أنفسكم )
(1) الآية ؟ قال : هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ، ثم يردّون عليه ، فهو سلامكم على أنفسكم )
(2) .
2 ـ الباقري الآخر : ( إذا دخل منكم الرجل بيته فإن كان فيه أحد يسلم عليهم ، وإن لم يكن فيه أحد فليقل : السلام علينا من عند ربنا ، يقول الله : تحية من عند الله مباركة طيبة )
(3) .
3 ـ قال القمي : وقيل : إذا لم ير الداخل بيتاً أحداً فيه يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يقصد به الملكين الذين عليه شهوداً
(4) .
4 ـ النبوي : ( إذا دخل أحدكم بيته فليسلم ، فإنه ينزله البركة وتونسه الملائكة )
(5) .
5 ـ العلوي : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وهو في بعض حجراته ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فلما دخلت قال لي : ياعلي أما علمت أن بيتي بيتك ، فما لك تستأذن عليّ ؟ قال : فقلت : يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك ، قال : يا علي أحببت ما أحب الله وأخذت بآداب الله ... )
(6) .
6 ـ الصادقي : ( إذا دخلت منزلك فقل : بسم الله وبالله ، وسلم على أهلك ، فإن لم يكن فيه أحد فقل : بسم الله وسلام على رسول الله وعلى أهل بيته ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإذا قلت ذلك فرّ الشيطان من منزلك )
(7) .
7 ـ الصادقي الآخر قال : ( يسلّم الرجل إذا دخل على أهله ، وإذا
--------------------
(1) الأهل بمنزلة نفس الإنسان كما في آية : ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ) النحل : 72 .
(2) معاني الأخبار 162 ـ 163 . وتفسير البرهان 3 | 153 ، البحار 76 | 5 .
(3) تفسير البرهان 3 | 153 ، البحار 76 | 3 .
(4) تفسير البرهان 3 | 153 ، تفسير القمي 2 | 109 .
(5) البحار 76 | 7 .
(6) البحار 76 | 14 ـ 15 .
(7) البحار 76 | 11 .
السـلام في القرآن والحديـث
_ 94 _
دخل يضرب بنعليه ، ويتنحنح ويصنع ذلك حتى يؤذنهم أنه قد جاء ، حتى لا يرى شيئاً يكرهه ) (1) .
ومن الكتاب العزيز أيضاً قوله تعالى :
2 ـ ( يأَيّها الَّذين ءامَنُوا لِيسْتَئْذِنكُمْ الَّذينَ مَلَكَتْ أَيْمنُكُمْ وَالَّذينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُم مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلوةِ الفَجْرِ وَحينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلوةِ العِشاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمُ الاياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكيمٌ * وَإِذا بَلَغَ الأَطْفالُ مِنْكُمُ الحُلُمَ فَليَسْتَئْذِنُوا كَمَا اسْتَئْذَنَ الّذين مِنْ قَبْلِهِمْ كذلِك يُبيّنُ اللهُ لَكُمْ ءايتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (2) .
التفسير :
1 ـ قال علي بن إبراهيم القمي : وأما قوله : ( يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ـ إلى قوله : ثلاث عورات لكم ) قال : إن الله تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلاثة الأوقات على أحد : لا أب ، ولا أخت ، ولا أم ، ولا خادم إلا بإذن ، والأوقات : بعد طلوع الفجر ، ونصف النهار ، وبعد العشاء الآخرة ، ثم أطلق بعد هذه الثلاثة الأوقات فقال : ( ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ) ، يعني بعد هذه الثلاثة الأوقات (3) .
أقول : قوله : ( بعد طلوع الفجر ) ظاهره المنافاة مع قوله تعالى : ( من قبل صلوة الفجر ) ولعل النسخة الصحيحة ( قبل طلوع الفجر ) (4) ، ويمكن
--------------------
(1) البحار 76 | 11 ـ 12 ، في الصادقي الآخر : ( إذا استأذن أحدكم فليبدأ بالسلام ، فإنه اسم من أسماء الله عزَّ وجلّ ، فليستأذن من وراء الباب قبل أن ينظر إلى قعر البيت ، فإنما أُمرتم بالاستئذان من أجل العين ) مستدرك الوسائل 8 | 376 ـ 377 .
(2) النور : 58 ـ 59 .
(3) تفسير القمي 2 | 108 .
(4) وقد راجعنا بعض المخطوطات من تفسير القمي فلم نجد فيه ما يدفع ذلك ، وفي كلها لفظة ( بعد طلوع الفجر ) طبق المطبوع موجودة .
السـلام في القرآن والحديـث
_ 95 _
أن يقال : بأن وقت نزول الآية لعل عادة الناس كانت على أداء فريضة الصبح بعد مضيّ شيء من الفجر ، لا مقارناً له ، وعليه لفظ ( بعد طلوع الفجر ) لا ينافي قوله تعالى : ( من قبل صلوة الفجر ) بل ينطبق عليه تماماً ، وإنما أضاف تعالى ( قبل ) إلى صلاة الفجر ، لا إلى الفجر ، حتى لا يكون منافياً لبعد طلوعه ، فتدبّره جيداً .
2 ـ قال الشيخ الكليني طاب ثراه : عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، جميعاً عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جرّاح المدايني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( ليستأذن ( الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلم منكم ثلاث مرّات ) كما أمركم الله عزّ وجلّ (1) ، ومن بلغ الحُلُم فلا يلج على أمه ، ولا على أخته ، ولا على خالته ، ولا على سوى ذلك إلا بإذن ، فلا تأذنوا حتى يسلم ، والسلام طاعة لله عزّ وجلّ ) .
قال : وقال أبو عبد الله عليه السلام : ( ليستأذن عليك خادمك إذا بلغ الحُلُم في ثلاث عورات ، إذا دخل في شيءٍ منهن ولو كان بيته في بيتك ، قال : وليستأذن عليك بعد العشاء التي تسمى العتمة ، وحين تصبح ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، إنما أمر الله عز وجل بذلك للخلوة ، فإنها ساعة غِرة وخلوة ) (2) .
أقول : قوله عليه السلام : ( فلا تأذنوا حتى يسلم ، والسلام طاعة لله عز وجل ) يماثله قول الإمام الحسين عليه السلام في حديث تقدم ذكره (3) : ( لا تأذنوا لأحد حتى يسلم ) ، وقوله روحي فداه : ( والسلام طاعة لله ) لامتثال أمره جل جلاله : ( فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ ) ومنه يعلم مدى الاهتمام بالسلام في الشريعة الإسلامية .
--------------------
(1) أي قال الله عز وجل : ( يأَيّها الَّذينَ ءامَنُوا لِيسْتَأذِنَكُم ... ) النور : 58 ـ 59 .
(2) الكافي 5 | 529 ، باب آخر من باب الدخول على النساء ، كتاب النكاح ، الحديث 1 .
(3) الحديث 6 من ( 5 ـ السلام قبل الكلام ) .
السـلام في القرآن والحديـث
_ 96 _
3 ـ وقال رحمه الله أيضاً : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضَّال ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( الذين ملكت أيمانكم ) قال ، ( هي خاصة في الرجال دون النساء ، قلت : فالنساء يستأذنّ في هذه الثلاث ساعات ؟ قال : لا ، ولكن يدخلن ويخرجن ، ( والّذين لم يَبْلُغُوا الحُلُم منكم ) قال : من أنفسكم (1) قال : عليكم استئذان كاستئذان من قد بلغ في هذه الثلاث ساعات ) (2) .
4 ـ وقال : محمد بن يحيى عن أحمد ين محمد ، وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، جميعاً عن محمد بن عيسى ، عن يوسف بن عقيل ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلُم منكم ثلاث مرات من قبل ... ) ومن بلغ الحُلُم منكم فلا يلج على أمه ، ولا على أخته ، ولا على ابنته ، ولا على من سوى ذلك إلا بأذن ولا يأذن لأحد حتى يسلّم (3) ، فإن السلام طاعة الرحمن ) (4) .
بيـان : قوله عليه السلام : ( ولا يأذن لأحد حتى يسلم ، فإن السلام طاعة الرحمن ) ، هي الجملة المتقدمة الذكر مع تغيير غير مضر ، ولئن دلت على شيءٍ ، فإنها دالة على مزيد الاهتمام بالسلام والمنع المشدد عن تركه ، لأن السلام طاعة الله : طاعة الرحمن ، وما حال من ترك الطاعة ؟ وهل جزاؤه إلا الذل والهوان ؟ فترى أهل البيت عليهم السالم لإكبارهم أمر السلام ، وإن
--------------------
(1) قوله عليه السلام : ( من أنفسكم ) بيان ( منكم ) وتفسيره أي : من الأحرار ، قوله عليه السلام : ( عليكم ) كذا في النسخ ، والظاهر ( عليهم ) ولعل المعنى كأنه تعالى وجه الخطاب إلى الأطفال هكذا ، أو أنهم لما كانوا غير مكلفين فعليكم أن تأمروهم بالاستئذان ، مرآة العقول 20 | 366 .
(2) الكافي 5 | 529 ـ 530 .
(3) أي : لا يأذن صاحب البيت لأحد حتى يسلم ، مرآة العقول 20 | 366 .
(4) الكافي 5 | 530 .
السـلام في القرآن والحديـث
_ 97 _