هذه الكلمات ، فإن من قالها يذهب الله عنه الوحشة وهي : سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح ، خالق السموات والارض ، ذي العزة والجبروت .

( في الهم والحزن )
  قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من دعاء بهذا الدعاء : ( اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) اذهب الله همه وابدله مكان حزنه فرحا .

( في البلاء )
  من رآى أحدا من أهل البلاء فليقل سرا : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به ولو شاء لفعل .
  وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه ولو شاء فعل ، قال : من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا ، وقال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم ، فإن ذلك يحزنهم .

( في الجنازة )
  كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا رأى جنازة قال : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم (1) ، وقال أيضا : الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت .

( في الامر المشكل )
  روي أن من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه فينبغي أن يقرأ حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات : والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، فإنه يرى شخصا يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه والنجاة منه .

( في العافية )
  كان من دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إني أسألك العافية وشكر العافية وتمام العافية في الدنيا والاخرة .

---------------------------
(1) السواد : الشخص والشبح ، والمخترم : الهالك والمستأصل .

مكارم الأخلاق _ 352 _

  من الروضة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من رأى يهوديا أو نصرانيا او مجوسيا او واحدا على غير ملة الاسلام فقال : الحمد لله الذي فضلني عليك بالاسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد ـ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ نبيا وبالمؤمنين إخوانا وبالكعبة قبلة لم يجمع الله بينه وبينه في النار .

( في عزيمة المسألة )
  يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت وليعزم المسألة فإنه لا يكره له ، وإذا استجاب الله دعاء الداعي فليقل : الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات ، وإذا أبطأ عليه الاجابة فليقل : الحمد لله على كل حال ، ويكره للداعي استبطاء الاجابة ، وليكن مواظبا على الدعاء والمسألة ولا يسأم منهما ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يستجاب للعبد ما لم يعجل ، يقول : قد دعوت فلم يستجب لي ، وإذا أردت حاجة فقل : اللهم إني أسألك باسمك الاعلى الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم أن تفعل بي كذا وكذا ، فإنه لا يرد .

( في الورطة )
  روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : إذا وقعت في ورطة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين ، فإن الله تعالى يدفع بها البلاء.

( في اسم الله الاعظم )
  روي أن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : كنت أدعو الله سبحانه سنة عقيب كل صلاة أن يعلمني الاسم الاعظم ، فبينا أنا ذات يوم قد صليت الفجر إذ غلبتني عيناي وأنا قاعد وإذا أنا برجل قائم بين يدي يقول لي : سألت الله تعالى أن يعلمك الاسم الاعظم ، قلت : نعم ، قال : قل : اللهم إني أسألك باسم الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، قال : فوالله ما دعوت لها لشيء إلا رأيت نجحه .

( في الرعد والصواعق )
  إذا سمعت صوت الرعد ورأيت الصواعق فقل : اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك .

مكارم الأخلاق _ 353 _

( في المطر )
  وإذا أمطرت السماء فقل : صيبا هنيئا (1).

( في الرياح )
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير وقل : اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ، اللهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذابا وصلى الله على محمد وآل محمد .

( في الزرع )
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر بيدك ثم استقبل القبلة وقل : ( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) (2) ثلاث مرات ، ثم قل : اللهم اجعله حرثا مباركا وارزقنا فيه السلامة والتمام واجعله حبا متراكبا ولا تحرمني خير ما أبتغي ولا تفتني بما متعتني بحق محمو وآله الطيبين الطاهرين ، ثم ابذر القبضة التي في يدك إن شاء الله.

( الدعاء في الوحدة )
  يا أرض ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ومن شر ما يحاذر عليك. أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من ساكن البلد ومن شر والد وما ولد ، أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ، الحمد لله بنعمة وحسن بلائه علينا ، اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ثم تقرأ ( ألهاكم التكاثر ) إلى آخرها ، فإنه لا يؤذيك شيء من السباع والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك ولو بت على الحية بإذن الله تعالى .

( في العطاس )
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من سمع عطسة فحمد الله وأثني عليه وصلى على

---------------------------
(1) الصيب ـ كسيد ـ : من صاب يصوب إذا نزل ، ويقال للسحاب الصيب أي ذو الصوب .
(2) سورة الواقعة : آية 64 .
مكارم الاخلاق ـ 23 )

مكارم الأخلاق _ 354 _

  محمد وأهل بيته لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا ، ثم قال : وإن سمعها وبينه وبين العاطس البحر فلا يدع أن يقول ذلك .
  عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : من قال إذا عطس : الحمد لله رب العالمين على كل حال لم يجد وجع الاذنين والاضراس .
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا عطس الرجل ثلاثا ، فسمته ثم أتركه بعد ذلك .
  وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به ، قالت الملائكة عنه : الحمد لله رب العالمين ، فإن قال : الحمد لله رب العالمين ، قال الملائكة : يغفر الله لك .
  عن تسنيم خادم الحسن بن علي ( عليهما السلام ) قال : قال لي صاحب الزمان ( عليه السلام ) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست ، فقال : يرحمك الله ، قال تسنيم : ففرحت بذلك ، فقال : ألا أبشرك بالعطاس ؟ فقلت : بلى ، فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام.
  عن أبي مريم (1) قال : عطس عاطس عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال أبوجعفر ( عليه السلام ) : نعم الشيء العطاس ، فيه راحة للبدن ويذكر الله عنده ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ثلاث مواضع : عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع ، فقال ( عليه السلام ) : اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قال إذا سمع عاطسا : الحمد لله على كل حال ما كان من أمر الدنيا والاخرة وصلى الله على محمد وآله لم ير في فمه سوءا .
  عنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا عطس الانسان فقال : الحمد لله ، قال الملكان

---------------------------
(1) هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس ، المكنى بأبي مريم الانصاري ، ثقة من أصحاب الصادقين ( عليهما السلام ).

مكارم الأخلاق _ 355 _

  الموكلان به : رب العالمين كثيرا لا شريك له ، فإن قالها العبد ، قال الملكان : وصلى الله على محمد ، فإن قالها العبد ، قالا : وعلى آل محمد ، فإن قالها العبد ، قال الملكان : يرحمك الله.
  قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في خبر طويل : إذا عطس أحدكم فسمتوه ، فإن قال : يرحمكم الله فقولوا : يغفر الله لكم ويرحمكم ، فإن الله تعالى قال : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) (1) .
  وعن عبد الله بن أبي يعفور قال : حضرت مجلس أبي عبد الله ( عليه السلام ) وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : رحمك الله ، قالوا : آمين. فعطس أبو عبد الله ( عليه السلام ) فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه ، قال : فقولوا : أعلى الله ذكرك .
  وفي رواية أخرى عنهم عليهم السلام : إذا عطس الانسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر وإذا عطس غيره فليسمته وليقل : يرحمك الله ـ مرة أو مرتين أو ثلاثا ـ ، فإذا زاد فليقل : شفاك الله.
   وإذا أراد أن يسمت المؤمن فليقل : يرحمك الله ، وللمرأة : عافاك الله ، وللصبي : زرعك الله ، وللمريض : شفاك الله ، وللذمي : هداك الله ، وللنبي والامام عليهم السلام : صلى الله عليك. وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل : يغفر الله لنا ولكم.
  روى أبوبصير ، عن أبي عبد الله قال : كثرة العطاس يأمن صاحبها من خمسة أشياء : أولها الجذام ، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه ، والثالث يأمن نزول الماء في العين ، والرابع يأمن من شدة الخياشيم (2) ، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين ، وقال : وإن أحببت أن يقل عطاسك فاستعط بدهن المرز نجوش ، قلت : مقدار كم ؟ قال : مقدار دانق (3) ، قال : ففعلت ذلك خمسة أيام فذهب عني.

---------------------------
(1) سورة النساء : آية 88.
(2) الخيشوم ـ وزان فعلول ـ : أقصى الانف والحاجز بين المنخرين وجمعه خياشم ، والخياشم أيضا : عروق في بطن الانف.
(3) الدانق : سدس الدرهم.

مكارم الأخلاق _ 356 _

  عنه ( عليه السلام ) قال : من عطس في مرضه كان له أمانا من الموت في تلك العلة، وقال : التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل (1) .
  وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : العطاس للمريض دليل على العافية وراحة للبدن .

( في النسيان )
  عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل : اللهم إني أسألك يا مذكر الخير وفاعله والامر به أن تصلي على محمد وآل محمد وتذكرني ما أنسانيه الشيطان الرجيم .

---------------------------
(1) التثاؤب : فترة يعتري الشخص ففتح فاه واسعا من غير قصد .

مكارم الأخلاق _ 357 _

الباب الحادي عشر : ( في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما ، خمسة فصول )
هذا الباب مختار من طب الائمة ومن مجموع دعوات لمولاي أبي طول الله عمره
الفصل الاول
( في آداب المريض والعائد وعلاجه )
( في ثواب المريض )
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحمى رائد الموت وسجن الله في أرضه ، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار (1) .
  وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رأى في جسمه بثرة (2) عاذ بالله واستكان له وجار إليه ، فيقال له : يا رسول الله أهو بأس ؟ فيقول : إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قوله عزوجل في كتابه : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (3) ، ثم قال : وما يعفو الله اكثر مما ياخذ به .
  عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى .
  عن محمد بن أحمد ، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال : إن المؤمن إذا حم حماة واحدة (4) تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح

---------------------------
(1) الفور : الغليان والاضطراب ، وفار فورا : هاج واضطرب .
(2) البثرة ـ كتمرة ـ خراج صغير .
(3) سورة الشورى : آية 29 .
(4) حم الرجل ـ بالتشديد ـ : أصابته الحمى ، وحم حمه ـ بالتشديد أيضا ـ : قصد قصده .

مكارم الأخلاق _ 358 _

  وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبدالله عزوجل بين أصحابه كان مغفورا له ، فطوبي له إن مات وويله إن عاد ، والعافية أحب إلينا .
  عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : حمى ليلة كفارة سنة ، وذلك لان ألمها يبقى في الجسد سنة .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها .
  عنه ( عليه السلام ) قال : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها ؟ قال : صبر على ما كان فيها .
  عن الباقر ( عليه السلام ) قال : سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة .
  عن زرارة ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عبادة سنة .
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة ، قال أبوحمزة : قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة ؟ قال : فلابيه وأمه ، قال : قلت : فإن لم يبلغا ؟ قال : فلقرابته ، قال : قلت : فإن لم تبلغ قرابته ؟ قال : فلجيرانه .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ولعنة .
  وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر .
  عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : للمريض أربع خصال : يرفع عنه القلم ، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته ، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه ، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش مغفورا له .
  عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه ، وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث : إما حمى أو وجع عين أو صداع .

مكارم الأخلاق _ 359 _

  عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عزوجل إلى أصحاب الشمال : لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ، وأوحى إلى أصحاب اليمين : أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات .

( في الصبر على العلة )
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يقول الله عزوجل : إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه ، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ونقمة .
  عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة ، قيل له : ما معنى فقبلها بقبولها ؟ قال : لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنما الشكوى أن يقول الرجل : لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، أو يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا ، وليس الشكوى أن يقول : سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا .
  وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل ، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة .

( في عيادة المريض )
  قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا مرض أن يعوده ، وإذا مات أن يشيع جنازته .
  وعاد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جارا له يهوديا .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت ؟

مكارم الأخلاق _ 360 _

  كيف أصبحت وكيف أمسيت ؟ وتمام تحيتكم المصافحة .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، فقيل : نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم ؟ فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات .
  قال ( عليه السلام ) : وينبغي لاولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار .
  عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : عاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صعصعة بن صوحان ثم قال : يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ولا يلهينك الامل .
  من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن كتاب الجنائز ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لا عيادة في وجع العين ، ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم لا ، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله.
  عنه ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن من اعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد اخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك .
  وقال ( عليه السلام ) : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدى المريض أو على جبهته .
  عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل القيام من عنده ، فإن عيادة النوكي (1) أشد على المريض من وجعه.
  وروي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ، العبد إلى الله عز وجل ، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول : يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت ؟
  فيقول المؤمن : أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ، فيقول عزوجل : من عاد مؤمنا في فقد عادني ، ثم يقول له : أتعرف فلان بن فلان ؟

---------------------------
(1) النوكي : جمع أنوك : الاحمق ، العاجز الجاهل ، العيي في كلامه .

مكارم الأخلاق _ 361 _

  فيقول : نعم يا رب ، فيقول له : ما منعك أن تعوده حين مرض ؟ أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده ، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها .
  وقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إذا مرض أحدكم فليأذن للناس أن يدخلوا ، فليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة .
  وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال وقد عاد سلمان الفارسي لما أراد أن يقوم : يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك .
  من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : عاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال : أنت قريب من الله بذكره ودعاؤك مستجاب ، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته ، متعك الله بالعافية إلى إنقضاء أجلك .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : العيادة ثلاثة والتعزية مرة .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين يصبح شيعه سبعون ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي ، وإن كان مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح .
  عن الباقر ( عليه السلام ) قال : كان فيما ناجى به موسى ( عليه السلام ) ربه أن قال : يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الاجر ؟ فقال الله عزوجل : أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عاد مريضا نادى مناد من السماء باسمه : يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة .
  وقال ( عليه السلام ) : أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا .
  وقال ( عليه السلام ) : إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء ، فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة .
  وقال ( عليه السلام ) : من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا إستجاب الله له .
  عن علي ( عليه السلام ) : في المرض يصيب الصبي ؟ قال : كفارة لوالديه .
  عن مولى لجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ونحن عدة من مواليه فاستقبلنا ( عليه السلام ) في بعض الطريق ، فقال : أين تريدون ؟ فقلنا :

مكارم الأخلاق _ 362 _

  نريد فلانا نعوده ، فقال : قفوا ، فوقفنا ، قال : مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب (1) أو قطعة من عود ؟ فقلنا : ما معنا من هذا شيء ، قال : أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما ادخل به عليه .

( في معالجة المريض )
  قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تداووا ، فإن الله عزوجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالاجل ، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر .
  وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ما يكون من علة إلا من ذنب ، وما يعفو الله عز وجل عنه أكثر .
  وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اثنان عليلان : صحيح محتم وعليل مخلط .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء ، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن نبيا من الانبياء مرض فقال : لا اتداوي حتى يكون الذي امرضني هو الذي يشفيني ، فأوحى الله عزوجل لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني والدواء مني ، فجعل يتداوي فأتى الشفاء .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليست الحمية من الشيء تركه إنما الحمية من الشيء الاقلال منه .
  عن العالم ( عليه السلام ) قال : الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء عود بدنا ما تعود .

( في الوصية )
  من كتاب روضة الواعظين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا ووصيته تحت رأسه .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروته وعقله .

---------------------------
(1) اللعقة ـ بالضم ـ : اسم لما يلعق بالملعقة او بالاصابع .

مكارم الأخلاق _ 363 _

  قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أوصى ولم يحف ولم يضار كان كمن تصدق به في حياته ، وقال : ما أبالي أضررت بورثتي أو سرقتهم ذلك المال .
  قال الصادق ( عليه السلام ) : الوصية حق على كل مسلم .
  وقال ( عليه السلام ) : من لم يوص عند موته لذوي قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصية .

الفصل الثاني : ( في الاستشفاء بالقرآن )
  قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله.
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات يا الله ، فلو دعا على الصخور فلقها .
  عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل : اللهم اكشف عني البلاء ثلاث مرات .
  عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) أنه قال : من استكفى بآية من القرآن من المشرق إلى المغرب كفى إذا كان بيقين .
  وقال العالم ( عليه السلام ) : في القرآن شفاء من كل داء .

( في السور وما جاء فيها )
  روي عن العالم ( عليه السلام ) أنه قال : من نالته علة فليقرأ عليها أم الكتاب ـ سبع مرات ـ فإن سكنت وإلا فليقرأها سبعين مرة ، فإنها تسكن.
  روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال في الحمد لله ـ سبع مرات ـ : شفاء من كل داء ، فإن عوذ بها صاحبها مائة مرة وكان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح .
  وروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم رددت فيه الروح ما كان عجبا .
  عن الباقر ( عليه السلام ) قال : إذا كانت بك علة تتخوف على نفسك منها فاقرأ سورة الانعام ، فإنه لا ينالك من تلك العلة ما تكره .

مكارم الأخلاق _ 364 _

  عنه ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة النحل في كل شهر كفى المغرم في الدنيا (1) وسبعين نوعا من أنواع البلاء ، أهونها الجنون والجذام والبرص ، وفي رواية للتحرز من إبليس وجنوده وأشياعه .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة لقمان في كل ليلة وكل الله عز وجل به في ليلته ملائكة يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يصبح ، فإن قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يمسي .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ، فمن قرأ يس قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي ، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة ، وإن مات في يومه أدخله الله الجنة ( تمام الخبر ) ، وفي رواية تقرأ للدنيا والاخرة وللحفظ من كل آفة وبلية في النفس والاهل والمال .
  وروي أنه من كان مغلوبا على عقله قرئت عليه يس أو كتبه وسقاه فإنه يبرأ ، فإن كتبته بماء الزعفران في إناء من زجاج فهو خير فإنه يبرأ .
  وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة ، مدفوعا عنه كل بلية في حياة الدنيا ، مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم ولا من جبار عنيد ، وفي رواية تقرأ للشرف والجاه والعز في الدنيا والاخرة .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة الزمر في يومه أو ليلته أعطاه الله شرف الدنيا والاخرة وأعزه بلا عشيرة ولا مال .
  ومن قرأ سورة الطور جمع الله عزوجل له خير الدنيا والاخرة .
  ومن قرأ سورة الواقعة في كل ليلة جمعة أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا ، وهي في أمير المؤمنين وأولاده ( عليهم السلام ) .
  ومن قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلاة فريضة وأدمنها لم ير في أهله وبدنه وماله

---------------------------
(1) المغرم ـ كمكرم ـ : المولع بالشيء ، وما يلزمه الانسان من الغرامة .

مكارم الأخلاق ـ 365 ـ

  سوء ولا خصاصة .
  عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للايمان ونور له بصره ولا يصيبه فقر أبدا ولا جنون في بدنه ولا في ولده. وفي رواية ويكون محمودا عند الناس .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من أكثر قراءة قل أوحي لم يصبه في حياته الدنيا شيء من أعين الجن [ والانس ولا السخرة ] ولا نفثهم ولا سحرهم ولا كيدهم .
  ومن قرأ سورة المزمل في العشاء الاخرة أو في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع السورة [ وأحياه حياة طيبة وأماته ميتة طيبة ] .
  ومن قرأ سورة والنازعات لم يدخله الله الجنة إلا ريان ولا يدركه في الدنيا شقاء ابدا ، وروي أنها شفاء لمن سقي سما أو لدغة ذو حمة من ذوات السموم (1).
  ومن قرأ على الماء والسماء ذات البروج [ وسقاه من سقي سما ] فإنه لا يضره إن شاء الله.
  ومن قرأ إنا أنزلناه في كل فريضة من الفرائض نادى مناد : يا عبد الله قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل .
  ومن قرأ إذا زلزلت في نوافله لم تصبه زلزلة أبدا ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا .
  ومن قرأ ويل لكل همزة في فرائضه نفت عنه الفقر وجلبت إليه الرزق وتدفع عنه ميتة السوء.
  ومن قرأ يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد وإن كان شقيا محى من ديوان الاشقياء وأثبت في ديوان السعداء وأحياه الله سعيدا وأماته شهيدا وبعثه شهيدا .
  عن الرض ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا أصاب أحدكم صداع أو غير ذلك فبسط يديه وقرأ فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد والمعوذتين ومسح بهما وجهه

---------------------------
(1) اللدغة : اللسعة ، والحمة ـ بالتخفيف وقد تشدد ـ : السم والابرة .

مكارم الأخلاق _ 366 _

  روي عن الصادق ( عليه السلام ) أن الله عزوجل عوض فاطمة عليها السلام من فدك طاعة الحمى لها ، فأيما رجل أحبها وأحب ولدها فأصابته الحمى فقرأ ألف مرة قل هو الله أحد ثم سأل بحق فاطمة عليها السلام زالت عنه الحمى بإذن الله تعالى .
  ومن قرأ إذا جاء نصر الله في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من اصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو من أهل النار .
  وقال ( عليه السلام ) : من آوى إلى فراشه فقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة حفظ في داره وفي دويرات حوله .

( في الاستشفاء بآيات التهليل من القرآن )
( التهليل في القرآن يستشفى به من سائر الامراض )
  بسم الله الرحمن الرحيم ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) (1) .
  ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ـ إلى قوله وهو العلي العظيم ) (2) .
  بسم الله الرحمن الرحيم ( ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) (3) ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (4) ، ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) ـ إلى قوله ـ ( سريع الحساب ) (5) .
  (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ، الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) (6) .
  ( ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) (7) .
  ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (8) .
  ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

---------------------------
(1) سورة البقرة : الاية 158 .
(2) سورة البقرة : الاية 256 .
(3) سورة آل عمران : الاية 1 .
(4) سورة آل عمران : الاية 4 .
(5) سورة آل عمران : الايات 16 و 17 .
(6) سورة النساء : الايات 8 و 98 .
(7) سورة الانعام : الاية 102 .
(8) سورة الانعام : الاية : 106 .

مكارم الأخلاق _ 367 _

  الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ـ إلى قوله وهو العلي العظيم ) (1) .
  ( وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (2) .
  ( فإن تولو فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) (3) .
  ( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (4) .
  ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (5) .
  ( قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ) (6) .
  ( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ) (7) .
  ( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ، الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى ) (8) .
  ( إنك بالواد المقدس طوى ، وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى ، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري ، إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) (9) ، ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) (10) .
  ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (11) .
  ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (12) .

---------------------------
(1) سورة الاعراف : آية : 157 و 158 .
(2) سورة التوبة : آية 31 .
(3) سورة التوبة : آية 129 .
(4) سورة يونس : آية 90 .
(5) سورة هود : آية 14 .
(6) سورة الرعد : آية 29 .
(7) سورة النحل : آية 2 .
(8) سورة طه : آية 6 و 7 .
(9) سورة طه : آية 12 إلى 15 .
(10) سورة طه : آية 98 .
(11) سورة الانبياء : آية 25 .
(12) سورة الانبياء : آية 87 .

مكارم الأخلاق _ 368 _

  ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) (1).
  ( وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (2).
  ( وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (3).
  ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) (4).
  ( إنا كذلك نفعل بالمجرمين ، إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ، بل جاء بالحق وصدق المرسلين ) (5).
  ( غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) (6).
  ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) (7) ، ( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (8).
  ( رب السموات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين ، لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين ) (9).
  ( أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ * فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) (10).
  ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (11).

---------------------------
(1) سورة المؤمنون : آية 117.
(2) سورة النمل : آية 25 و 26.
(3) سورة القصص : آية 71.
(4) سورة فاطر : 3.
(5) سورة الصافات : الايات 33 إلى 37.
(6) سورة المؤمن : آية 3.
(7) سورة المؤمن : آية 64.
(8) سورة المؤمن : آية 65.
(9) سورة الدخان : آية 6 و 7.
(10) سورة محمد : آية 20 و 21.
(11) سورة الحشر : الايات 21 إلى آخر السورة.

مكارم الأخلاق _ 369 _

  ( فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (1) .
  ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) (2).
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي أمان لك من الحرق أن تقول : سبحانك ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، يا علي أمان لك من الوسواس أن تقول : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) (3) ، يا علي أمان لك من كل سوء تخافه أن تقول : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

( للحمى والصداع )
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : يكتب للحمى والصداع ويعلق على العضد الايمن بسم الله الرحمن الرحمن الحمد لله رب العالمين تمام السورة والمعوذتين و قل هو الله أحد ـ بتمامها ـ ، بسم الله الرحمن الرحيم رب الناس أذهب البأس واشفه يا شافي فإنه لا شفاء إلا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، بسم الله الرحمن الرحيم ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، كذلك صاحب كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ، اسكن أيها الصداع والالم بعزة الله ، اسكن بقدرة الله ، اسكن بجلال الله ، اسكن بعظمة الله ، اسكن بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، وذا النون إذا ذهب مغاضبا إلى قوله ( نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) (4) ، ولا حول ولا قوة إلا

---------------------------
(1) سورة التغابن : آية 12 و 13 .
(2) سورة المزمل : آية 9 .
(3) سورة بني إسرائيل : الايات 47 و 48 و 49 .
(4) سورة الانبياء : آية 87 و 88 ، ( مكارم الاخلاق ـ 24 )

مكارم الأخلاق _ 370 _

  بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

( للحمى وغيرها )
  قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لبعض أصحابه وقد اشتكى وعكا : حل أزرار قميصك وأدخل رأسك في جيبك وأذن وأقم واقرأ الحمد سبع مرات ، قال : ففعلت فكأنما نشطت من عقال.

( للحمى أيضا )
  عنه ( عليه السلام ) قال : تدخل رأسك في جيبك فتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس كل واحدة ثلاث مرات ، وتقول : أعيذ نفسي بعزة الله وقدرة الله وعظمة الله وسلطان الله وبجمال الله وبجلال الله وبرسول الله وبعترته صلى الله عليه وعليهم [ وبولاة أمر الله ] من شر ما أخاف وأحذر وأشهد أن الله على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله ، اللهم اشفني بشفائك وداوني بدوائك وعافني [ بحق أنبيائك وأوليائك ] من بلائك [ برحمتك يا أرحم الراحمين ].

( وفي رواية اخرى )
  قال ( عليه السلام ) : تدخل رأسك في جيبك وتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وتقرأ قل هو الله أحد ـ ثلاث مرات ـ وآخر الحشر ـ ثلاث مرات ـ عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : شكا رجل إليه من حمى قد تطاولت ، فقال : اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه بجرعة من ماء فاشربه (1).
  ( مثله )
  عن بعض الصادقين عليهما السلام قال : يؤخذ من تربة الحسين ( عليه السلام ) وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد وتسقى من به ألم : سلام قولا من رب رحيم ، حسبي الله ونعم الوكيل ، طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، ( إن الله يمسك

---------------------------
(1) داف الشيء بالماء يدوفه : بله وخلطه به .

مكارم الأخلاق _ 371 _

  السموات الاية ) (1) ، يريد الله أن يخفف عنكم ، الان خفف الله عنكم ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، ادرأ عن فلان ابن فلانة الحر والبرد والمليلة (2) وجميع الالام والاسقام والاعراض والامراض والاوجاع والصداع ، طسم ، ( طس ) بأسماء الله ، حمعسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين وصلواته على [ سيدنا ] محمد النبي وآله الطاهرين ، يا من تزول الجبال ولا يزول صل على محمد وآل محمد وأزل كل ما بفلان بن فلانة من مرض وسقم وألم إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله وحده وصلاته على محمد النبي وآله أجمعين .

( مثله )   يكتب على القرطاس ويعلق عليه : وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ ) [ إلى آخر الاية ] (3) ، ( وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) ، ( ما كان محمد ) إلى قوله ( عَلِيمًا ) (4) ، ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ) ـ إلى قوله ـ ( فِي الْإِنجِيلِ ) (5) ، ( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ ) (6) الاية ، ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا ، الملك لله الواحد القهار ، ثم يقول : باسم الله المكتوب على ساق العرش.

( للحمى الربعية ) (7)   يكتب ويعلق على العضد الايمن : بسم الله الرحمن الرحيم ، ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا يا شافي

---------------------------
(1) سورة فاطر : آية 39 .
(2) المليلة : العمى الباطنة ، وأيضا : شدة العطش .
(3) سورة آل عمران : آية 144 .
(4) سورة الاحزاب : آية 40 .
(5) سورة الفتح : آية 29 .
(6) سورة الصف : آية 6 .
(7) الحمى الربع والربيعة ـ بالكسر ـ : أن تعرض يوما وتدع يومين ثم تأتي في الرابع .

مكارم الأخلاق _ 372 _

  يا كافي يا معافي وبالحق أنزلناه وبالحق نزل باسم فلان بن فلانة ببسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ولا غالب إلا الله.
  ( اخرى )
  يكتب على كتفه : ( ببسم الله الرحمن الرحيم ) ، ألم نشرح لك صدرك ـ إلى آخرها ـ ، لا بأس برب الناس أذهب البأس أشف ابتلائي لا شفاء إلا شفاؤك ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) (1).

( للحمى النافض ) (2)   باسم الله مرج البحرين يلتقيان بينهما برزح لا يبغيان ، وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ، يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، ألا إن حزب الله هم الغالبون ، ولقد سبقت كلمتنا ـ إلى قوله ـ ( الْغَالِبُونَ ) (3).
( للربع )   عن الحسن الزكي ( عليه السلام ) قال : اكتب على ورقة : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وعلقه على المحموم، وإذا أخذته الحمى يكتب في قرطاس هذه الاية ويشد على عضده : ( قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ ) (4) ، ويكتب ( بطلط بطلطلط ) ويقول : عقدت على اسم الله حمى فلان ، ويشد على ساقه اليسرى.
  ( مثله )
  ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناى ثم جعلنا الشمس عليه دليلا .
( للصداع والشقيقة )   عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اقرأ ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا ، ( تكاد السموات يتفطرن منه ) ـ إلى قوله ـ ( هدا ) (5) ، ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) ـ الاية ـ (6) ، ( يا أرض بلعي

---------------------------
(1) سورة مريم : آية 3 .
(2) النافض : حمى الرعدة .
(3) سورة الصافات : الايات : 171 و 173 .
(4) سورة يونس : آية 60 .
(5) سورة مريم : آية 90 .
(6) سورة يس : آية 8 .

مكارم الأخلاق _ 373 _

  ماءك ويا سماء أقلعي الاية ) (1).
  ( مثله )
  ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا ) ـ إلى قوله ـ ( نُسُكٍ ) (2) ، يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، اسكن سكنتك يا وجع الرأس بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم.
  ( مثله )
  اشتكى إلى الصادق ( عليه السلام ) رجل من الصداع ، فقال : ضع يدك على الموضع الذي يصدعك واقرأ : آية الكرسي وفاتحة الكتاب ، وقل : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أجل واكبر مما أخاف واحذر ، اعوذ بالله من عرق نعار (3) وأعوذ بالله من حر النار.

( للصداع )   روى عمر بن حنظلة قال : شكوت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) صداعا يصيبني ، فقال : إذا أصابك فضع يدك على هامتك وقل : لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، وإذا قيل لهم تعالو إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا .

( للشقيقة )   عن الرضا ( عليه السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ، ويكتب : اللهم إنك لست بإله استحدثناه ( إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد إن شاء الله تعالى ).

( للصداع وغيره )   عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من كان به صدع أو غيره فليضع يده على ذلك الموضع وليقل : اسكن سكنتك بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم .

---------------------------
(1) سورة هود : آية 44 .
(2) سورة البقرة : آية 196 .
(3) النعار : العرق أو الجرح يفور منه الدم ، يقال نعر العرق : فار منه الدم ، أو صوت لخروج الدم .

مكارم الأخلاق _ 374 _

  عنه ( عليه السلام ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح يده على وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجده .
  ( مثله )
  عمرو بن إبراهيم قال : شكوت إلى الرضا ( عليه السلام ) مرة كنت أجد مما يأخذني منها شبيه الجنون وصداع غالب ، فقال : عليك بهذه البقلة التي تلتف ، فدقها فضعها على رأسك ومر أهلك فليضعوها على رؤوس صبيانهم فإنها نافعة لهم بإذن الله ، ففعلت فسكن عني الوجع ، وتلك البقلة هي اللبلاب (1).
  وعنه ( عليه السلام ) في الصداع قال : فليختضب بالحناء .
  ( مثله )
  شكا رجل من أهل مرو إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) الصداع ، فقال : ادن مني ، فمسح رأسه ثم قال : إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا .
  معاوية بن عمار قال : شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ريح الشقيقة ، فقال : إذا فرغت من الفريضة فضع سبابتك اليمنى بين عينيك وقل ـ سبع مرات ـ وأنت تمرها على حاجبك الايمن : يا حنان اشفني ، ثم تمرها على يسارك وتقول : يا منان اشفني ، ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل : يا من له ما سكن في الليل والنهار وما في السموات والارض صل على محمد وأهل بيته وسكن ما بي .

( رقية للشقيقة )
  بسم الله الرحمن الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا ـ إلى ـ أنت الوهاب ، فإن برئ وإلا أخذت حمصة بيضاء ونصف ودققتها دقا ناعما وقرأت عليها : قل هو الله أحد ـ ثلاث مرات ـ وسقيتها للمريض .

( لوجع العين )
  عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي

---------------------------
(1) اللبلاب : نبت يلوي على الشجر وورقه كورق اللوبياء .

مكارم الأخلاق _ 375 _

  وفي قلبه أنه يبرأ ويعافى فإنه يعافى إن شاء الله تعالى ، وقيل : إن من يقول كل يوم : فجعلناه سميعا بصيرا تسلم عينه من الافات.
  ونظر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى سلمان ـ رضي الله عنه ـ وهو أرمد ، فقال له : لا تأكل التمر ولا تنم على جنبك الايسر.
  ( مثله )
  يقرأ على الماء ثلاث مرات ويغسل به وجهه : فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ـ إلى قوله ـ يبصرون .
  ( مثله )
  وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين .

( للشبكور )   عن أبي يوسف المعصب قال : قلت لابي الحسن الاول ( عليه السلام ) : أشكو إليك ما أجد في بصري وقد صرت شبكورا ، فإن رأيت أن تعلمني شيئا ؟ قال : أكتب هذه الاية : ( الله نور السموات والارض) الاية (1) ـ ثلاث مرات ـ في جام ثم اغسله وصيره في قارورة واكتحل به ، قال : فما اكتحلت إلا أقل من مائة ميل حتى صح بصري أصح مما كان أول ما كنت .

( لوجع الاذن )   يقرأ على دهن الياسمين أو البنفسج ـ ثلاث مرات ـ قوله تعالى : ( كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ) ، ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ، ويصب في الاذن.

( لوجع الضرس )   اقرأ فاتحة الكتاب ـ ثلاث مرات ـ و ( قل هو الله أحد ) ـ ثلاث مرات ـ ثم قل : ( يا ضرس أبا الحار تسكنين ، أم بالبارد تسكنين ، أم باسم الله تسكنين ، اسكن أسكنتك بالذي سكن له ما في السموات وما في الارض وهو السميع العليم ) ،

---------------------------
(1) سورة النور : آية 3 .