فضل تربة الحسين (عليه السلام) (1)

  اعلم انّ لنا روايات متظافرة تنطق بأنّ تربته (عليه السلام) شفاء من كلّ سقم وداء الاّ الموت وامان من كلّ بلاء، وهي تورث الامن من كلّ خوف، والاحاديث في هذا الباب متواترة وما برزت من تلك التّربة المقدّسة من المعجزات اكثر من أن تُذكر واني قد ذكرت في كتاب الفوائد الرّضويّة في تراجم العلماء الاماميّة عند ترجمة السّيد المحدّث المتبحّر نعمة الله الجزائري انّه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً وتحمّل في سبيله الشّدائد والصّعاب وكان في أبان طلبه العلم لا يسعه الاسراج فقراً فيستفيد للمطالعة ليلاً من ضوء القمر وقد أكثر من المطالعة في ضوء القمر ومن القراءة والكتابة حتّى ضعف بصره فكان يكتحل بتربة الحسين (عليه السلام)المقدّسة وبتراب المراقد الشّريفة للائمة في العراق (عليهم السلام) فيقوي بصره ببركتها، وانّي قد حذرت هُناك ايضاً أهالي عصرنا أن يعجبوا لهذه الحكاية اثر معاشرتهم الكفّار والملاحدة ، فقد قال الدّميري في حياة الحيوان : انّ الافعى اذا عاش مائة سنة عميت عينه فيلهمه الله تعالى أن يمسحها بالرازيانج الرّطب لكي يعُود اليها بصرها فيقبل من الصّحراء نحو البساتين ومنابت الرّازيانج وان طالب المسافة حتّى يهتدي الى ذلك النّبات فيمسح بها عينه فيرجع اليها بصرها، ويروي ذلك عن الزّمخشري وغيره أيضاً، فاذا كان الله تعالى قد جعل مثل هذه الفائدة في نبات رطب وتهتدي اليه حيّة عمياء فتأخذ نصيبها منه فأيّ استبعاد واستعجاب في أن يجعل في تربة ابن نبيّه صلوات الله عليه الاذي َّستشهد هو وعترته في سبيله شفاء من كلّ داء وغير ذلك من الفوائد والبركات لينتفع بها الشّيعة والاحباب، ونحن في المقام نقنع بذكر عدّة روايات .
  الاُولى : روي انّ الحور العين اذا بصرن بواحد من الاملاك يهبط الى الارض لامر ما يستهدين منه السّبح والتّربة من طين قبر الحسين (عليه السلام) .
  الثّانية : روي بسند معتبر عن رجل قال : بعث اليّ الرّضا (عليه السلام) من خراسان رزم ثياب وكان بين ذلك طين فقلت للرّسول : ما هذا ؟ قال : هذا طين قبر الحسين (عليه السلام) ما كاد يوجه شيئاً من الثّياب ولا غيره الاّ ويجعل فيه الطّين، فكان يقول: هو أمان باذن الله .
  الثّالثة : عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت للصّادق (عليه السلام) : يأخذ الانسان من طين قبر الحسين (عليه السلام)فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به ؟ فقال : لا والله ما يأخذه أحد وهو يرى انّ الله ينفعه به الاّ نفعه الله به .
  الرّابعة : عن أبي حمزة الثّمالي قال : قلت للصّادق (عليه السلام): انّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين (عليه السلام)يستشفُون به هل في ذلك شيء ممّا يقولون من الشّفاء ؟ قال : يستشفي بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال وكذا طين قبر جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذا طين قبر الحسن وعليّ ومحمّد، فخُذ منها فانّها شفاء من كلّ سقم وجنّة ممّا تخاف ولا يعدلها شيء من الاشياء الّتي يستشفي بها الاّ الدّعاء وانّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين ممّن يعالج بها، فامّا مَن أيقن انّها له شفاء اذا يعالج بها كفته باذن الله تعالى من غيرها ممّا يتعالج به، ويفسدها الشّياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسّحون بها وما تمرّ بشيء الاّ شمّها، وامّا الشّياطين وكفّار الجنّ فانّهم يحسدون ابن آدم عليها فيمسحون بها فيذهب عامّة طيبها ولا يخرج الطّين من الحائر الاّ وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم، والله انّها لفي يدي صاحبها وهم يتمسّحون بها ولا يقدرُون مع الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التّربة شيء يسلم ما عولج به أحد الاّ اُبريء من ساعته، فاذا أخذتها فاكتمها واكثر عليها ذكر الله عزّوجل، وقد بلغني انّ بعض من يأخذ من التّربة شيئاً يستخفّ به حتّى انّ بعضهم ليطرحها في مخلاة الابل والبغل والحمار أو في وعاء الطّعام وما يمسح به الايدي من الطّعام والخرج والجوالق، فكيف يستشفي به من هذا حالها عنده، ولكن القلب الَّذي ليس فيه اليقين من المستخفّ بما فيه صلاحه يفسد عمله .
  الخامسة : روي انّه اذا تناول التّربة أحدكم فليأخذ باطراف أصابعه وقدره مثل الحمّصة فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على سائر جسده وليقُل :
  اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هـذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ مَنْ حَلَّ بِها وَثَوى فيها وَبِحِقِّ جَدِّهِ وَاَبيهِ وَاُمِّهِ وَاَخيهِ وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَبِحَقِّ الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِهِ اِلاّ جَعَلْتَها شِفاءً مِنْ كُلِّ داء، وَبُرْءاً مِنْ كُلِّ مَرَض، وَنَجاةً مِنْ كُلِّ آفَة، وَحِرْزاً مِمّا اَخافُ وَاَحْذَرُ، ثمّ ليستعملها .
  وروي انّ الختم على طين قبر الحسين (عليه السلام) أن يقرأ على سورة (اِنّا اَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
  وروي ايضاً انّك تقول اذا طعمت شيئاً من التّربة أو أطعمته أحداً : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ .
  أقول : لتربته الشّريفة فوائد جمّة : منها استحباب جعلها مع الميّت في اللّحد واستحباب كتابة الاكفان بها واستحباب السّجود عليها ، فقد روي انّ السّجود عليها يخرق الحجب السّبعة أي يورث قبول الصّلاة عند ارتقائها السّماوات، واستحباب ان يصنع منها السّبحة فتستعمل للذّكر أو تترك في اليد من دون ذكر فلذلك فضل عظيم، ومن ذلك الفضل ان السّبحة تسبّح في يد صاحبها من غير أن يسبّح، ومن المعلوم انّ هذا التّسبيح بمعنى خاص غير التّسبيح الَّذي يسبّحه كلّ شيء كما قال الله تعالى :(وَاِنْ مِنْ شَىْء اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبيحَهُمْ )وقال العارف الرّومي في معنى الاية :
  وبالاجمال فالتّسبيح الوارد في هذه الرّواية هو تسبيح خاصّ بتربة سيّد الشّهداء أرواحنا له الفداء .
  السّادسة : عن الرّضا (عليه السلام) من أدار السّبحة من تربة الحسين (عليه السلام) فقال: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، مع كلّ حبّة منها كتب الله لهُ بها ستّة آلاف حسنة، ومحا عنه ستّة آلاف سيّئة، ورفع له ستّة آلاف درجة، واثبت له من الشّفاعة مثلها، وعن الصّادق (عليه السلام): انّ من أدار الحصيات الّتي تعمل من تربة الحسين (عليه السلام) أي السّبحة من الخزف فاستغفر بها مرّة واحدة كتب له سبعون مرّة وان أمسك سبحة في يده ولم يسبّح كتب له بكلّ حبّة سبعاً .
  لسّابعة : في الحديث المعتبر انّ الصّادق صلوات الله عليه لما قدم العراق أتاه قوم فسألوه: عرفنا انّ تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كلّ داء فهل هي أمان ايضاً من كلّ خوف ؟ قال : بلى من أراد أن تكون التّربة أماناً له من كلّ خوف فليأخذ السّبحة منها بيده ويقول ثلاثاً
  اَصْبَحْتُ اللّـهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ وَجِوارِكَ الْمَنيعِ الَّذي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ، مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِم وَطارِق مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصّامِتِ وَالنّاطِقِ فِي جُنَّة مِنْ كُلِّ مَخُوف بِلِباس سابِغَة حَصينَة وَهِيَ وَلاءُ اَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُحْتَجِزاً مِنْ كُلِّ قاصِد لي اِلى اَذِيَّة بِجَدار حَصين الاِْخْلاصِ فِي الاِْعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالَّتمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَميعاً، مُوقِناً اَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَمِنْهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ اُوالي مَنْ والَوا وَاُعادي مَنْ عادَوا وَاُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَعِذْنِي اللّـهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا اَتَّقيهِ، يا عَظيمُ حَجَزْتُ الاَْعادِىَ عَنّي بِبَديعِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ اَيْديهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَاَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ . ثم يقبل السبحة ويمسح بها عينه ويقول: الَّلهُمَّ انِّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَكَةِ، وَبِحَقِّ صاحِبِها وبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أبيهِ وبِحَقِّ أُمِّهِ وبِحَقِّ أخيهِ وَبِحَقِّ وُلدِهِ الطاهِرينَ، اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داء، وأماناً مِنْ كُلِّ خَوف، وَحِفظاً مِنْ كُلِّ سُوء.
  ثمّ يجعلها على جبينه، فان عمل ذلك صباحاً كان في أمان الله تعالى حتّى يمسي وان عمله مساءً كان في أمان الله تعالى حتّى يصبح .
  وروي في حديث آخر انّ من خاف من سلطان أو غيره فليصنع مثل ذلك حين يخرج من منزله ليكُون ذلك حرزاً له .
  أقول : لا يجوز مطلقاً على المشهور بين العلماء أكل شيء من التّراب أو الطّين الاّ تربة الحسين (عليه السلام)المقدّسة استشفاء من دُون قصد الالتذاذ بها بقدر الحمّصة، والاحوط أن لا يزيد قدرها على العدسة، ويحسن أن يضع التّربة في فمه ثمّ يشرب جُرعة من الماء ويقول : اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم .
  قال العلامة المجلسي : الاحوط ترك التّبايع على السّبحة من التّربة أو ما يصنع منها للسّجدة بل تهدى اهداءً ولعلّه ممّا لا بأس به أن يتراضى عليها المتعاملان تراضياً من دون اشتراط سابق، ففي الحديث المعتبر عن الصّادق (عليه السلام) قال : من باع تراب قبر الحسين (عليه السلام) فكأنّما تبايع على لحمه (عليه السلام) .
  أقول : حكى شيخنا المحدّث المتبحّر ثقة الاسلام النّوري (رحمه الله) في كتاب دار السّلام قال : دخل بعض اخواني على والدتي رحمها الله فرأت في جيبه الَّذي في أسفل قبائه (بالفارسيّة) تربة مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) فزجرته وقالت : هذا من سوء الادب ولعلّها تقع تحت فخذك فتنكسر ، فقال : نعم انكسرت منها الى الان اثنان وعهد أن لا يضعها بعد ذلك فيه ولما مضى بعض الايّام رأى والد العلاّمة رفع الله مقامه في المنام ولم يكن له اطّلاع بذلك انّ مولانا أبا عبد الله (عليه السلام)دخل عليه زائراً وقعد في بيت كتبه الَّذي كان يقعد فيه غالباً فلاطفه كثيراً وقال : ادعُ بنيك يأتوا اليّ لاكرمهم فدعاهم وكانوا خمسة معي، فوقفوا قدامه (عليه السلام) عند الباب وكان بين يديه اشياء من الثّوب وغيره، فكان يدعو واحداً بعد واحد ويعطيه شيئاً منه فلمّا وصلت النّوبة الى الاخ المزبور سلّمه الله نظر الله شبه المغضب والتفت الى الوالد (قدس سره) وقال : ابنك هذا قد كسر تربتين من تراب قبري تحت فخذه ثمّ طرح اليه شيئاً ولم يدعه اليه، وببالي انّ ما أعطاه كان بيت المشط الَّذي يعمل من الثّوب الَّذي يقال له بالفارسيّة (تِرْمه) فانتبه وقصّ ما رآه على الوالدة رحمها الله، فأخبرته بما وقع فتعجّب من صدقه ، انتهى .

**************************************************************
1 ـ (مقتل الحسين للمقرم: 204).
1 ـ مفاتيح الجنان ، للشيخ عباس القمي ، ص 301 ـ 303.







زيارة الناحية المقدسة

  السَّلامُ عَلى آدمَ صَفْوةِ اللهِ مِن خَليقَتِهِ ، السَّلامُ عَلى شِيثَ وَليِّ اللهِ وخِيرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إدْريسَ القائِمِ للهِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى نُوح المُجَابِ في دَعوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هُود المَمْدودِ مِنَ اللهِ بِمَعونَتِهِ .
  السَّلامُ عَلى صَالِح الَّذي تَوَجَّهَ للهِ بِكَرامَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إِبْراهِيم الَّذي حَبَاهُ اللهُ بِخُلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إِسْمَاعيل الَّذي فَداهُ اللهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنَ جَنَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إِسْحَاق الَّذي جَعَل اللهُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ .
  السَّلامُ عَلى يَعقوب الَّذي رَدَّ الله عَليهِ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يُوسف الَّذي نَجَّاهُ اللهُ مِنَ الجُّبِّ بِعَظَمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ اللهُ البَحْرَ لَهُ بِقُدرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هَارُون الَّذي خَصَّهُ اللهُ بِنُبوَّتِهِ .
  السَّلامُ عَلى شُعَيب الَّذي نَصَرَهُ اللهُ عَلى أُمَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى دَاود الَّذي تَابَ اللهُ عَليهِ مِن خَطيئَتِهِ ، السَّلامُ عَلى سُلَيمَان الَّذي ذُلَّتْ لَهُ الجِنُّ بِعزَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى أيُّوب الَّذي شَفَاهُ اللهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى يُونس الَّذي أنْجَزَ اللهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَّتِه .
  السَّلامُ عَلى عُزَير الَّذي أحيَاهُ اللهُ بَعدَ مَوتَتِهِ ، السَّلامُ عَلى زَكَريَّا الصَّابِر فِي مِحْنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أزْلَفَهُ اللهُ بِشَهادَتِهِ ، السَّلامُ عَلى عِيسَى رُوح اللهِ وَكَلِمَتِهِ .
  السَّلامُ عَلى مُحمَّدٍ حَبيبِ اللهِ وصَفْوتِهِ ، السَّلامُ عَلَى أميرِ المُؤمِنين عَليِّ بْن أبي طَالِبٍ المَخْصُوص بِأخُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى فَاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى أبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِيِّ أبِيهِ وخَليفَتِهِ ، السَّلامُ عَلى الحُسينِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهجَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أطَاعَ اللهَ فِي سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ اللهُ الشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى مَن الإِجَابَة تَحْتَ قُبَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَن الأئمَّة مِنْ ذُرِّيَّتِهِ .
  السَّلامُ عَلى ابْنِ خَاتَمِ الأنبِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الأوصِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خَدِيجَة الكُبْرَى ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَة المُنتَهَى ، السَّلامُ عَلى ابْنِ جَنَّة المَأوَى ، السَّلامُ عَلى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا .
  السَّلامُ عَلى المُرَمَّلِ بالدِّمَاءِ ، السَّلامُ عَلى المَهْتُوكِ الخِبَاءِ ، السَّلامُ عَلَى خَامِسِ أصْحَابِ أهْلِ الكِسَاءِ ، السَّلامُ عَلى غَريبِ الغُرَبَاءِ ، السَّلامُ عَلى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلامُ عَلى قَتيلِ الأدْعِيَاءِ ، السَّلامُ عَلى سَاكِنِ كَرْبَلاءِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ ذُرِّيتُهُ الأزكِيَاءُ .
  السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّيْنِ ، السَّلامُ عَلى مَنَازِلِ البَرَاهِينِ .
  السَّلامُ عَلى الأئِمَّةِ السَّادَاتِ ، السَّلامُ عَلى الجُيوبِ المُضَرَّجَاتِ ، السَّلامُ عَلى الشِّفَاهِ الذَّابِلاتِ ، السَّلامُ عَلى النُّفوسِ المُصْطَلِمَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأروَاحِ المُختَلسَاتِ .
  السَّلامُ عَلى الأجْسَادِ العَاريَاتِ ، السَّلامُ عَلى الجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ ، السَّلامُ عَلى الدِّمَاءِ السَّائِلاتِ ، السَّلامُ عَلى الأعْضَاءِ المُقطَّعَاتِ ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُشَالاَتِ ، السَّلامُ عَلى النُّسْوَةِ البَارِزَاتِ .
  السَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ العَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وعَلى أبْنَائِكَ المُسْتَشْهَدِينَ ، السَّلامُ عَليكَ وعَلى ذُرِّيَّتِك النَّاصِرِينَ ، السَّلامُ عَليكَ وعَلى المَلائِكَةِ المُضَاجِعِينَ .
  السَّلامُ عَلى القَتيلِ المَظلُومِ ، السَّلامُ عَلى أخِيْهِ المَسمُومِ .
  السَّلامُ عَلى عَليٍّ الكَبِيرِ ، السَّلامُ عَلى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ ، السَّلامُ عَلَى الأبْدَانِ السَّلِيبَةِ ، السَّلامُ عَلى العِتْرَةِ القَريْبَةِ ، السَّلامُ عَلى المُجدَّلِينَ في الفَلَوَاتِ ، السَّلامُ عَلى النَّازِحِينَ عَن الأوطَانِ ، السَّلامُ عَلى المَدْفُونِينَ بِلا أكْفَانِ ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَن الأبْدانِ .
  السَّلامُ عَلى المُحتَسِبِ الصَّابِرِ ، السَّلامُ عَلى المَظْلُومِ بِلا نَاصِرِ ، السَّلامُ عَلَى سَاكِنِ التُّربَةِ الزَّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلى صَاحِبِ القُبَّة السَّامِيَةِ .
  السَّلامُ عَلى مَن طَهَّرَهُ الجَلِيلُ ، السَّلامُ عَلى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جِبرائِيلُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ نَاغَاهُ فِي المَهْدِ مِيكَائيلُ .
  السَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَن هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ .
  السَّلامُ عَلى المُغسَّلِ بِدَمِ الجِرَاحِ ، السَّلامُ عَلى المُجَرَّعِ بِكاسَاتِ الرِّمَاحِ ، السَّلامُ عَلى المُضَامِ المُستَبَاحِ .
  السَّلامُ عَلى المَنْحُورِ في الوَرَى ، السَّلامُ عَلى مَن دَفنَهُ أهْلُ القُرَى ، السَّلامُ عَلى المَقْطُوعِ الوَتِينِ ، السَّلامُ عَلى المُحَامي بِلا مُعِينٍ .
  السَّلامُ عَلى الشَّيْبِ الخَضِيبِ ، السَّلامُ عَلى الخَدِّ التَّرِيْبِ ، السَّلامُ عَلى البَدَنِ السَّلِيْبِ ، السَّلامُ عَلى الثَّغْرِ المَقْرُوعِ بالقَضِيبِ ، السَّلامُ عَلى الرَّأسِ المَرفُوعِ .
  السَّلامُ عَلى الأجْسَامِ العَارِيَةِ في الفَلَوَاتِ ، تَنْهَشُهَا الذِّئَابُ العَادِيَاتُ ، وتَخْتَلِفُ إِلَيها السِّباعُ الضَّارِيَاتُ .
  السَّلامُ عَليْكَ يَا مَولاَيَ وعَلى المَلائِكَةِ المَرْفُوفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحَافِّينَ بِتُربَتِكَ ، الطَّائِفِين بِعَرَصَتِكَ ، الوَاردِينَ لِزَيَارَتِكَ .
  السَّلامُ عَليكَ فَإنِّي قَصَدْتُ إِلَيكَ ، ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ .
  السَّلامُ عَليكَ سَلامُ العَارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخْلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقرِّبِ إِلى اللهِ بِمَحَبَّتِكَ ، البريءِ مِن أعَدَائِكَ ، سَلامُ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِك مَقرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسْفُوحٌ ، سَلامُ المَفْجُوعِ الحَزِينِ ، الوَالِهِ المُستَكِينِ .
  سَلامُ مَن لَو كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ ، وبَذَلَ حَشَاشَتَهُ دُونَك لِلحُتُوف ، وجَاهَد بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى مَن بَغَى عَلَيكَ ، وَفَدَاك بِرُوحِه وَجَسَدِهِ ، وَمَالِهِ وَولْدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِدَاءٌ ، وَأهْلُهُ لأهلِكَ وِقَاءٌ .
  فَلَئِنْ أخَّرَتْني الدُّهُورُ ، وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ المَقْدُورُ ، وَلَمْ أكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ العَدَاوَةَ مُناصِباً ، فَلأنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً ، وَلأبْكِيَنَّ لَكَ بَدَل الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَةً عَلَيكَ ، وتَأسُّفاً عَلى مَا دَهَاكَ وَتَلَهُّفاً ، حَتَّى أمُوتُ بِلَوعَةِ المُصَابِ ، وَغُصَّةِ الاِكْتِئَابِ .
  أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ والعُدْوَانِ ، وأطَعْتَ اللهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ ، فأرضَيتَهُ وَخَشيْتَهُ ، وَرَاقبتَهُ واسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وأطفَأْتَ الفِتَنَ .
  وَدَعَوْتَ إلَى الرَّشَادِ ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ ، وجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الجِّهَادِ ، وكُنْتَ لله طَائِعاً ، وَلِجَدِّك مُحمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه ) تَابِعاً ، وَلِقُولِ أبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَللطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَللطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وللأمَّة نَاصِحاً ، وفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، ولِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وبِحُجَجِ اللهِ قَائِماً ، وللإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ البَلاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوزَتِه مُرامِياً .
  تَحُوطُ الهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ العَدْلَ وَتنْشُرُهُ ، وتنْصُرُ الدِّينَ وتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتأخُذُ للدَّنيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُسَاوي فِي الحُكْم بَينَ القَويِّ والضَّعِيفِ .
  كُنْتَ رَبيعَ الأيْتَامِ ، وَعِصْمَةَ الأنَامِ ، وَعِزَّ الإِسْلامِ ، وَمَعْدِنَ الأَحْكَامِ ، وَحَلِيفَ الإِنْعَامِ ، سَالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وَأبِيكَ ، مُشَبِّهاً في الوَصيَّةِ لأخِيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ظَاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرَائِقِ ، كَرِيمَ الخَلائِقِ ، عَظِيمَ السَّوابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَنَاقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزيلَ المَوَاهِبِ .
  حَلِيمٌ ، رَشِيدٌ ، مُنِيبٌ ، جَوادٌ ، عَلِيمٌ ، شَدِيدٌ ، إِمَامٌ ، شَهِيدٌ ، أوَّاهٌ ، مُنِيبُ ، حَبِيبٌ ، مُهِيبٌ .
  كُنْتَ للرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) وَلَداً ، وَللقُرآنِ سَنَداً ، وَلِلأمَّةِ عَضُداً ، وفي الطَّاعَةِ مُجتَهِداً ، حَافِظاً للعَهدِ والمِيثَاقِ ، نَاكِباً عَن سُبُل الفُسَّاقِ ، وبَاذلاً للمَجْهُودِ ، طَويلَ الرُّكُوعِ والسُّجُودِ ، زاهِداً في الدُّنيَا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها ، نَاظِراً إِلَيها بِعَينِ المُسْتَوحِشِينَ مِنْها .
  آمَالُكَ عَنْها مَكفُوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَةٌ ، وَأَلحَاظِكَ عَن بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَةٌ ، وَرَغْبَتِكَ فِي الآخِرَة مَعرُوفَةٌ ، حَتَّى إِذَا الجَورُ مَدَّ بَاعَهُ ، وأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الغَيُّ أتْبَاعَهُ .
  وأنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّك قَاطِنٌ ، وَللظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ ، جَلِيسُ البَيتِ وَالمِحْرَابِ ، مُعتَزِلُ عَنْ اللَّذَاتِ والشَّهَوَاتِ ، تَنْكُرُ المُنْكَرَ بِقَلبِكَ وَلِسَانِك ، عَلى حَسَبِ طَاقَتِكَ وَإمْكَانِكَ .
  ثُّمَّ اقْتَضَاكَ العِلْمُ للإِنْكَارِ ، وَلزمَكَ أنْ تُجَاهِدَ الفُجَّار ، فَسِرْتَ فِي أوْلادِكَ وَأهَالِيكَ ، وشِيعَتِكَ ومُوَالِيكَ ، وصَدَّعْتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، وَدَعَوتَ إِلَى الله بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .
  وَأمَرْتَ بِإِقَامَةِ الحُدُودِ ، والطَّاعَةِ لِلمَعْبُودِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ ، فَجَاهَدْتَهُم بَعْدَ الإِيعَازِ لَهُم ، وَتَأكِيدِ الحُجَّةِ عَلَيْهِم ، فَنَكَثوا ذِمَامَكَ وِبَيْعَتَكَ ، وأسْخَطَوا رَبَّك وَجَدَّك ، وَبَدؤُوكَ بِالحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ والضَّرْبِ ، وطَحَنْتَ جُنُودَ الفُجَّارِ ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الغُبَارِ ، مُجَاهِداً بِذِي الفِقَارِ ، كَأنَّكَ عَلِيٌّ المُخْتَارُ .
  فَلمَّا رَأوْكَ ثَابِتَ الجَأْشِ ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلا خَاشٍ ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمُ ، وقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمُ وَشَرِّهِمُ ، وأمَرَ اللَّعِينُ جُنودَهُ ، فَمَنَعُوكَ المَاءَ وَوُرُودَهُ ، ونَاجَزُوكَ القِتَالَ ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وبَسَطُوا إِلَيكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً ، وَلا رَاقَبُوا فِيْكَ أثَاماً ، فِي قَتْلِهِمُ أوْلِيَاءَكَ ، وَنَهْبِهِمُ رِحَالَكَ .
  وَأنْتَ مُقْدَّمٌ في الهَبَوَاتِ ، ومُحْتَمِلٌ للأذِيَّاتِ ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ ، فَأحْدَقُوا بِكَ مِنْ كِلِّ الجِّهَاتِ ، وأثْخَنُوكَ بِالجِّرَاحِ ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَينَ الرَّوَاحِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ .
  تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأوْلادِكَ ، حَتَّى نَكَّسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الأرْضِ جَرِيْحاً ، تَطَأُكَ الخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِها ، قَدْ رَشَحَ لِلمَوْتِ جَبِيْنُكَ ، واخْتَلَفَتَ بالاِنْقِبَاضِ والاِنْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ ، تُدِيرُ طَرَفاً خَفِيّاً إلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأهَالِيكَ .
  وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً إِلَى خِيَامِكَ ، قَاصِداً مُحَمْحِماً بَاكِياً ، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيهِ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ مِنَ الخُدُورِ ، نَاشِرَات الشُّعُورِ عَلى الخُدُودِ ، لاطِمَاتُ الوُجُوه سَافِرَات ، وبالعَوِيلِ دَاعِيَات ، وبَعْدَ العِزِّ مُذَلَّلاَت ، وإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَات ، والشِّمْرُ جَالِسٌ عَلى صَدْرِكَ ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ ، قَابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ ، وَخفِيَتْ أنْفَاسُكَ ، وَرُفِع عَلى القَنَاةِ رَأسُكَ .
  وَسُبِيَ أهْلُكَ كَالعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الحَدِيْدِ ، فَوقَ أقْتَابِ المطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ حَرُّ الهَاجِرَات ، يُسَاقُونَ فِي البَرَارِي وَالفَلَوَاتِ ، أيْدِيهُمُ مَغْلُولَةٌ إِلَى الأعْنَاقِ ، يُطَافُ بِهِم فِي الأسْوَاقِ ، فالوَيْلُ للعُصَاةِ الفُسَّاقِ .
  لَقَد قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلامَ ، وَعَطَّلوا الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالأحْكَامَ ، وَهَدَّمُوا قَوَاعِدَ الإيْمَانِ ، وحَرَّفُوا آيَاتَ القُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي البَغْيِ وَالعُدْوَانِ .
  لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللهِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) مَوتُوراً ، وَعَادَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكبِيرُ وَالتهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحِليلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبدِيلُ ، والإِلْحَادُ وَالتَّعطِيلُ ، وَالأهْوَاءُ وَالأضَالِيلُ ، وَالفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ .
  فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) ، فَنَعَاكَ إِلَيهِ بِالدَّمْعِ الهَطُولِ ، قَائِلاً : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ ، واسْتُبِيحَ أهْلُكَ وَحِمَاكَ ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ ، وَوَقَعَ المَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ .
  فانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَكَى قَلْبُهُ المَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأنْبِيَاءُ ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَ جُنُودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاكَ أمِيرَ المُؤْمِنينَ ، وأُقِيمَتْ لَكَ المَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَلَطَمَتْ عَلَيكَ الحُورُ العِينُ .
  وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا ، وَالجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ، وَالهِضَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالبِحَارُ وَحِيتَانُها ، وَالجِنَانُ وَولْدَانُهَا ، وَالبَيتُ وَالمَقَامُ ، وَالمَشْعَرُ الحَرَام ، وَالحِلُّ والإِحْرَامُ .
  اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هَذَا المَكَانِ المُنِيفِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِم ، وأدْخِلْنِي الجَنَّة بِشَفَاعَتِهِم .
  اللَّهُمَّ إِنِّي أتوَسَّلُ إِلَيكَ يَا أسْرَعَ الحَاسِبِينَ ، وَيَا أكْرَمَ الأَكْرَمِينَ ، وَيَا أحْكَمَ الحَاكِمِينَ ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَرَسُولِكَ إِلَى العَالَمِينَ أجْمَعِينَ ، وَبِأخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الأنْزَعِ البَطِينِ ، العَالِمِ المَكِينِ ، عَليٍّ أمِيْرِ المُؤْمِنِينَ ، وَبِفَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ .
  وَبِالحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةَ المُتَّقِينَ ، وَبِأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَينِ أَكَرَمِ المُستَشْهِدِينَ ، وَبِأوْلاَدِهِ المَقْتُولِينَ ، وَبِعِتْرَتِهِ المَظلُومِينَ .
  وَبِعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العَابِدِينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الأوَّابِينَ ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْدَقِ الصَّادِقِينَ ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظِهِرِ البَرَاهِينَ ، وَبِعَليِّ بْنِ مُوسَى نَاصِرِ الدِّينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ المُهْتَدِينَ ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أزْهَدِ الزَّاهِدِينَ ، وَبِالحَسَنِ بْنِ عَليٍّ وَارِثِ المُسْتَخْلفِينَ ، وَبِالحُجَّةِ عَلى الخَلْقِ أجْمَعِينَ ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الأَبَرِّينَ ، آلِ طَهَ وَيَاسِينَ ، وَأنْ تَجْعَلَنِي فِي القِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ المُطْمَئِنِّينَ ، الفَائِزِينَ الفَرِحِينَ المُسْتَبْشِرِينَ .
  اللَّهُمَّ اكتُبْنِي فِي المُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ، وَانْصُرْنِي عَلى البَاغِينَ ، واكْفِنِي كَيْدَ الحَاسِدِينَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مَكْرَ المَاكِرينَ ، وَاقْبِضْ عَنِّي أيْدِي الظَّالِمِينَ ، وَاجْمَع بَينِي وَبَينَ السَّادَةِ المَيَامِينَ فِي أعَلَى عِلِّيِّينَ ، مَعَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
  اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيكَ بِنَبِيِّكَ المَعْصُومِ ، وَبِحُكْمِكَ المَحْتُومِ ، وَنَهْيِكَ المَكْتُومِ ، وَبِهَذا القَبْرِ المَلْمُومِ ، المُوَسَّدِ في كَنَفِهِ الإِمَامِ المَعْصُومِ ، المَقْتُولِ المَظْلُومِ ، أنْ تَكْشِفَ مَا بِي مِنَ الغُمُومِ ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ القَدَرِ المَحْتُومِ ، وَتُجِيرُنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السُّمُومِ .
  اللَّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِكَ ، وَرَضِّنِي بِقَسَمِكَ ، وتَغَمَّدْنِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، وَبَاعِدْنِي مِن مَكْرِكَ وَنِقْمَتِكَ .
  اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ ، وَسَدِّدْنِي فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّةِ الأَجَلِ ، وَاعْفِنِي مِنَ الأوْجَاعِ وَالعِلَلِ ، وَبَلِّغْنِي بِمَوَالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الأَمَلِ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْبَلْ تَوبَتِي ، وَارْحَم عَبْرَتِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي ، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي .
  اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لِي فِي هَذَا المَشْهَدِ المُعَظَّمِ ، وَالمَحَلِّ المُكَرَّمِ ، ذَنْباً إلاَّ غَفَرْتَهُ ، وَلا عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ ، وَلاَ غَمّاً إلاَّ كَشَفْتَهُ ، وَلاَ رِزْقاً إلاَّ بَسَطْتَهُ ، وَلا جَاهاً إِلاَّ عَمَرْتَهُ ، وَلا فَسَاداً إِلاَّ أصْلَحْتَهُ ، وَلاَ أمَلاً إِلاَّ بَلَغْتَهُ ، وَلا دُعَاءً إِلاَّ أجَبْتَهُ ، وَلاَ مَضيقاً إلاَّ فَرَّجْتَهُ ، وَلا شَمْلاً إلاَّ جَمَعْتَهُ ، وَلا أمْراً إلاَّ أتْمَمْتَهُ ، وَلا مَالاً إِلاَّ كَثَّرْتَهُ ، وَلا خُلْقاً إلاَّ حَسَّنْتَهُ ، وَلا إِنْفَاقاً إِلاَّ أخْلَفْتَهُ ، وَلا حَالاً إِلاَّ عَمَرتَهُ ، وَلا حَسُوداً إِلاَّ قَمَعْتَهُ ، وَلا عَدوّاً إِلاَّ أرْدَيْتَهُ ، وَلا شَرّاً إِلاَّ كَفَيْتَهُ ، وَلا مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ ، ولا بَعِيداً إِلاَّ أدْنَيْتَهُ ، وَلا شَعْثاً إِلاَّ لَمَمْتَهُ ، وَلا سُؤالاً إِلاَّ أعْطَيْتَهُ .
  اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ العَاجِلَةِ ، وثَوَابَ الآجِلَةِ ، اللَّهُمَّ أغْنِنِي بِحَلالِكَ عَنِ الحَرَامِ ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَمِيعِ الأنَامِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً ، وَقَلْباً خَاشِعاً ، وَيَقِيناً شَافِياً ، وَعَمَلاً زَاكِياً ، وَصَبْراً جَمِيلاً ، وَأجْراً جَزِيلاً .
  اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَزِدْ فِي إحْسَانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ ، وَاجْعَلْ قَولِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً ، وَعَمَلي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً ، وَأثَري فِي الخَيْرَاتِ مَتْبُوعاً ، وَعَدُوِّي مَقْمُوعاً .
  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأخْيَارِ ، فِي آنَاءِ اللَّيلِ وَأطْرَافِ النَّهَارِ ، وَاكْفِنِي شَرَّ الأشْرَارِ ، وَطَهِّرنِي مِن الذُّنُوبِ وَالأوْزَارِ ، وَأَجِرْنِي مِن النَّار ، وأحِلَّنِي دَارَ القَرَارِ ، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ أُخْوانِي وأخَوَاتي المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .



زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم الأربعين

  روي عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، أنّه قال : ( علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ـ أي الفرائض اليومية ، وهي سبع عشرة ركعة ، والنوافل اليومية ، وهي أربع وثلاثون ركعة ـ وزيارة الأربعين ، والتختّم باليمين ، وتعفير الجبين بالسجود ، والجهر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ) .
  وروي عن صفوان الجمّال قال : قال لي مولاي الصادق ( عليه السلام ) في زيارة الأربعين : ( تزُور عند ارتفاع النهار ، وتقول :

  اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ .
  اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ ، وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ ، وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاَْنْبِياءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاَْوْصِياءِ ، فَاَعْذَرَ فىِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ .
  وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا ، وَباعَ حَظَّهُ بِالاَْرْذَلِ الاَْدْنى ، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الاَْوْكَسِ ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ ، وَاَسْخَطَكَ وَاَسْخَطَ نَبِيَّكَ ، وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ اَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ ، وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ ، وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ ، اَللّـهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً .
  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الاَْوْصِياءِ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ ، عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً ، وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً ، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِهِ حَتّى اَتياكَ الْيَقينُ ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .
  اَللّـهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فىِ الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها ، وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِيابِها .
  وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالْحُجَّةُ على اَهْلِ الدُّنْيا .
  وَاَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي ، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأذَنَ اللهُ لَكُمْ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ ، وَعلى اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمينَ رَبَّ الْعالِمينَ ) .

  ثمّ تصلّي ركعتين ، وتدعو بما أحببت ، وترجع .



زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة

  وهي تناظر الزّيارة المشهُورة المتداولة في الاجر والثّواب خلوّاً من عناء اللّعن والسّلام مائة مرّة، وهي فوز عظيم لمن يشغله عن تلك الزّيارة شاغل هام، وكيفيّتها على ما في كتاب المزار القديم من دون الشّرح كما يلي : من أحبّ أن يزوره (عليه السلام) من بُعد البلاد أو قُربها فليغتسل ويبرز الى الصّحراء أو يصعد سطح داره فيصلّي ركعتين يقرأ فيهما سورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ فاذا سلّم أومأ اليه بالسّلام وليتوجّه بالسّلام والايماء والنيّة الى جهة قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، ثمّ يقول بخشوع واستكانة :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَشيرِ النَّذيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةِ اللهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُور، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْهادِي الزَّكيُّ وَعَلى اَرْواح حَلَّتْ بِفَنائِكَ وَاَقامَتْ فِي جَوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنّي ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ فِي الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ وَفِي اَهْلِ السَّماواتِ وَاَهْلِ الاَْرَضينَ اَجْمَعينَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ صَلَواتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنَ وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبينَ الْمُنْتَجَبينَ وَعَلى ذُرِّيّاتِكُمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ وَتَرَكَتْ نُصْرَتَكَ وَمَعُونَتَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ لَكُمْ وَمَهَّدَتِ الْجَوْرَ عَلَيْكُمْ، وَطَرَّقَتْ اِلى اَذِيَّتِكُمْ وَتَحَيُّفِكُمْ وَجارَتْ ذلِكَ فِي دِيارِكُمْ وَاَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَاِلَيْكُمْ يا ساداتي وَمَوالِيَّ وَاَئِمَّتي مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَسْألُ اللهَ الذي أَكْرَمَ يا مَوالِيَّ مَقامَكُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَكُمْ وَشَأنَكُمْ اَنْ يُكْرِمَني بِوِلايَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَالاْئتِمامِ بِكُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَاَسْألُ اللهَ الْبَرَّ الرَّحيمَ اَنْ يَرْزُقَني مَوَدَّتَكُمْ، وَاَنْ يُوَفِّقَني لِلطَّلَبِ بِثارِكُمْ مَعَ الاِْمامِ الْمُنْتَظَرِ الْهادي مِنْ آلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَاَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَسْألُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما اَعْطى مُصاباً بِمُصيبَة، اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، يا لَها مِنْ مُصيبَة ما اَفْجَعَها وَاَنْكاها لِقُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني فِي مَقامي مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ وَاجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَاِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، اَللّـهُمَّ وَاِنّي اَتَوَسَّلُ وَاَتَوَجَّهُ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّد وَعَلِيٍّ وَالطَّيّبينَ مِنْ ذُرّيَّتِهِما، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ مَحْياىَ مَحْياهُمْ وَمَماتي مَماتَهُمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ، اَللّـهُمَّ وَهذا يَوْمٌ تُجَدَّدُ فيهِ النِّقْمَةُ وَتُنَزَّلَ فيهِ اللَّعْنَةُ عَلَى اللَّعينِ يَزيدَ وَعَلى آلِ يَزيدَ وَعَلى آلِ زِياد وَعُمَرَ بْنِ سَعْد وَالشِّمْرِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ وَالْعَنْ مَنْ رَضِيَ بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ اَوَّل وَآخِر لَعْناً كَثيراً وَاَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَاَسْكِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصيراً وَاَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ شايَعَهُمْ وَبايَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِيَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ رَضِيَ بِذلِكَ لَعَناتِكَ الَّتي لَعَنْتَ بِها كُلَّ ظالِم وَكُلَّ غاصِب وَكُلَّ جاحِد وَكُلَّ كافِر وَكُلَّ مُشْرِك وَكُلَّ شَيْطان رَجيم وَكُلَّ جَبّار عَنيد، اَللّـهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ وَآلَ يَزيدَ وَبَني مَرْوانَ جَميعاً، اَللّـهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَكَ وَسَخَطَكَ وَعَذابَكَ وَنَقِمَتَكَ عَلى اَوَّلِ ظالِم ظَلَمَ اَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اَللّـهُمَّ وَالْعَنْ جَميعَ الظّالِمينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ اِنَّكَ ذوُ نِقْمَة مِنَ الُْمجْرِمينَ، اَللّـهُمَّ وَالْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّد، وَالْعَنْ اَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، وَالْعَنِ اللّهُمَّ الْعِصابَةَ الَّتي نازَلَتِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِنْتَ نَبِيِّكَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ اَصْحابَهُ وَاَنْصارَهُ وَاَعْوانَهُ وَاَوْلِيائَهُ وَشيعَتَهُ وَمُحِبّيهِ وَاَهْلَ بَيْتِهِ وَذُرِّيَتَهُ، وَالْعَنِ اَللّـهُمَّ الَّذينَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا حَريمَهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلا مَقالَهُ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَالْخَلائِقِ اَجْمَعينَ اِلى يَوْمِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنَ وَعَلى مَنْ ساعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَواساكَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى اَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ، اَللّـهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَروُحاً وَرَيْحانا، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يَا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَيَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَيَا بْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ يَا بْنَ الشَّهيدِ، اَللّـهُمَّ بَلّغْهُ عَنّي فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي هذَا الْوَقْتِ وَكُلِّ وَقْت تَحِيَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْعالَمينَ وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ الشَّهيدِ، السَّلامُ على عليِّ بنِ الحُسَينِ الشَهيد، السَّلامُ على العباسِ بنِ أميرِ المؤمِنينَ الشَهيدِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَر وَعَقيل، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَد مِنَ الْمُؤْمِنينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَبَلِّغْهُمْ عَنّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ يا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ وَعَلَيْكِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكِ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي اَخيكَ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى اَرْواحِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ الاَْحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَْمْواتِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَهُمُ الْعَزاءَ فِي مَوْلاهُمُ الْحُسَيْنِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ اِمام عَدْل تُعِزُّ بِهِ الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ يا رَبَّ الْعالَمينَ.

  ثمّ اسجد وقل :

  اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى جَميعِ ما نابَ مِنْ خَطْب، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ اَمْر، وَإلَيْكَ الْمُشْتَكى فِي عَظيمِ الْمُهِمّاتِ بِخِيَرَتِكَ وَاَوْلِيائِكَ وَذلِكَ لِما اَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الْكَرامَةِ وَالْفَضْلِ الْكَثيرِ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الْوُرُودِ وَالْمَقامِ الْمَشْهُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، وَاجْعَلْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذينَ واسَوْهُ بِاَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُو دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدوُا مَعَهُ اَعْداءَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجاءَكَ وَتَصْديقاً بِوَعْدِكَ وَخَوْفاً مِنْ وَعيدِكَ اِنَّكَ لَطيفٌ لِما تَشاءُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .


زيارة الوارث

  روى الشّيخ في المصباح عن صفوان (أقول: هذه الزّيارات الثّلاث مرويّة عن كتاب المزار لابن قولويه) قال : استأذنت الصّادق (عليه السلام) لزيارة مولاي الحُسين (عليه السلام)وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه ، فقال : يا صفوان صم ثلاثة ايّام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثّالث ، ثمّ اجمع اليك أهلك ، ثمّ قُل : اَللّـهُمَّ اِنّي اسْتَوْدِعُكَ، الدُّعاءَ ثمّ علّمه دعاء يدعو به اذا أتى الفرات، ثمّ قال: ثمّ اغتسل من الفرات فانّ أبي حدّثني عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): انّ ابني هذا الحسين (عليه السلام) يُقتل بعدي على شاطيء الفرات ومن اغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته امّه، فاذا اغتسلت فقُل في غُسلكَ :

  بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم وَآفَة وَعاهَة، اَللّـهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَاشْرَحْ بِهِ صَدْري وَسَهِّلْ لي بِهِ اَمْري، فاذا فرغت من غُسلك فالبس ثوبين وصلّ ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الَّذي قال الله تعالى : (وَفِي الاَْرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ اَعْناب وَزَرْعٌ وَنَخيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرَ صِنْوان يُسْقى بِماء واحِد وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْض فِي الاَْكْلِ) فاذا فرغت من صلاتك فتوجّه نحو الحائر وعليك السّكينة والوقار وقصّر خطاك فانّ الله تعالى يكتب لك بكُلّ خطوة حجّة وعُمرة، وصر خاشِعاً قلبك باكية عينك واكثر من التّكبير والتّهليل والثّناء على الله عزّوجل والصّلاة على نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)والصّلاة على الحسين (عليه السلام) خاصّة ولعن من قتله والبراءة ممّن أسّس ذلك عليه فاذا أتيت باب الحائر فقف وقُل : اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للهِِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَاَصيلاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا اَنْ هَدانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ ثمّ قُل :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّديقُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَم يا مَلائِكَةَ اللهِ المُقيمينَ فِي هذَا المَقامِ الشَّريفِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّي الُْمحْدِقينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنّي اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ .

  ثمّ تقول :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ وَالْمُوالي لِوَلِيِّكُمْ وَالْمُعادي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ اِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، أَاَدْخُلُ يا فاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ .
  فإنْ خشع قلبكَ ودمعت عينك فهو علامة الاذن ثمّ ادخل وقُل : اَلْحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ، ثمّ ائت باب القُبّة وقِف مِن حيث يلي الرّأس وقُل :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ، وَاَرْكانِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِىُّ وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِّمَةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَاَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُروَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا، وَاُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَاَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايـِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِـعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى اَرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى اَجْسامِكُمْ وَ عَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ .

  ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :

  بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا اَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَاَتَيْتُ اِلى مَشْهَدِكَ، اَسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ اَنْ يُصَلِيَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

  ثمّ قُم فَصَلِّ ركعتين عند الرّأس اقرأ فيها ما أحببت فاذا فرغت من صلاتك فقُل :

  اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ الاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى مَوْلايَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّي وَأجُرْني عَلى ذلِكَ بِاَفْضَلِ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.

  ثمّ قُم وصِر الى عند رجلي القبر وقِف عند رأس عليّ بن الحسين (عليه السلام) وقُل :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ .

  ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ .

  ثمّ اخرج من الباب الَّذي عند رجلي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ثمّ توجّه الى الشّهداء وقُل :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ وَاَحِبّائَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَصْفِياءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ دينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ أَبي مُحَمَّد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الْوَلِيِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَبي عَبْدِاللهِ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً، فَيا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ مَعَكُمْ .

  ثمّ عُد الى عند رأس الحسين (عليه السلام) واكثر من الدّعاء لك ولاهلك ولوالديك ولاخوانك فانّ مشهده لا تردّ فيه دعوة داع ولا سؤال سائل .
  أقول : تعرف هذه الزّيارة باسم زيارة وارث وهي مأخوذة عن كتاب مصباح المتهجّد للطّوسي وهو من أرقى الكتب المعتبرة المشهورة في الاوساط العلميّة، وقد اقتطفت هذه الزّيارة نصّاً عن ذلك المأخذ الشّريف من دُون واسطة اتّكل عليها فكانت كلمة الختام لزيارة الشّهداء هي فَيا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ مَعَكُمْ، فالزّيادة التي ذيلت بها هذه الزّيارة وهي : فِي الْجِنانِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً اَلسَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فِي الْحائِرِ مِنْكُمْ، وَعلى مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْحائِرِ مَعَكُمْ ...الخ انّما هي خروج عن المأثور ودسّ في الحديث .



زيارة عاشُوراء

  زيارة عاشوراء المشهورة ويُزار بها من قرب ومن بُعد، وروايتها المشروحة كما رواها الشّيخ أبو جعفر الطّوسي في المصباح ما يلي : روى محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام) قال : من زار الحسين بن عليّ (عليهما السلام) في يوم عاشوراء من المحرّم يظل عنده باكياً لقى الله عزّوجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عُمرة وألفي غزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع الائمّة الرّاشدين ، قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير اليه في ذلك اليوم ؟ قال : اذا كان كذلك برز الى الصّحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ اليه بالسّلام واجتهد في الدّعاء على قاتليه وصلّى من بُعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النّهار قبل أن تزُول الشّمس ثمّ ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه ويقم في داره المُصيبة باظهار الجزع عليه وليعزّ فيها بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام) وأنا الضّامن لهم اذا فعلوا ذلك جميع ذلك ، قلت : جعلت فداك أنت الضّامن ذلك لهم والزّعيم ؟ قال : أنا الضّامن وأنا الزّعيم لمن فعل ذلك .
  قلت : فكيف يعزّي بعضنا بعضاً ؟ قال : تقولون : اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وان استطعت أن لا تخرج في يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن وان قضيت لم يبارك له فيما ادّخر ولم يبارك له في أهله، فاذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وكان له أجر وثواب مُصيبة كُلّ نبيّ ورسُول ووصيّ وصدّيق وشهيد مات أو قُتل منذ خلق الله الدّنيا الى أن تقُوم السّاعة .
  قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت للباقر صلوات الله وسلامه عليه : علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم اذا أنا زُرته من قُرب ودعاءاً أدعو به اذا لم أزره من قُرب وأومأت من بُعد البلاد ومن داري بالسّلامة اليه .
  فقال لي : يا علقمة اذا أنت صلّيت الرّكعتين بعد أن تؤمي اليه بالسّلام فقل بعد الايماء اليه من بعد التّكبير هذا القول (أي الزّيارة الاتية) فانّك اذا قُلت ذلك فقد دعوت بما يدعُو به زوّاره من الملائكة وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة وكنت كمن استشهدوا معه تشاركهم في درجاتهم، وما عرفت الاّ في زُمرة الشّهداء الّذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبيّ وكُلّ رسُول وزيارة كلّ من زار الحسين (عليه السلام)منذ يوم قُتل سلام الله عليه وعلى أهل بيته . تقول :

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ(السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةِ اللهِ وابْنَ خَيرَتِهِ) اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِيائِهِم، يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي َكْرَمَ مَقامَكَ وَاَكْرَمَني اَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلى اللهِ وَ اِلى رَسُولِهِ وَاِلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراءَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ، اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِيائِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراءَةَ مِنْ اَعْدائِكُمْ اَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ اِمام هُدىً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْكُمْ وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الاِْسْلامِ وَفِي جَميعِ السَّماواتِ وَالاْرْضِ اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فِي مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاَْكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، اَللّـهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاَْليمَ) اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي مَوْقِفي هذا وَاَيّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ ثمّ تقول مائة مرّة : اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اَللّـهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً ثمّ تقول مائة مرّة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ، ثمّ تقول : اَللّـهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِم بِاللَّعْنِ مِنّي وَابْدَأْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ (الْعَنِ) الثّانيَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ اَللّـهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِياد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ اَبي سُفْيانَ وَآلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثمّ تسجد وتقُول : اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي اَللّـهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ .

  قال علقمة : قال الباقر (عليه السلام) : وان استطعت أن تزُوره في كُلّ يوم بهذه الزّيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك .
  وروى محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميرة ، قال : خرجتُ مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الى الغريّ بعدما خرج الصّادق (عليه السلام)فسرنا من الحيرة الى المدينة فلمّا فرغنا من الزّيارة أي زيارة امير المؤمنين (عليه السلام)صرف صفوان وجهه الى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لنا: تزورون الحُسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) من هاهُنا أومأ اليه الصّادق (عليه السلام) وأنا معه ، قال سيف بن عميرة : فدعا صفوان بالزّيارة الّتي رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن الباقر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) وودّع في دبرهما امير المؤمنين (عليه السلام)وأومأ الى الحسين صلوات الله عليه بالسّلام منصرفاً وجهه نحوه وودّع وكان ممّا دعا دبرها :

  يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَ بِالاُْفـُقِ الْمُبينِ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَهٌ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الاَْصْواتُ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْت، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْل، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْم فِي شَأن، يا قاضِىَ الْحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ، يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ، يا كافِىَ الْمُهِمّاتِ، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَىْء وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيءٌ فِي السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعَلِيِّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَاِنّي بِهِمْ اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ فِي مَقامي هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ اِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ اَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ، وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمينَ، حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمينَ جَميعاً، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي، وَتَكْفِيَنِى الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري، وَتَقْضِيَ عَنّي دَيْني وَ تُجيرَني مِنَ الْفَقْرِ وَتُجيرَني مِنَ الْفاقَةِ وَتُغْنِيَني عَنِ الْمَسْأَلَةِ اِلَى الَْمخْلُوقينَ، وَتَكْفِيَني هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ اَخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ اَخافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ اَخافُ بَغْيَهُ، وَ جَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ اَخافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ اَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ، اَللّـهُمَّ مَنْ اَرادَني فَاَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّي كَيْفَ شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ، اَللّـهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّي بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ، وَبِفاقَة لا تَسُدّها، وَبِسُقْم لا تُعافيهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَة لا تَجْبُرُها، اَللّـهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ، حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّي بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ، وَاَنْسِهِ ذِكْري كَما اَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميعِ جَوارِحِهِ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَميعِ ذلِكَ الْسُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وَعَنْ ذِكْري، وَاكْفِني يا كافِيَ مالا يَكْفي سِواكَ، فَاِنَّكَ الْكافِي لا كافِىَ سِواكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ، وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ، وَمُغيثُهُ سِواكَ، وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواكَ، وَمَهْرَبُهُ اِلى سِواكَ، وَمَلْجَأُهُ اِلى غَيْرِكَ، وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيْرِكَ، فَاَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفْزَعي وَمَهْرَبي وَمَلْجَئي وَمَنْجاىَ فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ، فَاَسْاَلُكَ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَاِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَاَنْتَ الْمُسْتَعانُ فَاَسْاَلُكَ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي فِي مَقامي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَ كَرْبَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاكْفِني كَما كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنّي هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُنَةَ ما اَخافُ مَؤُنَتَهُ، وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُنَة عَلى نَفْسي مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَوائِجي، وَكِفايَةِ ما اَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَتي وَدُنْياىَ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَيا اَبا عَبْدِاللهِ، عَلَيْكُما مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْني وَبَيْنَكُما، اَللّـهُمَّ اَحْيِني حَياةَ مُحَمَّد وَذُرِّيَّتِهِ وَاَمِتْني مَماتَهُمْ وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني فِي زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْن اَبَداً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَيا اَبا عَبْدِاللهِ اَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما، وَمُتَوَجِّهاً اِلَيْهِ بِكُما وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما اِلَى اللهِ (تَعالى) فِي حاجَتي هذِهِ فَاشْفَعا لي فَاِنَّ لَكُما عِنْدَ اللهِ الْمَقامَ الَْمحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ، اِنّي اَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لي اِلَى اللهِ فِي ذلِكَ، فَلا اَخيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً راجِحاً (راجِياً) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَميعِ حَوائِجي وَتَشَفَّعا لي اِلَى اللهِ، انْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، مُفَوِّضاً اَمْري اِلَى اللهِ مُلْجِأً ظَهْري اِلَى اللهِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ وَاَقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَكَفى سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا لَيْسَ لي وَراءَ اللهِ وَوَراءَكُمْ يا سادَتي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبّي كانَ وَمالَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، اَسْتَوْدِعُكُمَا اللهَ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي اِلَيْكُما، اِنْصَرَفْتُ يا سَيِّدي يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَمَوْلايَ وَاَنْتَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يا سَيِّدي وَسَلامي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ اِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوب عَنْكُما سَلامي اِنْ شاءَ اللهُ، وَاَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما اَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ فَاِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، اِنْقَلَبْتُ يا سَيِّدَىَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للهِ شاكِراً راجِياً لِلاِْجابَةِ غَيْرَ آيِس وَلا قانِط تائِباً عائِداً راجِعاً اِلى زِيارَتِكُما غَيْرَ راغِب عَنْكُما وَلا مِنْ زِيارَتِكُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، يا سادَتي رَغِبْتُ اِلَيْكُما وَاِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ اَنْ زَهِدَ فيكُما وَفِي زِيارَتِكُما اَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللهُ ما رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ .

  قال سيف بن عميرة: فسألت صفواناً فقُلت له: انّ علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن الباقر (عليه السلام) انّما أتانا بدعاء الزّيارة ، فقال صفوان : وردت مع سيّدي الصّادق صلوات الله وسلامه عليه الى هذا المكان ففعل مثل الَّذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدّعاء عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا ، ثمّ قال صفوان : قال الصّادق (عليه السلام) : تعاهد هذه الزّيارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر به فانّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجُوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبُه، يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمُونة بهذا الضّمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) مضموناً بهذا الضّمان عن الحسين (عليه السلام)والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضمُوناً بهذا الضّمان، والحسن (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام)مضموناً بهذا الضّمان، وامير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضمُوناً بهذا الضّمان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضّمان، وقد آلى الله على نفسه عزّوجل انّ من زار الحسين (عليه السلام)بهذه الزّيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلِب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النّار، وشفعته في كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته، ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله أرسلني الله اليك سُروراً وبشرى لك ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم الى يوم البعث لا زلت مسروراً ولا زال علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين الى يوم البعث ، قال صفوان : قال لي الصّادق (عليه السلام): يا صفوان اذا حدث لك الى الله حاجة فزُر بهذه الزّيارة من حيث كنت وادعُ بهذا الدّعاء وسل ربّك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد لله .






زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة

  نص زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة .
  إذا أردت زيارته في هذا اليوم فاغتسل من الفرات إن أمكنك وإلاّ فمن حيث أمكنك والبس أطهر ثيابك وأقصد حضرته الشّريفة وأنت على سكينة ووقار فإذا بلغت باب الحائر فكبّر الله تعالى وقــُل: اَللهُ أَكْبَرُ ثم قل:

  اَللهُ أَكْبَرُ كَبيراً وَاَلْحَمْدُ للهِ كَثيراً وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصيلاً وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلسَّلامُ عَلى أَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ اَلسَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصّالِحِ الْمُنْتَظَرِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُوالي لِوَلِيِّكَ الْمُعادي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ بِقَصْدِكَ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ .

  ثمّ أدخل فقف ممّا يلي الرّأس وقل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى روُحِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ السَّلامُ عَلَيكَ يا بنَ محَمَّد المُصطَفى السَّلامُ علَيْكَ يا بنَ عليِّ المُرتَضى السَلامُ عَلَيكَ يا بنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ أَشْهَدُ إَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْروُفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللهَ حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ إَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرائِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي فَصَلَواتُ اللهَ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجْسادِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبُكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خاتَمَ النَّبِيّينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَابْنَ إِمامِ الْمُتَّقينَ وَابْنَ قائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ إِلى جَنّاتِ النَّعيمِ وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَأَنْتَ بابُ الْهُدى وَإِمامُ التُّقى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَخامِسُ أَصْحابِ الْكِساءِ غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الإْيمانِ فِي حِجْرِ الإِْسْلامِ فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَة بِفِراقِكَ وَلا شاكَّة فِي حَياتِكَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْك وَعَلى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الْعَبْرَةِ السّاكِبَةِ وَقَرينَ الْمُصيبَةِ الرّاتِبَةِ لَعَنَ اللهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ وانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرمَةَ الإسلامِ فَقُتِلْتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَ مَوْتُوراً وَأَصْبَحَ كِتابُ اللهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَأَبيكَ وَأُمِّكَ وَأَخيكَ وَعَلَى الأَْئِمَّةِ مِنْ بَنيكَ وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِقَبْرِكَ وَالشّاهِدينَ لِزُوّارِكَ الْمُؤْمِنينَ بِالْقَبُولِ عَلى دُعاءِ شيعَتِكَ وَاَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ بِأَبي أَنْتَ وَأُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ بِأَبي أَنْتَ وَأُمّي يا أَبا عَبْدِ اللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرِّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ مَشْهَدَكَ أَسْألُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ اَنْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآْخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ.

  ثمّ قبّل الضّريح وصلّ عند الرّأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت من السّور فإذا فرغت فقل:

  اَللّـهُمَّ إِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ لأَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ إِلاّ لَكَ لأَِنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْتَ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَأَبْلِغْهُمْ عَنّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ وَأرْدُدُ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى مَوْلايَ وَسَيِّدي وَإِمامي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنّي وَأجْزِني عَلى ذلِكَ أَفْضَلَ أَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

  ثمّ صر إلى عند رجلي الحسين وزُر عليّ بن الحُسين (عليهما السلام) ورأسه عند رجلي أبي عبد الله (عليه السلام) وقُل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهيدُ ابْنُ الشَّهيدِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَأَبْرَأُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآْخِرَةِ.

  ثمّ توجّه إلى الشّهداء وزُرهم وقُل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللهِ وَأَحِبّاءَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ اللهِ وَأَوِدّاءَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دينِ اللهِ وَأَنْصارَ نَبِيّهِ وَأَنْصارَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَأَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبي مُحَمَّد الْحَسَنِ الْوَلِيِّ النّاصِحِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أبي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَْرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظيماً يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزُ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

  ثمّ عُد إلى عند رأس الحُسين صلوات الله وسلامه عليه وأكثر من الدّعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانك المؤمنين. وقال السّيد ابن طاووُس والشّهيد: ثمّ أمضِ إلى مشهد العبّاس (رضي الله عنه) فإذا أتيته فقف على قبره وقُل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْفَضْلِ الْعِبّاسَ ابْنَ أَميرَ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاماً وَأَقْدَمِهِمْ إيماناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الإِْسْلامِ أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَِخيكَ فَنِعْمَ الأَْخُ الْمُواسي فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةٌ ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الإِْسْلامِ فَنِعْمَ الأَْخُ الصّابِرُ الُْمجاهِدُ الُْمحامِي النّاصِرُ وَالأَْخُ الدّافِعُ عَنْ أَخيهِ الُْمجيبُ إِلى طاعَةِ رَبِّهِ الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ وَأَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعيمِ اِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ.

  ثمّ انكبّ على القبر وقل:

  اَللّـهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ إِحْسانِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقي بِهِمْ دارّاً وَعَيْشي بِهِمْ قارّاً وَزِيارَتي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَذَنْبي بِهِمْ مَغْفُوراً وَاقْلِبْني بِهُمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائي بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ زُوّارِهِ وَالْقاصِدينَ إِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

  ثمّ قبّل الضّريح وصلّ عنده صلاة الزّيارة وما بدا لك فإذا أردت وداعه فقُل ما ذكرناه سابقاً في وداعه (عليه السلام).





زيارة الإمام الحسين عليه السلام ليالي القدر ويومي عيدي الفطر والأضحى

  بسم الله الرحمن الرحيم
  علم ان الأحاديث كثيرة في فضل زيـــارة الحســــــين عليه السلام في شــــهر رمضـــان ولا سيما في أول ليلة منه وليلة النصــــف منه وآخر ليلة منه وفي خصوص ليلة القدر.
  وروي عن الإمام محمد التقي عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كل امر حكيم، صافحه روح أربعة وعشـرين ألف نبي كلهم يســتأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة، وفي حديث معتبر آخر عن الصادق عليه السلام: اذا كان ليلة القدر ونادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش ان الله عزوجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام.
  وفي رواية ان من كان عند قبر الحسين عليه السلام ليلة القدر يصلي عنده ركعتين أو ما تيسر له وسأل الله الجنة واستعاذ به من النار أعطاه الله ما سأل واعاذه الله مما استعاذ منه .
  وروى ابن قولويه عن الصادق عليه السلام ان من زار قبر الحسين بن علي , في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة آمناً، واما الالفاظ التي يزار بها الحسين عليه السلام في ليلة القدر فهي زيارة أوردها الشيخ والمفيد ومحمد بن المشهدي وابن طاوس والشهيد (رحمهم الله) في كتب الزيارة وخصوها بهذه الليلة وبالعيدين أي عيد الفطر وعيد الاضحى.
  وروى الشيخ محمد ابن المشهدي باسناده المعتبرة عن الصادق عليه السلام قال: اذا أردت زيارته عليه السلام فأت مشهده المقدس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك فاذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الصِّديقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّ الَّذينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَالَّذينَ خَذَلُوكَ وَالَّذينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُْمّي وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، اَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الّذي أَنْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ.

  ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثمّ انحرف الى عند الرّأس وقل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ وَسَمائِهِ، صَلَّى اللهُ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطّاهِرِ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

  ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثمّ انحرف الى عند الرّأس فصلّ ركعتين للزّيارة وصلّ بعدهما ما تيسّر ثمّ تحول الى عند الرّجلين وزُر عليّ بن الحسين ، وقُل:

  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، وادعُ بما تريد، ثمّ زُر الشّهداء منحرفاً من عند الرّجلين الى القبلة فقُل: اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الصِّدّيقُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرُونَ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبيلِ اللهِ وَصَبَرْتُمْ عَلَى الاَْذى فِي جَنْبِ اللهِ، وَنَصَحْتُمْ للهِ وَلِرَسُولِهِ حَتّى اَتاكُمُ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ جَزاءِ الُْمحْسِنينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعيمِ، ثمّ امض الى مشهد العبّاس بن امير المؤمنين عليه السلام فاذا وقفت عليه فقُل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَاَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحيمِ.

  ثم صل تطوعاً في مسجده ما تشاء وانصرف.
  والحمد لله رب العالمين




زيارة عاشوراء

  بسم الله الرحمن الرحيم

  السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ المَوْتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرْواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَم مِنّي جميعاً سَلامُ اللهِ أَبََداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ.

  يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وجَلَّتْ وعَظُمَتْ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أهْلِ الإسْلام، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أهْلِ السَّمَوَاتِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسَّسَتْ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئِْتُ إِلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ.

  يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آل زِيَادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللهُ بَنِي اُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ، فَأَسْأَلُ اللهَ الّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ، أنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ.

  اللّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.

  يَا أبَا عَبْدِ اللهِ، إنِّي أتَقَرَّبُ إلى اللهِ، وَإلَى رَسُولِهِ، وَإلى أمِيرِ المُؤْمِنيِنَ، وَإلَى فاطِمَةَ، وإلَى الحَسَنِ وَإلَيْكَ بِمُوالاتِكَ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ وَنَصبَ لَكَ الحَربَ، وبالْبَرَاءةِ

  ( مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَأَبْرَأُ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ ) مِمَّنْ أَسَّسَ أساسَ ذلِكَ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ، وَجَرَى في ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَتَقَرَّبُ إلى اللهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُم وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أعْدائِكُمْ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمُ الحَرْبَ، وَبِالبَرَاءَةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، فَأَسْألُ اللهَ الّذِي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ، وَمَعْرِفَةِ أوْلِيائِكُمْ، وَرَزَقَنِي البَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأسْألُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إمَام هُدىً ظَاهِرٍ نَاطِقٍ بالحقِّ مِنْكُمْ، وَأَسْأَلُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أفْضَلَ ما يُعْطِي مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَها وَأعْظَمَ رَزِيَّتهَا فِي الإِسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّموَاتِ وَالارْضِ.

  اللهُمَّ اجْعَلْنِي في مَقامِي هذا مِمَّن تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ.

  اللهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآل ِمُحَمَّد.

  اللهُمَّ إِنَّ هَذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الأكْبادِ، اللعِينُ ابْنُ اللعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ في كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبيُّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ.

  اللهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللعْنَةُ أَبَدَ الآبِدِينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ. اللهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللّعْنَ مِنكَ وَالعَذابَ الألِيمَ.

  اللّهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هذَا اليَوْمِ، وَفِي مَوْقِفِي هَذا، وَأيَّامِ حَيَاتِي بِالبَرَاءَةِ مِنْهُمْ، وَاللعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيِه وعَلَيْهِمُ السّلام.

  ثم تقول مائة مرة :


  اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَى ذلِكَ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً.

  ثم تقول مائة مرة :

  السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِاللهِ وَعلَى الأَرْواحِ الّتِي حَلّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ، السَّلامُ عَلَى الحُسَيْن، وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أَوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ.

  ثم تقول :
  اللهمَّ خُصَّ أنْتَ أَوّلَ ظالمٍ بِاللّعْنِ مِنِّي، وَابْدَأْ بِهِ أوّلاً، ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِي، وَالثَّالِثَ وَالرَّابِع.

  اللهُمَّ الْعَنْ يزِيَدَ خامِساً، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أبي سُفْيانَ وَآلَ زِيَادٍ وآلَ مَرْوانَ إلَى يَوْمِ القِيامَةِ.

  ثم تسجد وتقول :

  اللّهمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلَى مُصابِهِمْ، الحَمْدُ للهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتي. اللهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن يَوْمَ الوُرُودِ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السّلام.

  والحمد لله رب العالمين





زيارة وارث المعروفة للإمام الحسين عليه السلام

  السَّلامُ عـَلَيـْكَ يا وارِثَ آدَمَ صـَفـُوةِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيْكَ يا وارِثَ نـوُحٍ نَبــِيِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يـا وارِثَ إبـراهيـمَ خـَليـلِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يا وارِثَ موســى كـَليِم اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يـا وارِثَ عـيـسى روُحِ الله السَّلامُ عـَلَيْكَ يا وارِثَ مـُحـَمـّدٍ حـَبـيبِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يـا وارِثَ اَميرِ المُؤمِنينَ وَلَيِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يَابـنَ مـُحـَمـّدٍ المـُصـطـَفـى السَّلامُ عـَلَيْكَ يَابـن عـلي المرتـضـى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابـن فاطـمة الزهراء السَّلامُ عَلَيْكَ يَابـنَ خَديجَةَ الكُبـرى السَّلام عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وابـنَ ثارِِهِ والوِتـرَ المَوتـوُرَ اَشـهَدُ اَنَّكَ قَد اَقَمتَ الصَّلاةَ وَآتَيتَ الزَّكاة وَاَمَرتَ بـاُلمِعروف ِوَنَهَيتَ عـَنِ المُنكرِ وَاَطـَعـتَ اللهَ وَرَسـولَهُ حـَتّى اَتيكَ اليَقـينُ فـَلَعـَنَ اللهُ اُمَةً قَتـَلَتـكَ وَلَعَنَ اللهُ اُمَةً ظَلَمَتكَ وَلَعَنَ اللهُ اُمَةً سَمِعت بـِذلك فَرَضِيَت بـه يا مَولاي يا ابا عَبدِ اللهِ اَشهَدُ اَنّك كُنتَ نوُرا في الأصلابِ الشّامِخَةِ وَالأرحـامِ المُطَهَرَةِ لم تـُنَجـِسـكَ الجـاهِليَّةُ بـاَنِجـاسـِها وَلَم تـُلبـِسكَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثـِيابـِها وَاَشـهَدُ أنَكَ مِن دَعائِم الدّين وَاَركانِ المُؤمِنينَ وَاَشهَدُ اَنّكَ الإمـام البَّرُ التَّقـيُ الرَّضـيُ الزَّكيّ الهادِي المَهدِيُ وَاَشـهَدُ اَنَّ الأَئمّة مِن وُلْدِكَ كَلِمةُ التَّقـوى وَاَعـلامُ الهُدى وَالعـُروةُ الوُثـقى وَالحـُجَّةُ عـَلى اَهل الدُنيـا وَاُشـهِدُ اللهَ وَمـلائكـَتـَهُ وَاَنبـِيائَهُ وَرُسـُلَهُ اَنّي بـِكـمُ مُؤمِنٌ وَبـِايِابـِكم مُوقنٌ بـَشَرائِع ديني وخواتيِم عَمَلي وقَلبي لقَلبِكم سِلمٌ وَاَمري لِامْرِكـمُ مُتَّبـع صـَلَوات الله عَلَيكم وَعَلى اَرواحـِكم وَعَلى اَجـسـادِكُم وعـَلَى اَجـسـامِكُم وَعـَلى شـاهِدِكم وَعـَلَى غـائِبـِكم وَعـَلَى ظـاهركم وعـلى بــاطـِنـِكـم بـاَبـي أَنـت وَ اُمي يَا بْن رَسـُولِ اللهِ بِاَبي اَنتَ وَاَمّي يا ابـا عـَبـدِ اللهِ لَقَد عَظـُمتِ الرَّزيَّةُ و جـَلَتِ المُصـيبـَةُ بـِكَ عَلَينا وَعَلى جــَمــيعِ اَهل السَّمــواتِ والأرض فــَلَعَنَ اللهُ اُمـةً أَسرجَت و َاَلجمـَتْ وَتـَهَيَأت و تنـقـبـت لِقـِتالِك يامـَولايَ ياابـا عـَبـدِ اللهِ قـَصـَدتُ زيارتك اَسـئَلُ اللهَ بـالِشـأن الذَي لَكَ عِندَهُ وَ بـِالمَحَل الَّذي لَكَ لَدَيهِ اَن يُصـَليَ عَلَى مُحـَمّدٍ وَآلِ مُحـَمّدٍ وَاَن يَجعَلَني مَعَكم في الدُنيا وَالآخـِرة السّلامُ عـَلَيكَ يابــنَ رَسـوُلِ اللهِ السـّلامُ عـَلَيكَ يابـنَ نَبـِيِ اللهِ السـّلامُ عـَلَيـكَ يابـنَ اَمير المُؤمِنينَ السـّلامُ عَلَيكَ يابـنَ الحـُسـينِ الشـهيدِ السـّلامُ عَلَيكَ ايُّها الشـَهيدُ وابـن الشـهيد السـّلامُ عـَلَيكَ ايُّها المـَظـلومُ وَابـنُ المَظـلوُمِ لَعَنَ اللهُ اُمةً قَتـَلَتـك وَلَعَنَ الله اُمةً ظَلَمَتـكَ وَلَعَن اللهُ اُمةً سـَمِعت بـِذلِك فَرَضِيت بـِهِ السـّلامُ عَلَيكَ يا ياوَليَّ اللهِ وَابـنَ وَلِيهِ لَقَد عَظُمتِ المُصـيبـَةُ وَجـَلّتِ الرَزِيةُ بـِكَ عـَلينا وَعـَلَى جـَميعِ المُسـلِمينَ فَلَعَنَ اللهُ اُمةً قَتَلَتك وَاَبـرءُ اِلى اللهِ وَاِليكَ مـِنهم السَّلامُ عـَلَيكُم يااَولياءَ اللهِ وَاَحـِبـائَهُ السَّلام ُعـَلَيكُم يا اصـفـِياءَ اللهِ وَاوِدّائَهُ السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنصـارَ دينِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنـصـارَ رَسـُولِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـكُم يـا اَنـصـارَ اَميرِ المُؤمِنـين السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنـصـارَ فـاطـِمةَ الزهراء سَيدةِ نِساءِ العـالَمينَ السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنـصـارَ اَبـي مُحـَمَّدٍ الحـَسـَنِ بـن عـليٍّ الوَلي الناصِح السَّلامُ عَلَيكُم يا اَنصارَ اَبـي عَبـدِ اللهِ الحـسـين بـاَبـي اَنتُم وَاُمي طِبـتُم وطابـَتِ الأرضُ الّتـي فـيها دُفـِنـتُم وَفـُزتُم فـَوزاً عـَظـيماً فـَيالَيتَني كـُنتُ مَعـَكُم فَاَفوُز فوزاً عَظيما.



*for

            BASRAHCITY.NET