الفهرس العام


  والإنجيل والزبور والقرآن وقد جئت أسألك عن مسألة لا يجيب فيها إلا نبيّ أو وصيّ نبيّ ، قال : سلْ عمّا بدا لك ، قال : أخبرني كم بين عيسى ومحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : ( اُخبرك بقولي أو بقولك ؟ ) قال : أخبرني بالقولين جميعاً .
  قال : ( أمّا في قولي : فخمسمائة سنة ، وأمّا في قولك : فستّمائة سنة ) قال : فأخبرني عن قول الله عزّوجلّ : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا ) (1) من الذي سأل (2) محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : ( فتلا أبو جعفر ( عليه السلام ) (3) هذه الآية ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ) (4) فكان من الآيات التي رآها حين اُسري به إلى بيت المقدس أن حشر الله عزّ ذكره الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين .
  ثمّ نزل جبرئيل فأذّن شفعاً وأقام شفعاً ، وقال في أذانه : حيّ على خير العمل ، ثمّ تقدّم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) فصلّى بالقوم ، ثمّ قال (5) عزّوجلّ : يا محمّد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ) ثمّ ذكر ما وقع بينه وبينهم من السؤال والجواب ، فقال نافع : صدقت يا أبا جعفر (6) .
  الثالث : ما رواه الكليني أيضاً في ( الروضة ) ـ في حديث عنوانه حديث نصراني الشام مع الباقر ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن عبدالله الثقفي ـ وذكر حديث إخراج

---------------------------
(1) سورة الزخرف 43 : 45 .
(2) في ( ط ) : سأله .
(3) في ( ط ، ك ) : ابو عبد الله ( عليه السلام ) .
(4) سورة الاسراء 17 : 1 .
(5) في ( ك ) : ثمّ ذكر .
(6) الكافي 8 : 120 / 93 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 177 _

  هشام بن عبد الملك أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) من المدينة إلى الشام ، وما وقع بينه وبين عالم النصارى من السؤال والامتحان ـ إلى أن قال النصراني : يا معشر النصارى والله لأسألنّه عن مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل ، فقال له : ( سَلْ ) .
  فقال : أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت باثنين ، حملت بهما جميعاً في ساعة واحدة ، وولدتهما في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ، ودفنا في ساعة واحدة ، وعاش أحدهما خمسين ومائة سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة .
  فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( هما عزير وعزرة ، حملت اُمّهما بهما على ما وصفت ، ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزير وعزرة كذا وكذا سنة ، ثمّ أمات الله عزيراً مائة سنة ، ثمّ بعثه فعاش مع أخيه عزرة هذه الخمسين سنة وماتا كلاهما في ساعة واحدة ) فقال النصراني : ما رأيت بعيني قطّ أعلم من هذا الرجل ، الحديث (1) .
  ورواه الراوندي في كتاب ( الخرائج والجرائح ) بلفظ آخر ، وصرّح هناك بأنّ الله أكرم عزيراً بالنبوّة عشرين سنة ، ثمّ أماته مائة سنة ثمّ أحياه فعاش ثلاثين سنة (2) .
  الرابع : ما رواه الكليني أيضاً في ( الروضة ) : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمّد الكوفي ، عن علي بن عمرو (3) بن أيمن جميعاً ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبّال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالساً إذ جاءته امرأة فرحّب بها وأخذ بيدها وأقعدها ،

---------------------------
(1) الكافي 8 : 122 / 94 .
(2) الخرائج والجرائح 1 : 291 / 25 .
(3) في ( ح ) : عمر .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 178 _

  وقال : ابنة نبيّ ضيّعه قومه ـ خالد بن سنان (1) ـ دعاهم فأبوا أن يؤمنوا ـ إلى أن قال ـ : ثمّ قال لهم : تؤمنون بي ؟ قالوا : لا .
  قال : فإنّي ميّت يوم كذا وكذا ، فإذا أنا متّ فادفنوني فإنّه ستجيء عانة (2) من حُمُر يقدمها عير أبتر ، حتّى يقف على قبري ، فانبشوني وسلوني عمّا شئتم ، فلمّا مات دفنوه وكان ذلك اليوم ، إذ جاءت العانة فاجتمعوا وجاءُوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته فكيف تؤمنون به بعد موته ؟ فاتركوه فتركوه ) (3) .
  ورواه الراوندي في كتاب ( الخرائج والجرائح ) وفي ( قصص الأنبياء ) (4) نحوه (5) .

---------------------------
(1) خالد بن سنان : قال الكلبي في الأنساب ص 449 : هو ابن غيث بن مريطة بن مخزوم الذي أطفأ نار الحدثان ، الذي يقال : ( إنّه كان نبي ضيّعه قومه ) ، وقال الجاحظ : وأمّا نار الحرّتين هي نار خالد بن سنان الذي أطفأ الله به نار الحرتين ، وكانت ببلاد بني عبس ، فإذا كان الليل فهي نار تسطع في السماء ، حياة الحيوان 4 : 476 ، وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 7 : 115 : وأمّا خالد بن سنان فلم يقرأ كتاباً ، ولا يدّعي شريعة ، وإنّما كانت نبوّته مشابهة لنبوّة جماعة من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يكن لهم كتب ولا شرائع ، وإنّما ينهون عن الشرك ، ويأمرون بالتوحيد ، وانظر المصادر التي ذكرت قصّته : تاريخ المدينة لابن شبّة 2 : 420 ـ 433 ، مستدرك الحاكم 2 : 598 / 600 ، الإصابة 4 : 407 ، ترجمة محياة بنت خالد بن سنان العبسي ، بحار الأنوار 14 : 448 ، باب 30 ، وقال في آخره : بيان : الأخبار الدالّة على نبوّته أقوى وأكثر ، الكامل في التاريخ لابن الأثير 1 : 376 ، الاشتقاق لابن دريد : 278 .
(2) العانة : القطيع من حُمُر الوحش ، الصحاح 6 : 2169 عون .
(3) الكافي 8 : 342 / 540 .
(4) ( وفي قصص الأنبياء ) لم يرد في ( ك ) .
(5) الخرائج والجرائح 2 : 950 ـ 952 ، قصص الأنبياء : 276 / 334 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 179 _

  أقول : لا ريب أنّهم لو نبشوه لعاش ورجع حيّاً كما أخبرهم ( عليه السلام ) ، بل لعلّه عاش في ذلك الوقت ولو نبشوه لوجدوه حيّاً .
  الخامس : ما رواه الكليني في ـ كتاب العشرة ، في باب حدّ الجوار ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن اسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن إسحاق بن عمّار ، عن الكاهلي ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ يعقوب لمّا ذهب منه يوسف وبنيامين نادى : يا ربّ أما ترحمني أذهبت ابني ؟ فقال الله عزّوجلّ : لو أمتّهما لأحييتهما لك ) (1) الحديث .
  السادس : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) ـ في باب فرض الصلاة ـ قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا اُسري به إلى السماء أمره ربّه بخمسين صلاة ، فمرّ على النبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ على موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، فقال : بأيّ شيء أمرك ربّك ؟ قال : بخمسين صلاة ، قال : سَلْ ربّك التخفيف ، فإنّ اُمّتك لا تطيق ذلك ) (2) الحديث ، وفيه كلام طويل بين موسى ومحمّد ( عليهما السلام ) .
  أقول : قد ظهر من هذا ومن الحديث الثاني أنّ جميع الأنبياء السابقين رجعوا وأحياهم الله تعالى ليلة الإسراء ، ويأتي مثل ذلك إن شاء الله تعالى . السابع : ما رواه ابن بابويه أيضاً في الكتاب (3) المذكور : بإسناده عن زيدبن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : سألت أبي سيِّد العابدين ( عليه السلام ) عن جدّنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ لمّا عرج به إلى السماء وأمره ربّه بخمسين صلاة ـ كيف لم يسأله

---------------------------
(1) الكافي 2 : 666 / 4 ، ولم يرد فيه : يوسف ( عليه السلام ) .
(2) من لا يحضره الفقيه 1 : 125 / 602 .
(3) في ( ح ) : الباب .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 180 _

  التخفيف عن اُمّته حتّى سأله موسى بن عمران ( عليهما السلام ) ؟ فقال : ( إنّه كان لا يقترح على ربّه ولا يراجعه ، فلمّا سأله موسى وصار شفيعاً لاُمّته لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى ( عليه السلام ) ) (1) الحديث .
  ورواه في ( العلل ) في باب مفرد (2) .
  ورواه في ( الأمالي ) ـ في المجلس السبعين ـ : عن محمّد بن محمّد بن عصام ، عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد ، عن محمّد بن سليمان (3) ، عن إسماعيل ، عن جعفر بن محمّد التميمي (4) ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ( عليهما السلام ) ، مثله (5) .
  الثامن : ما رواه ابن بابويه في ( عيون الأخبار ) ـ في باب ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام ) مع أهل الأديان وأهل المقالات ـ قال : حدّثنا جعفر بن علي بن أحمد الفقيه (6) ، عن الحسن بن محمّد بن الحسن بن صدقة ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز ، قال : حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي يقول : ـ وذكر الحديث ـ يقول فيه الرضا ( عليه السلام ) : ( ثمّ موسى بن عمران وأصحابه الذين كانوا سبعين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل ، فقالوا : أرنا الله كما رأيته ، فقال : إنّي لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم ، وبقي

---------------------------
(1) من لا يحضره الفقيه 1 : 126 / 603 .
(2) علل الشرائع : 132 / 1 باب 112 .
(3) في ( ط ) : محمد بن علي بن سليمان .
(4) في ( ك ) : اسماعيل بن جعفر بن محمد التميمي .
(5) أمالي الصدوق : 543 / 727 .
(6) في ( ش ، ك ) : علي بن أحمد الفقيه ، وما في المتن هو الصحيح ، حيث أنّه صاحب كتاب ( جامع الأحاديث ) وهو القميّ يعدّ من مشايخ الصدوق ، انظر معجم رجال الحديث5 : 51/2204 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 181 _

  موسى وحيداً ، فقال : يا ربّ إنّي اخترت منهم سبعين رجلاً ، فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به ؟ فأحياهم الله تعالى من بعد موتهم ) (1) الحديث .
  ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) (2) .
  أقول : سيأتي ما يدلّ على أنّ الله تعالى أحياهم وبعثهم أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومعلوم أنّ مقتضى قواعد الإماميّة : إنّ الأنبياء معصومون قبل النبوّة وبعدها ، فهذه رجعة لسبعين من المعصومين ( عليهم السلام ) ، فيجب أن يثبت مثله في هذه الاُمّة لما تقدّم ، ويجب حينئذ أن يقال : إنّهم لم يطلبوا الرؤية لأنفسهم ، بل طلبوها لقومهم ، فهو كقول موسى : ( رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) (3) ولابدّ من توجيهه بذلك ونحوه ممّا لا ينافي العصمة .
  التاسع : ما رواه ابن بابويه في ( عيون الأخبار ) ـ في باب مجلس آخر للرضا ( عليه السلام ) عند المأمون ـ : عن تميم بن عبدالله بن تميم ، عن أبيه ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن محمّد بن الجهم ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : ( إنّ موسى لمّا كلّمه الله رجع إلى قومه فأخبرهم ، فقالوا : لن نؤمن لك حتّى نسمع كلام الله وكانوا سبعمائة ألف رجل (4) ، فاختار منهم سبعين ألفاً ، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف (5) ، ثمّ اختار منهم سبعمائة ، ثمّ اختار منهم سبعين (6) رجلاً لميقات

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 160 / 161 .
(2) الاحتجاج 2 : 409 410 .
(3) سورة الأعراف 7 : 143 .
(4) في نسخة ( ش ) : سبعة آلاف رجل ، وفي ( ح ) : سبعة آلاف .
(5) من قوله : فاختار منهم إلى هنا لم يرد في ( ح ) .
(6) من قوله : ( ألفاً ، ثمّ اختار ) الى هنا لم يرد في نسخة ( ش ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 182 _

  ربّه ، فخرج بهم إلى طور سيناء ، فلمّا سمعوا كلام الله ، قالوا : لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة ، فبعث الله عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا ، فقال موسى : يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ فقالوا : إنّك ذهبت بهم فقتلتهم ، لأنّك لم تكن صادقاً ، فأحياهم الله وبعثهم معه ) (1) .
  ورواه الطبرسي أيضاً في ( الاحتجاج ) مرسلاً (2) .
  ويأتي ما يدلّ على نبوّتهم إن شاء الله تعالى .
  العاشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) ـ في باب الأربعة ـ : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكاً في الأرض إلا أربعة بعد نوح : ذو القرنين واسمه عيّاش ، وداود ، وسليمان ، ويوسف ( عليهم السلام ) ) (3) الحديث .
  أقول : ويأتي ما يدلّ على أنّ ذا القرنين قد رجع وأحياه الله بعد موته مرّتين ، وفي بعض الأخبار : أنّه لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ـ بفتح اللام ـ أي من ملائكة السماء ، لكن تلك الرواية مرجوحة ـ كما يأتي ـ في سندها ، وعلى تقدير ترجيح تلك الرواية فكونه ملكاً ـ بكسر اللام ـ أي من ملوك الأرض كاف في هذا المقام ، إذ لاقائل برجوع أحد من هذه الاُمّة يملك المشرق والمغرب بعد موته ، ويكون من غير الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) .
  الحادي عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب ( العلل ) ـ في العلّة التي من أجلها

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 200 .
(2) الاحتجاج 2 : 430 / 431 .
(3) الخصال : 248 / 110 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 183 _

  سمّي ذو القرنين ذا القرنين (1) : ـ عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورمة ، عن القاسم بن عروة ، عن بريد العجلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّ ابن الكوّا قال له : أخبرني عن ذي القرنين ؟ فقال : ( لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضّة ، ولكن كان عبداً أحبّ الله فأحبّه الله ، وإنّما سمّي ذا القرنين ، لأنّه دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم حيناً ، ثمّ عاد إليهم فضربوه على قرنه الآخر .
  وفيكم مثله ) (2) .
  ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) مرسلاً (3) .
  أقول : سيأتي التصريح بأنّهم لمّا ضربوه مات ، ثمّ أحياه الله ، فرجع مرّتين ثمّ ملك ما بين المشرق والمغرب .
  وذكر رئيس المحدّثين في ( الخصال ) وفي كتاب ( كمال الدين ) وذكر علي بن إبراهيم وغيرهما (4) أنّ المراد بقوله : ( وفيكم مثله ) يعني نفسه أي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخبر عن نفسه بأنّ حاله كحال ذي القرنين ، فعلم من ذلك أنّ ذا القرنين لمّا ضرب على قرنه مات كما مات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وانّه يعود كما عاد ، ويملك كما ملك ، ويفهم من كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) : أنّ الله أوحى إلى ذي القرنين وخاطبه بكلام طويل ، وكلّفه بدعاء الناس إلى دينه ، والحكم بينهم ، وذلك يدلّ على أنّه كان من الدعاة إلى الله ومن حجج الله على خلقه ، والمطلب حاصل على كلّ حال .

---------------------------
(1) ( ذا القرنين ) لم يرد في ( ح ، ش ، ط ، ك ) .
(2) علل الشرائع : 39 / 1 ، باب 37 .
(3) الاحتجاج 1 : 545 / 132 .
(4) الخصال : 248/ 110 ، كمال الدين : 394 / 4 و 5 ، تفسير القمّي 2 : 40 / 42 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 184 _

  وقد تقدّم وجهه ويأتي ما يؤيّده إن شاء الله .
  الثاني عشر : ما رواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) مرسلاً : ( إنّ ذا القرنين لمّا ضُرب على قرنه مات خمسمائة سنة ، ثمّ عاش ورجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر فمات خمسمائة سنة ، ثمّ عاش ورجع إليهم فدعاهم إلى الله ) (1) .
  أقول : لعلّ هذا وجه تسميته عيّاشاً كما تقدّم نقله ، والله أعلم .
  الثالث عشر : ما رواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) في تفسير قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ ) (2) قال : ( الذي مرّ على القرية قيل : هو عزير ) وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقيل : ( هو ارميا ) وهو المرويّ عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وقيل : هو الخضر أحبّ أن يريه الله إحياء الموتى مشاهدة ( فَاَنْظُرْ إلى العِظَامِ ) قيل : المراد عظام حماره ، وقيل : عظامه ، وأنّ الله أوّل ما أحيا منه عينيه ، فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفرِّقة تجتمع إليه وإلى اللحم الذي أكلته السباع ، يأتلف إلى العظام (3) من هنا ومن هنا ، ويلتزق بها حتّى قام وقام حماره (4) .
  الرابع عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في ( مجمع البيان ) قال : روي عن عليّ ( عليه السلام ) : ( إنّ عزيراً خرج وامرأته حامل وله خمسون سنة ، فأماته الله مائة سنة ثمّ بعثه ، فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة ، وله ابن له مائة سنة ، فكان ابنه أكبر منه ، فكان ذلك آية من آيات الله ، وقيل : إنّه رجع وقد أحرق بخت نصّر التوراة فأملاها من قلبه .

---------------------------
(1) تفسير القمّي 2 : 40 ، والرواية عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
(2) سورة البقرة 2 : 259 .
(3) من قوله : ( المتفرّقة تجتمع ) إلى هنا لم يرد في ( ح ) .
(4) مجمع البيان 2 : 217 / 219 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 185 _

  وقال رجل منهم : حدّثني أبي ، عن جدّي أنّه دفن التوراة في كرم ، فإن أريتموني كرم جدّي أخرجتها لكم فأروه فأخرجها ، فعارضوه فما خالف حرف حرفاً ، فقالوا : ما جعل الله التوراة في قلبه إلا وهو ابنه ، فقالوا : عزير ابن الله ) (1) .
  وروى الكشّي في ( كتاب الرجال ) ـ في ترجمة أبي الخطّاب ـ : عن محمّد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمّد بن خالد ، عن علي بن حسّان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث قال : ( لو أنّ عزيراً جال في قلبه ما قالت فيه اليهود لمحا الله اسمه من ديوان النبوّة ) (2) الحديث .
  أقول : وفي نسخة اُخرى : ( إنّ عزيراً جال في قلبه ما قالت فيه اليهود فمحا الله اسمه من ديوان النبوّة ) وعلى هذه النسخة لا يلزم زوال نبوّته بل ذلك محال ، ومحو اسمه أعمّ من ذلك ، ولعلّه محي من ديوان المرسلين فبقي نبيّاً غير مرسل .
  الخامس عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في تفسير قوله تعالى حكاية عن عيسى ( عليه السلام ) ( وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ ) (3) : ( إنّ عيسى ( عليه السلام ) أحيا أربعة أنفس عازر وكان صديقاً له ـ إلى أن قال ـ : وسام بن نوح دعاه باسم الله الأعظم فخرج من قبره ، وقد شاب نصف رأسه ، فقال : قد قامت القيامة ؟ قال : لا ، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم ) (4) الحديث .
  أقول : من المعلوم أنّ ساماً وصيّ نوح ( عليه السلام ) .
  السادس عشر : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ) (5) قال : ( إنّ موسى اختار سبعين رجلاً حين خرج إلى الميقات

---------------------------
(1) مجمع البيان 2 : 219 .
(2) رجال الكشّي : 300 / 538 ، والمتن مطابق لما في نسخة اُخرى .
(3) سورة آل عمران 3 : 49 .
(4) مجمع البيان 2 : 365 / 366 .
(5) سورة الأعراف 7 : 155 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 186 _

  ليكلِّمه الله بحضرتهم ، فلمّا حضروا وسمعوا كلامه سألوا الله (1) الرؤية فأصابتهم الصاعقة ثمّ أحياهم الله ) (2) .
  السابع عشر : ما رواه الطبرسي في هذه الآية أيضاً : عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : ( إنّما أخذتهم الرجفة ـ يعني السبعين الذين اختارهم موسى ـ من أجل دعواهم ـ يعني بني إسرائيل ـ على موسى قتل هارون ، وذلك أنّ موسى وهارون وشبّر وشبّير ابني هارون ، خرجوا إلى سفح جبل ، فنام هارون في سرير فتوفّاه الله ، فلمّا مات دفنه موسى ، فلمّا رجع إلى بني إسرائيل ، قالوا له : أين هارون ؟ قال : توفّاه الله ، فقالوا : لا ، بل أنت قتلته حسداً على خُلُقه ولينه ، قال : فاختاروا من شئتم ، فاختاروا منهم سبعين رجلاً ، فلمّا انتهوا إلى القبر ، قال موسى : ياهارون أقُتلت أم مُتّ ؟ فقام هارون فقال : ما قتلني أحد ولكن توفّاني الله ، فقالوا : لن نعصي بعد هذا اليوم ، فأخذتهم الرجفة وصُعقوا وماتوا ، ثمّ أحياهم الله وجعلهم أنبياء ) (3) .
  أقول : قد علم من مذهب الإمامية أنّ الأنبياء معصومون قبل النبوّة وبعدها ، فهذه رجعة لهارون الذي هو نبي وإمام ، ورجعة لسبعين من المعصومين ( عليهم السلام ) ، أفما ينبغي أن يثبت مثله في هذه الاُمّة بمقتضى الأحاديث السابقة ؟! .
  الثامن عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه قال : ( كان ذو القرنين عبداً صالحاً أحبّ الله فأحبّه الله ، وناصح لله فنصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً ، ثمّ رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر بالسيف ، وفيكم مثله ) (4) يعني نفسه ( عليه السلام ) .

---------------------------
(1) لفظ الجلالة ( الله ) أثبتناه من ( ح ، ش ، ط ، ك ) .
(2) مجمع البيان 4 : 398 .
(3) مجمع البيان 4 : 399 .
(4) مجمع البيان 6 : 435 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 187 _

  أقول : قد عرفت بعض حقيقة الحال وما يفهم من التشبيه في المقامين ، ويأتي له مزيد تحقيق إن شاء الله .
  التاسع عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في ذي القرنين ، قال : وقيل : إنّه نبي مبعوث فتح الله على يديه الأرض ، ثمّ قال في قوله تعالى : ( قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ ) (1) الآية : استدلّ من ذهب إلى أنّ ذا القرنين كان نبيّاً بهذا ، لأنّ قول (2) الله لا يعلم إلا بالوحي ، والوحي لا يجوز إلا على الأنبياء ، وقيل : إنّ الله ألهمه ولم يوح إليه (3) .
  أقول : يفهم من الآية ومن أحاديث قصّة ذي القرنين أنّه كان حجّة لله على خلقه ، ومأموراً بالحكم والأمر والنهي والدعاء إلى الله ، وذلك كاف في الدلالة على المراد هنا مع ما مضى ويأتي إن شاء الله .
  العشرون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم في ( تفسيره ) مرسلاً : إنّ السبعين الذين اختارهم موسى ( عليه السلام ) ليسمعوا كلام الله ، فلمّا سمعوا الكلام قالوا : ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً ) (4) فبعث الله عليهم الصاعقة فاحترقوا ، ثمّ أحياهم الله بعد ذلك وبعثهم أنبياء .
  قال علي بن إبراهيم : فذلك دليل على الرجعة في اُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنّه قال : ( لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي اُمّتي مثله ) (5) .
  الحادي والعشرون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في ( تفسيره ) قال : حدّثني

---------------------------
(1) سورة الكهف 18 : 86 .
(2) في المصدر : أمر . بدل : قول .
(3) مجمع البيان 6 : 437 .
(4) سورة البقرة 2 : 55 .
(5) تفسير القمّي 1 : 47 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 188 _

  أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي (1) ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لمّا عملت بنو إسرائيل بالمعاصي ـ وذكر الحديث بطوله ـ وأنّ الله سلّط عليهم بخت نصّر بعدما أوحى الله إلى ارميا ما أوحى في حقّه ، وأنّه قتل من بني إسرائيل خلقاً كثيراً ـ إلى أن قال ـ : فخرج ارميا فنظر إلى سباع البرّ وسباع الطير (2) ، تأكل من تلك الجيف ، ففكّر في نفسه وقال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ ) (3) أي أحياه لما رحم الله بني إسرائيل ، وأهلك بخت نصّر ردّ بني إسرائيل إلى الدنيا ، وبقي ارميا ميّتاً مائة سنة ، ثمّ أحياه الله فأوّل ما أحيا منه عينيه ، مثل غرقئ البيض (4) ، فنظر فأوحى الله إليه ( كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً ـ ثمّ نظر إلى الشمس فقال ـ أَوْ بَعْضَ يَوْم ـ فقال الله تعالى ـ بَل لَبِثْتَ مِاْئَةَ عَام فَانْظُرْ إِلَى طَعَامَكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ـ أي لم يتغيّر ـ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً ) (5) فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفرّقة تجتمع إليه ، وإلى اللحم الذي قد أكلته السباع ، يتألّف إلى العظام ، حتّى قام قائماً وقام حماره ( قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ) (6) ) (7) .

---------------------------
(1) ( عن يحيى الحلبي ) أثبتناه من المصدر لضرورة وجوده في السند ، حيث أنّ النضر لم يرو عن هارون إلا بواسطة ، وهو يحيى الحلبي انظر ترجمتهما في معجم رجال الحديث 20 : 166/13074 ، ترجمة النضر ، و 246/13254 ، ترجمة هارون .
(2) في المصدر : الجو . بدل : الطير .
(3) سورة البقرة 2 : 259 .
(4) غِرْقِىءُ البيض : القشرة الملتزقة ببياض البيض ، أو البياض الذي يؤكل ، القاموس المحيط 1 : 28 .
(5) و (6) سورة البقرة 2 : 259 .
(7) تفسير القمّي 1 : 86 / 91 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 189 _

  أقول : هذا كما ترى مع قوّة سنده جدّاً دالّ على أنّ الله ردّ بني إسرائيل إلى الدنيا ، وأحياهم بعد القتل ، وردّ إليهم نبيّهم ارميا ، وأحياهم جميعاً ، ورجعوا إلى الدنيا وبقوا فيها ما شاء الله .
  الثاني والعشرون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم أيضاً في ( تفسيره ) قال : حدّثني أبي ، عن عمرو بن سعيد الراشدي ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لمّا اُسري برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى السماء أوحى إليه في عليّ صلوات الله عليه ما أوحى ، وردّه إلى البيت المعمور وجمع له النبيّين فصلّوا خلفه ، فأوحى الله إليه ( فَإِن كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ) (1) يعني الأنبياء ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : فوالله ما شكّ وما سأل ) (2) .
  الثالث والعشرون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وذكر حديث الاسراء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ إلى أن قال ـ : ( فانتهينا إلى بيت المقدس ، فدخلت المسجد ومعي جبرئيل ، فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله ، قد جمعوا لي واُقيمت الصلاة ، ولا أشكّ أنّ جبرئيل يتقدّمنا فلمّا استووا أخذ جبرئيل بيدي فقدّمني فأممتهم ولا فخر ـ ثمّ ذكر صعوده إلى السماوات ـ إلى أن قال : فرأيت رجلاً آدم جسيماً ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ قال : هذا أبوك آدم ، فإذا هو تعرض عليه ذرّيته فيقول : روح طيّب ، وريح طيّبة من جسد طيّب ، فسلّمت على أبي آدم وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي ، وقال : مرحباً بالابن الصالح والنبيّ الناصح (3) .

---------------------------
(1) سورة يونس 10 : 94 .
(2) تفسير القمّي 1 : 316 / 317 .
(3) في ( ط ) : الصالح .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 190 _

  ثمّ قال : وصعدنا إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان ، فقلت : مَنْ هذان يا جبرئيل ؟ قال : ابنا الخالة عيسى ويحيى ، فسلّمت عليهما وسلّما عليّ ، واستغفرت لهما واستغفرا لي ، وقالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الناصح .
  ثمّ صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فَضْلُ حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم ، فقلت : مَنْ هذا يا جبرئيل ؟ قال : هذا أخوك يوسف ، فسلّمت عليه وسلّم علي واستغفرت له واستغفر لي ، وقال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي ( الصالح والمبعوث في الزمن الصالح ) (1) .
  ثمّ صعدنا إلى السماء الرابعة فإذا فيها رجل فقلت : يا جبرئيل من هذا ؟ فقال : هذا إدريس رفعه الله مكاناً علياً فسلّمت عليه وسلّم عَليّ ، واستغفرت له واستغفر لي .
  قال : ثمّ صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أرَ كهلاً أعظم منه ، حوله ثلاثة من اُمّته ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا هارون بن عمران ، فسلّمت عليه وسلّم عليّ واستغفرت له واستغفر لي .
  ثمّ صعدنا إلى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم طويل ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ، فسلّمت عليه وسلَّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي .
  ثمّ صعدنا إلى السماء السابعة وفيها شيخ أشمط (2) الرأس واللحية ، جالس على كرسيّه فقلت : يا جبرئيل من هذا ؟ قال : أبوك إبراهيم ، فسلّمت عليه وسلَّم عليّ ) (3)

---------------------------
(1) في نسخة ( ش ) : الناصح ، بدل ما بين القوسين ، وجملة : ( والمبعوث في الزمن الصالح ) لم ترد في ( ح ، ط ، ك ) .
(2) الشمط : محرّكة ، بياض يخالطه سواد ، القاموس المحيط 2 : 561 شمط .
(3) تفسير القمّي 2 : 3 / 9 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 191 _

  الحديث .
  الرابع والعشرون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم أيضاً في ( تفسيره ) قال : سُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن ذي القرنين أنبيّاً كان أم ملكاً ؟ قال : ( لا نبيّاً ولا ملكاً ، بل عبد أحبَّ الله فأحبّه الله ، ونصح لله فبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن ، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثمّ بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسر ، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثمّ بعثه الثالثة فمكَّن له في الأرض ، وفيكم مثله ) يعني نفسه ( عليه السلام ) (1) .
  الخامس والعشرون : ما رواه ابن بابويه في ( اعتقاداته ) مرسلاً في قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ ) (2) قال : فهذا مات مائة عام ، ثمّ رجع إلى الدنيا وبقي فيها ثمّ مات بأجله وهو عزير (3) .
  وروي : أنّه ارميا ( عليه السلام ) ، وصرّح قبل ذلك بأنّ ارميا نبي من أنبياء بني إسرائيل .
  السادس والعشرون : ما رواه ابن بابويه في ( اعتقاداته ) أيضاً مرسلا في قصّة المختارين من قوم موسى ، أنّهم لمّا سمعوا كلام الله قالوا : ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً ) (4) فأخذتهم الصاعقة ، فماتوا ثمّ أحياهم الله ، ثمّ رجعوا إلى الدنيا فأكلوا ، وشربوا ، ونكحوا النساء ، وولدت لهم الأولاد ، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم (5) .

---------------------------
(1) تفسير القمّي 2 : 41 .
(2) سورة البقرة 2 : 259 .
(3) اعتقادات الصدوق : 61 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ) .
(4) سورة البقرة 2 : 55 .
(5) إعتقادات الصدوق : 61 ( ضمن مصنّفات المفيد : ج 5 ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 192 _

  السابع والعشرون : ما رواه محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب ( بصائر الدرجات ) : عن محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عمّن أخبره ، عن عباية الأسدي ، قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعنده رجل رثّ الهيئة وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مقبل عليه يكلّمه ، فلمّا قام الرجل قلت : يا أمير المؤمنين مَنْ هذا الذي شغلك عنّا ؟ قال : ( وصيّ موسى بن عمران ( عليه السلام ) ) (1) .
  ورواه حسن بن سليمان بن خالد في ( رسالته ) نقلاً عن ( بصائر الدرجات ) مثله (2) .
  ورواه الحافظ البرسي في أواخر كتابه (3) .
  الثامن والعشرون : ما رواه أبو عمرو الكشّي في ( كتاب الرجال ) ـ في ترجمة سلمان الفارسي ـ : عن محمّد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن خرزاذ القمّي ، عن محمّد بن حمّاد الساسي (4) ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدّل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( خطب سلمان ، فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه ـ إلى أن قال ـ : والسبعين الذين اتّهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة ، ثمّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وأمر هذه الاُمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم ؟ ) (5) وذكر الخطبة .
  التاسع والعشرون : ما رواه الكشّي أيضاً في ( كتاب الرجال ) : عن خلف بن حامد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 302/19 .
(2) المحتضر : 5 ، وفيه : هذا وصيّ عيسى ( عليه السلام ) .
(3) لم أعثر عليه في مشارق الأنوار ، ولعلّه في كتابه ( الالفين في أسرار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) .
(4) في ( ح ، ش ) : الشاسي ، وفي ( ك ) : الشاشي .
(5) رجال الكشّي : 20 ـ 23 / 47 ، وأورده الاسترآبادي في منهج المقال : 169 / 170 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 193 _

  أيّوب بن الحرّ ، عن بشر (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
  وعن محمّد بن مسعود ، عن الحسن بن علي بن فضّال (2) ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث عبدالله بن عجلان وما قاله في مرضه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( هيهات هيهات إنّ موسى اختار سبعين رجلاً ، فلمّا أخذتهم الرجفة كان موسى أوّل من قام منها ، فقال : يا ربّ أصحابي ، قال : إنّي اُبدّلك بهم خيراً منهم ، قال : يا ربّ إنّي وجدت ريحهم وعرفت أسماءَهم ـ قال ذلك ثلاثاً ـ فبعثهم الله أنبياء ) (3) .
  ورواه ميرزا محمّد في ( كتاب الرجال ) وكذا الذي قبله (4) .
  الثلاثون : ما رواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) ـ في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) على بعض الزنادقة ـ حيث قالوا (5) : لو أنّ الله ردّ إلينا من الأموات في كلّ عام لنسأله عمّن مضى منّا إلى ما صاروا ؟ فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( قد رجع إلى الدنيا ممّن مات خلق كثير ، منهم أصحاب الكهف ـ إلى أن قال ـ : وأمات الله ارميا النبي ( عليه السلام ) الذي نظر إلى خراب بيت المقدس وما حوله حين غزاهم بخت نصّر ، فقال : أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمّ أحياه ، ونظر إلى أعضائه كيف تلتئم وكيف يُلبّس اللحم إلى مفاصله ، وعروقه كيف توصل ، فلمّا استوى قاعداً ( قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ) (6) ) (7) .

---------------------------
(1) في ( ح ، ط ) : والمصدر : بشير .
(2) في المصدر : علي بن الحسن بن فضّال .
(3) رجال الكشّي : 243 / 445 .
(4) منهج المقال : 208 .
(5) في المطبوع ونسخة ( ح ، ط ) : قال . وما في المتن أثبتناه من ( ش ، ك ) .
(6) سورة البقرة 2 : 259 .
(7) الاحتجاج 2 : 230 / 231 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 194 _

  الحادي والثلاثون : ما رواه الشيخ قطب الدين الراوندي في كتاب ( الخرائج والجرائح ) ـ في الباب الأوّل في معجزات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ قال : ومنها : أنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لمّا اُسري بي نزل عليَّ جبرئيل بالبراق ـ إلى أن قال ـ : فركب وتوجّه نحو بيت المقدس ، فاستقبل شيخاً فقال له جبرئيل : هذا أبوك إبراهيم ، فثنى رجله وهمَّ بالنزول ، فقال له : كما أنت ، فجمع ما شاء الله من الأنبياء في بيت المقدس ، فأذّن جبرئيل فتقدّم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فصلّى بهم ) (1) الحديث .
  الثاني والثلاثون : ما راه الراوندي ـ في الباب المذكور ـ : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَإِن كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ) (2) قال : ( هؤلاء الأنبياء الذين جمعوا له ليلة الاسراء ) ( فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) (3) قال : ( فلم يشكّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يسأل ) (4) .
  الثالث والثلاثون : ما رواه الراوندي أيضاً في ( الخرائج والجرائح ) ـ في الباب الثامن في معجزات الباقر ( عليه السلام ) ـ : عن الصادق ( عليه السلام ) . وذكر حديث قدوم الباقر والصادق ( عليهما السلام ) على هشام بن عبد الملك بالشام وسؤال عالم النصارى وما امتحن به الباقر ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال ـ : أخبرني عن اللّذين وُلدا في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ، عاش أحدهما مائة وخمسين سنة وعاش الآخر خمسين سنة مَنْ كانا وكيف قصّتهما ؟ فقال الباقر ( عليه السلام ) : ( هما عزير وعزرة ، أكرم الله عزيراً بالنبوّة

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 1 : 84 / صدر حديث 138 .
(2) و (3) سورة يونس 10 : 94 .
(4) الخرائج والجرائح 1 : 84 / ذيل حديث 138 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 195 _

  عشرين سنة ، وأماته مائة سنة ، ثمّ أحياه فعاش بعدها ثلاثين سنة وماتا في ساعة واحدة ، فخرّ الشيخ مغشيّاً عليه ) (1) الحديث .
  الرابع والثلاثون : ما رواه الراوندي أيضاً في ( الخرائج والجرائح ) ـ في أعلام النبي والأئمّة ( عليهم السلام ) ـ : عن علي بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يريد صفّين ، فلمّا عبر الفرات وقرب من الجبل حضر وقت صلاة العصر فتوضّأ وأذّن ، فلمّا فرغ من الأذان انفلق الجبل عن هامة بيضاء ولحية بيضاء ووجه أبيض ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، مرحباً بوصيّ خاتم النبيّين ، فقال : وعليك السلام يا أخي شمعون بن حيّون (2) الصفا (3) وصيّ روح القدس عيسى بن مريم كيف حالك ؟ قال : بخير يرحمك الله ـ ثمّ ذكر ما تكلّم به شمعون ( عليه السلام ) من الشهادة بأنّهم على الحقّ والترغيب في الجهاد ونصرة عليّ ( عليه السلام ) ـ ثمّ التأم الجبل عليه .
  وخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى القتال فسأله عمّار بن ياسر ومالك الأشتر وهاشم بن أبي الوقّاص وأبو أيّوب الأنصاري (4) وعمروبن الحمق وعبادة بن الصامت عن الرجل ؟ فأخبرهم إنّه شمعون بن حيّون (5) الصفا وصيّ عيسى ( عليه السلام ) ، وكانوا يسمعون كلامه فازدادوا بصيرة في الجهاد معه ) (6) الحديث .
  الخامس والثلاثون : ما رواه الراوندي أيضاً نقلاً من كتاب ( بصائر الدرجات )

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 1 : 292 / 25 .
(2) في ( ح ، ط ، ش ، ك ) : حمّون .
(3) في ( ط ) : بن الصفا .
(4) في المطبوع زيادة : وقيس بن سعد الانصاري .
(5) في ( ح ، ش ) : حمّون ، وفي ( ك ) : رحيون .
(6) الخرائج والجرائح 2 : 743 / 62 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 196 _

  لمحمد بن الحسن الصفّار : عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن العلاء (1) بن يحيى المكفوف ، عن محمّد بن أبي زياد (2) ، عن عطية الأبزاري أنّه قال : طاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالكعبة فإذا آدم بحذاء الركن اليماني فسلّم عليه ، ثمّ انتهى إلى الحجر فإذا نوح ـ وهو رجل طويل ـ فسلّم عليه (3) .
  السادس والثلاثون : ما رواه الراوندي أيضاً نقلاً عن الصفّار ، عن الحسن بن علي بن عبدالله ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ علياً ( عليه السلام ) لمّا عبر الفرات يريد صفّين (4) انفلق الجبل عن هامة بيضاء وهو يوشع بن نون ) (5) .
  السابع والثلاثون : ما رواه الراوندي في كتاب ( الموازاة بين المعجزات ) ـ الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب ( الخرائج والجرائح ) ـ قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الله ردّ على أيّوب أهله وولده الذين هلكوا ـ إلى أن قال ـ : وكذلك عزير لمّا أماته الله مائة عام وكان معه اللبن لم يتغيّر وكان معه حماره لم يتغيّر ، وكذلك لمّا

---------------------------
(1) في المطبوع و ( ح ، ش ، ط ، ك ) : علي ، وهو تصحيف ، الصحيح ما أثبتناه من المصدر وهو الموافق للكتب الرجالية ، اُنظر رجال النجاشي : 299/813 ، معجم رجال الحديث 12 : 195/7798 .
(2) في الخرائج والبصائر : عمر بن أبي زياد ، وفي ( ط ) : محمّد بن زياد .
(3) الخرائج والجرائح 2 : 819 / 31 ، بصائر الدرجات : 298 / 13 .
(4) صفّين : هو موضع بقرب الرقّة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقّة وبالس ، وبه سمّيت وقعة صفّين التي وقعت سنة 37 للهجرة بين جيش الإمام علي بن أبي طالب ( أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وجيش معاوية بن أبي سفيان عليه اللعنة والتي راح ضحيّتها الآلاف ومن ضمنهم خمسة وعشرون صحابياً بدرياً وعلى رأسهم الصحابي الجليل الذي أخبره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بشهادته ألا وهو عمّار بن ياسر رضوان الله عليه ، اُنظر معجم البلدان 3 : 471 .
(5) الخرائج والجرائح 2 : 820 / 33 ، بصائر الدرجات : 300 / صدر حديث 16 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 197 _

  مرّ عزير على قرية خاوية على عروشها ـ إلى أن قال ـ : فأحياهم الله وهم اُلوف وبعثه إليهم رسولاً وعاش سنين ) (1) الحديث .
  الثامن والثلاثون : ما رواه الراوندي في كتاب ( الموازاة ) أيضاً مرسلاً قال : ( إنّ عيسى كان له معجزات كثيرة لم تكن اليهود ينظرون فيها فيؤمنوا بها ، فسألوه أن يُحيي لهم سام بن نوح فأتى قبره وقال : قم يا سام بإذن الله فانشقّ القبر ، فأعاد الكلام فتحرّك ، وأعاد الكلام فخرج ، فقال له المسيح : أيّما أحبّ إليك تبقى أو تعود ؟ فقال : يا روح الله بل أعود ، [ إنّي ] (2) لأجد لذعة الموت في جوفي إلى هذا اليوم ) (3) .
  التاسع والثلاثون : ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في أوائل كتاب ( الغيبة ) مرسلاً قال : ( وقد كان (4) من أمر صاحب الحمار الذي نزل بقصّته القرآن ، وأهل الكتاب يرون (5) أنّه كان نبيّاً فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه ) (6) .
  الأربعون : ما رواه الشيخ أيضاً في أواخر كتاب ( الغيبة ) معلّقاً : عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن علي بن الحكم ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار ، أماته الله مائة عام ثمّ بعثه ) (7) .

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 2 : 933 / 934 .
(2) أثبتناه من المصدر .
(3) الخرائج والجرائح 2 : 949 .
(4) في ( ط ) : وكان بدل من : وقد كان .
(5) في المطبوع و ( ح ، ط ، ك ) : يروون ، وفي المصدر : يزعمون .
(6) الغيبة للطوسي : 111 .
(7) الغيبة للطوسي : 422 / 404 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 198 _

  الحادي والأربعون : ما رواه الشيخ أيضاً في آخر كتاب ( الغيبة ) معلّقاً (1) : عن محمّد بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن إسحاق بن محمّد ، عن القاسم بن ربيع ، عن علي بن الخطّاب ، عن مؤذِّن مسجد الأحمر ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) هل في كتاب الله مثل القائم ؟ قال : ( نعم ، آية صاحب الحمار ، أماته الله مائة عام ثمّ بعثه ) (2) .
  أقول : المراد بالقائم هنا معناه اللغوي يعني من قام بالأمر ويكون مخصوصاً بمن عدا المهدي ( عليه السلام ) ، ويحتمل الحمل على المشابهة من بعض الوجوه ، فإنّ كلاًّ منهما غاب مدّة ثمّ ظهر وإن كان أحدهما مات والآخر لم يمت ، أو المراد بالموت أعمّ من المجازي والحقيقي ، فإنّ أحدهما مات ، والآخر مات ذكره لطول غيبته .
  الثاني والأربعون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي نقلاً من كتاب ( مختصر البصائر ) لسعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن علوان ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة : أنّ ابن الكوّا قام إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : إنّ أبا المعمّر يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : قد رأينا وسمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، وأماته الله مائة عام ثمّ بعثه ، ورجع إلى أهله واستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردّ الله عزيراً إلى (3) الذي كان به ) (4) الحديث .
  الثالث والأربعون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب

---------------------------
(1) ( معلّقاً ) لم يرد في ( ك ) .
(2) الغيبة للطوسي : 423 / 405 .
(3) في المصدر والبحار 14 : 374/17 : في السن ، بدل من : إلى .
(4) مختصر البصائر : 102/74 ، وفيه : أبو المعتمر ، بدل : أبو المعمّر .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 199 _

  ( التوحيد ) ـ في باب الردّ على الثنوية والزنادقة ـ قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، عن أحمد بن يحيى ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن أحمد بن يعقوب بن مطر ، عن محمّد بن الحسن بن عبدالعزيز الأحدب (1) ، عن أبيه ، عن طلحة بن زيد ، عن عبدالله بن عبيد ، عن أبي معمّر السعداني ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث طويل : ( إنّ الله قال لموسى : إن أردت أن تراني في الدنيا فانظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني ، فأبدا الله سبحانه بعض آياته للجبل وتجلّى ربّنا للجبل ، فتقطّع الجبل فصار رميماً وخرّ موسى صعقاً ، ثمّ أحياه الله وبعثه ، فقال : ( سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) (2) ) (3) الحديث .
  الرابع والأربعون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب ( الأمالي ) ـ في المجلس التاسع والستّين ـ : عن الحسين بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، عن محمّد بن أحمد بن علي الهمداني (4) ، عن الحسين (5) بن علي الشامي ، عن أبيه ، عن أبي جرير (6) ، عن عطاء الخراساني ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن محمّد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال : ( أتى جبرئيل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدابّة ـ فوق الحمار ودون البغل ـ فركب ثمّ مضى حتّى انتهى إلى بيت المقدس ، فدخله ثمّ أمَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بيت المقدس سبعين نبيّاً .

---------------------------
(1) في ( ح ) : الأجدب . وفي ( ط ) : الأجذب .
(2) سورة الأعراف 7 : 143 .
(3) التوحيد : 262 / 263 .
(4) في ( ط ) : محمد بن علي بن أحمد بن علي الهمداني .
(5) في المصدر : الحسن ، وقد أورد النمازي الحسن وقال : لم يذكروه ، مستدركات النمازي 2 : 455/3768 .
(6) في ( ح ) : عن أبي حريز .