الانصار
          الهاشميون
          الخصـــوم
          المعاصرون لزمن النهضة
          نساء خالدات

« أبو بكر بن الحسن بن علي »


  جاء في كتاب لواعج الأشجان للسيد محسن الأمين (رحمه الله) : (1)
  وخرج أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد فقاتل حتى قتل رماه عبد الله بن عقبة الغنوي وقيل حرملة بن كاهل بسهم فقتله .
  وجاء في كتاب أنصار الحسين (ع) لمحمد مهدي شمس الدين (رحمه الله) : (2)
  أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورد ذكره في ( الزيارة، الارشاد، الطبري، الأصفهاني، المسعودي ) .
  أمه أم ولد ، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي، أو عقبة الغنوي .
  وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) : (3)
  أبو بكر بن الحسن المجتبى عليه السلام من شهداء الطف المتشرفون بسلام الناحية المقدسة ، وهو مع قاسم بن الحسن من أم ولد .
  جاء في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ( أعلى الله مقامه ) : (4)
  أبو بكر بن الحسن من المستشهدين بين يدي عمه الحسين عليه السلام ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية ، ووقع اللعن على قاتله عبد الله بن عقبة الغنوي ، في زيارة الناحية المقدسة .
  وقال المفيد في الارشاد ، في ذيل بيان شهادة القاسم بن الحسن عليهما السلام ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسن بن علي عليهما السلام، بسهم فقتله .
  وجاء في قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري ( رحمه الله) : (5)
  أبو بكر بن الحسن ( عليه السلام ) في الطبري (6) ومقاتل أبي الفرج (7) وإرشاد المفيد شهادته بالطف (8) ، وفي المقاتل قتله عبد الله بن عقبة الغنوي ، وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله :
وعند غني قطرة من دمائنا        وفي  أسد اخرى تعد وتذكر
  وأمه ام ولد ام القاسم، ولم يعلم اسمه .
  والمفهوم من الإرشاد كون اسمه عمر ، حيث عد في مقتولي الطف أبا بكر بن الحسن ( عليه السلام ) ، وقال في ولد الحسن ( عليه السلام ) عمر بن الحسن من ام القاسم استشهد مع عمه (9) .
  وورد في كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ( رحمه الله) : (10)
  أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قتل مع عمه الحسين (ع) بكربلاء سنة 61 .
  في مقاتل الطالبيين امه أم ولد لا يعرف اسمها ذكر المدائني في اسنادنا عنه عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد ان عبد الله بن عقبة الغنوي قتله وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ان عقبة الغنوي قتله وإياه عن سليمان بن قتة بقوله :
وعند غني قطرة من دمائنا        وفي  أسد اخرى تعد وتذكر
  وهو أخو القاسم بن الحسن المقتول بعده لأبيه وامه .
  وجاء في كتاب أبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي ( أعلى الله مقامه ) : (11)
  أبو بكر بن الحسن (12) بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) أمه أم ولد .
  روى أبو الفرج أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله ، وروي أن عقبة الغنوي هو الذي قتله ، وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله :
وعـند  غـني قطرة من iiدمائنا        سـنجزيهم  يوما بها حيث حلت
إذا افـتـقرت جـبرنا iiفـقيرها        وتقتلنا قيس إذا النعل زلت (13)
**************************************************************
1 ـ ص 176 .
2 ـ ص 131 .
3 ـ ج 8 ـ ص 343 .
4 ـ ج 22 ـ ص 70 .
5 ـ ج 11 ـ ص 232 ـ 233 .
6 ـ تاريخ الطبري 5 468 .
7 ـ مقاتل الطالبيين 57 .
8 ـ إرشاد المفيد 240 ، 197 .
9 ـ إرشاد المفيد 240 ، 197 .
10 ـ ج 2 ـ ص 293 .
11 ـ ص 71 .
12 ـ في مقاتل الطالبيين الحسين .
13 ـ مقاتل الطالبيين 92 ، وفيه وفي أسد أخرى تعد وتذكر .





« العباس بن علي (ع) »


  جاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى أقامه مقامه ) : (1)
  من هو العباس (ع) ؟
  العباس بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه : استشهد مع أخيه الحسين صلوات الله عليه ، وله مقام يغبطه به الشهداء ، و هو قمر بني هاشم أمير على جند الحسين عليه السلام ، وهو السقاء في كربلاء وحامل اللواء ، وقد عدت له ستة عشر لقبا .
  وأمه :
  أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابي ، وأول ما ولدت العباس ، ولدته في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين من الهجرة ، وكان عمره الشريف عند شهادته أربعا وثلاثين سنة ، وكان شجاعا فارسا وسيما جسيما ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان الأرض، وكان من فقهاء أولاد الأئمة عليهم السلام ، وكان عدلا ثقة نقيا تقيا .
  وقال الصادق عليه السلام : كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان ، جاهد مع أخيه الحسين عليه السلام وأبلى بلاءاً حسنا ومضى شهيدا .
  وروى المامقاني عن الخصال بسند صحيح عن أبي حمزة الثمالي قال : قال علي بن الحسين عليه السلام : رحم الله عمي العباس ، فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه ، حتى قطعت يداه ، فأبدله الله عز وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليه السلام ، وإن للعباس عند الله تبارك و تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة ـ الحديث .
  وراجع أيضا كلمات مولانا الصادق عليه السلام في كيفية زيارة عمه العباس سلام الله عليه حتى تقف على جملات كريمة في ذلك .
  وتشرف بسلام الناحية المقدسة مع توصيفه بأنه المواسي أخاه بنفسه ، الاخذ من غده لامسه ، الفادي له ، الوافي الساعي إليه بمائه المقطوعة يداه ـ الخ.
  وكان صاحب الراية يوم عاشوراء .
  ما يظهر منه أنه كان عند وفاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في درجة رفيعة و مقام كريم مثل أخيه محمد ، في أن العباس والحسين ( عليهما السلام ) ومحمد غسلوا أخاهم الحسن ( عليه السلام ) .
  وفي كتاب حديقة الأحباب أنه عليه السلام ولد في ذي الحجة في سابعة أو ثاني عشرة أو في رابع شعبان سنة 26 .
  ومن أولاده :

  الفضل لا عقب له كما في منتخب التواريخ ، والثاني عبيد الله كان من العلماء والعقب منه ، وأمهما لبابة بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطلب .
  والثالث والرابع الحسن والقاسم لا عقب منهما ، والخامس بنت ، وعن ابن شهرآشوب أنه زاد له ابنا يسمى محمدا من شهداء الطف .
  ولعبيد الله ابنان : الحسن والعقب منه ، وعبد الله لا عقب له .
  وأم الحسن بن عبيد الله كانت بنت عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب .
  وأبناء الحسن : العباس وإبراهيم والفضل وعبيد الله وحمزة .
  وحفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس .
  فأما العباس بن الحسن تقدم قريبا .
  وإبراهيم بن الحسن وعبيد الله بن علي بن إبراهيم وجعفر بن الفضل بن الحسن وإبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن الحسن و حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن ومحمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن الحسن، وكذا الفضل بن الحسن وعلي بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن الحسن ذكرناهم في محالهم .
  وذكر أولاده وأحفادهم في الفصول الفخرية ص 201 .

  وقيل : كان لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) العباس الأصغر واستشهد يوم عاشوراء مع أخيه .
  جاء في كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ( قدس الله نفسه الزكية ) :(2)
  أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) :
  مولده وشهادته ومدة عمره :
  ولد سنة 26 من الهجرة وعمره أربع وثلاثون سنة عاش منها أبيه أمير المؤمنين (ع) أربع عشرة سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال ومع أخيه الحسن (ع) أربعا وعشرين سنة ومع أربعا وعشرين سنة ومع أخيه الحسين (ع) أربعا وثلاثين سنة وهي مدة عمره .
  أمه :

  اسمها فاطمة وتعرف بأم البنين .
  وعن كتاب عمدة الطالب ان أمير المؤمنين (ع) قال لأخيه عقيل وكان نسابة عالما باخبار العرب وأنسابهم ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا ، فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ؟ فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس ، فتزوجها أمير المؤمنين (ع) فولدت له وأنجبت وأول ما ولدت العباس وبعده عبد الله وبعده جعفرا وبعده عثمان ، وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة :
نـحن  بـني أم البنين الأربعة        الضاربون الهام تحت الخيضعة
والمطعمون  الجفنة iiالمدعدعة        ونحن  خير عامر بن صعصعة
  فلا ينكر عليه أحد من العرب ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة ، والطفيل فارس قرزل وابنه عامر فارس المزنوق .
  كنيته ولقبه :

  يكنى أبا الفضل وأبا قربة ويلقب بالسقاء وقمر بني هاشم .
  أحواله في مقاتل الطالبيين :
  كان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض وكان لواء الحسين بن علي (ع) معه يوم قتل وفي بعض العبارات انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما ، وروي عن أبي عبد الله الصادق (ع) انه قال : كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا وروي عن علي بن الحسين عليه السلام انه نظر يوما إلى عبيد الله بن العباس بن علي ع فاستعبر ثم قال ما من يوم أشد على رسول الله (ص) من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ولا يوم كيوم الحسين (ع) ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه وهو يذكرهم بالله فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه .
  وكانت له (ع) صفات عالية وأفعال جليلة امتاز بها :
  منها انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما كما تقدم ومنها انه كان صاحب لواء الحسين (ع) واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله الا الشجاع الشريف في المعسكر ومنها ، انه لما جمع الحسين (ع) أهل بيته وأصحابه ليلة العاشر من المحرم وخطبهم فقال في خطبته : اما بعد فاني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري ، قام إليه العباس (ع) فبدأهم فقال ولم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك ابدا .
  ثم تكلم أهل بيته وأصحابه بمثل هذا ونحوه .
  ومنها انه لما اخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أمانا من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس واخوته لا حاجة لنا في الأمان أمان الله خير من أمان ابن سمية .
  ومنها انه لما نادى شمر أين بنو أختنا أين العباس واخوته فلم يجبه أحد فقال لهم الحسين (ع) أجيبوه وان كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم قال له العباس ما تريد فقال أنتم يا بني أختي آمنون فقال له العباس لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتكلم اخوته بنحو كلامه ثم رجعوا .
  ومنها انه لما اشتد العطش بالحسين (ع) وأصحابه امر أخاه العباس فسار في عشرين راجلا يحملون القرب وثلاثين فارسا فجاءوا ليلا حتى دنوا من الماء وامامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء فقال عمرو بن الحجاج من الرجل ؟ قال نافع ، قال ما جاء بك قال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه قال فاشرب هنيئا قال لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه فقالوا لا سبيل إلى سقي هؤلاء انما وضعنا في هذا المكان لمنعهم الماء فقال نافع لرجاله املؤا قربكم فملئوها وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس ونافع بن هلال فكشفوهم وأقبلوا بالماء ثم عاد عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا ان يقطعوا عليهم الطريق فقاتلهم العباس وأصحابه حتى ردوهم وجاءوا بالماء إلى الحسين (ع) .
  ومنها انه لما نشبت الحرب يوم عاشوراء تقدم أربعة من أصحاب الحسين (ع) وهم الذين جاءوا من الكوفة ومعهم فرس نافع بن هلال فشدوا على الناس بأسيافهم فلما وغلوا فيها عطف عليهم الناس واقتطعوهم عن أصحابهم فندب الحسين (ع) لهم أخاه العباس فحمل على القوم فضرب فيهم بسيفه حتى فرقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه واتى بهم ولكنهم كانوا جرحى فأبوا عليه ان يستنقذهم سالمين فعاودوا القتال وهو يدفع عنهم حتى قتلوا في مكان واحد فعاد العباس إلى أخيه وأخبره بخبرهم .
  ومنها انه أشبه عمه جعفر الطيار الذي قطعت يمينه ويساره في حرب مؤتة مجاهدا في سبيل الله فأبدله الله عنهما جناحين يطير بهما مع الملائكة وكذلك العباس قطعت يمينه ويساره مجاهدا في سبيل في نصرة أخيه الحسين (ع) يوم عاشورا وقال المفيد ان عمر بن سعد نادى يوم التاسع من المحرم يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر والحسين (ع) جالس امام بيته محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبته فسمعت أخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت فرفع الحسين (ع) رأسه فقال اني رأيت رسول الله (ص) الساعة في المنام فقال لي انك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل فقال لها الحسين ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله قال له العباس يا أخي اتاك القوم فنهض ثم قال يا عباس اركب أنت حتى تلقاهم وتقول لهم ما لكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم فأتاهم العباس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فقال لهم العباس ما بدا لكم وما تريدون قالوا قد جاء امر الأمير ان نعرض عليكم ان تنزلوا على حكمه أو نناجزكم قال فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فاعرض عليه ما ذكرتم فوقفوا وقالوا القه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين (ع) يخبره الخبر ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفونهم عن قتال الحسين (ع) فجاء العباس إلى الحسين ع فأخبره بما قال القوم فقال (ع) ارجع إليهم فان استطعت ان تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم اني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول انا قد أجلناكم إلى غد فان استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد وان أبيتم فلسنا تاركيكم .
  مقتل العباس في مقاتل الطالبيين :
  كان العباس آخر من قتل من اخوته لامه وأبيه وقال المفيد لما رأى العباس بن علي كثرة القتلى في أهله قال لاخوته من أمه تقدموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم فتقدموا فقاتلوا واحدا بعد واحد حتى قتلوا واشتد العطش بالحسين (ع) فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس اخوه فاعترضته خيل ابن سعد وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل وكان المتولي لقتله زيد بن رقاد أو ورقاء الحنفي وحكيم أو حكم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا .
  وكان العباس آخر من قتل من المحاربين ولم يقتل بعده الا أطفال وفيه يقول الكميث :
وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو        شفاء  النفوس (3) iiالأسقام
قـتل  الأدعـياء إذ iiقـتلوه        أكرم الشاربين صوب iiالغمام
  وفيه يقول الشاعر :

أحق  الناس ان يبكي iiعليه        فتى  ابكى الحسين iiبكربلاء
اخـوه وابـن والـده iiعلي        أبو الفضل المضرج بالدماء
ومـن  واساه لا يثنيه iiشئ        وجاد  له على عطش iiبماء
  وفيه يقول المؤلف أيضا من قصيدة :

لا  تـنس للعباس حسن iiمقامه        فـي الروع عند الغارة الشعواء
واسـى أخـاه بها وجاد iiبنفسه        فـي سـقي أطـفال له iiونساء
رد الألوف على الألوف معارضا        حـد  الـسيوف بـجبهة iiغراء
  وورد في كتاب اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس ( قدس الله نفسه الزكية) : (4)
  قال الراوي : وورد كتاب عبيد الله بن زياد على عمر بن سعد يحثه على تعجيل القتال ويحذره من التأخير والاهمال فركبوا نحو الحسين عليه السلام وأقبل شمر بن ذي الجوشن (لع) فنادى بنو أختي عبد الله وجعفر والعباس وعثمان فقال الحسين عليه السلام أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم فقالوا له ما شأنك فقال يا بنى أختي أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين عليه السلام والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد .
  قال : فناده العباس بن علي عليه السلام تبت يداك ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدو الله أتأمرنا ان نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة عليهما السلام وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء .
  قال : فرجع الشمر (لع) إلى عسكره مغضبا .
  جاء في كتاب معجم رجال الحديث لآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) ما يلي : (5)
  عباس بن علي : ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، قتل معه ، وهو السقاء ، قتله حكيم بن الطفيل ، أمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة ابن الوحيد ، من بني عامر ، رجال الشيخ .
  وفي زيارة الناحية: ( السلام على العباس ابن أمير المؤمنين المواسي أخاه بنفسه الآخذ من غده لأمسه ، الفادي له ، الواقي الساعي إليه بمائه ، المقطوعة يداه ، لعن الله قاتليه يزيد بن رقاد ، وحكيم بن الطفيل الطائي ) .
  أقول : إن فضائله ومناقبه ( سلام الله عليه ) أشهر وأوضح من أن يحتاج إلى بيان .
  جاء في موسوعة شهادة المعصومين (ع) للجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ما يلي : (6)
  نقل الطريحي :
لهفي  على العباس لما أن دنى        نـحو الـفرات بـقلبه iiالحران
فأراد  شرب الماء وقال iiبنفسه        وا لـهـفتاه لـلسيد الـظمآن
عـاف الشراب ولم يبل أو iiامه        وجـد  الـوجد أخيه iiوالإخوان
لهفي على العباس إذ حاطوا iiبه        مـن  كـل فـج أقبلوا ومكان
حـاطوا به واستفردوه iiوخرقوا        قـربا  مـلأها قاصد iiالنسوان
ثـاروا عليه بطعنهم iiوبضربهم        وبـطعنهم أردوه فـي iiالميدان
فـعلاه رجـس فاجر iiبحسامه        قـطع اليمين بمشرفي iiويماني
وهـواه  آخر ضربة في iiرأسه        حـتى  رمـاه بحوبة الجولاني
فأتى الحسين إليه وهو مسارع        فـرأى أخـاه مـكابد iiالحدثان
فبكى  وقال جزيت خيرا من iiأخ        واسـى  أخـاه بـشدة وهوان
أديـت  حـقا لـلأخوة يا iiأخي        وحضيت وصل الحور iiوالولدان
يا أول الشهداء يا بن المرتضى        صـلى  عـليك الله كـل iiأوان
والله  تـلك مـصيبة لم iiأنسها        إلا إذا أدرجـت في الأكفان (7)
  قال ابن نما : وقد قلت هذه الأبيات حين فرق بينهما سهم الشتات :
حـقيقا بـالبكاء عليه iiحزنا        أبو  الفضل الذي واسى iiأخاه
وجـاهد  كـل كـفار iiظلوم        وقـابل  مـن ضلالهم iiهداه
فـداه  بـنفسه لـله حـتى        تـفرق مـن شجاعته iiعداه
وجـادله عـلى ظـمأ بماء        وكان رضى أخيه مبتغاه (8)
  قال أبو الفرج : وكانت أم البنين ، أم هؤلاء الأربعة القتلى ، تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي .
  ذكر ذلك علي بن محمد بن حمزة ، عن النوفلي ، عن حماد بن عيسى الجهني ، عن معاوية بن عمار ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) (9).
  ويقول حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ( عليه السلام ) :
إنـي  لأذكـر لـلعباس iiمـوقفه        بـكربلاء وهـام الـقوم iiتختطف
يحمى  الحسين ويحميه على iiظمأ        ولا  يـولي ولا يـثني iiفـيختلف
ولا أرى مـشهدا يـوما iiكمشهده        مع الحسين عليه الفضل والشرف
أكـرم  بـه مشهدا بانت iiفضيلته        ومـا أضاع له أفعاله خلف (10)
  ويرثيها أم البنين ( عليها السلام ) :
يا من رأى العباس كر        عـلى جـماهير iiالنقد
ووراه  من أبناء حيدر        كـل  لـيث ذي iiلـبد
أنـبئت أن ابني iiأصيب        بـرأسه  مـقطوع iiيد
ويـلي على شبلي أما        ل  برأسه ضرب العمد
لـو كان سيفك في iiيد        يـك  لما دنا منه iiأحد
  وقولها :
لا تـدعوني ويـك أم الـبنين        تـذكروني  بـليوث iiالـعرين
كـانت  بـنون لي أدعى iiبهم        والـيوم أصبحت ولا من iiبنين
أربـعة  مـثل نـسور iiالربى        قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تـنازع  الـخرصان iiأشلائهم        فـكلهم أمـسى صريعا iiطعين
يـا لـيت شعري أكما iiأخبروا        بأن عباسا قطيع اليمين (11)ii
  وجاء أيضًا موسوعة شهادة المعصومين (ع) ـ لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ما يلي : (12)
  العباس بن علي ( عليهما السلام )
  قال أبو الفرج : العباس بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) ويكنى أبا الفضل ، وأمه أم البنين أيضا .
  وهو أكبر ولدها ، وهو آخر من قتل من إخوته لأمه وأبيه ، لأنه كان له عقب ، ولم يكن لهم ، فقدمهم (13) بين يديه ، فقتلوا جميعا .
  وفي العباس بن علي ( عليهما السلام ) يقول الشاعر :
أحق  الناس أن يبكي iiعليه        فتى  أبكى الحسين iiبكربلاء
أخـوه وابـن والـده iiعلي        أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن  واساه لا يثنيه iiشيء        وجـادله على عطش iiبماء
  وفيه يقول الكميت ( بن زيد ) :
وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو        شـفاء  النفوس من iiأسقام
قـتل الأدعـياء إذا iiقـتلوه        أكرم الشاربين صوب iiالغمام
  وكان العباس رجلا وسيما جميلا، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض ، وكان يقال له : قمر بني هاشم وكان لواء الحسين بن علي معه يوم قتل .
  حدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن، قال : حدثنا بكر بن عبد الوهاب قال : حدثني ابن أبي أويس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، قال : عبأ الحسين بن علي أصحابه ، فأعطى رايته أخاه العباس بن علي .
  حدثني أحمد بن عيسى ، قال : حدثني حسين بن نصر ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر : إن زيد بن رقاد الجنبي (14) ، وحكيم بن الطفيل الطائي ، قتلا العباس بن علي (15) .
  قال المفيد : وحملت الجماعة على الحسين ( عليه السلام ) فغلبوه على عسكره واشتد به العطش ، فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكنوه من الماء .
  فقال الحسين ( عليه السلام ) : اللهم اظمأه فغضب الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حنكه فانتزع الحسين (عليه السلام) السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ، ثم قال : اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ثم رجع إلى مكانه وقد اشتد به العطش وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي (16) وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا (17) .
  قال ابن شهر آشوب : وكان عباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين وهو أكبر الإخوان مضى بطلب الماء فحملوا عليه وحمل هو عليهم وجعل يقول :
لا  أرهـب الموت إذ الموت iiرقى        حـتى أواري فـي المصاليت iiلقا
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا        إنـي  أنـا العباس أغدوا iiبالسقا
ولا  أخـاف الـشر يوم iiالملتقى
  ففرقهم ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهني (18) من وراء نخلة ، وعاونه حكيم بن طفيل السنبسي فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله ، وحمل عليهم وهو يرتجز :
والله  إن قـطعتم iiيميني        إني أحامي أبدا عن iiديني
وعن إمام صادق iiاليقين        نجل النبي الطاهر الأمين
  فقاتل حتى ضعف ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي ، من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :
يا نفس لا تخشي من الكفار        وأبـشري  بـرحمة iiالجبار
مـع الـنبي السيد iiالمختار        قـد قـطعوا ببغيهم يساري
فـأصلهم يـا رب حر النار
  فقتله الملعون بعمود من حديد ، فلما رآه الحسين مصروعا على شط الفرات بكى وأنشأ يقول :
تـعـديتم يـاشر قـوم iiبـفعلكم        وخـالفتم  قـول الـنبي iiمـحمد
أمـا كان خير الرسل وصاكم iiبنا        أمـا نحن من نسل النبي iiالمسدد
أمـا كـانت الزهراء أمي iiدونكم        أمـا كـان من خير البرية iiأحمد
لـعنتم  وأخـزيتم بـما قد جنيتم        فسوف تلاقوا حر نار توقد (19).
  قال الخوارزمي : ثم خرج عباس بن علي وأمه أم البنين وهو السقاء فحمل وهو يقول :
أقـسمت بالله الأعـز iiالأعظم        وبـالحجون  صـادقا iiوزمزم
وبـالحطيم  والـفناء iiالمحرم        لـيخضبن اليوم جسمي iiبدمي
دون الحسين ذي الفخار الأقدم        إمـام أهـل الـفضل iiوالتكرم
  فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة من القوم (20) .
  قال المجلسي : أقول : وفي بعض تأليفات أصحابنا إن العباس لما رأى وحدته ( عليه السلام ) أتى أخاه وقال : يا أخي هل من رخصة؟فبكى الحسين ( عليه السلام ) بكاء شديدا ، ثم قال : يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري! فقال العباس : قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين .
  فقال الحسين ( عليه السلام ) : فأطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء، فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ينفعهم فرجع إلى أخيه فأخبره فسمع الأطفال ينادون : العطش العطش ! فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة ، وقصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات ، ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم على ما روى ثمانين رجلا حتى دخل الماء .
  فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء ، ذكر عطش الحسين وأهل بيته ، فرمى الماء وملأ القربة وحملها على كتفه الأيمن ، وتوجه نحو الخيمة ، فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب ، فحاربهم حتى ضربه نوفل الأزرق على يده اليمنى فقطعها ، فحمل القربة على كتفه الأيسر فضربه نوفل فقطع يده اليسرى من الزند، فحمل القربة بأسنانه فجاءه سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها ، ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره ، فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين : أدركني ، فلما أتاه رآه صريعا فبكى وحمله إلى الخيمة .
  ثم قالوا : ولما قتل العباس ، قال الحسين ( عليه السلام ) : الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي (21) .
  قال الإصبهاني :
وبـان الإنـكسار فـي iiجبينه        فـاندكت الـجبال مـن iiجنينه
وكـيف لا وهـو جمال iiبهجته        وفـي  مـحياه سرور iiمهجته
كـافل أهـله وسـاقي iiصبيته        وحـامل  الـلواء بعالي iiهمته
واحــدة لـكنه كـل الـقوى        ولـيث  غـابة بـطف iiنـينوا
نـاح  عـلى أخيه نوح الثكلى        بـل الـنبي في الرفيق iiالأعلى
وانشقت  السماء وامطرت iiدما        فـما أجـل رزئـه iiوأعـظما
بـكاه  كـالهطال حـزنا والده        وكـيف لا وبـان منه iiساعده
بـكاه  صـنوه الزكي iiالمجتبى        وكـيف لا ونـور عـينه iiخبا
نـاحت بـنات الوحي iiوالتنزيل        عـليه  مـذ أمـست بلا كفيل
ناحت عليه الحور في قصورها        لـنوح آل الـبيت في iiخدورها
نـاحت عـليه زمـر iiالأملاك        مذ ناحت العقائل الزواكي (22)
  قال الصدوق : حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني ، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن أبي صفية قال : نظر سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب فاستعبر ثم قال : ما من يوم أشد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من يوم أحد ، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب ، أسد الله وأسد رسوله ، وبعده يوم موتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ، ثم قال ( عليه السلام ) : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام ) ازدلف عليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة ، كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه ، وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا .
  ثم قال ( عليه السلام ) : رحم الله العباس ، فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه ، فأبدله الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة (23) .
  روي عن المفضل بن عمر : قال الصادق ( عليه السلام ) : كان عمنا العباس نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) وأبلي بلاءا حسنا ، ومضى شهيدا قال : استشهد وقد بلغ سنه أربعا وثلاثين سنة (24) .
  قال البهبهاني : وفي بعض الكتب المعتبرة أن من كثرة الجراحات الواردة على العباس ( عليه السلام ) لم يقدر الحسين ( عليه السلام ) أن يحمله إلى محل الشهداء ، فترك جسده في محل قتله ورجع باكيا حزينا إلى الخيام (25) .
  قال المفيد : ودفنوا العباس بن علي ( عليهما السلام ) في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن (26) .
  قال المقرم : وتركه في مكانه لسر مكنون أظهرته الأيام ، وهو أن يدفن في موضعه منحازا عن الشهداء ليكون له مشهد يقصد بالحوائج والزيارات ، وبقعة يزدلف إليها الناس وتتزلف إلى المولى سبحانه تحت قبته التي ضاهت السماء رفعة وسناء ، فتنظر هنالك الكرامات الباهرة ، وتعرف الأمة مكانته السامية ومنزلته عند الله تعالى ، فتؤدي ما وجب عليهم من الحب المتأكد والزيارات المتواصلة ، ويكون ( عليه السلام ) حلقة الوصل فيما بينهم وبين الله تعالى ، فشاء حجة الوقت أبو عبد الله ( عليه السلام ) كما شاء المهيمن سبحانه أن تكون منزلة أبي الفضل الظاهرية شبيهة بالمنزلة المعنوية الأخروية فكان كما شاءا وأحبا (27) .
**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 349 ـ 351 .
2 ـ ج 7 ـ ص 429 ـ 431 .
3 ـ عادة العرب تخفيف الكلام لضرورة ولغير ضرورة فمن الأول تخفيف من الجارة بحذف النون والاقتصار على الميم كما في هذا البيت أصله من الأسقام فخفف لضرورة الشعر ويوجد في النسخة المطبوعة من مقاتل الطالبين من الأسقام وهو سهو من الطابع أو الناسخ ولهذا غيرها بعض المعاصرين في كتابه فقال في الأسقام والصواب م الأسقام كما قلنا ، قال الشعر : وما انس م الأشياء لا انسى قولها * وقد قربت نحوي أمصر تريد ومن الثاني قولهم بلعنبر وبلحارث يريدون بني العنبر وبني الحارث وغير ذلك .
4 ـ ص 53 ـ 54 .
5 ـ 10 ـ ص 255 ـ 256 .
6 ـ ج 2 ـ ص 262 ـ 264 .
7 ـ المنتخب : 307 .
8 ـ مثير الأحزان : 71 .
9 ـ مقاتل الطالبيين : 84 ، البحار 45 : 40 ، العوالم 17 : 283 .
10 ـ العباس للمقرم : 400 ، أبصار العين في أنصار الحسين : 31 .
11 ـ العباس ( عليه السلام ) : 399 ، أبصار العين في أنصار الحسين ( عليه السلام ) : 32 .
12 ـ ج 2 ـ ص 255 ـ 261 .
13 ـ الفتوح 5 : 129 ، مقتل الخوارزمي 2 : 29 ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 107 ، البحار 45 : 38 ، العوالم 17 : 281 ، الدمعة الساكبة 4 : 320 .
14 ـ روى المجلسي عن ضحاك المشرقي قال : قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي : تقدم بين يدي حتى أراك وأحتسبك فانه لا ولد لك ، عن البحار 45 : 38 .
15 ـ كذا في الأصل ، في مناقب ابن شهر آشوب : زيد بن ورقاء الجهني .
16 ـ مقاتل الطالبيين : 84 ، البحار 45 : 39 ، العوالم 17 : 282 مع اختصار فيهما .
17 ـ تقدم عن المقاتل : 84 ( زيد بن رقاد الجنبي ) .
18 ـ الإرشاد : 240 ، اللهوف : 170 مختصرا .
19 ـ كذا في الأصل ، في المقاتل : ( الجنبي ) وفي المناقب ( الجهني ) .
20 ـ المناقب 4 : 108 ، تسلية المجالس وزينة المجالس 2 : 308 ، البحار 45 : 41 ، العوالم 17 : 283 .
21 ـ مقتل الحسين 2 : 29 .
22 ـ البحار 45 : 41 ، العوالم 17 : 284 .
23 ـ الأنوار القدسية : 80 .
24 ـ الأمالي : 373 ح 10 ، الخصال : 68 ح 101 مختصرا .
25 ـ سر السلسلة العلوية : 88 .
26 ـ الدمعة الساكبة 4 : 324 .
27 ـ الإرشاد : 243 .





« القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب »


  جاء في أعيان الشيعة للعلامة السيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه ) (1) :
  وخرج القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع وأمه أم ولد وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر الحسين ع إليه قد برز اعتنقه وجعلا يبكيان ثم استأذن عمه في المبارزة فابى أن يأذن له فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتى أذن له ودموعه تسيل على خديه وهو يقول :
ان  تـنكروني فانا ابن iiالحسن        سبط النبي المصطفى iiوالمؤتمن
هـذا  حسين كالأسير iiالمرتهن        بين أناس لا سقوا صوب المزن
  فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغر سنة ثلاثة منهم وقيل أكثر .
  قال حميد بن مسلم: خرج علينا غلام كان وجهه شقة قمر وفي يده سيف وعليه قميص وازار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما انسى انها كانت اليسرى، فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه فقلت سبحان الله وما تريد بذلك والله لو ضربني ما بسطت إليه يدي دعه يكفكه هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه ، فقال والله لأشدن عليه فشد عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ففلقه ووقع الغلام إلى الأرض لوجهه ونادى يا عماه، فجلى الحسين (ع) كما يجلي الصقر ثم شد شدة ليث أغضب فضرب عمرو بن سعد بن نفيل بالسيف فأنقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحى عنه الحسين (ع) وحمل الأعداء ليستنقذوه فوطئت الخيل عمرا بأرجلها حتى مات ، وانجلت الغبرة فإذا بالحسين (ع) قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين يقول : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيمة فيك جدك وأبوك ، ثم قال (ع) : عز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك ، صوت والله كثر واتره وقل ناصره ، ثم حمله ووضع صدره على صدره وكأني انظر إلى رجلي الغلام يخطان الأرض فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي والقتلى من أهل بيته ، فسالت عنه فقيل لي هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، وصاح الحسين (ع) في تلك الحال : صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم ابدا .
  وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( أعلى الله مقامه ) (2) :
  القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام : قتل مع عمه الحسين صلوات الله عليه يوم عاشورا. ومتشرف بسلام الناحية المقدسة ، وله قضايا شريفة مع عمه تدل على كماله وعظم شأنه وجلالته و شجاعته .
  وجاء في مثير الأحزان لابن نما الحلي ( قدس سره ) (3) :
  قال حميد بن مسلم : وخرج غلام كان وجهه شقة قمر ، فقال لي عمرو ابن سعيد بن نفيل الأزدي: لاشدن عليه ، فقلت : وماذا تريد منه .
  فشد عليه وضربه فوقع الغلام على وجهه ونادى يا عماه فجلى الحسين عليه كما يجلى الصقر وضربه بالسيف فاتقاه بالساعد فأبانها من المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحى عنا الحسين (ع) وحملت خيول أهل الكوفة ليستنقذوه فوطأته بأرجلها حتى مات .
  ورأيت الحسين (ع) قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجله وهو يقول : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ، ثم قال : عز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله كثر واتره وقل ناصره .
  ثم حمله على صدره وألقاه بين القتلى من أهله ، قال الراوي : فسالت عنه فقيل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
  جاء في كتاب موسوعة شهادة المعصومين (ع) للجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) (4) :
  روى أبو حمزة الثمالي : قال : سمعت علي بن الحسين زين العابدين (ع) ، يقول : لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبي (ع) جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم ، فقال لهم : يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل جملا لكم ، فانهجوا بأنفسكم ، فليس المطلوب غيري ، ولو قتلوني ما فكروا فيكم ، فانجوا رحمكم الله، فأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهدي الذي عاهدتموني .
  فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد : والله يا سيدنا يا أبا عبد الله ، لا خذلناك أبدا ، والله لا قال الناس : تركوا إمامهم ، وكبيرهم وسيدهم وحده ، حتى قتل ، ونبلوا بيننا وبين الله عذرا ولا نخليك أو نقتل دونك .
  فقال لهم (ع) : يا قوم إني في غد أقتل وتقتلون كلكم معي ، ولا يبقى منكم واحد .
  فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك ، وشرفنا بالقتل معك ، أو لا ترضى أن نكون معك في درجتك يا بن رسول الله ؟ فقال : جزاكم الله خيرا ، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون ، فقال له القاسم بن الحسن : وأنا فيمن يقتل ؟ فأشفق عليه .
  فقال له : يا بني كيف الموت عندك ؟!
  قال : يا عم أحلى من العسل .
  فقال : إي والله فداك عمك إنك لأحد من يقتل من الرجال معي ، بعد أن تبلوا ببلاء عظيم ، وابني عبد الله.
  فقال : يا عم ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد الله وهو رضيع ؟
  فقال : فداك عمك يقتل عبد الله إذا جفت روحي عطشا ، وصرت إلى خيمنا فطلبت ماء ولبنا فلا أجد قط فأقول : ناولوني ابني، لأشرب من فيه ، فيأتوني به ، فيضعونه على يدي ، فأحمله لأدنيه من في فيرميه فاسق لعنه الله بسهم فينحره ، وهو يناغي ، فيفيض دمه في كفي ، فأرفعه إلى السماء ، وأقول : اللهم صبرا واحتسابا فيك ، فتعجلني الأسنة منهم ، والنار تستعر في الخندق الذي فيه في ظهر الخيم ، فأكر عليهم في أمر أوقات في الدنيا ، فيكون ما يريد لله.
  فبكى وبكينا وارتفع البكاء والصراخ من ذراري رسول الله (ص) في الخيم ، ويسأل زهير بن القين وحبيب بن مظاهر عني فيقولون : يا سيدنا ! فسيدنا علي (ع) فيشيرون إلي ماذا يكون من حاله ؟ فيقول مستعبرا : ما كان الله ليقطع نسلي من الدنيا ، فكيف يصلون إليه وهو أبو ثمانية أئمة (ع) .
  وجاء في الزيارة (5) :   السلام على القاسم بن الحسن بن علي المضروب هامته ، المسلوب لامته حين نادى الحسين عمه ، فجلى عليه عمه كالصقر وهو يفحص برجله التراب والحسين يقول : بعدا لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك ، ثم قال : عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك هذا والله يوم كثر واتره ، وقل ناصره ، جعلني الله معكما يوم جمعكما ، وبوأني مبوأكما ، ولعن الله قاتلك عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي وأصلاه جحيما وأعد له عذابا أليما .
  وأورد الشيخ المحدثي في موسوعة عاشوراء ما يلي :
  هو القاسم بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) أمه يقال لها رملة ، وقال الرواة أنه غلام لم يبلغ الحلم وذكروا أن الإمام الحسين (ع) نظر إليه عندما خرج للمبارزة ، اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما ، ثم استأذن عمه في المبارزة فأبى أن يأذن له فلم يزل الغلام يقبّل يديه ورجليه حتى أذن له ، فخرج ودموعه تسيل على خديه وهو يرتجز ويقول :
إن تـنكروني فأنا نجل iiالحسن        سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هـذا  حسين كالأسير المرتهن        بين أناس لاصقوا صوب iiألمزن
  فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع أحدى نعليه ، فوقف ليشدها فقال عمرو بن سعد بن نفيل الازدي والله لأشدّن عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ففلقه فوقع الغلام على الأرض ونادى : يا عماه! فانقض عليه الحسين (ع) كالصقر وتخلل الصفوف وشد شدة ليث أغضب فضرب عمرو بن سعد بن نفيل بالسيف فاتقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحى عنه الحسين (ع) فحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوه فاستقبلته بصدورها ووطئته بحوافرها ، فمات .
  وانجلت الغبرة فإذا بالحسين (ع) قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين (ع) يقول : بعدًا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك ، جدك وأبوك ، ثم قال (ع) عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله كثر واتره وقلّ ناصره .
  ثم حمله ووضع صدره على صدره ويقول الراوي : وكأني أنــظر إلى رجلي الغلام تخطان الأرض ، فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي والقتلى من أهل بيته ، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال (ع) : اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً وصاح الحسين (ع) في تلك الحال : صبراً يا بني عمومتي ، صبرًا يا أهل بيتي ، فوالله لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبدًا .
  يشار إلى أن موقف القاسم بن الحسن (ع) هذا كان استجابة لنداء الاستغاثة الذي وجهه عمه الإمام الحسين (ع) بعد قلة ناصريه وحفظًا لوصية أبيه الإمام الحسن بن علي (ع) في نصرة عمه الإمام الحسين (ع) .
**************************************************************
1 ـ ج 1 ـ ص 608 .
2 ـ ج 6 ـ ص 241 .
3 ـ ص 52 .
4 ـ ج 2 ـ ص 186 ـ 187 .
5 ـ موسوعة شهادة المعصومين (ع) ـ لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ـ ج 2 ـ ص 270 .





« جعفر بن عقيل »


  جاء في كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه )(1) :
  جعفر الأكبر ابن عقيل بن أبي طالب استشهد مع الحسين عليه السلام سنة 61 ولا عقب له .
  أمه:

  في الطبقات الكبير لابن سعد : أمه أم البنين بنت الثغر وهو عمر بن الهصار بن كعب بن عامر بن عبيد بن أبي بكر وهو عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة اه .
  وفي مقاتل الطالبيين : أمه أم الثغر بنت عامر بن الهصار العامري من بني كلاب .
  قال : ويقال أمه الخوصاء بنت الثغر واسمه عمرو بن عامر بن الهصار بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري اه .
  وما في النسخة المطبوعة من ابدال الهصار بالهصان تصحيف والهصار الأسد ، وفي تاريخ ابن الأثير : أمه أم البنين ابنة الثغر ابن الهصار اه .
  وما في النسخة المطبوعة من ابدال الهصار بالعضاب تصحيف .
  ( قلت ) لا منافاة بين هذه الأقوال فاسمها الخوصاء وكنيتها أم البنين أو أم الثغر وهي بنت الثغر عمرو بن عامر بن الهصار .
  أحواله ليلة عاشر ومقتله :

  قال ابن الأثير : لما كانت ليلة العاشر من المحرم قال الحسين (ع) لبني عقيل : حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم ، قالوا : وما نقول للناس ؟! نقول : تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكنا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك .
  ثم قال عند ذكر الحرب في عاشوراء : ورمى عبد الله بن عروة الخثعمي جعفر بن عقيل ، ثم عند ذكر أسماء من قتل مع الحسين ( عليه السلام ) قال : وقتل جعفر بن عقيل بن أبي طالب قتله بشر بن الخوط الهمداني اه .
  وفي مناقب ابن شهر آشوب ثم برز جعفر بن عقيل قائلا :
انـا  الـغلام الأبطحي iiالطالبي        من معشر في هاشم من غالب
ونـحن  حـقا سـادة iiالذوائب        هـذا حـسين أطـيب iiالأطايب
  فقتل رجلين وفي قول خمسة عشر فارسا قتله بشر بن خوط الهمداني .
  وورد في كتاب لواعج الأشجان للعلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) (2) :
  وخرج جعفر بن عقيل بن أبي طالب وهو يرتجز ويقول :
انـا الغلام الأبطحي iiالطالبي        من معشر في هاشم وغالب
ونـحن حـقا سادة iiالذوائب        هـذا  حسين أطيب iiالأطائب
من  عترة البر التقي iiالغالب
  فقتل خمسة عشر فارسا على رواية محمد بن أبي طالب ورجلين على رواية ابن شهرآشوب فقتله عبد الله بن عروة الخثعمي وقيل بشر بن سوط ( حوط خ ل ) الهمداني .
  وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس الله نفسه الزكية ) (3) :
  جعفر بن عقيل بن أبي طالب (ع):

  لم يذكروه ، وهو من شهداء الطف يوم عاشوراء ... ومتشرف بسلام الناحية المقدسة والزيارة الرجبية ، وعن الطبري وأبي الفرج هو جعفر الأكبر ، ولعقيل جعفر آخر أصغر لام ولد .
  وكذلك ورد في كتاب معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي ( أعلى الله مقامه ) (4) :
  جعفر بن عقيل:

  من المستشهدين بين يدي الحسين (ع) في كربلاء ، وقد وقع التسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة ، والرجبية ، ولعن قاتله بشر بن حوط الهمداني في زيارة الناحية .

**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 129 .
2 ـ ص 172 ـ 173 .
3 ـ ج 2 ـ ص 171 ـ 172 .
4 ـ ج 5 ـ ص 50 .





« جعفر بن علي بن أبي طالب »


  جاء في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين ( أعلى الله مقامه ) (1) :
  جعفر بن علي بن أبي طالب (ع) قتل مع أخيه الحسين (ع) بكربلا سنة 61 وهو ابن 19 سنة .
  ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) وقال : اخوه قتل معه ، أمه أم البنين اه .
  أمه :

  وهي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد وهو عامر بن كلاب بن صعصعة وهي أم اخوته العباس وعبد الله وعثمان أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قتلوا كلهم مع أخيهم الحسين (ع) .
  أخوته :

  قتل أولا عبد الله وعمره 25 سنة ثم جعفر وعمره 19 سنة ثم عثمان وعمره 21 سنة ثم العباس وعمره 35 سنة وهو أكبرهم ويأتي ذكرهم في محالهم ( إن شاء الله ) .
  تسمية أمير المؤمنين (ع) له بجعفر :

  وفي ابصار العين : روى أن أمير المؤمنين (ع) سماه باسم أخيه جعفر لحبه إياه .
  مقتله :

  وفي مقاتل الطالبيين : أخبرني أحمد بن سعيد حدثنا يحيى بن الحسن حدثنا علي بن إبراهيم حدثني عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العباس قالا : قتل جعفر بن علي بن أبي طالب وهو ابن 19 سنة .
  قال نصر بن مزاحم : حدثني عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي ان خولي بن يزيد الأصبحي قتل جعفر بن علي (ع) .
  وفي مناقب ابن شهرآشوب انه برز جعفر بن علي وهو يقول :
انـي  انا جعفر ذو iiالمعالي        ابـن علي الخير ذي iiالنوال
ذاك الوصي ذو الثنا والوالي        حـسبي بعمي شرفا وخالي
  فرماه خولي الأصبحي فأصاب شقيقته أو عينه .
  وقال ابن الأثير وغيره حمل عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله وجاء برأسه .
  ويمكن ان يكون خولي رماه وهانئ أجهز عليه وجاء برأسه .
  أبناء أم البنين (ع) ورسالة الأمان في كربلاء :
  ولما ارسل ابن زياد شمرا إلى ابن سعد بجواب كتاب له كان معه عند ابن زياد ابن خالهم عبد الله بن أبي المحل بن حزام ـ وقيل جرير بن عبد الله هذا ـ وكانت أمهم أم البنين بنت حزام عمة عبد الله هذا ، فقال لابن زياد ان رأيت أن تكتب لبني أختنا أمانا فافعل ، فكتب لهم أمانا ، فبعث به مولى له إليهم ، فلما رأوا الكتاب قالوا لا حاجة لنا في أمانكم أمان الله خير من أمان ابن سمية .
  ولما كان اليوم التاسع من المحرم جاء شمر فدعا العباس بن علي واخوته فخرجوا إليه فقال : أنتم يا بني أختي آمنون ، فقالوا : لعنك الله ولعن أمانك لئن كنت خالنا أ تؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ، ذكر ذلك كله ابن الأثير وغيره .
  وفي رواية ان شمر جاء يوم التاسع حتى وقف على أصحاب الحسين (ع) فقال أين بنو أختنا ـ يعني العباس وجعفرا وعبد الله وعثمان أبناء علي (ع) .
  فقال الحسين (ع) أجيبوه وان كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم ، فقالوا له ما تريد ؟ فقال لهم : أنتم يا بني أختي آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين والزموا طاعة يزيد ، فقالوا له : لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له .
  أخبارهم ليلة العاشر :

  ولما جمع الحسين (ع) أصحابه ليلة العاشر من المحرم وخطبهم فقال في خطبته : ألا واني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري ، فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر : ولم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك ابدا .
  بدأهم بهذا القول العباس ابن أمير المؤمنين واتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه .
  نعي أم البنين (ع) لأبنائها :

  وكانت أم البنين أم هؤلاء الإخوة الأربعة تخرج إلى البقيع كل يوم وترثي أولادها فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة فيبكون ويبكي مروان ، ذكره أبو الحسن الأخفش في شرح الكامل للمبرد فمن قولها :
لا تـدعوني ويـك أم الـبنين        تـذكـريني بـليوث iiالـعرين
كـانت  بـنون لي ادعى iiبهم        والـيوم أصبحت ولا من iiبنين
أربـعة  مـثل نـسور iiالربى        قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تـنازع الـخرصان iiأشلاءهم        فـكلهم امـسى صريعا iiطعين
يـا لـيت شعري اكما iiأخبروا        بـان عـباسا قـطيع iiاليمين
  وورد في كتاب لواعج الأشجان للعلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) (2) :
  ثم برز بعده أخوه جعفر بن علي وكان عمره تسع عشرة سنة وهو يقول :
اني  انا جعفر ذو iiالمعالي        ابن علي الخير ذي iiالنوال
حسبي بعمي شرفا وخالي
  فحمل عليه هاني بن ثبيب الحضرمي أيضا فقتله وجاء برأسه وقيل رماه خولي فأصاب شقيقته أو عينه .
  وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس الله نفسه ) (3) :
  جعفر بن علي بن أبي طالب (ع) :

  لم يذكروه ، وهو مع أخيه أبي الفضل العباس من أم البنين ، شهيد الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة ، وكذا في الزيارة الرجبية وزيارة ليلة النصف من شعبان كما في الإقبال .
  وورد كذلك في معجم رجال الحديث للفقيه السيد الخوئي ( قدس سره ) (4) :
  جعفر بن علي (ع) :

  أخو ( الحسين (ع) ) قتل معه ، أمه أم البنين ، من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ (2) .
  وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الرجبية والناحية ، ولعن قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي ، في زيارة الناحية .

**************************************************************
1 ـ ج 4 ـ ص 129 ـ 130 .
2 ـ ص 178 .
3 ـ ج 2 ـ ص 172 .
4 ـ ج 5 ـ ص 50 .





« عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب »


  ورد في كتاب مناقب آل أبي طالب للعلامة ابن شهر آشوب ( أعلى الله مقامه ) (1) :
  ثم برز عبد الرحمن بن عقيل وهو يرتجز :
أبي عقيل فاعرفوا iiمكاني        من هاشم وهاشم إخواني
كهول صدق سادة الاقران        هذا حسين شامخ iiالبنيان
وسيد  الشيب مع iiالشبان
  فقتل سبعة عشر فارسا ، قتله عثمان بن خالد الجهني .
  وجاء مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس الله نفسه الزكية ) (2) :
  عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب :

  شهيد الطف ، صهر مولانا أمير المؤمنين (ع) ، ومتشرف بسلام الناحية المقدسة .
  وكذلك ورد في مستدركات علم رجال الحديث عند ذكر أبناء عقيل بن أبي طالب (3) :
  وسادسهم : عبد الرحمن بن عقيل شهيد الطف تزوج زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين (ع) ، فولدته له سعدا وعقيلا .

**************************************************************
1 ـ ج 3 ـ ص 254 .
2 ـ ج 4 ـ ص 409 .
3 ـ ج 5 ـ ص 254 .





« عبد الله بن الحسن بن أبي طالب »


  جاء مثير الأحزان للعلامة ابن نما الحلي (أعلى الله مقامه ) (1) :
  فخرج إليه عبد الله بن الحسن وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين (ع) فلحقته زينب بنت علي (ع) لتحبسه فامتنع امتناعا شديدا وقال : لا أفارق عمي فأهوى بحر بن كعب وقيل حرملة بن كاهل إلى الحسين (ع) ، فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمي!! ، فضربه بالسيف فاتقاها بيده فبقيت على الجلد معلقة فنادى يا عماه ، فأخذه وضمه إليه ، وقال : يا بن آخى اصبر ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين ، فرماه حرملة فذبحه ، فقال الحسين (ع) : اللهم متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قدداً ولا ترض عنهم أبداً .
  وورد في معجم رجال الحديث للعلامة الكبير السيد الخوئي ( قدس الله نفسه الزكية ) (2) :
  عبد الله بن الحسن بن علي ابن أبي طالب :

  قتل معه (الحسين) (ع) ، أمه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم من بني كلب بن وبرة ، من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ .
  أقول : كذا في الرجال المطبوع ، وفي مجمع الرجال للقهبائي وبعض الكتب ورجال الميرزا : وأمه أم الرباب ، وجميع ذلك ينافي ما ذكره الشيخ المفيد من أن أم عبد الله بن الحسن وأخويه عمرو بن الحسن والقاسم كانت أم ولد (3) .
  والظاهر صحة ما ذكره الشيخ المفيد ـ قدس سره ـ فإن الرباب بنت امرئ القيس كانت زوجة الحسين (ع) ، وهي أم سكينة ، وعبد الله الرضيع ، روى عن آبائه (ع) ، وروى عنه الحسين بن علوان .

**************************************************************
1 ـ ج 3 ـ ص 254 .
2 ـ ج 4 ـ ص 409 .
3 ـ ج 5 ـ ص 254 .



« عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب »


  ورد لسماحة الشيخ محمد صنقور تحقيق في مسألة مقتل الرضيع (1) :
  السؤال العاشر :

  لو تكرّمتم بالحديث عن عبد الله الرضيع ، وهل حقًّا ما يقوله الخطباء أنّه قُتِل وهو على يد أبيه الحسين (ع) ؟
  الجواب :
  ذكر أكثر المؤرّخين أنّ طفلاً رضيعًا للحسين (ع) قُتِل وهو في يده أو في حجره ، وهذا المقدار ليس فيه ريب ، نعم وقع الخلاف بين المؤرّخين في اسمه فقد ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد أنّ اسمه عبد الله ، وذكر ذلك أيضًا الشيخ الطبرسي في الاحتجاج ، وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيّين ومصعب الزبيري في نسب قريش ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 8 ص 186 ، ونقل المقرَّم عن كتاب سرّ السلسلة أنّ المقتول بالسهم في حجر أبيه هو عبد الله، هذا وقد ورد في زيارة الناحية المنسوبة للإمام الحُجّة (ع) ( السلام على عبد الله الرضيع المرمي الصريع المتشحّط دمًا المذبوح بالسهم في حجر أبيه) .
  وفي مقابل ذلك ذكر ابن شهر آشوب في المناقب أنّ الرضيع المقتول في يد أبيه يوم العاشر اسمه عليّ الأصغر ، وذكر ذلك أيضًا ابن أعثم في كتاب الفتوح ج 6 ، ص 15 ، وأبو المؤيد أخطب خوارزم في مقتل الخوارزمي ، والطبري في تاريخه .
  ولا بأس في المقام بذكر كيفيّة قتل هذا الرضيع ، ونذكر في ذلك مجموعة مِن النصوص :
  الأوّل: ذكر ابن أعثم في كتاب الفتوح ج 6 قال : ( فبقى الحسين فريدًا وحيدًا وليس معه ثانٍ إلاّ ابنه عليّ رضي الله عنه ... وله ابن آخر يقال له عليّ في الرضاع فتقدّم إلى باب الخيمة فقال : ناولوني ذلك الطفل حتّى أودّعه ، فناولوه الصبي فجعل يقبّله وهو يقول : ( يا بنيّ ويل لهؤلاء لقوم إذا كان غدًا خصمهم جدّك محمّد (ص) ، قال : ( وإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبّة الصبيّ قتله فنزل الحسين رضي الله عنه عن فرسه وحفر له بطرف السيف ورمّله بدمه وصلَّى عليه ودفنه ...) .
  وذكر الطبرسي في الاحتجاج قريبًا مِن هذا النصّ إلاّ أنّه أفاد أنَّ اسم الرضيع المقتول عبد الله .
  الثاني : ما رواه الطبري عن أبي جعفر الباقر (ع) أنّه قال : فقتل أصحاب الحسين (ع) كلّهم وفيهم بضعة عشر شابًّا مِن أهل بيته ، وجاء سهم فأصاب ابنًا له معه في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : ( اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعَوْنا لينصرونا فقتلونا ... ) .
  وعن الشيخ المفيد أنّه قال : فتلقّى الحسين دمه حتّى امتلأت كفّه ثمّ رمى به إلى السماء، وذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية ، ج 8 ، ص 186 .
  وأضاف السيّد ابن طاووس في كتابه الملهوف أنَّ الحسين عندما رمى بالدم إلى السماء قال : ( هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله) ، قال الباقر (ع) فلم يسقط مِن ذلك الدم قطرة إلى الأرض، وروى ابن شهر آشوب ذلك إلاّ أنّه قال : ( لم يرجع مِنه شيء ) ، وروى ذلك ابن نما في مثير الأحزان .
  الثالث : ما ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد : ( ثمّ جلس الحسين أمام الفسطاط فأتي بابنه عبد الله بن الحسين عليه السلام وهو طفل فأجلسه في حجره فرماه رجل مِن بني أسد بسهم فذبحه فتلقّى الحسين (ع) دمه في كفّه فلمّا امتلأ كفّه صبّه في الأرض) ثمّ قال : ( يا ربِّ إنْ حبستَ عنّا النصر مِن السماء فاجعل ذلك لما هو خير مِنه وانتقم لنا مِن هؤلاء القوم الظالمين ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته ، ونقل ذلك أيضًا العلاّمة المجلسي في البحار .
  الرابع : ما ذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة عن هشام بن محمّد الكلبي قال : لمّا رآهم الحسين (ع) مصرِّين على قتله أخذ المصحف ونشره وجعله على رأسه ونادى : ( بيني وبينكم كتاب الله وجدّي محمّد رسول الله (ص) يا قوم بمَ تستحلُّون دمي ... إلى أنْ قال : فالتفتَ الحسين (ع) فإذا بطفل له يبكي عطشًا فأخذه على يده وقال : يا قوم إنْ لم ترحموني فارحموا هذا الطفل فرماه رجل مِنهم بسهم فذبحه فجعل الحسين يبكي ويقول : ( اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعَوْنا لينصرونا فقتلونا ... ) .
  وهناك نصوص أخرى قريبة ممّا ذكرنا أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة .
  راجع تاريخ اليعقوبي ج ص 218 ، وتاريخ الطبري ج 6 ص 259 ، والأخبار الطوال ص 318 ، وغيرها مِن كتب التأريخ التي تصدَّت لبيان مقتل الحسين (ع) .
  وورد في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للعلامة الكبير الشيخ علي النمازي الشاهرودي (أعلى الله مقامه ) (2) :
  عبد الله بن الحسين الشهيد (ع) :

  ففي زيارة الناحية المقدسة المروية في الإقبال والبحار : السلام على عبد الله بن الحسين الطفل الرضيع ، المرمي الصريع، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح بالسهم في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه ـ الخ، والظاهر أنه المشهور بعلي الأصغر .
  وجاء في إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي ( قدس الله نفسه الزكية ) (3) :
  ثم جلس الحسين (ع) أمام الفسطاط ، فأتي بابنه عبد الله بن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره ، فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقى الحسين (ع) من دمه ملء كفه وصبه في الأرض ثم قال : ( رب إن تكن حبست عنا النصر من السماء ، فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين) ، ثم حوله حتى وضعه مع قتلى أهله .

**************************************************************
1 ـ ج 3 ـ ص 254 .
2 ـ ج 4 ـ ص 409 .
3 ـ ج 5 ـ ص 254 .




« عبد الله بن عقيل بن أبي طالب »


  جاء في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي (أعلى الله مقامه ) (1) :
  عبد الله بن عقيل بن أبي طالب :

  عده الشيخ المفيد في الإرشاد في من قتل مع الحسين (ع) من أهل بيته بطف كربلاء في الفصل المختص بذكر أسمائهم .
  ورد في كتاب مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس الله نفسه الزكية ) (2) :
  عبد الله بن عقيل بن أبي طالب :

  يستفاد من كلام العلامة المامقاني ومما يأتي في أبيه أن لأبيه ثلاثة أبناء مسمين بعبد الله، تزوجوا بنات أمير المؤمنين (ع) ، وكيفية شهادتهم في يوم الطف .
  روايته عن جابر بن عبد الله ، عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، كما في المحاسن ج 2 / 414 .
   ولعله لذلك قال الشيخ : تابعي سمع جابرا ، من أصحاب السجاد (ع) ، وابنه محمد تقدم ، وقيل : لعقيل عبد الله الأكبر وعبد الله الأصغر .

**************************************************************
1 ـ ج 11 ـ ص 277 .
2 ـ ج 5 ـ ص 56 .





« عبد الله ن علي بن أبي طالب (ع) »


  جاء في كتاب العوالم ، الإمام الحسين (ع) للعلامة الكبير الشيخ عبد الله البحراني ( قدس الله سره ) (1) :
  ثم برز أخوه عبد الله بن علي وهو يقول :
أنا ابن ذي النجدة والافضال        ذاك عـلي الخير ذو iiالفعال
سيف  رسول الله ذو iiالنكال        في  كل قوم ظاهر iiالأهوال
  فقتله هانئ بن ثبيت الحضرمي (2) .
  قال أبو الفرج : حدثني أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم ، عن عبيد الله بن الحسن و عبد الله بن العباس قالا : قتل عبد الله بن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له ، وقتل جعفر بن علي وهو ابن تسع عشرة سنة .
  حدثني أحمد بن عيسى ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه، عن عمر بن سعد، عن أبي مخنف ، عن عبد الله بن عاصم ، عن الضحاك المشرقي قال : قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي : تقدم بين يدي حتى أراك وأحتسبك فإنه لا ولد لك ، فتقدم بين يديه وشد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله .
  وجاء في كتاب لواعج الأشجان للسيد محسن الأمين ( رحمه الله ) (3) :
  ولما رأي العباس بن علي كثرة القتلي من أهله قال لإخوته من أبيه وأمه وهم عبد الله وجعفر وعثمان وأمهم أم البنين بنت خالد بن حزام الكلابية واسمها فاطمة يا بني أمي تقدموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم ( فبرز ) عبد الله بن علي وكان عمره خمسا وعشرين سنة وهو يقول :
انا ابن ذي النجدة والافضال        ذلـك علي الخير ذو الفعال
سيف  رسول الله ذو iiالنكال        فـي كل يوم ظاهر الأهوال
  فاختلف هو وهاني بن ثبيت (4) (2) الحضرمي ضربتين فقتله هاني .
  وورد في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي (أعلى الله مقامه ) (5) :
  عبد الله بن علي بن أبي طالب (ع) :

  قتل مع أخيه الحسين عليه السلام يوم الطف وأمه أم البنين ، قاله الشيخ و العلامة في صه ، وتشرف بسلام الناحية المقدسة ، وعن الطبري أنه قتل وهو ابن خمس وعشرين سنة .
  وورد في معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي ( قدس الله نفسه الشريفة ) (6) :
  عبد الله بن علي بن أبي طالب (ع) :

  من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، رجال الشيخ ، قائلا : ( عبد الله بن علي أخوه ، أمه أم البنين أيضا قتل معه ( عليه السلام ) ) .
  وذكر الشيخ المفيد ـ قدس سره ـ في من قتل مع الحسين (ع) من أهل بيته بطف كربلاء : عبد الله ابن أمير المؤمنين (ع) ، وذكر أن أمه أم البنين (7).

**************************************************************
1 ـ ص 281 ـ 282 .
2 ـ البحار : 45 / 38 .
3 ـ ص 178 .
4 ـ بضم الثاء المثلثة وبفتح الباء للوحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وآخره تاء مثناة من فوقها ( كامل ابن الأثير ) .
5 ـ ج 5 ـ ص 58 .
6 ـ ج 11 ـ ص 280 ـ 281 .
7 ـ الارشاد : في الفصل المختص بذكر أسماء من قتل مع الحسين (ع) من أهل بيته .




« عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب »


  كلامه في ليلة العاشر :

  ورد في العوالم ، الإمام الحسين (ع) للعلامة الشيخ عبد الله البحراني (أعلى الله مقامه ) (1) :
  قام الحسين (ع) في أصحابه خطيبا ، فقال : ( اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي ولا أصحابا هم خير من أصحابي ، وقد نزل بي ما قد ترون وأنتم في حل من بيعتي ، ليست لي في أعناقكم بيعة ، ولا لي عليكم ذمة ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وتفرقوا في سواده ، فإن القوم إنما يطلبوني ، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري ) .
  فقام إليه عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ع) ، فقال : ( يا بن رسول الله ماذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الأعمام وابن نبينا سيد الأنبياء ، لم نضرب معه بسيف ، ولم نقاتل معه برمح ، لا والله أو نرد موردك ونجعل أنفسنا دون نفسك ، ودماءنا دون دمك ، فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا ) .
  مقتله :

  وورد كذلك في العوالم، الإمام الحسين (ع) (2) :
  ولما قتل أصحاب الحسين عليه السلام ولم يبق إلا أهل بيته ، وهم ولد علي ، و ولد جعفر ، وولد عقيل ، وولد الحسن ، وولده عليه السلام اجتمعوا يودع بعضهم بعضا ، وعزموا على الحرب ، فأول من برز من أهل بيته عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ع) وهو يرتجز ويقول :
الـيوم ألـقى مسلما وهو iiأبي        وفـتية بـادوا على دين iiالنبي
لـيسوا  بـقوم عرفوا iiبالكذب        لـكن  خـيار وكـرام iiالنسب
من هاشم السادات أهل الحسب
  وقال محمد بن أبي طالب : فقاتل حتى قتل ثمانية وتسعين رجلا في ثلاث حملات ثم قتله عمرو بن صبيح الصيداوي وأسد بن مالك (3) .
  وقال أبو الفرج : عبد الله بن مسلم ، أمه رقية بنت علي بن أبي طالب قتله عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن المدائني وعن حميد بن مسلم ، وذكر أن السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته في راحته وجبهته
  جاء في الإرشاد للشيخ المفيد ( أعلى الله مقامه ) (4) :
  ثم رمى رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له : عمرو بن صبيح عبد الله بن مسلم بن عقيل رحمه الله بسهم ، فوضع عبد الله يده على جبهته يتقيه ، فأصاب السهم كفه ونفذ إلى جبهته فسمرها به فلم يستطع تحريكها ، ثم انتحى عليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله .
  وجاء في كتاب معجم رجال الحديث للعلامة الكبير السيد الخوئي ( قدس الله نفسه الزكية ) (5) :
  عبد الله بن مسلم بن عقيل :

  قتل معه ( الحسين (ع) ) أمه رقية بنت علي بن أبي طالب (ع) ، رجال الشيخ .
  وقال ابن شهرآشوب في المناقب : الجزء 4 ، في ( باب في إمامة الحسين عليه السلام ) ، فصل في مقتله : ( أول من برز من بني هاشم : عبد الله بن مسلم ... فقاتل حتى قتل ثمانية وتسعين رجلا بثلاث حملات ) .
  وعده الشيخ المفيد ـ قدس سره ـ في الإرشاد ، في وقائع عاشوراء ، من المقتولين في الطف ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية .

**************************************************************
1 ـ ص 165 .
2 ـ ص 275 ـ 276 .
3 ـ البحار : 45 / 24 ، 2 ـ في المصدر : أبو مرهم .
4 ـ ج 2 ـ ص 107 .
5 ـ ج 11 ـ ص 357 .




« عثمان بن علي بن أبي طالب »


  جاء في العوالم ، الإمام الحسين (ع) للشيخ عبد الله البحراني ( رحمه الله ) (1) :
  ثم برز من بعده أخوه عثمان بن علي ، وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد من بني كلاب وهو يقول :
إنـي أنا عثمان ذو iiالمفاخر        يخي  علي ذو الفعال الظاهر
وابـن عـم لـلنبي iiالطاهر        خـي حـسين خيرة iiالأخاير
وسـيد  الـكبار iiوالأصاغر        عد الرسول والوصي الناصر
  مقتله :

  فرماه خولي بن يزيد الأصبحي على جبينه فسقط عن فرسه ، وجز رأسه رجل من بني أبان بن حازم (2) .
  قال أبو الفرج : قال يحيى بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم ، عن عبيد الله بن الحسن (3) و عبد الله بن العباس قالا : قتل عثمان بن علي وهو ابن إحدى وعشرين سنة .
  وقال الضحاك بإسناده : إن خولي بن يزيد رمى عثمان بن علي بسهم فأسقطه (4) ، و شد عليه رجل من بني أبان ( بن ) دارم فقتله وأخذ رأسه .
  سبب تسمية أمير المؤمنين (ع) له بعثمان :

  وروي عن علي عليه السلام أنه قال: إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون (5) .
  وجاء في لواعج الأشجان للعلامة الكبير السيد محسن الأمين (قدس الله نفسه ) (6) :
  ثم برز بعده أخوه عثمان بن علي فقام مقام أخوته وكان عمره أحدى وعشرين سنة وهو يقول :
انـي انا عثمان ذو iiالمفاخر        يخي  علي ذو الفعال الطاهر
هـذا حـسين خيرة iiالأخاير        سـيد  الـصغار iiوالأكـابر
وسـيد  الـكبار iiوالأصاغر        عد الرسول والوصي الناصر
  فرماه خولي بن يزيد الأصبحي على جبينه فسقط عن فرسه وحمل عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله وجاء برأسه .
  وكذلك ورد في معجم رجال الحديث للفقيه السيد الخوئي (أعلى الله مقامه ) (7) :
  عثمان بن علي ابن أبي طالب (ع) :

  أخو أبي الفضل العباس من أمه وأبيه ، قتل يوم الطف بين يدي أخيه الحسين (ع) ، ذكره المفيد في الارشاد : في فصل في أسماء من قتل مع الحسين (ع) ، وقبله .
  وذكره ابن شهرآشوب في المقتولين في الطف، وذكر رجزه :
إنـي  أنا عثمان ذو iiالمفاخر        شيخي علي ذو الفعال الطاهر
هـذا حـسين سـيد iiالأخاير        وسـيد  الـصغار iiوالأكـابر
بـعد  النبي والوصي iiالناصر
  ثم قال : رماه خولي بن يزيد الأصبحي على جنبه فسقط عن فرسه وجز رأسه رجل من بني أبان بن حازم (8)، ووقع التسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة .
  وجاء في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي (رحمه الله) (9) :
  عثمان بن علي بن أبي طالب (ع) :

شهيد الطف مع أخيه الحسين صلوات الله عليه ، ومتشرف بسلام الناحية المقدسة ، وكان عند شهادته ابن إحدى أو ثلاث وعشرين سنة ، وهو أخو أبي الفضل العباس (ع) من أمه .

**************************************************************
1 ـ ص 280 ـ 281 .
2 ـ البحار : 45 / 37 .
3 ـ في الأصل : عبد الله بن الحسن .
4 ـ في المصدر : فأوهطه ، أي أضعفه وأوهنه .
5 ـ مقاتل الطالبيين ص 55 والبحار : 45 / 37 .
6 ـ ص 178 ـ 179 .
7 ـ ج 12 ـ ص 127 ـ 128 .
8 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ، فصل في مقتله (ع) .
9 ـ ج 5 ـ ص 220 .




« أبو الحسن علي الأكبر ابن الحسين بن علي بن أبي طالب »


  ورد في كتاب أعيان الشيعة لآية الله السيد محسن الأمين ( قدس الله نفسه الشريف ) ما يلي : (1)
  مولده ومقتله ودفنه ومدة عمره :

  ولد سنة 41 أو 35 من الهجرة وقتل مع أبيه بالطف سنة 61 من الهجرة ودفن مع الشهداء مما يلي رجلي أبيه الحسين (ع) قال المفيد ويقال انه أقرب الشهداء مدفنا إلى أبيه (ع) وعمره يومئذ تسع عشرة سنة على رواية المفيد أو خمس وعشرون سنة على رواية غيره .
  وبناء على ما يأتي من أن الأصح كونه الأكبر يترجح الثاني لما روي أن عمر زين العابدين (ع) يوم الطف كان ثلاثا وعشرين سنة .
  قال أبو الفرج ولد في إمارة عثمان وروى عن جده علي بن أبي طالب (ع) أحاديث وهو يوافق كون عمره خمسا وعشرين فيكون قد ولد في آخر إمارة عثمان لان عثمان قتل في سنة 35 كما في عنوان المعارف للصاحب بن عباد ويكون عمره عند قتل جده أمير المؤمنين (ع) خمس سنين لأنه قتل سنة أربعين ومثله يمكن أن يكون مميزا يتحمل الرواية وإن كان لا يخلو من بعد .
  أما على القول بان عمره 19 سنة فتكون ولادته بعد قتل جده أمير المؤمنين (ع) أو في سنة قتله وكيف كان فما في إبصار العين من أنه ولد في أوائل خلافة عثمان لا يوافق شيئا من القولين كما أنه على قول المفيد تكون ولادته بعد قتل جده بسنة على الأكثر لا بسنتين كما في إبصار العين بل يحتمل كونها في سنة قتله إذ يمكن عدم تمام الخمس والعشرين سنة مثله يتسامح به في التاريخ .
  أمه :

  قال أبو الفرج أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وتكنى أم شيبة وأمها بنت أبي العاص بن أمية قال وقال يحيى بن الحسن العلوي وأصحابنا الطالبيون يذكرون ان المقتول لام ولد وان الذي امه ليلى هو جدهم حدثني بذلك أحمد بن سعيد عنه أقول هذا مخالف للمتفق عليه من أن أم زين العابدين (ع) جد الحسينيين هي بنت يزدجرد ولذلك قال فيه الشاعر :
وان غلاما بين كسرى وهاشم        لأكرم  من نيطت عليه iiالتمائم
  قال وإياه عنى معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان عن يوسف بن موسى القطان عن جرير عن معاوية أنه قال من أحق الناس بهذا الأمر قالوا أنت قال لا أولي الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي جده رسول الله ص وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف اه .
  وأراد معاوية بهذا جر النار إلى قرصه بإطراء قومه وإلا فلا يجهل معاوية أن عليا الأكبر لا يصل إلى رتبة أبيه الحسين وان الشجاعة والكرم في بني هاشم لا يماثلهم غيرهم وان الزهو قد تنزهوا عنه وما قال هذا الا من باب التفكه وليس يجهل من هو أولي بالأمر في أن المقتول بكربلاء هو علي الأكبر لا الأصغر .
  المشهور بين المؤرخين أن علي بن الحسين المقتول بكربلاء هو الأكبر وان زين العابدين (ع) هو الأصغر وبه قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين وقال ابن سعد في الطبقات أن زين العابدين هو علي الأصغر قال وأما علي الأكبر بن حسين فقتل مع أبيه بنهر كربلاء وليس له عقب .
  وقال المفيد في الإرشاد عند ذكر دفن الشهداء ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأصغر عند رجليه وقال كما مر أن عمره تسع عشرة سنة فيكون عنده الأصغر لان عمر السجاد (ع) كان يومذاك ثلاثا وعشرين سنة كما مر وقيل بل كان للحسين (ع) ثلاثة أولاد كلهم يسمى عليا وان المقتول بكربلاء أكبر من الثالث لا من زين العابدين وفيه بعد لان المتعارف في مثله أن يقال الأوسط .
  قال ابن إدريس في السرائر ذهب شيخنا المفيد في الإرشاد إلى أن المقتول بالطف هو علي الأصغر وهو ابن الثقفية وان علي الأكبر هو زين العابدين (ع) أمه أم ولد وهي شاة زنان بنت كسرى يزدجرد قال محمد بن إدريس والأولى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة وهم النسابون وأصحاب السير والأخبار والتواريخ مثل الزبير بن بكار في كتاب انساب قريش وأبي الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين و البلاذري والمزني صاحب كتاب اللباب في إخبار الخلفاء والعمري النسابة حقق ذلك في كتاب المجدي فإنه قال وزعم من لا بصيرة له ان عليا الأصغر هو المقتول بالطف وهذا خطا ووهم والى هذا ذهب صاحب كتاب الزواجر والمواعظ وابن قتيبة في المعارف وابن جرير الطبري المحقق لهذا الشأن وابن أبي الأزهر في تاريخه وأبو حنيفة الدينوري في الاخبار الطوال وصاحب كتاب الفاخر مصنف من أصحابنا الإمامية ذكره شيخنا أبو جعفر في فهرست المصنفين وأبو علي بن همام في كتاب الأنوار في تواريخ أهل البيت ومواليدهم وهو من جملة أصحابنا المصنفين المحققين وهؤلاء جميعا أطبقوا على هذا القول وهو أبصر بهذا النوع ثم قال محمد بن إدريس وأي غضاضة تلحقنا وأي نقص يدخل على مذهبنا إذا كان المقتول عليا الأكبر وكان علي الأصغر الإمام المعصوم بعد أبيه الحسين (ع) فإنه كان لزين العابدين يوم الطف ثلاث وعشرون سنة ومحمد ولده الباقر (ع) حي له ثلاث سنين وأشهر ثم بعد ذلك كله فسيدنا ومولانا علي بن أبي طالب (ع) كان أصغر ولد أبيه سنا ولم ينقصه ذلك اه أقول لم يظهر من المفيد ان كونه الأصغر لأنه ليس بإمام حتى يجيبه بما ذكر والظاهر أنه لكونه روى أن المقتول بكربلاء عمره تسع عشرة سنة مع كون زين العابدين كان عمره ثلاثا وعشرين سنة فإذا صح ان المقتول بكربلاء كان عمره خمسا وعشرين كما قدمناه صح انه الأكبر .

  أحوال علي بن الحسين الأكبر (ع) :

  قال المفيد في الإرشاد كان من أصبح الناس وجها وفي اللهوف كان من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا ونقل انه كان يشبه بجده رسول الله ص في المنطق والخلق والخلق وروى أبو مخنف عن عقبة بن سمعان : انه لما ارتحل الحسين (ع) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين فعل ذلك مرتين أو ثلاثا فاقبل ابنه علي بن الحسين فقال مم حمدت الله واسترجعت فقال يا بني إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا فقال له يا أبه لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق قال بلى والذي إليه مرجع العباد قال فإننا إذن لا نبالي ان نموت محقين فقال له الحسين (ع) جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده .
  والظاهر أن القائل هو علي بن الحسين الأكبر لان زين العابدين (ع) كان مريضا بالذرب .
  وفي الحديث من الدلالة على جلالة قدر علي بن الحسين الأكبر وحسن بصيرته وشجاعته ورباطة جأشه وشدة معرفته بالله تعالى ما لا يخفى .
  قال أبو الفرج وهو أول قتيل في الوقعة يوم الطف من آل أبي طالب .
  وهذا يدل على كمال شجاعته فسبق إلى جهاد العدو والى الشهادة جميع أهل بيته وإخوته ، وروايته الحديث عن جده علي بن أبي طالب في صغر سنه دليل على تعلقه بالعلم والكمال من الصغر .
  وقد مدحته الشعراء قال أبو الفرج في المقاتل حدثني أحمد بن سعيد عن يحيى عن عبيد الله بن حمزة عن الحجاج بن المعتمر الهلالي عن أبي عبيدة وخلف الأحمر ان هذه الأبيات قيلت في علي بن الحسين الأكبر :
لـم  تـر عـين نـظرت iiمثله        مـن  محتف يمشي ومن iiناعل
يـغلي بـنئ الـلحم حـتى iiإذا        انـضج  لـم يـغل على iiالاكل
كــان  إذا شـبت لـه نـاره        يـوقـدها  بـالشرف الـكامل
كـيما يـراها بـائس iiمـرمل        أو فـرد حـي لـيس iiبـالأهل
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى        أعـني ابن بنت الحسب iiالفاضل
لا يـؤثر الـدنيا عـلى iiديـنه        ولا يـبـيع الـحـق بـالباطل
  النهئ بوزن أمير اللحم الذي لم ينضج ونئ مهموزا بوزن حمل في المصباح هو كل شئ شانه أن يعالج بطبخ أو شئ ولم ينضج فيقال لحم نئ قال والا ابدال والإدغام عامي .
  وتعدية يغلي بالباء مع أنها متعدية بالهمزة لأنه أراد يغلي الماء والقدر بنئ اللحم ورواها في أبصار العين نهئ بوزن أمير ولكنه مخالف لنسختي مقاتل الطالبيين والسرائر مع عدم الوثوق بصحتهما وقوله يغلي الأولى من الغليان والثانية من غلاء مقابل الرخص .
  مقتل علي بن الحسين الأكبر :

  روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بأسانيده عن جماعة دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين ان أول قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين (ع) ابنه علي ، وقال لما لم يبق مع الحسين (ع) الا أهل بيته وخاصته تقدم ابنه علي بن الحسين (ع) وقال غيره انه كان على فرس له يدعى ذا الجناح وفي اللهوف : فاستأذن أباه في القتال فأذن له ثم نظر إليه نظرة آيس منه وأرخى عينيه فبكى وقال وفي رواية ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال وفي المقاتل واللهوف ثم قال اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك وفي المقاتل غلام أشبه الخلق برسول الله (ص) وفي رواية وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه .
  ثم تلا : ? ان الله اصطفى أدم ونوحا وآل إبراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ? .
  قال المفيد فحمل على الناس وهو يقول :
أنـا علي بن الحسين بن iiعلي        نـحن وبـيت الله أولي iiبالنبي
تالله  لا يـحكم فينا ابن iiالدعي        اضرب بالسيف أحامي عن أبي
ضـرب  غلام هاشمي iiقرشي
  قال أبو الفرج : فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى أبيه فيقول يا أباه العطش فيقول له الحسين (ع) اصبر حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله (ص) بكأسه وفي اللهوف ثم رجع إلى أبيه وقال يا أبت العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني فهل إلي شربة من الماء سبيل فبكى الحسين (ع) وقال وا غوثاه يا بني قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك محمدا فيسيقك بكأسه الأوفى .
  قال المفيد ففعل ذلك مرارا وأهل الكوفة يتقون قتله فبصر به مرة بن منقذ العبدي فقال علي اثام العرب إن مر بي يفعل مثلما فعل إن لم اثكله أباه .
  وفي رواية أبي الفرج إن لم اثكله أمه فمر يشد على الناس كما فعل في الأول فاعترضه مرة بن منقذ وطعنه فصرع واحتواه القوم فقطعوه بأسيافهم .
  وفي رواية ثانية لأبي الفرج حتى رمي بسهم فوقع في حلقه فخرقه واقبل ينقلب في دمه ثم نادى يا أبتاه عليك السلام هذا جدي رسول الله (ص) يقرئك السلام ويقول عجل القدوم إلينا وشهق شهقة فارق الدنيا .
  قال المفيد فجاء الحسين (ع) حتى وقف عليه قال أبو مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال سماع أذني يومئذ الحسين (ع) وهو يقول قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول (ص) .
  قال المفيد وانهملت عيناه بالدموع ثم قال على الدنيا بعدك العفا .
  قال حميد وكأني انظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها فقالوا هذه زينب بنت علي بن أبي طالب (ع) ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاء الحسين (ع) فأخذ بيدها إلى الفسطاط واقبل إلى ابنه واقبل فتيانه فقال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك ثم جاء به حتى وضعه بين يدي فسطاطه .
  قال أبو الفرج ولا عقب له .
  ورد في كتاب مستدركات علم رجال الحديث لسماحة آية الله الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( قدس سره ) ما يلي : (2)
  علي بن الحسين عليه السلام الأكبر : شهيد الطف .

  أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كما قاله أبوه صلوات الله وسلامه عليهما .
  وهو أجل وأشهر من أن يحتاج إلى البيان روحي لهم الفداء .
  ورد في كتاب موسوعة عاشوراء سماحة الشيخ المحدثي ما يلي :
  هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، كان يكنى أبا الحسن ، ويلقب بالأكبر لأنه أكبر أولاد الإمام الحسين (ع) على مارواه صاحب الحدائق الوردية ، وروى ابن إدريس في السرائر ، والمفيد في الإرشاد أنه ولد بعد وفاة جده أمير المؤمنين (ع) بسنتين وقيل ولد في أوائل خلافة عثمان .
  أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وكان علي الأكبر (ع) أول المستشهدين يوم الطف من أهل البيت، وقيل كان عمره 27 وقيل 25 وقيل 19 وقيل 18 سنة وهو الأصح ، وكان علي الأكبر أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول الله (ص) ، لا بل أنه شابه الخمسة أصحاب الكساء (ع) فأما شبهه بجده رسول الله (ص) ففي كلامه ومقاله ، وفي خَلقه واخلاقه ، وأما شبهه بجده الإمام علي (ع) ففي كنيته وشجاعته وتعصبه للحق ، وأما شبهه بجدته فاطمة الزهراء (ع) ففي مدة حياته ، إذ توفيت الزهراء (ع) وعمرها ثماني عشرة سنة ، وأما شبهه بعمه الحسن (ع) فقد كان بالبهاء والهيبة ، فكان وجهه يتلألأ نوراً وأما شبهه بأبيه الحسين (ع) فقد شابهه بالإباء والكرم ، ويكفيه اباء وكرما أنه أول من برز من أهل البيت الطاهر يوم كربلاء ، وما زال يضرب في القوم ( ضرب غلام هاشمي علوي ) حتى استشهد سلام الله عليه .

  شهادته عليه السلام :

  ذكر الخوارزمي في مقتله ما نصه :
  فتقدم علي بن الحســين الأكبر ، وأمه ( ليلى بنت أبي مرة بن عروة ابن مسعود الثقفي ) وكان من أصبح الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا ، وكان عمره تسع عشرة وقيل ثماني عشرة وقيل خمس وعشرون سنة وهو أول قتيل يوم كربلاء من آل أبي طالب ، فاستأذن أباه في القتال فأذن له ثم نظر إليه الإمام (ع) نظرة آيس منه، وأرخى عينيه فبكى ، ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال : اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقًا وخلقًا ومنطقًا برسولك محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وكنا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه ، اللهم فامنعهم بركات الأرض ، وإن منعتهم ففرقهم تفريقا ، ومزقهم تمزيقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدًا ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا ، ثم صاح الحسين (ع) بعمر بن سعد : ما لك قطع الله رحمك ولا بارك لك في أمرك ، وسلط عليك من يذبحك على فراشك ، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (ص) ، ثم رفع صوته وقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ) .
  ثم حمل علي بن الحسين (ع) وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي        نـحن وبيت الله أولى iiبالنبي
والله لا يحكم فينا ابن iiالدعي        أطـعنكم  بالرمح حتى ينثني
أضربكم بالسيف حتى iiيلتوي        ضرب  غلام هاشمي iiعلوي
  فلم يزل يقاتل حتى ضج أهل الكوفة لكثرة من قتل منهم ، حتى أنه روي انه على عطشه قتل 120 رجلاً ، ثم رجع إلى أبيه الحسين (ع) وقد أصابته جراحات كثيرة ، فقال : يا أبت العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني ، فهل إلى شربة من ماء سبيل ، أتقوى بها على الأعداء ؟ فبكى الحسين (ع) وقال : يا بني عزّ على محمد وعلى عليّ وعلى أبيك أن تدعوهم فلا يجيبوك وتستغيث بهم فلا يغيثوك يا بني هات لسانك ، فأخذ لسانه فمصه ، ودفع إليه خاتمه وقال له : خذ هذا الخاتم في فيك وارجع إلى قتال عدوك ، فإني أرجو أن لا تمسي حتى يسقيك جدك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا .
  وذكر المقرم في مقتله ، أن رجلاً من القوم صاح : ( يا علي إن لك رحما بأمير المؤمنين ( يزيد ) ونريد أن نرعى الرحم ، فان شئت آمناك ) ، فقال عليه السلام : إن قرابة رسول الله أحق أن ترعى ، فرجع علي بن الحسين إلى القتال ، وحمل وهو يقول :
الحرب  قد بانت لها حقائق        وظهرت من بعدها مصادق
والله  رب العرش لا نفارق        جموعكم  أو تغمد iiالبوارق
  وجعل يقاتل حتى قتل تمام المائتين ( وفي رواية ، فقال مرة بن منقذ العبدي : علي آثام العرب إن لم اثكل أباه به ، فطعنه بالرمح على ظهره ، ثم ضربه ( مرة ) على مفرق رأسه ضربة صرعه بها ، وضربه الناس بأسيافهم إربا إربا ، فلما بلغت روحه التراقي ، نادى بأعلى صوته : يا أبتاه هذا جدي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أضمأ بعدها أبدا ، وهو يقول لك : العجل، فان لك كأسا مذخورة فصاح الحسين : قتل الله قوما قتلوك يا بني ، ما اجراهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله ، على الدنيا بعدك العفى .

**************************************************************
1 ـ ج 8 ـ ص 206 ـ 207 .
2 ـ في ج 5 ـ ص 342 ـ 343 .




« عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب »


  جاء في العوالم ، الإمام الحسين (ع) للعلامة الشيخ عبد الله البحراني ( أعلى الله مقامه ) (1) :
  ثم خرج من بعده عون بن عبد الله بن جعفر وهو يقول :
إن تـنكروني فأنا ابن iiجعفر        شهيد صدق في الجنان أزهر
يـطير  فـيها بجناح iiأخضر        كفى  بهذا شرفا في iiالمحشر
  ثم قاتل حتى قتل من القوم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ، ثم قتله عبد الله ابن بطة الطائي .
  وجاء في كتاب معجم رجال الحديث للفقيه الكبير السيد الخوئي (قدس الله سره ) (2) :

  عون بن عبد الله :

  ابن جعفر بن أبي طالب، قتل مع الحسين (ع) ، من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ .
  وعده الشيخ المفيد في من قتل مع الحسين في الطف من أهل بيته (3) .
  وهو عون الأكبر بن عبد الله ، الذي عده ابن شهرآشوب من المقتولين في الطف من ولد جعفر (4) .
  ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية .
  وورد ذكره في زيارة الناحية المذكورة في إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ( قدس سره الشريف) (5) :
  السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الايمان ، ومنازل الأقران، الناصح للرحمان ، التالي للمثاني والقران لعن الله قاتله عبد الله بن قطبة البهبهاني .
  وورد في مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي (رحمه الله) (6) :
  عون بن عبد الله بن جعفر الطيار :

  من شهداء الطف ومتشرف بسلام الناحية المقدسة ، قيل : وهذا عون الأكبر وأمه زينب العقيلة ، وعون الأصغر مقتول يوم الحرة وأمه جمانة بنت المسيب بن نجية الفزاري .
  وورد في مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهانى (7) :
  وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأكبر .
  أمه :

  أمه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب (ع) ، وأمها فاطمة بنت رسول (ع) .
  مقتله :

  وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله :
وانـدبي إن بـكيت عونا أخاه        لـيس فـيما يـنوبهم iiبخذول
فلعمري  لقد أصبت ذوي iiالقر        بي فبكى على المصاب الطويل
  والعقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك ، فقال : حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي (ع) ، حدثني أحمد بن عيسى قال : حدثنا الحسين بن نصر عن أبيه عن عمر بن سعد عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم : ان عبد الله بن قطنة التيهاني التميمي قتل عون بن عبد الله بن جعفر .

**************************************************************
1 ـ ص 277 ـ 278 .
2 ـ ج 14 ـ ص 186 .
3 ـ الإرشاد : فصل في أسماء من قتل مع الحسين عليه السلام من أهل بيته .
4 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين ، فصل ( في مقتله ) .
5 ـ ج 3 ـ ص 75 ـ 76 .
6 ـ ج 6 ـ ص 143 .
7 ـ ص 60 .





« محمد (الأصغر) بن علي بن أبي طالب »


  ورد ذكره في ( الزيارة (1)، الإرشاد (2) ، الطبري (3) ، الأصفهاني (4) ، المسعودي (5) ، (6) ) .
  أمه : أم ولد ، وقيل إن أمه أسماء بنت عميس .
  قتله رجل من تميم ، من بني أبان بن دارم (7) .

**************************************************************
1 ـ أنظر ، المزار للشهيد الأول : 149 ، بحار الأنوار : 45/62
2 ـ أنظر ، الإرشاد للشيخ المفيد 1/354 و 2/109
3 ـ أنظر ، تاريخ الطبري : 4/120 ، تذكرة الخواص : 57 طبع بيروت لبنان ، الكامل لإبن الأثير : 2/400 ـ 441
4 ـ أنظر ، مقاتل الطالبيين : 62
5 ـ أنظر ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2/28
6 ـ أنظر ، الفصول المهمة لإبن الصباغ المالكي : 1/648 ، بتحقيقنا ، أنساب الأشراف : 2/192 ، مقتل أمبر المؤمنين ( عليه السلام ) لإبن أبي الدنيا : الورق 248 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 1/354 ، وبحار الأنوار : 42/74 ، تذكرة الخواص : 32 ، مقاتل الطالبيين : 89 ، تاريخ الطبري : 4/118 ، المعارف لإبن قتيبة : 211
7 ـ أختلف فيه ، فبعظهم قال : لم يقتل لمرضه ، وقال البعض الآخر : استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء ، كذلك اختلف في أمه فقيل : أسماء بنت عميس ، وقيل لبانة بنت عبدالله بن العباس ، وقيل أمه أم ولد يقال لها ورقاء ، أنظر ، مناقب آل أبي طالب : 3/260 ، شرح الأخبار : 3/184 ، العوالم : 344 ، أنساب الأشراف : 192 ، لواعج الأشجان : 177 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2/29 ، تاريخ خليفة بن خياط : 1/255





« محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب »


  جاء في قاموس الرجال للعلامة الكبير الشيخ محمد تقي التستري ( قدس الله نفسه الزكية ) (1) :
  محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب :
  عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين (ع) ووقع التسليم عليه في الناحية (2) والرجبية (3) .
  وفي كفاية الطالب ـ نقلا عن أبي مخنف عن حميد بن مسلم الأزدي ـ قال لما صرع الحسين (ع) وهجم القوم على الخيم خرج غلام مذعور من تلك الأبنية يلتفت يمينا وشمالا ، فشد عليه فارس فضربه بالسيف فقتله ، فسألت عن الغلام فقيل : محمد بن أبي سعيد بن عقيل له من العمر سبع سنين لم يراهق ، وسألت عن الفارس فقيل : لقيط بن أياس الجهني .
  أقول : كفاية الطالب هو مناقب الكنجي الشافعي، وليس فيه ما نقل، وإنما فيه : أن محمد بن أبي سعيد بن عقيل قتل مع الحسين (ع) (4) ، ولم يذكر ذلك الطبري وأبو الفرج الإصبهاني والمفيد ـ وكان عندهم مقتل أبي مخنف ـ بل اقتصروا على قتله مع الحسين (ع) (5) ، وظاهرهم أنه كان كبيرا جاهد وقاتل حتى قتل .
  وزاد الطبري والإصبهاني كون أمه أم ولد قتله لقيط بن ياسر الجهني .
  وزاد أبو الفرج : رماه لقيط بسهم في ما رويناه عن المدائني ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، وروى الأول قصة الطفل الذي خرج من الخيم مذعورا ـ بدون ذكر اسم له ـ عن هشام ، وجعل الضارب له بالسيف هانئ بن ثبيت الحضرمي لا لقيط بن ياسر الجهني ولعل المصنف استند إلى المقتل المجعول .
  وأورد السيد الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث (6) :
  محمد بن أبي سعيد ( بن سعيد ) ابن عقيل بن أبي طالب (ع) :
  من أصحاب الحسين (ع) ، رجال الشيخ .
  وقد استشهد بين يدي الحسين (ع) ، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية ، وعده المفيد ـ قدس سره ـ من المقتولين بين يديه من أهل بيته (ع) (7) .
  وعده ابن شهرآشوب من المقتولين من أهل البيت (ع) (8) .
  وجاء في زيارة الناحية المذكورة في المزار (9) :
  السلام على محمد بن أبي سعيد بن عقيل ، ولعن الله قاتله لقيط ابن ياسر الجهني .

**************************************************************
1 ـ ج 9 ـ ص 29 .
2 ـ بحار الأنوار : 101 / 271 .
3 ـ بحار الأنوار : 101 / 339 .
4 ـ كفاية الطالب : 447 ، وفيه : محمد بن سعيد بن عقيل .
5 ـ تاريخ الطبري : 5 / 469 ، مقاتل الطالبيين : 62 ، الإرشاد : 249 .
6 ـ ج 15 ـ ص 273 .
7 ـ الارشاد : في ( فصل أسماء من قتل مع الحسين (ع) من أهل بيته ) .
8 ـ المناقب : الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، في (فصل في مقتله (ع) ) .
9 ـ ص 491 .





« محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب »


  جاء في كتاب العوالم، الإمام الحسين (ع) للشيخ عبد الله البحراني ( رحمه الله ) (1) :
  ثم قالوا : وخرج من بعده محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو يقول :
نشكو  إلى الله من العدوان        قتال قوم في الردى iiعميان
قـد تـركوا معالم iiالقرآن        ومـحكم  التنزيل iiوالتبيان
وأظهروا الكفر مع الطغيان
  ثم قاتل حتى قتل عشرة أنفس ، ثم قتله عامر بن نهشل التميمي .
  وجاء في كتاب معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( أعلى الله مقامه ) (2) :
  محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب :
  قتل معه ( الحسين (ع) ) ، من أصحاب الحسين بن علي عليهما السلام ، رجال الشيخ .
  ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدسة والرجبية . وعده المفيد من المقتولين مع الحسين (ع) من أهل بيته (3) .
  وعده ابن شهرآشوب أيضا من المقتولين بين يدي الحسين (ع) من أهل بيته (4) ، وذكر قبل ذلك في مقتل أصحابه وأهل بيته ( عليه السلام ) : أنه برز فقتل عشرة أنفس ، قتله عامر بن نهشل التميمي .
  وأورد السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة (5) :
  محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قتل مع الحسين (ع) بالطف سنة 61 .

  أمه :

  قال أبو الفرج الأصبهاني : أمه الخوصاء بنت حفصة كذا بن ثقيف بن ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عائد بن ثعلبة بن الحارث بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل .
  وجاء في زيارة الناحية المذكورة في المزار (6) :
  السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر ، الشاهد مكان أبيه ، والتالي لأخيه ، وواقيه ببدنه ، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التيمي ، السلام على جعفر بن عقيل ، لعن الله قاتله بشر بن خوط الهمداني .

**************************************************************
1 ـ ص 277.
2 ـ ج 17 ـ ص 247 .
3 ـ الارشاد : باب ذكر الامام بعد الحسن بن علي (ع) وتاريخ مولده ، فصل في أسماء من قتل مع الحسين (ع) .
4 ـ المناقب ، الجزء 4 ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين (ع) ، فصل في مقتله (ع) .
5 ـ ج 9 ـ ص 391 .
6 ـ ص 491 .





« مسلم بن عقيل (رض) ( سفير الحسين ) »


  جاء في كتاب موسوعة عاشوراء للشيخ المحدثي :
  هو مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ع) ـ كان شجاعاً باسلاً وهمامًا حازمًا صدق فيه قول الرسول (ص) : ( لله در أبي طالب لو ولد الناس كلهم لكانوا شجعاناً ) ، وقال فيه الحسين (ع) : ( وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ) ، وما يمنعه أن يكون كذلك وإنه في الصميم من هاشم والذروة من بني عمرو العلى والقلب من آل عبد مناف .
  نشأ مسلم (ع) مع العلم والتقوى والبطولة والهدى والحزم والحجى والرشد ما شاء له المولى سبحانه حتى أحب لقاءه يوم سعادته بشهادته .
  ويشهد له وقفة أولاده بمشهد الطف يوم التطمت أمواج الضلال وتحزبت عصب الشرك على سيد شباب أهل الجنة وقطعوا عنه خطوط المدد وحالوا بينه وبين الماء ، فكتبوا بدمائهم الزاكية أسطرًا نوريةً على جبهة الدهر تقرؤها الأجيال المتعاقبة ويتعرفون منها منهاج موتة العز وأن الحياة مع الظالمين ذميمة .
  لقد كان مسلم (ع) شخصية بارزة للدين والهدى متأهلاً لحمل أعباء النيابة الخاصة ولذلك اختاره سيد الشهداء (ع) من بين ذويه وحشده الأطايب .

  شهادته (ع) :

  لمّا هلك معاوية بن أبي سفيان إستنشق الكوفيون روح الأمن وابصروا بصيصًا من نور الإمام فعزموا على أن يكتبوا إلى الحسين (ع) بالمسير إلى عاصمة أبيه أمير المؤمنين (ع) ليفتح لهم باب السجن المظلم، ثم كتبوا إليه (ع) وأخذت الرسل من أهل الكوفة تتوارد عليه بكتبهم حتى اجتمع عنده في يوم واحد ستمائة كتاب واجتمع من نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب والحسين (ع) متريث عن الجواب حتى إذا تتابع هتافهم بكتبهم التي ملأت خرجين لم يسعه السكوت فكتب إليهم أجمع صورة واحدة :
بسم الله الرحمن الرحيم


  ( من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين أما بعد ، فان هانيًا وسعيدًا قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، وقد فهمت كل الذي قصصتم وذكرتم ، وكانت مقالة جلكم أنه ليس علينا إمام ، فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق والهدى ، وأنا باعث إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فان كتب إليّ انّه قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم ، فاني أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الدائن بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله تعالى والسلام ) .
  وحمل مسلم بن عقيل (ع) كتاب الحسين (ع) حتى حلّ ضيفاً على المختار الثقفي حينئذ انثال عليه أهل الكوفة ولاذ به حماة المصر وازدلف إليه الناس زرافات ووحدانا يهتفون بالترحيب بداعية حجة الله ، فقرأ عليهم كتاب الحسين (ع) وعرّفهم أنه مجيبهم إلى ما يريدون إن لزموا العهد وتدرعوا بالصبر على مكافحة أعدائهم ، وهكذا أخذ مسلم (ع) البيعة من أهل الكوفة ، فبلغ عدد من بايع مسلماً (ع) ثمانية عشر ألفا أو خمسة وعشرين الفاً ، وفي حديث الشعبي إنهم أربعون ألفا، ولمّا أحصى ديوان مسلم (ع) ذلك العدد الكثير من المبايعين كتب إلى الحسين (ع) يقول : ( ...الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ، فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي ) .
  ولمّا بلغ ذلك يزيد ضم البصرة والكوفة إلى عبيد الله بن زياد وأمره بالمسير إلى الكوفة، وهكذا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة ليلاً مسرعاً ، وفي الصباح خطب في الناس وهددهم وتوعد منهم كل من يساعد مسلم بن عقيل ، فلما سمع مسلم (ع) بمجيء ابن زياد إلى الكوفة ومقالته التي قالها خرج من دار المختار إلى دار هاني بن عروة المرادي ، وأخذت الشيعة تختلف إلى دار هاني سراً ، ثم دس ابن زياد رجلاً اسمه معقل في صفوف مسلم حتى علم مخبأه ، وبعث ابن زياد رجالاً يخوفون الناس ويتوعدونهم بقطع العطاء ، ويوهمونهم بوصول جند من الشام ، حــتى تبلبل أمر الناس وبدا بعضهم يثبط همة بعض ، فما زالوا يتفرقون إلى بيوتهم حتى أمسى مسلم بن عقيل (ع) في خمسمائة ، فلما اختلط الظلام أخذوا يتفرقون فصلى المغرب وما معه إلاّ ثلاثون رجلاً في المسجد ، فلما رأى ذلك خرج متوجهاً إلى أبواب كنده فلم يبلغ الأبواب إلا ومعه عشرة ، ثم خرج من الباب فإذا به وحيداً ليس معه إنسان ، ومضى مسلم (ع) على وجهه متحيراً لا يدري أين يذهب ، حتى التجأ إلى دار امرأة يقال لها (طوعة) فعرّفها بنفسه فآوته وكان لها ابن اسمه (بلال) وهو الذي أخبر بمكان مسلم (ع) فبعث ابن زياد عبيد الله بن العباس السلمي في سبعين رجلاً من قيس حتى أتوا الدار التي كان فيها مسلم ، فلما سمع (ع) وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال علم انه قد أتي فخرج إليهم بسيفه ، وكانوا قد اقتحموا عليه الدار ، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار ، ثم عادوا إليه فشد عليهم كذلك ، فأخرجهم مرارًا وقتل منهم جماعة واختلف هو وبكر بن حمران الأحمري بضربتين ، فضرب بكر مسلماً على فمه فقطع شفته العليا وأسرع السيف إلى السفلى وفصلت له ثنيتاه ، وضربه مسلم على رأسه وثناه بأخرى على حبل العاتق كادت تطلع إلى جوفه فمات منها ، وكان من قوته يأخذ الرجل من محزمه ويرمي به فوق البيت والمرأة الطاهرة (طوعة) تحرضه على القتال فاضطرهم البؤس واليأس من الظفر إلى طلب المدد فانفذ ابن الأشعث إلى ابن مرجانه يستمده الرجال ، فبعث إليه ، إنا أرسلناك إلى رجل واحد لتأتينا به ، ففعل ما فعل في أصحابك ، فكيف لو أرسلناك إلى غيره ، فأرسل إليه ابن الأشعث : أيها الأمير أتظن أنك أرسلتني إلى بقال من بقّالي الكوفة أو جرمقان من جرامقة الحيرة ، إنما وجهتني إلى سيف من اسياف محمد بن عبد الله (ص) ، فأمدّه بخمسمائة فارس ، واستمر مسلم (ع) وحده يقاتل في ذلك المجال الضيق حتى أكثر القتلى ، والناس من أعلى السطوح يرمونه بالحجارة ، ويقلبون عليه القصب المضرم بالنار وهو يرتجز ويقول :
أقـسمت  لا أقـتل إلاّ حرا        وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
كـل امرء يوماً ملاق شرا        ويـخلط  الـبار سخنا مرا
ردّ شـعاع النفس iiفاستقرا        أخـاف أن أكـذب أو iiأغرا
  ولمّا أثخنته الجراح وأعياه نزف الـــدم إستند إلى جنب تلك الدار فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام والحجارة فقال : ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمى الكفار وأنا من أهل بيت الأنبياء ، ألا ترعون حق رسول الله في عترته .
  وحيث أعوزتهم الحيل والتدابير الحربية لإلقاء القبض عليه ، قابلوه بالأمان فقال له ابن الأشعث أنت آمن ، فلم تفته خيانتهم ونقضهم العهود وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ولم يعبء بأمانهم فحمل على ابن الأشعث فهرب منه ثم تكاثروا وقد اشتد به العطش فطعنه رجل من خلفه فسقط إلى الأرض وأخذ أسيراً .
  وقيل أنهم عملوا حفيرة وستروها بالتراب وانكشفوا بين يديه حتى إذا وقع فيها أسروه ، ولما أركبوه البغلة وأنتزعوه سيفه دمعت عيناه ، فقال له عمرو بن عبيد الله بن العباس السلمي إن الذي يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبك فقال (ع) ما على نفسي أبكي ولكن أبكي لأهلي المقبلين إليكم ، أبكي للحسين وآل الحسين ، ولمّا جيء به إلى القصر تساند إلى الحائط وقد أخذه الضعف لنزف الدم وشدة الضمأ فرأى قلة مبردة من الماء فطلب منها ما يبل عطشه ، فقال له مسلم بن عمرو الباهلي : أتراها ما أبردها لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم ، ولمّا أدخلوه على ابن زياد أبى أن يسلم عليه ، وقيل أنه قال : السلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى ، ودارت بين مسلم (ع) وبين ابن زياد محاورات أكثر فيها مسلم (ع) من الطعن على ابن زياد في حسبه ونسبه ، أمر بعدها اللعين ابن زياد رجلاً شامياً أن يصعد به إلى أعلى القصر ويضرب عنقه ويرمي بجسده ورأسه إلى الأرض ، فاصعده الشامي ، فاصعده ومسلم يسبح الله ويكبره ويستغفره ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم كذبونا وغرونا وخذلونا وقتلونا ، ثم صلّى ركعتين وتوجه نحو المدينة وسلم على الحسين (ع) ، فضرب الرجل عنقه ورمى بجسده إلى الأرض كما أمره ابن زياد ، ثم أمر ابن زياد بإخراج هاني بن عروة وقتله فقتل ، وبعد ذلك أمر ابن زياد بسحب جثتي مسلم (ع) وهاني بن عروة من أرجلها في الأسواق ، ثم صلبهما في الكناسة منكوسين وانفد الرأسين إلى يزيد بن معاوية .
  والجدير بالذكر إن داعية الحسين (ع) (مسلم بن عقيل (ع) من أولئك الرجال الذين يجب أن يخلد ذكرهم ويقتفى أثرهم ، فهو صريخة هاشم ، الذي استصلحه سيد الشهداء للنيابة عنه في الكوفة ثقة منه بعلمه وتقواه وبسالته وكرمه ، فاقبل (ع) ناشراً لواء العدل ليكتسح الجور ويكبح جماح الضلال بيد إن نزعات الباطل حالت دون ذلك ، فاستشهد دون إكمال رسالته ، ولكنه خلّف من بعده هتافاً عالياً يسمع الصخر الأصم بأن الحق في دعوة سيد الشهداء وأن الباطل فيمن ناوأه ، وانّ مبدأً صحيحاً كهذا يجب أن يضحّى دونه بالنفيس ويرخص في سبيله ذلك الدم الطاهر الزاكي دم مسلم بن عقيل (ع) .
  أورد العلامة محمد تقي التستري في قاموس الرجال ما يلي (1) :

  مسلم بن عقيل بن أبي طالب :

  عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن (ع) .
  وروى الأمالي عن ابن عباس قال : قال علي (ع) : يا رسول الله إنك لتحب عقيلا ؟ قال : إي والله! إني لأحبه حبين : حبا له ، وحبا لحب أبي طالب له ، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون ، ثم بكى النبي (ص) حتى جرت دموعه على صدره ، ثم قال : إلى الله أشكو ما يلقى عترتي من بعدي (2) .
  أقول : وروى الطبري عن عقبة بن سمعان : أن الحسين (ع) كتب إلى أهل الكوفة : أما بعد ، فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم ، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم ، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلكم : أنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم ، فإن كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله ، فلعمري ! ما الإمام إلا العامل بالكتاب .
  وفيه ـ بعد ذكره بعثه (ع) له من مكة إلى الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبيد السلولي وعبد الرحمن الأرحبي ( وهم أوساط رسل أهل الكوفة إليه (ع) ) ومجئ مسلم معهم أولا إلى المدينة وأخذه دليلين منها إلى الكوفة ، وكتابه إليه (ع) من الطريق مع قيس بن مسهر من موضع يدعى ( المضيق ) أن دليليه ضلا وماتا عطشا ، ولم ينج هو ومن معه إلا بحشاشة أنفسهم ، فإن رأيت أعفيتني وأنه تطير من وجهه ذاك ـ : وكتب الحسين (ع) إليه : ( خشيت ألا يكون حملك على الاستعفاء إلا الجبن فامض لوجهك ) فقال مسلم لمن قرأ الكتاب : هذا ما لست أتخوفه على نفسي .
  وفيه ـ بعد ذكر إثخان مسلم بالحجارة وعجزه عن القتال وإسناده ظهره إلى جنب دار طوعة ، وأمان محمد بن الأشعث له حتى يدع القتال ويسلم نفسه ، ففعل .
  وقال مسلم لمحمد بن الأشعث : إني أراك ستعجز عن أماني ، فهل عندك خير تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسينا ؟ فإني لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم مقبلا أو هو يخرج غدا هو وأهل بيته ، وأن ما ترى من جزعي لذلك ، فيقول : إن ابن عقيل بعثني إليك وهو في أيدي القوم أسير لا يرى أن يمشي حتى يقتل ، وهو يقول ، ارجع بأهل بيتك ولا يغرك أهل الكوفة ، فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل .
  وقد كان مسلم حين تحول إلى دار هاني وبايعه ثمانية عشر ألفا قدم كتابا إليه (ع) مع عابس الشاكري بأنه بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال ، فبعث ابن الأشعث رسولا وكتب ما قاله ، فخرج رسوله واستقبل الحسين (ع) بزبالة وبلغه الرسالة (3).
  وفيه ـ بعد ذكر سيره ( عليه السلام ) من مكة إلى الكوفة ـ حتى انتهى ( عليه السلام ) إلى زبالة سقط إليه مقتل أخيه من الرضاعة ( عبد الله بن بقطر ) وكان سرحه إلى مسلم بن عقيل من الطريق ... إلخ (4) ، ويأتي في الآتي .
  وفيه بعد ذكر قول الحسين ( عليه السلام ) لقيس بن الأشعث وشبث وحجار بن أبجر : ( ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجند ) فقال له قيس : أولا تنزل على حكم بنى عمك ؟ فإنهم لن يروك إلا ما تحب ، فقال له الحسين (ع) : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم ، لا والله! لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد (5).
  جاء في معجم رجال الحديث للعلامة السيد الخوئي ( قدس الله نفسه الزكية ) (6) :
  مسلم بن عقيل ابن أبي طالب :
  من أصحاب الحسن (ع) ، رجال الشيخ .
  وقال ابن داود ( 1521 ) من القسم الأول : مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( ن ـ سين ـ جخ ) إنتهى .
  والظاهر أن ما في نسخته هو الصحيح ، فإن كون مسلم بن عقيل من أصحاب الحسين (ع) وسفير إلى أهل الكوفة وأول مستشهد في سبيله أظهر من الشمس ، وكيف كان ، فجلالة مسلم بن عقيل وعظمته فوق ما تحويه عبارة ، فقد كان بصفين في ميمنة أمير المؤمنين (ع) مع الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ، ذكره ابن شهرآشوب في المناقب : الجزء 3 ، في حرب صفين .
  وقال المفيد ـ قدس سره ـ ثم كتب ( الحسين (ع) ) مع هاني بن هاني وسعيد بن عبد الله وكانا آخر الرسل إلى أهل الكوفة : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى الملا من المؤمنين والمسلمين ، أما بعد ، فإن هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم ، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلكم أنه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق والهدى ، وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ) ـ الحديث ـ (7).
  وروى الصدوق ـ قدس سره ـ عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن زيد ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد ، قال : حدثنا زياد بن المنذر ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال علي عليه السلام لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله إنك لتحب عقيلا ؟ قال : اي والله إني لأحبه حبين ، حبا له وحبا لحب أبي طالب له ، وإن ولده مقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون ، ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى جرت دموعه على صدره ، ثم قال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي (8).
  أورد الشيخ علي النمازي في مستدركات علم رجال الحديث (9) :
  مسلم بن عقيل بن أبي طالب سلام الله عليه :
  عدوه من أصحاب الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، وعندي أنه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أيضا لأنه تزوج رقية بنت أمير المؤمنين (ع) ، كما تقدم في عقيل .
  وكان على ميمنة جند أمير المؤمنين (ع) يوم صفين مع الحسن والحسين (ع) وعبد الله بن جعفر .
  وولد له من رقية عبد الله ومحمد وكانا من الشهداء .
  وتقدم في عقيل قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي (ع) في حق ولد عقيل : وإن ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلى عليه الملائكة المقربون ـ الخ .
  مدحه في كتاب الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة وقوله (ع) : أنا باعث إليكم أخي وابن عمى وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ـ الخ .
  قال العلامة المج : وفي بعض كتب المناقب قال : أرسل الحسين (ع) مسلم بن عقيل إلى الكوفة وكان مثل الأسد ، قال عمرو وغيره : لقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمى به فوق البيت .
  وصول خبر مسلم إلى الحسين عليه السلام في منزل زبالة .
  قال المفيد : وكان خروج مسلم بن عقيل رحمه الله بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين ، وقتله يوم الأربعاء لتسع خلون منه يوم عرفة ، و كان توجه الحسين عليه السلام من مكة إلى العراق يوم خروج مسلم يوم التروية .
  وكونه على ميمنة جند أمير المؤمنين يوم صفين يظهر ضعف قول المامقاني من أنه كان عمره الشريف حين استشهد ثمانية وعشرين سنة ، عاش مع أبيه ثماني عشر سنة وبعده عشر سنين ، لأنه بناءا على ذلك يكون تولده سنة 32 تخمينا وكان حرب صفين سنة 37 فيكون عمره يوم صفين خمس سنين ولا يعقل أن يكون في هذا السن على ميمنة الجند كما هو واضح .

**************************************************************
1 ـ ج 10 ـ ص 65 ـ 67 .
2 ـ أمالي الصدوق : 111 .
3 ـ تاريخ الطبري : 5 / 374 ـ 375 .
4 ـ تاريخ الطبري : 5 / 398 .
5 ـ تاريخ الطبري : 5 / 425 .
6 ـ ج 19 ـ ص 165 ـ 166 .
7 ـ الارشاد : في ( فصل مختصر الاخبار التي جاءت بسبب دعوته (ع) ) .
8 ـ الأمالي : المجلس (27) ، الحديث (3) .
9 ـ ج 7 ـ ص 413 ـ 414 .




  • أبو بكر بن الحسن بن علي
  • العباس بن علي (ع)
  • القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب
  • جعفر بن عقيل
  • جعفر بن علي بن أبي طالب
  • عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب
  • عبد الله بن الحسن بن أبي طالب
  • عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب
  • عبد الله بن عقيل بن أبي طالب
  • عبد الله بن علي بن أبي طالب (ع)
  • عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب
  • عثمان بن علي بن أبي طالب
  • أبو الحسن علي الأكبر ابن الحسين بن علي بن أبي طالب
  • عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
  • محمد (الأصغر) بن علي بن أبي طالب
  • محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب
  • محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
  • مسلم بن عقيل (ع) ( سفير الحسين )

           BASRAHCITY.NET