الفهرس العام

الباب العاشر : في ذكـر جملة من الأخبار المعتمدة الواردة في
الإخبار بالرجعة لجماعة من الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) :


  بطاعته ، والمثوى في خدمته ، فإن توفّيتني قبل ذلك فاجعلني ممّن يكرّ في رجعته ، ويملّك في دولته ، ويمكّن في أيّامه ) (1) .
  الثالث والعشرون بعد المائة : ما رووه (2) أيضاً في زيارة اُخرى له ( عليه السلام ) : ( وإن أدركني الموت قبل ظهورك ، فأتوسّل بك إلى الله أن يصلّي على محمّد وآله (3) ، وأن يجعل لي كرّة في ظهورك ، ورجعة في أيّامك ، لأبلغ من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك فؤادي ) (4) .
  الرابع والعشرون بعد المائة : ما رووه أيضاً في زيارة اُخرى له ( عليه السلام ) : ( اللهمّ أرنا وجه وليّك الميمون في حياتنا وبعد المنون ، اللهمّ إنّي أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة ) (5) .
  الخامس والعشرون بعد المائة : ما رووه أيضاً في الزيارات عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( من دعا الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا ، فإن مات قبله أخرجه الله من قبره وأعطاه بكلّ كلمة ألف حسنة ) (6) ثمّ ذكر الدعاء .
  السادس والعشرون بعد المائة : ما رواه الشيخ أبو الفتح الكراجكي في ( كنز الفوائد ) : عن محمّد بن العبّاس بن مروان ـ وهو ثقة (7) ـ عن علي بن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن أحمد بن معمّر ، عن محمّد بن الفضيل ، عن

---------------------------
(1) مصباح الزائر : 424 ، ولم أعثر عليها في المزارين الآخرين ، وعن المصباح في البحار 53 : 95/108 .
(2) في ( ح ، ش ) : ما رواه .
(3) في ( ط ) والمصدر : على محمّد وآل محمّد .
(4) المزار للشهيد الأوّل : 228 ، مصباح الزائر : 438 ، وعن المصباح في البحار 53 : 95/109 .
(5) و (6) مصباح الزائر : 445 .
(7) في ( ط ) : ثقة ثقة .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 302 _

  الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى ( إِن نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (1) قال : ( هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة ، يكون لنا عليهم دولة ، فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة وهواناً بعد عزّ ) (2) .
  السابع والعشرون بعد المائة : ما رواه الحسن بن سليمان نقلاً من كتاب ( المشيخة ) للحسن بن محبوب : عن محمّد بن سلام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : في قوله تعالى ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (3) قال : ( هو خاصّ لأقوام في الرجعة بعد الموت ، ويجري في القيامة ) (4) .
  الثامن والعشرون بعد المائة : ما رواه سعد بن عبدالله في رسالته في ( أنواع آيات القرآن ) برواية ابن قولويه على ما نقل عنه قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( نزل جبرئيل ( عليه السلام ) بهذه الآية هكذا : ( فإنّ للظالمين آل محمّد حقّهم عذاباً دون ذلك ) (5) يعني عذاباً (6) في الرجعة ) (7) .
  التاسع والعشرون بعد المائة : ما رواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ ) (8) يعني : ( لا يؤمنون بالرجعة أنّها حقّ ) (9) .

---------------------------
(1) سورة الشعراء 26 : 4 .
(2) تأويل الآيات 1 : 386 / 1 .
(3) سورة غافر 40 : 11 .
(4) مختصر البصائر : 462/519 .
(5) سورة الطور 52 : 47 ، والآية هكذا ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذلِكَ ) .
(6) ( عذاباً ) لم يرد في ( ح ) .
(7) وعن رسالة سعد بن عبدالله في البحار 53 : 117 / 144 .
(8) سورة النحل 16 : 22 .
(9) تفسير العيّاشي 2 : 257 / ضمن حديث 14 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 303 _

  وعن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (1) .
  الثلاثون بعد المائة : ما رواه الكراجكي في ( كنز الفوائد ) : عن محمّد بن العبّاس ، عن علي بن محمّد ، عن أبي جميلة ، عن الحلبي .
  وعن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضل بن عبّاس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ) قال : ( في الرجعة ) ( وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ) (2) قال : ( لا يخاف من مثلها إذا رجع ) (3) .
   أقول : الظاهر أنّ المراد بـ ( ربّهم ) : صاحبهم (4) وهو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ليعود إليه ضمير يخاف ، ويناسب التفسير لما في تفسير قوله تعالى ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً ) (5) أنّ المراد بالربّ : الصاحب وأنّه عليّ ( عليه السلام ) (6) .
  الحادي والثلاثون بعد المائة : ما رواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمّد بن علي ، عن سفيان ، عن فراس ، عن الشعبي ، قال : قال ابن الكوّا لعلي ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين أرأيت قولك : العجب كلّ العجب بين جمادى ورجب ؟ قال ( عليه السلام ) : ( ويحك يا أعور هو جمع أشتات ، ونشر أموات ، وحصد نبات ، وهنات بعد هنات ، مهلكات مبيرات ، لست أنا ولا أنت هناك ) (7) .
  أقول : حمل الصدوق آخر الحديث على التقية . فقال : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام )

---------------------------
(1) تفسير العيّاشي 2 : 257/ ذيل حديث 14 . وكان في الإيقاظ المطبوع : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
(2) سورة الشمس 91 : 15 .
(3) تأويل الآيات 2 : 804 / ضمن حديث 1 .
(4) ( صاحبهم ) لم يرد في ( ط ) .
(5) سورة الفرقان 25 : 55 .
(6) من قوله : ( لما في تفسير ) إلى هنا لم يرد في ( ط ) .
(7) معاني الأخبار : 406 / 81 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 304 _

  اتّقى ابن الكوّا في هذا الحديث ؛ لأنّه كان غير محتمل (1) لأسرار آل محمّد ( عليهم السلام ) (2) ، ( انتهى ) .
  ويمكن أن يكون إشارة إلى رجعة بعض الشيعة وأعدائهم في زمن المهدي ( عليه السلام ) ، وإنّ ذلك يكون بين جمادى ورجب ، وأمّا رجعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهي متأخِّرة عن هذه الرجعة كما يأتي ، ولعلّها لا تكون بين جمادى ورجب ، فلا حاجة إلى التأويل بالحمل على التقية (3) .
  وقد تقدّم ما يدلّ على مضمون الباب (4) .
  ويأتي ما يدلّ عليه ، فإنّ أحاديث هذه الأبواب كلّها متعاضدة في الدلالة على صحة الرجعة (5) ، وقد عرفت (6) وجه إفراد هذا الباب عمّا بعده والله الموفّق .

---------------------------
(1) في ( ط ) : متحمّل .
(2) معاني الأخبار : 407 قال مصنّف هذا الكتاب .
(3) إلى هنا ينتهي ما سقط من ( ك ) .
(4) في ( ك ) : ذلك ، بدل من : مضمون الباب .
(5) ( على صحة الرجعة ) أثبتناه من ( ك ) .
(6) في ( ك ) زيادة : سابقاً .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 305 _

الباب العاشر : في ذكـر جملـة من الأخبـار المعـتمدة الواردة في
الإخبار بالرجعة لجماعة من الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ):

  الحديث الأوّل : ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) ـ في باب المتعة ـ بطريق القطع والجزم من غير حوالة على سند حيث قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : ( ليس منّا من لم يؤمن بكرّتنا ، ويستحلّ متعتنا ) (1) .
  أقول : هذا الضمير الموضوع للمتكلِّم ومعه غيره دالّ بطريق الحقيقة على دخول الصادق ( عليه السلام ) في الرجعة ، ومعه جماعة من أهل العصمة ( عليهم السلام ) أو الجميع ، ولا خلاف في وجوب الحمل على الحقيقة مع عدم القرينة .
  الثاني : ما رواه الشيخ الجليل رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في ( المصباح الكبير ) ـ في أعمال يوم الجمعة (2) ـ : عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) أنّه قال : ( من أراد أن يزور قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج ( عليهم السلام ) وهو في بلده فليغتسل يوم الجمعة ـ إلى أن قال ـ : وليقل :

---------------------------
(1) من لا يحضره الفقيه 3 : 291 / 1384 .
(2) في ( ك ) زيادة : حيث قال : زيارة الأئمة ( عليهم السلام ) في يوم الجمعة ، روي ، وكذلك المصدر ، من دون ذكر : حيث قال .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 306 _

  السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته (1) ، السلام عليك أيّها النبي المرسل ، والوصي المرتضى ، والسيّدة الكبرى ، والسيّدة الزهراء ، والسبطان المنتجبان ، والأولاد والأعلام ، والاُمناء المستخزنون ، جئت انقطاعاً (2) إليكم وإلى آبائكم وولدكم الخلف على بركة الحقّ ، فقلبي لكم سلم ، ونصرتي لكم معدّة حتّى يحكم الله بدينه ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ، إنّي من القائلين بفضلكم ، مقرّ برجعتكم ، لا اُنكر لله قدرة ، ولا أزعم إلا ما شاء الله ) (3) الحديث .
  الثالث : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في أعمال رجب ـ قال (4) : زيارة رواها ابن عيّاش قال : حدّثني خير (5) بن عبدالله ، عن مولاه ـ يعني أبو القاسم الحسين بن روح ـ قال : زرْ أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول : ( الحمد لله الذي أشهدنا مشهد (6) أوليائه في رجب ، وأوجب علينا من حقّهم ما قد وجب ، وصلّى الله على محمّد المنتجب ، وعلى أوصيائه الحجب ـ إلى أن قال ـ : والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، حتّى العود إلى حضرتكم ، والفوز في كرّتكم ، والحشر في زمرتكم ) (7) .
  الرابع : ما رواه رئيس المحدّثين أبو جعفر ابن بابويه في ( الفقيه وعيون الأخبار ) ورئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في ( التهذيب ) بأسانيدهما الصحيحة :

---------------------------
(1) قوله : ( السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته ) لم يرد في ( ح ) .
(2) في ( ط ) : حيث انقطع .
(3) مصباح المتهجد : 253 .
(4) في ( ح ، ش ، ك ) : حيث قال .
(5) في ( ك ) : جُبير .
(6) في ( ط ) : مشاهد .
(7) مصباح المتهجد : 755 / 756 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 307 _

  عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن موسى بن عبدالله النخعي (1) ، عن الإمام علي بن محمّد ( عليهما السلام ) في الزيارة الجامعة يقول فيها : ( اُشهد الله واُشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به ـ إلى أن قال ـ : معترف بكم ، مؤمن بإيابكم ، مصدِّقٌ برجعتكم ، منتظرٌ لأمركم ، مرتقبٌ لدولتكم ) .
  ثمّ قال : ( ونصرتي لكم معدّة ، حتّى يُحيي الله دينه بكم ، ويردّكم في أيّامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكِّنكم في أرضه ) .
  ثمّ قال : ( فثبّتني الله أبداً ما بقيت على موالاتكم ، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهديكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكَّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم ) (2) .
  أقول : قد عرفت أنّ الحمل على الحقيقة واجب متعيّن في أمثال هذه الألفاظ إجماعاً مع عدم القرينة كما هنا .
  الخامس : ما رواه الشيخ وابن بابويه أيضاً بالسند السابق بعد الزيارة الجامعة في زيارة الوداع قال : ( إذا أردت الإنصراف فقل : السلام عليكم (3) سلام مودِّع ـ إلى أن قال ـ : السلام عليكم حشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم ، وجعلني من حزبكم ، وأرضاكم عنّي ، ومكّنني في دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملّكني في أيّامكم ) (4) .

---------------------------
(1) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : موسى بن عمران النخعي .
(2) من لا يحضره الفقيه 2 : 370 / 1625 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 275 / 276 / 1 ، التهذيب 6 : 98 / 99 / 177 .
(3) في ( ح ) : عليك .
(4) من لا يحضره الفقيه 2 : 375 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 278 ، التهذيب 6 : 101 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 308 _

  السادس : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( عيون الأخبار ) ـ في باب ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) في وجه دلائل الأئمّة ( عليهم السلام ) والردّ على الغلاة والمفوّضة ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ـ في حديث طويل ـ أنّ المأمون قال لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في الرجعة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّها لحقّ ، قد كانت في الاُمم السالفة وقد نطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة . وقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم ( عليه السلام ) فصلّى خلفه .
  وقال ( عليه السلام ) : إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قيل : يا رسول الله ثمّ يكون ماذا ؟ قال : ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله ) فقال المأمون : فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟ فقال : ( من قال بالتناسخ فهو كافر مكذِّب بالجنّة ) (1) الحديث .
  أقول : رجعة عيسى ( عليه السلام ) قد صرّح بها في هذا الحديث وغيره ، بل تواترت ، وفي القرآن ما يدلّ على وفاته كقوله : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (2) وقوله تعالى ( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) (3) وغير ذلك والأحاديث فيه كثيرة ، وإن كان بعض العامّة ينكر وفاته فليس بمعتبر ، وما ذاك إلا لإفراطهم في إنكار الرجعة .
  وقوله : ( ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله ) يدلّ على رجعة الأئمّة ( عليهم السلام ) ، مضافاً إلى

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 201 / 202 .
(2) سورة المائدة 5 : 117 .
(3) سورة آل عمران 3 : 55 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 309 _

  التصريحات الكثيرة ، ولو كان المراد خروج المهدي ( عليه السلام ) وحده لما كان من قسم الرجعة لما عرفت من معناها ، وصرّح به صاحب ( الصحاح والقاموس ) وغيرهما (1) .
  وقد عرفت أيضاً أنّ الطبرسي ذكر أنّ ذلك تأويل صدر من بعضهم ثمّ حكم بأنّه مخالف لإجماع الإمامية (2) ، والتصريحات (3) المنافية لهذا التأويل البعيد أكثر من أن تحصى ، ثمّ إنّ الحكم بعدها ببطلان التناسخ يدلّ على عود الروح في الرجعة إلى بدنها الحقيقي لا إلى بدن آخر ، وإلا لكان تناسخاً قطعاً .
  السابع : ما رواه ابن بابويه في ( عيون الأخبار ) ـ في باب ما حدّث به هرثمة بن أعين من وفاة الرضا ( عليه السلام ) ـ : عن تميم بن عبدالله القرشي ، عن أبيه ، عن محمّد بن مثنّى (4) ، عن محمّد بن خلف الطاطري (5) ، عن هرثمة بن أعين ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : ( إنّ المأمون سيقول لك وأنت تغسلني : أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلا إمام ؟ فأجبه وقل له : إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلا إمام ، فإن تعدّى متعدّ فغسّل الإمام لم تبطل إمامته ، ولا إمامة الذي بعده ، ولو ترك الرضا بالمدينة لم يغسّله إلا ابنه ظاهراً مكشوفاً ، ولا يغسّله الآن إلا هو من حيث يخفى (6) ) (7) .

---------------------------
(1) الصحاح 3 : 1216 ، القاموس المحيط 3 : 36 رجع .
(2) مجمع البيان 7 : 430 / 431 .
(3) في ( ش ) زيادة : البعيدة .
(4) في المصدر : محمّد بن يحيى .
(5) في ( ك ) : الطاهري .
(6) في ( ط ) : إلا من حيث هو يخفى .
(7) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 200 / 201 / 1 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 310 _

  أقول : هذا المعنى قد ورد في الأحاديث كثيراً ، وهو يؤيّد الأحاديث الكثيرة الواردة في الأخبار برجعة الحسين ليغسّل المهدي ( عليهما السلام ) .
  الثامن : ما رواه الكليني ـ في باب زيارة الحسين ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن يوسف الكناسي (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إذا أتيت قبر الحسين ( عليه السلام ) ـ ثمّ ذكر الزيارة بطولها ـ تقول فيها : اُشهدكم أنّي بكم مؤمن ، وبإيابكم موقن ـ إلى أن قال ـ : والعن قتلة الحسين ( عليه السلام ) ، اللهمّ اجعلنا ممّن ينصره وتنتصر (2) به ، وتمنَّ عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة ) (3) .
  ورواه أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) بالسند الذي يأتي ذكره ، عقيب هذا الحديث إن شاء الله (4) .
  التاسع : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور بالسند السابق يقول فيه أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إذا أردت أن تودّعه فقل : السلام عليك ورحمة الله وبركاته أستودعك الله (5) ـ إلى أن قال ـ : اللهمّ لا تجعله آخر العهد منّا ومنه ، اللهمّ ابعثه مقاماً محموداً تنصر به دينك ، وتقتل به عدوّك ، وتبير (6) به من نصب حرباً لآل

---------------------------
(1) في الكافي : يونس الكناسي ، وكذا مرآة العقول 18 : 291 / 1 ، وما في المتن هو الصحيح ، كما صرّح به السيِّد الخوئي ، وهو الموافق للوافي 14 : 149/ 3 والوسائل 14 : 483 / 1 ، ومن لا يحضره الفقيه 2 : 360 / 1615 ، قائلاً : وقد أخرجت في كتاب الزيارات أنواعاً من الزيارات واخترت هذه لهذا الكتاب لأنّها أصحّ الروايات عندي من طريق الرواية .
(2) في المطبوع و ( ط ، ك ) : وينتصر به ، وما في المتن من ( ش ، ح ) والمصدر .
(3) الكافي 4 : 572 / 1 .
(4) كامل الزيارات : 222 / 3 .
(5) ( وأستودعك الله ) لم يرد في ( ط ) .
(6) البور : الهلاك ، الصحاح 2 : 597 ـ بور ـ وتبير أي تهلك .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 311 _

  محمّد ، فإنّك وعدت ذلك وأنت لا تخلف الميعاد ، والسلام عليك (1) ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنّكم نجباء شهداء ، جاهدتم في الله وقُتلتم على منهاج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) (2) .
  ورواه الشيخ الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب المزار المسمّى بـ ( كامل الزيارة ) : عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد مثله (3) .
  وأورد هذا الحديث في الباب الثامن والثمانين في وداع قبر الحسين ( عليه السلام ) ، وأورد الحديث الذي قبله في الباب الذي قبله بهذا السند . العاشر : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بأمر من الله ـ : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن أبي عبدالله البزّاز (4) ، عن حريز ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث قال : ( إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّا أمر به عرف أنّ أجله قد حضر ، فأتاه النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ينعى إليه نفسه ، وأخبره بما له عند الله .
  وإنّ الحسين ( عليه السلام ) قرأ صحيفته التي اُعطيها وفسّر له ما يأتي ، وبقى أشياء لم تقض فخرج للقتال ، وكانت تلك الأشياء التي بقيت ، أنّ الملائكة سألت الله في نصرته فأذن لها ، فمكثت تستعدّ للقتال وتتأهّب لذلك حتّى قتل ، فنزلت وقد انقطعت مدّته وقُتل ( عليه السلام ) ، فقالت الملائكة : يا ربّنا أذنت لنا في الإنحدار ، وأذنت لنا

---------------------------
(1) في ( ط ) : عليكم .
(2) الكافي 4 : 575 .
(3) كامل الزيارات : 266 / 1 باب 84 .
(4) في ( ك ) : البزّار .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 312 _

  في نصره وقد قبضته ؟
  فأوحى الله إليهم : أن الزموا قبره حتّى تروه ، وقد خرج فانصروه ، وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته ، فإنّكم قد خصّصتم بنصرته وبالبكاء عليه ، فبكت الملائكة حزناً على ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج يكونون أنصاره ) (1) .
  ورواه الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ـ في الباب السابع والعشرين من كتاب ( المزار ) ـ قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، قال : حدّثنا أبو عبيدة البزّاز (2) ، عن حريز ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله (3) .
  الحادي عشر : ما رواه الكليني أيضاً في أواسط ( الروضة ) : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن ، عن عبدالله بن القاسم البطل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ ) (4) قال : ( قتل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وطعن الحسن ( عليه السلام ) ) ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) قال : ( قتل الحسين ( عليه السلام ) ) ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا ) فإذا جاء نصر الحسين ( عليه السلام ) ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْس شَدِيد فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ ) يبعثهم الله قبل خروج القائم ( عليه السلام ) فلا يَدَعون وتراً لآل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) إلا قتلوه ( وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ) (5) خروج

---------------------------
(1) الكافي 1 : 283 .
(2) في ( ك ) : البزّار .
(3) كامل الزيارات : 92 / 17 .
(4) و (5) سورة الإسراء 17 : 4 / 5 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 313 _

  القائم ( عليه السلام ) ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (1) خروج الحسين ( عليه السلام ) في سبعين من أصحابه عليهم البيض الذهب ، لكلّ بيضة وجهان .
  المؤدّون إلى الناس : إنّ هذا الحسين ( عليه السلام ) قد خرج حتّى لا يشكّ فيه المؤمنون ، وإنّه ليس بدجّال ولا شيطان ، والحجّة القائم بين أظهرهم ، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين أنّه الحسين ( عليه السلام ) جاء الحجّة الموت ، فيكون الذي يغسّله ويكفّنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، ولا يلي الوصي إلاّ وصي ) (2) .
  ورواه ابن قولويه في ( المزار ) ـ في الباب الثامن عشر فيما نزل (3) من القرآن في قتل الحسين ( عليه السلام ) ، وانتقام الله له ولو بعد حين ـ قال : حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز (4) ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان الحنّاط ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن صالح بن سعد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله إلى قوله : ( وكان وَعْدَاً الله مفعولاً ) (5) .
  أقول : وإنّما ترك آخر الحديث ؛ لأنّه لا يدلّ على مضمون الباب ، وهذه عادته كما قرّر في أوّل كتابه وفيما أورده كفاية هنا .
  واعلم أنّ بعض الأصحاب المعاصرين استشكل هذا الحديث جدّاً والذي ظهر لي في حلّ إشكاله وجوه :
  أحدها : إنّه قد تقرّر أنّ للقرآن ظاهراً وباطناً ، وأنّه لا يعلم جميع معانيه

---------------------------
(1) سورة الإسراء 17 : 6 .
(2) الكافي 8 : 206 / 250 .
(3) في ( ط ) والمطبوع : نزلت ، وما في المتن أثبتناه من ( ش ، ح ، ك ) .
(4) في ( ك ) : الرزّاد ، وفي ( ط ) : الرازي .
(5) كامل الزيارات : 60 / 1 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 314 _

  إلاّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ، فلعلّ ما ذكر معناه الباطني ، وظاهره غير مراد .
  وثانيها : إنّه قد تقرّر أيضاً بالأحاديث الكثيرة ، أنّ بعض الآيات أو أكثرها قد اُريد به معنيان فصاعداً ، بل سبعون معنىً ، فلعلّ هذه الآية المراد منها ظاهرها ، والمعنى المروي أيضاً وغيرهما .
  وثالثها : أن يكون لفظ بني إسرائيل في الآية كناية عن هذه الاُمّة ، لمشابهتهم لهم في أكثر الأحوال أو كلّها كما مرّ ، ويكون استعارة ، فلا يكون المراد بها ظاهرها أصلاً .
  ورابعها : أن يكون المراد بها ظاهرها ، وتكون في حكم بني إسرائيل ، ويكون الحديث الوارد في تفسيرها المذكور هنا إشارة إلى الأحاديث السابقة : ( إنّ كلّ ما كان في بني إسرائيل يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ) فكأنّه قال : ظاهر الآية واضح ، ومعناها الذي يفهم منها مراد ، ونظير هذا الأمر في هذه الاُمّة (1) ما ذكرنا ، ثمّ أورد الوقائع المشابهة للوقائع السابقة في بني إسرائيل والله أعلم (2) .
  وخامسها (3) : وهو أقرب ممّا سبق ، أن تكون الآية خطاباً لهذه الاُمّة في قوله ( لتفسدنّ ) و ( لتعلنّ ) و ( بعثنا عليكم ) و ( رددنا لكم ) وغيرها ، ويكون المراد إنّا قضينا إلى (4) بني إسرائيل في كتابهم أنّكم لابدّ أن تفعلوا هذه الأفعال يعني أخبرناكم (5) بأحوالكم وما تفعلون ، وما يكون عاقبة اُموركم والله أعلم .

---------------------------
(1) قوله : ( في هذه الاُمّة ) لم يرد في ( ط ) .
(2) ( والله أعلم ) أثبتناه من ( ط ) .
(3) هذه الفقرة الخامسة أثبتناها من ( ش ، ح ) .
(4) في ( ح ) : في .
(5) في ( ح ) : أخبرناهم .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 315 _

  الثاني عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) ـ في باب العشرة ـ : عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله الورّاق ، عن محمّد بن عبدالله بن الفرج (1) ، عن علي بن بنان المقري ، عن محمّد بن سابق ، عن زائدة ، عن الأعمش ، عن فرات القزّاز ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إنّكم لا ترون الساعة حتّى تروا قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، ودابّة الأرض ، وخروج عيسى بن مريم ، وخروج يأجوج ومأجوج ) (2) الحديث .
  أقول : يأتي إن شاء الله ما يدلّ صريحاً على أنّ دابة الأرض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وتقدّم ما يدلّ على ذلك أيضاً .
  الثالث عشر : ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في ( المصباح الكبير ) ـ في ذكر قنوت الوتر ـ قال : ويستحبّ أن يزاد هذا الدعاء ( الحمد لله شكراً لنعمائه ) ـ وذكر شكاية طويلة من أحوال الغيبة والدعاء لصاحب الزمان بتعجيل الفرج والخروج ـ إلى أن قال : ( اللهمّ وشرّف (3) بما استقلّ به من القيام (4) بأمرك لدى مواقف المسار مقامه ، وسرّ نبيك محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) برؤيته ومن تبعه على دعوته ) ثمّ قال : ( وردّ عنه من سهام المكاره ما يوجّهه أهل الشنآن إليه وإلى شركائه في أمره ، ومعاونيه على طاعة ربّه ) (5) الدعاء .

---------------------------
(1) في المصدر والبحار : أبو عبدالله الورّاق محمّد بن عبدالله بن الفرج ، وفي ( ح ) : محمد بن الفرج .
(2) الخصال : 449 / 52 ، وعنه في البحار 6 : 304 / 3 .
(3) في ( ك ) : ويشرّف ، وفي ( ش ) : وتشرّف .
(4) في ( ك ) : القائم .
(5) مصباح المتهجّد : 137 و 141 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 316 _

  الرابع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في أدعية الصباح والمساء ـ في الدعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق يقول في آخره : ( اللهمّ صلِّ على محمّد وأهل بيته الطاهرين وعجِّل اللهمّ فرجهم وفرجي ، وفرج كلّ (1) مهموم (2) من المؤمنين ، اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وارزقني نصرهم وأشهدني أيّامهم واجمع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة ، واجعل عليهم منك واقية حتى لا يخلص إليهم إلا بسبيل خير وعلى من معهم وعلى شيعتهم ومحبّيهم وأوليائهم ) (3) الدعاء .
  ورواه الكفعمي في ( مصباحه ) في الفصل الرابع عشر (4) .
  الخامس عشر : ما رواه أيضاً في ( المصباح ) ـ في الصلوات (5) المرغّب في فعلها يوم الجمعة في صلاة اُخرى لفاطمة ( عليها السلام ) ـ قال : روى إبراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ ثمّ ذكر كيفيّة الصلاة والدعاء بعدها ـ إلى أن قال : ( وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفرِّج عن محمّد وآل محمّد وتجعل فَرَجي مقروناً بفرَجِهم ) (6) الدعاء .
  أقول : ومثل هذا كثير جدّاً في الأدعية ، والحمل على الحقيقة الذي هو واجب قطعاً مع عدم قرينة المجاز ، يدلّ على الرجعة ، ويؤيّد التصريحات الكثيرة جدّاً .
  السادس عشر : ما رواه أيضاً في ( المصباح ) ـ في دعاء كلّ يوم من شهر

---------------------------
(1) في المطبوع زيادة : مؤمن .
(2) في المصدر : وفرّج عن كلّ مهموم .
(3) مصباح المتهجد : 201 .
(4) مصباح الكفعمي 1 : 179 / 180 .
(5) في ( ط ) : الصلاة .
(6) مصباح المتهجد : 266 / 267 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 317 _

  رمضان بعد ما ذكر الصلاة على النبي (1) والأئمّة ( عليهم السلام ) واحداً واحداً (2) ـ قال : ( اللهمّ صلِّ على ذريّة نبيّك ، اللهمّ اخلف محمّداً في أهل بيته ، اللهمّ مكِّن لهم في الأرض ، اللهمّ اجعلنا من عددهم ومددهم ، وأنصارهم على الحقّ في السرّ والعلانية ، اللهمّ اطلب بذحلهم (3) ووترهم ودمائهم ، وكفّ عنّا وعنهم وعن كلّ مؤمن ومؤمنة بأس كلّ طاغ وباغ ) (4) الدعاء .
  أقول : معلوم أنّ ضمير ( مكِّن لهم ) عائد إلى الجميع فهو كآية الوعد باستخلافهم وتمكينهم ، والحمل على الحقيقة كما عرفت دالّ على الرجعة مع عدّة من القرائن ، كسؤال كفّ البأس عنهم وغير ذلك ، مع التصريحات الكثيرة التي لاتحصى .
  السابع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في أعمال ذي القعدة في دعاء يوم الخامس والعشرين منه ـ : ( اللهمّ داحي الكعبة وفالق الحبّة ـ إلى أن قال ـ : وأشهدني أولياءَك عند خروج نفسي وحلول رمسي ، اللهمّ عجِّل فرج أوليائك واردد عليهم مظالمهم وأظهر بالحقّ قائمهم ) .
  ثمّ قال : ( اللهمّ صلِّ عليه وعلى آبائه واجعلنا من صحبه وابعثنا في كرّته حتّى نكون في زمانه من أعوانه ) (5) .
  ورواه الكفعمي في ( مصباحه ) (6) وكذا أكثر الأدعية المذكورة هنا (7) ، ودلالتها .

---------------------------
(1) ( النبي ) لم يرد في ( ك ) .
(2) في ( ح ) : واحداً بعد واحد .
(3) الذحل : الثأر . الصحاح 4 : 1701 ذحل .
(4) مصباح المتهجد : 565 .
(5) مصباح المتهجد : 611 / 612 .
(6) مصباح الكفعمي 2 : 458 / 460 .
(7) في ( ك ) : نصّاً ، بدل من : هنا .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 318 _

  على المراد بملاحظة ضمائر الجمع والحمل على الحقيقة والقرائن والتلويحات فهي مؤيِّدة للتصريحات .
  الثامن عشر : ما رواه أيضاً في ( المصباح ) ـ في زيارة الحسين ( عليه السلام ) يوم عرفة ـ : ( أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى اُشهد الله وملائكته وأنبياءَه ورسله أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن ) (1) الزيارة .
  أقول : هذا أوضح دلالة في رجعتهم ( عليهم السلام ) فإنّ الإياب : الرجوع ، وليس المراد القيامة قطعاً ؛ لعدم إفادته ، وعدم اختصاص الإقرار بالزائر أصلاً (2) .
  التاسع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في زيارة العبّاس بن علي ( عليه السلام ) ـ يقول فيها : ( أشهد أنّك قُتلت مظلوماً ، وأنّ الله منجز لكم ما وعدكم ، جئتك يابن أمير المؤمنين وقلبي لكم مسلّم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدّة ، حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ، إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين ، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين ـ إلى أن قال ـ : جمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه ) (3) .
  ورواه الشيخ أيضاً في ( التهذيب ) (4) .
  ورواه الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) ـ في باب زيارة العبّاس ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثني أبو عبدالرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين

---------------------------
(1) مصباح المتهجد : 664 .
(2) هذا القول لم يرد في نسخة ( ش ، ح ، ط ) .
(3) مصباح المتهجد : 668 / 669 .
(4) التهذيب 6 : 66 / 67 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 319 _

  العسكري (1) ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) ، ثمّ أورد الزيارة (2) .
  أقول : الإياب : الرجعة ، وهو إشارة إلى رجوع الحسين ( عليه السلام ) والسبعين الذين قتلوا معه ومن جملتهم العبّاس ( عليه السلام ) .
  العشرون : ما رواه أيضاً في ( المصباح ) ـ في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ يقول فيها : ( أتيتك انقطاعاً إليك وإلى وليّك الخلف من بعدك على الحقّ فقلبي لك (3) مسلّم وأمري لك (4) متّبع ونصرتي لك (5) معدّة ـ إلى أن قال ـ : اللهمّ لا تخيّب توجّهي إليك برسولك وآل رسولك ، أنت مننت عليَّ بزيارة أمير المؤمنين وولايته ومعرفته فاجعلني ممّن ينصره وينتصر به ومُنَّ عليَّ بنصره لدينك في الدنيا والآخرة ) (6) .
  ورواه الشيخ الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب ( المزار ) ـ في باب زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد فيما ذكره في كتابه الذي سمّاه : ( الجامع ) قال : روي عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه كان يقول

---------------------------
(1) في المطبوع : ابو عبد الله أحمد بن الحسين العسكري ، وفي ( ح ، ش ، ط ، ك ) : أبو عبد الرحمن ... وما في المتن أثبتناه من المصدر ، وهو الموافق للكتب الرجالية ، وهو المعروف بالزعفراني والمصري ، انظر رجال الطوسي : 502/65 ، معجم رجال الحديث 5 : 341 / 10115 .
(2) كامل الزيارات : 270 / 1 .
(3) في ( ط ) : لكم .
(4) و (5) في ( ط ) : لكم .
(6) مصباح المتهجد : 687 / 688 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 320 _

  عند قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (1) ، ثمّ ذكر الزيارة بطولها .
  ورواه الكفعمي في ( المصباح ) في الفصل الحادي والأربعين (2) .
  الحادي والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في ( التهذيب ) وفي ( المصباح ) ـ في زيارة الأربعين من أعمال صفر ـ قال : أخبرنا جماعة ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمّر ، عن علي بن محمّد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضّال جميعاً ، عن سعدان بن مسلم ، عن صفوان بن مهران ، قال : قال لي مولاي الصادق ( عليه السلام ) في زيارة الأربعين تقول : ( السلام على الحسين الشهيد المظلوم ـ إلى أن قال ـ : أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى ، أشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة حتّى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم ) (3) .
  الثاني والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في عمل شعبان ـ قال : اليوم الثالث منه فيه ولد الحسين بن علي ( عليه السلام ) : خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني ـ وكيل أبي محمّد ( عليه السلام ) ـ ( إنّ مولانا الحسين بن علي ( عليه السلام ) ولد يوم الخميس لثلاث مضين من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، ولمّا يطأ لابتيها ، قتيل العبرة وسيّد الاُسرة ، الممدود بالنصرة يوم الكرّة ، المعوّض من قتله أنّ الأئمّة من نسله ، والشفاء في تربته ،

---------------------------
(1) كامل الزيارات : 41 / 42 / 2 .
(2) مصباح الكفعمي : 479 .
(3) التهذيب 6 : 113 / 201 ، مصباح المتهجد : 730 / 731 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 321 _

  والفوز معه في أوبته ، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ، حتّى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار ، وصلّى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار .
  اللهمّ فصلِّ على محمّد وعترته واحشرنا في زمرته ، وبوّئنا معه دار الكرامة ومحلّ الإقامة .
  اللهمّ وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته ، وارزقنا مرافقته وسابقته ، واجعلنا ممّن يسلّم لأمره ، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره ، وعلى جميع أوصيائه الاثني عشر النجوم الزهر .
  اللهمّ وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة كما وهبت الحسين لمحمّد جدّه ، وعاذ فطرس بمهده ، فنحن عائذون بقبره من بعده ، نشهد تربته وننتظر أوبته آمين ربّ العالمين ) (1) .
  الثالث والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب ما يعاين المؤمن والكافر من كتاب الجنائز ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) ـ وذكر حال المؤمن بعد الموت ـ إلى أن قال : ( فإذا وُضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنّة ، قال : ثمّ يزور آل محمّد في جنان (2) رضوى يأكل من طعامهم ، ويشرب من شرابهم ، ويتحدّث معهم في مجالسهم ، حتّى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله ، فأقبلوا معه يلبّون زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحلّ المحلّون ، ونجا المقرّبون ) (3) الحديث .

---------------------------
(1) مصباح المتهجد : 758 / 759 .
(2) في المطبوع و ( ح ، ش ، ط ، ك ) : جبال ، وما أثبتناه من المصدر .
(3) الكافي 3 : 131 / 4 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 322 _

  الرابع والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب الإشارة والنصّ على الصادق ( عليه السلام ) ـ : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر إلى أبي عبدالله ( عليهما السلام ) وهو يمشي فقال : ( ترى هذا ؟ هذا من الذين قال الله عزّوجلّ : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ ) (1) ) (2) .
  الخامس والعشرون : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب نكت ونتف من التنزيل في الولاية ـ : عن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل (3) ، عن أبي الحسن الماضي ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ) قال : ( الولاية هي دين الحقّ ) قلت : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (4) قال : ( يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ) (5) الحديث .
  أقول : الحمل على الحقيقة الذي هو واجب عند عدم القرينة يستلزم الحكم بالرجعة ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة .
  السادس والعشرون : ما رواه الكليني في أوائل ( الروضة ) : عن عدّة من

---------------------------
(1) سورة القصص 28 : 5 / 6 .
(2) الكافي 1 : 306 / 1 .
(3) في ( ط ) : محمد بن الفضل ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الأزدي ، ابو جعفر الأزرق ، انظر معجم رجال الحديث 18 : 146 / 11588 ، رجال النجاشي : 367/995 .
(4) سورة الصف 61 : 9 .
(5) الكافي 1 : 432 / 91 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 323 _

  أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن عيثم بن أسلم (1) ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث : ( إنّ جبرئيل ( عليه السلام ) قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض ) (2) .
  السابع والعشرون : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( العلل ) ـ في باب العلّة التي من أجلها سمّي ذو القرنين ـ : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن القاسم بن عروة (3) ، عن بريد العجلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وقد سئل عن ذي القرنين فقال ـ : ( لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضّة ، ولكنّه كان عبداً أحبّ الله فأحبّه الله ، وإنّما سمّي ذا القرنين ، لأنّه دعا قومه إلى الله عزّوجلّ ، فضربوه على قرنه فغاب عنهم حيناً ، ثمّ عاد إليهم فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم مثله ) (4) .
  أقول : قد عرفت سابقاً أنّ المراد بـ ( مثله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد صرّح به ابن بابويه وعلي بن إبراهيم وغيرهما وهو المفهوم من قوله : ( وفيكم ) وقد تقدّم أنّ

---------------------------
(1) في روضة الكافي ومرآة العقول 25 : 107 / 10 : عيثم بن أشيم ، وقد قال السيِّد الخوئي في معجم رجال الحديث 14 : 189 : ولا يبعد اتحاده مع عيثم بن أسلم لاتحادهما في الراوي والمروي عنهما .
(2) الكافي 8 : 49/10 .
(3) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ك ، ط ) : القاسم بن محمّد ، وما أثبتناه من المصدر والبحار ظاهراً هو الصحيح لمطابقته للراوي والمروي عنه ، وهو القاسم بن عروة ، ابو محمد موسى أبي ايوب الخوزي ، بغدادي وبهامات ، انظر رجال النجاشي : 314/860 ، معجم رجال الحديث 4 : 194 / 1681 ، ترجمة بريد .
(4) علل الشرائع : 39 / 1 ، وعنه في البحار 39 : 39 / 12 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 324 _

  ذا القرنين لمّا ضربوه مات خمسمائة عام ثمّ رجع حيّاً ، ثمّ ضربوه فمات كذلك ثمّ رجع .
  الثامن والعشرون : ما رواه الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي في ( مجالسه ) : بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال له : ( كأنّي (1) بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات ـ إلى أن قال ـ : هم أهل فتنة يعمهون فيها ، إلى أن يدركهم العدل ، فقلت : يا رسول الله العدل منّا أم من غيرنا ؟ قال : بل منّا ، بنا فتح الله وبنا يختم ، وبنا ألّف (2) القلوب بعد الشرك (3) ، وبنا يؤلِّف القلوب بعد الفتنة ) (4) .
  أقول : قد عرفت أنّ الحمل على الحقيقة يوجب الحكم بالرجعة ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة .
  التاسع والعشرون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن سفيان بن إبراهيم العائذي (5) ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : ( بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم ، والذي يحلف به لينتصرنّ الله بكم كما انتصر بالحجارة ) (6) .
  أقول : ومثل هذا والذي قبله كثير جدّاً .
  الثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن حذيفة بن أسيد ، عن أبي ذرّ أنّه سمع

---------------------------
(1) في المصدرين : كأنّك .
(2) في ( ح ، ش ، ك ) والمطبوع : يؤلّف .
(3) قوله : ( وبنا ألف القلوب بعد الشرك ) لم يرد في ( ط ) .
(4) أمالي الطوسي : 65 / 96 ، وأورده المفيد في أماليه : 289 / 7 .
(5) في المصدر وأمالي المفيد : الغامدي ، وفي الطبعة القديمة من أمالي الطوسي 1 : 72 ، ونسخة ( ح ) : العايدي ، وفي ( ط ) : العابدي .
(6) أمالي الطوسي : 74 / 109 ، وأورده المفيد في أماليه : 301 / 2 .

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات _ 325 _

  النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( من قاتلني في الاُولى وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو فيها من شيعة الدجّال ) (1) .
  أقول : هذا دالّ كما ترى على رجعة [ قتلة ] (2) أهل البيت ( عليهم السلام ) في وقت خروج الدجّال ، وعلى رجعة جماعة من الذين قاتلوه ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً .
  الحادي والثلاثون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) في أوائله : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيّار الشيباني ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن النزّال بن سبرة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث يذكر فيه أمر الدجّال وخروجه إلى أن قال ـ : ( يقتله الله بالشام على يد من يصلّي خلفه المسيح عيسى بن مريم ، ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى ) .
  قلنا : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ( خروج دابّة الأرض من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصا موسى ، يضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فيطبع فيه : هذا مؤمن حقّاً ، ويضعه على وجه كلّ كافر فيطبع فيه : هذا كافر حقّاً ، ثمّ ترفع الدابة رأسها فيراها مَن بين الخافقين بإذن الله بعد طلوع الشمس من مغربها ، فعند ذلك

---------------------------
(1) أمـالي الطوسي : 459 / 1026 ، وأورده أيضاً في صفحة 60 / 88 ، إلا أنّ فيه : حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجّال .
(2) ( قتلة ) أثبتناها للضرورة ، لأنّ الحديث يتكلّم عن قتلة أهل البيت ( عليهم السلام ) هذا أوّلاً ، وثانياً : أنّ رجعة أهل البيت ( عليهم السلام ) لم تكن في زمن الدجّال ، وثالثاً : إنّ الحديث يخبرنا عن قتلة أهل البيت ( عليهم السلام ) وخروجهم في زمن الدجّال ليكونوا من أنصاره وأعوانه ، وفي ( ش ) : وأقول : هذا دالّ ـ كماترى ـ على رجعة جماعة من الذين قاتلوه ( عليه السلام ) أيضاً . بدل القول الذي في المتن .