الفهرس العام



وفاته :
النسخ المعتمدة :
الباب الأوّل : في المقدّمات :



  وكلّ كمي منهم ليث حربه بذلت له ودّي ومحض محبّتي وكلّ كريم منهم غيث وهده وروحي وموجودي وَضْنٌ بودّه
  وقوله : علمي وشعري اقتتلا واصطلحا فالعلم يأبى أن اُعدّ شاعراً فخضع الشعر لعلمي راغما والشعر يرضى أن اُعدّ عالما
  وقوله من قصيدة : حسن شعري ما زال يرضى وعلومي غزيرة ليس ترضى ولا ينكر لي أن اُعدّ في العلماء أبداً أن اُعدّ في الشعراء
  وقوله : حذار من فتنة الحسنا وناظرها فقلبها صخرة مع ضعف قوّتها ولا ترح بفؤاد منه مكلوم وطرفها ظالم في زيّ مظلوم
  وقوله : لحى الله من لا يغلب النفس والهوى تمكّن منه حبّ دنيا دنيّة وألجأ حبّ الجاه منه إلى الردى إذا طلبا ما ليس يحسن في العقل فأورده شرّ الموارد بالجهل فعانى العناء الصعب في المطلب السهل وقوله : يا صاحب الجاه كن على حذر فإنّ عزّ الدنيا كذلّتها لا تك ممّن يغترّ بالجاه لا عزّ إلا بطاعة الله
  وقوله من أبيات :

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 27 _

  أما تبغي مدى الأيّام شكري أما ترضى بهذا الحرّ عبدا
  وقوله من قصيدة في مدحهم ( عليهم السلام ) : أنا الحرّ لكن برّهم يسترقّني وبالبرّ والإحسانُ يستعبد الحرُّ
  وقوله من قصيدة : أنا حرّ لكن كرق لخود كلّ حسن من الحرائر لا بل وهوى المجد والحسان وأهل الـ سلبتني سكينة ووقارا من إماء يستعبد الأحرارا ـبيت في القلب لم يدع لي قرارا
  وقوله من قصيدة : سادتي إنّني لعبد لكم قنّ وإنّي اُدعى مجازاً بحرّ
  وقوله من اُخرى : خليليّ مالي والزمان معاندي زمان يرينا في القضايا غرائباً بتكسير آمالي الصحاح بلا جبر وكلّ قضاء منه جورٌ على الحرّ
  وقوله من اُخرى : ولكنّما يقضي من المدح واجباً عليه وفرضاً عبدك المخلص الحرّ
  وقوله من اُخرى : والجواري الحور الحسان جوار عاد قلبي رقاً وليس عجيباً مقبلات بالأنس بعد النفار كلّ حرّ غيد لتلك الجواري
  وقوله من اُخرى : وإنّي له عبد وعبد لعبده ولم يسبِ قلبَ الحرّ كالحور والعُلى وحاشاه أن ينسى غداً عبده الحرّا وحبّ بني الحوراء فاطمة الزهراء (ع)

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 28 _

  وقوله من اُخرى : أنا حرّ عبد لهم فمتى ما أنا عبدٌ لهم فلو أعتقوني شرّفوني بالعتق عدت رقيقا ألف عتق ما صرت يوماً عتيقا
  وقوله من اُخرى : أنا حرّ لدى سواهم وعبدٌ لهم ما حييت بل عبد عبد
  وقوله من اُخرى : ونبيّ الهدى وكلّ النبيّين مدح عبد حرّ حقير لدى بل الله مادح الأبرار مدح النبيّين سادة الأحرار
  وقوله من قصيدة طويلة : طال ليلي ولم أجد لي على السهد وكأنّي في عرض تسعين لمّا ليت أنّي فيما يساوي تمام المـ معيناً سوى اقتراح الأماني حلت الشمس أوّل الميزان ـيل عرضاً والشمس في السرطان
  وقوله من اُخرى : غادة قد غدت لها حكمة ال ـ بين ألحاظها كتاب الاشا ـ عين وأضحت عن غيرها في انتفاء رات وفي ريقها كتاب الشفاء
  وقوله من اُخرى : فروى لحظها كتاب الاشا وكتاب الشفاء عن ريقها يرويه رات وكم قد روى عن الغزالي حيث يروي بذاك الزلال
  وقوله من اُخرى : مطول الفرع على متنها وخصرها مختصر نافع
  وقوله من اُخرى : لاحت محاسن برق مبسمها حتّى نسيت محاسن البرقى

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 29 _

  وقوله : ءأرغب عن وصل من وصله كتاب المحاسن في وجهه دواء لقلبي وعقلي وديني ويتلوه فيه كتاب العيون
  وقوله : كأنّ قلبي إذ غدا طائراً ملامة في أذني عاشق مضطرباً للغمّ لما هجم أو عربي في بلاد العجم (1)

---------------------------
(1) الأبيات منتقاة من بعض المصادر التي ترجمت لحياة الحرّ العاملي المذكورة في هوامش المقدّمة مضافاً إليها أعيان الشيعة 9 : 169 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 30 _

وفاته :

  توفي رحمة الله عليه في المشهد الرضوي المقدّس بطوس سنة 1104 هـ ، عن إحدى وسبعين سنة .
  دفن رضوان الله عليه في ايوان بعض حجر الصحن الشريف ، وتاريخ وفاته منقوش على صخرة موضوعة على قبره .
  وقد رثاه أخوه الشيخ أحمد قائلاً : في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104 هـ ، كان مغرب شمس الفضيلة والإفاضة والإفادة ، ومحاق بدر العلم والعمل والعبادة ، شيخ الإسلام والمسلمين وبقيّة الفقهاء والمحدِّثين الناطق بهداية الاُمّة وبداية الشريعة ، الصادق في النصوص والمعجزات ووسائل الشيعة الإمام الخطيب الشاعر الأديب ، عبد ربّه العظيم العليّ الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الحرّ العاملي المنتقل إلى رحمة باريه ، عند ثامن مواليه .
في ليلة القدر الوسطى وكان iiبها      وفاة  حيدر  الكرّار  ذي  iiالغيرِ
يا من له جنّة المأوى غدت نزلاً      أرقد  هناك فقلبي منك في iiسعر
طويت  عنّا  بساط  العلم iiمعتلياً      فاهنأ  بمقعد  صدق  عند iiمقتدرِ
تاريخ  رحلة  عاماً  فجعت  iiبه      وأسرى  لنعمة  باريه على iiقدر
  وهو أخي الأكبر صلّيت عليه في المسجد تحت القبّة جنب المنبرِ ودُفن في إيوان حجرة في الصحن الرضوي (1) .

---------------------------
(1) الفوائد الرضوية : 476 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 31 _

  وكما هو المتعارف في اسلوب التحقيق قمنا بالمراحل التالية :
  1 ـ عمدنا إلى مقابلة النسخة المطبوعة مع النسخ الخطيّة وقد تكفّلت بها ابنتي الكبيرة نسخة ( ش ) فجزاها الله عنّي خير الجزاء وقابلت أنا بقية النسخ وثبتّ جميع الاختلافات في الهامش .
  2 ـ قمنا بتقويم النصّ وإصلاح ما يجب على المقوّم إصلاحه .
  3 ـ أرجعنا الأحاديث والأقوال إلى منابعها الأصلية .
  4 ـ خرّجنا الآيات الشريفة من القرآن الكريم .
  5 ـ عرّفنا الكلمات الغامضة مع تعريف للأماكن والبلدان .
  6 ـ أعددنا فهارس للآيات والأحاديث والمواضيع ومصادر التحقيق .
النسخ المعتمدة :

  1 ـ النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيِّد المرعشي النجفي ( قدس سره ) وهي بخطّ السيّد أبو الحسن علوان تمّ نسخها سنة 1096 هـ ، على يد محمد قاسم ابن يوسف بن جبرا ورمزنا لها برمز ( ش ) .
  2 ـ النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران المهداة من مكتبة سيد محمد مشكاة والتي نسخت بتاريخ 1084 هـ ، ولم يذكر اسم الناسخ فيها ، ورمزنا لها برمز ( ك ) .
  3 ـ النسخة المحفوظة في مركز دائرة المعارف الاسلامية الكبرى في طهران ، والتي تمّ نسخها في سنة 1335 هـ على يد محمد حسن بن محمد حسين بن المولى عبد المطلّب والتي نسخت من نسخة كُتبت في حياة المؤلّف في سنة 1081 هـ ، ورمزنا لها برمز ( ط ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 32 _

  4 ـ النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) في النجف الأشرف ، والتي تمّ نسخها في سنة 1202 هـ على يد محمد كاظم بن محمد هاشم القائيني ، ورمزنا لها برمز ( ح ) .
ملاحظة هامّة :   بعد حصولنا على ثلاث نسخ خطيّة جديدة ، ومراجعتنا لهذه النسخ ، تمّ على ضوء ذلك إجراء ، بعض التعديلات والإضافات المفيدة على هذه الطبعة ، نوجزها كالآتي :
  1 ـ مقابلة المتن مع النسخ الجديدة الثلاث .
  2 ـ ضبط المتن بشكل أدقّ من الطبعة السابقة .
  3 ـ ضبط أسانيد الروايات بشكل أفضل .
  4 ـ إضافة بعض الأحاديث وأقوال العلماء والتي لم تكن موجودة في النسخة السابقة .
  هذا بالاضافة إلى أننا قمنا بتدارك الأخطاء الحاصلة في الطبعة السابقة ـ بحسب الطاقة والوسع ـ سواء كانت في المتن أو الهامش .
  ولا ندّعي لأنفسنا الكمال .
  والحمد لله الواحد الجبار ، ولا بدّ للانسان من زلل وعثار ، والكمال وحده للواحد القهار .
  17 ربيع الأوّل 1428 هـ الفقير إلى رحمة ربّه الغني مشتاق صالح المظفّر

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 33 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 34 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 35 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 36 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 37 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 38 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 39 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 40 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 41 _

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 43 _

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله محيي الأموات ، ومميت الأحياء ، الذي لا تعجز قدرته عن شيء من الأشياء ، الذي فضّل الأنبياء والأوصياء (1) على جميع القبائل والعشائر ، وفضّل بعدهم المؤمنين فبشَّرهم بأحسن البشائر ، وذخر لأهل العصمة وشيعتهم أشرف الكنوز والذخائر ، وخصّهم بأفضل (2) المفاخر وأكمل المآثر ، وأتمّ لهم الفضائل الباطنة والظاهرة ، وجعل لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة (3) ، فوعدهم بالدولة الظاهرة والصولة القاهرة ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين ، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين.
  وبعد : فيقول الفقير إلى الله الغنيّ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي عامله الله بلطفه الخفيّ والجلي : قد جمع بعض السادات المعاصرين رسالة في إثبات الرجعة التي وعد الله بها المؤمنين ، والنبيّ والأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ، وفيها أشياء غريبة مستبعدة لم يعلم من أين نقلها ، ليظهر أنّها من الكتب المعتمدة ، فكان ذلك سبباً لتوقّف بعض الشيعة عن قبولها ، حتّى انتهى إلى إنكار أصل الرجعة ، وحاول إبطال برهانها ودليلها ، وربّما مال إلى صرفها عن ظاهرها وتأويلها ، مع أنّ الأخبار بها متواترة والأدلّة العقليّة والنقليّة على إمكانها ووقوعها كثيرة

---------------------------
(1) في ( ح ) : الأولياء .
(2) في حاشية ( ح ) في نسخة : بأحسن .
(3) في ( ح ، ك ) : وفي الآخرة .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 44 _

  متظاهرة (1) .
  وقد نقل جماعة من علمائنا إجماع الإمامية على اعتقاد صحّتها ، وإطباق الشيعة الإثني عشرية على نقل أحاديثها وروايتها ، وتأوّلوا معارضها على شذوذه وندوره (2) بالحمل على التقية ، إذ لا قائل بها من غير الشيعة الإمامية ، وذلك دليل واضح على صحّتها ، وبرهان ظاهر على ثبوتها ونقل روايتها (3) ، فالتمس منّي بعض الإخوان جمع ما حضرني من أخبارها ، والكشف عن حقيقة أسرارها ، وما ورد فيها من أحاديث الكتب المعتمدة من الروايات ، وما يمكن إثباته (4) من كلام علمائنا الأثبات ، فرأيت ذلك من جملة المهمّات بل من الفروض الواجبات ، فشرعت في جمعها إظهاراً لنصيحة المؤمنين ، ودفعاً للشبهات عن أحكام الدين ، مع ضيق الوقت ، وتراكم الأشغال ، وكثرة الموانع الموجبة للكلال واشتغال البال ، وقلّة وجود الكتب التي يحتاج إليها ويعوّل في مثل ذلك عليها ، وفيما حضر من ذلك كفاية إن شاء الله تعالى لذوي الإنصاف ، الذين يتنكّبون طريق البغي والاعتساف .
  فإنّ الذي وصل إلينا في هذا المعنى قد تجاوز حدّ التواتر المعنوي ، وأوجب لأهل التسليم العلم القطعي اليقيني ، وقد سمّيت هذه الرسالة بـ ( الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة ) سائلاً من الله التوفيق والتسديد ، راغباً من كرمه المعونة والتأييد ، راجياً منه جزيل الثواب ، وأن ينفع بها في الدنيا ويوم الحساب ، وهي مرتّبة على أبواب اثني عشر تبرّكاً بهذا العدد الشريف .
  الأوّل : في المقدّمات .

---------------------------
(1) في ( ش ، ك ) : متظافرة .
(2) في ( ط ) : شذوذها وندرتها .
(3) في نسخة ( ش ، ح ، ك ) : ثبوت نقلها وروايتها .
(4) في ( ك ) : جمعه ، وفي ( ط ) : إثباتها .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 45 _

  الثاني : في الإشارة (1) إلى الإستدلال على الرجعة وإمكانها ووقوعها .
  الثالث : في جملة من الآيات القرآنية الدالّة على ذلك ولو بانضمام الأحاديث في تفسيرها .
  الرابع : في إثبات أنّ ما وقع في الاُمم السابقة يقع مثله في هذه الاُمّة .
  الخامس : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في الاُمم السابقة .
   السادس : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في الأنبياء (2) والأوصياء السابقين .
  السابع : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في هذه الاُمّة في الجملة ، ليزول استبعاد الرجعة (3) الموعود بها في آخر الزمان .
  الثامن : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت للأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) في هذه الاُمّة في الجملة ، ليزول بها الاستبعاد المذكور .
  التاسع : في جملة من الأحاديث المعتمدة الواردة في الإخبار بالرجعة لجماعة من الشيعة وغيرهم من الرعيّة .
  العاشر : في جملة من الأحاديث المعتمدة الواردة في الإخبار بالرجعة لجماعة من الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) .
  الحادي عشر : في أنّه هل بعد دولة (4) المهدي ( عليه السلام ) دولة أم لا ؟ الثاني عشر : في ذكر شبهة منكر الرجعة والجواب عنها .
  والله وليّ التوفيق وبيده أزمّة التحقيق .

---------------------------
(1) في حاشية ( ح ) في نسخة : الارشاد .
(2) في ( ط ) زيادة : والمرسلين .
(3) في ( ح ) : الاستبعاد عن الرجعة .
(4) ( دولة ) لم ترد في ( ح ، ك ، ط ، ش ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 47 _

الباب الأوّل : في المقدّمات :

  التي لابدّ منها قبل الشروع في المقصود ، ليكون الطالب لتحقيق هذه المسألة على بصيرة في طلبه ، ونذكرها على وجه الاختصار إذ يكفي التنبيه عليها والإشارة إليها وهي اثنتا عشرة :
  الاُولى : في وجوب التسليم لما ورد عنهم ( عليهم السلام ) .
  والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ولا بأس بإيراد شيء منها :
1 ـ روى الشيخ الجليل ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني ـ في باب التسليم : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي (1) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وحجّوا البيت ، وصاموا شهر رمضان ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه (2) .

---------------------------
(1) هو أبو محمّد عربي أخو إسحاق ، رويا عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وكان وجهاً عند أبي الحسن ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، اُنظر رجال النجاشي : 221 / 580 ، رجال البرقي : 22 ، رجال الطوسي : 357 / 51 .
(2) في ( ط ) : وصنعه ، بدل من : أو صنعه .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 48 _

  رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألاّ صنع خلاف الذي صنع ؟ كانوا (1) بذلك مشركين ، ثمّ تلا هذه الآية ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (2) ثمّ قال : عليكم بالتسليم ) (3) .
  2 ـ وعن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن الخشّاب ، عن العبّاس بن عامر ، عن ربيع المسلي (4) ، عن يحيى بن زكريا الأنصاري (5) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( من سرّه أن يستكمل الإيمان كلّه (6) فليقل (7) : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد ، فيما أسرّوا وما أعلنوا ، وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني ) (8) .
  3 ـ وفي باب معرفة الإمام والردّ إليه : عن الحسين بن محمّد (9) ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبيه (10) ، عن ابن اُذينة ، عن غير واحد ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : ( لا يكون العبد مؤمناً حتّى يعرف الله ورسوله والأئمّة كلّهم وإمام زمانه (11) ، ويردّ إليه ويسلّم له ) (12)) .

---------------------------
(1) في المصدر والمحاسن زيادة : أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا .
(2) سورة النساء 4 : 65 .
(3) الكافي 1 : 390 / 2 و 2 : 398 / 6 ، واللفظ للثاني ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 422/969 .
(4) في ( ح ) : المسلمي .
(5) عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام )، رجال الطوسي : 333/10 .
(6) ( كلّه ) لم يرد في ( ك ) .
(7) في ( ح ، ك ) : فليقبل .
(8) الكافي 1 : 391 / 6 ، وأورده الحلّي في مختصر البصائر : 266/260 .
(9) في المصدر زيادة : عن معلّى .
(10) ( عن أبيه ) لم يرد في ( ك ) .
(11) ( وإمام زمانه ) لم يرد في ( ط ) .
(12) الكافي 1 : 180 / 2 ، وفيه زيادة : ثمّ قال : كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأوّل ؟ ! .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 49 _

  4 ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولن تعرفوا حتّى تصدّقوا ، ولن تصدّقوا حتّى تسلموا أبواباً أربعة ، لا يصلح آخرها إلا بأوّلها (1) ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيهاً بعيداً ) (2) .
  أقول : والأدلّة العقلية والنقلية (3) على ذلك كثيرة .
  الثانية : في أنّ حديثهم ( عليهم السلام ) صعب مستصعب وأنّه لا يجوز إنكاره .
  5 ـ روى الكليني ـ في باب أنّ حديثهم صعب مستصعب : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل (4) ، عن جابر (5) قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب ، لا يحتمله (6) إلا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل (7) ، أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت منه قلوبكم وأنكرتموه فردُّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد ، وإنّما الهلاك (8) أن يحدّث أحدكم بحديث (9) لا يحتمله ،

---------------------------
(1) في المصدر : لا يصلح أوّلها إلا بآخرها .
(2) الكافي 2 : 47 / صدر حديث 3 .
(3) ( والنقلية ) لم ترد في ( ط ) .
(4) ( عن المنخّل ) أثبتناه من ( ح ) وهو الموافق للمصادر إلا الكافي ، انظر معجم رجال الحديث 13 : 272/8654 و 19 : 356/12667 ، الخرائج والجرائح 2 : 792/1 .
(5) في ( ح ) : حازم ، وفي حاشيتها في نسخة : جابر .
(6) في المصدر : لا يؤمن به ، وفي ( ك ) : لا يحمله .
(7) ( أو نبيّ مرسل ) لم يرد في ( ط ) .
(8) في المصدر : الهالك .
(9) في المصدر : بشيء منه .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 50 _

  فيقول : والله ما كان هذا ، والإنكار هو الكفر ) (1) .
  ورواه الصفّار في ( بصائر الدرجات ) : عن محمّد بن الحسين ببقيّة السند (2) .
  6 ـ وعن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( ذكرت التقيّة عند علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال : والله لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بينهما فما ظنّكم بسائر الخلق ؟ إنّ علم العلماء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا نبي مرسل ، أو ملكٌ مقرّب ، أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، قال : وإنّما صار سلمان من العلماء لأنّه امرؤ منّا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء ) (4) .
  ورواه الصفّار عن عمران بن موسى (5) .
  أقول : قوله : ( لقتله ) يحتمل وجوهاً ذكرها السيِّد المرتضى في ( الدرر والغرر ) وغيره وأقربها (6) أنّ الضمير المرفوع عائد إلى العلم الذي في قلب سلمان ، والضمير المنصوب عائد إلى أبي ذرّ ، والمعنى : إنّ أبا ذرّ لا يحتمل كلّ

---------------------------
(1) الكافي 1 : 401 / 1 .
(2) بصائر الدرجات : 40 / 1 ـ باب 11 ، باختلاف يسير .
(3) هو العبدي يكنّى أبا محمّد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ تارةً من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) قائلاً : عامّي ، واُخرى من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : العبدي البصري أبو محمّد ، اُنظر : رجال النجاشي : 415 / 1108 ، رجال البرقي : 38 ، رجال الشيخ : 137 / 40 و 314 / 545 .
(4) الكافي 1 : 401 / 2 ، وأورده الصفّار في بصائره : 45 / 21 .
(5) ( ورواه الصفار عن عمران بن موسى ) أثبتناه من ( ح وك ) ، بصائر الدرجات : 45/21 ـ باب 11 .
(6) في ( ك ) : وأقولها .