من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا بأس بجز الشمط ونتفه ، وجزه أحب إلي من نتفه
.
وعنه ، عن علي عليهما السلام : أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه.
عنه ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه نهى عن الترجل مرتين في يوم .
وعنه ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يرجل شعره وأكثر ما كان يرجله بالماء .
من كتاب النجاة : من أراد النظر في المرآة فليأخذها بيده اليسرى وليقل : بسم الله ويضع يده اليمنى على أم رأسه ويمسح بها وجهه ويقبض على لحيته وينظر في المرآة ويقول : الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا وزانني ولم يشني وفضلني على كثير من خلقه ومن علي بالاسلام ورضيه لي دينا ، فإذا وضع المرآة من يديه فليقل : اللهم لا تغير ما بنا من نعمتك واجعلنا لانعمك من الشاكرين .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لعلي : يا علي ، إذا نظرت في المرآة فقل : اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ورزقي .
وعن الصادق ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي ، الحمد لله الذي زان مني ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام .
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، سئل الرضا عن قول الله عزوجل : خذوا زينتكم عند كل مسجد قال : من ذلك التمشط عند كل صلاة .
وقال الصادق ( عليه السلام ) في قوله عزوجل : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) .
قال : المشط ، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس .
وقال أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك ، فإنه يذهب بالهم والوباء .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما .
من روضة الواعظين : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول : إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم .
وفي رواية عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من امتشط قائما ركبه الدين .
عن الكاظم ( عليه السلام ) : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى ، وقال ( عليه السلام ).
لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه
(1) .
عنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه .
وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه .
وعنه ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار ، وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفرة لم يبلغ الفرق
(2) .
وعن الكاظم ( عليه السلام ) قال : ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن .
ومن كتاب اللباس ، عن أيوب بن هارون قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفرق شعرة ؟ قال : لا ، وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا طال
---------------------------
(1) المكاحل : جمع مكحلة ـ بالضم ـ ومكحل ـ بالكسر ـ والمداهن : جمع مدهن ـ بالضم ـ آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن .
(2) يقال : فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا ، والوفرة : ما سال من الشعر إلى شحم الاذن.
مكارم الأخلاق _ 71 _
عن عمرو بن ثابت عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت : يزعمون ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرق قال : وما فرق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما كانت الانبياء تمسك الشعر .
عن الصادق ( عليه السلام ) : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر .
عن يزيد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله : المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء .
وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : المشط يذهب بالوباء ، والدهن يذهب بالبؤس .
وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم .
عن أبي عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن العاج فقال : لا بأس به وإن لي منه لمشطا .
عن القاسم بن الوليد قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن عظام الفيل ـ مداهنها وأمشاطها ؟ فقال ( عليه السلام ) : لا بأس بها.
وعنه ( عليه السلام ) : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك .
عن محمد بن عيسى ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن آنية الذهب والفضة ؟ فكرهها ، فقلت : روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسن ( عليه السلام ) مرآة ملبسة فضة ، فقال ، لا والحمد لله ، إنما كانت لها حلقة فضة ، وقال : إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره .
وعنه ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض ، واعزل فمك عن موضع الفضة ،
وعن الصادق ( عليه السلام ) من كتاب النجاة قال : إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه ، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول : اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء ، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول : اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي ، ثم يسرح على حاجبيه ويقول : اللهم زيني بزينة الهدى ، ثم يسرح الشعر من فوق ، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا : اللهم سرح
مكارم الأخلاق _ 72 _
عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان ، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ : إنا أنزلناه في ليلة القدر .
عن يحيى بن حماد ، عن سليمان بن يحيى قال : تهيأ الرضا ( عليه السلام ) يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه ، فدعا بالمشط وجعل يمشط ، ثم قال : يا سليمان أخبرني أبي عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا .
من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنه قال : التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور
(1) .
عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب ، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج
(2) الجلدة .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : تسريح الرأس يقطع البلغم ، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام ، وتسريح العارضين يشد الاضراس .
وسئل عن حلق الرأس ؟ قال : حسن .
عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا
(3) .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر .
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : التمشط من قيام يورث الفقر ، وروي أنه قال : إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ والعاديات ضبحا ، ثم قل : اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان .
---------------------------
(1) الدودة : دويبة صغيرة مستطيلة ، والعمور كفلوس : اللحم الذي بين الاسنان .
(2) مخج بالخاء بعدها جيم كمنع : جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ .
(3) السل : انتزاع الشيء وخروجه في رفق .
مكارم الأخلاق _ 73 _
الفصل الرابع :
في الحجامة
من طب الائمة ، قال الصادق ( عليه السلام ) : إن للدم ثلاث علامات : البثر
(1) في الجسد والحكة ودبيب الدواب ، وفي حديث آخر والنعاس ، وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال : انظروا في وجهه ، فإن قالوا : أصفر قال : هو من المرة الصفراء ، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا : أحمر قال : دم ، فيأمر بالحجامة .
وروي عنهم ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احتجموا ، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله
(2) .
وروى الانصاري قال : كان الرضا ( عليه السلام ) ربما تبيغه الدم ، فاحتجم في جوف الليل.
عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين .
عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إياك والحجامة على الريق
(3) .
وعنه ( عليه السلام ) قال في الحمام : لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام ، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا ، فإنه أدر للعرق
(4) وأسهل لخروجه وأقوى للبدن.
وروي عن العالم ( عليه السلام )
(5) أنه قال : الحجامة بعد الاكل ، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء ، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء.
---------------------------
(1) البثر : خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه ، ودبيب الدواب : ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل .
(2) تبيغ أي هاج ، والتبييغ : ثوران الدم وهيجانه ، وفي بعض النسخ فقتله .
(3) الريق : لعاب الفم ما دام فيه ، فإذا خرج فهو بزاق .
(4) يقال : أدر للشيء أي أنفع له ، من الدر بمعنى خير كثير ، وفي بعض النسخ للعروق .
(5) والمراد بالعالم في الاخبار والروايات ، الامام السابع ، موسى بن جعفر ( عليه السلام )
مكارم الأخلاق _ 74 _
عن زيد الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فدعا بالحجام ، فقال له : إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها ، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال : هذا يطفي المرار .
وعنه ( عليه السلام ) أنه قال لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل : بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء ، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير ، لان الله عزوجل يقول في كتابه : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )
(1) .
عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : أي شيء تأكلون بعد الحجامة ؟
فقلت الهندباء والخل ، فقال : ليس به بأس .
وروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه احتجم ، فقال : يا جارية هلمي ثلاث سكرات ، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي
(2) ويزيد في القوة .
عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء .
وعنه ( عليه السلام ) ، إنه مر بقوم يحتجمون ، فقال : ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد ، فإنه يكون أنزل للداء .
وعنه ( عليه السلام ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحتجم يوم الاثنين بعد العصر .
عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة .
وقال ايضا : احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين ، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم .
---------------------------
(1) سورة الاعراف آية 188 .
(2) الطمي من طمي الماء : ارتفع وملا ، وفي بعض النسخ الطري .
مكارم الأخلاق _ 75 _
وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب .
عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح
(1) فلا يلومن إلا نفسه .
وروى الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال : إنه يوم نحس مستمر .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا ، وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس ، فإذا زالت الشمس تفرق ، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال .
وعن المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق ( عليه السلام ) وهو يحتجم يوم الجمعة ، فقال : أو ليس تقرأ آية الكرسي ؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة .
عن ابي الحسن ( عليه السلام ) قال : لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت .
عن شعيب العقرقوفي
(2) قال : دخلت على ابي الحسن ( عليه السلام ) وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ] ، فقلت : إن هذا يوم يقول الناس : من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه ، فقال : انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم ، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار .
من الفردوس ، عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن ، ولقد أوصاني جبريل ( عليه السلام ) بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه .
---------------------------
(1) الوضح ـ محركة ـ : البرص
(2) العقرقوف : قرية من نواحي دجيل ، أربعة فراسخ من بغداد ، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، إبن اخت أبي بصير ـ يحيى بن قاسم ـ ثقة ، وله كتاب .