ثم ذكر القصة هكذا : ولم يزل عمر ينسب بعائشة (1) أيام الحج ويطوف حولها ويتعرض لها (1) .
رابعاً : على أن الأبيات التي ذكرتها القصة هي إحدى قصائد عمر بن أبي ربيعة متغزلا بزينب الجمحية ، إحدى شخصيات ملاحمه الغزلية ، وقد تكرر ذكرها مرارا في قصائده منها :
طـال  من آل زينب iiالإعـراضللتـعدي وما بـها الإبغـاض (3)
وله كذلك :
أيـهـا  الكـاشح المعبر بالصـر
لا  مـطـاع في آل زينب iiفارجع

م تـزحـزح فمـا لهـا iiالهجران
أو تكلـم حتـى يمل اللسـان (4)
   من هنا فإن التهافت في رواية القصة والاضطراب في أبياتها يوقفنا على أمر مهم وهو : وضع الرواية ونسبتها إلى السيدة سكينة بنت الحسين ( عليهما السلام ) لدواع لا تخفي على القارئ اللبيب .

---------------------------
(1) عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، وأبو الفرج الإصفهاني هنا في صدد أخبار عمر بن أبي ربيعة مع عائشة بنت طلحة .
(2) الأغاني 1 : 205 .
(3) المصدر السابق : 108 .
(4) المصدر السابق : 109 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 40 _

خامساً : والجدير ذكره أن أبا الفرج الإصفهاني حين ذكره لقصة اجتماع عمر بن أبي ربيعة بسكينة ، ذكر أبيات القصة في موضع آخر هكذا :
قالت سكـيـنـة والدموع iiذوارف
لـيـت المغـيـري الذي لم أجزه
كانـت تـرد لـنـا المنى أيامـنا
خبـرت  ما قالـت فبـت iiكـأنما
أسكيـن ما ماء الفـرات iiوطيبـه
بألـذ منـك وان نـأيت iiوقـلمـا





مـنـهـا عـلى الخدين iiوالجلباب
فـيـمـا أطـال تصيدي iiوطلابي
إذ  لا نـلـام على هوى iiوتصابي
تـرمـي الحشا بنوافـذ iiالنشـاب
مـني علـى ظمأ وفقـد iiشـراب
تـرعـى النساء أمانة الغياب  (1)
   إلا أنه ذكر نص الأبيات بعينها في موضع آخر هكذا :
قالت سعيـدة والدمـوع iiذوارفمنها علـى الخديـن والجلبـاب
إلى أن قال :
أسـعـيدَ ما ماءُ الفراتِ iiوطيبُهمني على ظمأ وحب شرابِ (2)
   وذكره للأبيات هنا في صدد ذكر سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف ، والقصيدة منسوبة لهذه القصة (3) ، فكيف ركب الخبر من قصة سكينة وأبيات سعدى بنت عبدالرحمن بن عوف ؟ ! وماذا يعني هذا الاضطراب والتهافت ؟ والطريف أن أبا الفرج نفسه يعترف بعد ذكره خبر التشبيب بسعدى ، أن المغنين غيروا لفظ سعدى إلى سكينة ، وسوف نأتي على بيانه بعيد هذا (4) .

---------------------------
(1) الأغاني 1 : 172 .
(2) الأغاني 17 : 162 .
(3) يأتي في صفحة 74 و 75 ذكر أبيات تشبيبه بسعدى ، فراجع .
(4) راجع صفحة 92 من هذا الكتاب .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 41 _

   وإذا أردنا أن نحسن الظن بأبي الفرج الاصفهاني ، فترجع المشكلة إلى يد التحريف والتصحيف ، التي تدور في فلك الأنظمة والحكام ، الذين حاولوا فرض حالات العبث والتزييف في التراث الإسلامي ، فضلا عن التراث الأدبي ، الذي حاولوا تسخيره لتوجهاتهم ، دون أن تسلم مجالات الترويح الأدبي البريء ، الذي يستثمره القارئ دون أن تدخله القراءات الحاكمة ضمن دوائرها السياسية المقيتة .

النموذج الثاني :
   أبو الفرج الاصفهاني ، أخبرني الحسن بن علي قال : حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال : أخبرني عيسى بن إسماعيل ، عن محمد بن سلام ، عن جرير المديني ، عن المدائني ، وأخبرني به محمد بن أبي الأزهر قال : حدثنا حماد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن محمد بن سلام ، وأخبرني به أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، عن عمر بن شبة موقوفا عليه ، قالوا :
   اجتمع في ضيافة سكينة بنت الحسين ( عليهما السلام ) ، جرير والفرزدق وكثير وجميل ونصيب ، فمكثوا أياما ، ثم أذنت لهم فدخلوا عليها ، فقعدت حيث تراهم ولا يرونها وتسمع كلامهم ، ثم أخرجت وصيفة لها وضيئة وقد روت الأشعار والأحاديث ، فقالت : أيكم الفرزدق ؟ فقال لها : ها أنذا ، فقالت : أنت القائل :
همـا  دلتانـي مـن ثمانيـن iiقامـة
فلما  استوت رجلاي في الأرض iiقالتا
فقلت ارفعوا الأمـراس لا يشعروا بنا
أبـادر بـوابـيـن قـد وكـلا بنـا



كـمـا  انحط باز أقثم الريش iiكاسره
أحـي فـيـرجـى أم قتيل iiنحـاذره
وأقـبـلت  فـي اعجـاز ليل iiأبادره
وأحـمـر  مـن ساج تبص iiمسامره

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 42 _

   فقال : نعم ، فقالت : فما دعاك إلى إفشاء سرها وسرك ؟ هلا سترتها وسترت نفسك ؟ خذ هذه الألف ، والحق بأهلك (1) .
   وفي رواية أخرى لأبي الفرج عن أبي الزناد : أن الفرزدق لما قال ها أنذا ، قالت : أنت الذي تقول :
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقـي
فـإن ألـقها أو يجمع الدهـر بيننا

وهـل هـو مـقدور لنفسي لقاؤها
فـفـيها  شفاء النفس منها iiوداؤها
   فقال : نعم ، قالت : قولك أحسن من منظرك ، وأنت القائل :
ودعتنـي بـإشـارة iiوتـحيـة
لم أستطـع رد الجواب iiعليـهم
لـو كنت أملكهم إذا لم يبرحـوا


وتركتنـي  بين الديـار iiقتيـلا
عنـد  الوداع وما شفين iiغليـلا
حتـى  أودع قلبـي iiالمخبـولا
   قال : نعم ، قالت : أحسنت أحسن الله إليك ، وأنت القائل :
هـمـا  دلـتاني مـن ثمانين iiقامـة
فلما  استوت رجلاي في الأرض iiقالتا
فـقلت ارفعوا الأسباب لا يشعروا iiبنا
أحـاذر بـوابـيـن قـد وكـلا iiبها
فأصبحت  في القوم العقود iiوأصبحت




كـمـا انقض باز أقثم الريش iiكاسره
أحـي فيـرجـى أم قتيـل نحـاذره
ووليـت  فـي أعجاز ليـل iiأبـادره
وأحـمـر  مـن ساج تبص iiمسامره
مـغلـقة دونـي علـيـها iiدسـاكره
   قال : نعم ، قالت : سوأة لك فشيت السر ، فضرب بيده على جبهته وقال : نعم ، فسوأة لي ، ثم دخلت الجارية على مولاتها وخرجت وقالت : أيكم جرير ؟

---------------------------
(1) الأغاني 16 : 169 و 170 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 43 _

   فقال : ها أنذا ، قالت : أنت القائل :
رزقنا به الصيد الغزير ولم iiتكن
فهيهات هيهات العقـيق ومن به

كـمن نبله محرومة iiوحبائله (1)
وهـيهات  حي بالعقيق iiنواصله
قال : نعم ، قالت : أحسن الله إليك ، وأنت القائل :
كأن عيون المجلتـين تعرضت
إذا  ذكـرت للقلب كاد iiلذكرها

وشمسا تجلى يوم دحين iiسحابها
يـطـير  إليها واعتراه iiعذابها
   قال : نعم ، قالت : أحسنت ، وأنت القائل :
سـرت الـهموم فبتن غير iiنيام
طرقتك صائدة القلوب وليس iiذا
لو  كان عهدك كالذي iiحدثتـني
تـجري السواك على أغر iiكأنه



وأخـو الـهموم يروم كل iiمرام
وقت الزيـارة فارجعي بسـلام
لـوصـلت ذاك فكان غير iiلمام
بـرد تحدر من متـون iiغمـام
   قال : نعم ، قالت : سوأة لك جعلتها صائدة القلوب حتى إذا أناخت ببابك جعلت دونها حجابها ، ألا قلت :
طرقت صائدة القلوب فمرحبانفسي فداؤك فادخـلي iiبسلام
   قال : نعم ، فسوأة لي ، قالت : فخذ هذه الألف دينار والحق بأهلك ، ودخلت الجارية وخرجت وقالت : أيكم كثير عزة ؟ فقال : هاأنذا ، فقالت : أنت القائل :
وأعـجـبـنـي يا عز منك iiخلائق
دنوك  حتى يطمع الصب في iiالصبا
فـوالله  ما يـدري كـريـم iiمطلته


حـسـان إذ عـد الـخـلائق أربع
وقطعك  أسباب الصـبا حيث iiتقطع
أيـشـتر إن قـاضـاك أم iiيتضرع

---------------------------
(1) الأبيات وما بعدها أوردها عن الأغاني السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة 5 : 345 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 44 _

   قال : نعم ، قالت : أعطاك الله مناك ، وأنت القائل :
هنـيـئا مريئا غيـر داء iiمخامر
فما  أنـا بالداعي لعزة في iiالورى
وكنت كذي رجلين رجل iiصحيحة


لـعـزة من أعراضنا ما استحلت
ولا  شـامـت إن فعل عزة زلتِ
و رجل رمى فيها الـزمان iiفشلتِ
   قال : نعم ، قالت : أحسن الله إليك ، وفي رواية قالت : كثير أنت القائل :
يـقر  بعيني مـا يـقر iiبعينهاوأحسن شيء ما به العين قرت
   قال : نعم ، قالت : أفسدت الحب بهذا التعريض ، خذ ألف دينار وانصرف ، ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت : أيكم نصيب ؟ فقال : هاأنذا ، قالت : أنت القائل :
ولـولا أن يقـال صبا iiنصيب
ألا ياليــتـني قامـرت iiعنها
فصارت في يدي وقمرت iiمالي
على الاعـراض منها والتواني



لقلت  بنفسـي النشأ iiالصـغار
وكان  يحل للـناس iiالقـمـار
وذاك  الربـح لو عـلم iiالتجار
فـإن وعدت فموعـدها iiضمار
   قال : نعم ، قالت : والله إن إحداهن لتقوم من نومتها فما تحسن أن تتوضأ فلا حاجة لنا في شعرك ، وفي رواية تذكرة الخواص (1) أنها قالت لنصيل : أنت القائل :
من  عاشقين تواعدا iiوتراسلا
بـاتا بأنـعم ليـلة iiوألذهـا

حتى  إذا نجـم الثـريا iiحلقا
حتى إذا وضح الصباح تفرقا
   قال : نعم ، قالت : وهل في الحب تدانٍ ، خذ هذه ألف دينار وانصرف ، ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت : أيكم جميل ؟ قال : هاأنذا ،

---------------------------
(1) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي :279.

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 45 _

قالت : أنت القائل :
لـقـد ذرفـت عـيني وطال سفوحها
ألا  لـيـتنا كنـا جميـعا وأنت iiنمت
أظـل  نـهـاري مسـتهاما iiويـلتقي


وأصـبـح  من نفسي سقيما iiصحيحها
يجاور في المـوتى ضريحي ضريحها
مع الليل روحي في المـنام iiوروحـها
   إلى آخر الأبيات والقصة (1) .

رجال الخبر :
   محمد بن القاسم بن مهرويه : مهمل لم تتعرض له كتب الرجال ، غير معروف .
   عيسى بن إسماعيل : كذلك مهمل أهملته كتب الرجال ، لا يعرف .
   محمد بن سلام : قال ابن حجر : لا يكتب حديثه (2) .
   جرير المديني : لا يعرف ، مهمل ، تركته كتب الرجال .
   محمد بن أبي الأزهر : غير معروف .
   فالخبر ساقط لمجهولية بعض رواته ، وضعف غيرهم ، وأنت ترى ما للخبر من تكلف زائد وتهويلات مصطنعة ، تصاغ للحط من كرامة السيدة سكينة عليهما السلام ، فاجتماع الشعراء على بابها يعطي صبغة عبثية تمارسها هذه السيدة الكريمة في حياتها الخاصة ، وكأنها لا ترتبط بنواميس دينية ، أو مقدسات اجتماعية تأبى هذه الحياة العبثية ، أو كأنها غير مرتبطة بأسرة أو زوج يأنف من هذه الحياة التي تمارسها زوجته ابنتهم ، وآية أسرة هي تلك التي كانت لها سيادة قريش ، وسلطنة الشرف والكرامة ، فكيف تسمح نفوسهم أن تخدش غيرتهم وكرامتهم بهذه القضايا ؟ !

---------------------------
(1) والقصة والأشعار أوردها أبو الفرج في الأغاني 6 : 169 ـ 172 بنحو آخر .
(2) لسان الميزان 3 : 542 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 46 _

   أضف إلى أن اجتماع الفرزدق وجرير غير ممكن في ظروف الهجاء والتفاخر الذي شاع بينهما ، فالنفرة التي كانت بين الشاعرين تأبى التوفيق بينهما على باب واحدة يستعطفون رضا أحد ، وقد عرف ذلك الوقوف على باب خليفة أو وال يغدق بعطاء الشعراء ، ويستريح على تزاحم المادحين ، ويأنس لاجتماع المغنين ، وهو ديدن الامويين ومنهج الزبيريين ، ولم يعرف من آل علي عليه السلام هذا .
   وإذا أراد هؤلاء الوضاعون دفع هذه الوصمة عن أسيادهم إلى الهاشميين من آل علي ( عليه السلام ) ، فإن الواقع يظهر لهم خلاف ذلك ، وأعطيات خلفاء بني أمية وبني العباس وغيرهم مشهورة ، وتسول الشعراء لمديحهم أشهر من أن تذكر له شواهد .
   قال جرجي زيدان وهو يتحدث عن ملوك بني أمية : واقتضت سياستهم تألف الشعراء بالمال ، فضلاً عن اضطرار الشعراء وغيرهم إلى استرضائهم خوفا من قطع العطاء عنهم ، والعطاء يومئذ رواتب الجند وسائر المسلمين ، وكان المسلمون في صدر الإسلام كلهم جنداً ، ولكل منهم راتب يتناوله من بيت المال على شروط مذكورة في الديوان ، فمن قبض على بيت المال قبض على رقاب الرعية ، ويجدر بهم أن يتقربوا منه ويتزلفوا إليه ، فإذا كان القابض عليه حكيما يعرف كيف يعطي ولمن يعطي ، أغناه ذلك عن سائر الأسباب ، فيزيد العطاء أو ينقصه أو يقطعه على حسب الاقتضاء .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 47 _

   كذلك كان يفعل الدهاة من بني أمية وقدوتهم معاوية بن أبي سفيان ، أكبر دهاة العرب . . فلم يكن الشعراء يرون بدا من استرضاء بني أمية خوفاً من قطع أعطيتهم ، فضلاً عما يرجونه من الجوائز إذا أحسنوا إرضاءهم (1) .
   هذا هو ديدن بني أمية وأمثالهم ، وإذا أرادوا أن يدفعوا وصمة العطاء لموارد العبث والمجون من بيت المال وهو حال الخلفاء ، فإن آل علي ( عليه السلام ) لم يعرفوا بذلك ، بل كان عطاؤهم لله تعالى غير متجاوزين على غيرهم ، ويرون أن التعدي في صرف الأموال في غير حقها خيانة للمسلمين ، لذا وجد أعداؤهم أن يلصقوا بهم هذه التهمة للتخفيف عما ارتكبه أسيادهم ، الذين عاثوا في أموال المسلمين ، ومنعوا خيارهم ووصلوا فساقهم ، وقد عرف عن آل علي ( عليه السلام ) ورعهم في الأموال ، وزهدهم ومحاسبتهم في الأعطيات إلا لله تعالى .

النموذج الثالث :
   روى أبو الفرج ، عن حماد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله الزبيري قال : اجتمع بالمدينة راوية جرير وراوية كثير وراوية جميل وراوية نصيب ورواية الأحوص فافتخر كل واحد منهم بصاحبه ، وقال : صاحبي أشعر فحكموا سكينة بنت الحسين (2) .
   والخبر كسابقه ، إلا أنهم استبدلوا الشعراء برواتهم ، وهو أضعف من غيره كما ترى .

النموذج الرابع :
   قال الزبير : وحدثني عمي ، عن الماجشون قال : قالت سكينة لعائشة بنت طلحة : أنا أجمل منك ، وقالت عائشة : بل أنا ،

---------------------------
(1) تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 1 : 229 .
(2) الأغاني 16 : 173 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 48 _

فاختصمتا إلى عمر بن أبي ربيعة ، فقال : لأقضين بينكما ، أما أنت يا سكينة فأملح منها ، وأما أنت ياعائشة فأجمل منها (1) .

رجال الخبر :
   الزبير بن بكار : قال ابن أبي حاتم : رأيته ولم أكتب عنه ، وقال أحمد بن علي السليماني في كتاب الضعفاء : كان منكر الحديث ، ثم ذكر ان سبب تضعيفه هو روايته عن الضعفاء ، مثل محمد بن حسن بن زبالة ، وعمرو بن ابي بكر المؤملي ، وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم ، فإن في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة (2) .
   مصعب الزبيري عم الزبير بن بكار : الذي حدثه بالخبر ، نود التنويه إلى أن مصعب الزبيري هذا أساس روايات قصة سكينة بنت الحسين ، والتي أخذها منه أبو الفرج الإصفهاني المرواني ، وقد ضعفه أهل الجرح ولم يقروا له بوثاقة ، بل اتفقوا على ضعفه ، لذا فإن روايات سكينة مقطوعة الضعف لما أوردها مصعب الزبيري الضعيف المطعون بوثاقته ، وهذه جملة أقوالهم فيه :
   قال النديم في الفهرست : [ كان ] راوية ، أديباً ، محدثاً ، وهو عم الزبير ابن بكار ، وكان أبوه عبد الله من أشرار الناس ، متحاملاً على ولد علي ( عليهم السلام ) ، وخبره مع يحيى بن عبد الله معروف (3) .
   قال عنه في تقريب التهذيب : لين الحديث (4) ، وتوقف فيه مالك بن أنس كما عن المغني في الضعفاء (5) .

---------------------------
(1) الأغاني 16 : 159 .
(2) تهذيب التهذيب 3 : 269 .
(3) تهذيب التهذيب 11 : 34 .
(4) تقريب التهذيب 1 : 533 .
(5) المغني في الضعفاء 2 : 660 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 49 _

   وفي تهذيب الكمال : قال أبو حاتم : مصعب الزبيري لا يحمدونه وليس بقوي ، وقال محمد بن سعد : كان قليل الحديث ، وقال النسائي فيما قرأت بخطه : مصعب منكر الحديث ، وقال في موضع آخر : في حديثه شيء ، وروى له الجماعة سوى البخاري (1) .
   وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير قال في مصعب الزبيري : وكان عالما فقيها ، إلا أنه كان منحرفا عن علي ( عليه السلام ) (2)) ، وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب : قال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : أراه ضعيف الحديث ، لم أرَ الناس يحمدون حديثه ، وقال عثمان الدارمي ، عن ابن معين : ضعيف ، وقال معاوية بن صالح ، عن ابن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي : مصعب ليس بالقوي في الحديث ، وقال ابن حبان في الضعفاء : تفرد بالمناكير عن المشاهير ، فلما كثر ذلك فيه استحق مجانبة حديثه ، وقال ابن سعد : كان كثير الحديث يستضعف. وقال الدار قطني : مدني ليس بالقوي (3) .
   وقد ورث مصعب تحامله وعداءه لآل علي عليه السلام من أبيه ، فأخذ يضع من الأخبار ما يحط به كرامة آل علي وقداستهم .
   الماجشون : قال ابن حجر : الماجشون ، يعقوب بن أبي سلمة التميمي ، مولى آل المنكدر أبو يوسف المدني ، قال مصعب الزبيري : إنما سمي الماجشون لكونه كان يعلم الغناء ويتخذ القيان ، وكان يجالس عروة ابن الزبير وعمر بن عبد العزيز في إمرته ، وكان عمر يأنس إليه ، فلما استخلف عمر قدم عليه فقال له : إنا تركناك حين تركنا لبس الخز ، فانصرف عنه (4) .

---------------------------
(1) تهذيب الكمال 28 : 36 .
(2) الكامل في التاريخ 5 : 288 حوادث سنة 236 .
(3) تهذيب التهذيب 10 : 159 . (4) تهذيب التهذيب 11 : 340 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 50 _

   فالماجشون إذن صاحب لهو ومجون ، فكيف يؤخذ بخبره لا سيما هو صنيعة زبيرية وأموية ؟ ! فاحتفاء عروة بن الزبير ومصاحبته له ، أو مجالسته لعمر بن عبد العزيز الأموي أيام إمارته ، يغني عن حاله في الضعف واللامبالاة وعدم التحرج ، وهو يجاري توجهات بني أمية وآل الزبير في الحط من كرامة آل علي ( صلوات الله عليهم ) ، فالخبر ضعيف برجاله .
   على أن الخبر يتنافى والمسلمات الشرعية التي نهت الشرعية عن الإتيان بها ومزاولتها ، كتعرض المرأة إلى الأجنبي وكشف وجهها وبيان محاسنها ، حرمة نظر الأجنبي للأجنبية في الشريعة الإسلامية نهى الإسلام عن النظر إلى الأجنبية ، وكذلك نظرها إلى الأجنبي ، وذلك لقوله تعالى : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) وقد فسرت الآية بأن الزينة هي مواضع الزينة ، فالآية تحث على وجوب الستر وعدم إبداء مواضع الزينة ، واحتج قوم بالإجماع ، وقد عرفت حاله ، فإن المنقول غير حجة ، والمحصل غير حاصل .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 51 _

   واستدل بوجوب غض النظر بما رواه سعد الإسكاف في معتبرته عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن فنظر إليها وهي مقبلة ، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه ببني فلان فجعل ينظر خلفها ، واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه ، فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره فقال : والله لآتين رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأخبرنه ، فأتاه فلما رآه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ما هذا ؟ فأخبره ، فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) بهذه الآية ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (1) »(2) .
   فمورد نزول الآية هو النظر إلى المرأة ، وإطلاقها موجب إلى حرمة مورد النظر ، وإن ذهب بعضهم إلى أنّها خصّصت بالنظر الاستمتاعي بقرينة مورد النزول ، فإن الشاب الأنصاري كان نظره إلى المرأة بتلذذ ، إلا أن المورد لا يخصص الوارد كما هو معلوم .
   نعم ، في رواية أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : استأذن ابن أم مكتوم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعنده عائشة وحفصة فقال لهما : « قوما فادخلا البيت » ، فقالتا : إنه أعمى ، فقال : « إن لم يركما فانكما تريانه » (3) .
   وغير ذلك من الأخبار ، والملازمة تدل على ثبوت الحكم في الرجل كما تدل على ثبوته في المرأة كذلك ، كما أن إرادة الشارع في الغض عن النظر عدم الوقوع في الافتتان المقتضي للإتيان بالزنا ونحوه ، لذا شدد على عدم جواز النظر العمدي مع الريبة .
   من هنا أمكن دفع هذا الخبر المنافي لقواعد حرمة النظر إلى الأجنبية ، ومحادثتها بريبة ، فكيف بالسيدة « آمنة» سكينة بنت الحسين التي تربت في حجور العفة والورع والتقوى ، على أن تحكيم عمر بن أبي ربيعة « الخليع » والمشهور بالعبث في أيتها أجمل ، يتنافى وأحكام الشريعة ، فضلا عن سيرة المسلمين ، وأعراف المجتمع المدني وقتذاك .

---------------------------
(1) النور 24 : 30 .
(2) الوسائل 20 : 192 ، ب 104 من أبواب مقدمات النكاح ، ح 4 .
(3) الوسائل 20 : 232 ، ب 129 من أبواب مقدمات النكاح ، ح 1 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 52 _

رمتني بدائها وانسلت :
   وإذا أوعزنا أسباب هذه القصص التي وضعت في حق سكينة بنت الحسين ( عليهما السلام ) ، لوجدنا أن دوافعها سياسية صرفة كما قدمنا ، فإن بني أمية بحثوا عن كل أمر يشين آل علي ( عليه السلام ) فلم يجدوا ، فانحازوا إلى أسلوب الشتم والسب ، فسبوا علياً على منابرهم ثمانين عاما ، وحرصوا على إظهار معائبه فلم يجدوا لذلك سبيلا ، فألصقوا تهمهم في قصص يستملحها العامة ويجعلوها من المسلمات ، ليقابلوا بذلك ما اشتهر عنهم من العبث والمجون ومنادمة المغنين ، وما عرف عن نسائهم في ارتكاب هذا المحذور ، من مجالسة الشعراء ، والاستماع إلى المغنين ، وما اشتهر عن الشعراء كذلك في التشبيب بالنساء الأمويات المتهتكات ، وسنذكر شواهد ذلك .
   ومن جهة أخرى احتدم الصراع بين الزبيرين وبين منافسيهم من العلويين ، وعرف العلويون بقداستهم ، فضلاً عن مشروعية خلافتهم الإلهية ، التي تحاصر كل مدع لها ، ولا يزال معارضوهم يضيقون ذرعا بذلك ، فوجدوا أن محاولة التخفيف من قداسة البيت العلوي لدى الأمة ، هو أيسر السبل في اقتناص فرص النصر الزبيري المزعوم ، فضلا عما يعانيه تاريخهم من العبث ، ومنادمة الشعراء ، ومجالسة المغنين ، وما اشتهر من أمر سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري ، ومجالسها المشهورة مع عمر بن أبي ربيعة ، فأرادوا دفع هذه المنقصة وإلصاقها بمنافسيهم الأقوياء ، فاستغلوا تشابه الاسمين في إلصاق هذه التهمة ، وخلط ما وقع لسكينة بنت خالد الزبيرية ، مع سكينة بنت الحسين .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 53 _

   هذا كما أن الشعراء قد أكثروا من التشبيب بنساء الأمويين والزبيريين ، وتاريخ الأدب العربي سجل هذه الملاحم الشعرية ، فكانت وثائق دامغة تدين تصرفاتهم ، والتي عرف بها بنو أمية وآل الزبير ، فزحزحوا هذه التهم وألصقوها في السيدة « آمنة » سكينة بنت الحسين ، تلافياً لما أحدثه تاريخهم العبثي المشهور ، وإليك من ملاحم عمر بن أبي ربيعة ، والعرجي ، والحارث بن خالد المخزومي ، وأبو دهبل الجمحي ، وحماد عجرد ، والأحوص ، وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت وغيرهم من شعراء الغزل ، شواهد التشبيب ، وقصائد الغزل ، وما عرفوا من منادمتهم لنساء الأمويين والزبيريين :
   عائشة بنت طلحة بن عبيد الله زوجة مصعب بن الزبير
1 ـ قال عمر بن أبي ربيعة مشببا بها :
لـعـائشة  بـنة التـيمي عـنـدي
يـذكـرنـي ابـنة التـيمي iiظـبي
فـقـلت  له وكـاد يـراع قـلبـي
سـوى حـمـش بسـاقك iiمسـتبين
وأنـك عـاطـل عـار iiوليــست





حـمى  في القلب ، لا يرعى iiحماها
يـرود  بـروضـة سـهل iiربـاها
فـلـم أر قـط كـاليوم iiاشـتباهـا
وأن  شـواك لم يـشـبه iiشـواهـا
بـعـارية ولا عـطـل يـداها (1)
---------------------------
(1) الأغاني 1 : 204 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 54 _

2 ـ إن عمر بن أبي ربيعة لقي عائشة بنت طلحة بمكة وهي تسير على بغلة لها ، فقال لها : قفي حتى أسمعك ما قلت فيك ، قالت : أوقد قلت يا فاسق ؟ قال : نعم ، فوقفت فأنشدها :
ياربة  البغلة الشهباء هل لك iiفي
قالت  بدائك مت أو عش iiتعالجه

أن تنشري ميتا لا ترهقي iiحرجا
فما نرى لك فيما عندنا فرجا (1)
3 ـ ومما يغني فيه من أشعار عمر بن أبي ربيعة في عائشة بنت طلحة ، قوله في قصيدته التي أولها :
مـن لقـلب أمسـى رهـينا iiمعنى
إثر شخص نفسي فدت ذاك iiشخصا

مسـتكيـنا قـد شفـه مـا iiأجـنا
نـازح الدار بـالمديـنة عـنا (2)
4 ـ كان ابن محرز أحسن الناس غناء ، فمر بهند بنت كنانة بن عبدالرحمن حليف قريش ، فسألته أن يجلس لها ولصواحب لها ، ففعل وقال : أغنيكن صوتا أمرني الحارث بن خالد بن العاص بن هشام أن أغنيه عائشة بنت طلحة بن عبيد الله في شعر له قاله فيها ، وهو يومئذ أمير مكة ؟ قلن : نعم ، فغناهن :
فوددت إذ شحطوا وشطت دارهم
أنـا نطاع وأن تـنقل iiأرضـنا

وعـدتهم  عـنا عـواد تشـغل
أو أن أرضهم إليـنا تـنقل  (3)
5 ـ حجت عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، فجاءتها الثريا وإخوتها ، ونساء أهل مكة القرشيات وغيرهن ، وكان الغريض فيمن جاء ، فدخل النسوة عليها فأمرت لهن بكسوة وألطاف كانت قد أعدتها لمن يجيؤها ،

---------------------------
(1) الأغاني 206 : 1 ـ 207 .
(2) المصدر السابق : 208 .
(3) المصدر السابق : 366 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 55 _

   فجعلت تخرج كل واحدة ومعها جاريتها ومعها ما أمرت لها به عائشة ، والغريض بالباب حتى خرج مولياته مع جواريهن الخلع والألطاف ، فقال الغريض : فأين نصيبي من عائشة ؟ فقلن له : أغفلناك وذهبت عن قلوبنا ، فقال : ما أنا ببارح من بابها أو آخذ بحظي منها ، فإنها كريمة بنت كرام ، واندفع يغني بشعر جميل :
تذكرت  ليلى فالفؤاد iiعميدوشطت نواها فالمزار بعيد
   فقالت : ويلكم هذا مولى العبلات بالباب يذكر بنفسه هاتوه ، فدخل ، فلما رأته ضحكت وقالت : لم أعلم بمكانك ، ثم دعت له بأشياء أمرت له بها ، ثم قالت له : إن أنت غنيتني صوتا في نفسي فلك كذا وكذا . . فغناها في شعر كثير :
ومازلت  من ليلى لدن طر iiشاربيإلى اليوم أخفي حبـها وأداجن (1)
6 ـ قال الحارث بن خالد المخزومي متغزلا بعائشة بنت طلحة لما تزوجها مصعب بن الزبير ورحل بها إلى العراق :
ظـعـن الأمـير بأحسـن iiالخـلق
فـي  البيت ذي الحسب الرفيع iiومن
فـظـلـلت  كـالمقهـور iiمـهجته
أتـرجـة عـبـق الـعـبير iiبـها
مـا صـبـحـت أحـدا iiبـرؤيتها




وغـدا  بـلـبك مـطـلع الشـرق
أهـل  الـتـقى والبـر iiوالصـدق
هـذا  الـجـنون وليــس بالغسق
عـبق  الدهـان بـجـانب iiالحـق
إلا غـدا بكـواكـب الـطـلق (1)
---------------------------
(1) الأغاني 372 : 3 ، 366 : 1 .
(2) تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان : 283 ، الأغاني 316 : 3 وراجع أيضا 122 : 15 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 56 _

   قال أبو الفرج : والحارث بن خالد أحد شعراء قريش المعدودين الغزليين ، وكان يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء ، وكان يهوى عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ويشبب بها (1) .
7 ـ حج الحارث بن خالد المخزومي بالناس ، وحجت عائشة بنت طلحة عامئذٍ ، وكان يهواها ، فأرسلت إليه أخر الصلاة حتى أفرغ من طوافي ، فأمر المؤذنين فأخّروا الصلاة حتى فرغت من طوافها ، ثم أقيمت الصلاة فصلى بالناس ، وأنكر أهل الموسم ذلك من فعله وأعظموه (2) .
8 ـ لما أن قدمت عائشة بنت طلحة أرسل إليها الحارث بن خالد ـ وهو أمير على مكة ـ أني أريد السلام عليك ، فإذا خف عليك أذنت ، وكان الرسول الغريض ، فقالت له : أنا حرم فإذا أحللنا إذناك ، فلما أحلت سرت على بغلاتها ، ولحقها الغريض بعسفان أو قريب منه ، ومعه كتاب الحارث إليها : ما ضركم لو قلتم سددا . . .
   فلما قرأت الكتاب قالت : ما يدع الحارث باطله ، ثم قالت للغريض : هل أحدثت شيئا ؟ قال : نعم فاستمعي ، ثم اندفع يغني في هذا الشعر ، فقالت عائشة : والله ما قلنا إلا سددا ، ولا أردنا إلا أن نشتري لسانه ، وأتى على الشعر كله ، فاستحسنته عائشة وأمرت له بخمسة آلاف درهم وأثواب ، وقالت : زدني ، فغناها في قول الحارث بن خالد أيضا . . . (3) .
9 ـ نظر ابن أبي ذئب إلى عائشة بنت طلحة تطوف بالبيت ، فقال لها : من أنت ؟ فقالت :
من اللاءِ لم يحجبن يبغين حسبةولكـن ليقتلن البريء iiالمغفـلا
---------------------------
(1) الأغاني 309 : 3 .
(2) المصدر السابق : 315 .
(3) المصدر السابق : 317 .

عقيلة قريش آمنة بنت الحسين ( عليها السلام ) _ 57 _

   فقال لها : صان الله ذلك الوجه عن النار ، فقيل له : أفتتنتك أبا عبد الله ؟ قال : لا ، ولكن الحسن مرحوم (1) .
   ولا نريد التعليق على هذه الرواية ، بل نترك الأمر إلى القارىء ليحكم بنفسه .

فاطمة بنت عبدالملك بن مروان
   قال عمر بن أبي ربيعة فيها :
كـدت  يوم الرحيل أقضي iiحياتي
لا أطـيق الكلام من شـدة iiالخـو
ذرفت  عينها وفـاضـت iiعيوني


ليـتني مت قبـل يـوم الرحـيل
ف  ودمعي يسـيل كـل iiمسـيل
وكـلانا يـلفي بلب أصـيل  (2)
   وفي قصة طويلة ذكرها أبو الفرج الأصفهاني ، أنها كانت ترسل جاريتها إليه ليأتي عندها ، فيغازلها ويتشبب بها ويبادلها الحديث وتبادله ، حتى شغف بها وطلب ملابسها التي تلي جسدها ، فأعطته ما أراد ، فزاده ذلك شغفاً ، وظل يتابعها ليل نهار ، حتى قال فيها :
ضـاق  الغداة بحاجتي iiصدري
ذكرت فـاطمة التـي iiعـلقتها

ويـئست  بـعد تـقارب iiالأمر
عرضا فيا لـحوادث الدهر (3)
الثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث
   قال فيها عمر بن أبي ربيعة حين تزوجت رجلا اسمه سهيل :
أيـها المنكح الثـريا سـهيلا
هي  شامية إذا مـا iiاسـتقلت

عـمرك الله كيف iiيـجتمعان
وسـهيل إذا استقل يماني (4)
---------------------------
(1) العقد الفريد 102 : 7 .
(2) تاريخ آداب اللغة العربية 282 : 1 .
(3) الأغاني 199 : 1 .
(4) تاريخ آداب اللغة العربية 282 : 1 .