام الخميني العظيم وثورته الأسلاميّة المجيدة بالنصر والنجاح ، فوافاهم الأجل عشية الجمعة قريباً من المسجد الشريف ، وجرعوا كأس الشهادة وسبحوا في دمائهم الطاهرة ، كي يسقوا شجرة الأسلام بالدماء ، ويرفعوا راية الاسلام خفاقة عالية ترفرف على ربوع العالم بأجسادهم الملطخة بالدماء الزكيّة عليهم سلام الله وقدس أرواحهم البريئة الطاهرة ، وأسكنهم مع ابيه وحشرهم مع جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله في فسيح جناتـه وفردوسه الأعلى مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
  ومن أخلاقه البارزة حبّه وولعه في طلب العلم وطموحه في طلب العلي والمعارف الساميّة ، والعمل المتواصل ليل نهار بلا فتور ولا جمود .
  انه كان مع الشعب اذ يرى نفسه من الشعب والى الشعب يفكر في الجماهير اكثر ممّا كان يفكر بنفسه ، وحتى عائلته يجالس الجاهل ليعلّمة ، والعالم ليذكره ، والفقير ليواسيه ، والغنى ليوصيه بالفقراء ، والمقاتل في سبيل الله ليقوي معنوياته ، والشاب ليثقفه ، والجميع يعاشرهم بودّ وشفقةٍ ورحمةٍ ليهديهم الصراط المستقيم ويرشدهم الى أحكام القرآن وقوانين الأسلام .

الأثر الخالد في الولد والوالد   ـ 200 ـ

  وبهذا استحقّ أعجاب وحب الجماهير سيما الشباب الواعي المتعطش لمنهل علمه العذب ... وأخيراً حياته مدرسـة الأخلاق جيلاُ بعد جيل ... فعاش سعيداُ ومات سعيداً ويحشر سعيداً ان شاء الله .
  واليكم البيان الذي أصدره مكتب السيد الحكيم ومؤسسة الشهيد الصدر في طهران يوم وفاته ثم يليه حياه الفقيـد السعيد بقلمه المبارك وخطه الشريف وقد طبع أواخر كتابه ( لباب المعالم ) .
  ثم ختاما كلمه الأسره المفجوعة ( آل العلوي ) ونوافيكم لقطات مصوّرة من حياته الخالدة ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .
  رحم الله من قرء سوره الفاتحه على روحه الطاهره ولكم جزيل الاجر والثواب .