( لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن، فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
فقيل له : إنّ أبابكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلّى بالناس ؛ وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : إنّكنّ صواحب يوسف ! مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
فخرج أبوبكر فصلّى ، فوجد النّبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج يهادي بين رجلين ، كأنّي أنظر رجليه تخطّان من الوجع ، فأراد أبوبكر أن يتأخر ، فأومأ إليه النّبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم أن مكانك.
ثم أتي به حتّى جلس إلى جنبه.
قيل للأعمش : وكان النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يصلّي وأبوبكر يصلّي بصلاته والناس يصلّون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم.
قيل للأعمش : وكان النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يصلّي وأبوبكر يصلّي بصلاته والناس يصلّون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم.
رواه أبو داود
(1) عن شعبة عن الأعمش بعضه.
وزاد أبو معاوية : جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلّي قائماً )
(2).
2 ـ حدّثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدّثنا ابن وهب ، قال : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبدالله أنّه أخبره عن أبيه ، قال : ( لمّا اشتدّ برسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وجعه قيل له في الصلاة! فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
قالت عائشة : إنّ أبابكر رجل رقيق ، إذا قرأ غلبه البكاء.
قال مروه فيصلّي ، فعاودته.
قال : مروه فيصلّي ، إنّكنّ صواحب يوسف)
(3).
3 ـ حدّثنا زكريّا بن يحيى ، قال : حدّثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : قالت : ( أمر رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم
---------------------------
(1) هو أبو داود الطيالسي.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 120 باب حدّ المريض أن يشهد الجماعة.
(3) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 130 باب : أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 289 _
أن يصلّي بالناس في مرضه ، فكان يصلّي بهم.
قال عروة : فوجد رسول الله( صلّى الله عليه و وآله ) وسلّم نفسه خفّةً ، فخرج فإذا أبوبكر يؤمّ الناس ، فلمّا رآه أبوبكر استأخر فأشار إليه أن كما أنت.
فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه ، فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله ( صلّى الله عليه و وآله ) وسلّم والناس يصلّون بصلاة أبي بكر )
(1).
4 ـ حدّثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدّثنا حسين ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، قال : حدّثني أبو بردة ، عن أبي موسى ، قال : ( مرض النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم فاشتدّ مرضه فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
قالت عائشة : إنّه رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلّى بالناس!.
قال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس ، فعادت.
فقال : مري أبابكر فليصلّ بالناس فإنّكنّ صواحب يوسف.
فأتاه الرسول فصلّى بالناس في حياة النبّي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم )
(2).
5 ـ حدّثنا عبدالله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين أنّها قالت : ( إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم قال في مرضه : مروا أبابكر يصلّي بالناس.
قالت : عائشة : قلت : إنّ أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء ! فمر عمر فليصلّ للناس.
فقالت عائشة : فقلت : لحفصة قولي له : إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصلّ للناس ، ففعلت حفصة.
فقال رسول الله( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم : صه ، إنّكنّ لأنتنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر فليصلّ للناس.
---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 132 باب من قام إلى جنب الإمام لعلّةٍ.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 130.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 290 _
فقالت : حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيراً )
(1).
6 ـ حدّثنا أحمد بن يونس ، قال : حدّثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، قال : ( دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ؟
قلت : بلى ، ثقل النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم فقال : أصلّى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك.
قال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، قالت : ففعلنا فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمي عليه.
ثمّ أفاق ، أصلّى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.
فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فاغمي عليه.
ثمّ أفاق فقال : أصلّى الناس؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لصلاة العشاء الآخرة.
فأرسل النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إلى أبي بكر بأن يصلّي بالناس ، فأتاه الرسول فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يأمرك أن تصلّي بالناس.
فقال أبوبكر ـ وكان رجلاً رقيقاً ـ : يا عمر ، صلّ بالناس.
فقال له عمر : أنت أحقّ بذلك.
فصلّى أبوبكر تلك الأيام.
ثمّ إنّ النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وجد من نفسه خفّةً ، فخرج بين
---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 130.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 291 _
رجلين أحدهما العبّاس لصلاة الظهر وأبوبكر يصلّي بالناس ، فلمّا رآه أبوبكر ذهب ليتأخّر فأومأ إليه النبي صلّى الله عليه و( وآله ) وسلّم بأن لا يتأخر.
قال : أجلساني إلى جنبه ، فأجلساه إلى جنب أبي بكر.
فجعل أبوبكر يصلّي وهو يأتمّ بصلاة النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قاعد.
قال عبيدالله : فدخلت على عبدالله بن عبّاس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم؟ قال : هات.
فعرضت عليه حديثها ، فما أنكر منه شيئاً ، غير أنّه قال : أسمّت لك الرجل الذي كان مع العبّاس؟ قلت : لا ، قال : هو عليّ )
(1).
7 ـ حدّثنا مسدّد ، قال : حدّثنا عبدالله بن داود ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ( لمّا مرض النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم مرضه الذين مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصّلاة ، فقال مروا أبابكر فليصلّ.
قلت : إنّ أبابكر رجل أسيف ، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة!.
قال : مروا أبابكر فليصلّ.
فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة : إنّكنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر فليصلّ ؛ فصلّى.
وخرج النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يهادي بين رجلين كأنّي أنظر إليه يخطّ برجليه الأرض ، فلمّا رآه أبوبكر ذهب يتأخّر ، فأشار إليه أن صلّ ، فتأخّر أبو بكر وقعد النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إلى جنبه وأبوبكر يسمع الناس
---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 137 باب إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 292 _
التكبير )
(1).
8 ـ حدّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ( لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصّلاة ، فقال : مروا أبابكر أن يصلّي بالناس.
فقلت : يا رسول الله إنّ أبابكر رجل أسيف ، وإنّه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.
فقال : مروا أبابكر يصلّي بالناس.
فقلت لحفصة : قولي له إنّه أبابكر رجل أسيف ، وإنّه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر.
قال : إنّكنّ لأنّتنّ صواحب يوسف ، مروا أبابكر أبن يصلّي بالناس .
فلمّا دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفّةً ، فقام يهادي بين رجلين ورجلاة تخطّان في الأرض حتّى دخل المسجد.
فلمّا سمع أبوبكر حسّه ذهب أبوبكر يتأخّر ، فأومأ إليه رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ، فجاء رسول الله حتّى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبوبكر يصلّي قائماً وكان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يصلّي قاعداً ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر )
(2).
9 ـ حدّثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ ( أنّ أبابكر كان يصلّي لهم في وجع النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم الذي توفّي فيه ، حتّى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة ، فكشف النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأنّ وجهه ورقة مصحف ، ثمّ تبسّم يضحك ، فهممنا
---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 162 باب من أسمع تكبير الإمام.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 162 باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 293 _
أن نفتتن من الفرح برؤية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم.
فنكص أبوبكر على عقبيه ليصل الصفّ ، وظنّ أنّ النبي خارج إلى الصلاة ، فأشار إلينا النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم أن أتمّوا صلاتكم ، وأرخى الستر ، فتوفّي من يومه )
(1) .
10 ـ حدّثنا أبو معمر ، قال : حدّثنا عبدالوارث ، قال : حدّثنا عبدالعزيز ، عن أنس ، قال : ( لم يخرج النبي( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم ثلاثاً ، فأقيمت الصلاة فذهب أبوبكر يتقدّم ، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه ، فلمّا وضح وجه النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا ، فأومأ النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم بيده أبي بكر أن يتقدّم ، وارخى النبي الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات )
(2).
صحيح مسلم :
وأخرجه مسلم بن الحجّاج في ( صحيحه ) غير مرّة.
من ذلك :
1 ـ حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، قال : حدّثنا زائدة ، حدّثنا موسى ابن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله ، قال : ( دخلت على عائشة فقلت لها : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم؟
قالت : بلى ، ثقل النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ، فقال : أصلّى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله.
قال : ضعوا لي ماءً في المخضب ... ) إلى آخر ما تقدّم عن البخاري
(3).
2 ـ حدّثني محمد بن راقع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد : أخبرنا ، وقال ابن رافع : حدّثنا عبدالرزّاق ، أخبرنا معمر ، قال الزهري : وأخبرني حمزه بن عبدالله بن عبدالله بن عمر ، عن عائشة ، قالت : ( لمّا دخل رسول الله
---------------------------
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 130 باب أن أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2 | 130.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 54.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 294 _
صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم بيتي قال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
قالت : فقلت يا رسول الله ، إنّ أبابكر رجل رقيق ، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه! فلو أمرت غير أبي بكر.
قالت : والله ما بي إلاّ كراهية أن يتشاءم الناس بأوّل من يقوم في مقام رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قالت : فراجعته مرّتين أو ثلاثاً.
فقال : ليصلّ بالناس أبوبكر فإنّكنّ صواحب يوسف )
(1) .
3 ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا أبو معاوية ووكيع.
ح وحدّثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ( لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ... ) إلى آخر ما تقدم عن البخاري
(2).
4 ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا : حدّثنا ابن نمير عن هشام.
ح وحدّثنا ابن نمير ـ وألفاظهم ـ متقاربة ـ قال : حدّثنا أبي هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ( أمر رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم أبابكر أن يصلّي بالناس في مرضه ، فكان يصلّي بهم.
قال عروة : فوجد رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج وإذا أبوبكر يؤمّ الناس ، فلمّا رآه أبوبكر استأخر ، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت ، فجلس رسول الله عليه ( وآله ) وسلّم حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله ، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر )
(3).
5 ـ حدّثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني وقال الآخران : حدّثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ ، قال : حدّثنا أبي عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أنس بن مالك : ( أنّ أبابكر كان يصلّي
---------------------------
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 59.
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 51.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ،هامش إرشاد الساري ـ 3 | 61.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 295 _
لهم في وجع رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم الذي توفّي فيه ... )
(1) .
6 ـ حدّثنا محمّد بن المثنّى وهارون بن عبدالله ، قالا : حدّثنا عبدالصمد ، قال : سمعت أبي يحدّث ، قال : حدّثنا عبدالعزيز ، عن أنس ، قال : ( لم يخرج إلينا نبيّ الله ثلاثاً ... ) إلى آخر ما تقدّم عن البخاري
(2) .
7 ـ ورواه مسلم ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس ...
(3) .
8 ـ وعن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس ...
(4) .
9 ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، حدّثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : ( مرض رسول الله ... ) إلى آخر ما تقدّم عن البخاري
(5) .
صحيح الترمذي :
وأخرجه الترمذي في ( صحيحه ) حيث قال :
( حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، حدّثنا معن ، حدّثنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أنّ النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
فقالت عائشة : يا رسول الله ، إنّ أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصلّ بالناس.
قالت عائشة : فقلت لحفصة : قولي له : إنّ أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصلّ بالناس.
ففعلت حفصة.
---------------------------
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 62.
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63.
(4) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63.
(5) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 296 _
فقال رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم : إنّكنّ لأنتنّ صواحبات يوسف ، مروا أبابكر فليصلّ بالناس.
فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيراً.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن : عبدالله بن مسعود وأبي موسى وابن عبّاس وسالم بن عبيد وعبدالله بن زمعة )
(1).
سنن أبي داود :
وأخرجه أبو داود في ( سننه ) بقوله :
( حدّثنا عبدالله بن محمّد النفيلي ، ثنا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : حدّثني الزهري ، حدّثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالصمد بن الحرث بن هشام ، عن أبيه عن عبدالله بن زمعة ، قال : لمّا استعزّ برسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال : مروا من يصلّي بالناس.
فخرج عبدالله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبوبكر ـ غائباً ـ فقلت : يا عمر ، قم فصلّ بالناس ، فتقدّم فكبّر.
فلمّا سمع رسول الله صلّى الله ( وآله ) وسلّم صوته ، وكان عمر رجلاً مجهراً ، فقال : أين أبوبكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون.
فبعث إلى أبي بكر ، فجاء بعد أن صلّى عمر تلك الصلاة فصلّى بالناس.
حدّثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن أبي فديك ، قال : حدّثني موسى بن يعقوب ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة : أنّ عبدالله بن زمعة أخبره بهذا الخبر قال : لمّا سمع النبي صلّى الله عليه
---------------------------
(1) صحيح الترمذي 5 | 573 ، باب مناقب أبي بكر.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 297 _
( وآله ) وسلّم صوت عمر ـ قال ابن زمعة ـ خرج النبي حتّى أطلع رأسه من حجرته ثم قال : لا لا لا ، ليصلّ للناس ابن أبي قحافة ؛ يقول ذلك مغضباً )
(1) .
سنن النسائي :
وأخرجه النسائي في ( سننه ) :
1 ـ أخبرنا العبّاس بن عبدالعظيم العنبري ، قال : حدّثنا عبدالرحمن بن مهدي ، قال : حدّثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبدالله ، قال : ( دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني ... ) إلى آخره كما تقدّم
(2) .
2 ـ حدّثنا محمّد بن العلاء ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ( لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة.
فقال : مرو أبابكر فليصلّ بالناس ... ) إلى آخره كما تقدّم
(3) .
3 ـ أخبرنا عليّ بن حجر ، قال : حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا حميد ، عن أنس ، قال : ( آخر صلاة صلاّها رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم مع القوم ، صلّى في ثوب واحدٍ متوشّحاً خلف أبي بكر )
(4) .
4 ـ أخبرنا محمّد بن المثنّى ، قال : حدّثنا بكر بن عيسى صاحب البصري ، قال : سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة : ( أنّ أبابكر صلّى للناس ورسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في الصفّ )
(5) .
---------------------------
(1) سنن أبي داود 2 | 266 باب في استخلاف أبي بكر.
(2) سنن النسائي 2 | 10 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن النسائي 2 | 99 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(4) سنن النسائي 2 | 77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيّته.
(5) سنن النسائي 2 | 77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيّته.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 298 _
5 ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري ، عن حسين بن عليّ ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبدالله ، قال : ( لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير ؛ فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أنّ رسول الله قد أمر أبابكر أن يصلّي بالناس؟ فايّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبابكر؟! قالوا : نعوذ بالله أن نتقدّم أبابكر ) (1) .
6 ـ أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدّثني أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : ( سمعت عبيد الله بن عبدالله يحدّث عن عائشة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم أمر أبابكر أنّ يصلّي بالناس ، قالت : وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلّى قاعداً ، وأبوبكر يصلّي بالناس ، والناس خلف أبي بكر (2) .
سنن ابن ماجة :
وأخرجه ابن ماجة في ( سننه ) :
1 ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ووكيع ، عن الأعمش.
ح وحدّثنا عليّ بن محمّد ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ( لمّا مرض رسول الله عليه ( وآله ) وسلّم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبو معاوية : لمّا ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس ... قالت : فأرسلنا إلى أبي بكر فصلّى بالناس.
فوجد رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج إلى الصلاة ... فكان أبوبكر يأتمّ بالنبي ، والناس يأتمّون بأبي بكر ) (3).
2 ـ حدّثنا ابن أبي شيبة ، ثنا عبدالله بن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن
---------------------------
(1) سنن النسائي 2 | 74 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(2) سنن النسائي 2 | 84 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن ابن ماجة 1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 299 _
أبيه ، عن عائشة ، قالت : ( أمر رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم أبابكر أن يصلّي بالناس في مرضه ... ) (1) .
3 ـ حدّثنا نصر بن علي الجهضمي ، أنبأنا عبدالله بن داود من كتابه في بيته ، قال : سلمة بن نبيط ، أنا عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد ، قال : ( أغمي على رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في مرضه ، فلمّا أفاق قال : أحضرت الصّلاة ؟ قالوا : نعم .
قال : مروا بلالاً فليؤذّن ، ومروا أبابكر فليصلّ بالناس ، ثمّ أغمي عليه فأفاق فقال ... ثمّ أغمي عليه فأفاق فقال ... فقالت عائشة : إنّ أبي رجل أسيف ، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع ، فلو أمرت غيره !
ثمّ أغمي عليه فأفاق فقال : مروا بلالاً فيؤذن ، ومروا أبابكر فليصلّ بالناس ، فإنّكنّ صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ .
قال : فأمر بلال فأذّن ، وأمر أبوبكر فصلّى بالناس.
ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وجد خفّةً فقال : أنظروا لي من أتّكئ عليه.
فجاءت بريرة ورجل آخر فاتّكأ عليهما، فلمّا رآه أبوبكر ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن أثبت مكانك.
ثم جاء رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم حتّى جلس إلى جنب أبي بكر حتّى قضى أبوبكر صلاته ، ثمّ إنّ رسول الله قبض .
قال أبو عبدالله : هذا حديث غريب لم يحدّث به غير نصر بن علي ) (2) .
4 ـ حدّثنا عليّ بن محمّد ، ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شر حبيل ، عن ابن عباّس ، قال : ( لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه
---------------------------
(1) سنن ابن ماجة1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
(2) سنن ابن ماجة 1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية
_ 300 _
( وآله ) وسلّم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : أدعوا لي عليّاً.
قالت عائشة : يا رسول الله ، ندعو لك أبابكر ؟ قال : ادعوه.
قالت حفصة : يا رسول الله ندعو لك عمر ؟ قال : ادعوه.
قالت امّ الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العبّاس ؟ قال : نعم.
فلمّا اجتمعوا رفع رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم رأسه فنظر فسكت ، فقال عمر : قوموا عن رسول الله.
ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبابكر فليصلّ بالناس ، فقالت عائشة : ما رسول الله ، إنّ أبابكر رجل رقيق حصر ، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون ، فلو أمرت عمر يصلّى بالناس ؟
فخرج أبوبكر فصلّى بالناس ، فوجد رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم من نفسه خفّةً ، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطّان في الأرض ، فلمّا رآه الناس سبّحوا بأبي بكر ، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي أي مكانك.
فجاء رسول الله فجلس عن يمينه وقام أبوبكر ، وكان أبوبكر يأتمّ بالنّبي والناس يأتمّون بأبي بكر.
قال ابن عبّاس : وأخذ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم من القراءة من حيث كان بلغ أبوبكر.
قال وكيع : وكذا السنّة.
قال : فمات رسول الله في مرضه ذلك ) (1).
مسند أحمد :
وأخرج أحمد بن حنبل في ( مسنده ) أكثر من غيره بكثير ، فلنذكر طائفة من رواياته :
---------------------------
(1) سنن ابن ماجة 1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.