الفهرس العام

بدعة تحريم البكاء


الشفاعة
الشفاعة في القرآن الكريم
الشفاعة في السنة
التوسل
السجود على الارض او ما انبتت
المتعة
الغسل ام المسح
الجمع بين الصلاتين

  أ ـ جاء في الخاري ومسلم روايات ان عمر سمع رسول الله (ص) يقول : الميت يعذب ببكاء اهله عليه وامثال هذه الروايه ، والجواب عليها كما يلي :
  1 ـ روى النووي وابن عباس عن عائشه انها قالت : (رحم الله عمر ما حدث رسول الله ان الله ليعذب الميت ببكاء اهله عليه ، ولكن رسول الله (ص) قال : ان

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 87 _

  الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء اهله ... وقالت عائشة : حسبكم القرآن : (ولا تزر وازرة وزر اخرى)) (1).
  2 ـ وفي رواية ان عائشة قالت : (يغفر الله لابي عبد الرحمن ـ تعني ابن عمر فهو الذي حدث في هذه الروايه ـ اما انه لم يكذب ولكنه اخطاء ، انا مر رسول الله (ص) على يهودية يبكى عليها ، فقال : انهم يبكون عليها وانها لتعذب في قبرها) وفي روايه قال : ذهل ـ ابن عمر ـ انما قال رسول الله (ص) : ((انه ليعذب بخطيئته وذنبه وان اهله ليبكون عليه الان) (2).
  ب ـ اوردوا راوايه مضمونها ان النبي (ص) منع من البكاء على جعفر ، وهذه الروايه غير صحيحه للاله الاتية :
  1 ـ ان هذه الروايه معارضه للروايات التي تتضمن تشجيع النبي (ص) على البكاء على اصحابه وعمه حمزه وجعفر وغيرهم كما نقل النسائي واحمد والحاكم وغيرهم فراجع الصفحات السابقه لتجد ما اوردوا.
  2 ـ في سند الروايه محمد بن اسحاق بن سيار بن خيار الذي لا يعتني بروايته عند محدثي وعلماء الرجال من اهل السنه وهم يعتقدون بضعف روايته وجعلها كما جاء فيه عن ابن نمير انه يحدث عن مجهولين احاديث باطله ، وعن احمد انه كان يشتهي الحديث فياخذ كتب الناس فيضعها في كتبه ، وعنه ايضا : كان ابن اسحاق يدلس ، وعن ابي عبد الله : كان لا يبالي عن من يحكي ، وعنه ايضا : ليس بحجه ، وعن يحيى بن معين : سقيم ليس بالقوي ، وعن النسائي : ليس بالقوي (3).

---------------------------
(1) شرح النووي ج 5 ص 308 ، ونحوه في مسند احمد ج 1 ص 41 رقم 240 ، وجامع الاصول ج 11 ص 99.
(2) صحيح مسلم ، الحديث رقم 1457 ، اللؤلؤ والمرجان فيما اتق عليه الشيخان ، ونحو هذه الروايه في مسند احمد ج 1 ص 42 وجامع الاصول ج 11 ص 93 رقم 3658 وروايه باختلاف بسيط في صحيح البخاري ج 1 ص 223 رقم 3681 ، ارشاد الساري ج 2 ص 402.
(3) راجع تهذيب الكمال ج 16 ص 70 ـ 80.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 88 _

  ج ـ عندهم روايه كما في كنز العمال عن نصر بن ابي عاصم ان عمر سمع نواحه بالمدينه ليلا فاتى عليها فدخل ففرق النساء فادرك الناحه فجعل يضربها بالدره فوقع خمارها فقالوا : شعرها يا امير المؤمنين فقال : اجل فلا حرمة لها ، الجواب على عدم صحتها ما يلي : ان الروايه عن نصر بن ابي عاصم وبين رواتها ابراهيم بن محمد بن ابي يعلي الذي يرى علماء السنه المشهورون انه كذاب جاعل للحديث ولا يعتمد عليه كاحمد والنسائي وغيرهما (1) اقول : هذا الحديث يسيء إلى سمعت عمر اذ يتهجم بين النساء ويضربهن ويكشف شعورهن ومع فرض صحة الحديث فعمر ليس بحجه اذ ثبت عن رسول الله (ص) واهل بيته البكاء بل عمر يجتهد برايه في حضرت الرسول ص اذ نهى نسوة عن البكاء فقال له الرسول (ص) : دعهن يا عمر ... (2) ، وكذا قد كذبته عائشه فايهما اولى بلاقتداء عائشه ام عمر عند اشياعهما ؟؟ !!!.

---------------------------
(1) ن . م . ح 1 ص 420.
(2) مستدرك الحاكم ج 1 ص 381 ومسند احمد ج 2 ص 323 وكنز لعمال ج 15 ص 621.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 89 _

  ما جاء في البكاء على اهل بيت رسول الله (ص) وما له من الفضل عند الله تعالى : اورد الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه قالحدث عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن ... قال : سمعت الحسين بن علي يقول : من دمعت عينه فينا دمعه او قطرت فينا قطره اثواه الله بها في الجنه حقبا وان دخل النارا خرجته منها) (1) وروى الطبراني قال : (حدثنا علي بن عبد العزيز عن ... عن ام سلمه رض قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي رضي الله عنه) (2) والعلامة محب الدين الطبري قال : عن ام سلمة قالت : (لما قتل الحسين نحاحت عليه الجن ومطرت السماء دما) (3) اخرجه ابن السري ثم روي من طريق الضحاك عن ام سلمة ما تقدم في المعجم الكبير ، ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ، واورده العلامة ابو علاء الدين بن محمد الشبلنجي الحنفي في اكام المرجان ، وكذا العلامة الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين والعلامة ابن حجر العسقلاني في الاصابة والهيثمي في مجمع الزوائد وبن كثير في البداية والنهاية وغيرهم بطرق متعددة والفاظ مختلفة اختلاف بسيط بنفس المعنى عن ام سلمة.
  وفي ينابيع المودة للقندوزي قال : قال ابو مخنف : نصبوا الرمح الذي عليه الرأس الشريف المبارك المكرم إلى جانب صومعة الراهب فسمعوا صوت هاتف يقول :

والله  ما جئتكم حتى بصرت به بالطف منعفرا الخدين iiمنحوا
وحوله فتية تدمي نحورهم مثل المصابيح يغشون الدجى نورا

---------------------------
(1) تلخيص المتشابه ج 1 ص 63 ط دار طلاس ـ دمشق ـ .
(2) المعجم الكبير ص 147 مخطوط.
(3) ذخائر العقبى ص 150 ط مكتبة القدسي بمصر.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 90 _

  اقول : الرسول (ص) هو صاحب الرساله والقدوة للبشريه قد بكاء على الحسين عندما جاءه جبرائل بتربة كربلاء وانباءه بمقتله فيها كما اوردنا مصادر ذلك في كتابي (ولاية ال محمد (ص) ...) وكذا بكا على اهل بيته كما ذكرنا ذلك في محله ، وقال (ص) : (ان حول قبر ولدي الحسين اربعة الاف ملك يبكون عليه إلى يوم القيامة) (1).
  وجاء في ينابيع الموده وغيرها ان الامام الشافعي يرثي الامام السجاد (ع) ، والزهري يبكي اذا ذكر الامام السجاد (ع) ، وابن الهباريه يبكي اذا ذكر الامام الحسين وكذا انس بن مالك وزيد بن ارقم بكيا عليه (2).
  اقول : بعد العم بهذه الادله كلها هل من مشنع على من احياء ذكر اهل البيت (ع) فلولاء هذه اجالس التي يقيمها الشيعه لانطمس ذكر ال محمد صلوات الله عليم اذ اعدء الاسلام من عهد الصحابه إلى العص الحضر يحولون بكل وسيله ان لا يعرف الناس يسرة اهل البيت (ع) وما جاء في فضلهم لاجل تحقيق اهدافهم السياسية ففي كل عصر يزيد وفي كل ارض كربلاء.
  والان ننتقل إلى شبهه اخرى من الشبه التي تطرح لتنفير الناس عن مذهب ال محمد ص وبعادهم عن معرفة الحق فانا احاول في بحثي هذا ان ابين صحة عقيدة الشيعة الاماميه وانهم في كل عقيدتهم يستندون إلى ادله قويه من الكتاب الكريم والسنه الصحيحه ونبحث هنا حول الشفاعة نبداء كالعادة بكتب الزيديه لانهم اقرب إلى الحق من غيرهم ونتمنى ان يعرفوا الحق كاملا.

---------------------------
(1) رواه الكثيرون منهم العلامة المحدث الشيخ جمال الدين محمد بن احمد الحنفي الموصلي الشهير بن حسنويه في در بحر المناقب ص 107 مخطوط.
(2) معراج الوصول للزرندي ، ينابيع الموده ب 62 و ص 378 ط اسلامبول ، دعوة الحسينيه ص 122 و ص 13 و ص 123 ، وحلية الاولياء ج 3 ص 135 ، كفاية الطالب ص 299 ط الغري ، تذكرة الخواص لسبط اجوزي ، والصواعق المحرقه لابن حجر عن الترمذي.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 91 _

الشفاعة

  جاء في لحدائق الوردية من حديث قدسي : ( ... فيقول الرب يا محمد ان امتك لو اتيني بذنوب كامثال الجبال لعفوت عنهم ما لم يشركوا بي شيئا ولم يوالوا لي عدوا) وفيها ايضا ان الرسول (ص) قال : (يدخل الجنه من امتي سبعون الفا بغير حساب قال علي من هم يا رسول الله ؟ قال : هم شيعتك وانت امامهموفيه ان قوله تعالى : (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) قال الامام الصادق (ع) نزلت فينا وفي شيعتنا وذلك انا نشفع تشفع شيعتنا وفيه ان الرسول (ص) قال للامام علي (ع) : (ان شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامه على ما بهم من العيوب والذنوب وجوههم كالقمر ليلة البدر وقد فرجت عنهم الشدائد ... (1) وفي الينابيع الصحيحه : ان غيراه مما ذكرت في الماضيع السابقه ان نبي الله آدم ع توسل باهل البيت (ع) وفي الامالي الخميسيه للامام المرشد بلله : (يخرج من النار من قال لا اله الا الله ...) (2) وفي امالي احمد بن عيسى : (من قراء دبركل صلاة ... فادخله الجنة بشفاعتي) (3).
  اكتفي بهذا القدر من كتب الزيدية وننتقل إلى الشفاعة من القران الكريم وكتب اللغة ومصادر اهل السنه لنرى خل تؤيد عقيدة الشيعة الامامية وتقنع الباحث بصحتها ام العكس.

---------------------------
(1) الحدائق ج 1 ص 12 و 16 و 17 و 283 ، والينابيع ص 283.
(2) ج 1 ص 28 ط 3 ، عالم الكتب بيروت ، والمرشد بلله من ائمة الزيدية.
(3) الامالي جمع محمد بن منصور المرادي ج 1 ص 130 ط 1 الناشر السيد يوسف المؤيدي.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 92 _

  ففي سنن النسائي ان الرسول (ص) قال : ((1) اشفعوا تشفعوا ويقضي الله على سلن نبيه ما شاء) وفي سنن الالترمذي انه (ص) قال : (ليخرجن بشفاعتي قوم يسمون بالجهنميين) (2) وفي ينابيع المودة للقندوزي ان الرسول (ص) قال : (اذ كان يوم القيامه نادى مناد من بطنان العرش يا اهل القيامه غضوا ابصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد مع قميص بدم الحسين فتحتوي على ساق العرش فتقول : امت الجبار العدل اقض بيني وبين من قتل ولدي فيقضي ال لبنتي ورب الكعبه ثم تقول : اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبتة فيشقعها فيهم) (3).
  اما الشفاعة لغة : هي من شفع شفعا الشي صيره شفعاء أي زوجان بان يضيف له مثله ويقال شفع لي اشخا ص أي ارى الشخص شخصين لضعف بصري ، وشفع شفاعة لفلان او فيه إلى فلان أي طلب يعاونه وشفع عليه بالعداوه أي اعانه عليه وضاده.
  واما اصطلاحا فهي لم قريب من معناها اللغوي ، اذ الشفاعة هي التجاوز عن الذنوب (4) او هي عبارة عن طمن المشفوع اليه امرا للمشفوع له ، فشفاعة النبي (ص) او غيره عبارة عن دعائه الله تعالى لاجل الغير وطلبه منه غفران الذنب وقضاء الحوائج ، فالشفاعة نوع من الدعاء والرجاء (5).

الشفاعة في القرآن الكريم

  لقد وردة الشفاعة في القران الكريم فقد بلغت الايات التي تحدثت عن الشفاعه بصورة مباشرة عن هذا المفهوم 25 اية توزعت على 18 سورة وكلها تعني رفع العقاب عنالمذنبين لا علو الدرجة والمقام ، ولشفاعة في االقران اما نفي او اثبات والنفي يعني انه حدد المحرومون من الشفاة كالكفار والمشركين كما في قوله تعالى : (وذر الذين اتخذوا

---------------------------
(1) السنن ج 5 ص 78 ومثله باختلاف بسيط في صحيح البخاري ج 1 ص 86.
(2) السنن ج 4 ص 11 وفي سنن ابن ماجه ج 2.
(3) ينابيع المودة ص 260 ط اسلامبول.
(4) التعريفات للجرجاني : 56 ، والنهايه في غريب الحديث لابن الاثير : 2\485 ز.
(5) كشف الارتياب للسيد محسن الامين العاملي : 196.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 93 _

  دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع ...) (1) فالمستثنون من الشفاعه هم الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ، وقوله تعالى : (يا ايها الذين آمنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خله ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) نعم ان الخطاب هنا للمؤمنين الا ان نفي الشفاعة في الايه لم يكن نفي مطلق بدليل ذيلها (والكافرون هم الظالمون) فهم المستثنون من الشفاعة والاية تقول للمؤمنين ان الامتناع عن الانفاق في سبيل الله كفر فالكافر محروم من الشفاعة بكونه من مصاديق الكافرين (2) وهكذا كل الايات التي تنفي الشفاعة فهي انما تحدد المحرومن منها وهم الكفار والمشركين واكفر والشرك لا يعني فقط انكار الله او عبادة غيره بل قد بحث المحققون حول ذلك فادخلو في هذا التعريف معاني اخرى فراجع الكتب التي بحثت ذلك ...
  واما الايات التي تثبت الشفاعة فهي كثيرة منها قوله تعالى : (لا يملكون اشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا) (3) وقوله تعاى : (يوم لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الحمن ورضي له قولا) (4) هذه الايات الشريفه وغيرها تصرح بوجود الشفاعه ولك لمن اتخذ عند الله عهدا ومن رضي له قولا ونحوها من الصفات التي بينها القران الكريم في كثير من الايات الشريفه للشفعاء.

---------------------------
(1) الانعام : 6\254.
(2) تفسير الميزان للطباطبائي.
(3) مريم 19\87.
(4) طه 20\109.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 94 _

الشفاعة في السنة

  نعم ان الزيدية واهل السنه تقول بالشفاعه ولكن ليس لمن دخل النار والمذنبون وانما هي رفع وعلوالدرجه ولكنا نجد في كتبهم غير ذلك مثل قول الرسول (ص) : (انما شفاعتي لاهل الكبائر من امتي (1)) وقوله (ص) : (انه لم يكن من نبي ال له دعوه قد تنجزها في الدنيا واني قد خبات دعوتي شفاعة لامتي ... فيقال ارفع راسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع قال ص : فارفع راسي فاقول أي ربي امتي امتي فيقال لي اخرج من النار من كان في قلبه كذا وكذا فاخرجهم) (2) ونحو هذا الحديث في سنن الترمذي وابن ماجه وهو قوله (ص) ك (ليخرجن قوم من امتي من النار بشفاعتي يسمون بالجهنميين) (3) وفي متن العقيده لابن تيمية : (وهذه الشفاعه له ـ للرسول (ص) ـ

---------------------------
(1) سنن النسائي : 5\78.
(2) مسند احمد : 1\29(5)296 ونحوه في ص 301.
(3) سنن الترمذي : 4\114 وسنن ابن ماجه : 2\1443.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 95 _

  ولسائر النبيين والصديقن وغيره فيشفع فيمن استحق النار ان لا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها) (1) ويقول ابو حفص النسفي في عقائده المعروفة بالعقائد النسفيه : (الشفاهة ثابته للرل والاخيار في حق الكبائر بالمستفيض من الاخبار) (2) ويقول ناصر الدين احمد بن محمد بن المنير الاسكندري المالكي : ( ... ومعتقدهم انها تنال العصاة من المؤمنين وانما ادخرت لهم) (3) وقال القضي عياض بن موسى : (مذهب السنه هو جواز الشفاعة عقلا ووجودها سمعا بصريح الايات وبخبر الصادق وقد جاءت الاثارالتي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعع في الاخرة لمذنبي المؤمنين ...) (4).
  والاحديث في كتب الزيديه فقد نقلت في الصفحات السابقة ما فيه الكفايه فراجع.
  ولا اريد استقصي كل ما جاء من احاديث حول الشفاعه او ما جاء من اشكالات او آراء للان بحثي هذا هو موجز ما بحثته إلى ان وصلت للحقيقه ومن اراد التوسع فالكتب وكل اساليب البحث وتوفره والحمدلله ولا عذر لمعتذر امام المولى سبحانه ، وما ذكرته فيه الكفايه لاولي الالباب.
  والان ننتقل إلى بحث التوسل وهو كتكمله لبحث الشفاعة لان التوسل هو طلب والشفاعه هي قبول ذلك الطلب او الحجه وقضاءها.

---------------------------
(1) متن العقيدة الواسطية : 58 ـ 59 ، نشر مكتبة السوادي السعودية.
(2) العقائد النسفية لابي حفص النسفي : 148.
(3) الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتدال للاسكندري المطبوع بهامش الكشاف : 1\214.
(4) نقلا عن شرح صحيح مسلم للنووي : 3\35.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 96 _

التوسل

  ان اكثرمن شذ من المسلمين وجاء باراء مخالفه الاجماع هو ابن تيميه فهو كعادته اذا لم يجد دليل يبطل به ما اراد ابطاله رجع للتكذيب ولو خالف الاجماع ومن ذلك انه جعل التوسل والاستغاثه عبادة لغير الله وهو بذلك لا يتهم الشيعه فقط بل كل من توسل بالنبي ص كاشافعية والحنفية ومستقيمي العقيده من الحنابله ، وتهمته للناس بالشرك هو ناتج عن جهله بمعنى العبادة فالعبادة لغة هي : اقصى نهاية الخضوع بشرط نية التقرب ولايكون ذلك الالمن له غاية التعظيم.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 97 _

  فقد تبين هنا ان العبادة لغة لاتطلق الاعلى العمل الدال على الخضوع المتقرب به لمن يعظمه بعتقاد تأثيره في النفع والضر وهذا كفر لمن لم ينتتهي عنه اذا نهي.
  وشرعا هي : امتثال امر الله كما امر على الوجه المأموربه من أجل انه امر مع المبادرة بغاية الحب والخضوع والتعظيم.
  فعتبر فيها ما اعتبر في اللغوية من التذلل والتعظيم لكن الغوية غيرمقيدة بعمل مخصوص والشرعية مقيدة بالاعمال المأمور بها ومن اجل اختصاصها بالمأمور خرجت عبادة اليهود مثلالانهم وان تمسكوا بشرية الاانها نسخت وعبادة المبتدع في الدين ماليس منه اما ما كان من الدين فهو خضوع لله تعالى كسجود الملائكة لآ دم (ع) فهو عبادة لله تعالى وعدم سجود ابليس هو الشرك بعينه اذ اطاع هواه وعصى الله تعالى (1) اذا فالتوسل والتذلل لمن جعلهم الله وسيلة اليه هو عبادة وطاعة لله تعالى كمايقال : اللهم اني اتوسل اليك بفلان أي اتقرب واتحبب اليك به فهذا يدل على ان التقرب لله لالمن يراد جاهه ، وهناك قاعدة مطردة وهي : ان استواء الفعلين في السبب الحامل علي الفعل لايوجب استواءهما في الحكم.
  وابن تيمية يقيس التوسل بالعبادة وهذا ينجم عن جهله وعتماده على القياس والقياس عن اتباع ال محمد ص فستواء الفعلين لايوجب تساوي الحكم بينهما ، فمثلا الاكل يحمل على دفع الم الجوع وسد الرمق وهذا يحصل بكل مايؤكل سواء حلال اوحرام لكن الشريعة عينة لنا طريقة اختيار الاكل الحلال وهكذا في الشراب والزواج وغيرها فالفعل الحلال مساوي للحرام الاان الاول على الطريقة الشرعية والثاني على خلافها فأن الله لايريد منا الا الامتثال لامره في كل شئ ولوقال جل وعلى : اسجدوا لغيري لسجدنا وهو عبادة لله.
  والتوسل كان في عهدالرسول (ص) وفعله هو واصحابه كما اوردة ذلك كتب اهل السنة وهذا ماسنبحثه في محله ان شاء الله تعالى بل ان ادم عليه السلام توسل بالرسول (ص)

---------------------------
(1) حول موضوع بحث الشرك والعبادة رجع كتاب (في ظلال الاسلام ، السر الكامن وراء الاختلاف بين المسلمين) لسيد يحيى طالب مشاري.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 98 _

  واهل بيته كما اشرنا إلى ذلك ، والوسل في كتب المذاهب الاربعه كما في اداب زيارة النبي (ص) حتى جاء ابن تيمية فخالف العقل والنقل حتى انه منع من زيارة قبر الرسول (ص) وشد الرحال اليها وحرم قصر الصلة في سفرها ومنع التوسل بالنبي (ص) ، وكفر ابا الرسول (ص) وكفر الشيعة وق خصصت كتب حول توحيد ابا الرسول وانه من اصلاب طاهر فمن ارد فاليرجع حتى لا يبهت المؤمنين فقد اخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر وابي هريرة انه قال الرسول (ص) : (اذا قال الرجل لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما) والشيعة هم يشهدون الشهادتين وقد اجاز التعبد بمذهبهم علماء الازهر وغيرهم كما اشرنا إلى ذلك في محله فراجع بل اننا اثبتنا انهم الفرقه الناجيه.
  اما التوسل في القرآن الكريم فهناك ايات كثيرة داله على التوسل كقوله تعاى : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفواكفروا به الا لعنة الله على الكافرين) اتفق المفسرون على ان هذه الاية نازله في يهود خيبر ، قال ابن عباس رض : (كاان يهود خيبر يقاتلون غطفان كلما القوا هزمت غطفان اليهود فعاذت اليهود بهذا الدعاء : اللهم انا نسالك بحق هذا النبي الذي وعدتنا ان تخرجه لنا آخر الزمان الا نصرتنا عليهم ، فصاروا بعد اذ التقوا دعوا به فيهزمون غطفان فلما بعث الله محمد (ص) كفروا به فانزل الله الايه).
  والتوسل باثار الانبياء مشروع بما تواتر نقله في جميع كتب الحديث ان الصحابه كانوا يتبركون بالرسول واثاره في حياته وبعد وفاته بل حتى قبل ان يخلق كما كما اشرنا في توسل ادم (ع) به (ص) قبل ان يخلق الله ذرية ادم كما في مستدرك الحاكم كتاب التاريخ وفي مجمع الزوائد وغيرها الا ان الرسول ص و اهل البيت (ع) كانوا اشباح في العرش وهذا وما ذكرنا مصادره انفا وكان يتداوى بريق الرسول (ص) وشعره واثاره في حياته كما في صحيح البخاري في كتاب المغازي وغيره ان الرسول (ص) تفل في عين الامام علي (ع) وهو ارمد فشفي ، كذا في صحيحه انه كان يتبرك بوضوء النبي (ص) بل حتى بنخامه (ص) كما في الصحيح ايضا في صلح الحديبيه من ان الصحابه يكادوا ان يقتتلوا على باقي

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 99 _

  وضوء النبي (ص) وعلى نخامه ايهم ياخذه وكانوا يقتسمونه للتبرك والشفاء ، وروى احمد والترمذي وابن ماجه والبهقي ان الرسول (ص) علم رجل كيف يتوسل به وهو ضرير بان يتوضاء ويدعو بهذا الدعاء : (اللهم اني اسالك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمه ، يا محمد ، اني توجهت بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في) (1).
  اما التوسل بالنبي (ص) بعد وفاته فقد روى الطبري في معجمه من حديث عثمان بن حنيف : ان رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رض في حاجه له فكان لا يلتفت اليهولا ينظر في حاجته فلقي ابن حنيف فشكا اليه ذلك فقال عثمان بن حنيف : ائت الميضاة فتوضاء ثم ائت المسجد فصل ركعتين ثم قل : (اللهم اني اسالك واتوجه اليك بنبينا محمد (ص) نبي الرحمة يا محمد اني اتوجه بك إلى ربي لتقضى حاجتي) وتذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم اتى باب عثمان فجاءه البواب فاخذ بيده فادخله على عثمان فاجلسه معه على الطنفسه فقال : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت الساعة وقال له : ما كان لك من حاجه فاذكرها (2)
  اما الاستشفاع باهل البيت (ع) فلانهم عترته وخاصته واحب الخلق اليه وخلفائه في امته والقائمين بمهمته فهم استمرار للرساله ينفان عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتا ويل الجاهلين ، بل ان الاستشفاع والتوسل بغير المعصومين (ع) كحمزه عم النبي (ص) كما في صحيح البخاري وغيره : ان عمر بن الخطاب رض كان اذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : (اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا ، وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا ، قال : فيسقون) (3).
  اما الاقوال في التوسل فكثيرة نختصر منها :

---------------------------
(1) مسند احمد : 4\138 وسنن الترمذي كتاب الدعوات : 13\80 ـ 81 وسنن ابن ماجه كتاب اقامة الصلاة والسنة فيها وغيرها.
(2) تحقيق النصرة ص 114 ـ 115 ، رواه الطبراني في مجمه الكبير.
(3) الصحيح كتاب الاستسقاء باب سؤال الناس الامام الاستسقاء اذا قحطوا.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 100 _

  قال ابن مفلح في الفروع : (ويجوز التوسلبصالح وقيل يستحب ، قال احمد في منسكه الذي كتبه للمروزي انه يتوسل بالنبي (ص) في دعئه ، وجزم به في المستوعب وغيره) (1) وقال في كشف القناع : وقد استسقى عمر بالعباس ومعويه بيزيد بن الاسود واستسقى به الضحاك مرة اخرى ذكره الموفق والشارح وقال السامري وصاحب التلخيص : لا باس بالتوسل في الاستسقاء باشيوخ والعلماء المتقين.
  اقول : هذه نبذه مختصره حول ما قيل في التوسل الذي ابن تيميه واتبعه يكفرون لاجله الشعه فهاهم علماء السنه يجوزوا بل يقولا مستحب التوسل بالصالحين بل وبالعلماء فهل على وجه الارض افضل من عترة رسول الله (ص) والشيعه لا تعتقد ان اهل البيت او حتى النبي (ص) ينفع ويضر بدون اذن الله بل عقيدتهم انهم لا حول ولا قوه لهم الا باذن الله تعالى وانماتوسلهم بهم بجاههم عند الله فيقولوا : اللهم بحق محمد وال محمد اقض حاجتي ، نعم يوجد اشكال عالى من يقول يا فلان افعل لي ولم من يقول ذلك فهو يضمر بحقك وجاهك عند الله اشفع لي عند الله ومن اعتقد ان احد من البشر ينفع ويضر بغير اذن الله فاشيعه منه بريؤون ولا يدينون بما يدين به ، وبما ان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون فاهل البيت (ع) كلم شهداء بل افض الخلق بعد رسول الله بل حتى الميت يسمع النداء والسلا لهذا يزار الميت ويسلم على اهل القبور كما في البخاري وغيره : (ان الميت يسمع قرع نعال المشيعين له اذا انصرفوا عنه) وابن القيم ذكر في كتابه (الروح) في المساله الاولى منه (ان الميت يسمع سلام من يسلم عليه واحتج بلاحاديث المشهوره في البخاري ومسلم ثم قال : ان السلام على من لا يشعر محال وقد علم النبي (ص) امته اذا زاروا القبور ان يقولوا : سلام عليكم اهل الديار ...).
  والان وبعد هذه الادله من كتب اهل السنه وباجماع الشيعة بفرقها الا ان الزيديه لا يرون جواز قولهم يا فلان ادركني او افعل لي كما سمعت ذلك من علماءهم والجواب كما اشرت سابق ان العوام اكثر من يردد ذلك كما يقال عند عوام الزيدية : يا

---------------------------
(1) الفروع ج 1 ص 595.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 101 _


  خمستاه يا اهل الكساه ، او قولهم : يا علياه يا محمداه ونحو ذلك مما سمتعه كثير ، واذا قال ذلك احد من الثقفين فهو يعي جيدا ان اهل البيت لا ينفعوا الا باذن الله واذا دعاه باسمه فيعني : يافلا ادركني بالشفاعه عند الله ، وهذه الادله كلها تدل ان الشيعه الاماميه لم تاتي ببدعه بل هي تحيي سنه رسول الله (ص).
  بعد هذه الادله نرجو ان تكون اخي القاري قد شهدت بالحق ان الشيه مظلومين ومن كفرهم او اتهمهم باضلال فقد باء به كما في الروايت التي ذكرنا سابقا ، اسال الله تعالى ان يهديك للحق ان كنت له مستحق.
  والان ننتقل إلى موضوع اخر وهو ايضا مما ينسب إلى الشيعة الشرك بسببه وهو السجود على الارض او ما انبتت وعدم جواز السجود على غير ذلك ، والشيعةلاجل تسهيل العمليه يصنعوا من تراب الارض تربة يتنقل بها المسافر والمقيم ولاجل ما ذكر من فضل ارض كربلا يفضلون ان تكون هذه التربة من ارض كربلاء والا فهو ليس بواجب عندهم فاهم شي ان يكون من الارض او ما انبتت من غير الماكول والملبوس ولهم في رسول الله (ص) اسوة حسنه اذ كان ياخذ معه الحصير وغيره من نبات الارض اغير ماكول ولا ملبوس للسجود عليه كما سنبين ذلك في هذا البحث ان شاء الله تعالى ، والان نبحث معا ما جاء في كتب الزيديه والسنه من ان الرسول (ص) كان ياخذ الحصير معه اينما ذهب لانه من نبات الارض وكذا غير الحصير ويامر بتعفير الجبين أي لا يحول بين الجبين وبين الارض او نباتها شي من فرش ونحوه فالى ما جاء في ذلك لنرى هل الشيعه مع الحق في ما تعتقده وان من اتهمها سيبوء بما رماها به والله تعالى يقول : (ولا تقولو لمن القى اليكم السلم لست مؤمنا) والشيعه تشهد الشهادتين وهذا اختلاف في الفروع ولا يوجب التكفير ولكن شيعة ال محمد لابد ان يتحملوا مازرع معاوية ومن قبله ومن بعده من فتن وتحريف حتى ادى بالناس إلى الابتعاد عن منهج ال محمد (ص) فوصل بالبعض اما من وعاظ السلاطين او من المغرر بهم إلى تكفيرهم ، ولكن الان وفي

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 102 _


  عصر الانترنت وكل اساليب البحث لم يعد احد مغرر به فاتقوا الله وابحثوا عن الحق واشهدوا به لعلكم تفلحون.

السجود على الارض او ما انبتت

  صحيح ان من ثبتت اصوله يتبع في فروعه واهم شي هو البحث حول هل اهل البيت مختارين من قبل الله ام لا واذ ثبت اختيارهم فما لاحد حق الاعتراض في شي مما قالو من امر او نهي او عمل وقد اثبتنا واثبت غيرنا من ابناء الدليل من علماء ومحققي الشيعة ان اهل البيت (ع) هم المختارين من قبل الله مادامت السموات واللارض ، ولكن حبيت ان انقل لاخي الباحث الادله حتى في الفروع ليتبين له ان الشيعه لا تاخذ الا من السنه الصحيحة ويستدلون بروايات ائمة الهدى (ع) وكذا من كتب المخالفين كي تكون حجه عليهم وليعرف ان كل ما يتمسك به من شبه ضد الشيعة هي اما كذب وافتراء كما بينا ذلك او هي حقيقه ولكن المخالف ينقل الشبهه بشكل ينفر الناس الناس الا انه يجب على كل منصف باحث عن الحق ان يسمع ادلة هذه الشبهه فهي ربما تنقل له بشكل خطاء اوهو لم يفهم ويطلع على الدليل بشكل كامل من الطرف المتهم فيكون ممن شارك في بث الاشاعه او سكت عنها وهذا يكون ممن يحب ان تشيع الفاحشه في الذين امنوااذ المتعمد يبث اشاعة كفر الشيعة والعوام ينشروا ذلك وبهتان الشيعة بالشرك من اكبر الفواحش ومن هذه التهم قولهم ان الشيعة تسجد للحجر وهو لا يفهم ان هناك فرق بين السجود للشي والسجود عليه فا لشيعة تسجد على التربه لا لها ولهم ادله قويه ثابته لمن اراد معرفة الحق وانا هنا انقل بعض هذه الادله لعلها تجد قلوب خا لصه لله لا تريد الا معرفة الحق مع من كان واين ما كان

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 103 _


  قال الله تعالى على لسان نبيه (ص) : (...ٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّب) (1) وقال رسول الله (ص) : (جعلت لي الارض مسجدا وطهورا) (2) فهذه الاية وهذا الحديث يدلان على ان مايصح التطهر به وهو التراب هو مايصح السجود عليه وكما ان المسلمين مجمعون على عدم جواز التيمم بمسحوق الاقمشة والسجاد لو سحقت كذا كان الاولى عدم السجود عليها ، لان الارض التي جعلت لرسول طهورا هي تلك الارض التي جعلت له مسجدا ، كما نصتا الاية الشريفة و هذا الحديث الشريف ، فيلزم من ذلك وجوب السجود على الارض كما يلزم التطهر بها.
  وهناك احاديث كثيره ان رسول الله (ص) كان لا يسجد الا على الارض او ما انبتت وانه (ص) كان يامر اصحابه بذلك بل وينهاهم اذا سجدوا على ما يحول بين الجبين والارض منها : قوله (ص) لصهيب لما رآه يسجد وكأنه يتقي التراب فقال له (ص) : (ترب وجهك ياصهيب) (3) وعن ابن عباس رض انه قال : (اذا سجدت فألصق انفك بالارض) (4) وقال (ص) : (لاصلاة لمن لايمس انفه الارض) (5) ، وعن ابي اميمة (ان ابا بكر كــان يســجد ويصــلي على الارض مغضيا اليها) (6) ، (وكان رسول (ص) هو واصحابه يصنعون شئا من النبات ويحملونه معهم إلى بيوتهم ومساجدهم كالخمرة وهي ماتنسج من خوص النخل بقور الوجه فتوضع في المساجد والبيوت ويصلى عليها) (7).
  وهناك نص صريح اورده الامام الهادي يحيى بن الحسين مؤسس الزيديه الهادوية في اليمن عن جده القاسم الرسي ، يفيد بوضوح انه يرى وجوب السجود على الارض وهو

---------------------------
(1) النساء : من الآية 43.
(2) صحيح مسلم ج 1 ص 371 ، وصحيح البخاري ج 1 ص 91 وغيرها.
(3) المصنف لعبد الرزاق ج 1 ص 103.
(4) مستدرك الحاكم ج 1 ص 370 و السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 103.
(5) مستدرك الحاكم ج 1 ص 370 و السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 103.
(6) كنزالعمال ج 4 ص 212 والمصنف ج 1 ص 397.
(7) تارخ اصبهان لابي نعيم ج 2 ص 141 ومجمع الزوايد ج 2 ص 56 وفتح الباري ج 1 ص 413.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 104 _


  مايلي : (حدثني أبي عن أبيه أنه سئل عن المسوح واللبود وأشباههما فقال : أحب لكل مصل أن يضع جبهته على التراب وحضيض الارض فإن كان لابد مما يتوقى به كان مما تنبت الارض من الحلافي ومثلها من نابته الارض إلا أن يخشى ضرر الحر والبرد فيتوقى بما يوقيه ، ويسجد من ذلك على ما أحب) (1) وهذا النص يدل على ماذكرنا بوضوح ، حيث وقد كان يعبر بالوجوب كما هو واضح عند من له ادنى علم بالاصول بتعابير مختلفة منها واحب ، وغيرها ويميز عن المستحب والمندوب من خلال السياق ، والسياق في هذا النص يدل علي الوجوب بلاشك حيث قال : (فأن كان لابد مما يتوقى به كان مما تنبت الارض...) أي عند الضرورة ينتقل المصلي من السجود على حضيض الارض إلى ما انبتت الارض ، وهذا واضح في المقصود.
  وكان عبدالله بن مسعود لايرى الا السجود على الترب وابوبكر لايسجد الا على الارض وعبدالله بن عمركان يمنع عن السجود على كور العمامة ويسجد على الخمرة وفي رواية لايضع يده ولاجبهته الا على الارض مباشرة وجابر بن عبدالله الانصاري لايرى السجود الاعلى الحصباء ، وغيرهم من الصحابة ممن ذكرنا و سوف نذكر فيما بعد وكان الامام علي (ع) ينهى عن السجود على كور العمامة ويأمر بالسجود على الارض مباشرة وتبعه الائمة (ع) جميعا وتبعهم شيعتهم ، ومن ذلك ما جاء عنه (ص) : (اذا سجد احدكم فليلزم جبهته وانفه الارض حتى يخرج منه الرغم) أي يظهرمنه الذله والخضوع لله تعلى والرغم استعمل في الذل عن كره ، وعن ابن عباس ان النبي (ص) سجد على الحجر وهنا ك روايات كثيرة تدل على ان الرسول (ص) كان يتقي بثوب يجعله دون يديه اذا سجد في يوم مطير كما في سنن ابن ماجه وسيرتنا وغيرها ولم تذكر الروايات انه وضع شيئا على جبهته يتقي الطين في المطر وهذا يدل على وجوب الصاق الجبهه بالارض اوما انبتت فلا يفرش شي يحول بين جبهته والارض ، والفراش المستعمل

---------------------------
(1) الأحكام ـ الامام يحيى بن الحسين ج 1 ص 132.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 105 _

  في المساجد والبيوت ويصلى علي عليه في هذا العصر ليس من نبات الارض وهذا مخالف لهذه النصوص من الروايات عن رسول الله والائمة (ع) وكذا الصحابه والتابعين والفقهاء في كل عصر منها ما ذكرنا انفا ومنها ما ياتي : البيهقي انكر السجود على كور العمامة قال : قال الشيخ : (واما ما روي في ذلك من ان النبي (ص) سجد على كور العمامة فلا يثبت شي من ذلك واصح ما روي في ذلك قول الحسن البصري حكاية اصحاب النبي (ص) وقد حمله مكحول على الاظطرار) (1).
  وقول الرسول (ص) لصهيب : ترب وجهك ـ كما اشرنا إلى ذلك ـ يدل على وجوب التتريب ، ويؤيد ذلك رواية ام سلمة من ان النبي (ص) راى غلاما يقال له افلح ينفخ اذا سجد فقال له (ص) : (يا افلح ترب وفي روايه يا رباح ترب وفي روايه يسار) (2) وفي راويه قال لمعاذ : عفر وجهك في البراب (3) ، وعن الامام علي (ع) انه قال : (اذا كان احدكم يصلي فاليحسر العمامة عن وجهه) (4) ، وروى البخاري وغيره : ان الرسول (ص) لما قراء صورة النجم سجد ولم يبقى احد الا سجد الا رجل اخذ كف من حصى فرفعه فسجد عليه (5) وهذا يدل ان هذا الرجل مريض فاراد السجود على الارض فرفع الحصى لانه من مصاديق الارض و وعن جابر الانصاري قال : (كنت اصلي مع النبي (ص) الظهر فاخذ قبضة من الحصى فاجعلها في كفي ثم احولهل إلى الكف الاخرى حتى تبرد ثم اضعها لجبيني حتى اسجد من شدة الحر) (6) وحديث خباب وابن مسعود ما معناه (انهما شكيا إلى الرسول (ص) شدة الرمضاء في جباههم واكفهم فلم يشكهم ـ أي لم

---------------------------
(1) السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 106.
(2) كنز العمال ج 4 ص 99\212 و في طبعه اخرى ج 7 ص 324 و ج 8 ص 86 رقم 295\4559 ، وفي الاصابة ج 1 ص 58 ، شرح الاحوذي لجامع الترمذي 272 ، واسد الغابه ج 1 ص 106 ومسند احمد ج 6 ص 301 وغيرها.
(3) ارشاد الساري ج 1 ص 405.
(4) كنز العمال ج 4 ص 212 والسنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 105 وغيرها.
(5) البخاري ج 5 ص 57 و 96 وصحيح مسلم ج 1 ص 405 ، وابي داود ج 2 ص 59.
(6) كنز العمال ج 4 ص 188 والنسائيج 2 ص 402 وابي داود ج 1 ص 110 ومسند احمد ج 3 ص 327 وسنن البيهقي ج 1 ص 439 عن جابر و ج 2 ص 105\107 عن انس وجابر وشرح الاحوذي لجلمع الترمذي ج 1 ص 405 وغيرها.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 106 _


  يجز لهم ان يعملا حاجز بينهما واللارض في السجود ـ (1) وفي النهايه قال ابن كثير بعد نقل حديث خباب كما هو عن مسلم : والفقهاء يذكرونه في السجود فانهم كانوا يضعون اطراف ثيابهم في السجود من شدة الحر فنهوا عن ذلك وانهم لما شكوا اليه من ذلك لم يفسح لهم ان يسجدوا على طرف ثيابهم (2).
  اقول : الاحاديث في موضوع السجود كثيرة جدا وانا لم اتطرق لها كامله انما اقتبست بنذه منها وفيها الكفايه على وضوح لا شك فيه على وجوب السجود على الارض او ما انبتت كيف لا يدل على الوجوب والصحابه يلطخون جباههم بالطين في المطر او ينقلوا الحصير معهم اين ما ذهبوا وفي الرمضاء يلجاؤا إلى تبريد التراب ليضعوه تحت جباههم فلو كان السجود على الاقمشة او الفراش جائز لوضعوا تحتهم لباس او شي من غير محموله ملبوسه ولكن هذه الروايات تدل على عدم جاوز السجود الا على الارض او ما انبتت كالحصير ونحوه.
  والان لنقراء معا بعض من فتاوي التابعين وتابعيهم : جاء في الطبقات وغيرها ان مسروع بن الاجدع من اصحاب ابن مسعود لا يرخص في السجود على غير الارض حتى في السفينه (3) وكان ابراهيم النخعي الفقيه الكوفي يقوم على البردي ويسجد على الارض قال الراوي قلنا ما البردي؟ فقال : الحصير (4) وافتى

---------------------------
(1) في لفظ البيهقي عن خباب وفي لفظ مسلم عنه ايضا ج 1 ص 433 بسندين وعن ابن مسعود في لفظ ابن ماجه ج 1 ص 222 وسيرتنا ص 127 عن نيل الاوطار ولسان الميزان ج 2 ص 63 عن جابر.
(2) النهايه لابن الاثير.
(3) الطبقات الكبرى ابن سعد ج 6 ص 53 والمصنف لعبد الزاق ج 2 ص 583 وسيرتنا لابن ابي شيبه ج 2 باب ما كان يحمل في السفينة شيئا يسجد عليه اخرجه بسندين.
(4) المصنف لعبد الرزاق ج 1 ص 397 وسيرتنا ص 128 عن الطبراني في الكبير وتحفة الاحوذي في شرحجامع الترمذي ج 1 ص 273 ومجمع الزوائد ج 2 ص 57.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 107 _


  عطاء تلميذ ابن عباس بعدم جواز السجود على الصفاء ولزوم السجود على البطحاء (1) وكان صالح بن خيوان السباعي يحدث عن رسول الله (ص) بوجوب السجود على الارض (2) وكان عمر بن عبد العزيز لا يكتفي بالخمرة بل يضع عليها التراب ليسجد عليه ، وان عروه بن الزبير كان يكره السجود على غير الارض (3) وعن اب عيينه قال : سمعت رزين مولى ابن عباس يقول : كتب الي علي بن عبد الله بن عباس رض : ان ابعث لي بلوح من احجار فسجد عليه (4) وعن معمر قال : سالت الزهري عن السجود على الطنفسه فقال : لا باس بذلك كان رسول الله (ص) يصلي على الخمرة (5) اكتفي بهذه الاقوال عن التابعين وفيها الكفاية لمن القى المع وهو شهيد.
  والان مع بعض اقوال الفقهاء : قال الشافعي : (ولو سجد على جبهته ودونها ثوب اوعنده لم يجز الا ان يكون جريحا فيكون ذلك عذرا ولو سجد عليها وعليها ثوب متخرق فماس جبهته الارض اجزأه ذلك لانه ساجد وشي من جبهته على الارض واحب ان يباشر راحتيه الارض في البرد والحر فان لم يفعل وسترها مه حر او برد وسجد فلا اعاده عليه ...) (6) وقال البيهقي في السنن بعد نقل حديث تبريد الحصى في الكف قال : قال الشيخ : و لو جاز السجود على ثوب متصل به لكان ذلك اسهل من تبريد الحصى في كفه ووضعها للسجود وبلله التوفيق (7) اقول بل لو جاز غير المتصل لكان اسهل فلا يجوز الحئل لا متصل ولا منفصل أي لا محمول وملبس ولا غيرهما بدليل ما ورد في هذه الروايات والاقوال من الصحابه والتابعين والفقهاء.

---------------------------
(1) المصنف ج 1 ص 391 و ص 392 و غيرها.
(2) السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 105 والمدونه الكبرى ج 1 ص 73 وسيرتنا ص 128 عن السنن الكبرى ونصب الراية للزالعي ج 1 ص 386.
(3) فتح الباري ج 1 ص 410 وشرح الاحوذي ج 1 ص 272.
(4) اخبار مكة للازرقي ج 2 ص 151.
(5) المصنف ج 1 ص 394 و ص 396.
(6) كتاب الام ج 1 ص 99.
(7) السنن ج 2 ص 105.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 108 _


  وقال مالك : ( (1) يكره ان يسجد الرجل على الطنفاس وسبط الشعر والثياب والادم ، زكان يقول ـ مالك ـ : لا باس ان يقوم عليها ويرمع عليها وبقعد عليها ولا يسجد عليها ...) وقال ابن القيم في : كان النبي (ص) يسجد على جبهته وانفه دون كور العمامة ولم يثبت عنه انه سجد على كور العمامه من حديث صحيح ول حسن ...) (2) اقول : بل لم يسجد على شي غير الارض او ما انبتت.
  عزيزي القاري المنصف ما رايك بعدما قرات بعض وليس كل الاحاديث والعقائد واقوال الصحابه والتابعين والفقهاء التي تؤيد عقيدة شيعة ال محمد (ص) هل ستضم صوتك مع من قال : وعرفت منهم اهل البيت وتسلك مسلك اهل البيت على منهجهم وفكرهم اذ هم اهل الذكر وباب مدينة العلم وامان اهل الارض فتكون من شيعتهم ومواليهم الاخذين دينهم من القران الكريم والسنه الصحيحه والذين يروون الروايت فيمشون طبقها وليس كغيرهم ممن يرروونها ويمشون خلافها فانهم يروون كل هذه الروايات في السجود على الارض ويكفرون الشيعة لسجودهم على الارض وهكذا في كل المسائل ام ما هو موقفك ؟؟ لابد ان تحدد موقفك ولا تكن رعاع معاع تباع كل ناعق ، والان ننتقل إلى موضع اخروهو (المتعة) وهو ايضا من الاساليب التي تتخذ لتنفير الناس عن مذهب اهل البيت (ع) وانا في هذا البحث اذكر بعض الادله على مشروعيته كما سبق في غيره من المواضيع فلو الناس نظروا للادله في كل مسالة لما تخلف مؤمن عن مذهب العترة الطاهرة (ع) لانهم اخذين دينهم من منبعه الاصلي الذي امر كل مسلم ان ياخذ منه كما في حديث الثقلين والسفينة وغيرها.

---------------------------
(1) فتح الباري ج 1 ص 413.
(2) زاد المعاد ج 1 ص 59.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 109 _

المتعة

  انها من اكثر الشبه التي يضج بها العوام واالجهال ضد شيعة ال محمد (ص) رغم ان الخلاف فيها مسالة فرعية ولا تحتاج لكل هذه الضجة ورغم ما مع من يقول بها من ادله من كتب الفرق الاسلامية كلها مما سنذكر بعضها في هذا البحث ان شاء الله تعالى ومن هذه الادله ما يلي :
  اولا : ان المتعة من المتفق والمجمع عليها في عهد الرسول (ص) وانما الخلاف هو حول هل نسخت ام لا فاما من يقول انها نسخت فيقول نسختها اية التزويج : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ... الخ) ومن ينفي النسخ يقول : ان اية المتعة نزلت بالمدينه وهذه الايه بمكه والاخير ينسخ المتقدم .
  ثانيا : الذين قالوا انها نسخت يستدلون بروايات كلها ينقض الاخر فمنهم من قال انها نسخت في خيبر ومنهم قال نسخت في كاس واخر قال نسخت في يوم فتح مكة ورابع قال نسخت في غزوة تبوك وخامس قال نسخت في عمرة القضاء واخر في حجة الوداع ، ومن اراد هذه الاقوال فاليراجع الكتب التي خصصت لهذا البحث لان بحثي هذا مختصر وليس مفصل.
  ثالثا : قولة عمر المشهورة : (متعتان كانت على عهد رسول الله وانا احرمهما واعاقب عليهما متعة الحج ومتعة النساء) (1) وقولة عمر هذه قد اثبتها الشيه في كتب اهل السنه المعتبرة لديهم في حق لعمر ان ينهى عن شي او يعاقب عليه وهو على عهد رسول الله (ص) ويرى عمر واتباع عمر ان رايه مقابل النص الصريح مقبول وهم في نفس الوقت يروون ان كل بدع ضلاله وان من ادخل في الدين ما ليس منه فهو رد وهل عمر الا مبتدع لهذا التحريم وغيره من البدع ولكن مراة الحب تعمي وتصم كما يقال فقد احبوا عمر وقبلا اجتهاداته في وجود النص.
  هذا مختصر وكافي في صحة المتعة ومن اراد التفصيل فااليراجع الكتب التي استوفت ذلك عند ابناء الدليل من شيعة اهل البيت (ع) ، اما بالنسبة لائمة وعلماء الزيديه فقد

---------------------------
(1) ذكر ابن القيم ان هذا القول ثابت عن عمر راجع زاد المعاد ج 1 ص 244 ، والمغني لابن قدامه 7\527 وتفسير القرطبي 2\167 وتفسير الرازي 3\201 وكنز العمال 8\293 وغيرها.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 110 _


  اخترنا من اقوالهم ما يلي : قال الامام المهدي المرتضى ان في شرح الابانه : (ان الامامين الصادق والباقر قالا بالمتعة بشرط الولي وشاهدين) وهذا نصه : (الثاني (التوقيت) في الايجاب نحوان يقول زوجتك بنتى شهرا أو حتى يأتي الحجيج أو نحو ذلك أوفى القبول نحو أن يقول قبلت هذا النكاح شهرا أو نحو ذلك فان هذا يفسد عند من قال بتحريم نكاح المتعة وهو الموقت مدة معلومة وقالت الامامية انه حلال قيل وكذا في شرح الابانة وعن الصادق والباقر قال في شرح الابانة ولابد عندهم من الولي وشاهدين عدلين قال مولانا عليه السلام والذى تدل عليه الاخبار وجرت عادتهم ان ذلك لا يجب (نعم) ولا يثبت عندهم في نكاح المتعة شئ من احكام النكاح لامهر ولانفقة ولا توارث ولاعدة الا الاستبراء (1).
  والامامين الصادقين قد بينا انهم اعلم العترة كما في كتب الزيدية وانهم من بقروا العلم بقرا وقال العلامة المعاصر السيد بدر الدين الحوثي : (فليس هذا من مذهب الزيديه ـ الرجعة والمتعة ـ مع انه لا يقتضي الجرح فقد مر كلامنا ان القول بالرجعة لا يوجب الجرح واما اباحة المتعة فهي مذهب بعض الصحابه كما في صحيح مسلم وللقائلين بها في اثباتها روايات مذكورة في صحيح مسلم وغيره وليس في نسخها ما يصح عندهم وان كان صحيح عند غيرهم وعلى هذا فهم معتمدون على دليل شرعي في اعتقادهم فكيف يجرحون بها في مسالة فرعية ولو لزم جرحهم بها للزم جرح من اثبتها من الصحابه لان الدين واحد والشريعة واحدة لا يختلف في احكامها للصحابي وغيره الا ما كان فيه دليل خاص يفرق بين الصحابي وغيره وليس في المتعة ما يدل على ان القول بها بعد موت رسول الله (ص) يجرح به من يثبته من عداالصحابه ولا يجرح به من يثبته من الصحابه ويجعله باقي غير منسوخ فالتفرقة تحكم واتباع للهوى) (2)

---------------------------
(1) شرح الأزهار ـ الامام أحمد المرتضى ج 2 ص 238 : .
(2) تحرير الافكار ، مؤسسة اهل البيت للرعاية الاجتماعية .

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 111 _


  نعم فقد كفانا السيد بدر الدين العليق على من فرق بين صحابي وغيره انما هو تحكم واتباع للهوى ، ونكتفي بهذا القدر وفيه الكفايه.
  والان ننتقل لموضوع اخر وهو مسح الرجلين في الوضوء لنرى هل مدرسة اهل البيت أي الشيعة الاماميه هل معهم الحق في قولهم بالمسح ام ان الحق مع من قال بالغسل وهذا ما نعرفه من خلال هذا البحث ان شاء الله تعالى.

الغسل ام المسح

  قال الله تعالى في محكم التنزيل : (يا ايها الذين امنو اذا قمتم إلى الصلاة فاغسلو وجوهكم وايديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وارجلكم إلى الكعبين) نلاحظ الاية الكريمة مصرحة بمسح الراس والقدمين فمن يفول بالغسل بحجة ان الارجل معطوفه على الوجه واليدين .
  والجواب عليهم ما يلي : ان من قراء بالجر هم ابن كثير وحمزه وابي عمر وعاصم ، اما من يقراء بالنصب أي يعطفها على الوجه والايدي هم نافع وابن عامر وعاصم في روايه حفص كما ذكره الرازي ، وحتى على قراءة النصب يجوز في الرجل حالتين النصب عطفا على المحل والجر عطفا على اللفظ = خيارالامرين = لم يجب الغسل + من قراء بالجر مع العلم انه لا يجوز عطف الابعد مع امكان العطف على الاقرب فهذا هو الاصل والاكثر عند علماء العربية أي اذ تنازع عاملا على معمول واحد فالاقرب الاولى فالعطف على الاقرب دون الابعداولى وكذا لوجود الفاصل الاجنبي

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 112 _

  وهو جملة (وامسحوا برؤسكم) بلاضافة إلى انه جاء في كتب الزيدية والسنه ما يؤيد القول بالمسح كما سنبين ذلك فيما يلي : ماذهب اليه الامام الناصر الاطروش احد ائمة الزيدية هو التخيير بين المسح والغسل وكان يقول : المسح بالكتاب والغسل بالسنه كما في شرح الازهار (1) ووعن الامام علي ع انه قال : (كنت ارى باطن القدمين احق بالمسح من ظاهرهما حتى رايت رسول الله (ص) يمسح ظاهرهما) (2) واخرج ابن ماجه ان الرسول (ص) قال : (لا تتم الصلاة لاحد حتى يسبغ الوضوء كما امره الله تعالى يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح براسه ورجليه إلى الكعبين) (3) وقال الرازي : اختلف في مسح الرجلين وفي غسلهما فنقل القفال في تفسيره عن ابن عباس وانس وعكرمه والشعبي وابي جعفر محمد بن علي ان الواجب فيهما المسح ، وقال الحسن البصري ومحمد بن جرير الطبري : المكلف مخير بين المسح والغسل والائمة الاربعة لم يوجبوا الغسل بل بالجواز أي جاز المسح والغسل = تخيير ، اقول : النتيجة هي ان الذين قراؤا من السبعة القراء بالنصب ليس اكثر ممن قراء بالجر بل هم مساوون لهم بالعددمع ما بين في قواعدالنحو مع الروايات حول المسح او الاختيار ولم نجد ما يوجب العطف ولكن مع مرور الزمن على ايدي السؤ التي لعبت بسنة الرسول (ص) نجد في بعض المناطق ان المسح شي بدعة لم يقل به احدولا يحتمللوه ولو واحد بالميئة ، والان تبين القول بالتخيير والقول بوجوب المسح بالاضافة إلى اجماع الشيعة الامامية على المسح وقد اثبتنا انهم اتباع العترة وان العترة يجب اتباعهم في كل شيفصار الاحتما ميئة بالمئة = يقين ، اكتفي بهذا القدر وفيه الكفايه ومن اراد التفصيل فالكتب التي بحثت

---------------------------
(1) شرح البالغ المدرك للامام الناطق بالحق يحيى بن الحسين الهاروني ص 56 و 55 وشرح الازهار ص 52 مطبعة كردستان العلمية بمصر سنة 1382 لكن السوؤال هل السنة تخالف القران ام نها مبينه له ؟؟.
(2) مسند احمد ج 1 ص 95.
(3) السنن ج 1 ص 156 واخرج مثله الحاكم في المستدرك بسنده عن رسول الله ص وقال حديث صحيح على شرط الشيخين واخرجه بخمسه اسانيد صحيحه.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 113 _

  ذلك متوفره والحمد لله فما على الباحث الا ان يتقي الله ويشد حيله وينوي النيه الخالصة لله ان يكون مع الحق لا يخاف لومة لائم والله متكفل بهدايته ان اراد الهداية.
  والان ننتقل إلى مضوع اخر كثير ما شنع المشنعون وضج الضاجون حوله لاتخاذه وسيلة لهم لاثبات ان الشيعة لا تهتم بالصلاة وتركن على الشفاعة ـ ونحن قد اوردنا حديث عن الامام ع انه قال : لا تنال شفاعتنا متهاون بالصلاة ـ .
  وهكذا يحاولو ان يتمسكوا با ي شي لتنفير الناس عن الا ستماع إلى اقوال الشيعة ويحاولوا يبعدوهم عنهم بهذه الاشاعات الباطله وانا من خلال بحثي هذا اثبت للقاري ان الحق مع الشيعه فيهذه المسالة كما هوفي كل مسالة.

الجمع بين الصلاتين

  اولا : نقراء قوله تعالى : (اقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا) والغسق فيه قولي أـ ظلمة الليل بـ شدة الظلمة في نصف الليل ، قران الفجر أي صلاة الفجر ، اذن صارت ثلاثة اوقات :
  1 ـ الزوال وهو للظهر واعصر معا.
  2 ـ اول الليل وهو بداية الوقت للمغرب والعشاء معا.

وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 114 _

  3 ـ الفجر وهو خاص بصلاة الصبح ، ويؤيد ذلك قول الفخر الرازي في تفسيره لهذه الاية : (يكون المذكور في هذه الايه ثلاثة اوقات وقت الزوالووقت الغروب ووقت الفجر وهذا يقتضيان يكون الزوال وقتا للظهر واعصر فيكون هذا الوقت مشتركا بين هاتين الصلاتين وان يكون المغرب وقتا للمغرب والعشاء فيكون هذا القت مشتركا بين هاتين الصلاتين على الرتيب فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء مطلقا) (1) لاحظوا قوله (مطلقا) ولم يقيده بشي كاضرورة من سفر ونحوه ويؤيد ذلك ما رواه مسلم بسنده عن ابن عباس انه قال : (صلى رسول الله ص الظهر والعصر جمعا والمغرب والعشاءفي غير خوف ولا سفر) (2) وروى ايضا بسنده عن ابن عباس انه قال : (صليت مع النبي (ص) ثمانيا جمعا وسبعا جمعا يقصد بذلك الثمان الظهر والعصر والسبع المغرب والعشاء ، ورواه الامام احمد بن حنبل) (3) وروى مالك في المطاء والترمذي في صحيحه باب الجمع بين الصلاتين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء واظهر والعصر في المدينة في غير خوف ولا مطر ، وذكره النووي في شرح صحيح مسلم وكذا العسقلاني وزكريا الانصاري في شروحهم لصحيح البخاري وكذا الزرقاني في شرحه موطاء مالك وغيرهم كثير ممن صرحوا بجواز الجمع بدون أي عذر ، اكتفي بهذا الملخص الا انه فيه ادله صريحة ومن الصحاح ايضا ، وانتقل إلى موضوع اخر هو ايضا مما بسببه يرمى ابن تيمية واتباعة شيعة ال محمد (ص) بالشرك وهو بذلك يرمي كل من قال بذلك اي زيارة القبور فالنقراء معا لنثبت ان من رماهم بذلك فقد باء به ان شاء الله تعالى.

---------------------------
(1) تفسير الفخر الرازي : ج 2 1 ص27 .
(2) صحيح مسلم باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
(3) المسند ج 2 ص 221.