الامامة لغة : هي الانقياد خلف انسان والاقتداء بقوله وفعله ، وقد جاءت كلمة (امام) تعبر عن عدة معاني منها : 1 ـ اللوح المحفوظ كقوله تعالى : (وكل شي احصيناه في امام مبين) (2). 2 ـ الكتاب السماوي : (... ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة) (3). 3 ـ الطريق الواضح : (... وانهما لبإمام مبين) (4) 4 ـ قادة الهدايه : (وجعلنهم أئمة يهدون بامرنا ...) (5) 5 ـ قادة الضلال : (وجعلنهم أئمة يدعون إلى النار ...) (6) 6 ـ امام القوم التبع : (يوم ندعوا كل اناس بامامهم فمن اوتي كتابه بيمينه ...) (7) وعلى ضوء ذلك نفهم ان لكل قوم امام يدعون به ساء ضال ام مهتدي ولا يمكن ان يكون معنى (امامهم) كتبهم كما فسر البعض لان اول كتاب سماوي نزل متضمن لشريه الاهيه هو كتاب نوح ع وهذا سيعني خروج جميع الاقوام قبل نوح (ع) وهذا محال لان كل الاقوام ستدعى للحساب. --------------------------- (1) ابن شهر اشوب ، المناقب : 197 ط دار الاضواء بيروت. (2) يس : 12. (3) هود : 17. (4) الحجر 7 (8)79. (5) الانبياء 73. (6) القصص : 41. (7) الاسراء : 7(1)72. وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 51 _والمعنى المستخلص من هذه المعاني هو القياده الربانيه المصطفاة لهداية للناس إلى شريعة الله المنزله فالكتاب لا يرشد بدون حامل له عارفا به ويؤكد ذلك قوله تعالى على لسان ابراهيم (ع) : (... قال اني جاعلك للناس امام قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) (1) فلامامه هنا وصفت بعهد الله الذي لا يناله الظالمون ، فلامامه بمعناها الخاص تعني اعلى درجات الخلافه ، وقد تعارف بين المسلمين اطلاق لفظ امام وصف للحاكم الاسلامي وبصورة اوسع للفقهاء وحو ذلك ، زاما الخلافة لغة فتعني : ما يجي من بعد كان يقال : هو خلف ابيه ، وتاتي بمعنى النيابه عن الغير كما في قوله تعالى : (اخلفني في قومي) ، واما اصطلاحا فقد ذكرت في القرآن تعبر عن اصطفاء الله سبحانه من ينوب عنه في تحمل مسؤولية اعمار الارض وتسخير منافعها وهي بهذا المعنى ثلاث درجات : 1 ـ استخلاف الانسان تميزه عن باقي المخلوقات : (ولقد كرمنا بني ادم ... وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (2) وقال عز من قائل : (... اني جاعل في الارض خليفة) (3) والاستخلاف ليس لادم (ع) فقط بل للنوع الانساني لان ادم ليس سفا ك للداء كما في الايه وانما الاشرار من ذريته. 2 ـ استخلاف قوم او جماعه معينه. 3 ـ استخلاف قائد رباني ، يغلب على تعريفات الخلافة او الامامه قديما وحديثا على الطابع التنظيمي والتنفيذي للدوله وتحقيق مصالح الناس كالحدود وتدبير امور الامه وقيادة المسلمين وغير ذلك اقول : هذا شان ولي الفقيه النائب عن الامام المعصم في زمن الغيبه اذ الناس بحاجه في كل عصر لمن يقوم بقيادة المسلمين قيادة اسلاميه حكيمة وحتى ابن تيميه يقول : --------------------------- (1) البقره 124. (2) الاسراء : 70. (3) البقرة : 30. وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 52 _(يجب ان يعرف ان ولاية امر الناس من اعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين الابها ...) (1) ولكن نقول لابن تيميه واتباعه ينظروا الان من ولو امرهم فهل يقوم الدين بولاية بوش ؟؟؟ !!!. نعم الدين لا يقوم به يزيد مع قردته ولا بوش ومن وله امرهم لا يقوم به الا امام معصوم او نائبه اذ حدود الله لا يقيمها الا من اوكل الله الهم امر الامه وجعلهم امنائه على عباده. ويقول المارودي: (فليس دين زال سلطان الا بدلت احكامه وطمست اعلامه وكان لكل زعيم بدعه ... ومن هذين الوجهين وجب اقامة اماميكون سلطان اتلوقت وزعيم الامه فيكون الدين محروسا بسلكان ...) (2) نعم فالدين قيامه لامام او من نصبه الامام كولي الفقيه لان حدود الله لابد ان تجرى في كل زمن ولا يجريه امثال عمر الذي قال اماارة افقه منه ولا يزيد السكران ولا ابن تيميه الناصبي ولا من يبنو مدارس قران وعلوم اسلاميه في هذا العصر مديرها امريكي ، ولا عبره بقول من قال ان الخوض في الامامه ليس مهم وعدم الخوض اسلم كالغزالي في (القتصد) وغيره والظلهر السبب في قولهم انهم يعلمن ان من خاض فيها عرف حقائق عمر وابو بكر ويزيد وو ... والامامه او الخلافه عند غير الشيعه هي شورى وقد اثبت في كتابي (ولايت آل محمد ...) وفي هذا الكتاب ان الامامه منصب الاهي اعطاه لال محمد (ص) وهي ليس رئاسه ولا بنتخاب الناس والايه التي يتمسك بها القائلون بالشورى (وامرهم شورى بينهم) لا --------------------------- (1) ابن تيمية : السياسة الشرعيه ص 16. (2) المارودي : ادب الدين والدنيا ص 111. وعرفت من هم أهل البيت (ع) _ 53 _تصح الا في الامة رالتي ليس فيا نص اما الامامه او الاولايه فقدنص عليها الكتاب والسنه كما اثبت ذلك واثبته قبلي ابناء الدليل من مؤلفي ومحققي الشيعة حفظهم الله تعالى. |