تتجلى في الولد ، لذلك تقول في زيارتك للإمام الحسين ( عليه السلام) يوم عرفة : ( غذتك يد الرحمة ورضعت من ثدي الإيمان وربيت في حجر الإسلام ... ).
  حيث إن السيدة الزهراء عليها السلام تمثل الإيمان حقيقة فقد رضع الحسين ( عليه السلام) هذا الإيمان من أمه الزهراء عليها السلام ، وهكذا نكتشف أن الحالة الإيمانية التقوائية تؤثر في الرضيع ، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز :
  ( وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعلمون بصير ) (1) .
  فعندما يأمر الله في أثناء الإرضاع بالتقوى والتي هي عبارة عن الابتعاد عن كل محذور وحرام والإتيان بكل واجب إشارة قوية إلى المطلوب .
  ينقل أن أحد العلماء الأبرار ـ رضوان الله عليه ـ ذهب إلى الخباز لكي يشتري خبزاً فرأى صاحب الخباز في حالة استماع إلى الغناء ، فتركه وانصرف ، ولاحظ الخباز ذلك فأوقف العالم ، وسأله عن سر إعراضه عنه .
  فقام ذلك العالم : رأيت أو القوة التي تعطيك الطاقة في العمل هي استماعك للغناء ، فهذه الحالة غير مرضية لله ، وهذا الخبز يكون قد وصل إلينا في أثناء غضب الله فعندها لا نرى للطعام خيراً .
  فكذلك حالة المولود إذا كان يتناول الغذاء ، وأمه في حالة الإشراق الإلهي سيكون لهذا الحليب لذة ، بخلاف هذا لو كانت أمه في حالة معصية ـ والعياذ بالله ـ كأن ترضع ولدها وهي تغتاب ، فإن الحليب سيكون منشأ أكل لحم أخيه ميتاً أي محرماً فيؤثر على مزاج الطفل وروحيته المعنوية ، وهكذا باقي حالات المعاصي حيث لها أثر على نفسية الإنسان.

**************************************************************
(1) البقرة : 233.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 102 ـ

  ومن اللطيف أنه لما وصلت زمام الأمور للشيخ الانصاري ذهب بعض الناس ليبارك لأمه على هذا المولود الذي أصبح من كبار العلماء ، أم الشيخ أجابتهم قائلة : كنت أتوقع من هذا الولد أكبر من ذلك ، لأني خلال سنتين كنت لا أرضعه إلا على الوضوء، حتى في نصف الليل إذا أفاق وأخذ بالبكاء قمت ـ أولا ـ بالوضوء ثم أرجع لكي أرضعه.
  الشيخ مظاهري أحد الأساتذة الكبار رجل إلهي يوصي الأم في حالة رضاع ابنها بقوله : ( إن حق الولد أن يشرب حليباً سالماً ، لذا أثناء ما تعطي الأم الحليب للولد يجب عليها أن تكون في حالة ارتباط مع الله ، ولا تكون في صلة مع الشيطان أصلاً ، ولتقل : باسم الله أولاً ، وأن لا تتخيل الأمور السيئة الوساوس الشيطانية ، وإذا كانت الأم تستطيع أن تعطي ولدها الحليب في حالة الوضوء والطهارة فلتفعل ، وقبلاً التوبة من المعاصي أولاً عن أن تقول : ( استغفر الله من كل قلبها بعد هذا كله تعطي الولد الحليب ) ولك هذه الآداب التي لوحظ فيها الوضع والحال الإيمانية للوالدين حتى يخرج ولداً صالحاً طاهراً يكون قرة للعين ، وكمثل شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء يقول تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) (1).

**************************************************************
(1) إبراهيم : 24 ـ 26.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 103 ـ

البكاء وأثره الإيجابي
  إن البكاء هو أول عمل يقوم به الطفل عند خروجه من رحم أمه ، وبه يستدل على كونه حياً ، وهو في مثل هذه المرحلة التي لم يحصل فيها على ملكة التحدث والتخاطب يعوضه الله عنها بطريقة البكاء ، فهي وسيلته للتفاهم مع من حوله وبالخصوص أمه ، فكل أم دققت في نغمات بكاء ابنها تعرف حاجته ، ولقد رأيت أماً قد صرخ ابنها بالبكاء فقالت : إنه يريد أن أغير له ( الحفاظ ) وكان كما قالت .
  وللبكاء أثر كبير على صحة الوليد ، فمن خلاله يتخلص الطفل من الرطوبة التي في جسده والمتجمعة في رأسه والتي لها أثر على منع الطفل من العمى ، يقول الإمام الصادق ( عليه السلام) في كلامه لتلميذه المفضل رضوان الله عليه : ( اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة ، واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة ، إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثاً جليلة ، وعللاً عظيمة من ذهاب البصر وغيره ، فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم ، أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك ، فهما دائبان ليسكتانه ويتوخيان في الأمور ومرضاته لئلا يبكي وهمها لا يعلمان أن البكاء أصلح له وأجمل عاقبة ؟ ).
  ويمكن أن يقال : إن هذه الرطوبة والتي يسبب بقاؤها في الأدمغة كثيراً من المرض هو ذلك المرض الذي يقال عنه ( التهاب السحايا ) وهو يحيط بالدماغ والحبل الشوكي سائل شوكي دماغي يوجد بين الغشاء العنكبوتي

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 104 ـ

  وغشاء الأم الحنون ، اللذين يشكلان طبقين من الطبقات البقية الثلاث المسماة بالسحايا .
  أما مخاطره قلة قليلة من المرضى يصابون بعطل دائم في أجسامهم كالصمم والعي أو التدهور العقلي ، ويتعرض صغار السن والكهول أكثر من غيرهم لخطر عدم الشفاء من هذا الداء.
  وفي مورد آخر من الموسوعة نفسها تحت عنوان التهاب السحايا عند الرضع والأطفال ـ بعد ذكر أعراض المرض ـ ما هذا نصه : ( ينتأ اليافوخ عند الأطفال الرضع الحديثي الولادة بدلاً من أن يكون غائراً قليلاً بفعل الالتهاب الذي يسببه الضغط المتزايد للسائل الدماغي الشوكي في داخله ) (1).
  وبتقرير آخر نقول : حيث إن الطفل في رحم أمه غارق في السائل الأمينوسي فهو عند خروجه يكون رطب الأعظاء لين الجوانب ، وحيث إن الدماغ خلق جسماً سنجابياً رخواً رطباً فهو بالضرورة يكون مليئاً بالرطوبة ، ويصعب تجفيف تلك الرطوبة لما للدماغ من تركيبة خاصة ومعقدة ، فلا طريق لذلك إلا بترشح الرطوبة إلى الخارج ولا يكون ذلك إلا عبر البكاء بواسطة العينين عبر الغدد الدمعية الجاذبة لتلك الرطوبة إليها ، فمع استمرار البكاء يكون جفاف الدماغ إلى المطلوب ، وأيضاً إذا كان الدماغ مليئاً بالرطوبات سبب ارتخاؤه ارتخاء كل الأعضاء والأعصاب ، ولا سيما أعصاب العين الرقيقات والقريبات من نفس جرم الدماغ ، وإذا ارتخت هذه الأعضاء فمعناه أنها لا تبصر .
  وجاء في كتاب ( الموسوعة الشاملة ) تحت عنوان ( البكاء ) : ( ويعتبر البعض أنه يقوي عضلات الرئتين إذا ما تراوحت مدته بين 15 ـ 20 دقيقة ) (2).

**************************************************************
(1) موسوعة صحة العائلة : ص 275.
(2) ج 12 ، ص 30.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 105 ـ

  وما زال البعض يتصور أن البكاء محصور بحاجة معينة من لوازم الطفل ، ولم يتوجه إلى هذه المعارف التي تفرد بها الشيعة على سائر الأمم ، لذلك تجدهم يقولون : يجب إسكات الطفل فما بكاؤه إلا من شيء ألم به .
  فالكل يلاحظ وجود ظاهرة غريبة في الطفل أو لحضورة عنده ، عن المفضل بن عمر قال : سألت جعفر بن محمد ( عليه السلام) عن الطفل يضحك من غير عجيب ويبكي من غير ألم ؟ فقال : ( يا مفضل ما من طفل إلا وهو يرى الإمام ويناجيه : فبكاؤه لغيبة الإمام عنه ، وضحكه إذا أقبل إليه حتى إذا أطلق لسانه أغلق ذلك الباب عنه وضرب على قلبه بالنسيان ) . (1)
  يقول صاحب البحار تعليقاً على هذه الرواية : يحتمل أن يكون المراد برؤية الإمام مناجاته توجهه وشمول شفاعته ولطفه ودعائه له ، فإنه لهم تصرفاً في العوالم يقصر العقل عن إدراكه .
  أقول : ولا شك أن هذه العناية سواء كانت بالرؤية المباشرة ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) (2) أو كانت بالعناية الإلهية من اللطف أو شموله بالدعاء إلى غير ذلك تكون إذا كان الطفل في محيط إيماني ، أو على أقل تقدير خلو المكان الذي فيه الطفل عن المعاصي ، وغضب الرحمن ، وكلما كان لطف الإمام بهذا الطفل أكثر كان حظه من التوفيق أوفر ، وهو مسلوب الإرادة قصير القدر فيعود الأمر إلى الوالدين بأن يهيئا جواً ومكاناً تنزل فيه الرحمات أن طبتم وطابت الأرض التي أنتم فيها .

**************************************************************
(1) البحار : ج 60 ، ص 281.
(2) ق : 22.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 106 ـ

  وقد ثبت علمياً أنه لحالة الأم أثر في بكاء الطفل زيادة ونقصاً ، ولذلك يلاحظ أن الولد البكر يكون بدرجة أكبر من البكاء بين إخوته وأخواته : وذلك لأن الأم تكون غير مجربة لتربية الأطفال فتقلق ولقلقها يبكي وليدها ، بخلاف إذا كانت هادئة الأعصاب مرتاحة المزاج ، فإنه يهدأ ، ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ).
  نعم ، إن البكاء ـ كما قلنا ـ حالة إيجابية ، أما إن أخذت منحى آخر يجب أن يلاحظ الطفل ويسعى لكشف سر بكائه ورفعه ، وقد تتحدث الأم عن سر بكاء ولدها فلا تعرف للبكاء سراً عندها فتلتجئ إلى الله وتطلب منه أن يسكت ابنها ويرتاح ، ولذلك روي عن أميرالمؤمنين أنه إذا كثر بكاء الطفل ولمن يفزع بالليل وللمرأة إذا سهرت من وجع حرارة الأنين أن تقرأ ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً ) (1).

**************************************************************
(1) الكهف : 11 ـ 12.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 107 ـ

أثر خروج الريق
  هناك بعض المعارف والعلوم التي لم يطلع عليها أحد أو لم يتلفت انتباه أحد وذلك لغفلة ، أو لعد هذا الأمر عادياً وما تميزت العلماء عن غيرها إلا بما أدركته ولم يتلفت إليه الجاهلون ، فهذا نيوتن الذي اكتشف الجاذبية لسقوط تفاحة ، كم هم الملايين الذين شاهدوا سقوط جداران ، وصخور فضلاً عن تفاحة ولم يلتفتوا إلى ذلك ؟!
  ومن هذه الأمور الريق الخارج من في الطفل ، فقد قال الإمام جعفر بن محمد ( عليه السلام) في حديثه مع تلميذه المفضل ـ ونحن نعرضه عليك لتعمم الفائدة ـ :
  ( فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريقة ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة ، كما تراه قد غلبت عليه الرطوبة فأخرجته إلى حد البله والجنون ، والتخليط إلى غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج واللقوة وما أشبههما ، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم فتفضل على خلقه بما جهلوه ونظر لهم بما لم يعرفوه ... ) (1) .
  و ( الريق ) هو عبارة عن سائل مائي تفرزه الغدد اللعبابية التي في الفم ، لغاية ترطيب الفم واللسان ولتندية الكتلة الغذائية وتليين الطعام.
  يقول محسن عقيل في كتابه ( طب الإمام الصادق ) معلقاً على هذه المسألة ما يلي : ( لنعرف أن الطفل لما كان رطب الأعضاء لين الأطراف عند ولادته لزم

**************************************************************
(1) البحار : ج 60 ، ص 280.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 108 ـ

  أن يكون غذاؤه مناسباً لأعضائه رقيقاً في قوامه بزيادة مائية ، فإذا تغذى الطفل وجب فصل تلك المائية فتذهب إلى الغدد لتخرج إلى الخارج فتراه يبول كثيراً ويسيل من فمه الريق كثيراً ، وإذا لم تسل هذه المائية التي سماها الإمام ( رطوبة ) وبقيت في البدن رجعت إلى نفس الدم واختلطت معه ، أو أنها تبقى في العضو مختلطة مع غذائه ، وإذا استمر ذلك استرخى العضو وهذا بلا ريب يحدث في البدن أمراضاً عظيمة ، وأحداثاً جسيمة لا يستهان بها مثل البله والجنون والتخلي ، ومثل الفالج الذي يبطل فيه الحس والحركة ، ومثل اللقوة التي يعوج منها الشق إلى أحد جانبي العنق وأمثالها ، لكنها إذا سالت جفت الأعضاء وأخذ البدن بالنمو المطرد واكتسب القوة والنشاط ) (1).

**************************************************************
(1) ص 511.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 109 ـ

الجنبة الثالثة
  في عصورنا الحاضرة قد استغني بشكل واضح عن المرضعات في حالة عجز الأم عن إرضاع ابنها ، واستبدل هذا بالحليب المجفف أو غيره سواء كان لبن غنم أو بقر أو غيره ، ولا شك أن فقد الوليد الحليب الطبيعي له من الأثر الواضح الذي لا يخفى على أحد من الناحية الصحية والمعنوية : إذ من خلال الحليب المجفف لن يحصل إلا على الغذاء المادي فقط ، وأما الكمالات الروحية فانه سيفقدها .
  وهنا خطر في روعي أن أسأل الأستاذ آية الحق والعرفان آية الله العظمى الشيخ بهجت حفظه الله تعالى عن هذه القضية ، فسألته : هل يوجد أثر على الطفل في مثل الحليب المجفف إذا لوحظت فيه الشرائط الروحية من ذكر الله وغيرها ؟
  فأجاب بقوله : ولماذا لا يعطى الحليب الطازج ( من البقر ) ؟
  فقلت له : إن مثل هذا الحليب لا يصح للطفل .
  قال : إذا أكثر فيه الماء يصح ، ثم أردف أن الحليب المجفف غير معلوم المنشأ ، انتهى الحوار الذي جرى بيني وبينه.
  أقول : إن منشأ تردد الشيخ ( أدام الله وجوده ) هو كون هذا الحليب غير معلوم المنشأ فلا يترتب عليه الأثر الروحي : فيكون حاله حال الغذاء المطروح في سوق المسلمين ، وإن كان التردد هو أن المصنع الفلاني لا يدفع حقوق الله من الخمس ، فيكون فيه غصب يمكن للوالدين إخراج خمس ما يشترون من الغذاء لأبنائهم وإن لم يجب شرعاً ، فيعطى الولد

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 110 ـ

  الحليب بعد أن يخرج خمسه ويضاف إليه ذكر الله والتوسل إليه والدعاء ، إلى غير ذلك فيكون غذاء حلال المأكل طيب المشرب وان قلت الآثار الروحية التي يكسبها الطفل والله العالم.
  ملاحظات ابن سينا :
  ذكر ابن سينا في ( القانون ) ملاحظات لا بأس بذكرها في المرحلة الأولى من ولادة الطفل.
  الملاحظة الأولى :
  وإذا أردنا نقمطه فيجب أن تبدأ القابلة وتمس أعضاءه برفق فتعرض ما يستعرض ، وتدق ما يستدق ، وتشكل كل عضو على أحسن شكله كل ذلك بغمز لطيف بأطراف الأصابع ويتوالي في ذلك معاودة متوالية ... تفرش يديه تلصق ذراعيه بركبته وتعميمه بقلنسوة .
  أقول : قد يولد المولود وفيه أثر التغير من الولادة ، فقد يضغط عنق الرحم على رأس الوليد فيخرج مستطيلاً أو عريضاً إلى غير ذلك : فمن هنا يجب التدارك لإصلاح هذا الأمر لا سيما أن أعضاء الولد ما زالت طرية قابلة للتشكيل والتغير.
  وعملية التمهيد التي تمهد الطفل بشد أعضائه إلى البعض قد ثبتت فائدتها وإن حاول البعض التشكيك فيها وفي إيجابيتها ، إن الطفل الرضيع قد يجلس من النوم فيرى يديه وهو لم يتعرف عليها بعد فيفزع ، كما يساعد على عدم تخميش وجهه وما شابه ذلك .
  الملاحظة الثانية :
  ويدغدغ دبره بالخنصر لينفتح .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 111 ـ

  الملاحظة الثالثة :
  يجب أن يكون البيت ( الذي فيه الطفل ) إلى الظل والظلمة ، وأن لا يسطع فيه شعاع غالب ، وأن يكون رأسه في مرقده أعلى من سائر جسده .
  الملاحظة الرابعة :
  فإنه من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضاً لتقوية مزاجه ( الطفل ) أحدهما التحريك اللطيف ، والآخر الموسيقى التلحين الذي جرت العادة لتنويم الأطفال وبمقدار قبوله ، لذلك يتوقف على تهيئته للرياضة والموسيقى أحدهما بدنه والآخر بنفسه .
  أقول : لا شك أن تحريك الطفل بشكل بسيط هو عبارة عن التدليك ، وهنا التدليك يعد من العوامل المحركة للدورة الدموية والمنشطة لها ويعطي حيوية للجسد والروح .
  أما الموسيقي الكلاسيكية الخالية من الغناء على رأي كثير من الفقهاء جائزة لا إشكال فيها والموسيقى لها انعكاسات على النفس ، إذ بها تغير الأمزجة من حال إلى حال ، وأبرز آثارها تهدئة الأعصاب ، ويجب أن يلاحظ في حال استماعها أن تكون خالية من ضجة عالية ، ويستحب التغني بالقرآن أي تحسين القراءة بصوت حزين يؤثر في المستمع .
  وقد التفتت أمهاتنا ـ رضوان الله عليهن ـ إلى هذا الفن فأخذن بالأناشيد والأراجيز عند إرضاع الطفل أو عند إرادة تنويمه بخلاف الضوضاء : فإنها تولد في نفسيته أثراً سلبياً .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 113 ـ
الباب الأول
الفصل الخامس

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 115 ـ

آداب اليوم السابع
  امتاز الإسلام عن غيره بأن جعل لكل شيء آداباً وضوابط ، ولهذه الأمور فوائد قد يعرفها الإنسان وقد يجهلها ، ولكن لكل شيء مصلحة وأثراً على الفاعل : حيث إن الله لا يأمر أمراً عبثياً وهوائياً ـ والعياذ بالله ـ فهو الحكيم الذي لا يصدر منه إلا الحكمة ، والعالم الذي لا يصدر منه إلا العلم، فقد تطرقنا سابقاً إلى الآداب التي تخص اليوم الأول بل الساعة الأولى للطفل والآن نتعلم مراسيم خاصة باليوم السابع وهي كالآتي :
  الحسن الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) قال : قال ( عليه السلام ) : ( سبع خصال في الصبي إذا ولد من السنة : أولاهن يسمى : والثانية يحلق رأسه ، الثالثة يتصدق بوزن شعره ورقاً أو ذهباً إن قدر عليه : الرابعة يعق عنه : الخامسة يلطخ رأسه بالزعفران ، السادسة يطهر بالختان : السابعة يطعم الجيران من عقيقته ) (1) .
  ولكل أمر من هذه الأمور أداب خاصة به نتحدث عنها بشكل مختصر وعلى الله الاتكال.
  الأول : التسمية
  وهي عبارة عن إطلاق لفظة خاصة لمعنى خاص يراد به المسمى ، وهي من الأمور الملازمة للإنسان في جميع العوالم التي يذهب إليها من الدنيا إلى القيامة ، والاسم يؤثر تكوينياً على المسمى وله دخل في حياته من حيث السعادة والشقاء ، فالأبراج من إحدى طرقها عبارة عن معرفة اسم الشخص

**************************************************************
(1) الوسائل : ص 21.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 116 ـ

  واسم أمه وتجمع بطريقة خاصة تحد بها كثير من التصرفات التي يريد أن يعملها كل ذلك بهذه النقطة أو العلامة التي يطلق عليها اسم الشخص ، فإذا كانت لها هذه الأهمية يجب أن تلاحظ وتراعى بهذا المستوى ، نعم ، قد تطور الزمان وتفتحت العقول إلى الأمور الجمالية : فنشدت للبحث عن أسماء جميلة لأبنائها ، وتشعر بسعادة في أثناء البحث ، إلا أنه وللأسف ما زالت شريحة من الناس حتى على مشارف الظهور القرن الواحد والعشرين تسمي ابناءها بأسماء قبيحة المعاني وأعرف شخصاً رزق ابنة أسماها ( مصيبة ) !
  أتعرف كم هي الكارثة على هذه البنت ؟ أو مقدار العذاب النفسي الذي ولده لها أبوها بسبب هذا الإسم ؟ لذا تعال معنا لنطرق باب بيت النبوة وننظر كيف ينظرون إلى هذه المسألة :
  الجانب الأول : وقت التسمية :
  يوجد لوقت التسمية اتجاهان :
  الاتجاه الأول : يسمي الولد قبل ولادته ، قال أميرالمؤمنين ( عليه السلام) : ( سموا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا أذكر أم أنثى سموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى ، فإن اسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه : الا سميتني وقد سمى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) محسناً قبل أن يولد ).
  الاتجاه الثاني : وتميل إليه كثير من الروايات : وهو أن يسمى الولد في اليوم السابع بعد الميلاد .
  عن عمار عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( وسألته عن العقيقة عن المولود كيف هي ؟ قال : إذا أتى للمولود سبعة أيام سمي بالاسم الذي سماه الله عزوجل به ) (1) .

**************************************************************
(1) الوسائل ج 21 .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 117 ـ

  أما وجه الجمع بين الخبرين فإنه عند الولادة أو قبل الولادة يسمى الولد بمحمد والبنت بفاطمة سبعة أيام فإن شاء غيرها وإن شاء أثبتها ، وأما العلة من التسمية حتى يطرح الله فيه البركة ويتشرف بهذا الاسم المعظم أو تتشرف بهذا الاسم العظيم .
  عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : قال ( لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمداً فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا ) .
  الجانب الثاني : اختيار أحسن الأسماء :
  يسعى كل إنسان أن لا يوصف بأي وصف قبيح يدل على الاشمئزاز ، أو النقيصة لذا يطمح إلى الكمال في كل ما ينسب إلى ذاته ، ومن الامور التي تنسب إلى ذات الشخص اسمه واسم أبنائه ، فمن الضروري حينئذ أن تكون جميلة في غاية الجمال ، لأنها تعطي صاحبها السعادة والاطمئنان ، إن كانت تبعث إلى البهجة وتعطي الشؤم إذا كانت منفرة ، فما أحسن أن يكون الشخص اسمه حسناً! فيقول له الغير أحسن الله أيامك أو أخلاقك ، وما أقبح أن يكون اسم الشخص كلباً أو حماراً ويشتم بمجرد ذكر أسمه!
  لذا نجد الإسلام يركز على هذه المسألة فيأمر الأب أن يختار الاسم الحسن. بل يراه من حقوق الابن على الأب اختيار الاسم الجميل .
  عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان بن فلان قم إلى نورك وقم يا فلان بن فلان لا نور لك ) .
  وفي حديث آخر يقول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأدبه ) .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 118 ـ

  الجانب الثالث : تغيير الأسماء القبيحة :
  قد يصاب الشخص بأب لم ينل الوعي الكافي ، أو الإدراك المطلوب فتنعكس هذه الثقافة والوعي على حياته ، فيختار ما لا يناسب ، أو لا يحسن الانتقاء ، يجعل لابنه اسماً غير لائق فهنا يلزم على الولد أن يغير اسمه الذي سماه أبوه به ، ويحسن هو الاختيار وليس عليه حرج ولا ضرر ، بل حتى عائلته إن كان لقبها مقززاً كما حال بعض العوائل.
  بل كانت عادة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )وأهل بيته صلوات الله عليهم يغيرون الأسماء القبيحة بأخرى حسنة .
  جاء رجل نصراني إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )فقال له رسول الله : ( ما اسمك ؟ فقال : اسمي عبدالشمس ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): بدل اسمك فإني أسميك عبدالوهاب ) .
  وفي قصة أخرى : ( أن رجلاً قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )ما اسمك ؟ قال : حزن ؟ قال له الرسول : بل سهل ، أجاب ذلك الرجل بقوله : بل اسمي حزن ولا حاجة لتغير اسمي.
  فما زالت الحزون والشدائد في عقبه حتى لعنوه لأنه لم يسمع كلام الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  وعندما ينهى الإسلام أن يسمي الإنسان نفسه باسم غير جيد ينهى أيضاً أن يطلق الإنسان على نفسه بعض المسميات المضحكة أو الجالبة للاستهزاء به أو الاستهتار من قبل الآخرين ، فإن الاسلام يحرم على الإنسان أن يجعل نفسه سخرية للآخرين فهو أول مراتب الحقارة الذاتية التي تؤثر على نفس الشخص.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 119 ـ

  الجانب الرابع : أثر التسمية :
  قلنا سابقاً : إن التسمية الحسنة لها أثر إيجابي ، فهل يقتصر هذا الأثر على عدم الاستهزاء أو الاحترام فقط أو هناك آثار أخرى ؟ لا يمكن لأحد أن يجيب على هذا السؤال غير مدرسة واحدة هي مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وذلك لأن علمها مستفاد من علم الله ، والله العالم بحقائق الامور .
  عن ربعي بن عبدالله قال : ( قيل لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : جعلت فداك إنا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك ؟ فقال : أي والله وهل الدين إلا الحب! قال الله : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) .
  وإن من أول آثار المنفعة معرفة الموالي من خلال اسمه : فإذا كان اسمه علي بن حسين بن محمد بن مهدي فإن هذا أول الاستدلال على كونه من أهل الولاية : فيسكن الفؤاد عند سماع هذا النسب المشمول بأسماء الأنوار الإلهية ، كما سكن فؤاد القاسم ابن الكاظم ( عليه السلام ) عندما سمع تلك الجارية تقسم بحق صاحب بيعة الغدير على صاحبها آلاف التحية والسلام .
  وأما ما يسعى إليه بعض الآباء من تسمية أبنائهم بأسماء أعداء أهل البيت ـ وللأسف ـ حتى لا تكون العين على أبنائهم ، وحتى ينالوا الوظائف هنا أو هناك ، وغيرها فهذا من ضعف الإيمان وقلة البصيرة وتلبس الأمر عليهم بالمتشابهات هداهم الله إلى حقائق الامور .
  ونحن سنتحدث باختصار شديد عن آثار بعض الأسماء وما لها من الأحكام .
  أولاً : محمد :

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 120 ـ

  1 ـ من المستحب الأكيد تسمية أحد الأبناء بمحمد ، قال رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من ولد له أربعة فلم يسم بعضهم باسمي فقد جفاني ).
  2 ـ يجلب الخير لأهله ويقدس من قبل الملائكة.
  عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )قال : ( ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين ).
  3 ـ يكون حاجباً عن النار موجباً لدخول الجنة.
  عن أبي جعفر بن محمد عن آبائه عن ابن عباس قال : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ألا ليقم كل من اسمه محمد فليدخل الجنة لكرامة سميه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )
  وفي رواية أخرى .
  للقطب الرواندي : أن رجلاً يؤتى في القيامة اسمه محمد فيقول الله له :
  ( ما استحيت أن عصيتني وأنت سمي حبيبي وأنا أستحي أن أعذبك وأنت سمي حبيبي ).
  4 ـ ما من قوم كانت لهم مشورة حضر معهم اسم أحمد أو محمد فأدخلوه في مشروتهم إلا خير لهم .
  5 ـ إذا نذر أن يسمى الجنين الذي في بطن المرأة محمداً كان ذكراً .
  قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( من كان له حمل فنوى أن يسميه محمداً أو علياً ولد له غلام ) .
  أما الأحكام التي يجب أن تراعى عندما يسمي الشخص ولده باسم محمد ، أو عندما يتعامل مع شخص اسمه محمد ، أو أحمد يجب أن يكرمه بجميع أنواع الإكرام ويحترمه يوقره ويوسع له في المجالس إلى غير ذلك .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 121 ـ

  عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )قال : ( إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له في المجالس ولا تقبحوا له وجهاً ) ، وفي رواية أخرى : ( ولا تضربوه ولا تسموا أبناءكم محمد ثم تلعنوهم ) .
  ثانياً : أثر اسم علي على الشخص :
  1 ـ من الآثار التكوينية لاسم علي أنه يطيل العمر لصاحبه :
  ففي حديث طويل عن الرضا ( عليه السلام ) أنه قال : ( سمه علياً فإنه أطول لعمره ).
  2 ـ إذا نذر أن يسمي الجنين علياً يكون غلاماً ولداً .
  ثالثاً : آثار من تسمى بأسماء أهل البيت :
  1 ـ إذا وجد شخص في بيت بأسمائهم ينتفي عن هذا البيت الفقر .
  عن سليمان الجعفري قال : ( سمعت أبا الحسن ( عليه السلام) يقول : لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبدالله أو فاطمة من النساء ) .
  أقول : والمراد منه الفقر الحقيقي لا الظاهري إذ الظاهري ربما قد يحصل في بعض الأحيان وفي الروايات : ( أن الرجل ما دام عنده ولاية أهل البيت وهو متمسك بها ليس بفقير ) ، وإن كان ظاهره الفقر المادي ، هذا والله العالم.
  الجانب الخامس : الأسماء المنهية عنها :
  هناك بعض الأسماء التي نهي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )عن التسمي ، أو التكني بها ونحن نوردها من غير سرد الروايات حتى لا يطول المقام إذا اقتضت الحاجة ، هي كالآتي : همام والحارث ومبارك وبشير وميمون ، لئلا يقال : ثم مبارك ثم بشير ثم ميمون ، وقال : لا تسموا شهاباً فإن شهاب اسم من أسماء النار وفي

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 122 ـ

  رواية أبغض الأسماء إلى الله حارث ومالك وخالد ، وأيضاً الحكم وحكيم وضرار ومرة وحرب وظالم ، وفي الكنى قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ولا يكنيه بعيسى ولا بالحكم ولا بالحارث ولا بابي القاسم إذا كان الاسم محمداً .
  هذا كله في الرجال أما النساء فلا يسمى بالحميراء .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 123 ـ

الثاني : الحلق
  الحلق من الأمور التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية حتى وردت أكثر من سبعة وثلاثين رواية تؤكد على حلق الذكر والأنثى على حد سواء ، والبعض يتصور أن بشرة الطفل ما زالت رقيقة لا تتحمل ، أو يخاف من حلق رأس الطفل فيتغير نعومته ، ولكن الحق والإنصاف هو خلاف ذلك ، فالمتأمل لبعض الأطفال يجد أن شعره في تساقط ثم يتراجع من جديد ، فعند الحلق يوفر الوقت للطفل وستعمل الاستحباب المؤكد فلم يأمر المولى إلا بما هو صلاح للطفل ولوالديه .
  عن أبي بصير عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في المولود قال : ( يسمى في اليوم السابع ويعق عنه ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره فضة ) ، وفي رواية أخرى ( أو ذهب ) .
  وقد يخطر على بال الشخص تساؤل عن العلة الموجبة للحلق ؟
  عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( سئل ما العلة في حلق شعر رأس المولود ؟ قال تطهيره من شعر الرحم ) .
  كما يلزم عند حلق الطفل أن لا يلعب برأسه فيحلق من جهة ويترك من أخرى.
  قال أميرالمؤمنين : ( لا تحلقوا للصبيان القزع ، والقزع أن يحلق موضعاً ويترك موضعاً ) .
  وهناك نكتة ـ الله ورسوله أعلم بها ـ وهي أنه إذا تجاوز المولود أكثر من سبعة أيام لا يحلق له ، أما ما هي أسرار القضية ؟ يحتاج إلى بحث أكثر.

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 124 ـ

  سأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) عن مولود لم يحلق رأسه يوم السابع فقال : ( إن مضي سبعة ايام فليس عليه حلق ) (1).

**************************************************************
(1) البحار 104 ، ص 133 .

عبقـرية مبكـرة لأطفالنا   ـ 125 ـ

الثالث : الختان
  وهو من الأمور اللازمة والواجبة شرعاً على الصبي وقد ثبت علمياً أنه يفيد الولد من إزالة الجراثيم والبكتريا عن المنطقة المخصوصة كما يفيد نبات اللحم وسرعته في جسد الصبي.
  عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )أنه قال : ( اختنوا أولادكم يوم السابع فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم ) ، وقال : ( الأرض تنجس ببول الأغلف أربعين صباحاً ).
  ومن الأمور التي تجب أثناء الختان قراءة دعاء خاص وهو ما روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في الصبي إذا ختن قال : يقول : ( اللهم هذه سنتك وسنة نبيك ( صلى الله عليه وآله وسلم )، واتباع منا لك ولدينك بمشيتك وبإرادتك لأمر أردته وقضاء حتمته وأمر أنفذته ، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته لأمر أنت أعرف به مني ، اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الآفات عن بدنه والأوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر ، فإنك تعلم ولا نعلم ).
  قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( من لم يقله عند ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم فإن قالها كفى حر الحديد من قتل وغيره ) (1).
  ومن الطريف ما نقل أنه جرت محاورة بين الإمام أبي عبدالله وزنديق وذلك عن الختان.
  قال الزنديق : أخبرني هل يعاب شيء من خلق الله ؟
  قال أبو عبدالله : لا .

**************************************************************
(1) الوسائل : ج 21.