سورة الجاثية
  ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُم كَالذَّيِنَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَواءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُم سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) (21) :
  345 ـ حدّثنا علي بن عبيد ، عن حسين بن حكم ، عن حسن بن حسين ، عن حبّان (1) بن عليّ ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيئاتِ ... ) الاية ، قال : ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات : بنو هاشم وبنو عبد المطلب ، والذين اجترحوا السيئات : بنو عبد شمس ) (2).
  346 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن أيُوب بن سليمان ، عن محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( أَم حَسِبَ الَّذِينَ اجتَرَحُوا السَّيئاتِ ... ) الاية ، قال : ( إنّ هذه الاية نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث هم الذين آمنوا ، وفي ثلاثة من المشركين : عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد ابن عتبة وهم الذين اجترحوا السيئات ) (3).

--------------------
(1) أ : حيان.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 559 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 576 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 559 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 577 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 333 _

  ( هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ... ) (29) :
  347 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد ابن خالد البرقي ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبد الله (عليه السلام) : قوله تعالى : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيكُم بِالحَقِّ ) ؟
  قال : ( إنّ الكتاب لا ينطق ، ولكن محمّد وأهل بيته (عليهم السلام) هم الناطقون بالكتاب ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 559 ـ 560 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 577 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 334 _

سورة الاحقاف
  ( وَوَصَّيْنَا الاِْنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ... ) (15) :
  348 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن إبراهيم بن يوسف العبدي ، عن إبراهيم بن صالح ، عن الحسين بن زيد ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : ( نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمّد إنه يولد لك مولود تقتله أُمتك من بعدك.
  فقال : يا جبرئيل لا حاجة لي فيه.
  فقال : يا محمّد إنَّ منه الائمّة والاوصياء.
  فقال : نعم.
  قال : وجاء النبي (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة (عليها السلام) فقال لها : إنك تلدين ولداً تقتله أمتي من بعدي.
  فقالت : لا حاجة لي فيه.
  فخاطبها ثلاثاً ، ثمّ قال لها : إنّ منه الائمّة والاوصياء.
  فقالت : نعم يا أبة.
  فحملت بالحسين (عليه السلام) ، فحفظها الله وما في بطنها من إبليس ، فوضعته لستّة أشهر ، ولم يسمع بمولود ولد لستة أشهر إلاّ الحسين ويحيى بن زكريا (عليهما السلام).
  فلمّا وضعته وضع النبي (صلى الله عليه وآله) لسانه في فيه فمصه ، ولم يرضع الحسين (عليه السلام)

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 335 _


  من أُنثى حتّى نبت لحمه ودمه من ريق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو قول الله عزّ وجّل : ( وَوَصَّينَا الانسَانَ بِوَالدَيهِ إحسَاناً حَمَلَتهُ أُمُّهُ كُرهاً ووضَعتهُ كُرهاً وَحَمْلهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهراً ) ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 562 ـ 563 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 578 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 386 رقم 3 و 4 ، علل الشرائع : 205 رقم 3 ، كامل الزيارات : 25 رقم 2 و 3 و 4.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 336 _

سورة محمّد
  349 ـ عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن حسين (1) بن مخارق ، عن أبيه (2) ، عن سعد بن طريف وأبي حمزة ، عن الاصبغ ، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال : ( سورة محمّد صلوات الله عليه آية فينا وآية في بني أُميّة ) (3).
  350 ـ حدّثنا علي بن العبّاس البجلي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( سورة محمّد (صلى الله عليه وآله) آية فينا وآية في بني أُميّة ) (4).
  351 ـ حدّثناأحمد بن محمّد الكاتب ، عن حميد بن الربيع ، عن) عبيدة (5) ابن موسى ، قال : أخبرنا فطر ، عن إبراهيم بن (6) أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنّه

--------------------
(1) أ : حصين.
(2) عن أبيه ، ليس في أ.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 567 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 582 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 567 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 582 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) أ : عبيد.
(6) أ . د : فطر بن إبراهيم عن.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 337 _

  قال : ( مَن أراد أن يعلم فضلنا على عدونا فليقرأ هذه السورة التي يذكر فيها : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) (1) فينا آية وفيهم آية إلى آخرها ) (2).
  ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم ) (9) :
  352 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد (3) بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن فضيل ، عن أبي حمزة ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال : ( قوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزلَ اللهُ ) في علي ( فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهم ) ) (4).
  ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً ... ) (16) :
  353 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي ، عن محمّد بن عيسى العبيدي ،

--------------------
(1) سورة محمد 47 : 1.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 567 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 583 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : محمد.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 567 ـ 568 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 583 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 338 _

  عن أبي محمّد الانصاري ـ وكان خيّراً ـ عن صبّاح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال : ( كنّا نكون عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا دونهم ، والله وما يعونه هم ، وإذا خرجوا قالوا لي : ماذا قال آنفاً ) (1).
  ( فَهَلْ عَسَيْتُم إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم ) (22) :
  354 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد (2) الكاتب ، عن حسين بن خزيمة الرازي ، عن عبد الله بن بشير ، عن أبي هوذة ، عن إسماعيل بن عيّاش ، عن جويبر ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( فَهَلْ عَسَيتُمْ إنْ تَولَّيتُمْ أَنْ تَفْسِدُوا فِي الاَرِضِ وَتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ ) ، قال : نزلت في بني هاشم وبني أُميّة (3).
  ( إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ... ) (25) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 568 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 584 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : محمد بن أحمد.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 568 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 585 رقم 12 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 339 _
  355 ـ حدّثنا علي بن سليمان الزراري ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبيَّنَ لَهُمُ الهُدَى ) ، قال : ( الهدى هو سبيل عليّ (عليه السلام) ) (1).
  ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) (28) :
  356 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن إسماعيل بن بشّار (2) ، عن علي بن جعفر الحضرمي ، عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضوَانَهُ فَأَحبَطَ أَعمَالَهُم ) ؟
  قال : ( كرهوا عليّاً (عليه السلام) ، وكان عليّ رضا الله ورضا رسوله ، أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ، نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجّة التي صدَّ فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم ) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 569 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 587 رقم 14 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 308 ، مجمع البيان 10 / 160.
(2) أ : يسار.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 569 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 589 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : المناقب لابن شهرآشوب 3 / 100 ، روضة الواعظين : 106.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 340 _

  ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُم ) (29) :
  357 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، قال : حدّثني أبي ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : لمّا نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام) يوم غدير خم قال قوم : ما يألوا برفع ضبع (1) ابن عمّه! فأنزل الله تعالى : ( أَم حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أن لن يُخرجَ اللهُ أَضغَانَهُم ) (2).
  ( ... وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ... ) (30) :
  358 ـ حدّثنا محمّد بن حريزاً (3) ، عن عبد الله بن عمر ، عن الحمّامي (4) ، عن محمّد بن مالك ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قوله عزّ وجلّ : ( وَلَتَعرِفنَّهُم فِي لَحنِ القَولِ ) قال : بغضهم لعليّ

--------------------
(1) أ : ما باله يرفع بضبع.
والضبع : ما بين الابط إلى نصف العضد من أعلاه ، لسان العرب 8 / 216.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 570 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 590 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : جدير.
(4) كذا ، والظاهر أن الصواب : الحماني.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 341 _

  (عليه السلام) (1).
  359 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ابن بكير قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية ، فنحن نعرفهم في لحن القول ) (2).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 570 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 590 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 570 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 590 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 342 _

سورة الفتح
  ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ... ) (18) :
  360 ـ حدّثنا محمّد بن أحمد الواسطي ، عن زكريّا بن يحيى ، عن إسماعيل بن عثمان ، عن عمّار الدهني ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : قلت له : قول الله عزّ وجلّ : ( لَقَد رَضِيَ اللهُ عَنِ المؤُمْنِيِنَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرةِ ) كم كانوا ؟
  قال : ( ألفاً ومائتين ).
  قلت : هل كان فيهم علي (عليه السلام) ؟
  قال : ( نعم ، علي سيدهم وشريفهم ) (1).
  ( ... وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ... ) (26) :
  361 ـ عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن هارون ، عن محمّد ابن مالك ، عن نعمة بن فضيل (2) ، عن غالب الجهني ، عن أبي

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 577 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 595 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 268 ، المناقب للخوارزمي 2 / 315.
(2) أ : عن محمد بن فضيل.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 343 _

  جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ صلوات الله عليهم قال : ( قال النبي (صلى الله عليه وآله) : لمّا أسري بي إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عزّ وجلّ ، فقال لي : يا محمّد.
  فقلت : لبيك ياربّ وسعديك.
  قال : قد بلوت خلقي فأيُّهم وجدت أطوع لك ؟
  قلت : ربّ عليّاً.
  قال : صدقت يا محمّد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟
  قال : قلت : لا ، فاختر لي ، فإن خيرتك خير لي (1).
  قال : قد اخترت لك عليّاً فاتخذه لنفسك خليفةً ووصيّاً ، وقد نحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّاً ، لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده.
  يا محمّد ، عليٌّ راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يامحمد.
  قال : فبشرته بذلك.
  فقال علي (عليه السلام) : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني ، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي.
  فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : اللّهمّ اجْلُ قلبه (2) واجعل ربيعه الايمان بك.
  قال الله سبحانه : قد فعلت ذلك به يا محمّد ، غير أني مختصه (3) من

--------------------
(1) ق : خيرتي.
(2) د : اللهم اجعل قلبه مطمئناً.
(3) د : أختصّه.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 344 _
  البلاء بما لا أختص به أحداً من أوليائي.
  قال : قلت : ربي أخي وصاحبي.
  قال : إنه سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به ، ولولا علي لم تعرف أوليائي ولا أولياء رسولي ) (1).
  362 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن علي بن منذر ، عن مسكين) الرحال (2) العابد ، وقال ابن المنذر عنه : وبلغني أنه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة.
  وقال أيضاً : حدّثنا (3) فضيل الرسّان ، عن أبي داود ، عن أبي بردة (4) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ( إنّ الله عهد إلي في عليّ عهداً فقلت : اللهم بيّن لي.
  فقال لي : اسمع.
  فقلت : اللَّهمَّ قد سمعت.
  فقال الله عزّ وجلّ : أخبر عليّاً : بأنّه أمير المؤمنين وسيد المسلمين (5)

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 578 ـ 579 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 596 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) وفي بعض المصادر : الرجل.
(3) أ : قال حدّثنا.
(4) أ : برزة.
(5) أ : وسيّد أوصياء المرسلين.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 345 _
  وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين ) (1).
  ( ... كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ... ) (39) :
  363 ـ حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن عيسى (2) بن إسحاق ، عن الحسن بن الحارث بن أبي طلبة (3) ، عن أبيه ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( كَزَرع أَخرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعجِبُ الزّرّاعَ لِيَغيظَ بهِمُ الكُفَّارَ ) قال : قوله : ( كَزَرعِ أَخرَجَ شَطْئَهُ ) أصل الزرع عبد المطلب ، وشطأه محمّد (صلى الله عليه وآله) و ( يُعْجِبُ الزّرّاعَ ) علي بن أبي طالب (عليه السلام) (4).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 579 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 597 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الامالي للطوسي 1 / 250 و 353 ، الاختصاص : 53.
(2) أ : محمد بن أحمد بن عيسى.
(3) أ : بن طليب.
(4) تأويل الا يات الظاهرة : 581 ـ 582 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 600 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 346 _
سورة الحجرات
  ( إنَّ الَّذِينَ يَغُضَّونَ أَصْوَاتَهُم عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئَكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) (3) :
  364 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن أحمد ، عن المنذر ابن جيفر (1) ، قال : حدّثني أبي جيفر ، عن الحكم (2) ، عن المنصور بن المعتمر ، عن ربعي بن خراش قال : خطبنا علي (عليه السلام) في الرحبة ثمّ قال : ( أنّه لمّا كان في زمان الحديبية خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أُناس من قريش من أشراف أهل مكّة ، فيهم سهيل بن عمرو ، قالوا : يامحمّد أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا ، وقد لحق بك أُناس من أبنائنا (3) وإخواننا وأقاربنا ، ليس بهم (4) التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك ، ولكن إنما خرجوا فراراً من ضياعنا وأعمالنا وأموالنا ، فارددهم علينا.
  فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر فقال له : انظر ما يقولون.
  فقال : صدقوا يارسول الله ، أنت جارهم فارددهم عليهم.

--------------------
(1) أ : جفير.
(2) أ : أبي جفير بن حكيم.
(3) في الخطّية : آبائنا.
(4) أ : فيهم.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 347 _
  قال : ثم دعا عمر ، فقال مثل قول أبي بكر.
  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك : لا تنتهوا يامعشر (1) قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين.
  فقال أبو بكر : أنا هو يارسول الله ؟
  قال : لا.
  فقام عمر فقال : أنا هو يارسول الله ؟
  قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، وكنت أخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ).
  قال : ثم التفت إلينا علي (عليه السلام) وقال : ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : من كذب علي متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار ) (2).
  ( إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) (15) :
  365 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن حفص بن غياث ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس أنّه قال : في قول الله عزّ وجلّ : ( إنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُوا وجَاهَدُوا بِأموَالِهم وَأَنفُسِهِم في سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصادِقُونَ ) قال

--------------------
(1) أ : لن تنتهوا معاشر.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 583 ـ 584 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 602 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 649 ، العمدة : 226 ، سنن الترمذي 5 / 634 ، تاريخ بغداد 8 / 433.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 348 _
  ابن عبّاس : ذهب علي (عليه السلام) بشرفها وفضلها (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 587 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 607 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 322.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 349 _
سورة ق
  ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار عَنِيد ) (24) :
  366 ـ عن أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله ابن حمّاد ، عن شريك قال : بعث إلينا الاعمش وهو شديد المرض ، فأتيناه وقد اجتمع عنده أهل الكوفة وفيهم أبو حنيفة وابن قيس الماصر.
  فقال لابنه : يابني أجلسني ، فأجلسه.
  فقال : يا أهل الكوفة ، إنّ أبا حنيفة وابن قيس الماصر أتياني فقالا : إنّك قد حدّثت في علي بن أبي طالب أحاديث فارجع عنها ، فإنّ التوبة مقبولة ما دامت الروح في البدن.
  فقلت لهما : مثلكما يقول لمثلي هذا!
  أشهدكم يا أهل الكوفة ، فأنّي في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الاخرة ، أني سمعت عطاء بن أبي رياح يقول : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله عزّ وجلّ : ( أَلقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار عَنيد ) ؟
  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( أنا وعلي نلقي في جهنم كل من عادانا ) فقال أبو حنيفة لابن قيس : قم بنا لا يجيء ما هو أعظم من هذا.
  فقاما وانصرفا (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 591 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 610 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان 9 / 147 ، شواهد التنزيل 2 / 190 ، الامالي للشيخ الطوسي 1 / 241 و 1 / 296 و 1 / 378 ، الفضائل لابن شاذان : 129 ، تفسير القمي 2/324 ، أربعين منتجب الدين : 51 ، أربعين الخزاعي : 14 ، مائة منقبة : 47.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 350 _
سورة الذاريات
  ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ إنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُم تَنْطِقُونَ ) (23) :
  367 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن الحسن ابن الحسين ، عن سفيان بن إبراهيم ، عن عمرو بن هاشم ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالارضِ إنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ مَا أَنَّكُم تَنْطِقُونَ ) ، قال : ( قوله ( إنَّهُ لَحَق ) هو قيام القائم ، وفيه نزلت : ( وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الارْضِ كَمَا اسْتَخَلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبلِهِمْ وَليمكِّننَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي اْرتَضَى لهُمْ وَليبدِّلنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً ) (1) ) (2).

--------------------
(1) النور 24 : 55.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 596 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 615 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 351 _

سورة الطور
  ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْء كُلُّ امرِىء بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) (21) :
  368 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن عيسى بن مهران ، عن داود بن المجبّر ، عن الوليد بن محمّد بن زيد بن جدعان (1) ، عن عمه علي بن زيد قال : قال عبد الله بن عمر : كنّا نتفاضل (2) فنقول : أبو بكر وعمر وعثمان ، ويقول قائلهم : فلان وفلان.
  فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن فعليّ ؟
  قال : علي من أهل بيت لا يقاس بهم أحد من الناس ، علي مع النبي في درجته ، إن الله عزّ وجلّ يقول : ( وَالذَّينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِيَّتُهُم بإيمَان أَلحَقنَا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم ) ، ففاطمة ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) وهي معه في درجته ، وعلي مع فاطمة صلّى الله عليهما (3).

--------------------
(1) أ : عن الوليد بن محمد عن زيد بن جدعان.
(2) أ : تفاضل.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 598 ـ 599 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 618 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 352 _

  369 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن علي بن نصير ، عن الحكم بن ظهير ، عن السدّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس : في قوله تعالى : ( وَالذَّينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِيَّتُهُم بإيمَان أَلحَقنَا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم ) ، قال : نزلت في النبي(صلى الله عليه وآله) وعليوفاطمةوالحسن والحسين صلّى الله عليهم (1).
  370 ـ حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد الحسني (2) ، عن محمّد بن الحسين ، عن حميد (3) بن والق ، عن محمّد بن يحيى المازني ، عن الكلبي ، عن الامام جعفر بن محمّد ، عن أبيه (عليهما السلام) قال : ( إذا كانت يوم القيامة نادى مناد من لدن العرش : يامعشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد.
  فتكون أوّل من يكسى ، ويستقبلها من الفردوس اثنا عشرة ألف حوراء معهن خمسون ألف ملك على نجائب من ياقوت أجنحتها وأزمّتها اللؤلؤ الرطب من زبرجد ، عليها رحائل من درّ ، على كلّ رحل نمرقة من سندس ، حتى تجوز بهاالصراط ويأتون الفردوس فيتباشر بها أهل الجنّة ، وتجلس على عرش من نور ، ويجلسون حولها ، وفي بطنان العرش قصران ، قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤ من عرق واحد ، وإنّ في القصر الابيض سبعين ألف دار مساكن محمّد وآل محمّد ، وإن في القصر الاصفر سبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآل إبراهيم.

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 599 ، ط جماعة المدرسين ، و 2 / 618 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي
(2) أ : الحسيني.
(3) أ : جندل.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 353 _

  ويبعث الله إليها ملكاً لم يبعث إلى أحد قبلها ولم يبعث (1) إلى أحد بعدها ، فيقول لها : إنّ ربكِ عزّ وجلّ يقرأ عليكِ السلام ويقول لكِ : سليني أعطكِ.
  فتقول : قد أتمّ علي نعمته ، وأباحني جنته ، وهنّأني كرامته وفضّلني على نساء خلقه ، أسأله أن يشفّعني في ولدي وذرّيتي ومن ودّهم بعدي وحفظهم بعدي.
  قال : فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يتحوّل من مكانه أن خبّرها : أني قد شفّعتها في ولدها وذرّيتها ومن ودّهم وأحبهم وحفظهم بعدها قال : فتقول : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن وأقر عيني ).
  ثمّ قال جعفر (عليه السلام) : ( كان أبي إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الاية : ( وَالّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بإيمَان أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهمْ وَمَا أَلتناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيء كُلُّ امرىء بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) ) (2).
  ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ... ) (47) :
  371 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمّد ابن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( إِنَّ للَّذِينَ ظَلَمُوا ... ) الاية ، قال : ( ( وَإِنَّ للَّذِينَ

--------------------
(1) أ : ولا يبعث.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 599 ـ 600 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 618 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 216 ، الامالي للشيخ الطوسي 1 / 324 ، تفسير القمي 2 / 332.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 354 _

  ظَلَمُوا ) آل محمد حقهم ( عَذاباً دُونَ ذَلِكَ ) ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 600 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 620 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 333.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 355 _

سورة النجم
  ( وَالنَّجْـمِ إذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إلاَّ وَحيٌ يُوُحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) (4) :
  372 ـ عن جعفر بن محمّد بن محمّد العلوي ، عن عبدالله بن محمّد الزيّات ، عن جندل بن والق ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا سيّد الناس ولا فخر ، وعلي سيد المؤمنين ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه.
  فقال رجل من قريش : والله ما يألو يطري ابن عمه.
  فأنزل الله سبحانه : ( وَالنَّجمِ إذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوى ) وما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمّه ( إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) ) (1).
  373 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن خالد (2) الازدي ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 603 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 623 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) ق : محمّد بن خالد ، أ : أحمد بن خالد عن محمد بن خالد الازدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 356 _

  في قوله عزّوجلّ : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ) : ( ما فتنتم إلاّ ببغض آل محمّد إذا مضى ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ) بتفضيله أهل بيته ... إلى قوله : ( إنْ هُوَ إلاَّ وحي يوحى ) ) (1).
  374 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن منصور بن العبّاس ، عن الحصين ، عن العبّاس القصباني ، عن داود بن الحصين ، عن فضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( لما أوقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق : فقالت فرقة : ضلَّ محمّد.
  وفرقة قالت : غوى.
  وفرقة قالت : بهواه يقول في أهل بيته وابن عمّه.
  فأنزل الله سبحانه : ( وَالنَّجْم إذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) ) (2).
  375 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حمّاد الانصاري ، عن محمّد بن عبد الله ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي (عليه السلام) قال :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 603 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 623 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 604 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 623 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 357 _

  ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ليلة أُسري بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى ، فقال لي جبرئيل : تقدّم يا محمّد ، فدنوت دُنُوَّةً ـ والدنوّة (1) مدّ البصر ـ فرأيت نوراً ساطعاً ، فخررت لله ساجداً.
  فقال لي : يا محمّد من خلّفت في الارض ؟
  قلت : يا ربِّ أعدلها وأصدقها وأبرّها وأسمَّها (2) علي بن أبي طالب ووصيي ووارثي وخليفتي في أهلي.
  فقال لي : أقرئه منِّي السلام وقل له : إنَّ غضبه عزّ (3) ورضاه حكم.
  يا محمّد ، إني أنا الله لا إله إلاّ أنا العليّ الاعلى ، وهبت لاخيك اسماً من أسمائي فسميته عليّاً وأنا العلي الاعلى.
  يا محمّد ، إني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاطر السماوات والارض ، وهبت لابنتك اسماً من أسمائي فسميتها فاطمة وأنا فاطر كل شيء.
  يا محمّد ، إني أنا الله لا إله إلاّ أنا الحسن البلاء ، وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسميتهما الحسن والحسين وأنا الحسن البلاء.
  قال : فلمّا حدّث النبي (صلى الله عليه وآله) قريشاً بهذا الحديث قال قوم : ما أوحى الله الى محمّد بشيء وإنّما تكلّم عن هوى نفسه.
  فأنزل الله تبارك وتعالى تبيان ذلك : ( والنَّجْم إذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ

--------------------
(1) أ : فدنوت دونه والدونة.
(2) أ : وأ أمنها ، وفي بعض المصادر : وأسنمها.
(3) م : غرور.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 358 _

  الْقُوَى ) ) (1).
  ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذِبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكَبْرَى ) (18) :
  376 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن ابن محبوب ، عن عبد الله بن بكير ، عن حمران بن أعين قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ في كتابه : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى ) ؟
  فقال : ( أدنى الله محمّداً منه فلم يكن بينه وبينه إلاّ قفص (2) لؤلؤ فيه فراش من ذهب يتلالا ، فأُري صورة فقيل له : يامحمّد أتعرف هذه الصورة ؟ فقال : نعم هذه صورة علي بن أبي طالب ، فأوحى الله إليه : أن زوّجه فاطمة واتخذه وصيّاً ) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 604 ـ 605 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 624 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : المناقب لابن المغازلي : 310 رقم 353 ، الامالي للشيخ الصدوق : 453 و 454 ، الكافي 8/380 ، الفضائل لابن شاذان : 65 ، تفسير القمي 2/334 ، المناقب لابن المغازلي : 266 و 310.
(2) د : قصر.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 605 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 625 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 359 _

  377 ـ حدّثنا محمّد بن همام بن سهيل ، عن محمّد بن إسماعيل بن العلوي (1) ، حدّثنا عيسى بن داود النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (2) ، عن أبيه ، عن جدّه عن علي (عليه السلام) : في قوله جلّ وعزّ : ( ذُو مرّة فَاسْتَوى ... ) إلى قوله : ( إذْ يَغْشَى السِّدرَةَ مَا يَغشى ) ، قال : ( فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لمّا أسري به إلى ربّه (3) جلّ وعزّ قال : وقف بي جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أرَ مثلها ، على كل غصن منها ملك وعلى كل ورقة منها ملك وعلى كل ثمرة منها ملك ، وقد كللها (4) نور من نور الله جلّ وعزّ.
  فقال جبرئيل (عليه السلام) : هذه سدرة المنتهى ، كان ينتهي الانبياء من قبلك إليها ثمّ لا يجاوزونها (5) ، وأنت تجوزها إن شاء الله ليريك من آياته الكبرى ، فاطمئن أيّدك الله بالثبات حتّى تستكمل كرامات الله وتصير إلى جواره.
  ثم صعد بي حتى صرت تحت العرش (6) ، فدنى لي (7) رفرف أخضر

--------------------
(1) ب . ك : أ : إسماعيل العلوي.
(2) د . ق . م : حدّثنا محمد بن همام عن عيسى بن داود بإسناد يرفعه إلى أبي الحسن موسى بن جعفر.
(3) ق : قال قال النبي (صلى الله عليه وآله) لمّا أسرى بي إلى ربي.
(4) د . ق . م . أ : تجلّلها.
(5) د : ثمّ لم يتجاوزوها ، ق . م . أ : لا يتجاوزونها.
(6) أ : ثمّ صعد بي إلى تحت العرش.
(7) د . ق . م : إلي ، ب . ر : فدلى ، أ : فدلي إلي.