وجلّ يقول : ( فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكبرِينَ ) (1).
  وإنّه ليس عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده ، إذ لا يستوي من يحبنا ومن يبغضنا ، ولا يجتمعان في قلب رجل أبداً ، إنّ الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحبّ بهذا ويبغض بهذا.
  أمّا محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ، ومبغضنا على تلك المنزلة.
  نحن النجباء ، وأفراطنا أفراط الانبياء ، وأنا وصي الاوصياء ، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم ، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه ، فإن شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين ) (2).
  ( ... وَأُولُوا الاَْرْحَامِ بَعْضُهُم أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ ... ) (6) :
  230 ـ حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الرحيم بن روح القصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : إنه سئل عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَأُولُوا الارحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعض فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ ) ؟

--------------------
(1) النحل 16 : 29.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 439 ـ 440 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 446 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 171.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 258 _

  قال : ( نزلت في ولد الحسين ).
  قال : قلت : جعلت فداك نزلت في الفرائض ؟
  قال : ( لا ).
  قلت : ففي المواريث ؟
  فقال : ( لا ) ، قال : ( نزلت في الامرة ) (1).
  231 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن الفضل ، عن جعفر بن الحسين الكوفي ، عن أبيه ، عن محمّد بن زيد مولى أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألت مولاي فقلت : قوله عزّ وجلّ : ( وَأُولُوا الارحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعض فِي كِتَابِ اللهِ ) ؟
  قال : ( هو علي (عليه السلام) ) (2).
  232 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن محمّد ابن علي المقري ، بإسناده يرفعه إلى زيد بن علي (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَأُولُوا الارحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعض فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ ) ، قال : ( رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولى بالامارة والملك والايمان ) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 440 ط جماعة المدرسين ، و 2/447 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 440 ـ 441 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 447 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 441 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 448 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 225 و 227 و 228 و 231 ، علل الشرائع :207 ، كمال الدين : 323 ، كفاية الاثر : 175 ، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 187 ، تفسير القمي 2/ 175 و 176.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 259 _

  ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (23) :
  233 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريا ، عن أحمد بن محمّد بن يزيد ، عن سهل بن عامر البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن جابر ، عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله (عليهما السلام) ، عن محمّد بن الحنفية رضي الله عنه قال (1) : قال علي (عليه السلام) : ( كنت عاهدت الله عزّ وجلّ ورسوله (صلى الله عليه وآله) أنا وعمّي حمزة وأخي جعفر وابن عمّي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله ، فتقدمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله سبحانه عزّ وجلّ فأنزل الله سبحانه فينا : ( مِنَ المُؤمِنِينَ رجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُمْ مَن قَضَى نَحبَهُ ) حمزة وجعفر وعبيدة ( وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً ) فأنا المنتظر وما بدلت تبديلاً ) (2).
  234 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن

--------------------
(1) أ : عن أبي إسحاق عن الحارث عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه وعمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام).
(2) تأويل الايات الظاهرة : 442 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 449 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 260 _

  يحيى بن صالح ، عن مالك بن خالد الاسدي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن جدّه ، عن (1) عبد الله بن الحسن ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : ( وعاهدوا (2) الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحمزة بن عبد المطلب وجعفر ابن أبي طالب (3) أن لا يفرّوا في زحف (4) أبداً فتمّوا كلّهم ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( مِنَ المُؤمِنِينَ رجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُمْ مَن قَضَى نَحبَهُ ) حمزة استشهد يوم أحد وجعفر استشهد يوم مؤتة ، ( وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ) يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) ( وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً ) يعني الذي عاهدوا الله عليه ) (5).
  ( ... وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) (25) :
  235 ـ حدّثنا علي بن العباس ، عن أبي سعيد ، عن (6) عبّاد بن يعقوب ، عن فضل بن قاسم البزّاز (7) ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن

--------------------
(1) عن ، ليس في أ.
(2) د : وعهد ، أ : وعاهد.
(3) أ : وعبيدة.
(4) د : من عدوّ.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 442 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 449 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الخصال : 346 ، المناقب لابن شهر آشوب 3 / 92 ، تفسير القمي 2 / 188.
(6) أ : البراد.
(7) عن ، ليس في أ.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 261 _

  عبد الله ابن مسعود : أنّه كان يقرأ : ( وَكَفَى اللهُ المُؤْمِِينَ القِتَالَ ) بعليّ ( وَكَانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) (1).
  236 ـ حدّثنا محمّد بن يونس بن مبارك (2) ، عن يحيى بن عبد الحميد الجماني (3) ، عن يحيى بن يعلى (4) الاسلمي ، عن محمّد بن عمّار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي زياد بن مطرف (5) قال : كان عبد الله بن مسعود يقرأ : ( وَكَفَى اللهُ المُؤمْنِينَ القِتَالَ ) بعليّ قال أبو زياد : وهي في مصحفه كذا رأيتها (6).
  ( يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَة مُبيِّنَة يُضَاعَفْ لَهَا

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 443 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 450 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) م : عن مبارك.
(3) م . أ : الحماني.
(4) أ : معلّى.
(5) أ : عن زياد بن مطر.
(6) تأويل الايات الظاهرة : 443 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 450 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 189 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 134 ، مجمع البيان 8 / 550.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 262 _

  الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ... ) (30) :
  237 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن كرام ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال لي : ( أتدري ما الفاحشة المبيِّنة ؟ ).
  قلت : لا.
  قال : ( قتال أمير المؤمنين (عليه السلام) ) يعني أهل الجمل (1).
  ( ... إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (33) :
  238 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن الحسن بن علي بن بزيع ، عن إسماعيل بن بشّار الهاشمي ، عن قيس (2) بن محمّد الاعشى ، عن هاشم بن البريد ، عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جده (عليهم السلام) قال : ( كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت أُم سلمة ، فأتى بحريرة ، فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، فأكلوا منها ، ثمّ جلّل عليهم كساء خيبريّاً ثمّ قال : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِجسَ أهلَ البيَتِ وَيُطَهِّركُم تَطهِيراً ).
  فقالت أم سلمة : وأنا معهم (3) يارسول الله ؟

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 446 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 453 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 193.
(2) م . ق : قنبر ، أ : قتيبة.
(3) أ : منهم.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 263 _

  قال : إنَّك (1) إلى خير ) (2).
  239 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، قال : حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه (عليهما السلام) قال : ( قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ فضّلنا أهل البيت ، وكيف لايكون كذلك والله عزّ وجلّ يقول في كتابه : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرجسَ أهلَ البيَتِ وَيُطَهِّركُم تَطهِيراً ) ، فقد طهّرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فنحن على منهاج الحق ) (3).
  240 ـ حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن محمّد ، عن علي بن جعفر بن محمّد ، عن الحسين بن زيد ، عن عمر بن علي (عليه السلام) قال : حطب الحسن بن علي (عليهما السلام) الناس حين قتل عليّ (عليه السلام) فقال : ( قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاوّلون بعلم ، ولا يدركه الاخرون ، ما ترك على ظهر الارض (4) صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لاهله ).
  ثمّ قال : ( أيُّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير ، أنا من أهل البيت

--------------------
(1) أ : أنت.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 549 ـ 550 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 457 رقم 21 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 450 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 458 رقم 22 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) م : وجه الارض ، د : أهل الارض.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 264 _
  الذي كان نزل فيه جبرئيل ويصعد ، وأنا من أهل البيت الذين (1) أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) (2).
  241 ـ حدّثنا مظفر (3) بن يونس بن مبارك ، عن عبد الاعلى بن حمّاد ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبد الجبّار بن العبّاس (4) ، عن عمّار الدهني ، عن عمرة بنت أفعي ، عن أُم سلمة قالت : نزلت هذه الاية في بيتي ، وفي البيت سبعة : جبرائيل وميكائيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.
  قالت : وكنت على الباب فقلت : يارسول الله ألست من أهل البيت ؟
  قال : ( إنّك إلى خير ، إنّكِ من أزواج النبي ) ، وما قال إنّكِ من أهل البيت (5).
  242 ـ حدّثنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن موسى ، قال : حدّثنا يحيى ابن محمد بن صاعد ، حدّثنا عمار بن خالد التمار الواسطي ، قال : حدّثنا إسحاق

--------------------
(1) م : الذي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 450 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 458 رقم 23 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) وفي بعض المصادر : محمد.
(4) أ : عن العباس.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 450 ـ 451 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 459 رقم 34 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 265 _

  ابن يوسف الازرق (1) ، عن عبد الملك بن أبي سلمان ، عن أبي ليل الكندي ، عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بيتها على منامه لها عليه كساء خيبريّ ، فجاءت فاطمة ببرمة فيها حريرة ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( أدعي زوجك وابنيه حسناً وحسيناً ) فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الاية : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرجسَ أهلَ البيَتِ وَيُطَهِّركُم تَطهِيراً ).
  قالت : فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفضل الكساء فغشاهم إياه ثمّ قال : ( اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) ، قالها النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرات.
  فأدخلت رأسي في الكساء فقلت : يارسول الله وأنا معكم ؟
  فقال : ( إنّك إلى خير ).
  قال عبد الملك بن سليمان (2) وأبو ليل : سمعته من أمّ سلمة (3).
  243 ـ قال عبد الملك : وحدّثنا داود بن أبي عوف ـ يعني أبو الحجاف ـ عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة ، بمثله (4).
  244 ـ قال عبد الملك : وحدّثنا عطاء بن أبي رياح (5) ، عمن سمع أمّ سلمة ، بمثله (6).

--------------------
(1) ض : الازراق.
(2) ومرّ التعبير عنه : عبد الملك بن أبي سليمان.
(3) سعد السعود : 214 ـ 215 الطبعة المحققة.
(4) سعد السعود : 215 الطبعة المحققة.
(5) ع : رباح.
(6) سعد السعود : 215 الطبعة المحقّقة.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 266 _

  245 ـ قال السيد ابن طاووس : وروى (محمد بن العباس بن مروان) تخصيص آية الطهارة بهم صلوات الله عليهم من أحدعشرطريقاًمن رجال المخالف ، غير الاربع طرق الّتي أشرنا إليها (1).
  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكراً كِثيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) (42) :
  246 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : ( تسبيح فاطمة (عليها السلام) من ذكر الله الكثير الذي قال الله عزّ وجلّ : ( اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ) ) (2).
  247 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إسماعيل بن عمّار قال :

--------------------
(1) سعد السعود : 215 الطبعة المحققة.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : جامع علم القرآن للبلخي كما عنه في سعد السعود : 216 ، مجمع البيان 8 / 559 ، الكافي 1 / 226 و 228 و 350 ، كفاية الاثر : 155 ، علل الشرائع : 205 ، الامالي للصدوق : 421 ، الخصال : 553 و 572 ، تفسير القمي 2 / 156 ، الامالي للشيخ 1 / 269 و 378 ، مسند أحمد 4/107 و 6/292 ، صحيح مسلم 4/1883 ، تفسير الطبري 22 / 5 ، مستدرك الحاكم 3 / 147 ، شواهد التنزيل 2/ 33 ، مصابيح السنة 4 / 183 ، كفاية الطالب : 54.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 446 ط جماعة المدرسين ، و 2/454 رقم 15 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 267 _

  قلت لابي عبد الله (عليه السلام) : قوله عزّ وجلّ : ( اذْكُروا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ) ما حدّه ؟
  قال : ( إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) علّم فاطمة (عليها السلام) أن تكبر أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وتسبّح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، وتحمد ثلاثاً وثلاثين تحميدة ، فإذا فعلت ذلك باللّيل مرة وبالنهار مرة فقد ذكرت الله ذكراً كثيراً ) (1).
  ( إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (56) :
  248 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن علي بن الجعد ، عن شعيب ، عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى يقول : لقيني كعب بن أبي عجرة (2) فقال : ألا أهدي إليك هدية ؟
  قلت : بلى.
  قال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلينا فقلت : يارسول الله قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟
  قال : ( قولوا : اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 446 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 454 رقم 16 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 2 / 362 رقم 4 ، معاني الاخبار : 193 ، مجمع البيان 8 / 568.
(2) أ : بن عجرة.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 268 _

  إبراهيم وآل إبراهيم إنَّك حميد مجيد ) (1).
  ( ... وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) (71) :
  249 ـ عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السياري ، عن محمّد ابن علي بن أسباط ، عن أبي حمزة (2) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( ( وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ) في ولاية علي والائمة من بعده ( فَقَد فَازَ فَوزاً عظِيماً ) ) (3).
  ( إنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَهَا وَأشْفَقنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِْنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (72) :
  250 ـ عن الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين (4) ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 451 ـ 452 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 460 رقم 26 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : ثواب الاعمال : 185 ـ 188.
(2) أ : عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 459 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 469 رقم 39 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 342 رقم 8 ، تفسير القمي 2 / 197.
(4) ق . د . م : مسكان.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 269 _

  في قول الله عزّ وجلّ : ( إنَّا عَرَضنَا الامَانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالارضِ وَالجِبَالِ فَأبَينَ أن يَحمِلنَهَا وَأشفَقنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الانسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) ، قال : ( يعني بها ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 460 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 470 رقم 40 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 341 رقم 2.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 270 _

سورة سبأ
  ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وأيَّاماً آمِنِينَ ) (18) :
  251 ـ عن الحسين بن علي بن زكريا البصري ، عن الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : حدّثني عليّ بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى ، عن أبيه جعفر (عليهم السلام) قال : ( دخل على أبي بعض من يفسّر القرآن ، فقال له : ( أنت فلان ؟ ) وسمّاه باسمه.
  قال : نعم.
  قال : ( أنت الذي تفسر القرآن ؟ ).
  قال : نعم.
  قال : ( فكيف تفسر هذه الاية : ( وَجَعَلنَا بَينَهُم وَبَينَ القُرَى الَّتي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظاهِرةً وَقَدَّرنَا فِيهَا السَّيرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَاليَ وأيَّاماً آمِنِينَ ) ؟ ) قال : هذه بين مكة ومنى.
  فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : ( أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع (1) ؟ ).
  قال : نعم.

--------------------
(1) أ : وقطع.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 271 _

  قال : ( فموضع يقول الله آمنٌ يكون فيه خوف وقطيع (1) ؟ ).
  قال : فما هو ؟.
  قال : ( ذاك نحن أهل البيت ، قد سمّاكم الله ناساً (2) وسمّاناً قرى ) قال : جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال ؟.
  فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( أليس الله تعالى يقول : ( وَاسْئلِ القَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيَها وَالْعِيرَ الَّتي أقْبلَنا فِيها ) (3) فللجدران والحيطان السؤال أم للناس ؟ وقال تعالى : ( وَإنْ مِنْ قَرْيَة إلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ القِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً ) (4) فمن المعذب الرجال أم الجدران (5) والحيطان ؟ ) (6).
  252 ـ عن أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حمّاد الانصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( دخل الحسن البصري على محمّد بن عليّ (عليهما السلام) فقال له : يا أخا أهل

--------------------
(1) أ : وقطع.
(2) أ : أناساً.
(3) يوسف 12 : 82.
(4) الاسراء 17 : 58.
(5) أ : فلمن العذاب للرجال أم للجدران.
(6) تأويل الايات الظاهرة : 461 ـ 462 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 471 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 272 _

  البصرة بلغني أنّك فسرت (1) آية من كتاب الله على غير ما أُنزلت ، فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت.
  قال : وما هي جعلت فداك ؟
  قال : قول الله عزّ وجلّ : ( وَجَعَلنَا بَينَهُم وَبَينَ القُرَى الَّتي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظاهِرةً وَقَدَّرنَا فِيهَا السَّيرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَاليَ وأيَّاماً آمِنِينَ ) ويحك كيف يجعل الله لقوم أماناً ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما وربّما أُخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه ؟!
  ثم مكث مليّاً ثمّ أومأ بيده إلى صدره وقال : نحن القرى التي بارك الله فيها قال : جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله أنّ القرى رجال ؟.
  قال : نعم ، قول الله عزّ وجلّ : ( وَكَأيِّنْ مِنْ قَريَة عَتَتْ عَنْ أمْرِ رَبِّهَا وَرُسِلِهِ فَحَاسَبْنَاها حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبنَاهَا عَذَاباً نُكْراً ) (2) فمن العاتي على الله عزّ وجلّ الحيطان أم البيوت أم الرّجال ؟!
  فقال : الرجال.
  ثم قال : جعلت فداك زدني.
  قال : قوله عزّ وجلّ في سورة يوسف : ( وَاسْئَلِ القَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا وَالعِيرَ التي أقْبَلْنَا فِيهَا ) (3) لمن أمروه أن يسأل القرية والعير أم الرجال ؟!
  فقال : جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة ؟

--------------------
(1) م : قرأت.
(2) الطلاق 65 : 8.
(3) يوسف 12 : 82.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 273 _

  قال : هم شيعتنا ـ يعني العلماء منهم ـ ) (1).
  ( إنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِكُلِّ صَبَّار شَكُور ) (19) :
  253 ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( إنَّ في ذَلِكَ لايَات لكُلِّ صَبَّار شَكُور ) قال : ( صبّار على مودّتنا وعلى ما نزل به من شدّة أو رخاء ، صبور على الاذى فينا ، شكور لله على ولايتنا أهل البيت ) (2).
  ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (20) :
  254 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن فضّال ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا أخذ بيد عليّ بغدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، كان إبليس حاضراً بعفاريته ، فقالت له ـ حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ـ : والله ما هكذا قلت لنا ، لقد أخبرتنا أنّ هذا إذا مضى افترقت (3) أصحابه ،

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 462 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 472 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الغيبة للشيخ : 345 ، الاحتجاج : 313 و 327.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 463 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 473 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : افترق.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 274 _

  وهذا أمر مستقرّ كلّما أراد أن يذهب واحد بدر آخر! فقال : افترقوا فإنَّ أصحابه قد وعدوني أن لا يقرُّوا له بشيء ممّا قال ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَلَقَد صَدَّقَ عَلَيهِم إبلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إلاَّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ ) ) (1).
  ( قُلْ إنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ... ) (46) :
  255 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي ، عن يعقوب بن يزيد (2) ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( قُل إنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَة أن تَقُومُوا للهِ مَثنَى وَفُرَادَى ) ؟
  قال : ( بالولاية ).
  قلت : وكيف ذاك ؟
  قال : ( إنّه لمّا نصب النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اغتابه رجل وقال : إنّ محمّداً ليدعو كل يوم إلى أمر جديد ، وقد بدا لاهل (3) بيته يملكهم رقابنا ، فأنزل الله عزّ وجلّ على نبيه (صلى الله عليه وآله) بذلك قرآناً فقال له : ( قُلْ إنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَة ) فقد أديت إليكم ما افترض ربّكم عليكم ).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 463 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 473 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 8 / 344 رقم 542 ، تفسير القمي 2 / 201.
(2) كذا ، والظاهر وجود سقط في السند ، لانّ رواية ابن الجحام عن أبي عبد الله (عليه السلام) بواسطتين غير ممكنة.
(3) أ : بدأ بأهل.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 275 _

  قلت : فما معنى قوله عزّ وجلّ : ( أن تَقُومُوا للهِ مَثنَى وَفُرَادَى ) ؟
  فقال : ( أما مثنى يعني : طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وأمّا فرادى يعني : طاعة الامام من ذريتهما من بعدهما ، ولا والله يا يعقوب ما عنى غير ذلك ) (1).
  ( وَلَوْ تَرَى إذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَان قَرِيب * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَان بَعيِيد * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَان بَعِيد * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانوا فِي شَك مَرِيب ) (54) :
  256 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي الصبّاح (2) المدائني ، عن الحسن بن محمّد بن شعيب ، عن موسى بن عمر بن زيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( يخرج القائم فيسير حتى يمرّ بمرّ (3) فيبلغه أنّ عامله قد قتل ، فيرجع

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 466 ـ 467 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 477 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 347 ، تفسير القمي 2 / 204 ، الاحتجاج : 254.
(2) أ : بن الصباح.
(3) مرّ : واد في بطن إضم ، وهو الوادي الذي فيه المدينة المنورة ، معجم البلدان 1/214 و 5/106.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 276 _

  إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك شيئاً ، ثمّ ينطلق (1) فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء ، فيخرج جيشان (2) للسفياني ، فيأمر الله عزّ وجلّ الارض أن تأخذ بأقدامهم ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَلَو تَرَى إذ فَزِعُوا فَلاَفَوتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَان قَرِيبوَقَالُوا آمَنا بِهِ ) يعني : بقيام القائم ( وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ) يعني : بقيام القائم من آل محمّد صلى الله عليهم ( وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَان بَعِيد وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَينَ ما يَشْتَهونَ كَمَا فُعِلَ بِأشْيَاعِهْم مَنْ قَبْلُ إنَّهُمْ كَانُوا في شَك مَرِيب ) ) (3).

--------------------
(1) هامش أ : ينطق.
(2) أ : جيش.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 467 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 478 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الغيبة للنعماني : 304 رقم 14 ، تفسير القمي 2 / 205 ، تفسير العياشي 2 / 56.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 277 _

سورة فاطر
  ( مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحمة فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا ... ) (2) :
  257 ـ حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن النوفلي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( قول الله عزّ وجلّ : ( مَا يَفتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحمة فَلاَ مُمسِكَ لَهَا ) قال : هي ما أجرى الله على لسان الامام ) (1).
  ( ... إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ... ) (28) :
  258 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن جعفر ابن عمر ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( إنَّمَا يَخشَى اللهَ مِن عِبَادِهِ العُلمَاءُ ) قال : يعني به عليّاً (عليه السلام) ، كان عالماً بالله ويخشى الله ويراقبه ويعمل بفرائضه ويجاهد في سبيله ويتبع جميع أمره برضائه (2) ومرضاة رسوله (صلى الله عليه وآله) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 468 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 478 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : مرضاته.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 470 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 480 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : روضة الوعظين 1 / 105.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 278 _

  ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْن يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَب وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) (34) :
  259 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، حدّثنا إسحاق بن يزيد (1) الفرّاء ، عن غالب الهمداني ، عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجّاً ، فلقيت محمّد بن علي (عليهما السلام) فسألته عن هذه الاية : ( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنفَسِهِ وَمِنهُمْ مُقتَصِدٌ ومِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإذنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ) ؟
  فقال : ( ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق ؟ ) يعني أهل الكوفة قال : قلت : يقولون إنّها لهم.
  قال : ( فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنّة ؟ ).
  قلت : فما تقول أنت جعلت فداك ؟.
  قال : ( هي لنا خاصّة ، يا أبا اسحاق ، أمّا السابقون (2) بالخيرات (3) :

--------------------
(1) ض : بريد.
(2) م : أما السابق.
(3) ع . ض : في الخيرات.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 279 _

  فعلي ابن أبي طالب والحسن والحسين والامام منّا (1) ، والمقتصد : فصائم بالنهار وقائم باللّيل ، والظالم لنفسه : ففيه ما في الناس (2) ، وهو مغفور له.
  يا أبا أسحاق ، بنا يفك الله رقابكم (3) ، ويحلّ (4) الله وثاق (5) الذل من أعناقكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يفتح ، وبنا يختم لا بكم ، ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف (6) ، ونحن سفينتكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل ) (7).
  260 ـ حدّثنا حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن زكريّا المؤمن ، عن أبي سلام ، عن سورة بن كليب قال : قلت لابي جعفر (عليه السلام) : ما معنى قوله عزّ وجلّ : ( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ

--------------------
(1) ع . ض : والشهيد منّا ، ب : والشهيد منّا أهل البيت وأمّا المقتصد.
(2) ع . ض : ففيه جاء في التائبين.
(3) ع . ض : عيوبكم ، حاشية ع : غائبكم.
(4) ع . ض : وبنا يحلّ.
(5) ع . ض : اباق ، أ : رباق.
(6) ع . ض : كأصحاب الكهف.
(7) سعد السعود : 216 ـ 217 الطبعة المحققة ، تأويل الايات الظاهرة : 470 ـ 471 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 481 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 280 _

  اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا ... ) الاية ؟
  قال : ( الظالم لنفسه الذي لا يعرف الامام ).
  قلت : فمن المقصد ؟
  قال : ( الذي يعرف الامام ).
  قلت : فمن السابق بالخيرات ؟
  قال : ( الامام ).
  قلت : فما لشيعتكم ؟
  قال : ( تكفر ذنوبهم ، وتقضى لهم ديونهم ، ونحن باب حطتهم ، وبنا يغفر لهم ) (1).
  261 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله تعالى : ( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا ) ، قال : ( فهم آل محمّد صفوة الله ، فمنهم ظالم لنفسه وهو الهالك ، ومنهم مقتصد وهم الصالحون ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
  يقول الله عزّ وجلّ : ( ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ) يعني : القرآن.
  يقول الله عزّ وجلّ : ( جَنَّاتُ عَدْن يَدْخُلُونَهَا ) يعني : آل محمّد يدخلون قصور جنّات كلّ قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع (2) ولا وصل ، لو اجتمع

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 471 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 481 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) هامش أ : صدف.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 281 _

  أهل الاسلام فيها ما كان ذلك القصر إلاّ سعة لهم ، له القباب من الزبرجد ، كلّ قبة لها مصراعان المصراع طوله اثنا عشر ميلاً.
  يقول الله عزّ وجلّ : ( يُحلَّونَ فِيَها مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَب وَلُؤُلؤاً وَلِباسُهُمْ فِيَها حَرِيرٌ وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) قال : والحزن ما أصابهم في الدنيا من الخوف والشدَّة ) (1).
  262 ـ قال السيد ابن طاووس : وروى ( محمد بن العباس بن مروان ) تأويل هذه الاية من عشرين طريقاً ، وفي الروايات زيادات أو نقصان (2).
  ( ... رَبَّنَا أخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ... ) (37) :
  263 ـ حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، عن عمر بن عبد الجبار (3) ، عن أبيه ، عن علي بن جعفر (4) ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ابن الحسين ، عن أبيه ، عن جده أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال : ( قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ياعلي مابين من يحبك وبين أن يرى ما تقرُّ به عيناه

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 471 ـ 472 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 482 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) سعد السعود : 217 الطبعة المحققة.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2/209 ، الكافي 1/167 ، بصائر الدرجات : 64 و 65 ، معاني الاخبار : 104 و 105 ، عيون أخبار الرضا 1 / 228 ، الاحتجاج : 375 ، المناقب لابن شهرآشوب 2/122 ،مجمع البيان 8/638 و 639 ، الثاقب في المناقب : 566.
(3) م : محمّد بن عمر بن عبد الجبّار.
(4) أ : عن عليّ عن أبيه عن علي بن جعفر.