قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
( في بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذُكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدوِّ والاصال ).
فقام إليه رجل فقال : أيُّ بيوت هذه يارسول الله ؟
فقال : ( بيوت الانبياء ).
فقام إليه أبو بكر فقال : يارسول الله هذا البيت منها ـ وأشار إلى بيت عليّ وفاطمة (عليهما السلام) ـ ؟
قال : ( نعم من أفضلها )
(1).
127 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ :
( في بُيُوتِ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) ؟
قال : ( بيوت محمّد (صلى الله عليه وآله) ثمّ بيوت علي (عليه السلام) منها )
(2).
128 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الامام موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهما السلام) : في قول الله عزّ وجلّ :
( في بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدوِّ والاصال ) ، قال : ( بيوت آل محمّد
(3) بيت علي (عليه السلام)
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 358 ـ 359 ط جامعة المدرسين ، و 1 / 362 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 359 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 362 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) د : بيوت النبي وآل محمّد.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 189 _
وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر (عليهم السلام) ).
قلت : ( بِالغُدوِّ وَالاصَالِ ) ؟
قال : ( الصلاة في أوقاتها ).
قال : ( ثم وصفهم الله عزّ وجلّ فقال : ( رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإقَامِ الصَّلاةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلبُ فِيهِ القُلُوبُ وَاْلابْصَارُ ) قال : هم الرجالَ لم يخلط اللهُ معهم غيرهم ).
ثمّ قال : ( لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أحسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) قال : ( ما اختصّهم به من المودّة والطاعة المفروضة وصيّر مأواهم الجنّة ( واللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بَغيْرِ حِسَاب ) ) (1).
( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنهُمْ مِنْ بَعدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وإِذَا دُعُوا إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفلِحُونَ ) (51) :
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 359 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 362 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2/103 و 105 ، الكافي 6/256 رقم 1 و 8/331 رقم 510 ، شواهد التنزيل 1 / 410 ، الدرّ المنثور 6 / 203 ، روح المعاني 18/174 ، الفضائل لابن شاذان : 103 ، كشف الغمة 1 / 319 ، العمدة 291 ، تفسير الثعلبي : 210.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 190 _
129 ـ حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد (1) ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن أحمد بن إسماعيل ، عن العبّاس بن عبد الرحمن ، عن سليمان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : لمّا قدم النبيّ (صلى الله عليه وآله) المدينة أعطى عليّاً (عليه السلام) وعثمان أرضاً أعلاها لعثمان وأسفلها لعليّ (عليه السلام).
فقال عليّ (عليه السلام) لعثمان : ( إنَّ أرضي لا تصلح إلاّ بأرضك فاشتر (2) أو بعني ) فقال له : أنا أبيعك.
فاشترى منه علي (عليه السلام).
فقال له أصحابه : أي شيء صنعت ؟ بعت أرضك من علي وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئاً حتّى يبيعك بحكمك.
قال : فجاء عثمان إلى علي (عليه السلام) وقال له : لا أجيز البيع.
فقال له : ( بعت ورضيت وليس ذلك لك ).
قال : فاجعل بيني وبينك رجلاً.
قال علي (عليه السلام) : ( النبي (صلى الله عليه وآله) ).
فقال عثمان : هو ابن عمك ، ولكن اجعل بيني وبينك غيره (3) فقال علي (عليه السلام) : ( لا أُحاكمك إلى أحد غير النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي شاهد علينا ).
--------------------
(1) أ : عن عبيد.
(2) أ : فاشتر منّي.
(3) أ : رجلاً غيره.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 191 _
فأبى ذلك.
فأنزل الله هذه الايات إلى قوله : ( هُمُ المفُلِحُونَ ) (1).
130 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنهُمْ مِن بَعدِ ذلِكَ وَمَا أُولئكَ بِالمُؤمِنينَ ) الى قوله ( منهُم مُعرِضُونَ ) ، قال : ( إنّها نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب (عليه السلام) أرضاً ثمَّ ندم وندَّمه أصحابه.
فقال لعلي (عليه السلام) : لا حاجة لي فيها.
فقال له : ( قد اشتريت ورضيت ، فانطلق أُخاصمك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ).
فقال له أصحابه : لا تخاصمه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال : انطلق أُخاصمك إلى أبي بكر وعمر أيَّهما شئت كان بيني وبينك.
قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ( لا والله ، ولكن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيني وبينك فلا نرضى (2) بغيره ).
فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الايات : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعنَا ) الى قوله : ( وَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ) (3).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 363 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 367 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : أرضى.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 363 ـ 364 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 367 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 107 ، مجمع البيان 7 / 236.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 192 _