لكان العذاب لازما ، واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل ، ويجوز أن يكون جمع لازم مثل قائم وقيام.
قوله تعالى
( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ) هو في موضع نصب بسبح الثانية ( وأطراف ) محمول على الموضع أو معطوف على قبل ، ووضع الجمع موضع التثنية لأن النهار له طرفان ، وقد جاء في قوله
( أَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ ) وقيل لما كان النهار جنسا جمع الأطراف ، وقيل أراد بالأطراف الساعات ، كما قال تعالى
( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ) ( لَعَلَّكَ تَرْضَى ) وترضى وهما ظاهران.
قوله تعالى ( زهرة ) في نصبه أوجه : أحدها أن يكون منصوبا بفعل محذوف دل عليه متعنا : أي جعلنا لهم زهرة.
والثانى أن يكون بدلا من موضع به.
والثالث أن يكون بدلا من أزواج ، والتقدير : ذوى زهرة ، فحذف المضاف ، ويجوز أن يكون جعل الأزواج زهرة على المبالغة ولايجوز أن يكون صفة لأنه معرفة.
وأزواجا نكرة.
والرابع أن يكون على الذم أي أذم أو أعنى.
والخامس أن يكون بدلا من ما اختاره بعضهم ، وقال آخرون : لا يجوز لأن قوله تعالى ( لنفتنهم ) من صلة متعنا فيلزم منه الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبى.
والسادس أن يكون حالا من الهاء أو من ( ما ) وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وجر الحياة على البدل من ( ما ) اختاره مكى ، وفيه نظر.
والسابع أنه تمييز لما أو للهاء في به ، حكى عن الفراء ، وهو غلط لأنه معرفة.
قوله تعالى
( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) أي لذوى التقوى ، وقد دل على ذلك قوله
( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ).
قوله تعالى
( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ ) يقرأ بالتاء على لفظ التثنية ، وبالياء على معنى البيان وقرئ ( بينة ) بالتنوين ، و ( ما ) بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف ، وحكى عن بعضهم بالنصب والتنوين على أن يكون الفاعل ( ما ) وبينة حال مقدمة ، و ( الصحف ) بالتحريك والإسكان ( فنتبع ) جواب الاستفهام و
( نَذِلَّ وَنَخْزَى ) على تسمية الفاعل وترك تسميته.
قوله تعالى
( مَنْ أَصْحَابُ ) من مبتدأ وخبر ، والجملة في موضع نصب ، ولا تكون ( من ) بمعنى الذى إذ لاعائد عليها ، وقد حكى ذلك عن الفراء
( الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ) فيه خمس قراءات : الأولى على فعيل أي المستوى.
والثانية السواء أي الوسط والثالثة السوء بفتح السين بمعنى النشر والرابعة السوءى ، وهو تأنيث الأسوأ وأنث على معنى الصراط
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 130 _
أي الطريقة كقوله تعالى ( اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ).
والخامس السوى على تصغير السوء.
( وَمَنْ اهْتَدَى ) بمعنى الذى ، وفيه عطف الخبر على الاستفهام ، وفيه تقوية قول الفراء : ويجوز أن يكون في موضع جر : أي وأصحاب من اهتدى ، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجوز أن يكون استفهاما كالأول.
سورة الأنبياء عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) هم مبتدأ ، و ( معرضون ) الخبر ، وفى غفلة يجوز أن يكون حالا من الضمير في معرضون : أي أعرضوا غافلين ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا.
قوله تعالى ( محدث ) محمول على لفظ ذكر ولو رفع على موضع من ذكر جاز ، ومن ربهم يجوز أن يتعلق بيأتيهم ، وأن يكون صفة لذكر ، وأن يتعلق بمحدث وأن يكون حالا من الضمير في محدث.
قوله تعالى ( لاهية ) هو حال من الضمير في يلعبون ، ويجوز أن يكون حالا من الواو في استمعوه.
قوله تعالى ( الَّذِينَ ظَلَمُوا ) في موضعه ثلاثة أوجه أحدها الرفع ، وفيه أربعة أوجه : أحدها أن يكون بدلا من الواو في أسروا والثانى أن يكون فاعلا والواو حرف للجمع لااسم.
والثالث أن يكون مبتدأ والخبر هل هذا ، والتقدير : يقولون هل هذا والرابع أن يكون خبر مبتدأ محذوف : أي هم الذين ظلموا والوجه الثاني أن يكون منصوبا على إضمار أعنى والثالث أن يكون مجرورا صفة للناس.
قوله تعالى ( قَالَ رَبِّي ) يقرأ قل على الأمر ، وقال على الخبر ( فِي السَّمَاءِ ) حال من القول أو حال من الفاعل في يعلم وفيه ضعف : ويجوز أن يتعلق بيعلم.
قوله تعالى ( أَضْغَاثُ أَحْلامٍ ) أي هذا أضغاث ( كَمَا أُرْسِلَ ) أي إتيانا مثل إرسال الأولين ، و ( أَهْلَكْنَاهَا ) صفة لقرية إما على اللفظ أو على الموضع ، و ( يوحى ) بالياء ، و ( إليهم ) قائم مقام الفاعل ، ونوحى بالنون ، والمفعول محذوف : أي الأمر والنهى.
قوله تعالى ( جسدا ) هو مفرد في موضع الجمع ، والمضاف محذوف : أي ذوى
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 131 _
أجساد ، و ( لا يَأْكُلُونَ ) صفة لاجساد.
وجعلناهم يجوز أن يكون متعديا إلى اثنين ، وأن يتعدى إلى واحد ، فيكون جسدا حالا ، ولا يأكلون حالا أخرى.
قوله تعالى ( فِيهِ ذِكْرُكُمْ ) الجملة صفة لكتاب ، وذكركم مضاف إلى المفعول أي ذكرنا إياكم ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل : أي ما ذكرتم من الشرك وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون المفعول محذوفا ( وكم ) في موضع نصب ب ( قصمنا ) و ( كَانَتْ ظَالِمَةً ) صفة لقرية.
قوله تعالى ( إِذَا هُمْ ) للمفاجأة فهو مبتدأ ، و ( يركضون ) الخبر ، وإذا ظرف للخبر.
قوله تعالى ( تِلْكَ دَعْوَاهُمْ ) تلك في موضع رفع اسم زالت ، ودعواهم الخبر.
ويجوز العكس ، والدعوى قولهم يا ويلنا ، و ( حصيدا ) مفعول ثان ، والتقدير : مثل حصيد ، فلذلك لم يجمع كما لا يجمع مثل المقدر : و ( خامدين ) بمنزلة هذا حلو حامض ، ويجوز أن يكون صفة لحصيد ، و ( لاعبين ) حال من الفاعل في خلقنا ، و ( إِنْ كُنَّا ) بمعنى ماكنا ، وقيل هي شرط ( فيدمغه ) قرئ شاذا بالنصب وهو بعيد ، والحمل فيه على المعنى : أي بالحق فالدمغ ، ( مِمَّا تَصِفُونَ ) حال : أي ولكم الويل واقعا ، و ( ما ) بمعنى الذى أو نكرة موصوفة أو مصدرية.
قوله تعالى ( وَمَنْ عِنْدَهُ ) فيه وجهان : أحدهما أن تكون ( من ) معطوفة على ( من ) الأولى والأولى مبتدأ وله الخبر أو هي مرفوعة بالظرف ، فعلى هذا ( لا يَسْتَكْبِرُونَ ) حال إما من ( من ) الاولى أو الثانية على قول من رفع بالظرف ، أو من الضمير في الظرف الذى هو الخبر ، أو من الضمير في عنده.
والوجه الثاني أن تكون من الثانية مبتدأ ، ولا يستكبرون الخبر.
قوله تعالى ( يسبحون ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها ، و ( لا يَفْتُرُونَ ) حال من ضمير الفاعل في يسبحون.
قوله تعالى ( مِنْ الأَرْضِ ) هو صفة لآلهة.
أو متعلق باتخذوا على معنى ابتداء غاية الاتخاذ.
قوله تعالى ( إِلاَّ اللَّهُ ) الرفع على أن إلا صفة بمعنى غير ، ولايجوز أن يكون بدلا ، لأن المعنى يصير إلى قولك : لو كان فيهما الله لفسدتا ، ألا ترى أنك لو قلت : ما جاءني قومك إلا زيد على البدل لكان المعنى : جاءني زيد وحده ، وقيل يمتنع البدل ،
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 132 _
لأن ما قبلها إيجاب ، ولايجوز النصب على الاستثناء لوجهين : أحدهما أنه فاسد في المعنى ، وذلك أنك إذا قلت : لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم : كان معناه أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم ، فلو نصبت في الآية لكان المعنى : إن فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة ، وفى ذلك إثبات إله مع الله ، وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك ، لأن المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا.
والوجه الثاني أن آلهة هنا نكرة والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين ، لأنه لاعموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء.
قوله تعالى ( ذِكْرُ مَنْ مَعِي ) الجمهور على الإضافة ، وقرئ بالتنوين على أن تكون ( من ) في موضع نصب بالمصدر ، ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام ما لم يسم فاعله ، ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم ، والتقدير : هذا ذكر من كتاب معى ، ومن كتاب قبلى ونحو ذلك فحذف الموصوف.
قوله تعالى ( الحق ) الجمهور على النصب بالفعل قبله ، وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ.
قوله تعالى ( بَلْ عِبَادٌ ) أي هم عباد ، ( مكرمون ) بالتخفيف والتشديد ، و ( لا يَسْبِقُونَهُ ) صفة في موضع رفع.
قوله تعالى ( فذلك ) في موضع رفع بالابتداء ، وقيل في موضع نصب بفعل دل عليه ( نجزيه ) والجملة جواب الشرط ، و ( كذلك ) في موضع نصب ب ( نجزى ) أي جزاء مثل ذلك.
قوله تعالى ( أَوَ لَمْ ) يقرأ بالواو وبحذفها ، وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ) ( كانتا ) الضمير يعود على الجنسين ، و ( رتقا ) بسكون التاء : أي ذاتي رتق أو مرتوقتين ، كالخلق بمعنى المخلوق ، ويقرأ بفتحها وهو بمعنى المرتوق كالقبض والنقض ( وجعلنا ) أي وخلقنا ، والمفعول ( كُلِّ شَيْءٍ ) و ( حى ) صفة ومن لابتداء الغاية ، ويجوز أن يكون صفة لكل تقدم عليه فصار حالا ، ويجوز أن تكون جعل بمعنى صير ، فيكون من الماء مفعولا ثانيا ، ويقرأ ( حيا ) على أن يكون صفة لكل ، أو مفعولا ثانيا.
قوله تعالى ( أَنْ تَمِيدَ ) أي مخافة أن تميد ، أو لئلا تميد ، و ( فجاجا ) حال من ( سبل ) وقيل سبلا بدل : أي سبلا ( فجاجا ) كما جاء في الآية الأخرى.
قوله تعالى ( كل ) أي كل واحد منهما أو منها ، ويعود إلى الليل والنهار والشمس
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 133 _
والقمر و ( يسبحون ) خبر كل على المعنى ، لأن كل واحد منها إذا سبح فكلها تسبح ، وقيل يسبحون على هذا الوجه حال ، والخبر في فلك ، وقيل التقدير : كلها
والخبر يسبحون ، وأتى بضمير الجمع على معنى كل ، وذكره كضمير من يعقل لأنه وصفها بالسباحة ، وهى من صفات من يعقل.
قوله تعالى
( أَفَإِيْن مَاتَ ) قد ذكر في قوله تعالى
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ ).
قوله تعالى ( فتنة ) مصدر مفعول له ، أو في موضع الحال : أي فاتنين ، أو على المصدر بمعنى نبلوكم : أي تفتنكم بهما فتنة.
قوله تعالى
( إِلاَّ هُزُواً ) أي مهزوا به ، وهو مفعول ثان ، وأعاد ذكرهم توكيدا.
قوله تعالى
( مِنْ عَجَلٍ ) في موضع نصب بخلق على المجاز كما تقول خلق من طين ، وقيل هو حال : أي عجلا ، وجواب ( لو ) محذوف ، و ( حين ) مفعول به لاظرف ، و ( بغتة ) مصدر في موضع الحال.
قوله تعالى
( مِنْ الرَّحْمَنِ ) أي من أمر الرحمن ، فهو في موضع نصب بيكلؤكم ونظيره يحفظونه من أمر الله.
قوله تعالى
( لا يَسْتَطِيعُونَ ) هو مستأنف.
قوله تعالى
( نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) قد ذكر في الرعد.
قوله تعالى
( وَلا يَسْمَعُ ) في قراءات وجوهها ظاهرة ، و ( إذا ) منصوبة بيسمع أو بالدعاء ، فعلى هذا القول يكون المصدر المعرف بالألف واللام عاملا بنفسه.
قوله تعالى
( مِنْ عَذَابِ ) صفة لنفحة أو في موضع نصب بمستهم قوله تعالى ( القسط ) إنما أفرد وهو صفة لجمع لأنه مصدر وصف به ، وإن شئت قلت : التقدير ذوات القسط
( لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) أي لأجله ، وقيل هي بمعنى في ، و ( شيئا ) بمعنى المصدر ، و ( مثقال ) بالنصب على أنه خبر كان : أي وإن كان الظلم أو العمل ، ويقرأ بالرفع على أن تكون كان التامة ، و
( مِنْ خَرْدَلٍ ) صفة لحبة أو لمثقال ، و ( أتينا ) بالقصر جئنا ، ويقرأ بالمد بمعنى جازينا بها ، فهو يقرب من معنى أعطينا لأن الجزاء إعطاء ، وليس منقولا من أتينا لأن ذلك ينقل عنهم.
--------------------
(1) القراءتان جيدتان صحيحتان فلا عبرة بكراهة قوم لحوق تاء التأنيث في قوله (فنادته) اه مصحح . (*)
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 134 _
قوله تعالى ( وضياء ) قيل دخلت الواو على الصفة كما تقول : مررت بزيد الكريم والعالم ، فعلى هذا يكون حالا : أي الفرقان مضيئا ، وقيل هي عاطفة : أي آتيناه ثلاثة أشياء.
الفرقان ، والضياء ، والذكر.
قوله تعالى ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ ) في موضع جر على الصفة ، أو نصب بإضمار أعنى ، أو رفع على إضمارهم.
و ( بالغيب ) حال.
قوله تعالى ( إِذْ قَالَ ) إذ ظرف لعالمين أو لرشده ، أو لآتينا ، ويجوز أن يكون بدلا من موضع ( مِنْ قَبْلُ ) ويجوز أن ينتصب بإضمار أعنى أو بإضمار اذكر ( لَهَا عَاكِفُونَ ) قيل اللام بمعنى على كقوله ( لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) وقيل هي على بابها ، إذ المعنى لها عابدون ، وقيل أفادت معنى الاختصاص.
قوله تعالى ( عَلَى ذَلِكُمْ ) لا يجوز أن يتعلق با ( لشاهدين ) لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول فيكون على التبيين ، وقد ذكر في مواضع.
قوله تعالى ( جذاذا ) يقرأ بالضم والفتح والكسر وهى لغات ، وقيل الضم على أن واحده جذاذه ، والكسر على أن واحده جذاذه بالكسر ، والفتح على المصدر كالحصاد ، والتقدير : ذوى جذاذ ، ويقرأ بضم الجيم من غير ألف ، وواحده جذه كقبة وقبب ، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الذال الاولى ، وواحده جذيذ كقليب وقلب.
قوله تعالى ( مَنْ فَعَلَ هَذَا ) يجوز أن يكون ( من ) استفهاما ، فيكون ( إنه ) استئنافا ، ويجوز أن يكون بمعنى الذى ، فيكون ( إنه ) ومابعده الخبر.
قوله تعالى ( يذكرهم ) مفعول ثان لسمعنا ، ولا يكون ذلك إلا مسموعا
كقولك : سمعت زيدا يقول كذا ، والمعنى : سمعت قول زيد ، و ( يقال ) صفة ويجوز أن يكون حالا.
وفى ارتفاع ( إبراهيم ) عليه السلام ثلاثة أوجه : أحدها هو خبر مبتدأ محذوف : أي هو أو هذا ، وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف : أي إبراهيم فاعل ذلك ، والجملة محكية.
والثانى هو منادى مفرد فضمته بناء.
والثالث هو مفعول يقال ، لأن المعنى يذكر إبراهيم في تسميته ، فالمراد الاسم لا المسمى.
قوله تعالى ( عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ) في موضع الحال : أي على رؤيتهم : أي ظاهرا لهم.
قوله تعالى ( بَلْ فَعَلَهُ ) الفاعل ( كبيرهم ) ، ( هذا ) وصف أو بدل ،
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 135 _
وقيل الوقف على فعله ، والفاعل محذوف : أي فعله من فعله ، وهذا بعيد لأن حذف الفاعل لا يسوغ.
قوله تعالى ( عَلَى رُءُوسِهِمْ ) متعلقة بنكسوا ، ويجوز أن يكون حالا فيتعلق بمحذوف ( مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ ) الجملة تسد مسد مفعولي علمت كقوله ( وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ) ، و ( شيئا ) في موضع المصدر : أي نفعا ( أُفٍّ لَكُمَ ) قد ذكر في سبحان.
قوله تعالى ( بردا ) أي ذات برد ، و ( على ) يتعلق بسلام أو هي صفة له.
قوله تعالى ( نافلة ) حال من يعقوب ، وقيل هو مصدر كالعاقبة والعافية ، والعامل فيه معنى وهبنا ( وكلا ) المفعول الأول ل ( جعلنا ـ وإقام الصلاة ) الأصل فيه إقامة ، وهى عوض من حذف إحدى الألفين ، وجعل المضاف إليه بدلا من الهاء.
قوله تعالى ( ولوطا ) أي وآتينا لوطا ، و ( آتيناه ) مفسر للمحذوف ، ومثله ونوحا وداود وسليمان وأيوب ومابعده من أسماء الأنبياء عليهم السلام ، ويحتمل أن
يكون التقدير : واذكر لوطا ، والتقدير : واذكر خبر لوط ، والخبر المحذوف هو العامل في ( إذ ) والله أعلم.
قوله تعالى ( ونصرناه ) أي منعناه من أذاهم ، وقيل من بمعنى على ، و ( إِذْ نَفَشَتْ ) ظرف ليحكمان ، و ( لحكمهم ) بمعنى الذين اختصموا في الحرث وقيل الضمير لهم ولداود وسليمان ، وقيل هو لداود وسليمان خاصة ، وجمع لأن الاثنين جمع.
قوله تعالى ( مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ ) العامل في مع ( يسبحن ) وهو نظير قوله تعالى ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ) ويسبحن حال من الجبال ( والطير ) معطوف على الجبال وقيل هي بمعنى ، ويقرأ شاذا بالرفع عطفا على الضمير في يسبحن ، وقيل التقدير والطير كذلك.
قوله تعالى ( لكم ) يجوز أن يكون وصفا للبوس ، وأن يتعلق بعلمنا أو بصنعة ( لتحصنكم ) يجوز أن يكون بدلا من لكم بإعادة الجار ، ويجوز أن يتعلق بعلمنا : أي لأجل تحصينكم ويحصنكم بالياء على أن الفاعل الله عزوجل أو داود عليه السلام أو الصنع أو التعليم أو اللبوس ، وبالتاء : أي الصنعة أو الدروع ، وبالنون لله تعالى على التعظيم ، ويقرأ بالتشديد والتخفيف ، و ( الريح ) نصب على تقدير : وسخرنا
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 136 _
لسليمان ، ودل عليه وسخرنا الأولى ، ويقرأ بالرفع على الاستئناف ، و ( عاصفة ) حال ، و ( تجرى ) حال أخرى ، إما بدلا من عاصفة ، أو من الضمير فيها.
قوله تعالى ( مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ ) ( من ) في موضع نصب عطفا على الرياح ، أو رفع على الاستئناف ، وهى نكرة موصوفة والضمير عائد على معناها ، و ( دُونَ ذَلِكَ ) صفة لعمل.
قوله تعالى ( رحمة ـ وذكرى ) مفعول له ، ويجوز أن ينتصب على المصدر :
أي ورحمناه ، و ( مغاضبا ) حال.
قوله تعالى ( ننجي ) الجمهور على الجمع بين النونين وتخفيف الجيم ، ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها أنه فعل ماض ، وسكن الياء إيثارا للتخفيف ، والقائم مقام الفاعل المصدر : أي نجى النجاء.
وهو ضعيف من وجهين : أحدهما تسكين آخر الماضي ، والثانى إقامة المصدر مقام المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح.
والوجه الثاني أنه فعل مستقبل قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت وهو ضعيف أيضا.
والثالث أن أصله ننجي بفتح النون الثانية ، ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في ( تظاهرون ) وهذا ضعيف أيضا لوجهين : أحدهما أن النون الثانية أصل وهى فاء الكلمة ، فحذفها يبعد جدا.
والثانى أن حركتها غير حركة النون الأولى ، فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون ، ألا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية.
قوله تعالى ( رَغَباً وَرَهَباً ) مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال ، أو مصدر على المعنى.
قوله تعالى ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ ) أي واذكر التى ، ويجوز أن يكون في موضع رفع : أي وفيما يتلى عليك خبر التى ، و ( فيها ) يعود على مريم ، و ( آية ) مفعول ثان.
وفى الإفراد وجهان : أحدهما أن مريم وابنها جميعا آية واحدة ، لأن العجب منهما كمل.
والثانى أن تقديره وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوف عليه ، وقيل المحذوف هو الأول ، وآية المذكور للابن.
قوله تعالى ( أمتكم ) بالرفع على أنه خبر إن ، وبالنصب على أنه خبر أو عطف بيان ، و ( أمة ) بالنصب حال ، وبالرفع بدل من أمتكم ، أو خبر مبتدأ محذوف قوله تعالى ( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ ) أي في أمرهم.
أي تفرقوا ، وقيل عدى
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 137 _
تقطعوا بنفسه ، لأنه بمعنى قطعوا : أي فرقوا ، وقيل هو تمييز : أي تقطع أمرهم.
و ( له ) أي للسعى ، وقيل يعود على من.
قوله تعالى ( وحرام ) يقرأ بالألف وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف.
وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف ، وهو في ذلك كله مرفوع بالابتداء ، وفى الخبر وجهان : أحدهما هو ( أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) و ( لا ) زائدة : أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا ، وقيل ليست زائدة : أي ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم ، والجيد أن يكون أنهم فاعلا سد مسد الخبر.
والثانى الخبر محذوف تقدير : توبتهم أو رجاء بعثهم إذا جعلت ( لا ) زائدة ، وقيل حرام خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الذى ذكرناه من العمل الصالح حرام ، وحرام وحرم لغتان مثل حلال وحل ، ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم : أي امتنع مثل فلق ، ومنه : ( يقول لا غائب مالى ولاحرم ) أي ممتنع ، ويقرأ ( حرم ) على أنه فعل بكسر الراء وضمها ، وأنهم بالفتح على أنها مصدرية وبالكسر على الاستئناف ، و ( حتى ) متعلقة في المعنى بحرام : أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ، ولاعمل لها في ( إذا ) ويقرأ ( من كل جدث ) بالجيم والثاء وهو بمعى الحدب ، و ( ينسلون ) بكسر السين وضمها لغتان ، وجواب إذا ( فَإِذَا هِيَ ) وقيل جوابها قالوا يا ويلنا ، وقيل واقترب ، والواو زائدة.
قوله تعالى ( فَإِذَا هِيَ ) ( إذا ) للمفاجأة ، وهى مكان ، والعامل فيها ( شاخصة ) وهى ضمير القصة ، و ( أَبْصَارُ الَّذِينَ ) مبتدأ ، وشاخصة خبره ( يَا وَيْلَنَا ) في موضع نصب بقالوا المقدر ، ويجوز أن يكون التقدير : يقولون فيكون حالا.
قوله تعالى ( حَصَبُ جَهَنَّمَ ) يقرأ بفتح الصاد وهو ماتوقد به ، وبسكونها وهو مصدر حصبتها أوقدتها فيكون بمعنى المحصوب ، ويقرأ بالضاد محركة وساكنة ، وبالطاء وهما بمعنى ( أَنْتُمْ لَهَا ) يجوز أن يكون بدلا من حصب جهنم ، وأن يكون
مستأنفا ، وأن يكون حالا من جهنم.
قوله تعالى ( منا ) يجوز أن يتعلق بسبقت ، وأن يكون حالا من ( الحسنى ) ( لا يَسْمَعُونَ ) يجوز أن يكون بدلا من ( مبعدون ) ، وأن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من الضمير في مبعدون ( هَذَا يَوْمُكُمْ ) أي يقولون.
قوله تعالى ( يَوْمَ نَطْوِي ) يجوز أن يكون بدلا من العائد المحذوف من قوله يوعدون ، أو على إضمار أعنى ، أو ظرفا للا يحزنهم أو بإضمار اذكر ، ونطوى بالنون
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 138 _
على التعظيم ، وبالياء على الغيبة ، وبالتاء وترك تسمية الفاعل ، و ( السماء ) بالرفع والتقدير طيا كطى ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجل القرطاس ، وقيل هو اسم ملك أو كاتب ، فيكون مضافا إلى الفاعل ، ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام ، ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف اللام ، ويقرأ بفتح السين وسكون الجيم وتخفيف اللام ، وبضم السين والجيم مخففا ومشددا وهى لغات فيه ، واللام في ( للكتاب ) زائدة ، وقيل هي بمعنى على ، وقيل يتعلق بطى والله أعلم.
قوله تعالى ( كَمَا بَدَأْنَا ) الكاف نعت لمصدر محذوف : أي نعيده عوادا مثل بدئه وفى نصب ( أول ) وجهان : أحدهما هو منصوب ببدأنا : أي خلقنا أول خلق والثانى هو حال من الهاء في نعيده ، والمعنى مثل أول خلقه ، ( وعدا ) مصدر : أي وعدنا ذلك وعدا.
قوله تعالى ( مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) يجوز أن يتعلق بكتبنا ، وأن يكون ظرفا للزبور لأن الزبور بمعنى المزبور : أي المكتوب.
قوله تعالى ( إِلاَّ رَحْمَةً ) هو مفعول له ، ويجوز أن يكون حالا : أي ذا رحمة.
كما قال تعالى ( وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) ويجوز أن يكون بمعنى راحم.
قوله تعالى ( يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا ) ( أن ) مصدرية ، وما الكافة لا تمنع من ذلك.
والتقدير : يوحى إلى وحدانية إلهى ( فَهَلْ أَنْتُمْ ) هل هنا على لفظ الاستفهام ، والمعنى على التحريض : أي فهل أنتم مسلمون بعد هذا فهو للمستقبل.
قوله تعالى ( عَلَى سَوَاءٍ ) حال من المفعول والفاعل : أي مستوين في العلم بما أعلمتكم به ( وَإِنْ أَدْرِي ) بإسكان الياء وهو على الأصل ، وقد حكى في الشاذ فتحها قال أبو الفتح : هو غلط لأن ( إن ) بمعنى ما ، وقال غيره : ألقيت حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة فأبدلت ألفا لانفتاح ما قبلها ثم أبدلت همزة متحركة لأنها في حكم المبتدأ بها ، والابتداء بالساكن محال ، و ( أقريب ) مبتدأ ، ( وَمَا تُوعَدُونَ ) فاعل له لأنه قد اعتمد على الهمزة ، ويخرج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد لأنه أقرب إليه ، و ( مِنْ الْقَوْلِ ) حال من الجهر : أي المجهور من القول.
قوله تعالى ( قُلْ رَبِّي ) يقرأ على لفظ الأمر وعلى لفظ الماضي ، و ( احكم ) على الأمر ، ويقرأ ربى أحكم على الابتداء والخبر ، و ( تصفون ) بالتاء والياء وهو ظاهر والله أعلم.
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن ( الجزء الثاني )
_ 139 _