قال: وأقبل الزبير على عائشة، فقال : يا أمه ما لي في هذا بصيرة ، وإني منصرف ، فقالت عائشة: يا أبا عبد الله أفررت من سيوف ابن أبي طالب ؟ فقال ، إنها والله طوال حداد ، تحملها فتية أنجاد (1)، ثم خرج راجعا فمر بوادي السباع وفيه الأحنف بن قيس قد اعتزل من بني تميم ، أخبر الأحنف بانصرافه فقال : ما أصنع به إن كان الزبير ألقى بين غارتين من المسلمين وقتل أحدهما بالآخر ثم هو يريد اللحاق بأهله ، فسمعه ابن جرموز فخرج هو ورجلان معه ـ وقد كان لحق بالزبير رجل من كليب ومعه غلامه ـ فلما أشرف ابن جرموز وصاحباه على الزبير ، فحرك الرجلان رواحلهما ، وخلفا الزبير وحده ، فقال لهما الزبير: ما لكما هم ثلاثة ونحن ثلاثة ، فلما أقبل ابن جرموز قال له الزبير: إليك عني فقال ابن جرموز: يا أبا عبد الله إني جئتك لأسألك عن أمور الناس ، قال : تركت الناس يضرب بعضهم وجوه بعضهم بالسيف ، قال ابن جرموز: أخبرني عن أشياء أسألك عنها ، قال : هات قال : أخبرني عن خذلك عثمان ، وعن بيعتك عليا وعن نقضك بيعته ، وعن إخراجك عائشة ، وعن صلاتك خلف ابنك ، وعن هذا --------------------------- (1) أنجاد: أشداء شجعان .
الإحتجاج (الجزء الأول)
الحرب التي جنيتها، وعن لحوقك بأهلك ، فقال : أما خذلي عثمان فأمر قدم الله فيه الخطية، وأخر فيه التوبة، وأما بيعتي عليا، فلم أجد منها بدا ، إذ بايعه المهاجرون والأنصار ، وأما نقضي بيعته ، فإنما بايعته بيدي دون قلبي ، وأما إخراجي أم المؤمنين، فأردنا أمرا وأراد الله أمرا غيره ، وأما صلاتي خلف ابني فإن خالته قدمته فتنحى ابن جرموز عنه ، وقال : قتلني الله إن لم أقتلك . |
لـو كـان مـعتصما من زلة أحد كـانت لعائشة الرتبى على مـن زوجـة لـرسول الله فاضلة وذكـر آي مـن الـقرآن مدراس وحـكمة لـم تـكن إلا لها جسها في الصدر يذهب عنها كل وسواس يـستنزع الله مـن قـوم عـقولهم حتى يمر الذي يقضي على الرأس ويـرحـم الله أم الـمؤمنين لـقد تـبـدلت لـي إيـحاشا بـإيناس | الناس