يكون خبرا والمبتدأ محذوف : أي أمرنا طاعة ، ولو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية ، وذلك على المصدر : أي أطيعوا طاعة وقولوا قولا ، أو اتخذوا طاعة وقولا ، وقد دل عليه قوله تعالى بعدها ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ ).
  قوله تعالى ( كَمَا اسْتَخْلَفَ ) نعت لمصدر محذوف : أي استخلافا كما استخلف.
  قوله تعالى ( يعبدونني ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في ليستخلفنهم ، أو من الضمير في ليبدلنهم ( لا يُشْرِكُونَ ) يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى وأن يكون حالا من الفاعل في يعبدونني : أي يعبدونني موحدين.
  قوله تعالى ( لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ ) يقرأ بالياء والتاء ، وقد ذكر مثل ذلك في الأنفال.
  قوله تعالى ( ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) مرة في الأصل مصدر ، وقد استعملت ظرفا ، فعلى هذا ينتصب ثلاث مرات على الظرف ، والعامل ليستأذن ، وعلى هذا في موضع ( مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ ) ثلاثة أوجه : أحدها نصب بدلا من ثلاث.
  والثانى جر بدلا من مرات.
  والثالث رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هي من قبل ، وتمام الثلاث معطوف على هذا ( مِنْ الظَّهِيرَةِ ) يجوز أن تكون ( من ) لبيان الجنس : أي حين ذلك من وقت الظهيرة ، وأن تكون بمعنى في ، وأن تكون بمعنى من أجل الظهيرة ، وحين معطوف على موضع من قبل.
  قوله تعالى ( ثَلاثُ عَوْرَاتٍ ) يقرأ بالرفع : أي هي أوقات ثلاث عورات ، فحذف المبتدأ والمضاف ، وبالنصب على البدل من الأوقات المذكورة ، أو من ثلاث الأولى ، أو على إضمار أعنى.
  قوله تعالى ( بعدهن ) التقدير بعد استئذانهن فيهن ، ثم حذف حرف الجر والفاعل ، فيبقى بعد استئذانهن ، ثم حذف المصدر.
  قوله تعالى ( طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ ) أي هم طوافون.
  قوله تعالى ( بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) أي يطوف على بعض ، فيجوز أن تكون الجملة بدلا من التى قبلها ، وأن تكون مبنية مؤكدة.
  قوله تعالى ( والقواعد ) واحدتهن قاعدة ، هذا إذا كانت كبيرة : أي قاعدة عن النكاح ، ومن القعود قاعدة للفرق بين المذكر والمؤنث ، وهو مبتدأ ، و ( مِنْ النِّسَاءِ ) حال ، و ( اللاتى ) صفة ، والخبر ( فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ ) ودخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط ، لأن الألف واللام بمعنى الذى ( غير ) حال.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 160 _

  قوله تعالى ( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ ) الجمهور على التخفيف ، ويقرأ ( ملكتم ) بالتشديد على ما لم يسم فاعله ، والمفاتح جمع مفتح ، قيل هو نفس الشئ الذى يفتح به ، وقيل هو جمع مفتح وهو المصدر كالفتح.
  قوله تعالى ( تحية ) مصدرا من معنى سلموا ، لأن سلم وحيا بمعنى.
  قوله تعالى ( دُعَاءَ الرَّسُولِ ) المصدر مضاف إلى المفعول : أي دعاكم الرسول ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل : أي لا تهملوا دعاءه إياكم.
  قوله تعالى ( لو إذا ) هو مصدر في موضع الحال ، ويجوز أن يكون منصوبا بيتسللون على المعنى : أي يلاوذون لواذا ، أو يتسللون تسللا ، وإنما صحت الواو في لوازا مع انكسار ما قبلها ، لأنها تصح في الفعل الذى هو لاوذ ، ولو كان مصدر لاذ لكان لياذا ، مثل صام صياما.
  قوله تعالى ( عَنْ أَمْرِهِ ) الكلام محمول على المعنى ، لأن معنى يخالفون يميلون ويعدلون ( أَنْ تُصِيبَهُمْ ) مفعول يحذر ، والله أعلم.

سورة الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( ليكون ) في اسم كان ثلاثة أوجه : أحدها الفرقان.
  والثانى العبد.
  والثالث الله تعالى ، وقرئ شاذا على عباده فلا يعود الضمير إليه.
  قوله تعالى ( الَّذِي لَهُ ) يجوز أن يكون بدلا من ( الذي ) الأولى ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وأن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى.
  قوله تعالى ( افتراه ) الهاء تعود على عبده في أول السورة.
  قوله تعالى ( ظلما ) مفعول جاءوا : أي أتوا ظلما ، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ، والأساطير قد ذكرت في الأنعام ( اكتتبها ) في موضع الحال من الأساطير : أي قالوا هذه أساطير الأولين مكتتبة.
  قوله تعالى ( يَأْكُلُ الطَّعَامَ ) هو في موضع الحال ، والعامل فيها العامل في لهذا أو نفس الظرف ( فيكون ) منصوب على جواب الاستفهام أو التحضيض ( أو يلقى ـ أو تكون ) معطوف على أنزل لأن أنزل بمعنى ينزل ، أو يلقى بمعنى ألقى ، ويأكل بالياء والنون والمعنى فيهما ظاهر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 161 _
  قوله تعالى ( جنات ) بدل من خيرا ( وَيَجْعَلْ لَكَ ) بالجزم عطفا على موضع جعل الذى هو جواب الشرط ، وبالرفع على الاستئناف ، ويجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفا وأدغم.
  قوله تعالى ( إِذَا رَأَتْهُم ) إلى آخر الآية في موضع نصب صفة لسعير.
  و ( ضيقا ) بالتشديد والتخفيف قد ذكر في الأنعام ، ومكانا ظرف ، ومنها حال منه : أي مكانا منها ، و ( ثبورا ) مفعول به ، ويجوز أن يكون مصدرا من معنى دعوا.
  قوله تعالى ( خالدين ) هو حال من الضمير في يشاءون ، أو من الضمير في لهم ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ ) الضمير في كان يعود على ( ما ) ويجوز أن يكون التقدير : كان الوعد وعدا ، ودل على هذا المصدر.
  قوله تعالى ( وعدا ) وقوله ( لَهُمْ فِيهَا ) وخبر كان وعدا ، أو على ربك ( ويوم نحشرهم ) أي واذكر.
  قوله تعالى ( وَمَا يَعْبُدُونَ ) يجوز أن تكون الواو عاطفة ، وأن تكون بمعنى مع.
  قوله تعالى ( هؤلاء ) يجوز أن يكون بدلا من عبادي ، وأن يكون نعتا قوله تعالى ( أن نتخذ ) يقرأ بفتح النون وكسر الخاء على تسمية الفاعل ، و ( مِنْ أَوْلِيَاءَ ) هو المفعول الأول ، ومن دونك الثاني ، وجاز دخول ( من ) لأنه في سياق النفى ، فهو كقوله تعالى ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ ) ويقرأ بضم النون وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله ، والمفعول الأول مضمر ، ومن أولياء الثاني ، وهذا لا يجوز عند أكثر النحويين لأن ( من ) لا تزاد في المفعول الثاني ، بل في الأول كقولك : ما اتخذت من أحد وليا ، ولا يجوز ما اتخذت أحدا من ولى ، ولو جاز ذلك لجاز فما منكم أحد عنه من حاجزين ، ويجوز أن يكون من دونك حالا من أولياء.
  قوله تعالى ( إِلاَّ إِنَّهُمْ ) كسرت ( إن ) لأجل اللام في الخبر ، وقيل لو لم تكن اللام لكسرت أيضا لأن الجملة حالية ، إذ المعنى إلا وهم يأكلون ، وقرئ بالفتح على أن اللام زائدة ، وتكون إن مصدرية ، ويكون التقدير : إلا أنهم يأكلون : أي وما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم ، ويجوز أن تكون في موضع الحال ، ويكون التقدير : إنهم ذوو أكل.
  قوله تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ ) في العامل فيه ثلاثة أوجه : أحدها اذكر يوم.
  والثانى

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 162 _
  يعذبون يوم ، والكلام الذى بعده يدل عليه.
  والثالث لايبشرون يوم يرون.
  ولايجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين : أحدهما أن المصدر لا يعمل فيما قبله.
  والثانى أن المنفى لا يعمل فيما قبل لا.
  قوله تعالى ( يومئذ ) فيه أوجه : أحدها هو تكرير ليوم الأول.
  والثانى هو خبر بشرى فيعمل فيه المحذوف ، و ( للمجرمين ) تبيين أو خبر ثان.
  والثالث أن يكون الخبر للمجرمين ، والعامل في يومئذ ما يتعلق به اللام.
  والرابع أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منونة غير مبنية مع لا ، ويكون الخبر للمجرمين ، وسقط التنوين لعدم الصرف ، ولا يجوز أن يعمل فيه بشرى إذا بنيتها مع لا.
  قوله تعالى ( حِجْراً مَحْجُوراً ) هو مصدر ، والتقدير : حجرنا حجرا ، والفتح والكسر لغتان وقد قرئ بهما.
  قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والأصل تتشقق ، وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال ، وأن يراد به الماضي وقد حكى ، والدليل على أنه عطف عليه ، ونزل وهو ماض ، وذكر بعد قوله ( وَيَقُولُونَ حِجْراً ) وهذا يكون بعد تشقق السماء ، وأما انتصاب يوم فعلى تقدير : اذكر ، أو على معنى وينفرد الله بالملك يوم تشقق السماء ( ونزل ) الجمهور على التشديد ، ويقرأ بالتخفيف والفتح و ( تنزيلا ) على هذا مصدر من غير لفظ الفعل ، والتقدير : نزلوا تنزيلا فنزلوا.
  قوله تعالى ( الملك ) مبتدأ ، وفى الخبر أوجه ثلاثة : أحدها ( للرحمن ) فعلى هذا يكون الحق نعتا للملك ، ويومئذ معمول الملك أو معمول ما يتعلق به اللام ، ولا يعمل فيه الحق لأنه مصدر متأخر عنه.
  والثانى أن يكون الخبر الحق ، وللرحمن تبيين أو متعلق بنفس الحق : أي يثبت للرحمن.
  والثالث أن يكون الخبر يومئذ ، والحق نعت للرحمن.
  قوله تعالى ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي ) الجملة حال ، وفى يا هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى ( يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ ).
  قوله تعالى ( مهجورا ) هو مفعول ثان لاتخذوا : أي صيروا للقرآن مهجورا بإعراضهم عنه.
  قوله تعالى ( جملة ) هو حال من القرآن : أي مجتمعا ( كذلك ) أي أنزل

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 163 _
  كذلك ، فالكاف في موضع نصب على الحال ، أو صفة لمصدر محذوف ، واللام في ( لنثبت ) يتعلق بالفعل المحذوف.
  قوله تعالى ( جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ ) أي بالمثل الحق ، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ ) يجوز أن يكون التقدير هم الذين ، أو أعنى الذين ، و ( أولئك ) مستأنف ، ويجوز أن يكون الذين مبتدأ وأولئك خبره.
  قوله تعالى ( هارون ) هو بدل.
  قوله تعالى ( فَدَمَّرْنَاهُمْ ) يقرأ فدمراهم ، وهو معطوف على اذهبا ، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره : فذهبا فأنذرا فكذبوهما فدمرناهم ( وَقَوْمَ نُوحٍ ) يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله : أي ودمرنا قوم نوح ، و ( أغرقناهم ) تبيين للتدمير ، ويجوز أن يكون التقدير : وأغرقنا قوم نوح ( وعادا ) أي ودمرنا أو أهلكنا عادا ( وكلا ) معطوف على ما قبله ، ويجوز أن يكون التقدير وذكرنا كلا ، لأن ( ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ ) في معناه ، وأما ( كلا ) الثانية فمنصوبة ب ( تبرنا ) لا غير.
  قوله تعالى ( مَطَرَ السَّوْءِ ) فيه ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون مفعولا به ثانيا ، والأصل أمطرت القرية مطرا : أي أوليتها أو أعطيتها.
  والثانى أن يكون مصدرا محذوف الزوائد : أي إمطار السوء.
  والثالث أن يكون نعتا لمحذوف : أي إمطارا مثل مطر السوء.
  قوله تعالى ( هزوا ) أي مهزوا به ، وفى الكلام حذف تقديره : يقولون ( أهذا ) والمحذوف حال ، والعائد إلى ( الذى ) محذوف : أي بعثه ، و ( رسولا ) يجوز أن يكون بمعنى مرسل ، وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف : أي ذا رسول ، وهو الرسالة.
  قوله تعالى ( إِنْ كَادَ ) هي مخففة من الثقيلة وقد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر.
  قوله تعالى ( مَنْ أَضَلُّ ) هو استفهام ، و ( نشورا ) قد ذكر في الأعراف.
  قوله تعالى ( لِنُحْيِيَ بِهِ ) اللام متعلقة بأنزلنا ، ويضعف تعلقها بطهور لأن الماء ما طهر لنحيى ( مِمَّا خَلَقْنَا ) في موضع نصب على الحال من ( أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ ) والتقدير : أنعاما مما خلقنا ، ويجوز أن يتعلق من بنسقيه لابتداء الغاية كقولك :

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 164 _
  أخذت من زيد مالا ، فإنهم أجازوا فيه الوجهين ، وأناسى أصله أناسين جمع إنسان كسرحان وسراحين فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت ، وقيل هو جمع إنسى على القياس والهاء في ( صرفناه ) للماء ، والهاء في ( به ) للقرآن.
  قوله تعالى ( ملح ) المشهور على القياس يقال ماء ملح ، وقرئ ( ملح ) بكسر اللام ، وأصله مالح على هذا ، وقد جاء في الشذوذ فحذفت الألف كما قالوا في بارد وبرد.
  والتاء في فرات أصلية ووزنه فعال ، و ( بينهما ) ظرف لجعل ، ويجوز أن يكون حالا من برزخ.
  قوله تعالى ( عَلَى رَبِّهِ ) يجوز أن يكون خبر كان ، و ( ظهيرا ) حال أو خبر ثان ، ويجوز أن يتعلق بظهيرا وهو الأقوى.
  قوله تعالى ( إِلاَّ مَنْ شَاءَ ) هو استثناء من غير الجنس.
  قوله تعالى ( بذنوب ) هو متعلق ب ( خبيرا ) أي كفى الله خبيرا بذنوبهم.
  قوله تعالى ( الَّذِي خَلَقَ ) يجوز أن يكون مبتدأ ، و ( الرحمن ) الخبر ، وأن يكون خبرا : أي هو الذى ، أو نصبا على إضمار أعنى ، فيتم الكلام على العرش ، ويكون الرحمن مبتدأ ، وفاسأل به الخبر على قول الأخفش ، أو خبر مبتدإ محذوف : أي هو الرحمن ، أو بدلا من الضمير في استوى.
  قوله تعالى ( به ) فيه وجهان.
  أحدهما الباء تتعلق ( بخبيرا ) وخبيرا مفعول اسأل.
  والثانى أن الباء بمعنى عن فتتعلق باسأل ، وقيل التقدير : فاسأل بسؤالك عنه خبيرا ، ويضعف أن يكون خبيرا حالا من الفاعل في اسأل ، لأن الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد مثل ( وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً ) ويجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته باستوى.
  قوله تعالى ( لِمَا تَأْمُرُنَا ) يقرأ بالتاء والياء.
  وفي ( ما ) ثلاثة أوجه : أحدها هي بمعنى الذى.
  والثانى نكرة موصوفة ، وعلى الوجهين يحتاج إلى عائد ، والتقدير : لما تأمرنا بالسجود له ثم بسجوده ، ثم تأمرنا ، ثم تأمرنا ، هذا على قول أبى الحسن ، وعلى قول سيبويه حذف ذلك كله من غير تدريج.
  والوجه الثالث هي مصدرية.
  أي أنسجد من أجل أمرك ، وهذا لا يحتاج إلى عائد ، والمعنى : أنعبد الله لأجل أمرك.
  قوله تعالى ( سراجا ) يقرأ على الإفراد ، والمراد الشمس ، وعلى الجمع بضمتين

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 165 _
  أي الشمس والكواكب ، أو يكون كل جزء من الشمس سراجا لانتشارها وإضاءتها في موضع دون موضع ، و ( خلفة ) مفعول ثان أو حال ، وأفرد لأن المعنى يخلف أحدهما الآخر فلا يتحقق هذا إلا منهما.
  والشكور بالضم مصدر مثل الشكر.
  قوله تعالى ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ) مبتدأ.
  وفي الخبر وجهان : أحدهما ( الَّذِينَ يَمْشُونَ ) والثانى قوله تعالى ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ ) والذين يمشون صفة.
  قوله تعالى ( قَالُوا سَلاماً ) سلاما هنا مصدر ، وكانوا في مبدإ الإسلام إذا خاطبهم الجاهلون ذكروا هذه الكلمة ، لأن القتال لم يكن شرع ثم نسخ.
  ويجوز أن يكون قالوا بمعنى سلموا ، فيكون سلاما مصدره.
  قوله تعالى ( مستقرا ) هو تمييز ، وساءت بمعنى بئس ، و ( يقتروا ) بفتح الياء ، وفي التاء وجهان : الكسر ، والضم وقد قرئ بهما ، والماضي ثلاثى يقال : قتر يقتر ويقتر ، ويقرأ بضم الياء وكسر التاء ، والماضي أقتر ، وهى لغة ، وعليها جاء ( وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) ( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ ) أي وكان الإنفاق ، و ( قواما ) الخبر ، ويجوز أن يكون بين الخبر وقواما حالا ، ( إِلاَّ بِالْحَقِّ ) في موضع الحال ، والتقدير : إلا مستحقين.
  قوله تعالى ( يضاعف ) يقرأ بالجزم على البدل من يلق إذ كان من معناه ، لأن مضاعفة العذاب لقى الآثام ، وقرأ بالرفع شاذا على الاستئناف ( ويخلد ) الجمهور على فتح الياء ، ويقرأ بضمها وفتح اللام على ما لم يسم فاعله ، وماضيه أخلد بمعنى خلد ، ( مهانا ) حال ، والأثام اسم للمصدر مثل السلام والكلام ( إِلاَّ مَنْ تَابَ ) استثناء من الجنس في موضع نصب.
  قوله تعالى ( وذرياتنا ) يقرأ على الإفراد ، وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع و ( قرة ) هو المفعول ، ومن أزواجنا وذرياتنا يجوز أن يكون حالا من قرة ، وأن يكون معمول هب ، والمحذوف من هب فاؤه ، والأصل كسر الهاء لأن الواو لا تسقط إلا على هذا التقدير مثل يعد ، إلا أن الهاء فتحت من يهب لانها حلقية فهى عارضة ، فلذلك لم تعد الواو كما لم تعد في يسع ويدع.
  قوله تعالى ( إماما ) فيه أربعة أوجه : أحدها أنه مصدر مثل قيام وصيام ، فلم يجمع لذلك ، والتقدير : ذوى إمام.
  والثانى أنه جمع إمامة مثل قلادة وقلاد.
  والثالث هو جمع آم من آم يؤم مثل حال وحلال.
  والرابع أنه واحد اكتفى به عن أئمة كما قال تعالى ( نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ) .

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 166 _
  قوله تعالى ( ويلقون ) يقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل ، وبالتشديد وترك التسمية ، والفاعل في ( حسنت ) ضمير الغرفة.
  قوله تعالى ( مَا يَعْبَأُ بِكُمْ ) فيه وجهان : أحدهما ما يعبأ بخلقكم لولا دعاؤكم : أي توحيدكم.
  والثانى ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة أخرى.
  قوله تعالى ( فَسَوْفَ يَكُونُ ) اسم كان مضمر دل عليه الكلام المتقدم ، أو يكون الجزاء أو العذاب ، و ( لزاما ) أي ذا لزام أو ملازما ، فأوقع المصدر موقع اسم الفاعل ، والله أعلم.

سورة الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم

  ( طسم ) مثل الم ، وقد ذكر في أول البقرة ، ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ) مثل ذلك الكتاب ، و ( أَلاَّ يَكُونُوا ) مفعول له : أي لئلا أو مخافة أن لا.
  قوله تعالى ( فظلت ) أي فتظل وموضعه جزم عطفا على جواب الشرط ، ويجوز أن يكون رفعا على الاستئناف.
  قوله تعالى ( خاضعين ) إنما جمع جمع المذكر لأربعة أوجه : أحدها أن المراد بالأعناق عظماؤكم.
  والثانى أنه أراد أصحاب أعناقهم.
  والثالث أنه جمع عنق من الناس وهم الجماعة ، وليس المراد الرقاب.
  والرابع أنه لما أضاف الأعناق إلى المذكر وكانت متصلة بهم في الخلقة أجرى عليها حكمهم.
  وقال الكسائي : خاضعين هو حال للضمير المجرور لا للأعناق ، وهذا بعيد في التحقيق لان خاضعين يكون جاريا على غير فاعل ظلت ، فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل ، فكان يجب أن يكون هم خاضعين.
  قوله تعالى ( كم ) في موضع نصب ب ( أنبتنا ) و ( مِنْ كُلِّ ) تمييز ، ويجوز أن يكون حالا.
  قوله تعالى ( وَإِذْ نَادَى ) أي واذكر إذ نادى ، و ( أَنْ ائْتِ ) مصدرية أو بمعنى أي.
  قوله تعالى ( قوم ) هو بدل مما قبله ( أَلا يَتَّقُونَ ) يقرأ بالياء على الاستئناف وبالتاء على الخطاب ، والتقدير : يا قوم فرعون.
  وقيل هو مفعول يتقون.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 167 _
  قوله تعالى ( وَيَضِيقُ صَدْرِي ) بالرفع على الاستئناف : أي وأنا يضيق صدري بالتكذيب.
  وبالنصب عطفا على المنصوب قبله ، وكذلك ( يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ) أي ملكا يعلمه أنه عضدي أو نبى معى.
  قوله تعالى ( إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) في إفراده أوجه : أحدها هو مصدر كالرسالة : أي ذوا رسول ، وأنا رسالة على المبالغة.
  والثانى أنه اكتفى بأحدهما إذا كانا على أمر واحد.
  والثالث أن موسى عليه السلام كان هو الأصل وهارون تبع فذكر الأصل.
  قوله تعالى ( مِنْ عُمُرِكَ ) في موضع الحال من ( سنين ) و ( فعلتك ) بالفتح ، وقرئ بالكسر : أي المألوفة منك.
  قوله تعالى ( وتلك ) ألف الاستفهام محذوف : أي أو تلك ، و ( تمنها ) في موضع رفع صفة لنعمة ، وحرف الجر محذوف ، أي بها ، وقيل حمل على تذكر أو تعدوا ( أَنْ عَبَّدْتَ ) بدل من نعمة ، أو على إضمار هي ، أو من الهاء في تمنها أو في موضع جر بتقدير الباء : أي بأن عبدت.
  قوله تعالى ( وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ) إنما جاء بما لأنه سأل عن صفاته وأفعاله : أي ما صفته وما أفعاله ، ولو أراد العين لقال من ، ولذلك أجابه موسى عليه السلام بقوله ( رَبُّ السَّمَوَاتِ ) وقيل جهل حقيقة السؤال فجاء موسى بحقيقة الجواب.
  قوله تعالى ( لِلْمَلإٍ حَوْلَهُ ) حال من الملا : أي كائنين حوله.
  وقال الكوفيون الموصوف محذوف : أي الذين حوله ، وهنا مسائل كثيرة ذكرت في الأعراف وطه.
  قوله تعالى ( بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ ) أي نحلف.
  قوله تعالى ( أَنْ كُنَّا ) لأن كنا.
  قوله تعالى ( قليلون ) جمع على المعنى لأن الشرذمة جماعة ، و ( حذرون ) بغير ألف.
  وبالألف لغتان ، وقيل الحاذر بالألف المتسلح ، ويقرأ بالدال ، والحاذر القوى والممتلئ أيضا من الغيظ أو الخوف.
  قوله تعالى ( كذلك ) أي إخراجا كذلك.
  قوله تعالى ( مشرقين ) حال ، والمشرق : الذى دخل عليه الشروق.
  قوله تعالى ( لمدركون ) بالتخفيف والتشديد ، يقال : أدركته وادركته.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 168 _
  قوله تعالى ( وأزلفنا ) بالفاء : أي قربنا ، والإشارة إلى أصحاب موسى ، ويقرأ شاذا بالقاف : أي صيرنا قوم فرعون إلى مزلفة.
  قوله تعالى ( إِذْ قَالَ ) العامل في إذ نبأ.
  قوله تعالى ( هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ ) يقرأ بفتح الياء والميم : أي يسمعون دعاءكم فحذف المضاف لدلالة ( تدعون ) عليه ، ويقرأ بضم الياء وكسر الميم : أي يسمعونكم جواب دعائكم إياهم.
  قوله تعالى ( كذلك ) منصوب ب ( يفعلون ) قوله تعالى ( فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ) أفرد على النسب : أي ذوو عداوة ، ولذلك يقال في المؤنث هي عدو ، كما يقال حائض ، وقد سمع عدوة ( إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) فيه وجهان : أحدهما هو استثناء من غير الجنس لأنه لم يدخل تحت الأعداء.
  والثانى هو من الجنس لأن آباءهم قد كان منهم من يعبد الله وغير الله ، والله أعلم.
  قوله تعالى ( الَّذِي خَلَقَنِي ) الذى مبتدأ ، و ( فهو ) مبتدأ ثان ، و ( يهدين ) خبره ، والجملة خبر الذى ، وأما ما بعدها من الذى فصفات للذى الأولى ، ويجوز إدخال الواو في الصفات ، وقيل المعطوف مبتدأ وخبره محذوف استغناء بخبر الأول.
  قوله تعالى ( وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ ) أي وارثا من ورثة ، فمن متعلقة بمحذوف.
  قوله تعالى ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ ) هو بدل من يوم الأول.
  قوله تعالى ( إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ ) فيه وجهان : أحدهما هو من غير الجنس : أي لكن من أتى الله يسلم أو ينتفع.
  والثانى أنه متصل.
  وفيه وجهان ، أحدهما هو في موضع نصب بدلا من المحذوف أو استثناء منه ، والتقدير : لا ينفع مال ولا بنون أحدا إلا من أتى.
  والمعنى أن المال إذا صرف في وجوه البر والبنين الصالحين ينتفع بهم من نسب إليهم وإلى صلاحهم.
  والوجه الثاني هو في موضع رفع على البدل من فاعل ينفع : وغلب من يعقل ، ويكون التقدير : إلا من مال من أو بنو من فإنه ينفع نفسه أو غيره بالشفاعة.
  وقال الزمخشري : يجوز أن يكون مفعول ينفع أي ينفع ذلك إلا رجلا أتى الله.
  قوله تعالى ( إِذْ نُسَوِّيكُمْ ) يجوز أن يكون العامل فيه مبين أو فعل محذوف دل عليه ضلال ، ولا يجوز أن يعمل فيه ضلال لأنه قد وصف.
  قوله تعالى ( فنكون ) هو معطوف على كرة : أي لو أن لنا أن نكر فنكون : أي فأن نكون.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 169 _
  قوله تعالى ( واتبعك ) الواو للحال ، وقرئ شاذا ( وأتباعك ) على الجمع.
  وفيه وجهان : أحدهما هو مبتدأ ، وما بعده الخبر والجملة حال.
  والثانى هو معطوف على ضمير الفاعل في نؤمن ، و ( الأرذلون ) صفة : أي أنستوى نحن وهم.
  قوله تعالى ( فتحا ) يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا ، وأن يكون مفعولا به ، ويكون الفتح بمعنى المفتوح كما قالوا هذا من فتوح عمر.
  قوله تعالى ( أتبعثون ) هو حال من الضمير في تبنون ، و ( تخلدون ) على تسمية الفاعل والتخفيف ، وعلى ترك التسمية والتشديد والتخفيف ، والماضي خلد وأخلد.
  قوله تعالى ( أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ ) هذه الجملة مفسرة لما قبلها ، ولا موضع لها من الإعراب.
  قوله تعالى ( أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ ) هذه الجملة وقعت موقع أم لم تعظ ( إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ ) بفتح الخاء وإسكان اللام : أي افتراء الأولين : أي مثل افترائهم ، ويجوز أن يراد به الناس : أي هل نحن وأنت إلا مثل من تقدم في دعوى الرسالة والتكذيب ، وإنا نموت ولا نعاد ، ويقرأ بضمتين : أي عادة الأولين.
  قوله تعالى ( فِي جَنَّاتٍ ) هو بدل من قوله ( فِي مَا هَاهُنَا ) بإعادة الجار.
  قوله تعالى ( فرهين ) هو حال ، ويقرأ ( فارهين ) بالألف وهما لغتان.
  قوله تعالى ( مِنْ الْقَالِينَ ) أي لقال من القالين ، فمن صفة للخبر متعلقة بمحذوف واللام متعلقة بالخبر المحذوف ، وبهذا تخلص من تقديم الصلة على الموصول ، إذ لو جعلت من القائلين الخبر لأعملته في لعملكم.
  قوله تعالى ( أَصْحَابُ الأَيْكَةِ ) يقرأ بكسر التاء مع تحقيق الهمزة ، وتخفيفها بالإلقاء وهو مثل الانثى والأنثى : وقرئ ( ليكة ) بياء بعد اللام وفتح التاء ، وهذا لا يستقيم إذ ليس في الكلام ليكة حتى يجعل علما ، فإن ادعى قلب الهمزة لاما فهو في غاية البعد.
  قوله تعالى ( والجبلة ) يقرأ بكسر الجيم والباء وضمها مع التشديد وهما لغتان.
  قوله تعالى ( وإنه ) الهاء ضمير القرآن ، ولم يجر له ذكر ، والتنزيل بمعنى المنزل ( نَزِّلْ بِهِ ) يقرأ على تسمية الفاعل ، وهو ( الرُّوحُ الأَمِينُ ) وعلى ترك التسمية والتشديد ، ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد ، والروح بالنصب : أي أنزل الله جبريل بالقرآن ، وبه حال.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 170 _
  قوله تعالى ( بلسان ) يجوز أن تتعلق الباء بالمنذرين ، وأن تكون بدلا من به : أي نزل بلسان عربي : أي برسالة ، أو لغة.
  قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَكُنْ ) يقرأ بالتاء : وفيها وجهان : أحدهما هي التامة ، والفاعل ( آية ) و ( أَنْ يَعْلَمَهُ ) بدل ، أو خبر مبتدإ محذوف : أي أو لم تحصل لهم آية.
  والثانى هي ناقصة : وفي اسمها وجهان : أحدهما ضمير القصة ، وأن يعلمه مبتدأ ، وآية خبر مقدم ، والجملة خبر كان.
  والثانى أسمها آية ، وفي الخبر وجهان : أحدهما لهم ، وأن يعلمه بدل أو خبر مبتدإ محذوف.
  والثانى أن يعلمه ، وجاز أن يكون الخبر معرفة ، لأن تنكير المصدر وتعريفه سواء ، وقد تخصصت آية ب ( لهم ) ولأن علم بنى إسرائيل لم يقصد به معين ، ويقرأ بالياء فيجوز أن يكون مثل الباء ، لأن التأنيث غير حقيقي ، وقد قرئ على الياء آية بالنصب على أنه خبر مقدم.
  قوله تعالى ( الأعجمين ) أي الأعجميين ، فحذف ياء النسبة كما قالوا الأشعرون أي الأشعريون ، وواحده أعجمى ، ولا يجوز أن يكون جمع أعجم لأن مؤنثه عجماء ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح.
  قوله تعالى ( سلكناه ) قد ذكر مثله في الحجر ، والله أعلم.
  قوله تعالى ( فيأتيهم.
  فيقولوا ) هما معطوفان على يروا.
  قوله تعالى ( مَا أَغْنَى عَنْهُمْ ) يجوز أن يكون استفهاما ، فيكون ( ما ) في موضع نصب ، وأن يكون نفيا ، أي ما أغنى عنهم شيئا.
  قوله تعالى ( ذكرى ) يجوز أن يكون مفعولا له ، وأن يكون خبر مبتدإ محذوف إى الإنذار ذكرى.
  قوله تعالى ( يلقون ) هو حال من الفاعل في ( تنزل ).
  قوله تعالى ( يهيمون ) يجوز أن يكون خبر إن فيعمل في كل واد ، وأن يكون حالا فيكون الخبر في كل واد.
  قوله تعالى ( أَيَّ مُنقَلَبٍ ) هو صفة لمصدر محذوف ، والعامل ( ينقلبون ) أي ينقلبون انقلابا : أي منقلب ، ولا يعمل فيه يعلم لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، والله أعلم.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 171 _
سورة النمل
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ ) هو مثل قوله ( ذَلِكَ الْكِتَابُ ) في أول البقرة ( وكتاب ) بالجر عطفا على المجرور ، وبالرفع عطفا على آيات ، وجاء بالواو كما جاء في قوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) وقد ذكر.
  فإن قيل ، ما وجه الرفع عطفا على آيات ؟ ففيه ثلاثة أوجه : أحدها أن الكتاب مجموع آيات ، فكأن التأنيث على المعنى.
  والثانى أن التقدير : وآيات كتاب ، فأقيم المضاف إليه مقام المضاف.
  والثالث أنه حسن لما صحت الإشارة إلى آيات ، ولو ولى الكتاب تلك لم يحسن ، ألا ترى أنك تقول جاءتني هند وزيد ، ولو حذفت هندا أو أخرتها لم يجز التأنيث.
  قوله تعالى ( هُدًى وَبُشْرَى ) هما في موضع الحال من آيات ، أو من كتاب إذا رفعت ، ويضعف أن يكون من المجرور ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مبين جررت أو رفعت ويجوز أن يكونا في موضع خبرا بعد خبر أو على حذف مبتدإ.
  قوله تعالى ( إِذْ قَالَ مُوسَى ) أي واذكر.
  قوله تعالى ( بِشِهَابٍ قَبَسٍ ) الإضافة من باب ( ثوب خز ) لأن الشهاب نوع من القبس : أي المقبوس والتنوين على الصفة ، والطاء في ( يصطلون ) بدل من تاء افتعل من أجل الصاد.
  قوله تعالى ( نودى ) في ضمير الفاعل ثلاثة أوجه : أحدها هو ضمير موسى عليه السلام ، فعلى هذا في ( أن ) ثلاثة أوجه : هي بمعنى أي ، لأن من النداء معنى القول.
  والثانى هو مصدرية ، والفعل صلة لها ، والتقدير : لبركة من في النار أو ببركة : أي اعلم بذلك ، والثالث هي مخففة من الثقيلة ، وجاز ذلك من غير عوض لأن بورك دعاء والدعاء يخالف غيره في أحكام كثيرة.
  والوجه الثاني لاضمير في نودى والمرفوع به أن بورك ، والتقدير : نودى بأن بورك ، كما تقول : قد نودى بالرخص والثالث المصدر مضمر : أي نودى النداء ، ثم فسر بما بعده كقوله تعالى ( ثُمَّ بَدَا لَهُمْ ) وأما ( من ) فمرفوعة ببورك والتقدير : بورك من في جوار وبورك من حولها.
  وقيل التقدير : بورك مكان من في النار.
  النار ، ومكان من حولها من الملائكة.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 172 _
  قوله تعالى ( إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ ) الهاء ضمير الشأن ، وأنا الله مبتدأ وخبر ، ويجوز أن يكون ضمير رب : أي أن الرب أنا الله ، فيكون أنا فصلا أو توكيدا أو خبر إن ، والله بدل منه.
  قوله تعالى ( تهتز ) هو حال من الهاء في رآها ، و ( كَأَنَّهَا جَانٌّ ) حال من الضمير في تهتز.
  قوله تعالى ( إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ) هو استثناء منقطع في موضع نصب ، ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من الفاعل.
  قوله تعالى ( بيضاء ) حال ، و ( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) حال أخرى ، و ( فِي تِسْعِ ) حال ثالثة ، والتقدير : آية في تسع آيات ، و ( إلى ) متعلقة بمحذوف تقديره : مرسلا إلى فرعون ، ويجوز أن يكون صفة لتسع ، أو لآيات : أي واصلة إلى فرعون و ( مبصرة ) حال ، ويقرأ بفتح الميم والصاد ، وهو مصدر مفعول له : أي تبصرة و ( ظلما ) حال من الضمير في جحدوا ، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله.
  ويقرأ ( غلوا ) بالغين المعجمة ، والمعنى متقارب ، و ( كيف ) خبر كان ، و ( عاقبة ) اسمها ، و ( مِنْ الْجِنِّ ) حال من جنوده ، و ( نملة ) بسكون الميم وضمها لغتان ( ادخلوا ) أتى بضمير من يعقل ، لأنه وصفها بصفة من يعقل ( لا يَحْطِمَنَّكُمْ ) نهى مستأنف ، وقيل هو جواب الأمر وهو ضعيف ، لأن جواب الأمر لا يؤكد بالنون في الاختيار ، و ( ضاحكا ) حال مؤكدة ، وقيل مقدرة لأل التبسم مبدأ الضحك ، ويقرأ ( ضحكا ) على أنه مصدر ، والعامل فيه تبسم لأنه بمعنى ضحك ، ويجوز أن يكون اسم فاعل مثل نصب ، لأن ماضيه ضحك وهو لازم.
  قوله تعالى ( عذابا ) أي تعذيبا ( فمكث ) بفتح الكاف وضمها لغتان ( غَيْرَ بَعِيدٍ ) أي مكانا غير بعيد ، أو وقتا أو مكثا : وفي الكلام حذف : أي فجاء ، و ( سبأ ) بالتنوين على أنه اسم رجل أو بلد ، وبغير تنوين على أنها بقعة أو قبيلة ( وأوتيت ) يجوز أن يكون حالا ، وقد مقدرة ، وأن يكون معطوفا لأن تملكهم بمعنى ملكتهم.
  قوله تعالى ( أَلاَّ يَسْجُدُوا ) في ( لا ) وجهان : أحدهما ليست زائدة ، وموضع الكلام نصب بدلا من أعمالهم ، أو رفع على تقدير : هي ألا يسجدوا.
  والثانى هي زائدة ، وموضعه نصب بيهتدون : أي لا يهتدون ، لأن يسجدوا أو جر على إرادة الجار ، ويجوز أن يكون بدلا من السبيل : أي وصدهم عن أن يسجدوا ، ويقرأ ألا

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 173 _
  اسجدوا ، فألا تنبيه ، ويا : نداء ، والمنادى محذوف : أي يا قوم اسجدوا.
  وقال جماعة من المحققين : دخل حرف التنبيه على الفعل من غير تقدير حذف ، كما دخل في ( هلم ).
  قوله تعالى ( ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ) أي قف عنهم حجزا (1) لتنظر ماذا يردون ، ولا تقديم في هذا ، وقال أبو على : فيه تقديم ، أي فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم.
  قوله تعالى ( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ) بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح بدلا من كتاب ، أو مرفوع بكريم.
  قوله تعالى ( أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ ) موضعه رفع بدلا من كتاب : أي هو أن لاتعلوا أو في موضع نصب : أي لأن لاتعلوا ، ويجوز أن تكون أن بمعنى أي ، فلا يكون لها موضع ، ويقرأ بالغين : أي لا تزيدوا.
  قوله تعالى ( ماذا ) هو مثل قوله تعالى ( مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا ) وقد ذكر ( وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) من تمام الحكاية عنها ، وقيل هو مستأنف من الله تعالى.
  قوله تعالى ( أَتُمِدُّونَنِي ) بالإظهار على الأصل ، وبالإدغام لأنهما مثلان.
  قوله تعالى ( عفريت ) التاء زائدة لأنه من العفر ، يقال : عفرية وعفريت ، وآتيك ) فعل ، ويجوز أن يكون اسم فاعل ، و ( مستقرا ) أي ثابتا غير متقلقل وليس بمعنى الحصول المطلق ، إذ لو كان كذلك لم يذكر ، و ( أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) في موضع نصب : أي ليبلو شكرى وكفرى ، و ( ننظر ) بالجزم على الجواب ، وبالرفع على الاستئناف.
  قوله تعالى ( وصدها ) الفاعل ( مَا كَانَتْ ) وقيل ضمير اسم الله : أي وصدها الله عما كانت ( إنها ) بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح أي لأنها أو على البدل من ( ما ) وتكون على هذا مصدرية ، و ( ادْخُلِي الصَّرْحَ ) أي في الصرح ، وقد ذكر نظيره ( وأسلمت ) أي وقد أسلمت.
  قوله تعالى ( فَإِذَا هُمْ ) إذا هنا للمفاجأة ، فهى مكان ، وهم مبتدأ ، و ( فريقان ) الخبر ، و ( يختصمون ) صفة وهى العاملة في إذا ، و ( اطيرنا ) قد ذكر في الأعراف ، و ( رهط ) اسم للجمع ، فلذلك أضيف تسعة إليه ، و ( يفسدون ) صفة لتسعة أو لرهط.
  قوله تعالى ( تقاسموا ) فيه وجهان : أحدهما هو أمر : أي أمر بعضهم بعضا

--------------------
(1) قوله ( حجزا ) في القاموس : الحجز بالكسر وبضم : الناحية اه. (*)

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 174 _
  بذلك ، فعلى هذا يجوز في ( لنبيتنه ) النون تقديره : قولوا لنبيتنه ، والتاء على خطاب الآمر المأمور ، ولايجوز الياء.
  والثانى هو فعل ماض فيجوز الأوجه الثلاثة ، وهو على هذا تفسير لقالوا ، و ( مهلك ) قد ذكر في الكهف.
  قوله تعالى ( كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ) في كان وجهان : أحدهما هي الناقصة ، وعاقبة مرفوعة على أنها اسمها.
  وفي الخبر وجهان : أحدهما كيف ، و ( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ ) إن كسرت كان مستأنفا ، وهى مفسر لمعنى الكلام ، وإن فتحت فيه أوجه : أحدها أن يكون بدلا من العاقبة.
  والثانى خبر مبتدإ محذوف : أي هي أنا دمرناهم.
  والثالث أن يكون بدلا من كيف عند بعضهم ، وقال آخرون : لا يجوز ذلك لأن البدل من الاستفهام يلزم فيه إعادة حرفه كقولك : كيف زيد أصحيح أم مريض ؟ والرابع هو في موضع نصب : أي بأنا أو لأنا.
  والوجه الثاني أن يكون خبر كان أنا دمرناهم إذا فتحت ، وإذا كسرت لم يجز لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على عاقبة ، وكيف على هذا حال ، والعامل فيها كان أو ما يدل عليه الخبر.
  والوجه الثاني من وجهى كان أن تكون التامة ، وكيف على هذا حال غير ، وإنا دمرنا بالكسر مستأنف ، وبالفتح على ما تقدم إلا في كونها خبرا.
  قوله تعالى ( خاوية ) هو حال من البيوت ، والعامل الإشارة ، والرفع جائز على ما ذكرنا في ( هَذَا بَعْلِي شَيْخاً ) و ( بما ) يتعلق بخاوية.
  قوله تعالى ( ولوطا ) أي وأرسلنا لوطا ، و ( شهوة ) قد ذكر في الأعراف.
  قوله تعالى ( وسلام ) الجملة محكمية أيضا ، وكذلك ( اللَّهِ خَيْرٌ ) أي قل ذلك كله.
  قوله تعالى ( مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا ) الكلام كله نعت لحدائق ، ويجوز أن يكون مستأنفا ، و ( خلالها ) ظرف ، وهو المفعول الثاني ، و ( بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ ) كذلك ، ويجوز أن ينتصب بين بحاجز : أي ما يحجز بين البحرين ، و ( بشرا ) قد ذكر في الأعراف.
  قوله تعالى ( مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ) فاعل يعلم ، و ( الغيب ) مفعوله ، و ( إِلاَّ اللَّهُ ) بدل من ( من ) ومعناه لا يعلم أحد ، وقيل إلا بمعنى غير ، وهى صفة لمن.
  قوله تعالى ( بَلْ ادَّارَكَ ) فيه قراءات : إحداها أدرك مثل أخرج ، ومنهم من يلقى حركة الهمزة على اللام.
  والثانية بل أدرك على افتعل ، وقد ذكر في الأعراف.
  والثالثة ادارك وأصله تدارك ، ثم سكنت التاء واجتلبت لها همزة الوصل.
  والرابع

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 175 _
  تدارك : أي تتابع علمهم في الآخرة : أي بالآخرة ، والمعنى ، بل تم علمهم بالآخرة لما قام عليه من الأدلة فما انتفعوا بل هم في شك ، و ( منها ) يتعلق ب ( عمون ).
  قوله تعالى ( وآباؤنا ) هو معطوف على الضمير في كنا من غير توكيد ، لأن المفعول فصل فجرى مجرى التوكيد.
  قوله تعالى ( عَسَى أَنْ يَكُونَ ) فأن يكون فاعل عسى ، واسم كان مضمر فيها أي أن يكون الشأن ومابعده في موضع نصب خبر كان ، وقد ذكر مثله في آخر الأعراف.
  قوله تعالى ( رَدِفَ لَكُمْ ) الجمهور بكسر الدال ، وقرئ بالفتح وهى لغة ، واللام زائدة : أي ردفكم ، ويجوز أن لا تكون زائدة ، ويحمل الفعل على معنى دنا لكم ، أو قرب أجلكم ، والفاعل بعض.
  قوله تعالى ( مَا تُكِنُّ ) من أكننت ، ويقرأ بفتح التاء وضم الكاف من كننت : أي سترت ( وَلا تُسْمِعُ ) بالضم على إسناد الفعل إلى المخاطب ( وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ ) على الإضافة ، وبالتنوين والنصب على إعمال اسم الفاعل ، وتهدى على أنه فعل ، و ( عن ) يتعلق بتهدى ، وعداه بعن لأن معناه تصرف ، ويجوز أن تتعلق بالعمى ، ويكون المعنى أن العمى صدر عن ضلالتهم.
  قوله تعالى ( تكلمهم ) يقرأ بفتح التاء وكسر اللام مخففا بمعنى تسمهم وتعلم فيهم من كلمه إذا جرحه ، ويقرأ بالضم والتشديد ، وهو بمعنى الأولى إلا أنه شدد للتكثير ، ويجوز أن يكون من الكلام ( أَنَّ النَّاسَ ) بالكسر على الاستئناف وبالفتح أي تكلهم بأن الناس ، أو تخبرهم بأن الناس ، أو لأن الناس ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ ) أي واذكر يوم ، وكذلك ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ ) بمعنى فيفزع ( وَكُلٌّ أَتَوْهُ ) على الفعل وآتوه بالمد على أنه اسم ، و ( داخرين ) حال.
  قوله تعالى ( تحسبها ) الجملة حال من الجبال أو من الضمير في ترى ( وَهِيَ تَمُرُّ ) حال من الضمير المنصوب في تحسبها ، ولايكون حالا من الضمير في جامدة إذ لا يستقيم أن تكون جامدة مارة مر السحاب ، والتقدير : مرا مثل مر السحاب ، و ( صُنْعَ اللَّهِ ) مصدر عمل فيه مادل عليه تمر ، لأن ذلك من صنعه سبحانه ، فكأنه قال : أصنع ذلك صنعا.
  وأظهر الاسم لما لم يذكر.
  قوله تعالى ( خَيْرٌ مِنْهَا ) يجوز أن يكون المعنى أفضل منها فيكون ( من ) في موضع نصب ، ويجوز أن يكون بمعنى فضل فيكون ( منها ) في موضع رفع صفة

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 176 _
  لخير : أي فله خبر حاصل بسببها ( مِنْ فَزَعٍ ) يالتنوين ( يومئذ ) بالنصب ، ويقرأ ( مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ) بالأضافة ، وقد ذكر مثله في هود عند قوله ( وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ).
  قوله تعالى ( هَلْ يُجْزَوْنَ ) أي يقال لهم ، وهو في موضع نصب على الحال : أي فكبت وجوههم مقولا لهم هل يجزون.
  قوله تعالى ( الَّذِي حَرَّمَهَا ) هو صفة لرب ، وقرئ التى على الصفة للبلدة ، والله أعلم.

سورة القصص
بسم الله الرحمن الرحيم

  قد تقدم ذكر الحروف المقطعة والكلام على ذلك.
  قوله تعالى ( نَتْلُو عَلَيْكَ ) مفعوله محذوف دلت عليه صفته تقديره : شيئا من نبإ موسى ، وعلى قول الأخفش من زائدة ، و ( بالحق ) حال من النبأ.
  قوله تعالى ( يستضعف ) يجوز أن يكون صفة لشيعا ، ( يذبح ) تفسير له ، أو حال من فاعل يستضعف ، ويجوز أن يكونا مستأنفين.
  قوله تعالى ( منهم ) يتعلق بنرى ولا يتعلق ب ( يحذرون ) لأن الصلة لا تتقدم على الموصول ، و ( أَنْ أَرْضِعِيهِ ) يجوز أن ( تكون ) أن مصدرية ، وأن تكون بمعنى أي.
  قوله تعالى ( لِيَكُونَ لَهُمْ ) اللام للصيرورة ، لالام الغرض ، والحزن والحزن لغتان.
  قوله تعالى ( قُرَّةُ عَيْنٍ ) أي هو قرة عين و ( لِي وَلَكَ ) صفتان لقرة ، وحكى بعضهم أن الوقف على ( لا ) وهو خطأ لأنه لو كان كذلك لقال تقتلونه : أي أتقتلونه على الإنكار ، ولا جازم على هذا.
  قوله تعالى ( فارغا ) أي من الخوف ، ويقرأ ( فرغا ) بكسر الفاء وسكون الراء كقولهم ذهب دمه فرغا : أي باطلا : أي أصبح حزن فؤادها باطلا ، ويقرأ ( فزعا ) وهو ظاهر ويقرأ ( فرغا ) أي خاليا من قولهم فرغ الفناء إذا خلا ، وإن مخففة من الثقيلة ، وقيل بمعنى ما ، وقد ذكرت نظائره ، وجواب لولا محذوف دل عليه ( إِنْ كَادَتْ ) و ( لتكون ) اللام متعلقة بربطنا.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 177 _
  قوله تعالى ( عَنْ جُنُبٍ ) هو في موضع الحال إما من الهاء في به : أي بعيدا ، أو من الفاعل في بصرت : أي مستخفية ، ويقرأ عن جنب ، وعن جانب ، والمعنى متقارب ، و ( المراضع ) جمع مرضعة ، ويجوز أن يكون جمع مرضع الذى هو مصدر ، ( وَلا تَحْزَنَ ) معطوف على تقر ، و ( عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ ) حال من المدينة ويجوز أن يكون حالا من الفاعل : أي مختلسا.
  قوله تعالى ( هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ) الجملتان في موضع نصب صفة لرجلين.
  قوله تعالى ( مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) أي من تحسينه ، أو من تزيينه.
  قوله تعالى ( بِمَا أَنْعَمْتَ ) يجوز أن يكون قسما ، والجواب محذوف ، و ( فَلَنْ أَكُونَ ) تفسير له ، أي لأتوبن ، ويجوز أن يكون استعطافا : أي كما أنعمت على فاعصمني فلن أكون ، و ( يترقب ) حال مبدلة من الحال الأولى ، أو تأكيدا لها أو حال من الضمير في خائفا ، و ( إذا ) للمفاجأة وما بعدها مبتدأ ، و ( يستصرخه ) الخبر أو حال ، والخبر إذا.
  قوله تعالى ( يصدر ) يقرأ بصاد خالصة وبزاي خالصة لتجانس الدال ، ومنهم من يجعلها بين الصاد والزاى لينبه على أصلها ، وهذا إذا سكنت الصاد ، ومن ضم الياء حذف المفعول : أي يصدر الرعاء ماشيتهم ، والرعاء بالكسر جمع راع كقائم ، وقيام ، وبضم الراء وهو اسم للجمع كالتوام والرحال ، و ( عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) حال ، و ( مَا سَقَيْتَ لَنَا ) أي أجر سقيك فهى مصدرية ، و ( هاتين ) صفة ، والتشديد والتخفيف قد ذكر في النساء في قوله تعالى ( واللذان ) ، و ( عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ) في موضع الحال كقولك : أنكحتك على مائة : أي مشروطا عليك ، أو واجبا عليك ونحو ذلك ، ويجوز أن تكون حالا من الفاعل ، و ( ثمانى ) ظرف.
  قوله تعالى ( فَمِنْ عِنْدِكَ ) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف : أي فالتمام ويجوز أن يكون في موضع نصب : أي فقد أفضلت من عندك.
  قوله تعالى ( ذلك ) مبتدأ ، و ( بَيْنِي وَبَيْنَكَ ) الخبر ، والتقدير : بيننا ، و ( أيما ) نصب ب ( قضيت ) وما زائدة ، وقيل نكرة ، والأجلين بدل منها ، وهى شرطية ، و ( فَلا عُدْوَانَ ) جوابها.
  والجذوة بالكسر والفتح والضم لغات ، وقد قرئ بهن.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 178 _
  قوله تعالى ( أَنْ يَا مُوسَى ) أن مفسرة ، لأن النداء قول ، والتقدير : أي يا موسى وقيل هي المخففة ، والتقدير : بأن يا موسى.
  قوله تعالى ( مِنْ الرَّهْبِ ) ( من ) متعلقة بولي : أي هرب من الفزع ، وقيل بمدبرا ، وقيل بمحذوف : أي يسكن من الرهب ، وقيل باضمم ، أي من أجل الرهب ، والرهب بفتح الراء والهاء ، وبفتح الراء وإسكان الهاء ، وبضمها وبضم الراء وسكون الهاء لغات ، وقد قرئ بهن ( فذانك ) بتخفيف النون وتشديدها وقد بين في ( وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا ) وقرئ شاذا ( فذانيك ) بتخفيف النون وياء بعدها ، قيل هي بدل من إحدى النونين وقيل نشأت عن الإشباع ، و ( إلى ) متعلقة بمحذوف أي مرسلا إلى فرعون ، و ( رداءا ) حال ، ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الراء وحذفها ( يصدقني ) بالجزم على الجواب ، وبالرفع صفة لرداء ، أو حالا من الضمير فيه.
  قوله تعالى ( بآياتنا ) يجوز أن يتعلق بيصلون ، وأن يتعلق ب ( الغالبون ) ، و ( تكون ) بالتاء على تأنيث العاقبة ، وبالياء لأن التأنيث غير حقيقي ، ويجوز أن يكون فيها ضمير يعود على من ، و ( لَهُ عَاقِبَةُ ) جملة في موضع خبر كان ، أو تكون تامة ، فتكون الجملة حالا.
  قوله تعالى ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ) الثانية فيه أربعة أوجه : أحدها هو معطوف على موضع في هذه : أي وأتبعناهم يوم القيامة.
  والثانى أن يكون حذف المضاف : أي وأتبعناهم لعنة يوم القيامة.
  والثالث أن يكون منصوبا ب ( المقبوحين ) على أن تكون الألف واللام للتعريف لا بمعنى الذى.
  والرابع أن يكون على التبيين : أي وقبحوا يوم القيامة ثم فسر بالصلة.
  قوله تعالى ( بصائر ) حال من الكتاب أو مفعول له ، وكذلك ( هُدًى وَرَحْمَةً ).
  قوله تعالى ( بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ ) أصله أن يكون صفة : أي بالجانب الغربي ، ولكن حول عن ذلك وجعل صفة المحذوف ضرورة امتناع إضافة الموصوف إلى الصفة إذ كانت هي الموصوف في المعنى ، وإضافة الشئ إلى نفسه خطأ ، والتقدير جانب المكان الغربي ، و ( إذ ) معمولة للجار أو لما يتعلق به ( وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ ) إى إذ قصينا ، و ( تتلوا ) في موضع نصب خبرا ثانيا أو حال من الضمير في ثاويا ( وَلَكِنْ رَحْمَةً ) أي أعلمناك ذاك للرحمة أو أرسلناك.
  قوله تعالى ( قَالُوا سِحْرَانِ ) هو تفسير لقوله أو لم يكفروا ، وساحران بالألف :

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 179 _
  أي موسى وهرون ، وقيل موسى ومحمد صلى الله وسلم عليهما ، وسحران بغير ألف : أي القرآن والتوراة ( وَمَنْ أَضَلُّ ) استفهام في معنى النفى : أي لا أحد أضل ، و ( وصلنا ) بالتشديد والتخفيف متقاربان في المعنى ، و ( الذين ) مبتدأ ، و ( هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) خبره ، و ( مرتين ) في موضع المصدر ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً ) عداه بنفسه ، لأن معنى نمكن نجعل ، وقد صرح به في قوله ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ) و ( آمنا ) أي من الخسف وقصد الجبابرة ، ويجوز أن يكون بمعنى يؤمن من لجأ إليه ، أو ذا أمن ، و ( رزقا ) مصدر من معنى يحيى ( وكم ) في موضع نصب ب ( أهلكنا ) و ( معيشتها ) نصب ببطرت لأن معناه كفرت نعمتها ، أو جهلت شكر معيشتها ، فحذف المضاف ، وقيل التقدير : في معيشتها ، وقد ذكر في سفه نفسه ، و ( لَمْ تُسْكَنْ ) حال ، والعامل فيها الإشارة ، ويجوز أن تكون في موضع رفع على ما ذكر في قوله تعالى ( وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً ) ( إِلاَّ قَلِيلاً ) أي زمانا قليلا.
  قوله تعالى ( ثُمَّ هُوَ ) من أسكن الهاء شبه ثم بالواو والفاء.
  قوله تعالى ( فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أي فالمؤتى متاع.
  قوله تعالى ( هؤلاء ) فيه وجهان : أحدهما هو مبتدأ ، و ( الَّذِينَ أَغْوَيْنَا ) صفة لخبر هؤلاء المحذوف : أي هؤلاء هم الذين أغوينا ، و ( أغويناهم ) مستأنف ذكره أبو على في التذكرة ، قال : ولايجوز أن يكون أغويناهم خبرا ، والذين أغوينا صفة لأنه ليس فيه زيادة على مافى صفة المبتدأ.
  فإن قلت : فقد وصله بقوله تعالى ( كَمَا غَوَيْنَا ) وفيه زيادة.
  قيل : الزيادة بالظرف لا تصيره أصلا في الجملة ، لأن الظروف فضلات.
  وقال غيره ، وهو الوجه الثاني : لا يمتنع أن يكون هؤلاء مبتدأ ، والذين صفة ، وأغويناهم الخبر من أجل ما اتصل به ، وإن كان ظرفا لإن الفضلات في بعض المواضع تلزم كقولك : زيد عمرو في داره.
  قوله تعالى ( مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ) ( ما ) نافية ، وقيل هي مصدرية ، والتقدير : مما كانوا يعبدون : أي من عبادتهم إيانا.
  قوله تعالى ( مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ ) ( ما ) هاهنا نفى أيضا ، وقيل هي مصدرية : أي يختار اختيارهم بمعنى مختارهم.
  قوله تعالى ( سرمدا ) يجوز أن يكون حالا من الليل ، وأن يكون مفعولا ثانيا لجعل ، و ( إلى ) يتعلق بسرمدا أو يجعل أو يكون صفة لسرمدا.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 180 _
  قوله تعالى ( اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ) التقدير : جعل لكم الليل لتسكنوا فيها ، والنهار لتبتغوا من فضله ، ولكن مزج اعتماد على فهم المعنى ، و ( هاتوا ) قد ذكر في البقرة.
  قوله تعالى ( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ ) ( ما ) بمعنى الذى في موضع نصب بآياتنا ، وأن واسمها وخبرها صلة الذى ، ولهذا كسرت ( إن ) و ( لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ) أي تنئ العصبة ، فالباء معدية معاقبة للهمزة في أنأته ، يقال أنأته ونؤت به ، والمعنى : تثقل العصبة ، وقيل هو على القلب : أي لتنوء به العصبة.
  ومن ( الكنوز ) يتعلق بآتينا.
  و ( إِذْ قَالَ لَهُ ) ظرف لآتيناه ، ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف دل عليه الكلام : أي بغى إذ قال له قومه.
  قوله تعالى ( فِيمَا آتَاكَ ) ( ما ) مصدرية بمعنى الذى ، وهى في موضع الحال : أي وابتغ متقلبا فيما آتاك الله أجر الآخرة ، ويجوز أن يكون ظرفا لابتغ قوله تعالى ( عَلَى عِلْمٍ ) هو في موضع الحال ، و ( عندي ) صفة لعلم ، ويجوز أن يكون ظرفا لأوتيته : أي أوتيته فيما أعتقد على علم ، و ( مِنْ قَبْلِهِ ) ظرف لأهلك ، و ( من ) مفعول أهلك.
  ومن القرون فيه وجهان : أحدهما يتعلق بأهلك وتكون ( من ) لابتداء الغاية.
  والثانى أن يكون حالا من ( من ) كقولك : أهلك الله من الناس زيدا.
  قوله تعالى ( وَلا يُسْأَلُ ) يقرأ على ما لم يسم فاعله ، وهو ظاهر ، وبتسمية الفاعل و ( المجرمون ) الفاعل : أي لا يسألون غيرهم عن عقوبة ذنوبهم لاعترافهم بها ، ويقرأ ( المجرمين ) أي لا يسألهم الله تعالى.
  قوله تعالى ( فِي زِينَتِهِ ) هو حال من ضمير الفاعل في خرج ، و ( ويلكم ) مفعول فعل محذوف : أي ألزمكم الله ويلكم ، و ( خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ ) مثل قوله ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ) وقد ذكر ( وَلا يُلَقَّاهَا ) الضمير للكلمة التى قالها العلماء أو للإثابة لأنها في معنى الثواب ، أو للإعمال الصالحة ، و ( بالأمس ) ظرف لتمنوا.
  ويجوز أن يكون حالا من مكانه لأن المراد بالمكان هنا الحالة والمنزلة ، وذلك مصدر.
  قوله تعالى ( وى كأن الله ) ( وى ) عند البصريين منفصلة عن الكاف ، والكاف متصلة بأن ، ومعنى ( وى ) تعجب ، وكأن القوم نبهوا فانتبهوا فقالوا وى كأن الأمر كذا وكذا ، ولذلك فتحت الهمزة من ( أن ) وقال الفراء : الكاف موصولة بوى : أي ويك أعلم أن الله يبسط ، وهو ضعيف لوجهين : أحدهما أن معنى الخطاب

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 181 _
  هنا بعيد.
  والثانى أن تقدير وى اعلم لا نظير له ، وهو غير سائغ في كل موضع ( لخسف ) على التسمية وتركها ، وبالإدغام والإظهار ، ويقرأ بضم الخاء وسكون السين على التخفيف ، والإدغام على هذا ممتنع.
  قوله تعالى ( تِلْكَ الدَّارُ ) تلك مبتدأ ، والدار نعت ، و ( نجعلها ) الخبر.
  قوله تعالى ( أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ ) ( من ) في موضع نصب على ما ذكر في قوله تعالى ( أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ) في الأنعام.
  قوله تعالى ( إِلاَّ رَحْمَةً ) أي ولكن ألقى رحمة ، أي للرحمة.
  قوله تعالى ( إِلاَّ وَجْهَهُ ) استثناء من الجنس : أي إلا إياه ، أو ما عمل لوجهه سبحانه.

سورة العنكبوت
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( أَنْ يُتْرَكُوا ) أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين ، و ( أَنْ يَقُولُوا ) أي بأن يقولوا ، أو لأن يقولوا ، ويجوز أن يكون بدلا من أن يتركوا ، وإذ قدرت الياء كان حالا ، ويجوز أن تقدر على هذا المعنى.
  قوله تعالى ( ساء ) يجوز أن يعمل عمل بئس ، وقد ذكر في قوله ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا ) ويجوز أن يكون بمعنى قبح فتكون ( ما ) مصدرية ، أو بمعنى الذى ، أو نكرة موصوفة ، وهى فاعل ساء.
  قوله تعالى ( مَنْ كَانَ يَرْجُو ) من شرط ، والجواب ( فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ ) والتقدير : لآتيه.
  قوله تعالى ( حسنا ) منصوب بوصينا ، وقيل هو محمول على المعنى ، والتقدير : ألزمناه حسنا ، وقيل التقدير أيضا : ذا حسن كقوله ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) وقيل معنى وصينا قلنا له أحسن حسنا ، فيكون واقعا موقع المصدر ، أو مصدرا محذوف الزوائد.
  قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) مبتدأ و ( لندخلنهم ) الخبر ، ويجوز أن يكون ( الذين ) في موضع نصب على تقدير لندخلن الذين آمنوا.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 182 _
  قوله تعالى ( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) هذه لام الأمر ، وكأنهم أمروا أنفسهم ، وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر لما فيه من المبالغة في الالتزام كما في صيغة التعجب ( مِنْ شَيْءٍ ) ( من ) زائدة ، وهو مفعول اسم الفاعل ، ومن خطاياهم حال من شئ ، والتقدير : بحاملين شيئا من خطاياهم ، و ( أَلْفَ سَنَةٍ ) ظرف ، والضمير في ( جعلناها ) للعقوبة أو الطوفة أو نحو ذلك ( وإبراهيم ) معطوف على المفعول في أنجيناه ، أو على تقدير : واذكر ، أو على أرسلنا.
  قوله تعالى ( النَّشْأَةَ الآخِرَةَ ) بالقصر والمد لغتان.
  قوله تعالى ( وَلا فِي السَّمَاءِ ) التقدير : ولا من السماء فيها ، فمن معطوف على أنتم ، وهى نكرة موصوفة ، وقيل ليس فيه محذوف لأن أنتم خطاب للجميع ، فيدخل فيهم الملائكة ، ثم فصل بعد الإبهام.
  قوله تعالى ( إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ ) في ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذى ، والعائد محذوف : أي اتخذتموه ، و ( أوثانا ) مفعول ثان أو حال ، و ( مودة ) الخبر على قراءة من رفع ، والتقدير : ذوو مودة.
  والثانى هي كافة ، وأوثانا مفعول ، ومودة بالنصب مفعول له ، وبالرفع على إضمار مبتدأ ، وتكون الجملة نعتا لأوثان ويجوز أن يكون النصب على الصفة أيضا : أي ذوى مودة.
  والوجه الثالث أن تكون ( ما ) مصدرية ، ومودة بالرفع الخبر ولا حذف في هذا الوجه في الخبر بل في اسم ( إن ) والتقدير : إن سبب اتخاذكم مودة ، ويقرأ ( مودة ) بالإضافة في الرفع والنصب و ( بينكم ) بالجر وبتنوين مودة في الوجهين جميعا ، ونصب بين وفيما يتعلق به ( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) سبع أوجه : الأول أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت ( ما ) كافة لا على الوجهين الآخرين ، لئلا يؤدى إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر.
  والثانى أن يتعلق بنفس مودة إذا لم تجعل بين صفة لها لأن المصدر إذا وصف لا يعمل والثالث أن تعلقه بنفس بينكم لأن معناه اجتماعكم أو وصلكم.
  والرابع أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نونتها وجعلت بينكم صفة.
  والخامس أن تعلقها بمودة وتجعل بينكم ظرف مكان ، فيعمل مودة فيهما.
  والسادس أن تجعله حالا من الضمير في بينكم إذا جعلته وصفا لمودة.
  والسابع أو تجعله حالا من بينكم لتعرفه بالإضافة.
  وأجاز قوم منهم أن تتعلق في بمودة ، وإن كان بينكم صفة ، لأن الظرو ف يتسع فيها بخلاف المفعول به.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 183 _
  قوله تعالى ( ولوطا ) معطوف على نوح وإبراهيم.
  وقد ذكر قوله تعالى ( إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ) الكاف في موضع جر عند سيبويه ، فعلى هذا ينتصب أهلك بفعل محذوف : أي وننجى أهلك ، وفى قول الأخفش هي في موضع نصب أو جر ، وموضعه نصب فتعطف على الموضع ، لأن الإضافة في تقدير الانفصال كما لو كان المضاف إليه ظاهرا ، وسيبويه يفرق بين المضمر والمظهر فيقول لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين ، ويجوز ذلك كله مع المظهر ، والضمير في ( منها ) للعقوبة ، و ( شعيبا ) معطوف على نوح ، والفاء في ( فقال ) عاطفة على أرسلنا المقدرة ( وَعَاداً وَثَمُودَ ) أي واذكر ، أو وأهلكنا ( وقارون ) ومابعده كذلك ، ويجوز أن يكون معطوفا على الهاء في صدهم ، و ( كلا ) منصوب ب ( أخذنا ) و ( من ) في ( مَنْ أَرْسَلْنَا ) وما بعدها نكرة موصوفة وبعض الرواجع محذوف ، والنون في عنكبوت أصل ، والتاء زائدة لقولهم في جمعه عناكب.
  قوله تعالى ( مَا يَدْعُونَ ) هي استفهام في موضع نصب بيدعون لا بيعلم ، و ( مِنْ شَيْءٍ ) تبيين ، وقيل ( ما ) بمعنى الذى ، ويجوز أن تكون مصدرية ، وشئ مصدر ويجوز أن تكون نافية ، ومن زائدة ، وشيئا مفعول يدعون ، و ( نضربها ) حال من الأمثال ، ويجوز أن يكون خبرا ، والأمثال نعت.
  قوله تعالى ( إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا ) هو استثناء من الجنس ، وفي المعنى وجهان : أحدهما إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى بل بالغلظة لأنهم يغلظون لكم ، فيكون مستثنى من التى هي أحسن لامن الجدال.
  والثانى لا تجادلوهم البتة ، بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم.
  قوله تعالى ( أَنَّا أَنْزَلْنَا ) هو فاعل يكفهم.
  قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) في موضع رفع بالابتداء ، و ( لنتبوأنهم ) الخبر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه الفعل المذكور ، و ( غرفا ) مفعول ثان ، وقد ذكر نظيره في يونس والحج ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ) خبر ابتداء محذوف.
  قوله تعالى ( وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ ) يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء ، ومن دابة تبيين ، و ( لا تَحْمِلْ ) نعت الدابة ، و ( اللَّهُ يَرْزُقُهَا ) جملة خبر كائن ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 184 _
  وأنث الضمير على المعنى ، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه يرزقها : ويقدر بعد كأين.
  قوله تعالى ( وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ ) أي إن حياة الدار لأنه أخبر عنها بالحيوان ، وهى الحياة ، ولام الحيوان ياء ، والأصل حييان ، فقلبت الياء واوا لئلا يلتبس بالتثنية ولم تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين.
  قوله تعالى ( وليتمتعوا ) من كسر اللام جعلها بمعنى كى ، ومن سكنها جاز أن يكون كذلك ، وأن يكون أمرا ، والله أعلم.

سورة الروم
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ ) المصدر مضاف إلى المفعول ، و ( فِي بِضْعِ ) يتعلق بيغلبون ، و ( مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) مبنيان على الضم في المشهور ولقطعهما عن الإضافة ، وقرئ شاذا بالكسر فيهما على إرادة المضاف إليه كما قال الفرزدق.

يا من رأى عارضا يسر به      بـين ذراعي وجبهة iiالأسد
  إلا أنه في البيت أقرب ، لأن ذكر المضاف إليه في أحدهما يدل على الآخر ، ويقرأ بالجر والتنوين على إعرابهما كإعرابهما مضافين ، والتقدير : من قبل كل شئ ومن بعد كل شئ ( ويومئذ ) منصوب ب ( يفرح ) و ( بِنَصْرِ اللَّهِ ) يتعلق به أيضا ويجوز أن يتعلق ب ( ينصر ).
  قوله تعالى ( وَعْدَ اللَّهِ ) هو مصدر مؤكد : أو وعد الله وعدا ، ودل ما تقدم على الفعل المحذوف لأنه وعد.
  قوله تعالى ( مَا خَلَقَ اللَّهُ ) ( ما ) نافية ، وفي التقدير وجهان : أحدهما هو مستأنف لا موضع له ، والكلام تام قبله ، وأو لم يتفكروا مثل ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ ) .
  والثانى موضعه نصب بيتفكروا ، والنفى لايمنع ذلك كما لم يمنع في قوله تعالى ( وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ) ، و ( بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ ) يتعلق ب ( كافرون ) واللام لا تمنع ذلك ، والله أعلم.
  قوله تعالى ( وَأَثَارُوا الأَرْضَ ) قرئ شاذا بألف بعد الهمزة ، وهو للإشباع لاغير ( أكثر ) صفة مصدر محذوف ، و ( ما ) مصدرية.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 185 _
  قوله تعالى ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى ) يقرأ بالرفع والنصب.
  فمن رفع جعله اسم كان ، وفى الخبر وجهان : أحدهما السوأى ( أَنْ كَذَّبُوا ) في موضع نصب مفعولا له : أي لأن كذبوا ، أو بأن كذبوا ، أو في في موضع جر بتقدير الجار على قول الخليل.
  والثانى أن كذبوا : أي كان آخر أمرهم التكذيب ، والسوأى على هذا صفة مصدر ، ومن نصب جعلها خبر كان ، وفى الاسم وجهان : أحدهما السوأى ، والآخر أن كذبوا على ما تقدم ، ويجوز أن يجعل أن كذبوا بدلا من السوأى أو خبر مبتدأ محذوف ، والسوأى فعلى تأنيث الأسوأ ، وهى صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : أساءوا الاساءة السوأى ، وإن جعلتها اسما أو خبرا كان التقدير : الفعلة السوأى ، أو العقوبة السوأى ( يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ) الجمهور على تسمية الفاعل ، وقد حكى شاذا ترك التسمية ، وهذا بعيد لأن أبلس لم يستعمل متعديا ، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه ، وأقام المضاف إليه مقامه : أي ييبلس إبلاس المجرمين.
  قوله تعالى ( حِينَ تُمْسُونَ ) الجمهور على الإضافة ، والعامل فيه سبحان ، وقرئ منونا على أن يجعل تمسون صفة له ، والعائد محذوف : أي تمسون فيه كقوله تعالى ( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي ).
  قوله تعالى ( وعشيا ) هو معطوف على حين ، وله الحمد معترض ، وفى السموات حال من الحمد.
  قوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ ) فيه ثلاثة أوجه : أحدها أن من آياته حال من البرق : أي يريكم البرق كائنا من آياته ، ألا أن حق الواو أن تدخل هنا على الفعل ، ولكن لما قدم الحال وكانت من جملة المعطوف أولاها الواو ، وحسن ذلك أن الجار والمجرور في حكم الظرف فهو كقوله ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ ) والوجه الثاني أن ( أن ) محذوفة : أي ومن آياته أن يريكم ، وإن حذفت ( أن ) في مثل هذا جاز رفع الفعل.
  والثالث أن يكون الموصوف محذوفا : أي ومن آياته آية يريكم فيها البرق ، فحذف الموصوف والعائد ، ويجوز أن يكون التقدير : ومن آياته شئ أو سحاب ، ويكون فاعل يريكم ضمير شئ المحذوف.
  قوله تعالى ( مِنْ الأَرْضِ ) فيه وجهان : أحدهما هو صفة لدعوة.
  والثانى أن يكون متعلقا بمحذوف تقديره خرجتم من الأرض ، ودل على المحذوف ( إِذَا أَنْتُمْ

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 186 _
  تَخْرُجُونَ ) ولايجوز أن يتعلق ( من ) بتخرجون هذه ، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها.
  قوله تعالى ( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) أي البعث أهون عليه في ظنكم ، وقيل أهون بمعنى هين كما قالوا الله أكبر : أي كبير ، وقيل هو أهون على المخلوق ، لأنه في الابتداء نقل من نطفة إلى علقة إلى غير ذلك ، وفى البعث يكمل دفعة واحدة.
  قوله تعالى ( فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ) الجملة في موضع نصب جواب الاستفهام : أي هل لكم فتستووا ، وأما ( تخافونهم ) ففى الحال من الضمير الفاعل في سواء : أي فتساووا خائفا بعضكم بعضا مشاركته له في المال : أي إذا لم تشارككم عبيدكم في المال ، فكيف تشركون في عبادة الله من هو مصنوع لله ( كخيفتكم ) أي خيفة كخيفتكم.
  قوله تعالى ( فِطْرَةَ اللَّهِ ) أي الزموا أو اتبعوا دين الله ، و ( منيبين ) حال من الضمير في الفعل المحذوف ، وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أقم لأنه في المعنى للجميع ، وقيل فطرة الله مصدر : أي فطركم فطرة.
  قوله تعالى ( مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا ) هو بدل من المشركين بإعادة الجار.
  قوله تعالى ( ليكفروا ) اللام بمعنى كى ، وقيل هو أمر بمعنى التوعد كما قال بعده ( فتمتعوا ) والسلطان يذكر لأنه بمعنى الدليل ، ويؤنث لأنه بمعنى الحجة ، وقيل هو جمع سليط كرغيف ورغفان.
  قوله تعالى ( إِذَا هُمْ ) إذا مكانية للمفاجأة نابت عن الفاء في جواب الشرط لأن المفاجأة تعقيب ، ولايكون أول الكلام كما أن الفاء كذلك ، وقد دخلت الفاء عليها في بعض المواضع زائدة.
  قوله تعالى ( وَمَا آتَيْتُمْ ) ( ما ) في موضع نصب بآتيتم ، والمد بمعنى أعطيتم ، والقصر بمعنى جئتم وقصدتم.
  قوله تعالى ( ليربوا ) أي الربا ( فأولئك ) هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
  قوله تعالى ( ليذيقهم ) متعلق بظهر : أي ليصير حالهم إلى ذلك ، وقيل التقدير عاقبهم ليذيقهم.
  قوله تعالى ( وَكَانَ حَقّاً ) حقا خبر كان مقدم ، و ( نصر ) اسمها ، ويجوز أن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 187 _
  يكون حقا مصدرا وعلينا الخبر ، ويجوز أن يكون في كان ضمير الشأن وحقا مصدر وعلينا نصر مبتدأ وخبر في موضع خبر كان.
  قوله تعالى ( كسفا ) بفتح السين على أنه جمع كسفة ، وسكونها على هذا المعنى تخفيف ، ويجوز أن يكون مصدرا : أي ذا كسف والهاء في ( خلاله ) للسحاب وقيل للكسف.
  قوله تعالى ( مِنْ قَبْلِهِ ) قيل هي تكرير لقبل الأولى ، والأولى أن تكون الهاء فيها للسحاب أو للريح أو للكسف ، والمعنى : وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب أو الريح ، فتتعلق ( من ) بينزل.
  قوله تعالى ( إِلَى آثَارِ ) يقرأ بالإفراد والجمع ، و ( يحيى ) بالياء على أنه الفاعل الله أو الأثر أو معنى الرحمة ، وبالتاء على أن الفاعل آثار أو الرحمة ، والهاء في ( رأوه ) للزرع ، وقد دل عليه يحيى الأرض ، وقيل للريح ، وقيل للسحاب ( لظلوا ) أي ليظللن لأنه جواب الشرط ، وكذا أرسلنا بمعنى نرسل.
  والضعف بالفتح والضم لغتان.
  قوله تعالى ( لا تَنفَعُ ) بالتاء على اللفظ ، وبالياء على معنى العذر ، أو لأنه فصل بينهما ، أو لأنه غير حقيقي ، والله أعلم.

سورة لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( هُدًى وَرَحْمَةٌ ) هما حالان من آيات ، والعامل معنى الإشارة ، وبالرفع على إضمار مبتدأ : أي هي أو هو.
  قوله تعالى ( ويتخذها ) النصب على العطف على يضل ، والرفع عطف على يشترى ، أو على إضمار هو ، والضمير يعود على السبيل ، وقيل على الحديث لأنه يراد به الأحاديث ، وقيل على الآيات.
  قوله تعالى ( كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ) موضعه حال ، والعامل ولى ، أو مستكبرا.
  و ( كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً ) إما بدل من الحال الأولى التى هي كأن لم أو تبيين لها أو حال من الفاعل في يسمع.
  قوله تعالى ( خَالِدِينَ فِيهَا ) حال من الجنات ، والعامل ما يتعلق به لهم ، وإن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 188 _
  شئت كان حالا من الضمير في لهم وهو أقوى ( وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً ) قد ذكر في الروم ( بِغَيْرِ عَمَدٍ ) قد ذكر في الرعد.
  قوله تعالى ( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ ) أي مخلوقه كقولهم : درهم ضرب الأمين ، و ( ماذا ) في موضع نصب ب ( خلق ) لا بأرونى لأنه استفهام ، فأما كون ( ذا ) بمعنى الذى فقد ذكر في البقرة ، و ( لقمان ) اسم أعجمى وإن وافق العربي ، فإن لقمانا فعلانا من اللقم ( أَنْ اشْكُرْ ) قد ذكر نظائره ( وَإِذْ قَالَ ) أي واذكر ، و ( بنى ) قد ذكر في هود.
  قوله تعالى ( وهنا ) المصدر هنا حال : أي ذات وهن : أي موهونة ، وقيل التقدير في وهن.
  قوله تعالى ( معروفا ) صفة مصدر محذوف : أي أصحابا معروفا ، وقيل التقدير بمعروف.
  قوله تعالى ( إِنَّهَا إِنْ تَكُ ) ( ها ) ضمير القصة أو الفعلة ، و ( مِثْقَالَ حَبَّةٍ ) قد ذكر في الأنبياء.
  قوله تعالى ( مِنْ صَوْتِكَ ) هو صفة لمحذوف : أي اكسر شيئا من صوتك ، وعلى قول الأخفش تكون ( من ) زائدة.
  وصوت الحمير إنما وحده لأنه جنس.
  قوله تعالى ( نعمه ) على الجمع ونعمة على الإفراد في اللفظ ، والمراد الجنس كقوله ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) و ( ظاهرة ) حال أو صفة.
  قوله تعالى ( مِنْ شَجَرَةٍ ) في موضع الحال من ضمير الاستقرار ، أو من ( ما ) ( والبحر ) بالرفع على وجهين : أحدهما هو مستأنف.
  والثانى عطف على موضع اسم ( إن ) وبالنصب عطفا على إسم ( إن ) وإن شئت على إضمار فعل يفسره ما بعده وضم ياء ( يمده ) وفتحها لغتان.
  قوله تعالى ( إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) في موضع رفع خبر خلقكم قوله تعالى ( بِنِعْمَةِ اللَّهِ ) حال من ضمير الفلك ، ويجوز أن يتعلق بتجرى : أي بسبب نعمة الله عزوجل.
  قوله تعالى ( وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ ) مولود يجور أن يعطف على والد فيكون ما بعده صفة له ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، وإن كان نكرة لانه في سياق النفى ، والجملة بعده الخبر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 189 _
  قوله تعالى ( وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) هذا يدل على قوة شبه الظرف بالفعل ، لأنه عطفه على قوله عنده ، كذا يقول ابن جنى وغيره ، والله أعلم.

سورة السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( ألم ) يجوز أن يكون مبتدأ ، و ( تنزيل ) خبره ، والتنزيل بمعنى المنزل وهو في المعنى كما ذكرناه في أول البقرة فعلى هذا ( لا رَيْبَ فِيهِ ) حال من الكتاب ، والعامل تنزيل ، و ( مِنْ رَبِّ ) يتعلق بتنزيل أيضا ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فيه ، والعامل فيها الظرف لأن ريب هنا مبنى ، ويجوز أن يكون تنزيل مبتدأ ، ولاريب فيه الخبر ، ومن رب حال كما تقدم ، ولايجوز على هذا أن تتعلق ( من ) بتنزيل ، لأن المصدر قد أخبر عنه ، ويجوز أن يكن الخبر من رب ، ولاريب فيه حال من الكتاب ، وأن يكون خبرا بعد خبر.
  قوله تعالى ( أَمْ يَقُولُونَ ) أم هنا منقطعة ، أي بل أيقولون ، و ( ما ) في ( مَا أَتَاهُمْ ) نافية ، والكلام صفة لقوم.
  قوله تعالى ( مِمَّا تَعُدُّونَ ) يجوز أو يكون صفة لألف ، وأن يكون صفة لسنة.
  قوله تعالى ( الَّذِي أَحْسَنَ ) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف : أي هو الذى ، أو خبرا بعد خبر ، والعزيز مبتدأ ، والرحيم صفة ، والذى خبره ، و ( خلقه ) بسكون اللام بدل من كل بدل الاشتمال : أي أحسن خلق كل شئ ، ويجوز أن يكون مفعولا أول ، وكل شئ ثانيا ، وأحسن بمعنى عرف : أي عرف عباده كل شئ ، ويقرأ بفتح اللام على أنه فعل ماض ، وهو صفة لكل أو لشئ.
  قوله تعالى ( أَئِذَا ضَلَلْنَا ) بالضاد : أي ذهبنا وهلكنا ، وبالصاد : أنتنا من قولك : صل للحم إذا أنتن ، والعامل في ( إذا ) معنى الجملة التى في أولها إنا : أي إذا هلكنا نبعث ، ولا يعمل فيه ( جديد ) لأن ما بعد ( إن ) لا يعمل فيما قبلها ( وَلَوْ تَرَى ) هو من رؤية العين ، والمفعول محذوف : أي ولو ترى المجرمين ، وأغنى عن ذكره المبتدأ ، و ( إذ ) هاهنا يراد بها المستقبل ، وقد ذكرنا مثل ذلك في البقرة ، والتقدير : يقولون ربنا ، وموضع المحذوف حال والعامل فيها ( ناكسوا ).
  قوله تعالى ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ ) أي فذوقوا العذاب ، ويجوز أن يكون مفعول