موضع (الابْتَرُ)
(1) عمرو بن العاص هو الابتر.
قال : ثمّ التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم.
قال : فقلت : من هؤلاء ياجبرئيل ؟
فقال لي : هؤلاء المرجئة والقدريّة والحروريّة وبنو أميّة والناصب لذرّيتك العداوة ، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الاسلام.
قال : ثمّ قال لي : أرضيتَ عن ربَّك ما قسم لك ؟
قال : فقلت : سبحان ربّي ، إتّخذ إبراهيم خليلاً وكَلَّم موسى تكليماً وأعطى سليمان مُلكاً عظيماً ، وكلّمني ربّيواتّخذني خليلاً وأعطاني في عليّ (عليه السلام) أمراً عظيماً.
ياجبرئيل مَن الذي لقيت في أوّل الثنية ؟
قال : ذاك أخوك موسى بن عمران ، قال : السلام عليك يا أوّل فأنت مبشّر
(2) أوّل البشر ، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيّين ، والسلام عليك ياحاشر فأنت على حشر هذه الامة.
قال : فمن الذي لقيت في وسط الثنية ؟
قال : ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك بأخيك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فإنه قائد الغرّ المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيّد ولد آدم.
قال : فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس ؟
قال : ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيّك ابنه علي بن أبي طالب خيراً ، ويخبرك أنه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين.
قال : فمن الذي صلّيت بهم ؟
--------------------
(1) الكوثر 108 : 1 ـ 3.
(2) ب : تنشر.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 117 _
قال : أولئك الانبياء والملائكة ، كرامة من الله أكرمك بها يامحمّد ثم هبط بي الارض ) (1).
قال : فلمّا أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث إلى أنس بن مالك فدعاه ، فلمّا جاءه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( أدع لي عليّاً ) ، فأتاه.
فقال : ( ياعليَّ أبشرك ).
قال : ( بماذا ؟ ).
قال : ( لقيتُ أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم صلى الله عليهم ، فكلّهم يوصي بك ).
قال : فبكى عليّ (عليه السلام) وقال : ( الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيّاً ).
ثمّ قال : ( يا عليّ ، ألا أبشرك ؟ ).
قال : قلت : ( بشرني يارسول الله ).
قال : ( ياعليّ ، صوبت (2) بعيني إلى عرش ربّي جلّ وعزّ ، فرأيت مثلك في السماء الاعلى ، وعَهِد إليّ فيك عهداً ).
قال : ( بأبي أنت وأمّي يارسول الله ، أوَكُلّ ذلك كانوا يذكرون إليك ؟ ).
قال : فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّ الملا الاعلى ليدعون لك ، وإنّ المصطفين الاخيار ليرغبون إلى ربّهم جلّ وعزّ أن يجعل لهم السبيل إلى النظر (3) إليك ، وإنّك تشفع يوم القيامة ، وإنّ الامم كلّهم موقوفون على جرف جهنّم ) قال :فقال عليّ(عليه السلام) : ( يارسول الله فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟ ).
--------------------
(1) ل . ب : إلى الارض.
(2) ر . ل : صونت ، ب : نظرت.
(3) ك : أن ينظروا.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 118 _
قال : ( أولئك المرجئة والحرورية والقدريةوبنو أميّة ومناصبيك (1) العداوة ، ياعليّ هؤلاء الخمسة ليس لهم في الاسلام نصيب ) (2).
30 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( أتى رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ في القرآن آية قد افسدتْ عليّ ديني وشككتني في ديني.
قال : وما ذاك ؟
قال : قول الله عزّ وجلّ : ( وَاسْئَلْ مَنْ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أجَعَلْنا مِنْ دْونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) (3) ، فهل في ذلك الزمان نبيّ غير محمّد (صلى الله عليه وآله) فيسأله عنه ؟
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : إجلس أخبرك إن شاء الله ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : ( سُبْحَان الَّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الاقْصَى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُريَهُ مِنْ آياتِنا ) ، فكان من آيات الله التي آراها محمّداً (صلى الله عليه وآله) أنّه انتهى جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد الاقصى ، فلمّا دنا منه أتى جبرئيل عيناً فتوضّأ منها ، ثمّ قال : يا محمّد توضّأ ، ثمّ قام جبرئيل فأذن ، ثمّ قال للنبي (صلى الله عليه وآله) : تقدّم فصلّ واجهر بالقراءة ، فإنّ خلفك أفقاً من الملائكة لا يعلم
--------------------
(1) ب : وناصبك ، ل . ك : ومناصبك.
(2) اليقين : 288 ـ 293.
(3) الزخرف 43 : 45.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 119 _
عدتهم إلاّ الله جلّ وعزّ ، وفي الصفّ الاوّل آدم ونوح وإبراهيم وهود وموسى وعيسى وكلّ نبي بعث الله تبارك وتعالى منذ خلق الله السماوات والارض إلى أن بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) ، فتقدَّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلّى بهم غير هائب ولا محتشم.
فلمّا انصرف أوحى الله إليه كلمح البصر : سَلْ يا محمد ( مَنْ أرْسَلْنا مِنْ قَبلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلنا مِنْ دُونِ الرَّحْمن آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) ؟
فالتفت إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجميعه فقال : بمَ تشهدون ؟
قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّك رسول الله وأن عليّاً أمير المؤمنين وصيّك ، وأنت (1) رسول الله سيد النبيّين وأنّ عليّاً سيّد الوصيّين ، أُخِذَت على ذلك مواثيقنا (2) لكما بالشهادة.
فقال الرجل : أحييت قلبي وفرّجت عنّي يا أمير المؤمنين (3).
( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) (26) :
31 ـ قال السيد ابن طاووس : روى [محمد بن العباس بن مروان] فيه حديث فدك عن عشرين طريقاً (4).
32 ـ حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الاعبدي وهيثم بن خلف (5)
--------------------
(1) ب : وإنّك.
(2) ل : مواثيقاً.
(3) اليقين : 294 ـ 295.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 13 ، الامالي للشيخ الطوسي 1/362 ، 2/255 ، بصائر الدرجات : 99 ، الكافي 3 / 482 رقم 1 ، الامالي للصدوق : 504.
(4) سعد السعود : 204 الطبعة المحققة.
(5) ط : وإبراهيم بن خلف.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 120 _
الدوري وعبد الله بن سليمان بن الاشعب (1) ومحمد بن القاسم بن زكريا ، قالوا : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا عليّ بن عابس.
وحدّثنا جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا عليّ بن المنذر الطريفي ، قال : حدثنا عليّ بن عابس ، قال : حدّثنا فضل بن مرزون (2) ، عن عطية العرني (3) ، عن أبي سعيد الخدري قال : لمّانزلت : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) دعارسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمةوأعطاها فدكاً (4).
( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً * وأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً ) (35) :
33 ـ حدّثنا محمد بن هشام بن سهيل ، عن محمد بن إسماعيل العسكري ، قال حدّثني عيسى بن داود (5) النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن
--------------------
(1) ع : الاشعث.
(2) ط : مرزوق.
(3) ط : العوفي.
(4) سعد السعود : 204 ـ 205 الطبعة المحققة.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الطرائف 248 ، 254 فما بعد الكافي 1 / 456 رقم 5 ، عيون أخبار الرضا 1 / 233 رقم 1 ، الامالي للصدوق : 141 رقم 3 ، تفسير الطبري 15 / 53 ، الدرّ المنثور 5 / 271 ، تفسير العياشي 2 / 287 ، تفسير القمي 2 / 18.
(5) ب : محمد بن هشام بن سهيل العسكري عن عيسى بن داود.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 121 _
أبيه (عليهما السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً وأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) ، قال : ( العهد : ما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) على الناس من مودّتنا وطاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدّموه ولا يقطعوا رَحِمه ، وأعلمهم أنّهم مسئوولون عنه وعن كتاب الله جلّ وعزّ.
وأمّا القسطاس : فهو الامام ، وهو العدل من الخلق أجمعين ، وهو حكم الائمّة ، قال الله عزّ وجلّ : ( ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً ) قال : هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي ) (1).
( وَإنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإذاً لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) (74) :
34 ـ عن أحمد بن القاسم ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن السيّاري (2) ، عن محمدبن خالدالبرقي ، عن ابن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( وَإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَيْنَا إلَيكَ ) في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (3).
--------------------
(1) اليقين : 296.
(2) أ : أحمد بن محمد السياري.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 278 ط جماعة المدرسين ،و 1/284 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 122 _
35 ـ حدّثنا محمد بن همّام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى ابن داود النجّار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهم السلام) قال : ( كان القوم قد أرادوا النبي (صلى الله عليه وآله) ليريبوا رأيه في عليّ (عليه السلام) وليمسك عنه بعض الامساك ، حتّى أنَّ بعض نسائه ألحّ (1) عليه في ذلك ، فكاد يركن إليهم بعض الركون ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( وَإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَيْنَا إلَيكَ ) في عليّ ( لِتَفتَرِيَ عَلَينَا غَيرَهُ وَإذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَولا أَن ثَبّتنَاك لَقَد كِدْتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلاً ) ) (2).
( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً ) (82) :
36 ـ حدّثنا محمد بن خالد البرقي (3) ، عن محمد بن عليّ الصيرفي ، عن أبي فضيل (4) ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( وَنُنَزّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزيدُ )
--------------------
(1) أ : ألححن.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 278 ط جماعة المدرسين ، و 1/284 رقم 21 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 24 ، تفسير العياشي 2 / 306.
(3) الظاهر وجود سقط في السند ، لان ابن الجحام لا يمكن له الرواية عن محمد بن خالد البرقي الذي هو من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام).
(4) أ : عن ابن الفضيل.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 123 _
ظالمي (1) آل محمّد حقَّهم (إلاّ خساراً) ) (2).
37 ـ حدّثنا محمد بن همّام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى ابن داود ، عن أبي الحسن موسى ، عن أبيه (عليهم السلام) قال : ( نزلت هذه الاية : ( وَنُنَزّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزيدُ الظَّالِمِينَ ) لال محمّد (إلاَّ خَسَاراً) (3).
( ... فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ) (89) :
38 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم الثقفي ، عن علي بن هلال الاحمسي ،عن الحسن بنوهب ، عن ابن بحيرة (4) ،عن جابر ،عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ) ، قال : ( نزلت في ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ) (5).
39 ـ حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد
--------------------
(1) أ : الظالمين.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 283 ط جماعة المدرسين ، و 1/290 رقم 28 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 283 ـ 284 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 290 رقم 28 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير العياشي 2 / 315 رقم 154 و 155.
(4) أ : عن الحسن بن وهب بن علي بن بحيرة.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 284 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 290 رقم 30 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 124 _
الله بن حمّاد الانصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال : ( فَأَبَى أكْثرُ النَّاسِ ) بولاية علي (عليه السلام) ( إلاَّ كُفُوراً ) (1).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 284 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 291 رقم 31 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 351 ، تفسير العياشي 2 / 317 رقم 166 ، شواهد التنزيل 1 / 353 رقم 482.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 125 _
سورة الكهف
( ... لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ... ) (2) :
40 ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن محمد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( البأس الشديد هو علي (عليه السلام) وهو من لدن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقاتل عدوه ، فذلك قوله : ( لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) (1).
( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَت مُرْتَفَقاً * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحسَنَ عَمَلاً ) (30) :
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 285 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 391 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير العياشي 2 / 331 ، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 81.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 126 _
41 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السيّاري ، عن محمد ابن خالد البرقي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( قوله تعالى : ( وَقُل الحَقُّ مِنْ رَبّكُم ) في ولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ( فَمَنْ شَاءَ فَليُؤمِنْ وَمَن شَاءَ فَليَكفُر إِنَّا أَعتَدنَا لِلظَّالِمِينَ ) لظالمي (1) آل محمد حقّهم ( نَاراً أَحَاطَ بِهِم سُرَادِقُهَا ) (2).
42 ـ حدّثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهم السلام) : في قوله تعالى : ( وَقُل الحَقُّ مِنْ رَبّكُم فَمَنْ شَاءَ فَليُؤمِنْ وَمَن شَاءَ فَليَكفُر ) (3) ، قال : وقرأ إلى قوله : ( أَحْسَنَ عَمَلاً ).
ثمّ قال : ( قيل للنبي (صلى الله عليه وآله) : اصدع بما تؤمر في أمر عليّ فإنه الحقّ من ربّك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فجعل الله تركه معصية وكفراً ).
ثم قال : قرأ (4) ( إِنَّا أَعتَدنَا لِلظَّالِمِينَ ) لال محمد حقهم ( نَاراً أَحَاطَ بِهِم سُرَادِقُهَا ) الاية.
ثمّ قرأ : ( إِنَّ الَّذِينَ آمنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجرَ مَنْ أَحسَنَ
--------------------
(1) لظالمي ، ليس في أ.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 286ط جماعة المدرسين ، و 1/292 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : (وقل الحق من ربكم) في ولاية علي (عليه السلام).
(4) أ : قال ثمّ قرأ.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 127 _
عَمَلاً ) يعني بهم آل محمد صلوات الله عليهم (1).
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لاَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَاب وَحَفَفْنَاهُما بِنَخْل وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنهُ شَيئاً ... ) (33) :
43 ـ حدّثنا الحسين بن عامر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن القاسم بن عوف (2) ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْن جَعَلْنَا لاَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَاب وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْل وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا اْلجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مَنْهُ شَيْئاً ) قال : ( هما عليّ (عليه السلام) ورجل آخر )
(3).
( هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وخَيْرٌ عُقُباً ) (44) :
44 ـ عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحضرمي (4) ، عن محمد ابن عبد الحميد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له : قوله تعالى : ( هُنَالِكَ الوَلايَةُ للهِ الْحَقّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وخَيْرٌ عُقُباً ) ؟
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 286 ط جماعة المدرسين ، و 1/292 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 351 رقم 64 ، تفسير القمي 2 / 35 ، تفسير العياشي 2 / 326 رقم 38.
(2) أ : عروة.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 287 ط جماعة المدرسين ، و 1/239 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) الحضرمي ، ليس في أ.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 128 _
قال : ( هي ولاية عليّ (عليه السلام) هي خير ثواباً وخير عقباً ) (1).
( ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخيْرٌ أَمَلاً ) (46) :
45 ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن النعمان ، عن عمر الجعفي (2) ، قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، قال : دخلت أنا وعمي الحصين (3) بن عبد الرحمن على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فسلَّم عليه ، فردّ عليه السلام وأدناه (4) وقال : ( ابن من هذا معك ؟ ).
قال : ابن أخي إسماعيل.
قال : ( رحم الله إسماعيل وتجاوز عن سيّىء عمله ، كيف مخلّفوه (5) ؟ ).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 289 ط جماعة المدرسين ، و 1/296 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1/346 رقم 34 ، شواهد التنزيل 1/356 رقم 487.
(2) أ : عن النعمان بن عمر الجعفي.
(3) د : الحسين.
(4) د : فسلّمت عليه فردّ علي السلام وأدناني.
(5) هامش أ : تخلفوه.