استطعت أن لا تقل منه فافعل ، فإن كل صلاة تصليها بالسواك تفضل على التي تصليها بغير سواك أربعين يوما .
  ومن كتاب اللباس لابي النضر العياشي عن أبي جميلة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : نزل جبريل بالخلال والسواك والحجامة .
  وعنه ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نظفوا طريق القرآن ، قالوا : يا رسول الله ، وما طريق القرآن ؟ قال : أفواهكم ، قالوا : بماذا ؟ قال : بالسواك .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : طهروا أفواهكم فإنها مسالك التسبيح .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر .
  [ من تهذيب الاحكام ] عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : السواك مرضاة لله عز وجل وسنة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومطيبة للفم.
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : السواك على المقعدة يورث البخر (1) .
  عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ : السواك والصوم وقراءة القرآن .

---------------------------
(1) المقعدة : مكان المخصوص للتخلي ، والبخر محركة : ريح الفم .

مكارم الأخلاق _ 52 _

الباب الثالث : في آداب الحمام وما يتعلق به ، وفيه ستة فصول :
الفصل الاول
في كيفية دخول الحمام
  من كتاب من لا يحضره الفقيه عن محمد بن حمران قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع فيه ثيابك : اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الايمان ، وإذا دخلت البيت الاول فقل : اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من آذاه .
  وإذا دخلت البيت الثاني فقل : اللهم أذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي ، وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلغ منه جرعة فافعل ، فإنه ينقي المثانة ، والبث في البيت الثاني ساعة ، وإذا دخلت البيت الثالث فقل : نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار ، وإياك وشرب الماء البارد والفقاع (1) في الحمام ، فإنه يفسد المعدة ، ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن ، وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت ، فإنه يسل الداء من جسدك ، فإذا [ خرجت من الحمام ] ولبست ثيابك فقل : اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى ، فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء ، ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر .
  وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر ( عليه السلام ) فقال : أكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ينهى عن قراءة القرآن في الحمام ؟ فقال : لا ، إنما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان ، فإذا كان عليه ازار فلا بأس .

---------------------------
(1) إن الفقاع ، وإن كان حراما في كل حال ، إلا أنه ( عليه السلام ) أكد حرمة شربه في الحمام.

مكارم الأخلاق _ 53 _

  قال علي بن يقطين للكاظم ( عليه السلام ) : أقرأ في الحمام وأنكح ؟ قال : لا بأس .
  وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : نعم البيت الحمام ، تذكر فيه النار ويذهب بالدرن .
  وقال ( عليه السلام ) : بئس البيت الحمام يهتك الستر ويذهب بالحياء ، وقال الصادق ( عليه السلام ) : بئس البيت بيت الحمام يهتك الستر ويبدي العورة ، ونعم البيت بيت الحمام يذكر حر جهنم ، ومن الادب أن لا يدخل الرجل ولده معه الحمام فينظر إلى عورته وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يبعث بحليلته إلى الحمام ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام .
  وقال الكاظم ( عليه السلام ) : لا تدخلوا الحمام على الريق ولا تدخلوه حتى تطعموا شيئا .
  من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفئ عنك وهج المعدة (1) وهو أقوى للبدن ولا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد أن ينظر كيف صوته .
  وعن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت : أيتجرد الرجل عند صب الماء ويرى عورته الناس ، أو يصب عليه الماء ، أو يرى هو عورة الناس ؟ فقال : كان أبي يكره ذلك من كل أحد .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا يستلقين أحد في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين .
  وقال بعضهم : خرج الصادق ( عليه السلام ) من الحمام فلبس وتعمم ، فقال : فما تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء والصيف.
  وقال موسى بن جعفر : الحمام يوم ويوم لا ، يكثر اللحم وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين .
  وقال عبد الرحمن بن مسلم : كنت في الحمام في البيت الاوسط ، فدخل أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وعليه إزار فوق النورة فقال : السلام عليكم ، فرددت عليه

---------------------------
(1) الوهج أصله اتقاد النار واشتداد حره . والمراد به هنا تسكين اشتداد حرارة المعدة

مكارم الأخلاق _ 54 _

  ودخلت البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام فلا بأس ، وإن لم يغسلهما فلا بأس .
  وخرج الحسن بن علي ( عليه السلام ) من الحمام فقال له رجل : طاب استحمامك ، فقال : يا لكع (1) وما تصنع بالاست ههنا ؟ قال : فطاب حمامك ، قال : إذا طاب الحمام فما راحة البدن ؟ قال : فطاب حميمك ، قال : ويحك أما علمت أن الحميم العرق ؟ قال : فكيف أقول ؟ قال : قل : طاب ما طهر منك وطهر ما طاب منك .
  قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام : طاب حمامك فقل له : أنعم الله بالك .
  وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الداء ثلاثة والدواء ثلاثة ، فأما الداء فالدم والمرة والبلغم ، فدواء الدم الحجامة ودواء البلغم الحمام ودواء المرة المشي (2) .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن ، فأما التي يسمن فإدمان الحمام وشم الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة ، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والضلع (3) يعني بإدمان الحمام انه يوم ويوم لا ، فإنه إن دخل كل يوم نقص من لحمه .
  عن الباقر ( عليه السلام ) قال : ماء الحمام لا بأس به إذا كان له مادة (4) .
  عن داود بن سرحان قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : ما تقول في ماء الحمام ؟
  قال : هو بمنزلة الماء الجاري .
  عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره أفأغتسل من مائه ؟ قال : نعم لا بأس أن يغتسل منه الجنب ، ولقد اغتسلت

---------------------------
(1) اللكع كالصرد : اللئيم والعبد والاحمق ، والاست : الاساس والاصل والسافلة ، والمراد هنا القبل والدبر .
(2) المرة ـ بالكسر فالتشديد ـ : خلط من أخلاط البدن كالصفراء والسوداء .
(3) الضلع : امتلاء البطن شبعا أو ريا حتى يضلع أضلاعه .
(4) المراد إن ماء الحمام طاهر لا ينجسه شيء إذا كان له منبع .

مكارم الأخلاق _ 55 _

  فيه ثم جئت فغسلت رجلي وما غسلتهما إلا مما التزق بهما من التراب .
  عن زرارة قال : رأيت الباقر ( عليه السلام ) يخرج من الحمام ، فيمضي كما هو لا يغسل رجله حتى يصلي .
  عن الصادق ( عليه السلام ) : اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فإنه يذهب بالشقيقة ، فإذا خرجتم فتعمموا .
  عن محمد بن موسى عن الباقر والصادق ( عليهما السلام ) قال : إذا خرجنا من الحمام خرجنا متعممين شتاء [ كان أو ] صيفا ، وكانا يقولان : هو أمان من الصداع .
  وروي : إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد ليسكن به الحرارة .
  ومن كتاب طب الائمة عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء واحتجموا يوم الاربعاء وأصيبوا من الحمام حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة .
  من كتاب الخصال عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الاربعاء ، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس ، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة .
  ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال : دخل علينا أبوالحسن الاول ( عليه السلام ) الحمام ونحن فيه ، فسلم ، قال : فقمت أنا فاغتسلت وخرجت .
  عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام المدينة فإذا رجل في المسلخ فقال : ممن القوم ؟ فقلنا : من أهل العراق ، قال : من أي العراق ؟
  فقلنا : من أهل الكوفة ، قال : مرحبا [ وسهلا ] وأهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار (1) ، ثم قال : ما يمنعكم من الازار ؟ فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : عورة المسلم على المسلم حرام ، قال : فبعث عمي من أتى له بكرباسة فشقها أربعة ، ثم أخذ كل واحد منا واحدة فاتزر بها ، فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الشيخ فإذا هو علي بن الحسين ( عليه السلام ) وابنه محمد الباقر ( عليه السلام ) معه .

---------------------------
(1) الشعار ـ بالكسر ـ : ما يلي شعر الجسد من اللباس ، والدثار ـ بالكسر ـ : ما يتدثر به الانسان من كساء .

مكارم الأخلاق _ 56 _

الفصل الثاني : في ستر العورة
  من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ، ونهى عن دخول الانهار إلا بمئزر ، وقال : إن للماء أهلا وسكانا .
  عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : إذا تعرى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه ، فاتزروا .
  وعنه ( عليه السلام ) : نهى أن يدخل الرجل الحمام إلا بمئزر .
  وعن الباقر عن أبيه عن علي عليهم السلام قال : قيل له : إن سعيد بن عبد الملك يدخل بجواريه الحمام ، قال : لا بأس به إذا كان عليه وعليهن الازار ولا يكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض (1) .
  وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : إنما أكره النظر إلى عورة المسلم ، فأما النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه ، فإذا كان مخالفا له فلا شيء عليه في الحمام .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : الفخذ ليس بعورة .
  عن أبي بصير قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : يغتسل الرجل بارزا ؟ فقال : إذا لم يره أحد فلا بأس .
  من تهذيب الاحكام عن حذيفة بن منصور قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) شيء يقوله الناس : عورة المؤمن على المؤمن حرام ، فقال : ليس حيث تذهب إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة ، أو يتكلم بشيء يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيره به يوما .

---------------------------
(1) الحمر جمع الحمار ، والسوءة بالفتح : العورة.

مكارم الأخلاق _ 57 _

  عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن عورة المؤمن أهي حرام ؟ قال : نعم ، [ ف ] قلت : أعني سفليه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنما هو إذاعة سره .
  عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في عورة المؤمن على المؤمن حرام ، قال : ليس أن يكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تزري عليه (1) أو تعيبه .

الفصل الثالث : في التدلك بالخزف والزيت والدقيق وغير ذلك
  من كتاب من لا يحضره الفقيه عن علي ( عليه السلام ) قال : لا يستلقين أحدكم في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين ، ولا يدلكن رجله بالخزف فإنه يورث الجذام .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا تدلكن بالخزف فإنه يورث البرص ، ولا تمسح وجهك بالازار فإنه يذهب بماء الوجه ، وروي أن ذلك طين مصر وخزف الشام .
  وقال ( عليه السلام ) : إياكم والخزف فإنه يبلي الجسد [ و ] عليكم بالحزق (2) .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة ، ولا بأس أن يتدلك بالدقيق الملتوت بالزيت ، وليس فيما ينفع البدن إسراف ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا بأس أن يمس الرجل الخلوق (3) في الحمام ، يمسح به يده من شقاق يداويه ولا يستحب إدمانه ولا أن يرى أثره عليه .
  ومن كتاب اللباس عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في الرجل يطلي بالنورة فيتدلك بالزيت والدقيق ، قال : لا بأس .
  عن أبي السفاتج ، عن بعض أصحابه أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقال : إنا

---------------------------
(1) يقال : أزرى عليه عمله أي عاتبه أو عابه عليه .
(2) يقال : حزق الشيء حزقا أي شده وضغطه وعصره .
(3) الخلوق : ضرب من الطيب يتخلق به ، قيل : هو مائع وفيه صفرة وأعظم أجزائه الزعفران .

مكارم الأخلاق _ 58 _

  نكون في طريق مكة فنريد الاحرام ، فلا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة ، فنتدلك بالدقيق فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم ، قال ( عليه السلام ) : مخافة الاسراف ؟
  قلت : نعم ، قال : ليس فيما أصلح البدن إسراف ، إني ربما أمرت بالنقي فيلت (1) بالزيت فأتدلك به ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن ، قلت : فما الاقتار ؟
  قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره ، قلت : فالقصد ؟ قال : الخبز واللحم واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا .
  وعن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنه سئل عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل الدقيق يلته به ويتمسخ به بعد النورة ليقطع ريحها ؟ قال : لا بأس .

الفصل الرابع : في حلق الرأس والعانة والابط
  من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لرجل : احلق فإنه يزيد في جمالك .
  قال الصادق ( عليه السلام ) : حلق الرأس في غير [ ال ] حج و [ الع ] مرة مثله لاعدائكم وجمال لكم ، ثم قال إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وعلامتهم التسبيد وهو الحق وترك التدهن .
  ومن كتاب نوادر الحكمة عن الصادق عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : لا تحلقوا الصبيان القزع (2) .
  ومن تهذيب الاحكام عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بصبي [ ل ] يدعو له وله قنازع (3) فأبى أن يدعو له وأمر بحلق رأسه ، وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحلق شعر البطن ، قال النوفلي : القزع أن تحلق موضعا وتترك موضعا .
  وعن الباقر ( عليه السلام ) قال : ختن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين ( عليهما السلام )

---------------------------
(1) يقال لت الشيء أي بله وخلطه بشيء من ماء او السمن ، او غير ذلك .
(2) القزع محركة : أخذ بعض الشعر وترك بعضه غير محلوقة تشبيها بقزع السحاب .
(3) القنازع : جمع قنزعة وهي الشعر حول الرأس ، والفضلة من الشعر تترك على رأس الصبي أيضا .

مكارم الأخلاق _ 59 _

  لسبعة أيام ، وحلق رؤسهما وتصدق بزنة الشعر فضة ، وعق عنهما وأعطى القابلة طرائف .
  وروي إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدأ من الناصية إلى العظمين وليقل : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة فإذا فرغ فليقل : أللهم زيني بالتقوى وجنبني الردى .
  ومن كتاب طب الائمة عن الصادق ( عليه السلام ) : التنظف بالموسى في كل سبع ، وبالنورة في كل خمسة عشر يوما .
  ومن كتاب اللباس قال الرضا ( عليه السلام ) : ثلاث من عرفهن لم يدعهن : إحفاء الشعر ونكاح الاماء ، وتشمير الثوب .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : ثلاث من سنن المرسلين : التعطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة يعني الجماع .
  وعن عمرو بن عثمان ، عمن حدثه عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قلنا له : إن الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة ، فقال : سبحان الله كان أبوالحسن ـ يعني أباه ـ يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه فلا يدخل المدينة حتى يحلق رأسه.
  وسئل الصادق ( عليه السلام ) عن إطالة الشعر ، [ ف ] قال : كان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقصرين ـ يعني الطم (1) ـ .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه .
  عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوما .
  وفي رواية عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته أكثر من اسبوع ولا يترك النورة أكثر من شهر من ترك أكثر منه فلا صلاة له (2) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احلقوا شعر البطن ـ الذكر والانثى ـ .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى قال لابراهيم ( عليه السلام ) تطهر ،

---------------------------
(1) طم الشعر : جزه أو عقصه.
(2) المراد به : الصلاة التام.

مكارم الأخلاق _ 60 _

  فحلق عانته ، وكان ( عليه السلام ) : يطلي إبطيه في الحمام ويقول : نتف الابط يضعف المنكبين ويوهي ويضعف البصر (1) ، وقال : حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه .
  وفي رواية زرارة عن ( عليه السلام ) قال : نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما .
  وقال علي ( عليه السلام ) : نتف الابط ينفي الرائحة المكروهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب أبوالقاسم عليه وعلى آله السلام .
  وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يطولن أحدكم شعر إبطه ، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به والجنب لا بأس أن يطلي ، لان النورة تزيد نظافة.
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان بين نوح وإبراهيم عليهما السلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه [ و ] أن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا قال : وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة ، وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته ( عليه السلام ) .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : قال الله لابراهيم ( عليه السلام ) : تطهر فأخذ شاربه ، ثم قال : تطهر فنتف إبطه ، ثم قال : تطهر فقلم أظفاره ، ثم قال : تطهر فحلق عانته ، ثم قال : تطهر فاختتن .

الفصل الخامس : في غسل الرأس بالخطمي والسدر
  من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال الصادق ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون ، وقال ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق ، وفي خبر آخر قال : غسل الرأس بالخطمي نشرة (2) .

---------------------------
(1) النتف : النزع ، والوهي : الشق والكسر والضعف ، يقال : وهي الثوب أي بلي وانشق واسترخى رباطه ، وكذلك الحائط والقربة والحبل ويتعدى بالهمزة .
(2) النشرة : رقية تعالج بها المجنون والمريض .

مكارم الأخلاق _ 61 _

  وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الاقذار وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اغتم ، فأمره جبريل ( عليه السلام ) فغسل رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى.
  وقال أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا.
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : اغسلوا رؤسكم بورق السدر ، فإنه قدسه كل ملك مقرب ونبي مرسل ، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما ، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة.
  ومن تهذيب الاحكام ، عنه ( عليه السلام ) قال : من أخذ شاربه ، وقلم أظفاره ، وغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة (1) .
  ومن طب الائمة ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته لاصحابه : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الدواب (2).
  عن جابر الجعفي قال : شكوت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) حزازا (3) في رأسي ، فقال : دق الآس واستخرج ماءه واضربه بخل خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد ، ثم اغسل به رأسك ولحيتك بكل قوة لك ، ثم ادهنه بعد ذلك بدهن شيرج (4) طري تبرأ إن شاء الله.

الفصل السادس : في الاطلاء بالنورة
  من كتاب من لايحضره الفقيه ، قال الصادق ( عليه السلام ) : من أراد أن يتنور فليأخذ

---------------------------
(1) النسمة : المملوك ذكرا كان أو أنثى .
(2) الدرن : الوسخ ، والدواب جمع الدابة ، والمراد هنا الحيوانات الصغار التي يتولد من البشرة تحت القميص في بعض الابدان .
(3) حراز الرأس : القشرة التي تتساقط من الرأس ، وقد يستعمل لداء يظهر في الجسد فيتقشر ويتسع .
(4) الشيرج : دهن السمسم ، وربما قيل للدهن الابيض وللعصير قبل أن يتغير .

مكارم الأخلاق _ 62 _

  من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول : أللهم ارحم سليمان بن داود ( عليه السلام ) كما أمر بالنورة فإنه لا تحرقه إن شاء الله تعالى .
  وروي أن من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق .
  من كتاب المحاسن عن الحكم بن عيينة قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) وقد أخذ الحناء وجعله على أظافيره ، فقال : يا حكم ما تقول في هذا ؟ فقلت : ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله وإنما عندنا يفعله الشاب فقال : يا حكم إن الاظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغيرها .
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال : الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها .
  وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ينبغي الرجل أن يتوفى النورة يوم الاربعاء فإنه نحس مستمر ، وتجوز النورة في سائر الايام ، وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص .
  عن الرضا ( عليه السلام ) من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه .
  وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال : الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص .
  من الروضة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خمس خصال تورث البرص : النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء ، والتوضؤ والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس ، والاكل على الجنابة وغشيان (1) المرأة في حيضها ، والاكل على الشبع .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.
  من كتاب المحاسن روي : أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفى الله عنه الفقر .
  من كتاب اللباس عن الصادق ( عليه السلام ) : أنه كان يطلي في الحمام فإذا بلغ موضع

---------------------------
(1) الغشيان ـ بالكسر ـ الاتيان.

مكارم الأخلاق _ 63 _

العانة قال للذي يطليه تنح ، ثم طلى هو ذلك الموضع .
  وعنه ( عليه السلام ) : أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك ، ثم يخرج : وعنه ( عليه السلام ) أيضا : ربما طلى بعض مواليه جسده كله .
  روى الارقط (1) عنه ( عليه السلام ) قال : أتيته في حاجة فأصبته في الحمام ، فذكرت له حاجتي ، فقال : ألا تطلي ؟ قلت : إنما عهدي به أول من أمس ، قال : أطل فإنما النورة طهور ، وعنه ( عليه السلام ) قال : كان علي ( عليه السلام ) إذا أطلى تولى عانته بيده .
  عن ليث المرادي قال : سألت الصادق ( عليه السلام ) عن الجنب يطلي ؟ قال : لا بأس به .
  عن الرضا ( عليه السلام ) قال : أربع من أخلاق الانبياء : التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة ، وكثرة الطروقة .

---------------------------
(1) هارون بن حكيم الارقط هو خال أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) .

مكارم الأخلاق ـ 64 ـ

الباب الرابع : في تقليم الاظفار وأخذ الشارب وتدوير اللحية وتسريح الرأس والترجيل والنظر في المرآة والحجامة ، وهو أربعة فصول :
الفصل الاول
في تقليم الاظفار
  من كتاب اللباس ، روى سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : أقص من أظفاري كل جمعة ؟ فقال : إن طالت.
  عن موسى بن بكير قال : قلت لابي الحسن ( عليه السلام ) : إن أصحابنا يقولون : أخذ الشارب والاظافير يوم الجمعة ، فقال : سبحان الله خذها إن شئت في الجمعة وإن شئت في سائر الايام.
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : تقليم الاظفار ، والاخذ من الشارب ، وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق.
  عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله داء وأدخل فيها شفاء.
  وعنه ( عليه السلام ) : تقليم الاظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.
  وعنه ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تسعف أنامله (1).
  وعنه ( عليه السلام ) أيضا قال : خذ من أظفارك ومن شاربك كل جمعة ، فإذا كانت قصارا فحكها ، فإنه لا يصيبك جذام ولا برص .

---------------------------
(1) تسعف أي تشقق ، وفي بعض النسخ ( تشعث ) بمعنى تفرق .

مكارم الأخلاق _ 65 _

  من كتاب المحاسن ، عن الحسن بن العلاء قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : ما ثواب من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة ؟ قال : لا يزال مطهرا إلى يوم الجمعة الاخرى .
  عن أبي كهمس (1) ، عن رجل قال : قلت لعبدالله بن الحسن : علمني شيئا في طلب الرزق ؟ قال : قل : اللهم تول أمري ولا توله غيرك قال : فأعلمت بذلك أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : ألا أعلمك في الرزق أنفع لك من ذلك ؟ قال : قلت : بلى ، قال : خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة .
  عن خلف قال : رآني ابوالحسن ( عليه السلام ) وأنا أشتكي عيني ، فقال : ألا أدلك على شيء اذا فعلته لم تشتك عينك ؟ قلت : بلى ، قال : خذ من أظفارك في كل خميس ، قال : ففعلت فلم أشتك عيني .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الاضراس ووجع العينين .
  وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه : بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد لم يسقط منه قلامة ولا جزازة (2) إلا كتب الله له بها عتق رقبة ولم يمرض إلا المرضة التي يموت فيها .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال للرجال : قصوا أظافيركم ، وللنساء : اتركن فإنه أزين لكن .
  ومن طب الائمة عنه ( عليه السلام ) قال : من قلم أظافيره يوم الاربعاء فبدأ بالخنصر الايسر كان له أمان من الرمد .

---------------------------
(1) اسمه الهيثم بن عبيدالله من رجال الشيعة ، وقيل : أبوكهمش بالمعجمة .
(2) القلامة ـ بالضم ـ : ما سقط من الشيء المقلوم ، والجزاز ـ بالضم أيضا ـ : ما سقط من الشيء عند الجز أي القطع مكارم الاخلاق ـ 5 ) .

مكارم الأخلاق _ 66 _

  وعن الباقر ( عليه السلام ) قال : إن من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر .
  وفي رواية في الفردوس قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد ان يأمن الفقر وشكاية العين والبرص والجنون فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصره من اليسار .
  من كتاب المحاسن عن الصادق ( عليه السلام ) قال : احتبس الوحي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقيل له : احتس الوحي عنك يا رسول الله ؟ قال : وكيف لا يحتبس عني وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رائحتكم .
  وقال الباقر ( عليه السلام ) : إنما قصت الاظفار لانها مقيل (1) الشيطان ومنه يكون النسيان .
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للرجال : قصوا أظافيركم ، وقال للنساء : اتركن من أظافيركن فإنه أزين لكن (2) .
  قال الصادق ( عليه السلام ) : يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا اخذ منها وهي سنة .
  وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة. وروي ان من السنة دفن الشعر والظفر والدم .
  عن أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) وقد سئل عن الرحل : يأخذ من شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه ؟ فقا : لا بأس .
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قلم أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم قال : بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد أعطى بكل قلامة عتق رقبة من ولد إسماعيل (3) .
  عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره .

---------------------------
(1) المقيل : موضع الاستراحة .
(2) يعني أنهن لا يبالغن في قصها كما يبالغ الرجال بل يتركن شيئا كما يستفاد من لفظة من التبعيضية .
(3) القلامة : ما سقط من الشيء المقلوم .

مكارم الأخلاق _ 67 _

الفصل الثاني : في أخذ الشارب وتدوير اللحية والنظر في الشيب وغيره
في أخذ الشارب
  من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال الصادق ( عليه السلام ) : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام .
  وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يطولن أحدكم شاربه ، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به .
  وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يأخذ شاربه فليس منا .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا باليهود .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة ، وإذا أخذ الشارب يقول : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  من كتاب المحاسن ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : حلق الشوارب من السنة.
  عن السكوني قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة (1) .
  عن عبد الله بن عثمان ، إنه رأى أبا عبد الله ( عليه السلام ) أحفى شاربه حتى التزمه العسيب (2) .

في قص اللحية وتدويرها
  نظر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى رجل طويل اللحية ، فقال : ما ضر هذا لو هيأ من لحيته ؟
  فبلغ الرجل ذلك ، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلما رآه قال : هكذا فافعلوا (3) .

---------------------------
(1) الاطارة : لكل شيء ما أحاط به ، وإطارة الشفة : اللحم المحيط بها .
(2) العسيب : منبت الشعر : وفي بعض النسخ ( حتى بدا حرف شفته ) ، أي طرف شفته .
(3) هيأه أي أصلحه .

مكارم الأخلاق _ 68 _

  عن محمد بن مسلم قال : رأيت الباقر ( عليه السلام ) يأخذ من لحيته ، فقال : دوروها .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل.
  من كتاب المحاسن عن علي بن جعفر قال : سألت أخي عن الرجل من لحيته ؟
  فقال : أما من عارضيه فلا بأس وأما من مقدمها فلا يأخذ .
  عن سدير الصيرفي قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) يأخذ من عارضيه ويبطح لحيته (1) .
  عن الحسن الزيات قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) قد خف لحيته.
  عن سدير قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) يأخذ من عارضيه ويبطن لحيته .
  وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من زاد من اللحية على القبضة ففي النار .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : من سعادة المرء خفة لحيته .
  قال الصادق ( عليه السلام ) يعتبر عقل الرجل في ثلاث : في طول لحيته وفي نقش خاتمه وفي كنيته .
  عن أبي أيوب عن محمد قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) والحجام يأخذ من لحيته ، فقال له : دورها .

في الشيب
  من كتاب اللباس قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفاء شؤم .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنظر إلى الشيب في لحيته ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : [ نور ] من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة .
  قال الباقر ( عليه السلام ) : أصبح إبراهيم ( عليه السلام ) فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال : الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان الناس لا يشيبون ، فأبصر إبراهيم شيبا في لحيته ، فقال : يا رب ما هذا ؟ قال : هذا وقار ، قال : يا رب زدني وقارا .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشيب نور فلا تنتفوه .

---------------------------
(1) يبطح أي يبسط ، وفي بعض النسخ ( يبطن ) .

مكارم الأخلاق _ 69 _

  من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا بأس بجز الشمط ونتفه ، وجزه أحب إلي من نتفه (1) .
  وعنه ، عن علي عليهما السلام : أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه.

في الترجل
  عنه ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه نهى عن الترجل مرتين في يوم .
  وعنه ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يرجل شعره وأكثر ما كان يرجله بالماء .

في النظر في المرآة
  من كتاب النجاة : من أراد النظر في المرآة فليأخذها بيده اليسرى وليقل : بسم الله ويضع يده اليمنى على أم رأسه ويمسح بها وجهه ويقبض على لحيته وينظر في المرآة ويقول : الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا وزانني ولم يشني وفضلني على كثير من خلقه ومن علي بالاسلام ورضيه لي دينا ، فإذا وضع المرآة من يديه فليقل : اللهم لا تغير ما بنا من نعمتك واجعلنا لانعمك من الشاكرين .
  قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لعلي : يا علي ، إذا نظرت في المرآة فقل : اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ورزقي .
  وعن الصادق ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي ، الحمد لله الذي زان مني ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام .

الفصل الثالث : في تسريح الرأس واللحية
  من كتاب من لا يحضره الفقيه ، سئل الرضا عن قول الله عزوجل : خذوا زينتكم عند كل مسجد قال : من ذلك التمشط عند كل صلاة .

---------------------------
(1) الجز : القطع ، الشمط : بياض شعر الرأس يخالط سواده من شمط بمعنى خلط ، والنتف : النزع .

مكارم الأخلاق _ 70 _

  وقال الصادق ( عليه السلام ) في قوله عزوجل : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) .
  قال : المشط ، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس .
  وقال أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك ، فإنه يذهب بالهم والوباء .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما .
  من روضة الواعظين : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول : إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم .
  وفي رواية عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من امتشط قائما ركبه الدين .
  عن الكاظم ( عليه السلام ) : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى ، وقال ( عليه السلام ).
  لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه (1) .
  عنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه .
  وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار ، وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفرة لم يبلغ الفرق (2) .
  وعن الكاظم ( عليه السلام ) قال : ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن .
  ومن كتاب اللباس ، عن أيوب بن هارون قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفرق شعرة ؟ قال : لا ، وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا طال

---------------------------
(1) المكاحل : جمع مكحلة ـ بالضم ـ ومكحل ـ بالكسر ـ والمداهن : جمع مدهن ـ بالضم ـ آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن .
(2) يقال : فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا ، والوفرة : ما سال من الشعر إلى شحم الاذن.

مكارم الأخلاق _ 71 _

  عن عمرو بن ثابت عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت : يزعمون ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرق قال : وما فرق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما كانت الانبياء تمسك الشعر .
  عن الصادق ( عليه السلام ) : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر .
  عن يزيد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله : المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : المشط يذهب بالوباء ، والدهن يذهب بالبؤس .
  وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم .
  عن أبي عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن العاج فقال : لا بأس به وإن لي منه لمشطا .
  عن القاسم بن الوليد قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن عظام الفيل ـ مداهنها وأمشاطها ؟ فقال ( عليه السلام ) : لا بأس بها.
  وعنه ( عليه السلام ) : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك .
  عن محمد بن عيسى ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن آنية الذهب والفضة ؟ فكرهها ، فقلت : روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسن ( عليه السلام ) مرآة ملبسة فضة ، فقال ، لا والحمد لله ، إنما كانت لها حلقة فضة ، وقال : إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض ، واعزل فمك عن موضع الفضة ،
  وعن الصادق ( عليه السلام ) من كتاب النجاة قال : إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه ، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول : اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء ، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول : اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي ، ثم يسرح على حاجبيه ويقول : اللهم زيني بزينة الهدى ، ثم يسرح الشعر من فوق ، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا : اللهم سرح

مكارم الأخلاق _ 72 _

  عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان ، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ : إنا أنزلناه في ليلة القدر .
  عن يحيى بن حماد ، عن سليمان بن يحيى قال : تهيأ الرضا ( عليه السلام ) يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه ، فدعا بالمشط وجعل يمشط ، ثم قال : يا سليمان أخبرني أبي عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا .
  من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنه قال : التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور (1) .
  عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب ، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج (2) الجلدة .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : تسريح الرأس يقطع البلغم ، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام ، وتسريح العارضين يشد الاضراس .
  وسئل عن حلق الرأس ؟ قال : حسن .
  عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا (3) .
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر .
  وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : التمشط من قيام يورث الفقر ، وروي أنه قال : إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ والعاديات ضبحا ، ثم قل : اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان .

---------------------------
(1) الدودة : دويبة صغيرة مستطيلة ، والعمور كفلوس : اللحم الذي بين الاسنان .
(2) مخج بالخاء بعدها جيم كمنع : جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ .
(3) السل : انتزاع الشيء وخروجه في رفق .

مكارم الأخلاق _ 73 _

الفصل الرابع : في الحجامة
  من طب الائمة ، قال الصادق ( عليه السلام ) : إن للدم ثلاث علامات : البثر (1) في الجسد والحكة ودبيب الدواب ، وفي حديث آخر والنعاس ، وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال : انظروا في وجهه ، فإن قالوا : أصفر قال : هو من المرة الصفراء ، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا : أحمر قال : دم ، فيأمر بالحجامة .
  وروي عنهم ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احتجموا ، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله (2) .
  وروى الانصاري قال : كان الرضا ( عليه السلام ) ربما تبيغه الدم ، فاحتجم في جوف الليل.
  عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين .
  عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إياك والحجامة على الريق (3) .
  وعنه ( عليه السلام ) قال في الحمام : لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام ، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا ، فإنه أدر للعرق (4) وأسهل لخروجه وأقوى للبدن.
  وروي عن العالم ( عليه السلام ) (5) أنه قال : الحجامة بعد الاكل ، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء ، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء.

---------------------------
(1) البثر : خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه ، ودبيب الدواب : ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل .
(2) تبيغ أي هاج ، والتبييغ : ثوران الدم وهيجانه ، وفي بعض النسخ فقتله .
(3) الريق : لعاب الفم ما دام فيه ، فإذا خرج فهو بزاق .
(4) يقال : أدر للشيء أي أنفع له ، من الدر بمعنى خير كثير ، وفي بعض النسخ للعروق .
(5) والمراد بالعالم في الاخبار والروايات ، الامام السابع ، موسى بن جعفر ( عليه السلام )

مكارم الأخلاق _ 74 _

  عن زيد الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فدعا بالحجام ، فقال له : إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها ، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال : هذا يطفي المرار .
  وعنه ( عليه السلام ) أنه قال لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل : بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء ، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير ، لان الله عزوجل يقول في كتابه : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) (1) .
  عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : أي شيء تأكلون بعد الحجامة ؟
  فقلت الهندباء والخل ، فقال : ليس به بأس .
  وروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه احتجم ، فقال : يا جارية هلمي ثلاث سكرات ، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي (2) ويزيد في القوة .
  عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت .
  وقال الصادق ( عليه السلام ) : الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء .
  وعنه ( عليه السلام ) ، إنه مر بقوم يحتجمون ، فقال : ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد ، فإنه يكون أنزل للداء .
  وعنه ( عليه السلام ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحتجم يوم الاثنين بعد العصر .
  عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة .
  وقال ايضا : احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين ، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم .

---------------------------
(1) سورة الاعراف آية 188 .
(2) الطمي من طمي الماء : ارتفع وملا ، وفي بعض النسخ الطري .

مكارم الأخلاق _ 75 _

  وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب .
  عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح (1) فلا يلومن إلا نفسه .
  وروى الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال : إنه يوم نحس مستمر .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا ، وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس ، فإذا زالت الشمس تفرق ، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال .
  وعن المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق ( عليه السلام ) وهو يحتجم يوم الجمعة ، فقال : أو ليس تقرأ آية الكرسي ؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة .
  عن ابي الحسن ( عليه السلام ) قال : لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت .
  عن شعيب العقرقوفي (2) قال : دخلت على ابي الحسن ( عليه السلام ) وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ] ، فقلت : إن هذا يوم يقول الناس : من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه ، فقال : انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها .
  عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم ، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار .
  من الفردوس ، عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن ، ولقد أوصاني جبريل ( عليه السلام ) بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه .

---------------------------
(1) الوضح ـ محركة ـ : البرص
(2) العقرقوف : قرية من نواحي دجيل ، أربعة فراسخ من بغداد ، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، إبن اخت أبي بصير ـ يحيى بن قاسم ـ ثقة ، وله كتاب .