الفهرس العام

    سورة سبأ
    سورة فاطر
    سورة يس
    سورة الصافات
    سورة ص
    سورة الزمر
    سورة غافر
    سورة الشورى

      (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ) حمزة استشهد يوم أحد، وجعفر استشهد يوم مؤتة (وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ) يعني علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) يعني الذي عاهدوا الله عليه (1).
      (242) ـ قوله تعالى : {ووَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ }(2).
      279 ـ قال الصادق (عليه السلام)، وابن مسعود ، في قوله : (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقتله عمرو بن عبد وَدّ.
      ورواه أبو نعيم الاصفهاني في (ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) بالاسناد ، عن سفيان الثوري ، عن رجل ، عن مُرّة ، عن عبد الله.
      وقال جماعة من المفسرين ، في قوله تعالى: (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ) (3) أنها نزلت في علي (عليه السلام) يوم الاحزاب (4).
      (243) ـ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (5).
      280 ـ عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل ، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصبّاح الكناني ، قال : ذكر أبو عبد الله (عليه السلام) : ( أن زينب قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تعدِل وأنت رسول الله ؟! وقالت حَفصة : ان طلّقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا.
      فاحتبس الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرين يوماً ـ قال ـ فأنف الله عز وجل

    ---------------------------
    (1) تأويل الآيات، ج 2، ص 449، ح 9.
    (2) الاحزاب، الآية: 25.
    (3) الاحزاب، الآية: 9.
    (4) المناقب، ابن شهر آشوب، ج 3، ص 134.
    (5) الاحزاب، الآية: 28 ـ 29.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 152 _

      لرسوله (صلى الله عليه وآله) فأنزل : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) الى قوله : (أَجْرًا عَظِيمًا) ـ قال ـ فاخترن الله ورسوله ، ولو اخترن أنفسهن لبِنَّ ، وان اخترن الله ورسوله فليس بشيء "(1).
      281 ـ سبب نزولها : أنه لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غزاة خيبر ، وأصاب كنز آل أبي الحُقيق، قلن أزواجه: أعطنا ما أصبت.
      فقال لهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( قسّمته بين المسلمين على ما أمر الله ) فغضبن من ذلك ، وقلن : لعلك ترى أنك ان طلقتنا أنا لانجد الاكفاء من قومنا يتزوجونا! فأنف الله لرسوله (صلى الله عليه وآله)، فأمره أن يعتزلهنّ ، فاعتزلهنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مشدبة ام ابراهيم تسعة وعشرين يوماً ، حتى حضن وطهرن ، ثم أنزل الله هذه الآية، وهي اية التخيير، قال : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) الآية، فقامت أم سلمة ، وهي أول من قامت ، فقالت : قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنّه ، وقلن مثل ذلك ، فأنزل الله (تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء) (2)، قال الصادق (عليه السلام): ( من آوى فقد نكح ، ومن أرجى فقد طلّق )(3).
      (244) ـ قوله تعالى : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }(4).
      282 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق (رحمه الله)، قال : حدثنا حمزة بن القاسم، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الجنيد الرازي، قال : حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا الحسن بن علي ، عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قلت للنبي (صلى الله عليه وآله) : يارسول الله، من يغسلك اذا مُتّ ؟
      قال : ( يغسل كل نبيُّ وصيّه ).
      قلت : فمن وصيك يارسول الله ؟

    ---------------------------
    (1) الكافي، الكليني، ج 6، ص 138، ح 2.
    (2) الاحزاب، الآية: 51.
    (3) تفسير القمي، ج 2، ص 192.
    (4) الاحزاب، الآية: 33.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 153 _

      قال : ( علي بن أبي طالب ).
      قلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟
      قال : ( ثلاثين سنة ، فان يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة ، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى (عليه السلام) ، فقالت : أنا أحق منك بالامر .
      فقاتلها ، فقتل مقاتليها ، وأسرها فأحسن أسرها، وان ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفاً من أمتي، فيقاتلها ، فيقتل مقاتليها ، ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها أنزل الله عز وجل : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) يعني صفراء بنت شعيب )(1).
      (245) ـ قوله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } (2).
      283 ـ حدثنا علي بن الحسين بن محمد ، قال : حدثنا هارون بن موسى التلعكبري، قال : حدثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسر من رأى ، قال : حدثني أبي، عن أبيه، عن ابائه، عن الحسين بن علي ، عن علي (عليهم السلام)، قال : ( دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت أم سلمة ، وقد نزلت عليه هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي، هذه الآية نزلت فيك، وفي سبطيَّ والائمة من ولدك.
      فقلت : يارسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكم الائمة بعدك ؟
      قال : أنت ـ ياعلي ـ ثم ابناك: الحسن ، والحسين ، وبعد الحسين علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسى ابنه ، وبعد موسى عليّ ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، والحجة من ولد الحسين ، هكذا وجدت أسماؤهم مكتوبة على ساق العرش ، فسألت الله

    ---------------------------
    (1) كمال الدين وتمام النعمة، ص 27.
    (2) الاحزاب، الآية : 33.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 154 _

      تعالى عن ذلك ، فقال : يا محمد ، هم الائمة بعدك ، مطهرون معصومون ، وأعدائهم ملعونون )(1).
      284 ـ حدثني أبي، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث ، قال : ( قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابي بكر : يا أبا بكر ، تقرأ كتاب الله ؟
      قال : نعم.
      قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فيمن نزلت ، فينا أم في غيرنا ؟
      قال : بل فيكم ((2).
      285 ـ عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) : ان هذه الآية نزلت في بيتها : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، قالت : وأنا جالسة عند الباب، فقلت : يا رسول الله، ألست من أهل البيت ؟
      فقال : ( انك الى خير، انك من أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ).
      قالت : وفي البيت رسول الله، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين (صلوات اللّه عليهم)، فجلَّلهم بكساء ، وقال : ( اللهم، هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجز، وطهرهم تطهيراً )(3).
      286 ـ نزلت في علي (عليه السلام) بالاجماع (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )(4).
      (246) ـ قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ

    ---------------------------
    (1) كفاية الاثر، ابن بابويه ، ص 155.
    (2) تفسير القمي، ج 2، ص 156.
    (3) العمدة، ص 44 ، ح 31.
    (4) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 2، ص 175.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 155 _

      الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (1)
      287 ـ في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام )، في قوله : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الاسدية، من بني أسد بن خزيمة ، وهي بنت عمة النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت : يا رسول الله، حتى أوامر نفسي فأنظر.
      فأنزل الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)
      فقالت : يارسول الله، أمري بيدك.
      فزّوجها ايّاه، فمكثت عند زيد ماشاء الله، ثم انهما تشاجرا في شيء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنظر اليها النبي (صلى الله عليه وآله) فأعجبته ، فقال زيد : يارسول الله، ائذن لي في طلاقها ، فان فيها كبراً ، وانها لتؤذيني بلسانها ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( اتق الله، وأمسك عليك زوجك ، وأحسن اليها ).
      ثم ان زيداً طلّقها ، وانقضت عدتها ، فأنزل الله نكاحها على رسول الله، فقال: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) (2)(3).
      (247) ـ قوله تعالى : {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (4).
      288 ـ هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة، قالت قريش : يعّيرنا محمد أن يدّعي بعضنا بعضاً وقد ادّعى هو زيداً! فقال الله: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ) يعني يومئذ أنه ليس بأبي زيد .

    ---------------------------
    (1) الاحزاب، الآية 36.
    (2) الاحزاب، الآية: 37.
    (3) تفسير القمي، ج 2، ص 194.
    (4) الاحزاب، الآية: 40.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 156 _

      قوله : (وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) يعني لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله) (1).
      (248) ـ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} (2).
      289 ـ لما تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) زينب بنت جحش ، وكان يحبها ، فأولم ، ودعا أصحابه، فكان أصحابه اذا أكلوا يحبون أن يتحدثوا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يحب أن يخلو مع زينب ، فأنزل الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ) [وذلك أنهم كانوا يدخلون بلا اذن] الى قوله : (مِن وَرَاء حِجَابٍ) (3).
      (249) ـ قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا * إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }(4).
      290 ـ فانه كان سبب نزولها : أنه لما أنزل الله: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) (5) وحرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة ، فقال : يحرم علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا ! لئن أمات الله محمداً لنركضنّ بين خلاخل نسائه كما ركض بين خلاخل نساءنا.
      فأنزل الله: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا * إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (6).
      291 ـ من طرائف ما شهدوا به على عثمان وطلحة ما ذكره السُدّي في تفسيره

    ---------------------------
    (1) تفسير القمي، ج 2، ص 194.
    (2) الاحزاب، الآية: 53.
    (3) تفسير القمي، ج 2، ص 195.
    (4) الاحزاب، الآية: 53 ـ 54.
    (5) الاحزاب، الآية: 6.
    (6) تفسير القمي، ج 2، ص 195.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 157 _

      للقرآن ، في تفسير سورة الاحزاب، في تفسير قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا ).
      قال السُدّي: لما توفي أبو سلمة ، وخنيس بن حذافة ، وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بامرأتيهما : أم سلمة ، وحفصة ، قال طلحة وعثمان : أينكح محمد (صلى الله عليه وآله) نساءنا اذا متنا ولا ننكح نسائه اذا مات! والله لوقد مات لقد أجلنا على نساءه بالسهام.
      وكان طلحة يريد عائشة ، وعثمان يريد أم سلمة ، فأنزل الله تعالى : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ) الآية، وأنزل الله تعالى : (إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)، وأنزل تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (1)(2).
      (250) ـ قوله تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (3).
      292 ـ عن الواحدي في (أسباب النزول)، ومقاتل بن سليمان، وأبي القاسم القشيري في تفسيريهما : أنه نزل قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) الآية، في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وذلك أن نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ، ويسمعونه ، ويكذبون عليه(4).
      (251) ـ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا

    ---------------------------
    (1) الاحزاب، الآية: 57.
    (2) طرائف، ابن طاووس ، ص 492.
    (3) الاحزاب، الآية: 58.
    (4) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 3، ص 210، وأسباب النزول، ص 205.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 158 _

    يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا }(1)
      293 ـ وأما قوله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) كان سبب نزولها أن النساء كن يخرجن الى المسجد، ويصلين خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاذا كان الليل خرجن الى صلاة المغرب، والعشاء الاخرة، والغداة، يقعد الشبان لهن في طريقهن فيؤذونهن ، ويتعرضون لهن ، فأنزل الله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ) الى قوله : (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وأما قوله : (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) فانها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا خرج في بعض غزواته، يقولون : قتل ، وأسر ، فيغتم المسلمون لذلك ، ويشكون الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأنزل الله في ذلك (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا) أي نأمرك باخراجهم من المدينة (إِلَّا قَلِيلًا) (2).
      (252) ـ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا } (3).
      294 ـ وحدثني أبي، عن النضر بن سويد ، عن صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : ( ان بني اسرائيل كانوا يقولون : ليس لموسى ما للرجال.
      وكان موسى اذا أراد الاغتسال ذهب الى موضع لايراه فيه أحد من الناس، فكان يوماً يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة ، فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو اسرائيل اليه، فعلموا أنه ليس كما قالوا ، فأنزل الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا)(4).

    ---------------------------
    (1) الاحزاب، الآية: 59 ـ 60.
    (2) تفسير القمي، ج 2، ص 196.
    (3) الاحزاب، الآية: 69.
    (4) تفسير القمي، ج 2، ص 197.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 159 _

      (253) ـ قوله تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (1).
      295 ـ عن أبي بكر الشيرازي في (نزول القرآن في شأن علي (عليه السلام))، بالاسناد عن مقاتل ، عن محمد بن الحنفية، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في قوله تعالى : (إإِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
      قال : ( عرض الله أمانتي على السماوات السبع بالثواب و العقاب، فقلن : ربنا ، لا نحملها بالثواب والعقاب ، لكن نحملها بلا ثواب ولاعقاب.
      وان الله عرض أمانتي وولايتي على الطيور، فأول من آمن بها : البزاة والقنابر ، وأول من جحدها من الطيور : البوم والعنقاء ، فلعنهما الله تعالى من بين الطيور، فأما البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطيور لها ، وأما العنقاء فغابت في البحار لا ترى .
      وان الله عرض أمانتي على الارض، فكل بقعة آمنت بولايتي وأمانتي جعلها الله طيبة مباركة زكية ، وجعل نباتها وثمرها حلواً عذباً ، وجعل ماءها زلالا، وكل بقعة جحدت أمانتي وأنكرت ولايتي جعلها سبخة ، وجعل نباتها مراً علقماً ، وجعل ثمرها العوسج والحنظل ، وجعل ماءها ملحاً اجاجاً ) ثم قال : (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ) يعني امتك يامحمد ، ولاية أمير المؤمنين وامامته بما فيها من الثواب والعقاب (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا) لنفسه (جَهُولًا) لامر ربه ، من لم يؤدها بحقها فهو ظلوم وغشوم.
      وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ( لا يحبني الا مؤمن ، ولايبغضني الا منافق وولد حرام )(2).

    ---------------------------
    (1) الاحزاب، الآية: 72.
    (2) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 2، ص 314 .

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 160 _


      (254) ـ قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (1).
      296 ـ حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : ( لما أمر الله نبيه أن ينصّب أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) (2) في علي بغدير خم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فجاءت الابالسة الى ابليس الاكبر ، وحثوا التراب على وجوههم ، فقال لهم ابليس : مالكم ؟
      قالوا : ان هذا الرجل ، قد عقد اليوم عقدة لا يُحلّها شيء الى يوم القيامة.
      فقال لهم ابليس : كلا ، ان الذين حوله قد وعدوني فيه عِدّة لن يخلفوني.
      فانزل الله على رسوله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) الآية "(3).
      (255) ـ قوله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى}(4).
      297 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في قوله : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ) ، قال : ( فان الله جلّ ذكره أنزل عزائم الشرائع ، وآيات الفرائض في أوقات مختلفة كما خلق السماوات والارض في ستة أيام ، ولو شاء الله لخلقها في أقلّ من لمح البصر ، ولكنه جعل الاناة والمداراة مثالا لامنائه ، وايجاباً لحججه على خلقه ، فكان أوّل ما قيدهم به : الاقرار له بالوحدانية والربوبية ، والشهادة بأن لا اله الا الله، فلماأقروا بذلك تلاه بالاقرار لنبيه (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ، والشهادة له بالرسالة ، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة ، ثم الزكاة ، ثم الصوم ، ثم الحج ، ثم الصدقات وما يجري مجراها من مال الفيء.

    ---------------------------
    (1) سبأ ، الآية : 20.
    (2) المائدة ، الآية: 67.
    (3) تفسير القمي ، ج 2 ، ص 201.
    (4) سبأ ، الآية : 46.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 161 _

      فقال المنافقون : هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض شيء اخر يفترضه ، فتذكره لتسكن أنفسنا الى أنه لم يبق غيره ؟
      فأنزل الله في ذلك : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ) يعني الولاية، وأنزل الله: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (1) ، وليس بين الامة خلاف أنه لم يؤت الزكاة يومئذ أحد وهو راكع غير رجل واحد ، لو ذكر اسمه في الكتاب لاسقط مع ما أسقط من ذكره ، وهذا وما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرفون ، فيبلغ اليك والى أمثالك ، وعند ذلك قال الله عز وجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)(2) )(3).
      (256) ـ قوله تعالى : {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} (4).
      298 ـ موفق بن أحمد : عن مقاتل والكعبي ، لما نزلت هذه الآية: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (5) ، قالوا : هل رأيتم أعجب من هذا ، يسفّه أحلامنا ، ويشتم الهتنا ، ويروم قتلنا ، ويطمع أن نحبّه [أو نحب قرباه] ؟
      فنزل : (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) ، أي ليس لي في ذلك أجر ، لان منفعة المودّة تعود اليكم، وهو ثواب الله تعالى ورضاه (6).

    ---------------------------
    (1) المائدة، الآية: 55.
    (2) المائدة، الآية: 3.
    (3) الاحتجاج، الطبرسي، ص 254.
    (4) سبأ ، الآية: 47.
    (5) الشورى، الآية: 23.
    (6) مناقب الخوارزمي، ص 194.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 162 _


      (257) ـ قوله تعالى : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }(1).
      299 ـ حدثنا أبو عبدالله الحسين بن يحيى البجلي، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي، قال : حدثنا عبد الله بن يحيى، عن يعقوب بن يحيى ، عن أبي حفص ، عن أبي حمزة الثمالي، قال : كنت جالساً في المسجد الحرام مع أبي جعفر (عليه السلام) اذ أتاه رجلان من أهل البصرة، فقالا له : يا بن رسول الله، انما نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما : ( سلا عما شئتما ).
      قالا : أخبرنا عن قول الله عز وجل: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) الى اخر الايتين، قال : ( نزلت فينا أهل البيت ).
      قال أبو حمزة الثمالي : فقلت : بأبي أنت وأمي ، فمن الظالم لنفسه منكم ؟
      قال : ( من استوت حسناته وسيئاته منّا أهل البيت، فهو الظالم لنفسه ).
      فقلت : من المقتصد منكم ؟
      قال : ( العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين ).
      فقلت : فمن السابق منكم بالخيرات ؟
      قال : ( من دعا ـ والله ـ الى سبيل ربه ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضداً، ولا للخائنين خصيماً ، ولم يرض بحكم الفاسقين ، الا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعواناً )(2) .

    ---------------------------
    (1) فاطر ، الآية: 32.
    (2) معاني الاخبار، ابن بابويه ، ص 105 ، ح 3.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 163 _


      (258) ـ قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } (1).
      300 ـ في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ )، يقول : فأعميناهم ( فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) الهدى، أخذ الله بسمعهم ، وأبصارهم ، وقلوبهم ، فأعماهم عن الهدى ، نزلت في أبي جهل بن هشام ونفر من أهل بيته، وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) قام يصلي وقد حلف أبو جهل (لعنه الله) لئن رآه يصلي ليدمغنّه ، فجاء ومعه حجر ، والنبي قائم يصلي ، فجعل كلما رفع الحجر ليرميه أثبت الله يده الى عنقه ، ولا يدور الحجر بيده ، فلما رجع الى أصحابه سقط الحجر من يده ، ثم قام رجل اخر ، وهو من رهطه أيضاً ، وقال : أنا أقتله.
      فلما دنا منه فجعل يسمع قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأرعب ، فرجع الى أصحابه، فقال :( حال بيني وبينه كهيئة الفَحْل، يخط بذنبه ، فخفت أن أتقدّمَ ).
      وقوله : (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (2) قال : ( فلم يؤمن من اولئك الرهط من بني مخزوم أحد )(3).
      (259) ـ قوله تعالى : {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (4).
      301 ـ عن أبي سعيد الخدري : أن بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة، فشكوا الى

    ---------------------------
    (1) يس ، الآية: 9.
    (2) يس ، الآية: 10.
    (3) تفسير القمي، ج 2، ص 212.
    (4) يس ، الآية: 12.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 164 _

      رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه، فنزلت الآية(1).
      (260) ـ قوله تعالى: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ* وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} (2)
      302 ـ قوله : (إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ) قال : بأسمائكم ، وقوله : (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) ، قال : نزلت في حبيب النجار، الى قوله : (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) .
      وقوله: (إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) أي مّيتون (3).
      (261) ـ قوله تعالى : {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (4).
      303 ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو محمد بن عبد الله بن أبي شيخ اجازة، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي، قال : أخبرنا عبد الرحمن

    ---------------------------
    (1) مجمع البيان، الطبرسي، ج 8، ص 653.
    (2) يس ، الآية: 18 ـ 29.
    (3) تفسير القمي، ج 2 ، ص 214.
    (4) يس ، الآية: 78 ـ 83.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 165 _

      بن عبد الله أبو سعيد البصري، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن اسحاق بن يسار المدني، قال : حدثنا سعيد بن ميناء ، عن غير واحد من أصحابنا ، أن نَفَراً من قريش اعترضوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، منهم ، عتبة بن ربيعة ، وأبي بن خلف ، والوليد بن المغيرة، والعاص بن سعيد ، فمشى اليه أبي بن خلف بعظم رميم، ففتّه في يده ، ثم نفخه ، وقال : أتزعم أن ربك يحيي هذا بعدما ترى ؟!
      فأنزل الله تعالى : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) ، الى آخر السورة(1).
      304 ـ عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال : ( جاء أبي بن خلف فأخذ عظماً بالياً ( من حائط ، ففتّه ، ثم قال : يا محمد ، اذا كنا عظاماً ورفاتاً أئنا لمبعوثون ، من يحيي العظام وهي رميم ؟ )
      فنزلت : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (2).


      (262) ـ قوله تعالى : {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ}(3)
      305 ـ حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد ، عن العباس بن عامر ، عن الربيع بن محمد ، عن يحيى بن مسلم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : سمعته يقول : (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ)، قال : ( نزلت في الائمة والاوصياء من آل محمد (صلى الله عليه وآله) )(4).

    ---------------------------
    (1) الامالي، الطوسي، ج 1، ص 18، والامالي، المفيد، ص 246، ح 2.
    (2) تفسير العياشي، ج 2، ص 296، ح 89.
    (3) الصافات، الآية: 164.
    (4) تفسير القمي، ج 2، ص 227.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 166 _


      (263) ـ قوله تعالى : {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ* بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ }(1).
      306 ـ عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال : ( أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش ، فدخلوا على أبي طالب.
      فقالوا : ان ابن أخيك قد آذانا، وأذى آلهتنا، فادعه ومره فليكفّ عن آلهتنا ، ونكفّ عن الهه.
      قال : فبعث أبو طالب الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدعاه ، فلما دخل النبي (صلى الله عليه وآله) لم ير في البيت الا مشركاً ، فقال : السلام على من اتبع الهدى.
      ثم جلس ، فخبّره أبو طالب بما جاؤا له ، فقال : فهل لهم في كلمة خير لهم من هذا ، يسودون بها العرب ويطؤون أعناقهم ؟
      فقال أبو جهل : نعم ، وما هذه الكلمة ؟

    ---------------------------
    (1) ص ، الآية: 1 ـ 7 .

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 167 _

      فقال : تقولون : لا اله الا الله.
      قال : فوضعوا أصابعهم في آذانهم ، وخرجوا هُرّاباً ، وهم يقولون ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة ، ان هذا الا اختلاق.
      فأنزل الله تعالى في قولهم : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ) الى قوله تعالى : (إِلَّا اخْتِلَاقٌ )(1).
      307 ـ قوله : (كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) أي ليس هو وقت مفرّ ، وقوله : (وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ)، قال : نزلت بمكة ، لما أظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدعوة بمكة اجتمعت قريش الى أبي طالب ، فقالوا : يا أبا طالب ، ان ابن أخيك قد سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا ، وفرّق جماعتنا ، فان كان الذي يحمله على ذلك العَدَم ، حملنا له مالا حتى يكون أغنى رجل في قريش ، ونملّكه علينا.
      فأخبر أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك ، فقال : ( لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي ما أردته، ولكن يعطونني كلمة يملكون بها العرب، ويدين لهم بها العجم، ويكونون ملوكاً في الاخرة ).
      فقال لهم أبو طالب ذلك ، فقالوا : نعم ، وعشر كلمات.
      فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( تشهدون أن لا اله الا الله، وأني رسول الله ).
      فقالوا : نَدَع ثلاث مائة وستين الهاً ، ونعبد الهاً واحداً ؟!
      فأنزل الله تعالى : (وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا) الى قوله (إِلَّا اخْتِلَاقٌ)، أي تخليط (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ) (2) ، الى قوله : (مِّنَ الْأَحْزَابِ)(3) يعني الذين تحزبوا يوم

    ---------------------------
    (1) الكافي، الكليني، ج 2، ص 474، ح 5.
    (2) ص ، الآية: 8.
    (3) ص ، الآية: 11.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 168 _

      الخندق(1).
      (264) ـ قوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} (2)
      308 ـ عن تفسير أبي يوسف الفسوي، وقبيصة بن عقبة، عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) الآية، نزلت في علي، وحمزة، وعبيدة ( كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) عتبة، وشيبة، والوليد (3).


      (265) ـ قوله تعالى : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (4).
      309 ـ عن النيسابوري في (روضة الواعظين)، أنه قال عروة بن الزبير: سَمِع بعض التابعين أنس بن مالك يقول : نزلت في علي (عليه السلام): (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا ) الآية، قال الرجل: فأتيت علياً (عليه السلام) وقت المغرب فوجدته يصلي ويقرأ القران الى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه، وخرج الى المسجد، وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم قعد في التعقيب الى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل يقضي بينهم الى أن قام الى صلاة الظهر، فجدد الوضوء، ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب

    ---------------------------
    (1) تفسير القمي، ج 2، ص 228.
    (2) ص، الآية: 28.
    (3) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 3، ص 118.
    (4) الزمر، الآية: 9.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 169 _

      الى أن صلى بهم العصر، ثم كان يحكم بين الناس ويفتيهم الى أن غابت الشمس (1).
      (266) ـ قوله تعالى : {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ }(2)
      310 ـ نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)(3).
      311 ـ عن الواحدي في (أسباب النزول) و (الوسيط)، قال عطاء في قوله تعالى: (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ): نزلت في علي (عليه السلام) وحمزة (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم) في أبي جهل وولده(4).
      (267) ـ قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} (5)
      312 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( لما نزلت هذه الآية (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)، قلت : يارب أيموت الخلائق كلهم ويبقى الانبياء ؟
      فنزلت : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (6) "(7).
      (268) ـ قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (8)
      313 ـ محمد بن العباس، قال : حدثنا أحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن فضال ، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( لا يعذر الله أحداً يوم القيامة بأن يقول : يارب ، لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة، وفي ولد فاطمة (عليهم السلام) أنزل الله هذه الآية خاصة : ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ

    ---------------------------
    (1) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 2، ص 124.
    (2) الزمر، الآية: 22.
    (3) تفسير القمي، ج 2، ص 248.
    (4) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 3، ص 80.
    (5) الزمر، الآية: 30.
    (6) العنكبوت، الآية: 57.
    (7) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ابن بابويه، ج 2، ص 32، ح 51.
    (8) الزمر، الآية: 53.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 170 _

       أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (1).
      (269) ـ قوله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} (2)
      314 ـ محمد بن ابراهيم المعروف بابن زينب النعماني، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب، قال : حدثني أبي، قال : حدثني علي بن هاشم ، والحسن بن السكن، قال : حدثني عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرني أبي، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال : وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل اليمن، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ( جاءكم أهل اليمن يَبُسّون بَسيساً ).
      فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ( قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ ايمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً، ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسك ).
      فقالوا : يا رسول الله ومن وصيك ؟
      فقال : ( هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عز وجل : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) (3).
      فقالوا : يارسول الله بّين لنا ما هذا الحبل ؟
      فقال : ( هو قول الله: (إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ) (4)، فالحبل من الله كتابه ، والحبل من الناس وصيي ).
      فقالوا : يا رسول الله، من وصيك ؟
      فقال : ( هو الذي أنزل الله فيه : (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ

    ---------------------------
    (1) تأويل الآيات، ج 2، ص 518، ح 21.
    (2) الزمر، الآية: 56.
    (3) آل عمران، الآية: 103.
    (4) آل عمران، الآية: 112.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 171 _

       اللَّهِ) ).
      فقالوا : يارسول الله، وما جنب الله هذا ؟
      فقال : ( هو الذي يقول الله فيه : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) (1) هو وصيي ، والسبيل الي من بعدي ).
      فقالوا : يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق أرناه، فقد اشتقنا اليه، فقال : ( هو الذي جعله الله آية للمتوسمين ، فان نظرتم اليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم ، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت اليه قلوبكم فانه هو ، لان الله عز وجل يقول في كتابه : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (2) اليه والى ذريته ).
      قال : فقام أبو عامر الاشعري، في الاشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة ، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الاصلع البطين، وقالوا : الى هذا أهوت أفئدتنا، يارسول الله.
      فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ( أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيي رسول الله قبل أن تعرفوه ، فبم عرفتم أنه هو ؟ ).
      فرفعوا أصواتهم يبكون ، وقالوا : يا رسول الله، نظرنا الى القوم فلم تَحِنَّ لهم ( قلوبنا )، ولمّا رأيناه وجفت قلوبنا ثم اطمئنت نفوسنا ، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وتبلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب، ونحن له بنون.
      فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (3)أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى ، وأنتم عن النار مبعدون ).
      قال : فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل

    ---------------------------
    (1) الفرقان، الآية: 27.
    (2) ابراهيم، الآية: 37.
    (3) آل عمران، الآية: 7.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 172 _

      وصفين ، فقتلوا بصفين (رحمهم الله)، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يبشرهم بالجنة ، وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).
      (270) ـ قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} (2)
      315 ـ الطبري والواحدي بإسنادهما ، عن السدي، وروى ابن بابويه في كتاب (النبوة)، عن زين العابدين (عليه السلام): ( أنه اجتمعت قريش الى أبي طالب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) عنده، فقالوا : نسألك عن ابن أخيك النصف منه .
      قال : وما النصف منه ؟
      قالوا : يكُفّ عنا ونكفّ عنه، فلا يكلمنا ولانكلمه ، ولا يقاتلنا ولا نقاتله، ألا ان هذه الدعوة قد باعدت بين القلوب، وزرعت الشحناء، وأنبتت البغضاء، فقال: يابن أخي، أسمعت ؟
      قال: ياعم لو أنصفني بنو عمي لاجابوا دعوتي وقبلوا نصيحتي ، ان الله تعالى أمرني أن أدعو الى الحنيفية ملة ابراهيم، فمن أجابني فله عند الله الرضوان، والخلود في الجنان، ومن عصاني قاتلته حتى يحكم الله بيننا ، وهو خير الحاكمين.
      فقالوا: قل له أن يكفّ عن شتم الهتنا فلا يذكرها بسوء.
      فنزل: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) (3).
      (271) ـ قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(4).
      316 ـ محمد بن العباس، قال : حدثنا محمد بن القاسم، عن عبيد بن مسلم، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن الحسن بن اسماعيل الافطس، عن أبي موسى المشرقاني، قال : كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين، فسألوه عن قول الله عز وجل :

    ---------------------------
    (1) غيبة النعماني، ص 39، ح 1.
    (2) الزمر،الآية:64.
    (3) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 1، ص 59.
    (4) الزمر، الآية: 65.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 173 _

      (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)، فقال : ليس حيث تذهبون، ان الله عز وجل حيث أوحى الى نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يقيم علياً (عليه السلام) للناس علماً ، اندسّ اليه معاذ بن جبل، فقال: أشرك في ولايته ـ أي الاول والثاني ـ حتى يسكن الناس الى قولك ويصدقوك فلما أنزل الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) (1) شكا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى جبرئيل ، فقال : ( ان الناس يكذبوني ولا يقبلون مني )، فأنزل الله عز وجل : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (2).


      (272) ـ قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (3).
      317 ـ حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، باسناده يرفعه الى أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال : ( قال علي (عليه السلام) : لقد مكثت الملائكة سبع سنين وأشهراً لا يستغفرون الا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولي، وفينا نزلت هذه الآية (والتي بعدها) (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ

    ---------------------------
    (1) المائدة، الآية : 67.
    (2) تأويل الآيات، ج 2، ص 522، ح 32.
    (3) غافر، الآية: 7 ـ 8.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 174 _

      عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فقال قوم من المنافقين: من أبو علي وذريته الذين أنزلت فيه هذه الآية ؟
      فقال علي (عليه السلام):( سبحان الله، أما من آبائنا ابراهيم واسماعيل ؟ أليس هؤلاء آباؤنا ؟ )(1).
      (273) ـ قوله تعالى : {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ}(2).
      318 ـ حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال : ( كان خازن فرعون مؤمناً بموسى، قد كتم ايمانه ستمائة سنة، وهو الذي قال الله تعالى :(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ) )(3) .

    ---------------------------
    (1) تأويل الآيات، ج 2، ص 527،ح 2.
    (2) غافر، الآية: 28.
    (3) تفسير القمي، ج 2، ص 137.

    أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام) _ 175 _


      (274) ـ قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (1).
      319 ـ من كتاب العلوي البصري أن جماعة من اليمن أتوا الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا : نحن بقايا الملك المقدّم من آل نوح ، وكان لنبينا وصي اسمه سام ، وأخبر في كتابه : ان لكل نبي معجزة ، وله وصي يقوم مقامه ، فمن وصيك ؟
      فأشار بيده نحو علي (عليه السلام)، فقالوا : يامحمد ، ان سألنا أن يرينا سام بن نوح، فيفعل ؟
      فقال (صلى الله عليه وآله): ( نعم ، باذن الله ) وقال : ( ياعلي ، قم معهم الى داخل المسجد فصلّ ركعتين ، واضرب برجلك الارض عند المحراب ).
      فذهب علي ، وبأيديهم صحف ، الى أن بلغ محراب رسول الله (صلى الله عليه وآله) داخل المسجد ، فصل ركعتين ، ثم قام فضرب برجله على الارض فانشقت الارض وظهر لحد وتابوت ، فقام من التابوت شيخ يتلألأ وجهه مثل القمر ليلة البدر، وينفض التراب من رأسه ، وله لحية الى سرّته، وصلى علي (عليه السلام)، وقال : أشهد أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله، سيد المرسلين، وأنك علي وصي محمد ، سيد الوصيين ، أنا سام بن نوح.
      فنشروا اولئك صحفهم ، فوجدوه كما وصفوه في الصحف ، ثم قالوا : نريد أن يقرأ من صحفه سورة.
      فأخذ في قراءته حتى تمم السورة، ثم سلّم على علي ، ونام كما كان، فانضمت الارض، وقالوا بأسرهم : ان الدين عند الله الاسلام.
      وامنوا ، فأنزل الله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى) الى قوله : (أُنِيبُ) (2).

    ---------------------------
    (1) الشورى، الآية: 9 ـ 10.
    (2) المناقب، ابن شهر اشوب، ج 2، ص 339.