الفهرس العام




   المؤلِّف المُحدّثُ الخَبير
  الشَيخ محمّد بن الحَسن الحرّ العامَلي
  المتوفّى سنة 1104 هجرية
  تحقيق
  مُشتاق صالح المظفر

الإهداء :
ترجمة المؤلِّف و نسبه :
مولده :
مشايخه :
أسفاره :
أقوال العلماء فيه :
أحواله :


الإهداء :

  إلى الذي بيُمنه رزق الورى .
  إلى الذي بوجوده ثبتت الأرض والسماء .
  إلى الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطا .
  إلى الذي إليه منتهى مواريث الأنبياء .
  إلى حجّة الله على مَنْ في الأرض والسماء .
  إلى نور الله الذي لا يُطفى .
  إلى صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى .
  إلى ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى .
  إلى معزّ الأولياء ومذلّ الأعداء .
  إلى الطالب بدم المقتول بكربلاء .
  إلى خير مَنْ تقمّص وارتدى .
  إلى ابن النبيّ المصطفى وابن عليّ المرتضى .
  إلى ابن خديجة الغرّا وابن فاطمة الزهراء .
  سيّدي ومولاي الحجّة بن الحسن العسكري عجلّ الله تعالى فرجك أُقدّمُ عملي هذا بين يديك الكريمتين راجياً منك القبول والتسديد والدعاء .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 7 _

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله الواصل الحمد بالنعم والنعم بالشكر ، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه ، والحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله ودليلاً على آلائه وعظمته .
  ثمّ الصلاة والسلام على نبيّه نبيّ الرحمة وشفيع الاُمّة وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين .
  وبعد :
  لم يترك لنا الشيخ الحرّ العاملي موضوعاً من المواضيع التي تختصّ بالرجعة كي نتحدَّث عنه في المقدّمة إلا وتطرّق له بالتفصيل .
  إذ تعرَّض للرجعة من كلّ نواحيها وجوانبها عقلاً ونقلاً وتفسيراً وحديثاً وتراه شارحاً لبعض الأحاديث الغامضة وأحياناً يردّ بعض الشبهات بالأدلّة القامعة على مَنْ أنكر أو استبعد ذلك .
  فرأينا من الأفضل أن نذكر بعض الكتب التي اُلّفت في الرجعة مطبوعة كانت أو مخطوطة ، وهي كما يلي :
  1 ـ آيات الحجّة والرجعة ( في تفسير الآيات المتعلّقة بهما ) : للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني ( ت : 1378 هـ ) .
  2 ـ آيات الرجعة ( في بيان الآيات الدالّة على الرجعة ) : فارسي للميرزا محسن عماد العلماء خوشنويس الأردبيلي ( ت : ق 14 هـ ) .
  3 ـ آيات الظهور في انتظار الفرج والسرور : في تفسير مائة وعشرة آيات من القرآن الكريم في شأن ظهور الحجّة والرجعة : للميرزا علي قلي الدهخوارقاني

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 8 _

  آذرشهري .
  4 ـ إثبات الرجعة : للفضل بن شاذان بن خليل الأزدي النيسابوري ( ت : 260 هـ ) .
  5 ـ إثبات الرجعة : للعلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي ( ت : 726 ) .
  6 ـ إثبات الرجعة : للمحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي ( ت : 940 هـ ) .
  7 ـ إثبات الرجعة : رسالة فارسية في ألفي بيت للعلاّمة المجلسي ( ت : 1110 ) .
  8 ـ إثبات الرجعة : للمحقّق آقا جمال الدين محمّد بن آقا حسين الخوانساري ( ت : 1125 ) كتبه باسم شاه سلطان حسين .
  9 ـ إثبات الرجعة : للشيخ سليمان بن أحمد آل عبد الجبّار القطيفي ( ت : 1266 هـ ) .
  10 ـ إثبات الرجعة : للمفتي مير محمّد عبّاس بن علي أكبر الموسوي التستري اللكهنوي ( ت : 1306 هـ ) .
  11 ـ إثبات الرجعة : معرّب للشيخ محمّد رضا الطبسي ، طبع في النجف الأشرف سنة 1355 هـ .
  12 ـ إثبات الرجعة : للميرزا حسن بن عبد الرزّاق اللاهيجي القمّي .
  13 ـ إثبات الرجعة : للسيّد حسن بن السيّد هادي الموسوي العاملي الكاظمي من آل صدر الدين .
  14 ـ إثبات الرجعة : للسلطان محمود بن غلام علي الطبسي .
  15 ـ إثبات الرجعة : للسيّد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي .
  16 ـ إثبات الرجعة : والردّ على منكريها : للمولى حسين التربتي نزيل سبزوار ( ت : حدود 1300 هـ ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 9 _

  17 ـ إيقاظ الاُمّة من الهجعة في إثبات الرجعة : للسيّد مهدي بن محمّد الموسوي الاصفهاني الكاظمي .
  18 ـ برهان الشيعة في إثبات الرجعة : للسيّد محمّد علي بن شرف الدين السنقري .
  19 ـ تحفة الشيعة في آيات الرجعة : للسيّد حسين بن نصران عرب باغي .
  20 ـ تنبيه الاُمّة في إثبات الرجعة : لمحمد رضا الطبسي الخراساني النجفي .
  21 ـ الجوهر المقصود في إثبات الرجعة : للشيخ أحمد البيان بن حسن الواعظ الاصفهاني .
  22 ـ دحض البدعة من إنكار الرجعة : للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني الحائري .
  23 ـ دلائل الرجعة ( أو إيمان و رجعت ) فارسي : لغلامعلي بن محمّد بن إسماعيل العقيقي الكرمانشاهي .
  24 ـ كتاب الرجعة : للحسن بن علي البطائني .
  25 ـ الرجعة : لأبي النضر محمّد بن مسعود العياشي السمرقندي صاحب التفسير المعروف .
  26 ـ الرجعة : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن حسين بن بابويه القمّي ( ت : 381 هـ ) .
  27 ـ الرجعة : للميرزا محمّد مؤمن بن دوست محمّد الحسيني الاسترآبادي ( ت : 1088 هـ ) محقّق .
  28 ـ الرجعة : ملاّ سليمان بن محمّد الجيلاني التنكابني ( ت : ق11 هـ ) .
  29 ـ الرجعة : لحامد بن علي بن إبراهيم المفتي الدمشقي الحنفي ( ت : 1171 هـ ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 10 _

  30 ـ الرجعة : للشيخ أحمد بن صالح بن طوق البحراني ( ت : ق13 هـ ) .
  31 ـ الرجعة : مختصر فارسي : للشيخ حبيب الله بن علي مدد الكاشاني ( ت : 1340 هـ ) .
  32 ـ الرجعة : للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني السنقري .
  33 ـ الرجعة بين العقل والقرآن : لحسن الطارمي .
  34 ـ الرجعة وأحاديثها : للفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري ( ت : 260 هـ ) .
  35 ـ الرجعة وأحاديثها المنقولة عن آل العصمة ( عليهم السلام ) : لأحمد بن الحسن بن إسماعيل من أحفاد المير أحمد بن موسى الكاظم ( عليه السلام ) .
  36 ـ الرجعة والردّ على أهل البدعة : للحسن بن سليمان الحلّي ، وهي رسالة أدرجها ضمن مختصر البصائر ، نقل من المصادر التي لم ينقل منها سعد بن عبدالله الأشعري ، وقد حقّقناه مع المختصر .
  37 ـ الرجعة والظهور : للحاج ميرزا محمّد طبيب زاده .
  38 ـ الرجعة وظهور الحجّة : في الأخبار المنقولة عن آل العصمة ( عليهم السلام ) : للميرزا محمّد مؤمن الحسيني الاسترآبادي ( ت : 1088 هـ ) الشهيد بمكّة .
  39 ـ رسالة في إثبات الرجعة : محمّد بن هاشم السرابي التبريزي .
  40 ـ رسالة في الرجعة : علي بن محمّد رفيع الطباطبائي ( ت : 1195 هـ ) .
  41 ـ الكرّة والرجعة : في إثبات الرجعة بالبيان العصري ، للسيّد محمّد صادق بن سيّد باقر الهندي .
  42 ـ مسألة في الرجعة : للشيخ المفيد .
  43 ـ النجعة في إثبات الرجعة : للعلاّمة السيّد علي نقي النقوي اللكهنوي .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 11 _

  44 ـ نور الأبصار في الرجعة : للشيخ علي بن محمّد علي بن حيدر الشروقي .
  45 ـ وافية المؤمنين في تحقيق رجعة الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) : ليوسف بن قاسم الاسترآبادي ( ت : ق 11 هـ ) .
  ومن هنا يتّضح للقارئ العزيز أهمّية الرجعة ومدى اهتمام العلماء الماضين والمتأخِّرين والمعاصرين بهذا الموضوع لأنّه يُعدّ من إحدى عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية .
  فعندما تتصفّح مصنّفاتهم ترى فيها إثباتات إستدلالية مستخلصة من الآيات الشريفة والأحاديث المتواترة عن النبيّ وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم .
  فنسأل من الباري جلَّ جلاله أن يثبّتنا على هذه العقيدة الحقّة التي اعتقد بها النبيّ وآله صلّى الله عليهم أجمعين فأرسوها في أحاديثهم الشريفة ، وأن يميتنا معتقدين بها ، ونسأله تعالى أن يرجعنا بعد الاندثار في ظهور الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه لأخذ الثأر من الظالمين والقاتلين للعترة الطاهرة والغاصبين لحقّ الزهراء وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) لأنّهما أوّل من ظُلما بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّه مجيب الدعاء والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبيّ وآله الطيّبين الطاهرين .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 13 _

ترجمة المؤلِّف و نسبه :

  هو الشيخ المحدِّث محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري ، من بيت كبير جليل خرج منه أعاظم الفقهاء والمحدِّثين الذي ينتهي نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي المستشهد بين يديّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء .
مولده :

  ولد في قرية مشغر (1) ليلة الجمعة في الثامن من شهر رجب الأصب سنة 1033 هـ .
مشايخه :

  قرأ في مدينة مشغر على أبيه ، وعمّه الشيخ محمّد الحرّ وجدّه لاُمّه الشيخ عبدالسلام بن محمّد الحرّ ، وخال أبيه الشيخ علي بن محمود وغيرهم .
  وقرأ في قرية جبع على عمّه أيضاً وعلى الشيخ زين الدين بن محمّد بن

---------------------------
(1) مَشْغَر : قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع على سفح جبل لبنان . معجم البلدان 5 : 157 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 14 _

  الحسن بن زين الدين وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم ، وأقام في البلاد أربعين سنة وحجّ فيها مرّتين .
أسفاره :

  سافر إلى العراق فزار الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ثمّ زار الإمام الرضا ( عليه السلام ) بطوس واتّفق مجاورته بها مدّة أربع وعشرين سنة وحجّ فيها أيضاً مرّتين ، وزار العتبات المقدّسة في العراق أيضاً مرّتين .
أقوال العلماء فيه :

  قال ابن معصوم في السلافة : علم لا تباريه الأعلام ، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام ، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار ، وأحيت كلّ أرض نزلت بها فكأنّها لبقاع الأرض أمطار ، تصانيفه في جبهات الأيّام غرر ، وكلماته في عقود السطور درر (1) .
  ووصفه المحبّي في خلاصة الأثر : بالأديب المشهور (2) .
  قال البحراني في لؤلؤة البحرين : كان عالماً فاضلاً محدِّثاً اخبارياً (3) .
  وقال الخوانساري في روضات الجنات : وأحد المحمّدين الثلاثة المتأخِّرين الجامعين لأحاديث هذه الشريعة (4) .
  وقال النوري في خاتمة المستدرك : صاحب التصانيف الرائقة التي منها

---------------------------
(1) سلافة العصر : 359 .
(2) خلاصة الأثر 3 : 433 .
(3) لؤلؤة البحرين : 76 .
(4) روضات الجنات 7 : 96 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 15 _

  الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل (1) .
  ووصفه القمّي في الفوائد الرضوية : عالم ، فاضل ، محقّق مدقّق ، متبحِّر جامع ، كامل صالح ، ورع ثقة ، فقيه نبيه ، محدِّث حافظ ، شاعر أديب أريب (2) .
أحواله :

  قال المحبّي : قدم مكّة في سنة سبع أو ثمان وثمانين وألف ، وفي الثانية منهما قتلت الأتراك بمكّة جماعة من العجم لمّا اتّهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوّثاً بالعذرة وكان الحرّ العاملي قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل فلمّا حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه ، فالتجأ إلى السيِّد موسى بن سليمان أحد أشراف مكّة الحسنيّين ، وسأله أن يخرجه من مكّة إلى نواحي اليمن ، فأخرجه مع أحد رجاله إليها ، ورأيت بخطّ بعض الفضلاء أنّ الحرّ العاملي رجع بعد القصّة وأنشد شعراً :

فضل الفتى بالجود iiوالإحسان      والجود خير الوصف للإنسان(3)
  وسيأتي في فصل أشعاره .
  وفي روضات الجنّات : ومن جملة ما حكي عن قوّة النفس التي كان يتّصف بها أنّه ذهب ـ في مدّة إقامته باصفهان ـ إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ، ـ إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ، فدخل بدون استئذان ، وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالساً عليه ، فسأل عنه الشاه فأخبر أنّه عالم جليل من علماء العرب يدعى محمّد بن الحسن الحرّ

---------------------------
(1) خاتمة المستدرك 3 : 390 حجري .
(2) الفوائد الرضوية : 473 .
(3) خلاصة الأثر 3 : 432 ـ 433 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 16 _

  العاملي ، فالتفت إليه وقال له بالفارسية : شيخنا ، فرق ميان حُرْ وخَرْ چقدر است ؟ فأجابه الشيخ على الفور : يك متكى ـ معناه بالعربية : كم هو الفرق بين الحرّ والحمار ؟ فأجابه ببديهته : مخدّة واحدة ـ فتعجَّب الشاه من جرأته وسرعة إجابته .
  ولمّا وصل إلى مشهد المقدّس ، ومضى على ذلك زمان أُعطي منصب قاضي القضاة وشيخ الإسلام في تلك الديار وصار بالتدريج من أعاظم علمائها (1) .
  مؤلّفاته :
  1 ـ الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة ، وهو أوّل ما ألّفه ولم يجمعها أحد قبله .
  2 ـ الصحيفة الثانية من أدعية الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام ) الخارجة عن الصحيفة الكاملة .
  3 ـ تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، يشتمل على جميع أحاديث الأحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة ، وسائر الكتب المعتمدة ـ أكثر من سبعين كتاباً ـ مع ذكر الأسانيد وأسماء الكتب وحُسن الترتيب .
  4 ـ هداية الاُمّة إلى أحكام الأئمّة ( عليهم السلام ) ، منتخبة من كتاب الوسائل مع حذف الأسانيد والمكرّرات .
  5 ـ فهرست وسائل الشيعة ، يشتمل على عنوان الأبواب ، وعدد أحاديث كلّ باب ومضمون الأحاديث .
  6 ـ الفوائد الطوسية : يشتمل على مائة فائدة في مطالب متفرّقة .

---------------------------
(1) روضات الجنّات 7 : 104 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 17 _

  7 ـ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات : يشتمل على أكثر من عشرين ألف حديث ، منقولة من جميع الكتب الخاصّة والعامّة ، مع حسن الترتيب والتهذيب ، واجتناب التكرار بحسب الإمكان .
  8 ـ أمل الآمل في علماء جبل عامل : ألّفه بسبب رؤيا رآها .
  قال في خاتمة الأمل ـ الفائدة التاسعة ـ : إعلم أنّي في السنة التي قدمت فيها المشهد الرضوي ـ وهي سنة 1073 ـ وعزمت على المجاورة به والإقامة فيه ، رأيت في المنام كأنّ رجلاً عليه آثار الصلاح ، يقول لي : لأيّ شيء لا تؤلِّف كتاباً تسمِّيه ( أمل الآمل في علماء جبل عامل ) ؟ فقلت له : إنّي لا أعرفهم كلّهم ، ولا أعرف مؤلَّفاتهم وأحوالهم كلّها ، فقال : إنّك تقدر على تتبّعها واستخراجها من مظانّها .
  ثمّ انتبهت من هذا المنام ، وفكّرت في أنّ هذا بعيد أن يكون من وساوس الشيطان ، ومن تخيّل النفس ، ولم يكن يخطر ببالي هذا الفكر من قبل أصلاً ، فلم ألتفت إلى هذا المنام ، فإنّه ليس بحجّة شرعاً ، ولا هو مرجّح لفعل شيء أو تركه ، فلم أعمل به مدّة أربع وعشرين سنة ، لعدم الاهتمام بالمنام وللاشتغال بأشغال أُخر ، ثمّ خطر ببالي أن أفعل ذلك (1) .
  9 ـ الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : وفيها اثنا عشر باباً ، تشتمل على أكثر من ستّمائة حديث ، وأربعة وستّين آية من القرآن ، وأدلّة كثيرة ، وعبارات المتقدِّمين والمتأخِّرين ، وجواب الشبهات وغير ذلك .
  10 ـ رسالة في الردّ على الصوفية : تشتمل على اثني عشر باباً واثني عشر فصلاً ، فيها نحو ألف حديث في الرّد عليهم عموماً وخصوصاً في كلّ ما اختصموا به .

---------------------------
(1) أمل الآمل 2 : 370 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 18 _

  11 ـ رسالة في خلق الكافر وما يناسبه .
  12 ـ رسالة في تسمية المهدي ( عليه السلام ) سمّاها ( كشف التعمية في حكم التسمية ) .
  13 ـ رسالة الجمعة : في جواب من ردّ أدلّة الشهيد الثاني في رسالة الجمعة .
  14 ـ رسالة نزهة الاسماع في حكم الاجماع .
  15 ـ رسالة تواتر القرآن .
  16 ـ رسالة الرجال : مطبوعة مع الوسائل .
  17 ـ رسالة أحوال الصحابة .
  18 ـ رسالة تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان .
  19 ـ بداية الهداية : في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أوّل الفقه إلى آخره في غاية الاختصار .
  قال في آخرها : فصارت الواجبات : ألفاً وخمسمائة وخمسة وثلاثين ، والمحرّمات : ألفاً وأربعمائة وثمان وأربعين .
  20 ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمّة ( عليهم السلام ) : يشتمل على القواعد الكليّة المنصوصة في اُصول الدين واُصول الفقه وفروعه ، وفي الطب ، ونوادر الكلّيات .
  21 ـ العربية العلوية واللغة المرويّة : ذكر فيه ، ما يتعلّق بالعربية في النحو والصرف والمعاني والبيان ، وما يتعلّق باللغة من تفسير الألفاظ الواردة في القرآن وغيره كلّ ذلك من الأخبار .
  22 ـ إجازات متعدّدة للمعاصرين مطوّلات ومختصرات .
  23 ـ ديوان شعر يقارب عشرين ألف بيت : أكثره في مدح النبيّ وآله ( صلى الله عليه وآله ) .
  24 ـ منظومة في المواريث .
  25 ـ منظومة في الزكاة .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 19 _

  26 ـ منظومة في الهندسة .
  27 ـ منظومة في تاريخ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) : ووفياتهم ، وعدد أزواجهم ، وأولادهم ، ومدّة خلافتهم ، وأعمارهم ، ومعجزاتهم ، وفضائلهم ، تبلغ نحو ألف ومائتي بيت .
  شعره :
  قال ابن معصوم في السلافة : وله شعر مستعذب الجنا ، بديع المجتبى والمجتنى ، ولا يحضرني من شعره إلا قوله : فضل الفتى بالبذل والإحسان أو ليس إبراهيم لمّا أصبحت حتّى إذا أفنى اللهى أخذ ابنه ثمّ ابتغى النمرود إحراقاً له بالمال جاد وبابنه وبنفسه أضحى خليل الله جلّ جلاله صحّ الحديث به فيالك رتبة والجود خير الوصف للإنسان أمواله وقفاً على الضيفان فسخا به للذبح والقربان فسخا بمهجته على النيران وبقلبه للواحد الديّان ناهيك فضلاً خلّة الرحمن تعلو بأخمصها على التيجان .
  وهذا الحديث رواه أبو الحسن المسعودي في كتاب أخبار الزمان وقال : ( إنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ( عليه السلام ) : إنّك لمّا سلّمت مالكَ للضيفان وولدك للقربان ، ونفسك للنيران ، وقلبك للرّحمن اتّخذناك خليلاً ) ـ انتهى ما ذكره صاحب سلافة العصر (1) .
  ولا بأس بذكر شيء من الشعر المذكور في ذلك الديوان ، فمنه قوله من قصيدة

---------------------------
(1) سلافة العصر : 367 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 20 _

  تزيد على أربعمائة بيت في مدح النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) : جدَّ وجدي لفرقة وتنائي وشجاني بعد الحجاز خصوصاً عن ربى أرض مكّة الغرّاءِ عند بعدي عن طيبة الفيحاءِ .
  إلى أن قال : بنبيّ فاق الخلائق فضلاً مفزع الناس مرجع الخلق طرّاً بحر علم وطود حلم رزين إن تشكّك في فضل مجدهم فاسـ يشهدوا كلّهم فأكرم بفضل حبّذا حبّذا وناهيك ناهيـ مدحتهم أهل السماوات والأر سلْ ثقات الرواة إن شئت أن تسـ ومجال المديح فيهم فسيح غير أنّ الاعداد تقصر عنه كلّما قلت فيهم فهو صدقٌ وعلي وولده الأوصياء منبع الفضل مجمع العلياء معدن الجود منهل للظماء ـأل جميع الأعداء والأولياء أثبتته شهادة الأعداء ـك بفخر وسؤدد وعلاء ض وفي الأرض شاع بعد السماء ـمع عنهم غرائب الأنباء طال فيه تسابق الفصحاء إن أرادوا ميلاً إلى الإحصاء من جميل ومدحة غرّاء .
  إلى أن قال : فالأكاذيب في مديح علاهم بمديحي لهم تشاغل فكري ذكرهم عندنا يلذّ ويحلو أنا داع إليهم وإلى اللّـ وجزائي شفاعة منهم يو وإبائي يزداد عند سواهم غير مشهورة من الشعراء لا بمدح الملوك والاُمراء لا غناء عن ظبية غنّاء ـه بهم كلّ من أجاب دعائي م جزائي فلينعموا بجزائي ولدى عزّهم يزول إبائي

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 21 _

  أنا عبدٌ لعبدهم وموال شمس مجد لهم تعالت وجلت بلغوا سؤدداً بليغاً منيعاً أهل بيت هم سفينة نوح فاز من كان يهتدي بهداهم أعلم الخلق بل إليهم تناهى أترجّاهم لدنياي والاُخ ـ جدّهم سابق البروق على مت ـ قاطعاً للعوالم الملكوتي ـ خلف الأرض والسماوات والكر خائضاً في بحار وصل وقرب خاتم الأنبياء لكنّه أضحـ كم صلاة كان المقدّم فيها أشرقت في دجى ظلام القضايا سطعت نارهم على كلّ طود خير نار يبدو الردى والهدى فيـ صرعوا الكفر والضلالة لمّا وعناق السيوف أحلى لديهم وإذا اُجّجت جحيم ضلال فرؤوس الرؤوس ودعن بالر مدحهم خير قربة ظل يزري كلّ بيت منه ببيت من الجـ لهم أولياؤهم أوليائي تخجل الشمس في سنا وسناء بارع الوصف مفعم البلغاء وصراط النجاة يوم الجزاء في اختلاف الأهواء والآراء سند الناقلين والعلماء ـرى وهيهات أن يخيب رجائي ـن براق في ليلة الإسراء ـة يمضي قدماً بغير انثناء سي والعرش خلفه من وراء يتلألأ في روضة الآلاء ـى إماماً لسائر الأنبياء وهم خلفه بغير إباء من سنا علمهم وجوه القضاء فاهتدى من رآه في البيداء ـها لكلّ الأعداء والأولياء هاج منهم بأس لدى الهيجاء من عناق البيضاء والسمراء أطفأوا نارها بغيث الداء غم صدور الصدور يوم اللقاء بالعبادات أيما ازراء ـنة يجزى أكرم بذاك الجزاء

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 22 _

  خبراً صادقاً رواه ثقاة النـ لو ظمئنا يوم الجزا لوجدنا هم ملاذي إذا الخطوب ادلهمت يتجلّى عنّا بهم كلّ خطب أنا حرّ رقّ الذنوب وأرجو كم عروس من المناقب رامو كلّما جادلوا العدى أبطلوا كلّ فعليهم تحيّةٌ وسلام ـقل لم نروه عن الضعفاء ساقي الحوض مروياً للظماء وهم مفزعي لدى الادواء وبهم يستجاب كلّ دعاء بهم أن اُرى من العتقاء ها فجاءت تسعى على استحياء محال منهم وكلّ مراء وصلاةٌ منّا وطيب ثناء .
  وقوله من القصائد المحبوكات الطرفين في مدحهم ( عليهم السلام ) من قافية الهمزة : أغير أمير المؤمنين الذي به أبانت به الأيّام كلّ عجيبة تجمّع شمل الدين بعد تناء فنيران بأس في بحور عطاء وهي تسع وعشرون قصيدة .
  وقوله من قصيدة محبوكة الأطراف الأربعة : فإن تخف في الوصف من إسراف فخر لهاشمي أو منافي فعلمهم للجهل شاف كافي فاقوا الورى منتعلاً وحافي فهاكها محبوكة الأطراف فلذ بمدح السادة الأشراف فضل سما مراتب الآلاف فضلهم على الأنام وافي فضل به العدوّ ذو اعتراف فن غريب ما قفاه قاف
  وقوله : إنّ سرّ الصديق عندي مصون لم أكن مطلعاً لساني عليه حكمه أنّني أُخلّده في السـ ليس يدريه غير سمعي وقلبي قطّ فضلاً عن صاحب ومحبِّ ـجن أعني الفؤاد من غير ذنب

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 23 _

  لستُ أخفي سرّي وهذا هو الوا جب عندي إخفاء أسرار صحبي
  وقوله من قصيدة طويلة في مزج المدح بالغزل : لئن طاب لي ذكر الحبائب أنّني فهنّ سلبن العلم والحلم في الصبا هواهنّ لي داء هواهم دواؤه لئن كان ذاك الحسن يعجب ناظراً أرى ذكر أهل البيت أحلى وأطيبا وهم وهبونا العلم والحلم في الصبى ومن يك ذا داء يرد متطبّبا فإنّا رأينا ذلك الفضل أعجبا
  وقوله من قصيدة اُخرى طويلة في مزج الغزل بالمدح : سعدي بسعدى فإذا ما نأت وفضل أهل البيت مع حسنها وتلك دنيانا وهم ديننا وحبّها من أعظم الغيّ والـ بل حبّها عارٌ وحبّي لهم سعدى فلا مطمع في السعد كلاهما جازا عن الحدِّ وما من الأمرين من بدِّ ـحبّ لهم من أعظم الرشد مجدٌ وليس العار كالمجدِ وقوله : كم حازم ليس له مطمع لأجل هذا قد غدا رزقه إلاّ من الله كما قد يجب جميعه من حيث لا يحتسب
  وقوله : كم من حريص رماه الحرص في شعب في كلّ شيء من الدنيا له طمع منها إلى أشعب الطماع ينشعب فرزقه كلّه من حيث يحتسب وقوله : سترت وجهها بكفٍّ خضيب إذ رأتني من خوف عين الرقيب

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 24 _

  كيف نحظى بالاجتماع وقد عا وبودّي لو كان ذاك الذي لا ذلك الهجر في الصبى كان خيراً ين كلّ إذ ذاك كفّ الخضيب ح من الورد في الخدود نصيبي من وصال سخت به في مشيبي
  وقوله : ولمّا التقينا عانقتني غزالة ولم أجتهد في الضمّ منفرداً به بديعة وصف من حسان الولائد ولكنّني قلّدت ذات القلائد
  وقوله : سترت محاسنها الحِسان بلؤلؤ هيهات ذاك الستر أظهر حسنها وبجوهر وبفضّة وبعسجد حتّى لقد فتنت إمام المسجد
  وقوله : وذات خال خدّها مشرق كعبة حسن ولها برقع قد أكسبت كلّ امرئ فتنة كم هام إذ شاهدها جاهل نوراً كركن الحجر الأسود من الحرير المحض والعسجد حتّى إمام الحيّ والمسجد بل هام فيها عالم المشهد
  وقوله : أبخلت يا سلمى برد سلام وفتنت شيخ مشايخ الإسلام
  وقوله : يا سليمى سلبتِ لو تعلمينا ظالم طرفك الضعيف وإنّا قلب شيخ الإسلام والمسلمينا لضعاف القوى فلا تظلمينا
  وقوله : فتكت سليمى والمحاسن قد بدت تحصّنت منّي يا سليمى مع الهوى بشيخ شيوخ المسلمين ولم ترعي بحصنين مجدي ذي التقدّس والشرع

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 25 _

  وقوله : لا تكن قانعاً من الدين بالدو واجتهد في جهاد نفسك وابذل ن وخذ في عبادة المعبود في رضى الله غاية المجهود
  وقوله من قصيدة في مدحهم ( عليهم السلام ) : وما حاز أجناس الجناس وسائر المحا وديوان شعري في مديحهم لما سن من فنّ البديع سوى شعري حوى بديع الحسن من كتب السحر
  وقوله من قصيدة في مدحهم ( عليهم السلام ) : وفي كلّ بيت قلته ألف نكتة وغيري إذا ما قال شعراً محافظ تحسنه من فضلهم وتجيده على وزنه من غير معنى يفيده
  وقوله من قصيدة : قلّما فاخروا سواهم وحاشا وأرى قولنا الأئمّة خير إنّما سبقهم لبكر وعمرو إنّني ذو براعة واقتدار وإذا رمت وصف أدنى علاهم ذهباً أن يفاخر الفخارا من فلان ومن فلان عارا مثل ما يسبق الجواد الحمارا جاوز الحدّ في الأنام اشتهارا لا أرى لي براعة واقتدارا
  وقوله من قصيدة ثمانين بيتاً خالية من الألف في مدحهم ( عليهم السلام ) : وليّي عليّ حيث كنت وليّه لعمرك قلبي مغرم بمحبّتي هم منيتي هم مهجتي هم عقيدتي وكلّ كبير منهم شمس منبر ومخلصه بل عبد عبد لعبده له طول عمري ثمّ بعد لولده وقلبي بحبّهم مصيب لرشده وكلّ صغير منهم شمس مهده