الفهرس العام


الباب التاسع : في جملة من الأحاديث المعتمدة الواردة في
الإخبار بوقوع الرجعة لجماعة من الشيعة وغيرهم من الرعية :


  أبي حمزة الثمالي ، عن ابن أبي شعبة الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لقى أبا بكر فقال له : تعلم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمرك أن تسلّم عليَّ بإمرة المؤمنين ، وأن تتّبعني ؟ فجعل يشكّك عليه ، فقال : إجعل بيني وبينك حكماً ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : أترضى برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : ومن لي به ! فأخذ بيده حتّى أدخله مسجد قبا ، فإذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قاعد في المحراب ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألم آمرك أن تسلّم لعليّ وتتبّعه ؟ قال : بلى ، قال : فاعتزل وسلِّم إليه واتّبعه ، قال : نعم ، فلمّا رجع لقى صاحبه عمر فعرّفه الخبر ، فقال له : أنسيت سحر بني هاشم (1) ؟ وذكّره بأشياء ، فأمسك وقام على أمره إلى أن مات ) (2) .
  الخامس عشر : ما رواه أيضاً نقلاً عن ( بصائر الدرجات ) لمحمّد بن الحسن الصفّار : عن عمّار بن سليمان (3) ، عن أبيه ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار ، قال : دخل أبو بكر على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وذكر كلاماً (4) جرى بينهما ـ قال : فقال له عليّ ( عليه السلام ) : ( إن أريتك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى يخبرك بأنّي أولى بالأمر منك ، ويأمرك أن تعزل نفسك عنه تفعل ؟ ) فقال : إن رأيته حتّى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال له عليّ ( عليه السلام ) : ( فنلتقي إذا صلّيت المغرب حتّى اُريكاه ) .

---------------------------
(1) في حاشية ( ك ) : لا يخفى أنّ تأويل عمر لهذا الحديث ؛ لعدم اقراره بالرجعة ، وإنّه أراد أن يُثبت أنّ قول هذا القائل ليس بحجّة فتدبّر . ( منه رحمه الله ) .
(2) الخرائج والجرائح 2 : 805 / 15 ، بصائر الدرجات : 297 / 10 .
(3) في المصدر والبصائر : عبّاد بن سليمان ، وكذلك الاختصاص .
(4) في ( ش ، ك ) : كلّ ما ، بدل من : كلاماً .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 227 _

  قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده فأخرجه إلى مسجد قبا ، فإذا هو برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس في القبلة ، فقال له : ( يا فلان وَثَبْتَ على مولاك وجلست مجلسه ، وهو مجلس النبوّة لا يستحقّه غيري ، لأنّه وصيّي ، ونبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حقّ ولا أنت من أهله ، وإلا فموعدك النار ) (1) الحديث .
  وفيه أنّ عمر منعه من ذلك .
  قال : وروى الثقات عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثل ذلك (2) .
  السادس عشر : ما رواه الصفّار أيضاً في ( بصائر الدرجات ) نقله عنه الراوندي : عن معاوية بن حكيم ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : قال لي بخراسان : ( رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هاهنا فالتزمته ) (3) .
  السابع عشر : ما رواه الراوندي بعد رواية حديث (4) ( بصائر الدرجات ) قال : وروى جماعة من أصحابنا ثلاث روايات عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) قالوا : ( لمّا حضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوفاة دخل عليّ ( عليه السلام ) فقال له : يا علي ، إذا أنا متّ فغسّلني وكفّنّي وأقعدني وسائلني واحفظ عنّي ) (5) .
  قال : وقد قدّمنا ذلك بروايات سعد بن عبدالله .
  الثامن عشر : ما رواه الراوندي في أواخر ( الخرائج والجرائح ) نقلاً من كتاب

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 2 : 807 / 16 ، بصائر الدرجات : 298 / 14 .
(2) أورده المفيد في الاختصاص : 272 / 273 .
(3) بصائر الدرجات : 294 / 1 ، الخرائج والجرائح 2 : 817 / 26 .
(4) في ( ح ، ش ، ك ) : أحاديث .
(5) الخرائج والجرائح 2 : 804 / 13 و 805 / 14 و 828 / 42 و 43 ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، و 727/ 41 ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 228 _

  ( بصائر الدرجات ) لسعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن محمّد ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( جاء اُناس إلى الحسن (1) بن علي ( عليهما السلام ) فقالوا : أرنا بعض عجائب أبيك التي كان يريناها ، فقال : أتؤمنون بذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : أليس تعرفون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ قالوا : بلى كلّنا نعرفه ، فرفع لهم جانب الستر ، فقال لهم : انظروا ، فقالوا بأجمعهم : هذا والله أمير المؤمنين ، ونشهد أنّك ابنه ، وإنّه كان يرينا مثل ذلك كثيراً ) (2) .
  التاسع عشر : ما رواه الراوندي نقلاً عن ( البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن عمران بن أحمد ، عن يحيى بن اُمّ الطويل ، عن رشيد الهجري ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) بعد مضيّ أبيه ، فتذاكرنا شوقنا إليه ، فقال الحسن ( عليه السلام ) : ( تريدون أن ترونه (3) ؟ ) قلنا : نعم وأنّى لنا بذلك ؟ فضرب بيده إلى ستر كان معلّقاً على باب في صدر المجلس ، فرفعه وقال : ( انظروا إلى هذا البيت ) فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن ما رأيناه في حياته ، فقال : ( هو هو ) ثمّ أطلق الستر من يده ، فقال بعضنا لبعض : هذا الذي رأيناه من الحسن ( عليه السلام ) مثل الذي شاهدناه من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومعجزاته (4) .
  العشرون : ما رواه أيضاً نقلاً عن سعد بن عبدالله أنّه روي عن الباقر ( عليه السلام ) : ( إنّ الناس جاءُوا بعد الحسن ( عليه السلام ) إلى الحسين ( عليه السلام ) فقالوا : يابن رسول الله ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها ؟ فقال : هل تعرفون أبي ؟ فقالوا : كلّنا نعرفه ، فرفع ستراً كان على باب البيت ، ثمّ قال : انظروا في البيت ، فنظرنا فإذا

---------------------------
(1) في ( ح ) الحسين .
(2) الخرائج والجرائح 2 : 810 / 18 .
(3) في ( ك ، ش ، ح ) : تريدون ترونه ، وفي ( ط ) : تريدون أن تروه .
(4) الخرائج والجرائح 2 : 810 / 19 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 229 _

  أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقلنا : نشهد أنّه خليفة الله حقّاً وأنّك ولده ) (1) .
  الحادي والعشرون : ما رواه أيضاً نقلاً من ( بصائر الدرجات ) للصفّار : عن أحمد بن محمّد بن عيسى (2) ، عن الحسين بن سعيد (3) ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) وأنا اُحدّث نفسي ، فقال : ( ما لك تحدِّث نفسك تريد أن ترى أبا جعفر ( عليه السلام ) ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( قم فادخل هذا البيت فانظر ) فدخلت (4) فإذا أبو جعفر ( عليه السلام ) معه قوم من الشيعة من الذين ماتوا قبله وبعده (5) .
  الثاني والعشرون : ما رواه أيضاً عن الصفّار ، عن الحسن بن علي بإسناده قال : سئل الحسين ( عليه السلام ) (6) بعد موت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن (7) يريهم شيئاً من العجائب فقال : ( أتعرفون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذا رأيتموه ؟ ) قالوا : نعم ، قال : ( فارفعوا هذا الستر ) فرفعوه فإذا هو لا ينكرونه فكلّمهم وكلَّموه ) (8) .
  الثالث والعشرون : ما رواه أيضاً عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي (9) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 2 : 811 / 20 ، ولم ترد فيه : وأنّك ولده .
(2) في المصدر والبصائر : محمّد بن عيسى .
(3) ( الحسين بن سعيد ) لم يرد في المصدر والبصائر .
(4) ( فدخلت ) لم يرد في ( ط ) .
(5) الخرائج والجرائح 2 : 818 / 28 ، بصائر الدرجات : 295 / صدر حديث 4 .
(6) في المصدر : الحسن بن علي ( عليه السلام ) .
(7) قوله : ( بعد موت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن ) لم يرد في ( ط ) .
(8) الخرائج والجرائح 2 : 818 / 29 ، بزيادة في ذيله وهي : فقال لهم علي ( عليه السلام ) : ( إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت ، ويبقى من بقي حجّة عليكم ) ، وكذلك بصائر الدرجات : 295 / المقطع الثاني من حديث 4 .
(9) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ط ، ك ) : عبد الرحمـن الخثعمي ، ومـا أثبتناه من المصدر والبصائر وهو الموافق لكتب التراجم ، اُنظر ترجمته في تنقيح المقال 2 : 236/7590 ومعجم رجال الحديث 12 : 61/7418 ومستدركات النمازي 5 : 166/9039 ، وفي ( ح ) زيادة : عن أبي عبد الرحمن الخثعمي .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 230 _

  قال : ( خرجت مع أبي ( عليه السلام ) إلى بعض أمواله ، فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه ، فسمعناه يقول له : جعلت فداك ـ ثمّ تحادثا طويلاً ـ ثمّ ودّعه أبي ، فقام الشيخ وانصرف ، وإنّا لننظر إليه حتّى غاب شخصه عنّا ، فقلت لأبي : من هذا ؟ قال : هذا جدّك الحسين ( عليه السلام ) ) (1) .
  الرابع والعشرون : ما رواه ابن بابويه في ( عيون الأخبار ) ـ في باب ثواب زيارة الرضا ( عليه السلام ) ـ : عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، عن داود البكري ، عن علي بن دعبل بن علي الخزاعي ، قال : لمّا حضرت أبي الوفاة تغيّر لونه واسودّ وجهه ، فرأيته بعد ذلك فيما يرى النائم ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال : إنّ الذي رأيته من سواد وجهي لم يزل حتّى لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2) ، الحديث .
  أقول : ظاهره أنّه رآه وقت الإحتضار كغيره ، وفيه مكالمات جرت بينهما .
  الخامس والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب أنّ المؤمن لا يُكره على أخذ روحه ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : هل يُكره المؤمن على أخذ روحه ؟ قال : ( لا والله ، إذا جاءه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت (3) : يا وليّ الله لا تجزع ـ إلى أن قال ـ ويمثل له رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 2 : 819 / 30 ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، بصائر الدرجات : 302 / 18 ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، ولم يرد فيه : هذا جدّك الحسين ( عليه السلام ) .
(2) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 266 / 36 ، باختلاف يسير .
(3) قوله : ( جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت ) أثبتناه من المصدر ، وبدلها في المطبوع والنسخ : قال .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 231 _

  وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذريّتهم ( عليهم السلام ) ) (1) ، الحديث .
  السادس والعشرون : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما يعاين المؤمن والكافر ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضّال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث أنّه قال له بعدما سأله عن حال المحتضر بعد ما سأله سبع عشرة مرّة ، فقال : ( يراهما والله ) فقال : مَنْ هما ؟ قال : ( رسول الله وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) ) (2) ثمّ ذكر ما يجري (3) بينهم من السؤال والجواب .
  السابع والعشرون : ما رواه الكليني ـ أيضاً في الباب المذكور ـ : عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمّار ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول الله ومن شاء الله ) ـ ثمّ ذكر ما يجري (4) بينهم من الخطاب ـ إلى أن قال : ( فإذا وضع في قبره ردّ إليه الروح إلى وركيه ) (5) الحديث .
  الثامن والعشرون : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار أنّه حضر أحد ابني سابور عند موته فبسط يده ثمّ قال : ابيضّت يدي يا علي ، فدخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فسألني عن ذلك فأخبرته ، فقال : ( رآه والله ) (6) .

---------------------------
(1) الكافي 3 : 127 / 2 .
(2) الكافي 3 : 128 / 1 .
(3) و (4) في ( ك ) : ما جرى .
(5) الكافي 3 : 129 / 2 .
(6) الكافي 3 : 13 / 3 ، وفيه : ( رآه والله ) ثلاث مرّات ، ومعناه أنّ المحتضر رأى الإمام علي ( عليه السلام ) وقد صافحه ، ولذا قال : ابيضّت يدي يا علي .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 232 _

  التاسع والعشرون : ما رواه فيه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في حديث المحتضر : ( إذا كان ذلك واحتضر ، حضره (1) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) ثمّ ذكر ما يكون بينهم من المحاورات والبشارة للمؤمن وغير ذلك (2) ، الحديث .
  وفيه : إنّ الكافر أيضاً يرى الرسول وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) عند موته (3) .
  ورواه الحسن بن سليمان نقلاً من كتاب ( القائم ) للفضل بن شاذان : عن محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان (4) ، عن عمّار بن مروان ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (5) .
  الثلاثون : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : حدّثني صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي أنّه سمع عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : ( والله لا يبغضني عبد أبداً فيموت على بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره ، ولا يحبّني عبد أبداً فيموت على حبّي إلا رآني عند موته حيث يحبّ ) فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( نعم ورسول الله باليمين ) (6) .
  الحادي والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن محمّد ، عن معاوية بن وهب ، عن يحيى بن سابور ، قال :

---------------------------
(1) في ( ط ) : حضر .
(2) الكافي 3 : 131 / 4 .
(3) الكافي 3 : 132 .
(4) في ( ح ) : محمّد بن سليمان .
(5) المحتضر : 5 .
(6) الكافي 3 : 132 / 5 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 233 _

  سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في المؤمن : ( تدمع عيناه عند الموت ، فقال : ذلك (1) عند معاينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) (2) الحديث .
  الثاني والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكندي ، عن أبان بن عثمان ، عن عقبة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ الرجل إذا وقعت نفسه هاهنا ـ أي في صدره ـ يرى ) (3) قلت : وما يرى ؟ قال : ( يرى رسول الله وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) ) (4) . الحديث .
  الثالث والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، أنّه حضر بعض النواصب (5) عند موته فسمعه يقول : ما لي ولك يا علي ؟ فاُخبر بذلك أبا عبدالله ( عليه السلام ) فقال : ( رآه والله ) (6) .
  ثمّ قال : ( إذا بلغت نفس أحدكم هذه يقال له : رسول الله وعليّ (7) أمامك ) (8) .
  الرابع والثلاثون : ما رواه فيه : عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي المستهل (9) ، عن محمّد بن حنظلة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث : إنّ المحتضر يرى رسول الله وأمير المؤمنين

---------------------------
(1) في ( ط ) : فذاك ، بدل من : فقال : ذلك .
(2) الكافي 3 : 133 / 6 .
(3) في المطبوع ونسخة ( ح ، ش ، ط ، ك ) : رأى ، وما في المتن من المصدر .
(4) الكافي 3 : 133 / 8 .
(5) هو خطّاب الجهني ، كان شديد النصب لآل محمّد ( عليهم السلام ) .
(6) الكافي 3 : 133 / 9 .
(7) في المصدر زيادة : وفاطمة ( عليها السلام ) .
(8) الكافي 3 : 134 / 10 ، بهذا السند : سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّادبن عثمان ، عن عبدالحميد بن عوّاض قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول .
(9) في ( ح ) : ابن مسهل .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 234 _

  وجبرئيل ( عليهم السلام ) ، وذكر ما يقول لهم وما يقولون له (1) .
  أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ، وقد روى البرقي في ( المحاسن ) كثيراً من الأحاديث في هذا المعنى .
  وقد تأوّلها الشيخ المفيد بالحمل على معرفة المحتضر بثمرة ولايتهما ( عليهما السلام ) ، وهذا كما ترى بعيد جدّاً بل لا وجه له أصلاً ، وقد احتجّ لذلك باستحالة حلول الجسم الواحد في مكانين في وقت واحد ، وما ذكره هنا مدفوع :
  أمّا أوّلاً : فلعدم معارض لهذه الأحاديث من كلامهم ( عليهم السلام ) .
  وأمّا ثانياً : فلإمكان حضوره ( عليه السلام ) في مكان معيّن ، يراه كلّ محتضر تلك الساعة .
  كما روى ابن بابويه وغيره : ( إنّ ملك الموت سُئل كيف تقبض الأرواح من المشرق والمغرب ؟ فقال : إنّ الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما يشاء ) (2) .
  وأمّا ثالثاً : فلأنّه يمكن أن يكون مخصوصاً بالمؤمن الكامل ، والكافر الكامل ، ومثل هذا لا يتّفق في كلّ شهر مرّة .
  وأمّا رابعاً : فلأنّ الأحاديث دالّة على الرؤية الحقيقيّة ، لما فيها من ذكر الخطاب والعتاب والسؤال والجواب والإشراف والإقتراب ، والمجيء والذهاب .
  وأمّا خامساً : فلما مرّ من عدم جواز التأويل بغير نصّ ودليل .
  وأمّا سادساً : فلأنّ الله قد أعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) من القدرة والفضل ما لم يعطه أحداً ، وما لا يمكن وصفه ، وما هو أعظم ممّا ذكر ، كما يدلّ عليه ( اُصول الكافي ) و ( بصائر الدرجات ) وغيرهما .

---------------------------
(1) الكافي 3 : 134 / 13 .
(2) من لا يحضره الفقيه 1 : 80 / 357 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 235 _

  وأمّا سابعاً : فلأنّ أحوال تلك النشأة ـ أي ما بعد الموت ـ لا يلزم مساواتها (1) لأحوال هذه النشأة ، بل لا شكّ في اختلافها (2) في أكثر الأحكام .
  وأمّا ثامناً : فلأنّ الله قد أعطى ملك الموت ومنكراً ونكيراً مثل هذه القدرة ، فلا ينكر أن يعطي النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة مثلها بل ما هو أعظم منها .
  وأمّا تاسعاً : فلما روي من الأحاديث عنه ( عليه السلام ) : ( من رآني فقد رآني حقّاً ) (3) وفي بعض الأحاديث : ( من رآني في منامه فقد رآني ) (4) والأخبار به كثيرة .
  وبالجملة فالحمل على الظاهر هنا ممكن بل واجب متعيّن ، لعدم الصارف ووجود المانع من الصرف عن الظاهر والله أعلم .
  الخامس والثلاثون (5) : ما رواه الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) يزدادون في ليلية الجمعة ـ : عن أحمد بن إدريس ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن أيّوب ، عن أبي يحيى الصنعاني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال لي : ( يا أبا يحيى ، إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأناً من الشأن ) قلت : وما ذاك ؟ قال : ( يُؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ، وأرواح الأوصياء الموتى ، وروح الوصي الذي بين أظهركم يُعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربّها فتطوف به اُسبوعاً ،

---------------------------
(1) في ( ش ) : مساواتهما .
(2) في ( ش ، ط ) : اختلافهما .
(3) أورده الكراجكي في كنز الفوائد 2 : 63 ، والحلّي في المحتضر : 3 ، وأحمد في المسند 6 : 416/22100 .
(4) أورده الصدوق في الأمالي : 120 / 111 ، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 234 ، وأحمد في المسند 2 : 462 / 7128 و 3 : 14 / 8303 و 132 / 9061 ، والتنوخي في الفرج بعد الشدّة : 179 ، وابن ماجة في السنن 2 : 1284 / 3901 و 3903 والترمذي في الصحيح 4 : 535 / 2276 .
(5) هذا الحديث أثبتناه من نسخة ( ك ) ، وما بعد هذا الحديث في ( ك ) سقطت الأحاديث التي تليها إلى آخر حديث الأربعين .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 236 _

  ثمّ تصلّي عند كلّ قائمة ركعتين ، ثمّ تُردّ إلى الأبدان التي كانت فيها ) (1) الحديث .
  السادس والثلاثون : ما رواه الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب ( قصص الأنبياء ) بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ الله أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : ارميا : إنّ بني إسرائيل عملوا بالمعاصيّ ، فلاُسلّطنّ عليهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم ، ولاُخرّبنَّ مدينتهم ـ يعني بيت المقدس ـ مائة عام ، ثمّ لاُعمّرنّها ـ إلى أن قال ـ : فخرج أرميا فلمّا كان مدّ البصر التفت إلى البلدة فقال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ) (2) ثمّ بعثه حيّاً سويّاً ) (3) .
  السابع والثلاثون : ما رواه أيضاً في ( قصص الأنبياء ) : بإسناده عن وهب بن منبّه في حديث أرميا ( إنّ الله أوحى إليه : أن ألحق بإيليا ، فانطلق إليه حتى إذا رفع له بيت المقدس ، فرأى خراباً عظيماً قال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) (4) فنزل في ناحية واتّخذ مضجعاً ، ثمّ نزع الله روحه وأخفى مكانه على جميع الخلائق مائة عام ـ إلى أن قال ـ : ثمّ أمر الله عظام أرميا أن تُحيى ، فقام حيّاً كما ذكر الله تعالى في كتابه ) (5) .
  الثامن والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن بابويه ، عن جعفربن محمّد بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن زياد أبي أحمد

---------------------------
(1) الكافي 1 : 253/1 .
(2) و (3) قصص الأنبياء : 222 / 294 .
(4) سورة البقرة 2 : 259 .
(5) قصص الأنبياء : 223 / 295 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 237 _

  الأزدي ـ يعني ابن أبي عمير ـ عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : بعث الله جرجيس ( عليه السلام ) إلى ملك بالشام يعبد صنماً ، فدعاه إلى الله فعذّبه عذاباً شديداً ، فأوحى الله إليه : يا جرجيس اصبر وأبشر ولا تخف ، إنّ الله معك يخلّصك وإنّهم يقتلونك أربع مرّات ، في كلّ مرّة أدفع عنك الألم والأذى .
  فأمر الملك بجرجيس إلى السجن وعذّبه بألوان العذاب ، ثمّ قطّعه قطعاً وألقاها في جبّ ، فأمر الله ميكائيل فقام على رأس الجبّ ، ثمّ قال : قم يا جرجيس حيّاً سويّاً ، وأخرجه من الجبّ ، فانطلق جرجيس حتّى قام بين يدي الملك ، وقال : بعثني الله إليكم ليحتجّ بي عليكم ، فقام صاحب الشرطة وقال : آمنت بإلهك الذي بعثك بعد موتك ، واتّبعه أربعة آلاف وآمنوا وصدّقوا جرجيس فقتلهم الملك جميعاً .
  ثمّ أمر بلوح من نحاس أوقد عليه النار ، فبسط عليه جرجيس وأوقد عليه النار (1) حتّى مات وأمر برماده فذرّ في الرياح ، فأمر الله ميكائيل فنادى جرجيس صلوات الله عليه إلى الملك .
  فأمر به الملك فمدّ بين خشبتين ، ووضع المنشار على رأسه حتّى سقط المنشار من تحت رجليه ، ثمّ أمر بقدر فألقى فيها زفت وكبريت ورصاص ، وألقى فيها جسد جرجيس ( عليه السلام ) ، فطبخ حتّى اختلط ذلك كلّه جميعاً ، فبعث الله إسرافيل فصاح صيحة خرّ منها الناس لوجوههم ، ثمّ قال : قم يا جرجيس ، فقام حيّاً سويّاً بقدرة الله .
  وانطلق جرجيس إلى الملك فجاءته امرأة ، فقالت : كان لنا ثور نعيش به

---------------------------
(1) قوله : ( فبسط عليه جرجيس وأوقد عليه النار ) لم يرد في ( ط ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 238 _

  فمات ، فقال لها جرجيس : خذي عصاي هذه فضعيها على ثورك ، وقولي : إنّ جرجيس يقول : قم بإذن الله .
  ففعلت فقام حيّاً ، فآمنت بالله ، فأمر به الملك أن يقتل بالسيف ، فضربوا عنقه فمات ثمّ أسرعوا إلى القرية فهلكوا كلّهم (1) .
  التاسع والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن بابويه ، عن محمّد بن شاذان بن أحمد البرواذي (2) ، عن محمّد بن محمّد بن الحارث ، عن صالح بن سعيد الترمذي ، عن منعم بن إدريس ، عن وهب بن منبّه ، عن ابن عبّاس ـ في حديث طويل يقول فيه ـ : إنّ إلياس ( عليه السلام ) نزل فاستخفى عند اُمّ يونس ( عليه السلام ) ستّة أشهر ، ثمّ عاد إلى مكانه ، فلم يلبث إلا يسيراً حتّى مات ابنها حين فطمته ، فعظمت مصيبتها ، فخرجت في طلب إلياس ورقت الجبال حتّى وجدت إلياس .
  فقالت : إنّي فجعت بإبني وقد ألهمني الله أن أستشفع بك ليحيي لي ابني ، فقال لها : ومتى مات ؟ قالت : اليوم سبعة أيّام ، فانطلق إلياس ، وسار سبعة أيّام اُخرى حتّى انتهى إلى منزلها ، فرفع يديه بالدعاء واجتهد حتّى أحيا الله تعالى بقدرته يونس ( عليه السلام ) ، فلمّا عاش انصرف إلياس ، ولمّا صار ابن أربعين سنة أرسله الله تعالى إلى قومه كما قال : ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ ) (3) (4) .
  الأربعون : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن بابويه ، عن محمّد بن يوسف المذكر (5)

---------------------------
(1) قصص الأنبياء : 238 / 280 .
(2) في ( ح ) : البروازي ، وفي ( ط ) : البراوازي .
(3) سورة الصافّات 37 : 147 .
(4) قصص الأنبياء : 250 / 293 .
(5) في المصدر : الطرسوسي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، انظر سير أعلام النبلاء 14 : 287 ، لسان الميزان 2 : 232/992 ، ميزان الاعتدال 1 : 509 / 1909 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 239 _

  القاضي (1) ، عن زياد بن عبدالله (2) ، عن محمّد بن إسحاق ، عن إسحاق بن يسار ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس في حديث أهل الكهف : إنّهم لمّا أووا إلى الكهف أوحى الله إلى ملك الموت أن يقبض أرواحهم ، ووكّل بكلّ رجل منهم ملكين يقلّبانه ذات اليمين وذات الشمال ، فمكثوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين ، فلمّا أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل الملك أن ينفخ فيهم الروح ، فنفخ فقاموا من رقدتهم ، فقال بعضهم لبعض : قد غفلنا في هذه الليلة (3) الحديث .
  الحادي والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن بابويه ، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني ، عن ابن عقدة (4) ، عن أحمد بن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث عيسى ( عليه السلام ) : ( إنّهم سألوه أن يُحيي لهم سام بن نوح فأتى إلى قبره ، فقال : قم يا سام بإذن الله ، فانشقّ القبر ، ثمّ أعاد الكلام فتحرّك ، ثمّ أعاد الكلام فخرج سام ، فقال : أيّما أحبّ

---------------------------
(1) كذا في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ط ) والمصدر وعنه في البحار ، والظاهر أنّ الصحيح أبو علي الحسن بن عرفة العبدي البغدادي ، اُنظر تهذيب التهذيب 2 : 254 / 523 ، سير أعلام النبلاء 11 : 547/ 163 .
(2) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ط ) : ماد بن عبدالله ، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب إن شاء الله تعالى ، اُنظر الأنساب للسمعاني 1 : 382 ، طبقات ابن سعد 6 : 396 ، تهذيب التهذيب 3 : 323 / 685 ، سير أعلام النبلاء 9 : 5 / 1 .
(3) قصص الأنبياء : 259 / 300 ، وعنه في البحار 14 : 416 / 417 ، والقائل هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، حينما جاء قوم من أحبار اليهود إلى عمر بن الخطّاب يسألونه ، فعجز عن جوابهم ونكس رأسه فقال : يا أبا الحسن ما أرى جوابهم إلا عندك .
(4) هو أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 240 _

  إليك تبقى أو تعود ؟ قال : بل أعود يا روح الله ، إنّي لأجد لذعة الموت في جوفي إلى يومي هذا ) (1) .
  أقول : والأحاديث في هذا المعنى وغيره من المعاني السابقة كثيرة ، وقد ظهر من هذا الباب والذي قبله أنّ الرجعة قد وقعت في هذه الاُمّة للرعية وأهل العصمة في الجملة (2) ، فيزول (3) استبعاد الرجعة الموعود بها .
  فإن قيل : لعلّ هذه هي الرجعة الموعود بها ، والتي يحصل بها مساواة أحوال هذه الاُمّة لأحوال الاُمم السابقة ، كما تضمّنه الباب الرابع .
  قلت : هذا خيال باطل من وجوه :
  أحدها : إنّ هذه رجعة ضعيفة لا يكاد يعتدّ بها ، بل بعضها ليس برجعة حقيقيّة ، ولهذا قلنا في سائر المواضع : إنّها رجعة في الجملة ، فهي غير الرجعة الموعود بها فيما مضى ويأتي .
  وثانيها : إنّك لا تجد في شيء من أحاديث البابين أنّ أحداً منهم رجع إلى الدنيا وعاش فيها زماناً طويلاً إلا نادراً ، والنادر لا حكم له ، فكيف تصدق المشابهة وحذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ؟ .
  وثالثها : إنّ هذه الوقائع أفراد معدودة في مدد (4) متطاولة ، فكيف تساوى أو تقارب تلك الرجعات العظيمة الهائلة (5) ، التي رجع في بعضها خمسة وثلاثون ألفاً ، وفي بعضها سبعون ألفاً ، وفي بعضها جميع بني إسرائيل ، وفي بعضها سبعون ألف بيت ، إلى غير ذلك ممّا مضى ، فلابدّ من الحكم بالمغايرة .

---------------------------
(1) قصص الأنبياء : 269 / 310 ، وإلى هنا ينتهي ما سقط من ( ك ) .
(2) ( في الجملة ) أثبتناها من ( ح ، ش ، ك ) .
(3) في المطبوع و ( ط ) : ليزول ، وما في المتن أثبتناه من ( ح ، ش ، ك ) .
(4) في ( ح ، ك ) : مدّة .
(5) ( الهائلة ) لم ترد في ( ط ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 241 _

  ورابعها : الإجماع فإنّ كلّ من قال : بأنّ الرجعة حقّ قال بالمغايرة ، وقد ثبت أنّ الرجعة حقّ فتثبت (1) المغايرة ، وكلّ من قال ببطلان الرجعة من العامّة ، قال بصحّة هذه الصور ووجودها (2) ونقلها ، فلهذا أوردناها حجّة عليهم في الاستبعاد فضلاً عن الإنكار .
  وخامسها : إنّ الأحاديث الواردة في الأخبار بالرجعة ، والوعد بوقوعها قد وردت قبل وقوع هذه الوقائع وبعدها ، حتّى في زمان المهدي ( عليه السلام ) كما يأتي إن شاء الله تعالى .
  وسادسها : إنّ أحاديث الباب الرابع تدلّ على أنّ كلّ ما وقع في الاُمم السابقة (3) يقع في هذه الاُمّة مثله ، أو ما هو أعظم منه وأفضل وأزيد (4) ، ووجهه واضح ، فإنّ نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) أفضل الأنبياء ، واُمّته أشرف الاُمم ، ألا ترى إلى الغيبة وأمثالها ممّا وقع منه في هذه الاُمّة أضعاف ما وقع في الاُمم السابقة ؟! .
  وسابعها : إنّ التصريحات بما يدفع هذا الخيال ويبطله ويردّه أكثر من أن يحصى ، كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى والله الهادي .

---------------------------
(1) في ( ط ) : فثبتت .
(2) في نسخة ( ش ، ح ، ك ) : وجوّزها .
(3) في ( ح ) : السالفة .
(4) في المطبوع : أو أزيد ، وما في المتن أثبتناه من ( ح ، ش ، ط ، ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 243 _

الباب التاسع : في جملة من الأحاديث المعتمدة الواردة في
الإخبار بوقوع الرجعة لجماعة من الشيعة وغيرهم من الرعية :
  وما يدلّ على إمكانها وعدم جواز إنكارها .
  والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ، وقد وقفت في هذه الأيّام على شيء كثير ولم اُورد الجميع لما مرّ ، بل اقتصرت من ذلك على أحاديث :
  الأوّل : ما رواه الشيخ الجليل (1) رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) وفي ( عيون الأخبار ) والشيخ الجليل رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب ( التهذيب ) بأسانيدهما الصحيحة : عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن موسى بن عبدالله النخعي (2) ، قال : قلت لعلي بن محمّد بن علي بن موسى ( عليهم السلام ) : علّمني قولاً أقوله بليغاً كاملاً (3) إذا زرت واحداً منكم .
  فقال : ( إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين ـ وذكر الزيارة الجامعة ـ إلى أن قال : ( فثبّتني الله أبداً ما بقيت على موالاتكم ، وجعلني ممّن يقتصّ (4)

---------------------------
(1) ( الجليل ) لم يرد في ( ح ) .
(2) في العيون : موسى بن عمران النخعي .
(3) في ( ط ) : بليغاً كاملا أقوله .
(4) في ( ك ) : يقبض .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 244 _

  آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم ) (1) .
  الثاني : ما رواه ابن بابويه والشيخ بالإسناد السابق : عن الإمام علي بن محمّد ( عليهما السلام ) في زيارة الوداع : ( إذا أردت الإنصراف فقل : السلام عليكم سلام مودِّع ـ إلى أن قال ـ السلام عليكم حشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم ، وجعلني من حزبكم ، ومكّنني في دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملّكني في أيّامكم ) (2) .
  أقول : في هذين الحديثين وأمثالهما ممّا يأتي وهو كثير ، دلالة على أنّ رجعة الشيعة ليست بعامّة ، بل إنّما يرجع بعضهم ، وإلا لكان الدعاء بغير فائدة ، كما لايجوز أن يقال : اللهمّ ابعثني يوم القيامة ، واحشرني في الآخرة .
  ويأتي ما هو صريح فيما قلناه إن شاء الله .
  الثالث : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب ( معاني الأخبار ) ـ قبل آخر الكتاب باثنتي عشرة ورقة في النسخة المنقول منها في باب معنى أيّام الله عزّوجلّ ـ قال : حدّثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن مثنّى الحنّاط ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : ( أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة ) (3) .
  ورواه في كتاب ( الخصال ) ـ في باب الثلاثة ـ : عن أحمد بن محمّد بن يحيى

---------------------------
(1) من لا يحضره الفقيه 2 : 370 / 1625 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 272/1 ، التهذيب 6 : 95/ 177 .
(2) نفس المصادر المتقدّمة .
(3) معاني الأخبار : 365 / 1 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 245 _

  العطّار ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي (1) ، عن مثنّى الحنّاط (2) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (3) .
  ورواه الشيخ علي بن يونس في كتاب ( الصراط المستقيم ) نقلاً من كتاب الحضرمي (4) .
  أقول : في هذا تصريح ببطلان تأويل الرجعة بخروج المهدي ( عليه السلام ) ورجوع الدولة ، ويأتي ما هو أقوى تصريحاً إن شاء الله تعالى ، مع ما تقدّم من تصريح علماء اللغة بمعناها .
  وليس في سند الرواية من يحصل فيه شكّ أو يوجد فيه طعن ، فإنّ إبراهيم بن هاشم والمثنّى ممدوحان مدحاً جليلاً مع صحّة مذهبهما ، بل لا يبعد الجزم بتوثيقهما عند التحقيق ، والباقي في غاية الجلالة والثقة ، وصحّة المذهب والحديث .
  الرابع : ما رواه الشيخ الطوسي في ( المصباح الكبير ) ـ في فضل الزيارات (5) في عمل رجب ـ حيث قال : زيارة رواها ابن عيّاش قال : حدّثني حسين بن عبدالله ، عن مولاه ـ يعني أبا القاسم الحسين بن روح أحد السفراء ـ قال : زر أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب ، تقول : ( الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب ـ إلى أن قال ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتّى العود إلى حضرتكم ، والفوز في كرّتكم ، والحشر في زمرتكم (6) .

---------------------------
(1) في ( ح ) : المثنّى .
(2) في ( ح ، ش ، ك ) : الخيّاط .
(3) الخصال : 108 / 75 .
(4) الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 2 : 264 .
(5) في ( ك ) : فصل الزيادات .
(6) مصباح المتهجد : 755 / 756 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 246 _

  الخامس : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في أعمال شهر ذي الحجّة زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ : قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) : ( مضى أبي علي بن الحسين ( عليه السلام ) إلى قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثمّ بكى وقال : ( السلام عليك يا أمين الله في أرضه ) وذكر الزيارة ثمّ قال : قال الباقر ( عليه السلام ) : ( ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أو أحد (1) من الأئمّة ( عليهم السلام ) إلا وضع (2) في درج من نور (3) حتّى يسلّم إلى القائم ( عليه السلام ) ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى ) (4) .
  ورواه الكفعمي في ( مصباحه ) (5) وكذا ما قبله .
  أقول : الظاهر أنّه يسلّم إلى القائم ( عليه السلام ) بعد ظهوره بقرينة الطبع وغيره ، وإنّ ضمير ( يلقى ) عائد إليه ( عليه السلام ) ، بل لا يحتمل غير ذلك ، فهو وعد بالرجعة وإخبار بها لمن زار بالزيارة المذكورة على تقدير موته قبل خروجه ( عليه السلام ) ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة .
  السادس : ما رواه الشيخ في ( المصباح ) والكفعمي أيضاً في ( مصباحه ) ـ في أدعية يوم الجمعة ـ في دعاء السمات المروي عن العمري ( رضي الله عنه ) : ( اللهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الأعزّ (6) الأجلّ الأكرم الذي إذا دُعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت ، وإذا دعيت به على مضايق أبواب الأرض للفرج

---------------------------
(1) في ( ح ، ش ، ك ) : واحد ، وفي المصدر : أو عند قبر أحد .
(2) في المصدر : إلا وُقِّعَ ، وفي مصباح الكفعمي : إلا رُفِعَ .
(3) في المصدر زيادة : وطبع بطابع محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي مصباح الكفعمي : بخاتم ، بدل : بطابع .
(4) مصباح المتهجّد : 681 / 683 .
(5) مصباح الكفعمي 2 : 151 / 152 .
(6) ( الأعز ) لم يرد في ( ك ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 247 _

  انفرجت ، وإذا دعيت به على العسر (1) لليسر تيسّرت ، وإذا دعيت به على الأموات للنشور انتشرت ) (2) الدعاء .
  أقول : لا شكّ أنّهم ( عليهم السلام ) يعلمون ذلك الإسم ، فإذا دعا المهدي ( عليه السلام ) به نشر الله له الأموات ، فهو دالّ على إمكان الرجعة قطعاً ، وعلى وقوعها أيضاً ، باعتبار أنّ ( إذا ) موضوعة لما هو محقّق الوقوع كما تقرّر ، فهو مؤيّد للتصريحات الكثيرة .
  السابع : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) والكفعمي أيضاً ـ في أعمال ذي القعدة في يوم الخامس والعشرين منه ـ أنّه يستحبّ أن يُدعى فيه بهذا الدعاء : ( اللهمّ داحي الكعبة ـ إلى أن قال ـ وأشهدني أولياءك عند خروج نفسي ، وحلول رمسي ، وانقطاع عملي (3) ، وانقضاء أجلي ـ إلى أن قال ـ اللهمّ عجِّل فرج أوليائك واردد عليهم مظالمهم ، وأظهر بالحقّ قائمهم .
  ثمّ قال : اللهمّ صلِّ عليه وعلى جميع آبائه ، واجعلنا من صحبه ، وابعثنا في كرّته ، حتّى نكون في زمانه من أعوانه ) (4) .
  الثامن : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال : فقلبي لك (5) مسلّم ونصرتي لك (6) معدّة .
  ثمّ قال : ( اللهمّ كما مننت عليَّ بزيارة أمير المؤمنين وولايته ، فاجعلني ممّن ينصره وينتصر به ، وتمنّ عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة ) (7) .

---------------------------
(1) في المطبوع : اليسر ، وما في المتن أثبتناه من ( ح ، ش ، ك ) ، وفي ( ط ) : على اليسر للعسر .
(2) مصباح الكفعمي 2 : 46 ، مصباح المتهجّد : 374 .
(3) في ( ط ) : أملي .
(4) مصباح المتهجّد : 611 / 612 ، مصباح الكفعمي 2 : 458 .
(5) في ( ط ) : لكم .
(6) في ( ح ) : لكم .
(7) مصباح المتهجد : 687 / 688 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 248 _

  ورواه الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) بالإسناد الآتي عن أبي الحسن ( عليه السلام ) (1) .
  ورواه الكفعمي في ( مصباحه ) في الفصل الحادي والأربعين (2) .
  التاسع : ما رواه الشيخ أيضاً في ( المصباح ) ـ في زيارة الأربعين للحسين ( عليه السلام ) بالإسناد الآتي في محلّه ـ : عن الصادق ( عليه السلام ) في جملة زيارة ( أشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم (3) موقن ـ إلى أن قال ـ ونصرتي لكم معدّة حتّى يأذن الله لكم ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ) (4) .
  العاشر : ما رواه الكليني ـ في باب زيارة الحسين ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن يوسف الكناسي (5) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إذا أتيت قبر الحسين ( عليه السلام ) فقل ـ وذكر الزيارة إلى أن قال ـ : اللهمّ العن قتلة الحسين ، اللهمّ اجعلنا ممّن ينصره وينتصر به ، وتمنّ عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة ) (6) .

---------------------------
(1) كامل الزيارات : 41 / 42 .
(2) مصباح الكفعمي 2 : 148 / 149 .
(3) في ( ك ) : وبآياتكم . ووردت في ( ش ) غير منقطعة .
(4) مصباح المتهجد : 732 .
(5) في الكافي : يونس الكناسي ، وكذلك في مرآة العقول 18 : 291 / 1 ، ولكن ما في الوافي 14 : 1490/ 3 ، والوسائل 14 : 483 / 1 ، مطابق لما في المتن وهو الصحيح كما صرّح به السيِّد الخوئي في معجمه 21 : 189 / 190 ، وكذلك أورد صدر الرواية ابن قولويه في كامل الزيارات : 204/ 8 ، والصدوق في من لا يحضره الفقيه 2 : 360 / 1615 عن يوسف الكناسي قائلاً : وقد أخرجت في كتاب الزيارات ، وفي كتاب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنواعاً من الزيارات ، واخترت هذه لهذا الكتاب لأنّها أصحّ الروايات عندي من طريق الرواية وفيها بلاغ وكفاية .
(6) الكافي 4 : 572 / 1 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 249 _

  الحادي عشر : ما رواه الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ورثوا علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجميع الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) قال : قلت له : أخبرني عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورث النبيّين كلّهم ؟ قال : ( نعم ) قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى ؟ قال : ( صدقت ، وداود (1) كان يعلم منطق الطير ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقدر على هذه المنازل ـ إلى أن قال ـ : وإنّ الله يقول في كتابه : ( وَلَوْ أَنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ) (2) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي تسيّر به الجبال ، وتقطّع به الأرض ، وتُحيى به الموتى ) (3) الحديث .
  أقول : في هذا دلالة واضحة على إمكان الرجعة وعدم جواز إنكارها .
  الثاني عشر : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما أعطى الله الأئمّة ( عليهم السلام ) من الإسم الأعظم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمّي ، عن هارون بن الجهم ، عن رجل ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ عيسى بن مريم ( عليه السلام ) اُعطي حرفين كان يعمل بهما ـ ثمّ ذكر ما اُعطي (4) الأنبياء (5) ـ وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ) (6) الحديث .

---------------------------
(1) في ( ح ) : وسليمان بن داود ، بدل من : وداود .
(2) سورة الرعد 13 : 31 .
(3) الكافي 1 : 226 / 7 .
(4) في ( ح ، ش ، ك ) : ما أعطى الله .
(5) في ( ح ، ش ، ك ) زيادة : وقال .
(6) الكافي 1 : 230 / 2 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 250 _

  أقول : وهذا يدلّ على إمكان الرجعة أيضاً ، بل وقوعها عند التحقيق .
  الثالث عشر : ما رواه الكليني ـ في باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقلت له : أنتم ورثة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : ( نعم ) قلت : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورث الأنبياء كلّهم ، عَلِمَ كلّ ما علموا ؟ قال : ( نعم ) قلت : فأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص ؟ قال : ( نعم بإذن الله ) . ثمّ قال لي : ( إدن منّي يا أبا محمّد ) فدنوت منه ، فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء ، والبيوت وكلّ شيء في البلد ، ثمّ قال لي : ( أتحبّ أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصاً ؟ ) فقلت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني ، فعدت كما كنت (1) .
  ورواه الراوندي في ( الخرائج والجرائح ) (2) .
  ورواه علي بن عيسى في ( كشف الغمّة ) نقلاً من كتاب ( الدلائل ) لعبد الله بن جعفر الحميري (3) .
  ورواه الكشّي في ( كتاب الرجال ) : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن علي بن محمّد القمّي (4) ، عن محمّد بن أحمد ، عن علي بن الحسن (5) ، عن علي بن الحكم

---------------------------
(1) الكافي 1 : 470 / 3 .
(2) الخرائج والجرائح 1 : 274 / 5 .
(3) كشف الغمّة 2 : 142 / 143 .
(4) ( عن علي بن محمد القميّ ) لم يرد في ( ط ) .
(5) في ( ط ، ك ) : علي بن الحسين ، وفي المصدر : أحمد بن الحسن .