الفهرس العام

الباب الحادي عشر : في أنّه هل بعد دولـة
المهـدي ( عليـه السـلام ) دولــة أم لا :


  الثاني والأربعون بعد المائة : ما رواه السيِّد المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) قال : قال أبو عبدالله محمّد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه ( في تفسير القرآن ) (1) : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ الله بعث محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) فختم به الأنبياء ، وأنزل عليه كتاباً فختم به الكتب ـ إلى أن قال ـ : ولقد سأل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) شيعته عن هذا ؟ فقال : إنّ الله أنزل القرآن على سبعة أحرف ، ثمّ قال : وإنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ، ومحكماً ومتشابهاً ـ إلى أن قال ـ : ومنه ردّ على من أنكر الرجعة .
  ثمّ قال : فكانت الشيعة إذا تفرّغت من تكاليفها فسأله عن قسم قسم منها فيخبرها ـ إلى أن قال ـ : وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة فقول الله عزّوجلّ : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يوزَعُونَ ) (2) أي إلى الدنيا ، فأمّا حشر الآخرة فقوله تعالى ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) (3) وقوله عزّوجلّ ( وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَة أَهْلَكْنَاها أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ) (4) في الرجعة ، فأمّا في القيامة فإنّهم يرجعون .
  ومثل قوله تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (5) وهذا لا يكون إلا في

---------------------------
(1) في ( ح ) زيادة : قال : حدثنا .
(2) سورة النمل 27 : 83 .
(3) سورة الكهف 18 : 47 .
(4) سورة الأنبياء 21 : 95 .
(5) سورة آل عمران 3 : 81 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 377 _

  الرجعة .
  ومثله ما خاطب الله به الأئمّة ( عليهم السلام ) ووعدهم بالنصر والانتقام من أعدائهم ، فقال سبحانه : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) (1) وهذا يكون إذا رجعوا إلى الدنيا .
  ومثل قوله تعالى ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ ) (2) وقوله سبحانه ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (3) أي رجعة الدنيا .
  ومثله (4) قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (5) ثمَّ ماتوا وقوله تعالى ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيْقاتِنا ) (6) فردّهم الله بعد الموت إلى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا ومثله خبر العزير ) (7) .
  الثالث (8) والأربعون بعد المائة : ما رواه سعد بن عبدالله في ( مختصر البصائر ) على ما نقل عنه الحسن بن سليمان بن خالد : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد ابن الحسين ، عن البزنطي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن بكير بن أعين ، قال : قال لي

---------------------------
(1) سورة النور 24 : 55 .
(2) سورة القصص 28 : 5 / 6 .
(3) سورة القصص 28 : 85 .
(4) في ( ح ) : ومثل .
(5) سورة البقرة 2 : 243 .
(6) سورة الأعراف 7 : 155 .
(7) رسالة المحكم والمتشابه : 5 / 8 ، وعنه في البحار 93 : 3 .
(8) من هنا يبدأ ما سقط من ( ك ) إلى آخر حديث من الباب .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 378 _

  من لا أشكّ فيه ـ يعني أبا جعفر ( عليه السلام ) ـ : ( أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) سيرجعان ) (1) .
  الرابع والأربعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : بالإسناد عن حمّاد ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( لا تقولوا الجبت والطاغوت ، ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا لكم : قد كنتم (2) تقولون ذلك ، فقولوا : أمّا اليوم فلا نقول ، إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد كان يتألّف الناس بالمائة ألف درهم ليكفّوا عنه ، فلا تتألّفوهم بالكلام ) (3) .
  الخامس والأربعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الذي يلي حساب الخلائق قبل يوم القيامة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فأمّا يوم القيامة فإنّما هو بعث إلى الجنّة ، أو بعث إلى النار ) (4) .
  السادس والأربعون بعد المائة : ما رواه فيه أيضاً : عن إبراهيم بن هاشم ، عن البرقي ، عن محمّد بن سنان أو غيره ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لقد أسرى بي ربّي عزّوجلّ فأوحى إليّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلّمني بما كلّمني به ، وكان ممّا كلّمني به أن قال : يا محمّد إنّي أنا الله لا إله إلا أنا عالم الغيب والشهادة ـ إلى أن قال ـ : يا محمّد عليٌّ أوّل من

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 107 / 78 ، وعنه في البحار 53 : 39 / 2 .
(2) قوله : ( قد كنتم ) لم يرد في ( ط ) .
(3) مختصر البصائر : 107 / 79 ، وعنه في البحار 53 : 39 / 3 .
(4) مختصر البصائر : 117 / 92 ، وعنه في البحار 53 : 43 / 13 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 379 _

  آخذ ميثاقه من الأئمّة ، يا محمّد عليٌّ (1) آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم ) (2) (3) الحديث .
  السابع والأربعون بعد المائة : ما رواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقله عنه بعض ثقات المعاصرين : عن سلام بن المستنير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لقد تسمّوا باسم ما سمّى الله به أحداً إلا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وما جاء (4) تأويله ) قلت : متى يجيء تأويله ؟ قال : ( إذا جاء جمع الله أمامه النبيّين والمرسلين حتّى ينصروه ، وهو قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَاب وَحِكْمَة ـ إلى قوله ـ وَأَنَا مَعَكُم مِنَ الشَّاهِدِينَ ) (5) فيومئذ يدفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اللواء إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فيكون أمير الخلائق كلّهم أجمعين ، يكون الخلائق كلّهم تحت لوائه ، ويكون هو أميرهم فهذا تأويله ) (6) .
  الثامن والأربعون بعد المائة : ما رواه أبو الفتح الكراجكي في ( كنز الفوائد ) : عن محمّد بن العبّاس ـ وهو ثقة ثقة ـ عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي سلمة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله تعالى : ( قُتِلَ الأنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) قال : ( نزلت في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( مَا أَكْفَرَهُ ) يعني بقتلكم إيّاه ـ إلى أن قال ـ ( ثُمَّ أَمَاتَهُ ) ميتة الأنبياء ( فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ

---------------------------
(1) قوله : ( أول من آخذ ميثاقه من الأئمة يا محمد عليّ ) لم يرد في ( ط ) .
(2) في ( ط ) : التي تكلّم الناس .
(3) نفس المصدر : 137 / 106 ، وعنه في البحار 53 : 68 / 65 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 534 / 36 .
(4) في ( ط ) : ما جاءنا .
(5) سورة آل عمران 3 : 81 .
(6) تفسير العيّاشي 1 : 181 / 77 ، وعنه في البحار 53 : 70 / 67 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 380 _

  إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ) (1) قال : يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره ) (2) .
  التاسع والأربعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن جعفر بن محمّد بن الحسين (3) ، عن عبدالله بن عبد الرحمن (4) ، عن محمّد بن عبد الحميد (5) ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوماً فقال : ( أنا دابّة الأرض ) (6) .
  الخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن علي بن خالد العاقولي ، عن عبدالكريم الخثعمي ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) (7) قال : ( ( الرَّاجِفَةُ ) الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، و ( الرَّادِفَةُ ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأوّل من ينفض عن (8) رأسه التراب الحسين بن علي ( عليه السلام ) في خمسة وسبعين ألفاً ، وهو قوله تعالى ( إِنَّا لَنَنصُرُ

---------------------------
(1) سورة عبس 80 : 17 و 21 / 22 .
(2) تأويل الآيات 2 : 764 / 2 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 405 ، وعنه في تفسير البرهان 5 : 584 ، وفيهما عن أبي أسامة ، وفي البحار 53 : 99 / 119 : عن أبي سلمة .
(3) في تأويل الآيات وتفسير البرهان : الحلبي ، بدل : الحسين ، وفي المختصر : محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن ، وفي البحار : جعفر بن محمّد بن الحسن .
(4) في المصادر كلّها : عبدالله بن محمّد الزيات .
(5) في المختصر والبحار : محمّد يعني ابن الجنيد .
(6) تأويل الآيات 1 : 403 / 7 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 229 / 6 ، والبحار 53 : 110 / 3 ، ومختصر البصائر : 483 / 534 .
(7) سورة النازعات 79 : 6 / 7 .
(8) في ( ح ) : من .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 381 _

  رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ ) (1) ) (2) .
  الحادي والخمسون في المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إِن نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (3) قال : ( تخضع لها رقاب بني اُمية ، قال : وذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يبرز عند زوال الشمس على رؤوس الناس ساعة حتّى يبرز وجهه ، يعرف الناس حسبه ونسبه ، ثمّ قال : أما إنّ بني اُميّة ليختبئنّ الرجل منهم إلى جنب شجرة ، فيقول : هذا رجل من بني اُميّة فاقتلوه ) (4) .
  الثاني والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن علي بن أحمد بن حاتم ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن خالد بن مخلّد (5) ، عن عبد الكريم ابن يعقوب ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله الجدلي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث أنّه قال : ( أنا دابّة الأرض ، أنا أنف المهدي وعينه ) (6) .
  الثالث والخمسون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن

---------------------------
(1) سورة غافر 40 : 51 .
(2) تأويل الآيات 2 : 762 / 1 ، وعنه في البحار 53 : 106 / 134 ، وأورده فرات في تفسيره : 537/1 ، وفيه : خمسة وتسعين ألفاً ، وابن شاذان في الفضائل : 139 .
(3) سورة الشعراء 26 : 4 .
(4) تأويل الآيات 1 : 386 / 3 ، وعنه في البحار 53 : 109 / 2 ، وتفسير البرهان 4 : 169 /12 ، ومختصر البصائر : 482 / 533 .
(5) في المطبوع : خالد بن محمّد .
(6) تأويل الآيات 1 : 404 / 8 ، وعنه في البحار 53 : 110 / 4 ، وتفسير البرهان 4 : 229/ 7 ، ومختصر البصائر : 483 / 535 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 382 _

  أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن الحسن السلمي ، عن أيّوب بن نوح ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، قال : أتى رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : حدّثني عن الدابّة ؟ قال : ( هي دابّة مؤمنة تقرأ القرآن ، وتؤمن بالرحمن ، وتأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ) (1) .
  الرابع والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن الحسين ابن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان .
  مثله وزاد في آخره قلت : ومن هو ؟ قال : ( هو عليٌّ ثكلتك اُمّك ) (2) .
  الخامس والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن الحسين بن إسماعيل القاضي ، عن عبدالله بن أيّوب المخزومي ، عن يحيى بن أبي بكر ، عن أبي حريز ، عن علي بن زيد ، عن أوس بن خالد (3) عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، تجلو وجه المؤمن بعصا موسى ، وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان ) (4) .

---------------------------
(1) تأويل الآيات 1 : 405 / 2 من هامش الصفحة ، عن مختصر البصائر : 484 / 537 ، وعنه في البحار 53 : 110 / 6 .
(2) تأويل الآيات 1 : 406 / 3 ، هامش الصفحة عن مختصر البصائر : 484 / 538 ، وعنهما في البحار 53 : 111 / 7 .
(3) في نسخة ( ش ، ح ، ط ) والمطبوع : خالد بن أوس ، وما أثبتناه من كتب التراجم والمصادر السنّية المثبتة أدناه ، اُنظر ميزان الاعتدال 1 : 277 / 1044 ، تهذيب التهذيب 1 : 334 / 699 ، الثقات لابن حبان 4 : 44 ، تهذيب الكمال 3 : 388 / 577 ، التاريخ الكبير 2 : 18 / 1547 .
(4) تأويل الآيات 1 : 406 / 6 ، هامش الصفحة عن مختصر البصائر : 486 / 541 ، وعنه في البحار 53 : 111 / 10 ، وتفسير البرهان 4 : 230 / 11 ، وأورده باختلاف يسير أحمد بن حنبل في المسند 2 : 572 / 7877 ، الحاكم في المستدرك 4 : 485 ، الطيالسي في المسند : 334/ 2564 ، وابن كثير في التفسير 3 : 387 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 383 _

  السادس والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه أيضاً : عن محمّد بن العبّاس ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن عبيد (1) ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً ، فقلت : قوله تعالى ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ ) (2) ما هذه الدابّة ؟ فقال : ( دابّة تأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً ) (3) .
  السابع والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن الفضيل (4) بن الزبير ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال لي معاوية : يا معشر الشيعة تزعمون أنّ عليّاً دابّة الأرض ؟ فقلت : نحن نقول واليهود تقوله ، فأرسل إلى رأس الجالوت ، فقال : ويحك تجدون دابّة الأرض عندكم ؟ فقال : نعم ، فقال : ما هي ؟ فقال : رجل ، فقال : أتدري ما اسمه ؟ قال : نعم اسمه إليا ، قال : فالتفت إليّ فقال : ويلك يا أصبغ ما أقرب إليا من عليّا (5) .
  الثامن والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي

---------------------------
(1) في ( ط ) والمطبوع : أحمد بن أبي عبيدة ، وما في المتن من ( ش ، ح ) والمصدر . وهو الموافق لفهرست الطوسي : 82/104 ، ومعجم رجال الحديث 2 : 157 / 662 .
(2) سورة النمل 27 : 82 .
(3) تأويل الآيات 1 : 404 / 9 .
(4) في المصادر : الفضل .
(5) تأويل الآيات 1 : 404 / 10 ، وعنه في البحار 53 : 112 / 12 ، وتفسير البرهان 4 : 229 / 9 ، وأورده الحلّي في مختصر البصائر : 486 / 542 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 384 _

  جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (1) فقال : ( هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) (2) .
  التاسع والخمسون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ويعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم ، عن أبيه أنّه سمعه يقول : إنّ علياً دابّة الأرض ، وعرض الحديث على أبي جعفر ( عليه السلام ) فلم ينكره بل أقرّ به (3) .
  الستّون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن حميد بن زياد ، عن ابن نهيك ، عن عيسى بن هشام ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن صالح بن ميثم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث أنّ علياً ( عليه السلام ) دابّة الأرض ، قال : ( وإنّ عليّاً راجع إلينا وقرأ : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (4) ) (5) .
  الحادي والستّون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن

---------------------------
(1) سورة النمل 27 : 82 .
(2) تأويل الآيات 1 : 406 / 7 ، هامش الصفحة عن مختصر البصائر : 487 / 543 ، وعنه في البحار 53 : 112 / 13 ، وفي المصادر زيادة بعد أبي جعفر ( عليه السلام ) : أيّ شيء يقول الناس في هذه الآية ؟
(3) تأويل الآيات 1 : 407 / 8 ، هامش الصفحة عن مختصر البصائر : 487 / 545 ، وعنه في البحار 53 : 112 / 14 .
(4) سورة القصص 28 : 85 .
(5) تأويل الآيات 1 : 423 / 20 ، وعنه في البحار 53 : 113 / 15 ، وتفسير البرهان 4 : 292/7 ، ومختصر البصائر : 488 / 548 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 385 _

  الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبان الأحمر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (1) فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ما أحسب نبيّكم إلا سيطلع عليكم إطّلاعة ) (2) .
  الثاني والستّون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن الحسن بن علي بن مروان ، عن سعيد بن عمّار ، عن أبي مروان ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (3) فقال لي : ( لا والله لا تنقضي الدنيا ، ولا تذهب حتّى يجتمع رسول الله وعليّ ( عليهما السلام ) بالثوية فيلتقيان ، ويبنيان بالثوية (4) مسجداً له اثنا عشر ألف باب ) يعني موضعاً بالكوفة (5) .
  وعن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (6) .

---------------------------
(1) سورة القصص 28 : 85 .
(2) تأويل الآيات 1 : 424 ، هامش الصفحة عن مختصر البصائر : 489 / 549 ، وعنه في البحار 53 : 113/ 16 .
(3) سورة القصص 28 : 85 .
(4) الثوية : بالفتح ثمّ الكسر وياء مشدّدة ، ويقال : بلفظ التصغير ، موضع قريب من الكوفة ، وقيل خُرَيبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها ، ذكر العلماء : أنّها كانت سجناً للنعمان بن المنذر ، كان يحبس بها من أراد قتله ، فكان يقال لمن حبس بها : ثوى أي أقام فسمّيت الثوية بذلك ، معجم البلدان 2 : 102 .
(5) تأويل الآيات 1 : 424 / 21 ، وعنه في البحار 53 : 113 / 17 ، وتفسير البرهان 4 : 292/8 ، ومختصر البصائر : 210 ، بسندين .
(6) مختصر البصائر : 490 / 551 ، ولم ترد الرواية في تأويل الآيات ، بل نقلها المجلسي في البحار 53 : 114 / ذيل حديث 17 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 386 _

  الثالث والستّون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن المفضّل بن صالح ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( ( الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ ) (1) الرجعة ) (2) .
  الرابع والستّون بعد المائة : ما رواه فيه : عن محمّد بن العبّاس ، عن الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن مفضّل بن صالح ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( ( الْعَذَابِ الأدْنَى ) (3) دابّة الأرض ) (4) .
   الخامس والستّون بعد المائة : ما رواه فيه عنه : عن هاشم بن خلف (5) ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدّثني أبي (6) ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل (7) ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس (8) ، عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال في خطبة خطبها في حجّة الوداع : ( لأقتلنّ العمالقة في كتيبة ، فقال له جبرئيل : أو علي ،

---------------------------
(1) سورة السجدة 32 : 21 .
(2) عنه في البحار 53 : 114 / 18 .
(3) سورة السجدة 32 : 21 .
(4) تأويل الآيات 2 : 444 / 7 ، وعنه في البحار 53 : 114/ ذيل حديث 18 مختصر البصائر : 491 / 552 .
(5) في المطبوع ونسخة ( ط ) : هاشم بن أبي خلف ، وما في المتن من ( ش ، ح ) والمصدر والبحار ، وقال النمازي في مستدركات علم رجال الحديث 8 : 130/15829 : لم يذكروه روى عنه ابراهيم بن اسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل .
(6) ( حدّثني أبي ) أثبتناه من المصادر .
(7) ( عن سلمة بن كهيل ) أثبتناه من المصادر .
(8) السند في ( ح ، ش ، ط ) والمطبوع هكذا : ابراهيم بن اسماعيل ، عن يحيى بن سلمة ( في المطبوع : مسلمة ) بن كهيل ، عن أبيه ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، وما أثبتناه هو المطابق للمصادر .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 387 _

  فقال : أو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) (1) .
  أقول : وقد نقل هذه الأحاديث كلّها الحسن بن سليمان بن خالد البرقي ، عن محمّد بن العبّاس من كتاب ( تأويل ما نزل من القرآن في محمّد وآله ( عليهم السلام ) ) (2) .
  السادس والستّون بعد المائة : ما رواه جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أبي الفضل ، عن ابن صدقة ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( كأنّي بسرير من نور قد وضع ، وقد ضربت عليه قبّة من ياقوتة حمراء مكلّلة بالجوهر ، وكأنّي بالحسين ( عليه السلام ) جالساً على ذلك السرير ، وحوله تسعون ألف قبّة خضراء ، وكأنّي بالمؤمنين يزورونه ويسلّمون عليه ، فيقول الله عزّوجلّ لهم : أوليائي سلوني فطالما اُوذيتم وذلّلتم واضطهدتّم ، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم ، فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة ) (3) .
  أقول : سؤال حوائج الدنيا يدلّ على أنّ هذا في الرجعة إذ هي لا تسأل في الآخرة .
  السابع والستّون بعد المائة : ما رواه النعماني في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن ابن عبّاس في قوله تعالى ( وَالنَّهَارِ إذَا جَلَّيها ) (4) قال : ( يعني الأئمّة منّا أهل

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 491 / 553 ، وعنه 53 : 114 / 19 ، وأورده باختلاف يسير الطبراني في المعجم الكبير 11 : 74 / 11088 ، والحاكم في المستدرك 3 : 126 .
(2) ذكرنا صفحات مختصر البصائر في تخريجة كلّ حديث ، واسم الكتاب في ( ط ) هكذا : تأويل ما نزل من القرآن وغيره في آل محمد .
(3) كامل الزيارات : 146 / 3 ، وعنه في البحار 101 : 65 / 53 ، والمستدرك 10 : 246 / 32 ، وأورده الحلّي في مختصر البصائر : 461 / 518 .
(4) سورة الشمس 91 : 3 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 388 _

  البيت ( عليهم السلام ) ، يملكون الأرض في آخر الزمان فيملؤونها عدلاً وقسطاً ) (1) .
  الثامن والستّون بعد المائة : ما رواه البرقي في ( المحاسن ) : عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن ابن سنان ، عن المفضّل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا صاحب العصا والميسم ) (2) .
  التاسع والستّون بعد المائة : ما رواه محمّد بن الحسن الصفّار في ( بصائر الدرجات ) : عن عبدالله بن محمّد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي رفعه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا صاحب العصا والميسم ) (3) .
  السبعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : بسنده عن سلمان الفارسي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( أنا صاحب الميسم ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا صاحب الكرّات ودولة الدول ) (4) الحديث .
  الحادي والسبعون بعد المائة : ما رواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن رفاعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( أوّل من يكرّ إلى الدنيا الحسين بن علي ( عليه السلام ) وأصحابه ) (5) الحديث وقد مرّ .
  الثاني والسبعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق ( عليه السلام ) أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال على المنبر : ( أنا سيِّد الشيب ، وفيّ سنّة من أيّوب ،

---------------------------
(1) لم أعثر على المصدر ، بل وجدته في تفسير فرات الكوفي : 563 / ضمن حديث 6 ، وعنه في البحار 53 : 118 / 148 .
(2) لم أعثر عليه في المحاسن ، بل وجدته في بصائر الدرجات : 220/ 3 ، بنفس السند ، والكافي 1 : 196/ 1 و 197 / 2 ، وعلل الشرائع : 164 / 3 ، ومختصر البصائر : 134 / 102 و 459/ 515 ، باختلاف في الأسانيد .
(3) بصائر الدرجات : 220 / 2 .
(4) بصائر الدرجات : 222 / 5 .
(5) تفسير العياشي 2 : 282/ 23 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 389 _

  والله ليجمعنّ الله لي شملي كما جمعه لأيّوب ) (1) .
  ورواه الكشّي في ( كتاب الرجال ) (2) كما مرّ .
  الثالث والسبعون بعد المائة : ما رواه العياشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (3) قال : ( خروج الحسين ( عليه السلام ) في الكرّة في سبعين من أصحابه الذين قُتلوا معه ) (4) الحديث .
  الرابع والسبعون بعد المائة : ما رواه المفيد في ( إرشاده ) : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( أنا سيّد الشيب ، وفيَّ سنّة من أيّوب ، وسيجمع الله لي أهلي كما جمعهم ليعقوب ( عليه السلام ) ، وذلك إذا استدار الفلك ، وقلتم مات (5) أو هلك ) (6) الحديث .
  وفيه جملة من علامات آخر الزمان .
  الخامس والسبعون بعد المائة : ما رواه محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم في كتاب ( علل الشرائع ) على ما نقل عنه قال : أخبر الله نبيّه في كتابه بما يصيب أهل بيته بعده من القتل والغصب والبلاء ، ثمّ يردّهم إلى الدنيا ويقتلون أعداءهم ، ويملّكهم الأرض وهو قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (7) وقوله تعالى : ( وَعَدَ اللهَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ

---------------------------
(1) لم أعثر عليه في تفسير العياشي ، ولعلّه في القسم المفقود ، بل وجدته في أمالي المفيد : 145/4 ، عن عباية الأسدي ، وفيه : ليعقوب ، بدل : لأيّوب .
(2) رجال الكشّي : 221 / 396 .
(3) سورة الاسراء 17 : 6 .
(4) تفسير العيّاشي 2 : 281 / 20 ، وعنه في البحار 53 : 89 / 90 .
(5) في المصدر : ضلّ ، بدل : مات .
(6) إرشاد المفيد 1 : 290 ، وعنه في البحار 51 : 111 / 6 .
(7) سورة الأنبياء 21 : 105 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 390 _

  وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (1) الآية (2) .
  السادس والسبعون بعد المائة : ما رواه صاحب كتاب ( المناقب ) فيه (3) : عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (4) قال : ( عليّ ( عليه السلام ) ) (5) .
  السابع والسبعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذه الآية أنّه قال : ( أنا دابّة الأرض ) (6) .
  الثامن والسبعون بعد المائة : ما رواه فيه : عن الباقر ( عليه السلام ) في شرح قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( على يديّ تقوم الساعة ) قال : ( يعني الرجعة قبل القيامة بنصرتي وبذريّتي المؤمنين ) (7) (8) .
  التاسع (9) والسبعون بعد المائة : ما رواه الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : على ما نقل عنه بعض فضلائنا ، عن الأئمة ( عليهم السلام ) في قوله تعالى : ( وَلَيُبدّلَنّهُمْ مِنْ بَعْد خوفِهِم أمْنَاً ) (10) أنّهم قالوا : إنّ الأمن (11) التام الذي يحصل بعد الخوف الشديد في

---------------------------
(1) سورة النور 24 : 55 .
(2) علل الشرائع لمحمد بن علي : غير مطبوع ، وعنه في البحار 53 : 117 / 143 .
(3) ( فيه ) أثبتناه من ( ح ، ش ) .
(4) سورة النمل 27 : 82 .
(5) المناقب لابن شهرآشوب 3 : 122 .
(6) المناقب لابن شهرآشوب 3 : 122 .
(7) المناقب لابن شهرآشوب 3 : 438 ، وعنه في البحار 53 : 120 / 153 ، وفيهما : ينصر الله بي وبذريّتي المؤمنين .
(8) إلى هنا ينتهي ما سقط من ( ك ) .
(9) هذا الحديث أثبتناه من ( ح ) .
(10) سورة النور 24 : 55 .
(11) في نسخة ( ح ) ـ وهي المنفردة بهذا الحديث ـ : الأرض ، وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى ، حيث أنّ الآية تحدّثت عن الأمن والخوف .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 391 _

  البلاد إنّما يكون في أيام القائم منّا ، فيرتفع الخوف عنّا وعن شيعتنا ويستمر إلى يوم القيامة (1) .
  أقول : فهذه جملة من الأحاديث التي حضرتني في هذا الوقت مع ضيق المجال عن التتبّع التام ، وقلّة وجود الكتب التي يحتاج إليها في هذا المرام ، ولا ريب في تجاوزها حدّ التواتر المعنوي ، فقد تقدّم في غير هذا الباب ما يدلّ على ذلك ، ويأتي ما يدلّ عليه ، والعقل يجزم باستحالة اتّفاق (2) جميع هؤلاء (3) الرواة على الكذب والإفتراء ، ووضع هذه الأحاديث الكثيرة جدّاً (4) ، ولعلّ ما لم يصل إلينا في هذا المعنى أكثر ممّا وصل إلينا (5) .
  وليت شعري أيّ عاقل يجوّز الكذب على جميع هؤلاء الرواة الذين رووا هذا المعنى ، ويردّ شهادة المشايخ المؤلّفين للكتب المعتبرة حيث شهدوا بصحّة أحاديثها ، أو يتعرّض لتأويلها مع صراحتها جدّاً ، حتّى أنّها أكثر من أحاديث النصوص على كلّ واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) (6) ، وأوضح دلالة وتصريحاً ، ولا يكاد يوجد في شيء من مسائل الأصول والفروع أكثر ممّا وُجد في هذه المسألة من الأدلّة والآيات والروايات والله الهادي .

---------------------------
(1) لم نعثر عليه في التبيان ، ولعلّه في كتاب الإمامة حيث قال الشيخ في التبيان 7 : 457 : وقد استوفينا ما يتعلّق بالآية في كتاب الإمامة .
(2) ( اتفاق ) لم يرد في ( ط ) .
(3) ( هؤلاء ) لم يرد في ( ح ) .
(4) من قوله : ( فقد تقدّم ) إلى هنا لم يرد في ( ك ) .
(5) قوله : ( في هذا المعنى أكثر ممّا وصل إلينا ) لم يرد في ( ط ) .
(6) قوله : ( على كلّ واحد من الأئمة ( عليهم السلام ) لم يرد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 393 _

الباب الحادي عشر : في أنّه هل بعد دولـة
المهـدي ( عليـه السـلام ) دولــة أم لا :

  1 ـ روى الشيخ الأجلّ أبو جعفر الكليني ـ في باب تسمية من رآه ( عليه السلام ) ـ باسناده الصحيح : عن عبدالله بن جعفر الحميري أنّه سأل العمري (1) ( رحمه الله ) فقال له : إنّي اُريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما اُريد أن أسألك عنه ، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، إلا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوماً ، فإذا كان ذلك رفعت الحجّة ، واُغلق باب التوبة ، فلم يك ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ، فاُولئك شرار من خلق الله ، وهم الذين تقوم

---------------------------
(1) العمري : هو عثمان بن سعيد العمري ، وهو أوّل السفراء الأربعة للحجّة المنتظر عجّل الله فرجه ، يكنّى بأبي عمرو السمّـان ، وقيل : الزيّات ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي والعسكري ( عليهما السلام ) ، جليل القدر ، ثقة ، خدم الإمام الهادي ( عليه السلام ) وله من العمر إحدى عشرة سنة ، وقد مدحه ( عليه السلام ) بقوله : ( هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قاله لكم فعنّي قوله ، وما أدّاه إليكم فعنّي يؤدّيه ) ، وتوكّل للإمام العسكري ( عليه السلام ) فقال في حقّه : ( ثقة الماضي ، وثقتي في المحيا والممات ) ، وذكره الشيخ في كتابه ( الغيبة ) في السفراء الممدوحين قائلاً : وهو الشيخ الموثوق به ، اُنظر رجال الشيخ : 420 / 36 و 434 / 22 ، الغيبة للطوسي : 243 / 209 و 353 ، رجال العلاّمة : 220 / 729 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 394 _

  عليهم القيامة ، ولكنّي أحببت أن أزداد يقيناً (1) الحديث .
  أقول : وقد روى هذا المعنى الشيخ وابن بابويه وغيرهما بطرق كثيرة .
  2 ـ وروى الشيخ (2) في كتاب ( الغيبة ) ـ في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامّة ، في النصّ على الأئمّة ( عليهم السلام ) ـ قال : أخبرنا جماعة عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد البصري (3) ، عن عمّه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال ـ في الليلة التي كان فيها وفاته ـ : ( يا أبا الحسن ، أحضر دواة وصحيفة ـ فأملى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصيّته حتّى انتهى إلى هذا الموضع فقال ـ :
  يا أبا الحسن ، إنّه يكون بعدي اثني عشر إماماً ، ومن بعدهم اثني عشر مهديّاً ، فأنت يا علي أوّل الاثني عشر إماماً ـ وذكر النصّ عليهم بأسمائهم إلى أن انتهى إلى الحسن العسكري ( عليه السلام ) ـ فقال : إذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد ( عليهم السلام ) ، فذلك اثنى عشر إماماً ، ثمّ يكون من بعده اثنى عشر مهديّاً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوّل المقرّبين له ثلاثة أسامي ، اسم (4) كاسمي ، واسم كاسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والثالث المهدي هو أوّل

---------------------------
(1) الكافي 1 : 329 / 1 .
(2) من قوله : ( هذا المعنى ) إلى هنا لم يرد في ( ك ) ، فيكون ما في ( ك ) : وقد روي في كتاب الغيبة .
(3) في المصدر : المصري وكذلك البحار ، وفي مختصر البصائر : جعفر بن محمد المصري ، وقد ذكر النمازي في المستدركات 2 : 143 / 2533 : جعفر بن أحمد المصري ، لم يذكروه ، روى عن عمّه .
(4) في ( ك ) : اسمه .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 395 _

  المؤمنين ) (1) .
  3 ـ وروى الشيخ في كتاب ( الغيبة ) في آخره : عن محمّد بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ومحمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : ( يا أبا حمزة ، إنّ منّا بعد القائم ( عليه السلام ) اثني عشر مهديّاً من ولد الحسين ( عليه السلام ) ) (2) .
  4 ـ وروى الشيخ أيضاً في ( المصباح الكبير ) حيث أورد دعاءً ذكر أنّه مرويّ عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) خرج إلى أبي الحسن الضرّاب الأصفهاني بمكّة ، بإسناد لم نذكره اختصاراً ، ثمّ أورد الدعاء بطوله إلى أن قال : ( اللهمّ صلِّ على محمّد المصطفى وعليّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفّى وجميع الأوصياء مصابيح الدجى ـ إلى أن قال ـ : وصلِّ على وليّك وولاة أمرك والأئمّة من ولده ، ومدّ في أعمارهم ، وزد في آجالهم ، وبلّغهم أقصى آمالهم ديناً ودنياً وآخرة ، إنّك على كلّ شيء قدير ) (3) .
  5 ـ وروى أيضاً في ( المصباح ) بعده بغير فصل دعاءً مرويّاً عن الرضا ( عليه السلام ) فقال : روي عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر ( عليه السلام ) بهذا الدعاء : ( اللهمّ ادفع عن وليك وخليفتك ـ إلى أن قال ـ : اللهمّ وصلِّ على ولاة عهده والأئمّة من بعده ، وزد في آجالهم ، وبلّغهم آمالهم ) (4) الدعاء .

---------------------------
(1) الغيبة للطوسي : 150 / 111 ، وعنه في البحار 36 : 260 / 81 .
(2) الغيبة للطوسي : 478 / 504 ، وعنه في البحار 53 : 154 / 2 .
(3) مصباح المتهجّد : 406 / 409 .
(4) نفس المصدر : 409 / 411 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 396 _

  وهو يشتمل على أوصاف وألقاب (1) لا تكاد تستعمل في غير المهدي ( عليه السلام ) .
  6 ـ وروى ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) ـ في باب الاثني عشر ـ : عن عبدالله بن محمّد ، عن محمّد بن سعيد ، عن الحسن بن علي (2) ، عن أبي اُسامة ، عن ابن مبارك ، عن معمّر ، عمّن سمع وهب بن منبّه يقول (3) : ( يكون بعدي اثنا عشر خليفة ثمّ يكون الهرج ، ثمّ يكون كذا وكذا ) (4) .
  7 ـ وبالإسناد : عن الحسن بن علي ، عن وليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن عمرو البكائي ، عن كعب الأحبار قال في الخلفاء : هم اثنا عشر ، فإذا كان عند انقضائهم وأتى طائفة صالحة ، مدّ الله لهم في العمر ، كذلك وعد الله هذه الاُمّة ، ثمّ قرأ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) (5) وكذلك فعل الله ببني إسرائيل ، وليس بعزيز أن يجمع الله هذه الاُمّة يوماً أو نصف يوم ( وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ) (6) (7) .
  8 ـ وفي باب اتّصال الوصية من لدن آدم من كتاب ( كمال الدين ) لابن بابويه :

---------------------------
(1) في نسخة ( ش ) : من الألقاب .
(2) في الخصال زيادة : عن إسماعيل الطيّان .
(3) في ( ح ) زيادة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول ، وأمّا وهب فهو وهب بن منبّه بن كامل ، العلاّمة الاخباري القصصي ، أبو عبد الله الأبناوي اليماني الذماري الصنعاني ، ولد في زمن عثمان بن عثمان سنة أربع وثلاثين ، قال العجلي : تابعي ثقة كان على قضاء صنعاء ، انظر سير اعلام النبلاء 4 : 544 / 219 .
(4) الخصال : 474 / 34 ، وعنه في البحار 36 : 240/42 .
(5) سورة النور 24 : 55 .
(6) سورة الحج 22 : 47 .
(7) الخصال : 474 / 35 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 397 _

  حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر ، عن أيّوب بن نوح ، عن الربيع بن محمّد (1) ، عن عبدالله بن سليمان العامري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( ما زالت الأرض إلا ولله تعالى فيها حجّة ، يعرّف الحلال من الحرام ، ويدعو إلى سبيل الله ، ولا تنقطع الحجّة من الأرض إلا أربعين يوماً قبل القيامة ، وإذا رفعت الحجّة اُغلق باب التوبة فـ ( لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) (2) أولئك شرار خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيامة ) (3) .
  ورواه البرقي في ( المحاسن ) : عن علي بن الحكم ، عن الربيع بن محمّد (4) مثله (5) .
  9 ـ وقال الطبرسي في كتاب ( إعلام الورى ) ـ في آخر الباب الرابع ـ : قد جاءت الرواية الصحيحة أنّه ليس بعد دولة المهدي ( عليه السلام ) دولة ، إلا ما ورد من قيام ولده مقامه إن شاء الله ذلك (6) ولم ترد على القطع والبت ، وأكثر الروايات أنّه لن يمضي ( عليه السلام ) من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً ، يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الأموات ، وقيام الساعة ، والله أعلم (7) ( انتهى ) .
  10 ـ وقال المفيد في ( الإرشاد ) : ليس بعد دولة القائم لأحد دولة (8) .
  ثمّ ذكر مثل كلام الطبرسي (9) .

---------------------------
(1) في ( ك ) زيادة : المكي .
(2) سورة الأنعام 6 : 158 .
(3) كمال الدين : 229 / 34 .
(4) ( عن الربيع بن محمد ) لم يرد في ( ك ) .
(5) المحاسن 1 : 368 / 802 .
(6) في ( ش ، ك ) : إلا ما شاء الله ، وفي ( ط ) : إلى ما شاء الله ، بدل من : إن شاء الله ذلك .
(7) إعلام الورى 2 : 295 .
(8) إرشاد المفيد 2 : 387 .
(9) هذه الفقرة العاشرة لم ترد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 398 _

  11 ـ وقال صاحب كتاب ( الصراط المستقيم ) وهو الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي : ليس بعد المهدي ( عليه السلام ) دولة واردة إلا في رواية شاذّة من قيام أولاده من بعده ، وهي ما روي عن ابن عبّاس من قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ( لن تهلك اُمّة أنا أوّلها وعيسى بن مريم آخرها ، والمهدي في وسطها ) ومثله روي عن أنس (1) .
  وهاتان تدلاّن على دولة بعد دولته ( عليه السلام ) ، وأكثر الروايات أنّه لا يمضي إلا قبل (2) القيامة بأربعين يوماً ، وهو زمان الهرج ، وعلامة خروج الأموات للحساب (3) ( انتهى ) .
  أقول : أمّا حديث (4) وفاة المهدي ( عليه السلام ) قبل القيامة بأربعين يوماً ، فقد ورد من طرق متعدّدة لا تحضرني الآن ، والأحاديث في ( أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ) كثيرة ، والأدلّة العقلية على ذلك قائمة ، وأحاديث حصر الأئمّة ( عليهم السلام ) في الإثني عشر أيضاً كثيرة جدّاً ، وتحتمل هنا وجوه :
  أحدها : أن يكون خلوّ الأرض من إمام على ظاهره في مدّة الأربعين ، ويكون موت الناس وجميع المكلّفين قبل الإمام ، وتكون الأرض في تلك المدّة اليسيرة خالية من المكلّفين ومن الإمام ، ولا ينافي ذلك ما روي من خروج المهدي ( عليه السلام ) من الدنيا شهيداً ، لإمكان أن يسقيه أحد السمّ ، أو يضربه بالسيف ونحوه ، ثمّ يموت القاتل وسائر المكلّفين قبل الإمام ، وتكون الرجعة بعد المدّة المذكورة أو قبلها ، ولا يبعد كون أهل الرجعة غير مكلّفين .
  ويكون إغلاق باب التوبة لانقطاع التكليف وموت المكلّفين ، فلا ينفع نفساً

---------------------------
(1) في ( ح ، ط ) : أنس بن مالك .
(2) في ( ش ، ك ) زيادة : يوم .
(3) الصراط المستقيم 2 : 254 .
(4) في ( ح ) : أمّا أحاديث .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 399 _

  إيمانها ، لانتقال النفوس من الدنيا التي هي دار التكليف إلى البرزخ أو القيامة ، ويكون المشار إليه باُولئك هم الذين لم يؤمنوا ولم يكسبوا في إيمانهم خيراً ، وذلك غير بعيد لقرب (1) المشار إليهم (2) في الذكر ، ويكون قيام القيامة عليهم إشارة إلى أنّها عليهم لا لهم ، بخلاف غيرهم (3) فإنّها لهم أو عليهم ولهم (4) ، ونحوه ( لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) (5) والحاصل أنّه لا يلزم حمله على بقاء المحجوج بعد فناء الحجّة .
  وثانيها : أن يكون إشارة إلى قوم لا يموتون عند موت صاحب الزمان ، بل يصيرون في حكم الأموات وبمنزلة المعدومين لارتفاع التكليف عنهم لفقدهم العقل أو غير ذلك ، كاقتضاء الحكمة الإلهية إنقضاء مدّة التكليف وقيام الساعة ، ولعلّ هؤلاء الجماعة المشار إليهم بقوله تعالى ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ الله ) (6) .
  وحينئذ تخصيص الأحاديث المعارضة المشار إليها بزمان التكليف ، أو يحمل (7) الحجّة فيها على ما هو أعمّ من الإمام والعقل (8) ، لما (9) رواه الكليني وغيره عنهم ( عليهم السلام ) : ( إنّ لله على الناس حجّتين : ظاهرة وباطنة ، فالظاهرة : الأنبياء

---------------------------
(1) في ( ش ) : لقول .
(2) في ( ح ) : إليه .
(3) في ( ك ) : غيرها .
(4) في المطبوع و ( ط ) : أو لهم .
(5) سورة البقرة 2 : 286 .
(6) سورة الزمر 39 : 68 .
(7) في ( ح ) : أو يحتمل .
(8) في ( ح ) : وهو العقل .
(9) في المطبوع و ( ط ) : ممّا .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 400 _

  والأئمّة ( عليهم السلام ) (1) ، والباطنة : العقل ) (2) .
  وثالثها : أن يكون المراد بالأربعين يوماً مدّة الرجعة ، ويكون ذلك إشارة إلى قلّتها ، بالنسبة إلى زمان النشأة الاُولى والخلود (3) في الجنّة أو النار (4) ، فإنّه يعبّر بالسبعين عن الكثرة (5) ، وبما دونها عن القلّة ، أو إشارة إلى ما مرّ في هذه الأحاديث من قوله في هذا المقام ( وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ) (6) ويكون وفاة جميع المكلّفين قبل المهدي ( عليه السلام ) ، ويكون أهل الرجعة غير مكلّفين .
  ويأتي إن شاء الله تمام الكلام .
  ورابعها : أن تكون القيامة التي أخبر بوقوعها بعد الأربعين يوماً هي قيام الأموات ، وحياتهم بعد الموت ، ويكون المراد الرجعة التي هي القيامة الصغرى ، ثمّ القيامة الكبرى ، ولا ريب في جواز استعمال القيامة فيما يشمل القيامة الصغرى والكبرى (7) ، بل قد تقدّم إطلاق الآخرة في القرآن على الرجعة ، وورد الحديث بذلك .
  وخامسها : أن يكون المراد ليس بعد دولة المهدي ( عليه السلام ) دولة مبتدَأة فلا ينافي الرجعة ، لأنّها دولة ثانية ، والأربعون يوماً يحتمل كونها فاصلة بين الدولتين .

---------------------------
(1) ( والأئمّة ) لم يرد في ( ك ) .
(2) الكافي 1 : 16 ، باختلاف يسير .
(3) في ( ح ، ك ) : أو الخلود .
(4) من قوله : ( بالنسبة إلى زمان ) إلى هنا لم يرد في ( ط ) .
(5) في ( ح ، ك ) : الكثيرة .
(6) سورة الحج 22 : 47 .
(7) من قوله : ( ولا ريب في جواز ) إلى هنا لم يرد في ( ك ) .