فصيرها في ناحية خشناء يجفو مسها ، ويغلظ كلمها (6)، --------------------------- <= وأحفظ لبيضته سيما وهو بعد غض لم ترسخ له قدم في نفوس أتباعه ، والثورة في هذه الحال ربما تؤدي إلى خلاف الغرض ، وتعكس النتيجة ، وتكون سببا للردة ، والرجوع عن الدين ، فترك المقاومة أحجى وأضمن لسلامة الإسلام ، وتحمل الشر الحادث من جراء ذلك أهون . (1) القذى: الرمد ، والشجا : ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه . أي صبرت ولكن على مضض كما يصبر الأرمد وهو يحس بوجع العين ، وكما يصبر من غص بشئ فهو يكابد الخنق. (2) يريد بتراثه : الخلافة. (3) أدلى بها : ألقى بها إليه ، والإقالة : فك العهد والاستقالة : طلب ذلك . أشار بقوله ( عليه السلام ) : ) يستقيلها ( إلى قول أبي بكر : أقيلوني لست بخيركم ) (4) شد الأمر: صعب وعظم ، وتشطرا : اقتسما ، والضرع : للحيوانات مثل الثدي للمرأة . (5) هو أعشى قيس واسمه ميمون بن جندل من بني قيس من قصيدة أولها:
(6) الكلم: الجرح. كني عن طباع عمر بن الخطاب ( بالناحية الخشناء ) لأنه كان يوصف بالجفاوة وسرعة الغضب ، وغلظ الكلام ، حتى روي أنه أمر أن يؤتى بامرأة لحال اقتضت ذلك ـ وكانت حاملا ـ فلما دخلت عليه أجهزت جنينا لما شاهدته من غلظ طبيعة أبي حفص وظهور القوة الغضبية على قسمات وجهه وشدته في الكلام ، وذلك ما أراده أمير المؤمنين من قوله ( في ناحية خشناء ) ثم إنه عليه السلام وصف تلك الطبيعة بوصفين : =>
الإحتجاج (الجزء الأول)
ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها (1) ، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحم (2) ، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس ، وتلون واعتراض (3) ، فصبرت على طول المدة ، وشدة المحنة! حتى إذا مضى لسبيله ، |