461 ـ عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سالم الاشل ، عن سالم بن طريف
(1) ، عن أبي جعفر (عليه السلام) :
في قوله عزّ وجلّ :
( وَتَعيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ، قال : ( الاُذن الواعية أُذن عليّ (عليه السلام) وعى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو حجة الله على خلقه ، من أطاعه أطاع الله ، ومن عصاه عصى الله )
(2).
462 ـ عن علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن إسماعيل ابن بشار ، عن علي بن جعفر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) قال : ( جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وهو في منزله فقال : يا علي نزلت عليّ الليلة هذه الاية :
( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيةٌ ) وإني سألت ربي أن يجعلها أُذنك وقلت : اللّهم اجعلها أُذن عليّ اللّهم اجعلها أُذن عليّ ، ففعل )
(3).
463 ـ قال السيد ابن طاووس : رواه ( محمد بن العباس بن مروان ) من نحو ثلاثين طريقاً ، أكثرها وجلّها من رجال أهل الخلاف
(4).
وقال شرف الدين الاسترابادي :
--------------------
(1) أ : سعد بن طريف.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 690 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 715 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 690 ـ 691 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 716 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) سعد السعود : 218 الطبعة المحققة.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 423 _
أورد فيه محمد بن العباس ثلاثين حديثاً من الخاصّ والعامّ
(1).
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اْقَرءُوا كِتَابِيَهْ * إنِّيْ ظَنَنْتُ أنِّي مُلاَق حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَة رَاضِيَة * فِي جَنَّة عَالِية * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُم فِي الاْيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ) (25) :
464 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ :
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابهُ بِيَمينِهِ ... ) إلى آخر الكلام ، ( نزلت في عليّ (عليه السلام) ، وجرت لاهل الايمان مثلاً )
(2).
465 ـ عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ :
( فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتَابهُ بِيَمينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُم اقرَءُوا كِتَابِيَه ) ، قال : ( هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) )
(3).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 690 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 175 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مختصر بصائر الدرجات : 65 ، الكافي 1 / 350 رقم 57 ، معاني الاخبار : 59 رقم 9 ، تفسير العياشي 1 / 14 رقم 1 ، المناقب لابن شهرآشوب 3/78.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 692 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 717 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 692 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 717 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 424 _
466 ـ عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( قوله عزّ وجلّ : ( فَأمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ... ) إلى آخر الايات فهو أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ( وَأمَّا مَنْ أُوِتيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِه ) فالشامي (1) ) (2) ( فَسبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) (52) :
467 ـ عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن يحيى (3) ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي المقدام ، عن جويريه بن مسهر قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد قتل الخوارج ، حتّى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر ، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونزل الناس.
فقال أمير المؤمنين : ( أيُّها الناس ، إنّ هذه أرض ملعونة ، وقد عذبت من الدهر ثلاث مرّات ، وهي إحدى المؤتفكات ، وهي أول أرض عبد فيها وثن ، إنه لا يحل لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلي بها ).
فأمر الناس فمالوا إلى جنب الطريق يصلون ، وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
--------------------
(1) م : فالثاني ، أ : فهو الشامي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 694 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 719 رقم 15 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : ثواب الاعمال : 147 ، المناقب 2 / 152 ، تفسير العياشي 2/302 رقم 115 ، تفسير القمي 2 / 384.
(3) وفي بعض المصادر : عبد الله بن بحر.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 425 _
فمضى عليها.
قال جويرية : فقلت : والله لاتبعن أمير المؤمنين ولا قلدنه صلاتي اليوم.
قال : فمضيت خلفه ، والله ما جزنا جسر سورا حتى غابت الشمس قال : فسببته أو هممت أن أسبه.
قال : فالتفت إليّ ـ فمضيت خلفه ـ وقال : ( ياجويريه أذّن ).
قلت : نعم (1) يا أمير المؤمنين.
قال :فنزل ناحية فتوضأ ، ثم قام فنطق بكلاملاأحسبه إلاّبالعبرانية ، ثم نادى الصلاة.
قال : فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير ، فصلى العصر وصليت معه ، فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان.
فالتفت إليّ فقال : ( ياجويرية إن الله تبارك وتعالى يقول : ( فَسَبحْ بِاسمِ رَبِّكَ العِظِيمِ ) وإني سألت الله سبحانه باسمه الاعظم فرد عليّ الشمس ) (2).
--------------------
(1) د : وقال : يا جويرية أشككت ؟ قلت : نعم.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 695 ـ 696 ط جماعة المدرسين.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 433 ، بصائر الدرجات : 217.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 426 _
سورة المعارج
( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) (3) :
468 ـ حدّثنا علي بن محمّد بن مخلد ، عن الحسن بن القاسم ، عن عمر (1) بن الحسن ، عن آدم بن حمّاد ، عن حسين بن محمّد قال : سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ وجلّ : ( سَأَلَ سَائِلٌ ) فيمن نزلت ؟
فقال : يابن أخي لقد سألتني (2) عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، لقد سألت جعفر بن محمّد (عليه السلام) عن مثل الذي قلت ؟
فقال : ( أخبرني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : لمّا كان يوم غدير خمّ قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطيباً فأوجز في خطبته ، ثمّ دعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتى رئي بياض إبطيه (3) ، وقال للناس : ألم أبلغكم الرسالة ؟ ألم أنصح لكم ؟
--------------------
(1) أ : عمرو.
(2) أ : سألت.
(3) أ : أبطيهما.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 427 _
قالوا : اللّهم نعم.
قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال : ففشت هذه في الناس ، فبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري ، فرحّل راحلته ثم استوى عليها ـ ورسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ ذاك بالابطح ـ فأناخ ناقته ثم عقلها ثم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال : ياعبد الله إنّك دعوتنا إلى أن نقول لا إله إلاّ الله ففعلنا ، ثمّ دعوتنا إلى أن نقول إنك رسول الله ففعلنا وفي القلب ما فيه
(1) ، ثم قلت لنا : صلوا فصلّينا ، ثم قلت لنا : صوموا فصمنا ، ثم قلت لنا : حجوا فحججنا ، ثم قلت لنا : من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فهذا عنك أم عن الله ؟
فقال له : بل عن الله ، فقالها ثلاثاً.
فنهض وإنه لمغضب ، وإنه ليقول : اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أوّلنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما يقول محمّد كذباً فأنزل به نقمتك.
ثم أثار
(2) ناقته واستوى عليها ، فرماه الله
(3) بحجر على رأسه فسقط ميتاً
(4).
فأنزل الله تبارك وتعالى :
( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع لِلكَافِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللهَ ذِي المَعَارِج ) )
(5).
--------------------
(1) أ : والقلب فيه ما فيه.
(2) أ : ركب.
(3) م : ثم استوى على ناقته فأثارها فلما خرج من الابطح رماه الله.
(4) م : على رأسه فخرج من دبره فسقط ميتاً الى لعنة الله.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 697 ـ 698 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 722 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 428 _
469 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد ابن خالد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : أنّه تلا ( ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع لِلكَافِرِينَ ) بولاية علي ( لَيسَ لَهُ ) من ( دَافِعٌ ) ).
ثم قال : ( هكذا هي في مصحف فاطمة (عليها السلام) ) (1).
( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (25) :
470 ـ عن محمّد بن أبي بكر ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهم السلام) : أنّ رجلاً سأل أباه محمّد بن علي (عليهما السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَالَّذِينَ فِي أَموالِهِم حَقٌّ مَعلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالمَحرُومِ ) ؟
فقال له أبي : ( احفظ (2) ياهذا وانظر كيف تروي عني : إن السائل والمحروم شأنهما عظيم : أمّا السائل فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسألة الله لهم حقه.
والمحروم هو من أحرم الخمس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذريته
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 698 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 723 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 349 رقم 47 و 8 / 57 رقم 18 ، مجمع البيان 10/529 ، نور الابصار : 87.
(2) أ : احفظه.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 429 _
الائمة صلّى الله عليهم.
هل سمعت وفهمت ؟ ليس هو كما تقول الناس ) (1).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 699 ـ 700 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 724 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 430 _
سورة الجن
( وَأَنْ لَوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غدَقَاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ... ) (17) :
471 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم (1) بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد ، عن سماعة قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسقَينَاهُمْ مَاءً غدَقَاً لِنَفتِنَهُم فِيهِ ) ، قال : ( يعني استقاموا على الولاية في الاصل عند الاظلة حين أخذ الله الميثاق على ذرية (2) آدم ( لاَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ) يعني : لكنّا أسقيناهم من الماء (3) الفرات العذب ) (4).
472 ـ وبالاسناد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسقَينَاهُمْ مَاءً غدَقَاً ) ؟
--------------------
(1) س : وحدّثنا إبراهيم.
(2) س : ميثاق ذرّية.
(3) س : لكنّا أظللناهم في الماء.
(4) مختصر بصائر الدرجات : 174 ، تأويل الايات الظاهرة : 703 ط جماعة المدرسين ، و 2/727 رقم1 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 431 _
قال : ( يعني لامددناهم علماً ، كي (1) يتعلمونه من الائمة (عليهم السلام) ) (2).
473 ـ عن أحمدبن القاسم (3) ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن مسلم ، عن بريد العجلي قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ) ، قال : ( يعني على الولاية ).
( لاَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ) ، قال : ( لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة (عليهم السلام) ).
قلت : قوله : ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) ؟
قال : ( إنَّما هؤلاء يفتنهم فيه ، يعني المنافقين ) (4).
474 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم (5) بن محمّد الثقفي ، حدّثنا إسماعيل بن يسار (6) ، قال : حدّثنا علي بن جعفر
الحضرمي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسقَينَاهُمْ مَاءً غدَقَاً
--------------------
(1) كذا ، والظاهر أنه تصحيف : كثيراً ، كما في الخبر الاتي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 703 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 727 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) عن أحمد بن القاسم ، ليس في أ.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 703 ـ 704 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 728 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) س : وحدّثنا إبراهيم.
(6) س : بشار.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 432 _
لِنَفتِنَهُم فِيهِ ) قال : ( قال رسول الله : لجعلنا أظلتهم في الماء العذب ).
( لِنَفْتِنَهُمْ فِيِه ) قال : قال : فنفتنهم في علي (عليه السلام) ، وما فتنوا فيه وكفروا إلاّ بما نزل في ولايته ) (1) (2).
( ... وَمَنْ يُعْرِض عَنْ ذِكِرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ) (17) :
475 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، بالاسناد المتقدم عن جابر قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن يُعرِض عَنْ ذِكِر رَبِّهِ يَسلُكهُ عَذَاباً صَعَداً ) ؟
قال : ( من أعرض عن عليّ يسلكه العذاب الصعد ، وهو أشد العذاب ) (3).
( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) (18) :
476 ـ عن الحسين (4) بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي الحسن (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَأنَّ المَسَاجِدَ للهِ ) قال : ( هم الاوصياء ) (5).
--------------------
(1) س : وما فتنوا به كفرهم بما أنزل الله عزّ وجلّ من ولايته.
(2) مختصر بصائر الدرجات : 174 ، تأويل الايات الظاهرة : 704 ط جماعة المدرسين ، و 2/728 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : 1 / 171 رقم 1 ، تفسير القمي 2 / 389 و 391.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 704 ط جماعة المدرسين ، و 2/729 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 390.
(4) أ : الحسين.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 705 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 729 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 433 _
477 ـ عن محمّد بن أبي بكر ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود النجار ، عن الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَداً ) ، قال : ( سمعت أبي جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول : هم الاوصياء الائمة منّا واحد فواحد ، ( فَلاَ تَدْعُوا ) إلى غيرهم فتكونوا كمن دعا ( مَعَ اللهِ أحَداً ) هكذا نزلت ) (1) (2).
--------------------
(1) أي : هكذا نزلت مع بيان التأويل.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 705 ط جماعة المدرسين ، و 2/729 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 389 و 390 ، الكافي 1 / 352 رقم 65.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 434 _
سورة المدثر
( كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إلاَّ أصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّات يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ) (47) :
478 ـ عن محمّد بن يونس ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن عتبة (1) بن سعيد ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصْحَابَ اليَمين ) ، قال : ( هم شيعتنا أهل البيت ) (2).
479 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى النوفلي ، عن محمّد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن زكريّا (3) الموصلي ، عن جابر
--------------------
(1) أ : عقبة ، وفي بعض المصادر : عتبة بن أبي سعيد.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 714 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 737 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : عن زكريا.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 435 _
الجعفي ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه : ( أن النبي قال لعلي صلّى الله عليهما : ياعلي قوله عزّ وجلّ : ( كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إلاَّ أصْحَابَ اليَمين * في جَنَّات يَتَساءَلُون * عن المُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقر ) والمجرمون هم المنكرون لولايتك ( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ ) فيقول لهم أصحاب اليمين : ليس من هذا أوتيتم فما الذي سلككم في سقر يا أشقياء ؟ قالوا : ( وَكُنَّا نُكَذبُ بِيومِ الدِّينِ * حَتَّى أَتانَا اليَقِينُ ) فقالوا لهم : هذا الذي سلككم في سقر يا أشقياء ، ويوم الدين يوم الميثاق حيث جحدوا وكذبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا ) (1).
--------------------
(1) تأويل الا يات الظاهرة : 714 ـ 715 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 738 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 347 رقم 38 و 1 / 360 رقم 91 ، مجمع البيان 10 / 591 ، تفسير القمي 2 / 395.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 436 _
سورة القيامة
( وُجُوهٌ يَوْمَئذ نَاضِرَةٌ * إلَى رَبِّها نَاظِرَةٌ ) (23) :
480 ـ عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن هاشم الصيداوي قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : ( ياهاشم ، حدّثني أبي ـ وهو خير مني ـ عن جدّي ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : ما من رجل من فقراء شيعتنا (1) إلاّ وليس عليه تبعة ) قلت : جعلت فداك وما التبعة ؟
قال : ( من الاحدى والخمسين ركعة ، ومن صوم ثلاثة أيّام من الشهر.
فإذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم ووجوههم مثل القمر ليلة البدر ، فيقال للرجل منهم : سل تعط (2).
فيقول : أسأل ربي النظر إلى وجه محمّد (صلى الله عليه وآله).
قال : فيأذن الله عزّ وجلّ لاهل الجنّة أن يزوروا (3) محمّداً (صلى الله عليه وآله).
قال : فينصب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منبر (4) على درنوك من درانيك الجنّة له
--------------------
(1) أ : من فقراء المؤمنين من شيعتنا.
(2) د : فيقال للرجل منهم : أنت كنت تصوم ثلاثة أيام من الشهر سل تعط.
(3) د : أن يروا.
(4) أ : منبر من نور.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 437 _
ألف مرقاة ، بين المرقاة إلى المرقاة ركضة الفرس ، فيصعد محمّد وأمير المؤمنين (عليهما السلام).
فقال : فيحف ذلك المنبر شيعة آل محمّد (عليهم السلام) ، فينظر الله إليهم ، وهو قوله : ( وَجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ * إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ).
قال : فيلقى عليهم من النور حتى أنّ أحدهم (1) إذا رجع لم تقدر الحور أن تملا بصرها منه ).
قال : ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( يا هاشم ، لمثل هذا فليعمل العاملون ) (2).
--------------------
(1) د : مقدار أن أحدهم.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 716 ـ 717 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 739 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 438 _
سورة الانسان
( إِنَّ الاَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إنَّمَا نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُم جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً * إنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الاَْرَائِكَ لاَ يَروْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * ويُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَة مِنْ فِضَّةوَأَكْوَاب كَانَتْ قَوَارِيراً * قَوَارِيرَاً مِنْ فِضَّة قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَونَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخلَّدُونَ إذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُم لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً * وَإذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَلَيْهِمْ ثِيَابُ سُنْدُس خَضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّو أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّة وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً ) (22) :
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 439 _
481 ـ حدّثنا محمّد بن أحمد (1) الكاتب ، عن الحسن بن بهرام ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله ابن الحارث المكتب ، عن أبي كثير الزبيري (2) ، عن عبد الله بن العبّاس رضي الله عنه قال : مرض الحسن والحسين ، فنذر علي وفاطمة (عليها السلام) والجارية نذراً إن يرئا صاموا ثلاثة أيّام شكراً لله.
فبرئا ، فوافوا بالنذر وصاموا.
فلمّا كان أوّل يوم قامت الجارية وجرشت شعيراً لها ، فخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد منهم قرص ، فلمّا كان وقت الفطور (3) جاءت الجارية بالمائدة فوضعتها بين أيديهم ، فلمّا مدّوا أيديهم ليأكلوا وإذا مسكين بالباب وهو يقول : يا أهل بيت محمّد مسكين من آل فلان بالباب ، فقال علي (عليه السلام) : ( لا تأكلوا وآثروا المسكين ).
فلمّا كان اليوم الثاني فعلت الجارية كما فعلت في اليوم الاوّل ، فلما وضعت المائدة بين أيديهم ليأكلوا فإذا يتيم بالباب وهو يقول : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة يتيم آل فلان بالباب ، فقال علي (عليه السلام) : ( لا تأكلوا شيئاً وأطعموه اليتيم ) ، قال : ففعلوا.
فلمّا كان اليوم الثالث ، وفعلت الجارية كما فعلت في اليومين ، جاءت الجارية بالمائدة فوضعتها ، فلمّا مدّوا أيديهم ليأكلوا وإذا شيخ كبير يصيح بالباب : يا أهل بيت محمّد تأسرونا ولا تطعمونا ! قال : ( فبكى علي (عليه السلام) بكاءً شديداً وقال : ( يابنت محمّد أحب أن يراك الله وقد آثرتِ هذا الاسير على نفسكِ وأشبالكِ ).
--------------------
(1) أ : أحمد بن محمد.
(2) أ : الزبيدي.
(3) أ : الفطر.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 440 _
فقالت : ( سبحان الله ما أعجب ما نحن فيه معك ، ألا ترجع إلى الله في هؤلاء الصبية الذين صنعت بهم ما صنعت ، وهؤلاء إلى متى يصبرون صبرنا ؟ ).
فقال لها علي (عليه السلام) : ( فالله يصبركِ ويصبرهم ويأجرنا إن شاء الله وبه نستعين وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل ، اللّهم بدلنا بما فاتنا من طعامنا هذا ما هو خير منه ، واشكر لنا صبرنا ولا تنسه لنا إنّك رحيم كريم فأعطوه الطعام.
وبكّر إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) في اليوم الرابع فقال : ( ما كان من خبركم في أيّامكم هذه ؟ ).
فأخبرته فاطمة (عليها السلام) بما كان.
فحمد الله وشكره وأثنى عليه وضحك إليهم وقال : ( خذوا هنّأكم الله وبارك لكم وبارك عليكم ، قد هبط عليّ جبرئيل من عند ربي وهو يقرأ عليكم السلام وقد شكر ما كان منكم ، وأعطى فاطمة سؤلها وأجاب دعوتها ، وتلا عليهم : ( إنَّ الابْرار يَشْرَبُونَ مِنْ كَأس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ... ) إلى قوله : ( إنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) ).
قال : وضحك النبي (صلى الله عليه وآله) وقال : ( إنّ الله قد أعطاكم نعيماً لا ينفد وقرّة عين أبد الابدين ، هنيئاً لكِ يابنت النبي (1) بالقرب من الرحمن يسكنكم معه في دار الجلال والجمال ، ويكسوكم من السندس والاستبرق والارجوان ، ويسقيكم الرحيق المختوم من الولدان ، فأنتم أقرب الخلق من الرحمن ، تأمنون إذا فزع الناس ، وتفرحون إذا حزن الناس ، وتسعدون إذا شقي الناس ، فأنتم في روح وريحان وفي جوار الرب العزيز الجبّار ، هو راض عنكم غير غضبان ، قد أمنتم العقاب ورضيتم الثواب ، تسألون فتعطون ، فتتحفون (2) فترضون ، فتشفعون
--------------------
(1) في هامش ق : يا آل محمّد.
(2) وفي بعض النسخ : فتخفون.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 441 _
فتشفّعون ، طوبى لمن كان معكم ، وطوبى لمن أعزكم إذا خذلكم الناس ، وأعانكم إذا جفاكم الناس ، وآواكم إذا طردكم الناس ، ونصركم إذا قتلكم الناس ، الويل لكم من أُمتي ، والويل لامّتي من الله ).
ثم قبَّل فاطمة وبكى ، وقبّل جبهة علي وبكى ، وضم الحسن والحسين إلى صدره وبكى وقال : ( الله خليفتي عليكم في المحيا والممات ، وأستودعكم الله وهو خير مستودع ، حفظ الله من حفظكم ، ووصل الله من وصلكم ، وأعان الله من أعانكم ، وخذل الله من خذلكم وأخافكم ، أنا لكم سلف ، وأنتم عن قليل بي لاحقون ، والمصير الى الله ، والوقوف بين يدي الله ، والحساب على الله ( لِيَجْزِي الَّذِيَن أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِي الذِينَ احْسَنْوا بِالحُسْنَى ) (1) ) (2).
--------------------
(1) النجم 53 : 31.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 725 ـ 727 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 750 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان 10 / 404 ، تفسير القمي 2 / 398 ، الاختصاص : 151 ، الامالي للصدوق : 212 رقم 11.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 442 _
سورة المرسلات
( انْطَلِقُوا إلَى مَا كُنْتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَب ) (30) :
482 ـ عن أحمد بن القاسم ، عن محمّد بن سيّار (1) ، عن بعض أصحابنا ، مرفوعاً إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( إذا لاذ الناس (2) من العطش قيل لهم : ( انْطَلِقُوا إلَى مَا كُنْتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) يعني أمير المؤمنين ، فيقول لهم : ( انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَب ) قال : يعني الثلاثة فلان وفلان وفلان ) (3).
--------------------
(1) أ : عن أحمد بن محمد بن سيار.
(2) أ : الانسان.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 730 ـ 731 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 755 رقم 4.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 443 _
سورة النبأ
( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) (3) :
483 ـ عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم ابن هاشم ، بإسناده عن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( عَمَّ يَتَسَائَلُون عَنِ النَّبأ الْعَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) ؟
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ما لله نبأ هو أعظم منِّي ، ولقد عرض فضلي على الاُمم الماضية باختلاف ألسنتها ) (1).
484 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( عَمَّ يَتَسَائَلُونَ عَنِ النَّبأ العَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتلفُونَ ) ؟
فقال : ( هو علي (عليه السلام) ، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس فيه خلاف ) (2).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 733 ـ 734 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 758 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 734 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 758 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 161 رقم 3 و 1 / 346 رقم 34 ، بصائر الدرجات : 96 رقم 3 ، تفسير القمي 2 / 401 ، عيون أخبار الرضا 2 / 6 رقم 13 ، اليقين : 151 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 79 و 80.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 444 _
( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَ يَتَكَلَّمُونَ إلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ) (38) :
485 ـ عن الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( إلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ) ؟ قال : ( نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً ).
قال : قلت : ما تقولون إذ تكلّمتم ؟
قال : ( نحمد ربنا ، ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردّنا ربنا ) (1).
486 ـ عن الكاظم (عليه السلام) مثله (2).
487 ـ عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبي خالد القمّاط ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه (عليهما السلام) قال : قال :
( إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق من الاولين والاخرين في صعيد واحد ، خلع قول لا إله إلاّ الله من جميع الخلائق إلاّ من أقرَّ بولاية علي (عليه السلام) ، وهو قوله تعالى : ( يَومَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفاً لا يَتَكلَّمُونَ إلاَّ مَنْ أذِنَ لَهُ
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 735 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 760 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 735 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 760 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.