قال : قوله :
( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّينِ ) ؟
قال : ( الدين ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) )
(1).
535 ـ عن محمّد بن القاسم ، عن محمّد بن زيد ، عن إبراهيم بن محمّد ابن سعد
(2) ، عن محمّد بن فضيل قال : قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام) : أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ :
( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ... ) إلى آخر السورة ؟
فقال : ( التين والزيتون الحسن والحسين ).
قلت :
( وَطُورِ سِينينَ ) ؟
قال : ( ليس هو طور سينين ، ولكنه : وطور سيناء ).
قال : فقلت : وطور سيناء ؟
فقال : ( نعم ، هو أمير المؤمنين ).
قلت :
( وَهَذا الْبَلَدِ الاَمِينِ ) ؟
قال : ( هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه ) قلت :
( لَقَدْ خَلَقْنَا الانْسَانَ فِي أَحْسَـنِ تَقْـوِيم ) ؟.
قال : ( ذاك أبو فضيل حين أخذ الله ميثاقه
(3) له بالربوبية ولمحمّد بالنبوة ولاوصيائه بالولاية ، فأقر وقال : نعم ، ألا ترى أنه قال :
( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِليَن ) يعني الدرك الاسفل حين نكص وفعل بآل محمّد ما فعل ) قال : قلت :
( إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ؟
قال : ( والله هو أمير المؤمنين وشيعته
( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون ) ).
قال : قلت :
( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) ؟
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 787 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 813 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) م : إبراهيم بن محمّد عن سعيد.
(3) أ : الميثاق.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 480 _
قال : ( مهلاً مهلاً ، لا تقل هكذا ، هذا هو الكفر بالله ، لا والله ما كذب رسول الله بالله طرفة عين ).
قال : قلت : فكيف هي ؟
قال : ( فمن يكذبك بعد بالدين ، والدين أمير المؤمنين
( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) )
(1).
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 788 ط جماعة المدرسين ، و 2/814 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : المناقب لابن شهرآشوب 2/118 و 122 ، تفسير القمي 2/429.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 481 _
سورة القدر
( إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر * تَنَزَّلْ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (5) :
536 ـ عن أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) :
في قوله عزّ وجلّ :
( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر ) ، قال : ( من ملك بني أُميَّة ).
قال : ( وقوله :
( تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) أي من عند ربهم على محمّد وآل محمّد بكل أمر سلام )
(1).
537 ـ عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبي يحيى الصنعاني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
سمعته يقول : ( قال لي أبي محمّد : قرأ علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
( إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر ) وعنده الحسن والحسين.
فقال له الحسين : يا أبتاه كان بها من فيك حلاوة.
فقال له : يابن رسول الله وابني ، إنّي أعلم فيها ما لا تعلم ، إنَّها لمّا نزلت
--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 793 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 820 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 482 _
بعث إلي جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأها عليَّ ، ثم ضرب على كتفي الايمن وقال : يا أخي ووصيي وولي على أمتي بعدي وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون ، هذه السورة لك من بعدي ولولدك
(1) من بعدك ، إنّ جبرئيل أخي من الملائكة أحدث إلي أحداث أُمتي في سنتها ، وإنّه ليحدث ذلك إليك كإحداث النبوة ، ولها نور ساطع في قلبك وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم (عليه السلام) )
(2).
--------------------
(1) أ : ولولديك.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 793 ـ 794 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 820 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : بصائر الدرجات : 484 ، الكافي 1 / 193 و 194 و 195 و 3/485 ، التوحيد : 112 ، سنن الترمذي 5 / 444 ، تفسير القمي 2 / 431.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 483 _
سورة البينة
( إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (7) :
538 ـ عن أحمد بن الهيثم ، عن الحسن بن عبد الواحد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن مساور ، عن إسماعيل بن زياد ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن يزيد بن شراحيل كاتب عليّ (عليه السلام) قال : سمعت عليّاً (عليه السلام) يقول : ( حدّثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري وعائشة عند أُذني ، فأصغت عائشة لتسمع ما يقول ، فقال : أي أخي ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ : ( إنَّ الَّذِينَ آمَنَوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّة ) ؟ أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت (1) الامم تدعون غرّاً محجَّلين شباعاً مرويِّين ) (2).
539 ـ عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن
--------------------
(1) وفي بعض المصادر : إذا اجتمعت ، وفي أ : إذا جثت.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 801 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 831 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 484 _
حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن أبي مخنف ، عن يعقوب بن ميثم (1) : أنّه وجد في كتب أبيه : أنّ عليّاً (عليه السلام) قال : ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرٌ البَريَّةِ ) ، ثم التفت إليّ فقال : هم أنت يا علي وشيعتك ، وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غرّاً محجَّلين متوّجين ).
قال يعقوب : فحدّثت به أبا جعفر (عليه السلام) ، فقال : ( هكذا هو عندنا في كتاب عليّ (عليه السلام) ) (2).
540 ـ عن أحمد بن محمّد الورّاق ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن أبي عبدالله ، عن مصعب بن سلاّم ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام) : ( يابنية ، بأبي أنت وأُمي أرسلي إلى بعلك فادعيه إليَّ ).
فقالت فاطمة للحسن (عليهما السلام) : ( انطلق إلى أبيك فقل له : إنَّ جدي يدعوك ).
فانطلق إليه الحسن فدعاه ، فأقبل أليه أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عنده وهي تقول : ( واكرباه لكربك يا أبتاه ).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( لا كرب على أبيك بعد اليوم ، يافاطمة إنَّ النبي لا يشق عليه الجيب ، ولا يخمش عليه الوجه ، ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على ابنه إبراهيم : تدمع العين وقد يوجع القلب ، ولا نقول (3) ما
--------------------
(1) م : يعفور بن ميثم ، أ : يعقوب بن يزيد.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 801 ـ 802 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 831 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) في النسخ : ولا تقولي ، وهو تصحيف.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 485 _
يسخط الرب وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون ، ولو عاش إبراهيم لكان نبيّاً ).
ثمّ قال : ( يا علي ادن مني ) ، فدنا منه.
فقال : ( أدخل أُذنك في فمي ) ففعل.
فقال : ( يا أخي ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ في كتابه : ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ ) ؟ ).
قال : ( بلى يارسول الله ).
قال : ( هم أنت وشعيتك ، تجيئون غرّاً محجّلين شباعاً (1) مرويّين.
ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ في كتابه : ( إنَّ الِّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدين فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الَبِريةِ ) ؟ ).
قال : ( بلى يارسول الله ).
قال : ( هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودّة وجوههم ظماء مظمّئين أشقياء معذبين كفّاراً منافقين ، ذاك لك ولشيعتك ، وهذا لعدوك وشيعتهم ) (2).
541 ـ عن جعفر بن محمّد الحسني ومحمّد بن أحمد الكاتب ، قالا : حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، عن أحمد بن عبد الله ، عن معاوية بن عبد الله (3) بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع : أنَّ عليّاً (عليه السلام) قال لاهل الشورى : ( أنشدكم بالله ، هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : هذا أخي قد أتاكم ، ثم التفت إلي ثمَّ إلى
--------------------
(1) ق . د : شباعي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 802 ـ 803 ط جماعة المدرسين ، و 2 / 832 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : عن معاوية عن عبيد الله.
تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم
_ 486 _