يكون خبرا والمبتدأ محذوف : أي أمرنا طاعة ، ولو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية ، وذلك على المصدر : أي أطيعوا طاعة وقولوا قولا ، أو اتخذوا طاعة وقولا ، وقد دل عليه قوله تعالى بعدها
( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ ).
قوله تعالى
( كَمَا اسْتَخْلَفَ ) نعت لمصدر محذوف : أي استخلافا كما استخلف.
قوله تعالى ( يعبدونني ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في ليستخلفنهم ، أو من الضمير في ليبدلنهم
( لا يُشْرِكُونَ ) يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى وأن يكون حالا من الفاعل في يعبدونني : أي يعبدونني موحدين.
قوله تعالى
( لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ ) يقرأ بالياء والتاء ، وقد ذكر مثل ذلك في الأنفال.
قوله تعالى
( ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) مرة في الأصل مصدر ، وقد استعملت ظرفا ،
فعلى هذا ينتصب ثلاث مرات على الظرف ، والعامل ليستأذن ، وعلى هذا في موضع
( مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ ) ثلاثة أوجه : أحدها نصب بدلا من ثلاث.
والثانى جر بدلا من مرات.
والثالث رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هي من قبل ، وتمام الثلاث معطوف على هذا
( مِنْ الظَّهِيرَةِ ) يجوز أن تكون ( من ) لبيان الجنس : أي حين ذلك من وقت الظهيرة ، وأن تكون بمعنى في ، وأن تكون بمعنى من أجل الظهيرة ، وحين معطوف على موضع من قبل.
قوله تعالى
( ثَلاثُ عَوْرَاتٍ ) يقرأ بالرفع : أي هي أوقات ثلاث عورات ، فحذف المبتدأ والمضاف ، وبالنصب على البدل من الأوقات المذكورة ، أو من ثلاث الأولى ، أو على إضمار أعنى.
قوله تعالى ( بعدهن ) التقدير بعد استئذانهن فيهن ، ثم حذف حرف الجر والفاعل ، فيبقى بعد استئذانهن ، ثم حذف المصدر.
قوله تعالى
( طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ ) أي هم طوافون.
قوله تعالى
( بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) أي يطوف على بعض ، فيجوز أن تكون الجملة بدلا من التى قبلها ، وأن تكون مبنية مؤكدة.
قوله تعالى ( والقواعد ) واحدتهن قاعدة ، هذا إذا كانت كبيرة : أي قاعدة عن النكاح ، ومن القعود قاعدة للفرق بين المذكر والمؤنث ، وهو مبتدأ ، و
( مِنْ النِّسَاءِ ) حال ، و ( اللاتى ) صفة ، والخبر
( فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ ) ودخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط ، لأن الألف واللام بمعنى الذى ( غير ) حال.
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 160 _
قوله تعالى
( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ ) الجمهور على التخفيف ، ويقرأ ( ملكتم ) بالتشديد على ما لم يسم فاعله ، والمفاتح جمع مفتح ، قيل هو نفس الشئ الذى يفتح به ، وقيل هو جمع مفتح وهو المصدر كالفتح.
قوله تعالى ( تحية ) مصدرا من معنى سلموا ، لأن سلم وحيا بمعنى.
قوله تعالى
( دُعَاءَ الرَّسُولِ ) المصدر مضاف إلى المفعول : أي دعاكم الرسول ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل : أي لا تهملوا دعاءه إياكم.
قوله تعالى ( لو إذا ) هو مصدر في موضع الحال ، ويجوز أن يكون منصوبا بيتسللون على المعنى : أي يلاوذون لواذا ، أو يتسللون تسللا ، وإنما صحت الواو في لوازا مع انكسار ما قبلها ، لأنها تصح في الفعل الذى هو لاوذ ، ولو كان مصدر لاذ لكان لياذا ، مثل صام صياما.
قوله تعالى
( عَنْ أَمْرِهِ ) الكلام محمول على المعنى ، لأن معنى يخالفون يميلون ويعدلون
( أَنْ تُصِيبَهُمْ ) مفعول يحذر ، والله أعلم.
سورة الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( ليكون ) في اسم كان ثلاثة أوجه : أحدها الفرقان.
والثانى العبد.
والثالث الله تعالى ، وقرئ شاذا على عباده فلا يعود الضمير إليه.
قوله تعالى
( الَّذِي لَهُ ) يجوز أن يكون بدلا من ( الذي ) الأولى ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وأن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى.
قوله تعالى ( افتراه ) الهاء تعود على عبده في أول السورة.
قوله تعالى ( ظلما ) مفعول جاءوا : أي أتوا ظلما ، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ، والأساطير قد ذكرت في الأنعام ( اكتتبها ) في موضع الحال من الأساطير : أي قالوا هذه أساطير الأولين مكتتبة.
قوله تعالى
( يَأْكُلُ الطَّعَامَ ) هو في موضع الحال ، والعامل فيها العامل في لهذا أو نفس الظرف ( فيكون ) منصوب على جواب الاستفهام أو التحضيض ( أو يلقى ـ أو تكون ) معطوف على أنزل لأن أنزل بمعنى ينزل ، أو يلقى بمعنى ألقى ،
ويأكل بالياء والنون والمعنى فيهما ظاهر.
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 161 _
قوله تعالى ( جنات ) بدل من خيرا ( وَيَجْعَلْ لَكَ ) بالجزم عطفا على موضع جعل الذى هو جواب الشرط ، وبالرفع على الاستئناف ، ويجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفا وأدغم.
قوله تعالى ( إِذَا رَأَتْهُم ) إلى آخر الآية في موضع نصب صفة لسعير.
و ( ضيقا ) بالتشديد والتخفيف قد ذكر في الأنعام ، ومكانا ظرف ، ومنها حال منه : أي مكانا منها ، و ( ثبورا ) مفعول به ، ويجوز أن يكون مصدرا من معنى دعوا.
قوله تعالى ( خالدين ) هو حال من الضمير في يشاءون ، أو من الضمير في لهم ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ ) الضمير في كان يعود على ( ما ) ويجوز أن يكون التقدير : كان الوعد وعدا ، ودل على هذا المصدر.
قوله تعالى ( وعدا ) وقوله ( لَهُمْ فِيهَا ) وخبر كان وعدا ، أو على ربك ( ويوم نحشرهم ) أي واذكر.
قوله تعالى ( وَمَا يَعْبُدُونَ ) يجوز أن تكون الواو عاطفة ، وأن تكون بمعنى مع.
قوله تعالى ( هؤلاء ) يجوز أن يكون بدلا من عبادي ، وأن يكون نعتا قوله تعالى ( أن نتخذ ) يقرأ بفتح النون وكسر الخاء على تسمية الفاعل ، و ( مِنْ أَوْلِيَاءَ ) هو المفعول الأول ، ومن دونك الثاني ، وجاز دخول ( من ) لأنه في سياق النفى ، فهو كقوله تعالى ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ ) ويقرأ بضم النون وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله ، والمفعول الأول مضمر ، ومن أولياء الثاني ، وهذا لا يجوز عند أكثر النحويين لأن ( من ) لا تزاد في المفعول الثاني ، بل في الأول كقولك : ما اتخذت من أحد وليا ، ولا يجوز ما اتخذت أحدا من ولى ، ولو جاز ذلك لجاز فما منكم أحد عنه من حاجزين ، ويجوز أن يكون من دونك حالا من أولياء.
قوله تعالى ( إِلاَّ إِنَّهُمْ ) كسرت ( إن ) لأجل اللام في الخبر ، وقيل لو لم تكن اللام لكسرت أيضا لأن الجملة حالية ، إذ المعنى إلا وهم يأكلون ، وقرئ بالفتح على أن اللام زائدة ، وتكون إن مصدرية ، ويكون التقدير : إلا أنهم يأكلون : أي وما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم ، ويجوز أن تكون في موضع الحال ، ويكون التقدير : إنهم ذوو أكل.
قوله تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ ) في العامل فيه ثلاثة أوجه : أحدها اذكر يوم.
والثانى
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 162 _
يعذبون يوم ، والكلام الذى بعده يدل عليه.
والثالث لايبشرون يوم يرون.
ولايجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين : أحدهما أن المصدر لا يعمل فيما قبله.
والثانى أن المنفى لا يعمل فيما قبل لا.
قوله تعالى ( يومئذ ) فيه أوجه : أحدها هو تكرير ليوم الأول.
والثانى هو خبر بشرى فيعمل فيه المحذوف ، و ( للمجرمين ) تبيين أو خبر ثان.
والثالث أن يكون الخبر للمجرمين ، والعامل في يومئذ ما يتعلق به اللام.
والرابع أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منونة غير مبنية مع لا ، ويكون الخبر للمجرمين ، وسقط التنوين لعدم الصرف ، ولا يجوز أن يعمل فيه بشرى إذا بنيتها مع لا.
قوله تعالى ( حِجْراً مَحْجُوراً ) هو مصدر ، والتقدير : حجرنا حجرا ، والفتح والكسر لغتان وقد قرئ بهما.
قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والأصل تتشقق ، وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال ، وأن يراد به الماضي وقد حكى ، والدليل على أنه عطف عليه ، ونزل وهو ماض ، وذكر بعد قوله ( وَيَقُولُونَ حِجْراً ) وهذا يكون بعد تشقق السماء ، وأما انتصاب يوم فعلى تقدير : اذكر ، أو على معنى وينفرد الله بالملك يوم تشقق السماء ( ونزل ) الجمهور على التشديد ، ويقرأ بالتخفيف والفتح و ( تنزيلا ) على هذا مصدر من غير لفظ الفعل ، والتقدير : نزلوا تنزيلا فنزلوا.
قوله تعالى ( الملك ) مبتدأ ، وفى الخبر أوجه ثلاثة : أحدها ( للرحمن ) فعلى هذا يكون الحق نعتا للملك ، ويومئذ معمول الملك أو معمول ما يتعلق به اللام ، ولا يعمل فيه الحق لأنه مصدر متأخر عنه.
والثانى أن يكون الخبر الحق ، وللرحمن تبيين أو متعلق بنفس الحق : أي يثبت للرحمن.
والثالث أن يكون الخبر يومئذ ، والحق نعت للرحمن.
قوله تعالى ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي ) الجملة حال ، وفى يا هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى ( يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ ).
قوله تعالى ( مهجورا ) هو مفعول ثان لاتخذوا : أي صيروا للقرآن مهجورا بإعراضهم عنه.
قوله تعالى ( جملة ) هو حال من القرآن : أي مجتمعا ( كذلك ) أي أنزل
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 163 _
كذلك ، فالكاف في موضع نصب على الحال ، أو صفة لمصدر محذوف ، واللام في ( لنثبت ) يتعلق بالفعل المحذوف.
قوله تعالى ( جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ ) أي بالمثل الحق ، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم.
قوله تعالى ( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ ) يجوز أن يكون التقدير هم الذين ، أو أعنى الذين ، و ( أولئك ) مستأنف ، ويجوز أن يكون الذين مبتدأ وأولئك خبره.
قوله تعالى ( هارون ) هو بدل.
قوله تعالى ( فَدَمَّرْنَاهُمْ ) يقرأ فدمراهم ، وهو معطوف على اذهبا ، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره : فذهبا فأنذرا فكذبوهما فدمرناهم ( وَقَوْمَ نُوحٍ ) يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله : أي ودمرنا قوم نوح ، و ( أغرقناهم ) تبيين للتدمير ، ويجوز أن يكون التقدير : وأغرقنا قوم نوح ( وعادا ) أي ودمرنا أو أهلكنا عادا ( وكلا ) معطوف على ما قبله ، ويجوز أن يكون التقدير وذكرنا كلا ، لأن ( ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ ) في معناه ، وأما ( كلا ) الثانية فمنصوبة ب ( تبرنا ) لا غير.
قوله تعالى ( مَطَرَ السَّوْءِ ) فيه ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون مفعولا به ثانيا ، والأصل أمطرت القرية مطرا : أي أوليتها أو أعطيتها.
والثانى أن يكون مصدرا محذوف الزوائد : أي إمطار السوء.
والثالث أن يكون نعتا لمحذوف : أي إمطارا مثل مطر السوء.
قوله تعالى ( هزوا ) أي مهزوا به ، وفى الكلام حذف تقديره : يقولون ( أهذا ) والمحذوف حال ، والعائد إلى ( الذى ) محذوف : أي بعثه ، و ( رسولا ) يجوز أن يكون بمعنى مرسل ، وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف : أي ذا رسول ، وهو الرسالة.
قوله تعالى ( إِنْ كَادَ ) هي مخففة من الثقيلة وقد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر.
قوله تعالى ( مَنْ أَضَلُّ ) هو استفهام ، و ( نشورا ) قد ذكر في الأعراف.
قوله تعالى ( لِنُحْيِيَ بِهِ ) اللام متعلقة بأنزلنا ، ويضعف تعلقها بطهور لأن الماء ما طهر لنحيى ( مِمَّا خَلَقْنَا ) في موضع نصب على الحال من ( أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ ) والتقدير : أنعاما مما خلقنا ، ويجوز أن يتعلق من بنسقيه لابتداء الغاية كقولك :
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 164 _
أخذت من زيد مالا ، فإنهم أجازوا فيه الوجهين ، وأناسى أصله أناسين جمع إنسان كسرحان وسراحين فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت ، وقيل هو جمع إنسى على القياس
والهاء في ( صرفناه ) للماء ، والهاء في ( به ) للقرآن.
قوله تعالى ( ملح ) المشهور على القياس يقال ماء ملح ، وقرئ ( ملح ) بكسر اللام ، وأصله مالح على هذا ، وقد جاء في الشذوذ فحذفت الألف كما قالوا في بارد وبرد.
والتاء في فرات أصلية ووزنه فعال ، و ( بينهما ) ظرف لجعل ، ويجوز أن يكون حالا من برزخ.
قوله تعالى
( عَلَى رَبِّهِ ) يجوز أن يكون خبر كان ، و ( ظهيرا ) حال أو خبر ثان ، ويجوز أن يتعلق بظهيرا وهو الأقوى.
قوله تعالى
( إِلاَّ مَنْ شَاءَ ) هو استثناء من غير الجنس.
قوله تعالى ( بذنوب ) هو متعلق ب ( خبيرا ) أي كفى الله خبيرا بذنوبهم.
قوله تعالى
( الَّذِي خَلَقَ ) يجوز أن يكون مبتدأ ، و ( الرحمن ) الخبر ، وأن يكون خبرا : أي هو الذى ، أو نصبا على إضمار أعنى ، فيتم الكلام على العرش ، ويكون الرحمن مبتدأ ، وفاسأل به الخبر على قول الأخفش ، أو خبر مبتدإ محذوف : أي هو الرحمن ، أو بدلا من الضمير في استوى.
قوله تعالى ( به ) فيه وجهان.
أحدهما الباء تتعلق ( بخبيرا ) وخبيرا مفعول اسأل.
والثانى أن الباء بمعنى عن فتتعلق باسأل ، وقيل التقدير : فاسأل بسؤالك عنه خبيرا ، ويضعف أن يكون خبيرا حالا من الفاعل في اسأل ، لأن الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد مثل
( وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً ) ويجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته باستوى.
قوله تعالى
( لِمَا تَأْمُرُنَا ) يقرأ بالتاء والياء.
وفي ( ما ) ثلاثة أوجه : أحدها هي بمعنى الذى.
والثانى نكرة موصوفة ، وعلى الوجهين يحتاج إلى عائد ، والتقدير : لما تأمرنا بالسجود له ثم بسجوده ، ثم تأمرنا ، ثم تأمرنا ، هذا على قول أبى الحسن ، وعلى قول سيبويه حذف ذلك كله من غير تدريج.
والوجه الثالث هي مصدرية.
أي أنسجد من أجل أمرك ، وهذا لا يحتاج إلى عائد ، والمعنى : أنعبد الله لأجل أمرك.
قوله تعالى ( سراجا ) يقرأ على الإفراد ، والمراد الشمس ، وعلى الجمع بضمتين
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 165 _
أي الشمس والكواكب ، أو يكون كل جزء من الشمس سراجا لانتشارها وإضاءتها في موضع دون موضع ، و ( خلفة ) مفعول ثان أو حال ، وأفرد لأن المعنى يخلف أحدهما الآخر فلا يتحقق هذا إلا منهما.
والشكور بالضم مصدر مثل الشكر.
قوله تعالى ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ) مبتدأ.
وفي الخبر وجهان : أحدهما ( الَّذِينَ يَمْشُونَ ) والثانى قوله تعالى ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ ) والذين يمشون صفة.
قوله تعالى ( قَالُوا سَلاماً ) سلاما هنا مصدر ، وكانوا في مبدإ الإسلام إذا خاطبهم الجاهلون ذكروا هذه الكلمة ، لأن القتال لم يكن شرع ثم نسخ.
ويجوز أن يكون قالوا بمعنى سلموا ، فيكون سلاما مصدره.
قوله تعالى ( مستقرا ) هو تمييز ، وساءت بمعنى بئس ، و ( يقتروا ) بفتح الياء ، وفي التاء وجهان : الكسر ، والضم وقد قرئ بهما ، والماضي ثلاثى يقال : قتر يقتر ويقتر ، ويقرأ بضم الياء وكسر التاء ، والماضي أقتر ، وهى لغة ، وعليها جاء ( وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) ( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ ) أي وكان الإنفاق ، و ( قواما ) الخبر ، ويجوز أن يكون بين الخبر وقواما حالا ، ( إِلاَّ بِالْحَقِّ ) في موضع الحال ، والتقدير : إلا مستحقين.
قوله تعالى ( يضاعف ) يقرأ بالجزم على البدل من يلق إذ كان من معناه ، لأن مضاعفة العذاب لقى الآثام ، وقرأ بالرفع شاذا على الاستئناف ( ويخلد ) الجمهور على فتح الياء ، ويقرأ بضمها وفتح اللام على ما لم يسم فاعله ، وماضيه أخلد بمعنى خلد ، ( مهانا ) حال ، والأثام اسم للمصدر مثل السلام والكلام ( إِلاَّ مَنْ تَابَ )
استثناء من الجنس في موضع نصب.
قوله تعالى ( وذرياتنا ) يقرأ على الإفراد ، وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع و ( قرة ) هو المفعول ، ومن أزواجنا وذرياتنا يجوز أن يكون حالا من قرة ، وأن يكون معمول هب ، والمحذوف من هب فاؤه ، والأصل كسر الهاء لأن الواو لا تسقط إلا على هذا التقدير مثل يعد ، إلا أن الهاء فتحت من يهب لانها حلقية فهى عارضة ، فلذلك لم تعد الواو كما لم تعد في يسع ويدع.
قوله تعالى ( إماما ) فيه أربعة أوجه : أحدها أنه مصدر مثل قيام وصيام ، فلم يجمع لذلك ، والتقدير : ذوى إمام.
والثانى أنه جمع إمامة مثل قلادة وقلاد.
والثالث هو جمع آم من آم يؤم مثل حال وحلال.
والرابع أنه واحد اكتفى به عن أئمة كما قال تعالى ( نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ) .
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 166 _